فهي تدعم الحكام وأهل السنة في مواجهة خصومهم.
وفي الوقت نفسه تضفي القدسية والمشروعية عليهما.
وقد وردت الكثير من الروايات في تفضيل أهل الشام كما وردت روايات أكثر في تفضيل الإمام علي بن أبي طالب وأهل البيت (١).
واحتار فقهاء أهل السنة في حسم هذا التناقض بين الروايات ، فتفضيل أهل الشام يعني رفع معاوية وخفض الإمام علي ، وتفضيل الإمام علي يعني الحط من أهل الشام وخفض معاوية.
ولو انحاز أهل السنة بفكرة الفرقة الناجية والطائفة المنصورة نحو أهل البيت ( عليهم السلام ) لضرب الخط السائد نهج معاوية والعباسيين من بعده ولضاع أهل السنة أيضاً ولم يصبح لهم وجود ويلحقون بكثير من الفرق التي أصبحت في ذمة التاريخ ، وأمام هذا الأمر اضطر أهل السنة إلى التوفيق بين الروايات وتبني الحل الوسط الذي يحفظ كيانهم وكيان الحكام.
يقول ابن تيمية : أما قوله ( صلى الله عليه وسلم ) لا يزال أهل الغرب ظاهرين .. ونحو ذلك مما يدل على ظهور أهل الشام وانتصارهم فهكذا وقع ، وهذا هو الأمر ، فإنهم ما زالوا ظاهرين منتصرين.
وأما قوله ( صلى الله عليه وسلم ) : لا تزال طائفة من أمتي قائمة بأمر الله. ومن هو ظاهر فلا
__________________
١ ـ انظر تاريخ دمشق لابن عساكر ج ١ وقد حشد فيه عشرات الروايات التي تمجد في الشام وأهله وانظر الترمذي كتاب الفتن باب ما جاء في الشام. وانظر كتب السنن أبواب الفضائل. وباب فضل أهل البيت في مسلم. وفضل الإمام علي في هذه الكتب. وخصائص الإمام علي للنسائي.