وكان يحيي لياليه بالغناء والرقص ، والعزف على العود ، ولم يمرّ اسم الله ولا ذكره في قصوره ولياليه.
إلى هنا ينتهي بنا الحديث عن بعض نزعات المأمون وصفاته ، وهي تكشف عمّا كان يتمتّع به من القابليات الدبلوماسية ، كما كشفت عن ميوله ورغباته الخاصّة في اللهو والدعارة والمجون.
والشيء الذي يهمّنا هو البحث عن تظاهر المأمون بالتشيع ، حتى اعتقد الكثيرون من البحّاث أنّه من الشيعة؛ لأنّه قام بما يلي :
أ ـ ردّ فدك للعلويّين :
وردّ المأمون فدكاً للعلويّين بعد أن صادرتها الحكومات السابقة عليه وكان قصدها إشاعة الفقر بين العلويّين ، وفرض الحصار الاقتصادي عليهم حتى يشغلهم الفقر والبؤس عن مناهضة أولئك الحكام ، وقد أنعش المأمون العلويّين ، ورفع عنهم تلك الضائقة الاقتصادية التي كانت آخذة بخناقهم ، ويعتبر كثيرون من البحّاث هذا الإجراء دليلاً على تشيّعه ، ولمّا سجّل لهم فدكاً قام دعبل فأنشد أبياتاً أولها :
أصبح وجه الزمان قد ضحكا |
|
بردّ مأمون هاشم فدكا |
ب ـ تفضيل الإمام أمير المؤمنين على الصحابة :
وقام المأمون بأجراء خطير فقد أعلن رسمياً فضل الإمام أمير المؤمنين رائد العدالة الاجتماعية في الأرض على عموم الصحابة كما أعلن الحطّ من معاوية بن أبي سفيان الذئب الجاهلي.
وكان هذا الإجراء من أهمّ المخطّطات التي تُلفت النظر إلى تشيّعه ، فقد جرى