إن شاء الله ،
وبالآخرة أجلاً ، وأكثر من حمد الله ... ) .
ومن مواساته للناس تعازيه للمنكوبين
والمفجوعين ، فقد بعث رسالة إلى رجل قد فجع بفقد ولده ، وقد جاء فيها بعد البسملة
:
( ذكرت مصيبتك بعليّ ابنك ، وذكرت أنّه
كان أحبّ ولدك إليك ، وكذلك الله عزوجل إنّما يأخذ من الولد وغيره أزكى ما عند
أهله ، ليعظم به أجر المصاب بالمصيبة ، فأعظم الله أجرك ، وأحسن عزاك ، وربط على
قلبك ، إنّه قدير ، وعجّل الله عليك بالخلف ، وأرجو أن يكون الله قد فعل إن شاء
الله ... )
، وأعربت هذه الرسالة الرقيقة عن مدى تعاطف الإمام مع الناس ، ومواساته لهم في
البأساء والضرّاء.
ومن مواساته للناس أنّ رجلاً من شيعته
كتب إليه يشكو ما ألمَّ به من الحزن والأسى لفقد ولده ، فأجابه الإمام عليهالسلام برسالة تعزية جاء فيها :
( أمَا علمت أنّ الله عزوجل يختار من
مال المؤمن ، ومن ولده أنفسه ليؤجره على ذلك ... ) .
لقد شارك الناس في البأساء والضراء ،
وواساهم في فجائعهم ومحنهم ، ومدَّ يد المعونة إلى فقرائهم ، وضعفائهم ، وبهذا
البرّ والإحسان فقد احتلّ القلوب والعواطف وأخلص له الناس وأحبّوه كأعظم ما يكون
الإخلاص والحبّ.
هذه بعض مثل الإمام الجواد وقيمه ، وقد
رفعته إلى المستوى الرفيع الذي بلغه آباؤه الذين فجرّوا ينابيع العلم والحكمة في
الأرض ، ورفعوا مشعل الهداية والإيمان
__________________