أسند لهم قيادة الجيش ، وجعل لهم مراكز في مجال السياسة والحرب وحرم العرب ممّا كان لهم من قيادة الجيوش ، وقد آثرهم على الفرس والعرب في كلّ شيء.
وقد أساء الأتراك إلى المواطنين فكانوا يسيرون في شوارع بغداد راكبين خيولهم دون أن يعبأوا بالمارّة فكانوا يسحقون الشيخ والمرأة والطفل وقد ضجّت بغداد من اعتدائهم وعدم مبالاتهم (١).
وقد وصف دعبل الخزاعي مدى تسلّط الأتراك على المعتصم وبنوع خاصّ وصيف واشناس التركيّين يقول :
لقد ضاع أمر الناس إذ ساس ملكهم |
|
وصيف واشناس وقد عظم الكرب |
وذكر دعبل أنّ المعتصم عهد بوزارته إلى الفضل بن مروان وكان نصرانيّاً في الأصل قال :
وفضل
بن مروان سيثلم ثلمة |
|
يظلّ لها الإسلام ليس لها شعب |
وأترعت نفس المعتصم بالحقد والكراهية للإمام الجواد عليهالسلام فكان يتميّز من الغيظ حينما يسمع بفضائل الإمام ومآثره ، وقد دفعه حسده له أن قدم على اغتياله كما سنتحدّث عن ذلك.
وأشخص المعتصم الإمام الجواد إلى بغداد فورد إليها لليلتين بقيتا من المحرم سنة ( ٢٢٠ هـ ) (٢).
__________________
١ ـ تاريخ الحضارة الإسلامية في الشرق : ص ٢٤.
٢ ـ شرح ميمية أبي فراس : ص ٣٦. الفصول المهمة : ص ٢٦٢.