صورة من صور الانحراف العقائدي إذ أن الإقرار بإمامة رمز من رموز آل البيت يضرب إمامة الحكام ويشكّك في شرعيتهم وعقيدة أهل السنة في الحكام أنهم الأئمة الواجب السمع والطاعة لهم وبروز فكرة الإمامة خارج دائرة الحكام يعني الخروج عليهم ، وهو ما يرفضه أهل السنة بقوة (١).
وفيما يتعلق بالإمامية فقد حددهم البغدادي فيما يلي : كاملية ومحمدية وباقرية وناووسية وشميطية وعمارية وإسماعيلية ومباركية وموسوية وقطعية واثني عشرية وهشامية وزرارية ويونسية وشيطانية.
وهذه الفرق المزعومة نسب إليها البغدادي القول بتكفير الصحابة وإمامة علي بن أبي طالب والقول بتفضيل النار على الأرض والقول بأن محمد بن عبدالله بن الحسن بن الحسين هو المهدي المنتظر والقول بإمامة محمد الباقر بن علي بن الحسين ، كذلك القول بإمامة موسى بن جعفر وأنه المهدي والقول بإمامة محمد بن إسماعيل بن جعفر الصادق والقول بإمامة علي بن موسى الرضا ، ونسب إلى الهشامية قولها بالتجسيم والتشبيه كذلك اليونسية ، أما الشيطانية فنسبة إلى شيطان الطاق ونسب إليهم ما نسب إلى اليونسية.
وهذه التسميات والتقسيمات التي جاء بها البغدادي فهي من اختراع أهل السنة ، وليس لها وجود على ساحة الواقع ، وما هي في الحقيقة إلاّ فرقة واحدة هي الشيعة الإمامية الاثني عشرية التي تؤمن بإمامة علي بن
__________________
١ ـ انظر مسلم كتاب الإمارة وشرحه للنووي ، وانظر البخاري كتاب الأحكام وشرحه لابن حجر في فتح الباري وانظر كتب العقائد.