كانت فكرة الإمامة بذرة الخلاف الأولى في واقع المسلمين ، ولولا تدخّل الحكّام لاستقامت الأُمور ونُبذ الخلاف.
لقد لبس الحكام ثوب الإمامة وبارك الفقهاء هذه الجناية في حق الإسلام والمسلمين.
ومنذ ذلك الحين زرعت شجرة الخلاف ، وأثمرت فرقاً وجماعات متناحرة عوقت مسيرة الأمة وأدّت إلى تخلّف المسلمين.
إن جميع صور الفرقة والخلاف والتناحر التي استوطنت واقع المسلمين من بعد وفاة الرسول ( صلى الله عليه وآله ) وحتى اليوم كان سببها غياب الإمامة الحقة.
لقد كان الإسلام خاتم الرسالات ومحمد ( صلى الله عليه وآله ) هو خاتم الأنبياء ، فمن ثم كان لابد وأن تكون هناك أداة لضبط حركة الإسلام وواقع المسلمين من بعد الرسول ( صلى الله عليه وآله ) وكانت هذه الأداة هي الإمامة.
لم تكن الإمامة ـ لو أتيحت لها الفرصة للقيام بدورها في واقع المسلمين بعد غياب الرسول ـ لتسمح ببروز الحكام الطغاة والفقهاء المسيسين.
والحكام الطغاة والفقهاء المسيسين كانا أساس الفرقة والخلاف.