وفيما يتعلق بالمواجهة الدولية فهي ناتجة عن وقوع فرق أهل السنة في المستنقع الأفغاني ، فقد حازت هذه الفرق على نقمة حكومات العالم التي كانت ترتع في ظلها هذه الفرق خاصة في دول أوروبا ، والتي أصبحت تنظر لها اليوم بعين الشك ، وتسعى إلى استئصالها والاستراحة من شرها.
ومن هنا أصبحت الحكومات التي كانت فرق أهل السنة تستظل بظلها وتحتمي بها مصدر تهديد لوجودها ومستقبلها ، وهذا يعني أنها نقضت التحالف القائم معها.
ولقد كان أهل السنة في الماضي يستمدون قوتهم من الحكام وفقدهم هذا السند في الحاضر يعني فقدهم القدرة على الاستمرار والبقاء.
وعلى ضوء هذا كله يمكن الحكم أن مستقبل فرق أهل السنة في خطر.
خطر من الداخل.
وخطر من الخارج.
وليس هناك من سبيل لدرء هذا الخطر سوى الاتجاه نحو التصحيح في مواجهة تمرّد الفرق الجديدة وفي مواجهة تغير موقف الحكومات منها (١).
تصحيح العقائد.
__________________
١ ـ اتجهت بعض فرق أهل السنة المعاصرة الى تبنّي الجمع في الصلوات بلا سفر ولا مطر ، أي في الحضر ، وهو ما تقول به الشيعة ، وقد وجدوا له أسانيد في مصادرهم ، لكن الفرق السابقة عتمت عليها ، كذلك خالفت هذه الفرق في مسألة توقيت الصلوات. وبخصوص الحكومات فهناك تغير واضح في موقف الحكم السعودي وحكومة باكستان تجاه فرق أهل السنة ، وما يجب ذكره هنا هو ان الواقع السعودي والواقع الباكستاني كانا مركز تفريخ الفرق السنية المعاصرة.