( يا محمد ما في يدي؟ .. ).
فأجابه الإمام :
( إنّ الله تعالى خلق في بحر قدرته سمكاً صغيراً تصيده بازات الملوك والخلفاء ، كي يختبروا بها سلالة بني المصطفى .. ).
ولم يملك المأمون إعجابه بالإمام فراح يقول :
( أنت ابن الرضا حقّاً!! ).
وأخذه معه ، وأحسن إليه ، وبالغ في إكرامه (١) وكان هذا الاجتماع أوّل التقاء بين الإمام والمأمون.
وأجمع المؤرّخون على أنّ المأمون قد رغب في زواج الإمام أبي جعفر عليهالسلام من ابنته أمّ الفضل ، فهو الذي دعاه إلى هذه المصاهرة ، ومن الجدير بالذكر أنّها ثاني علاقة تكون بهذا المستوى بين الأسرتين العلوية والعباسية بعدما انهارت جميع أسس العلائق والقرابة التي كانت بينهما ، ولم يعدّ أي تقارب أو التقاء بين الأسرتين ، وكان ذلك منذ عصر الطاغية اللئيم المنصور الدوانيقي ، وجرى أبناؤه على ذلك فنكّلوا بالعلويّين كأفظع ما يكون التنكيل.
وذكر الرواة والمؤرّخون عدّة أسباب لإقدام المأمون على هذه المصاهرة وهذه بعضها :
١ ـ ما أدلى به نفس المأمون حينما عزم على أن يزوّج الإمام من ابنته فقال :
__________________
١ ـ نور الأبصار : ١٤٦ ، أخبار الدول : ١١٦ ، الإتحاف بحب الأشراف : ص ٦٤ بحر الأنساب : ج ٢ ص ١٩
( من مصوّرات مكتبة الإمام أمير المؤمنين ).