الصلاة إليها فكل من أقرّ بذلك كلّه ولم يشبه ببدعة تؤدّي إلى الكفر فهو السني الموحد.
ولنا على هذا الكلام الملاحظات التالية :
أولا : إن الآراء الثلاثة التي رفضها البغدادي هي آراء سليمة وصحيحة وتنسجم مع كم الروايات التي تكتظ بها كتب السنن حول مسألة الإيمان (١).
ثانياً : إن أمة الإسلام حسب منظور البغدادي لا تضم أهل السنة وحدهم بل تضم جميع الفرق الأخرى فجميع الفرق تقرّ بكل الأمور التي ذكرها ، وليس هناك خلاف حول شيء منها ، وقد يقع الخلاف حول تحديد مفهوم التوحيد ومسألة الصفات وحدوث العالم وهذه أمور لا تقدح في الاعتقاد ولا تبدّد الإيمان ، فليس من حق أهل السنة أن يفرضوا مفاهيمهم على الآخرين ، وهم في الحقيقة لم يتمكنوا من فرض مفاهيمهم إلاّ على العوام وبواسطة الحكام.
ثالثاً : مسألة العدل ونفي التشبيه التي وضعها البغدادي ضمن صفات أهل السنة ليست صواباً ، فأهل السنة نقضوا فكرة العدل ونسبوا الظلم إلى الله سبحانه في الوقت الذي تبنوا فيه الكثير من الروايات التي تقود إلى التشبيه والتجسيم والتي أنكرتها عليهم الفرق الأخرى (٢).
__________________
١ ـ انظر البخاري ومسلم كتاب الإيمان. وانظر كتب السنن الأخرى.
٢ ـ انظر كتب العقائد السنية ، وانظر الاعتقاد للبيهقي ، وانظر البخاري كتاب التوحيد وكتاب