وَلَايَجْهَدَ بِهَا (١) رُكُوباً ، وَلْيَعْدِلْ (٢) بَيْنَهُنَّ فِي ذلِكَ ، وَلْيُورِدْهُنَّ (٣) كُلَّ مَاءٍ يَمُرُّ (٤) بِهِ ، وَلَايَعْدِلْ (٥) بِهِنَّ عَنْ نَبْتِ الْأَرْضِ إِلى جَوَادِّ (٦) الطَّرِيقِ (٧) فِي السَّاعَةِ الَّتِي فِيهَا تُرِيحُ (٨) وَتَغْبُقُ (٩) ، وَلْيَرْفُقْ بِهِنَّ جُهْدَهُ حَتّى يَأْتِيَنَا (١٠) بِإِذْنِ اللهِ سِحَاحاً (١١) سِمَاناً غَيْرَ مُتْعَبَاتٍ
__________________
(١) في « بح ، بس » والوافي والوسائل والغارات : « ولا يجهدنّها ». وفي « بخ ، بر ، بف » : « ولا تجهد بها ». وقرأهالعلاّمة الفيض أيضاً : لايجهدنّها ، من باب الإفعال ، حيث قال في الوافي : « الإجهاد : الإيقاع في المشقّة ».
(٢) في « ظ ، بر » : « ولتعدل ».
(٣) في « بر » : « ولتوردهنّ ».
(٤) في « بث ، بس ، جن » : « تمرّ ».
(٥) في « بر » : « ولا تعدل ».
(٦) « الجَوادّ » : جمع الجادّة ، وهي معظم الطرق ، وقيل : هي سواد الطريق ووسطه ، وقيل : هي الطريق الأعظم التي تجمع الطرق ولابدّ من المرور عليها. راجع : الصحاح ، ج ٢ ، ص ٤٥٢ ؛ النهاية ، ج ١ ، ص ٢٤٤ ( جدد ).
(٧) في حاشية « ظ » والمقنعة : « الطرق ».
(٨) الإراحة : ردّ الإبل والغنم من العشيّ إلى مُراحها ، حيث تأوي إليه ليلاً ، والإراحة أيضاً : رجوع إبل الرجل وغنمه وماله عليه ، ولايكون ذلك إلاّبعد الزوال. راجع : لسان العرب ، ج ٢ ، ص ٤٦٤ ـ ٤٦٥ ؛ المصباح المنير ، ص ٢٤٣ ( روح ).
(٩) في الغارات : « وتعنق ». و « تغبق » من الغَبوق ، وهو الشرب بالعشيّ وشرب آخر النهار ، مقابل الصَبوح. راجع : الصحاح ، ج ٤ ، ص ١٥٣٥ ؛ النهاية ، ج ٣ ، ص ٣٤١ ( غبق ).
هذا ، وقد قال ابن إدريس في السرائر ، ج ١ ، ص ٤٦٤ : « سمعت من يقول : تريح وتغبق ، بالغين المعجمة والباء ويعتقد أنّه من الغبوق وهو الشرب بالعشيّ ، وهذا تصحيف فاحش وخطأ قبيح وإنّما هو تعنق ، بالعين غير المعجمة المفتوحة والنون المفتوحة ؛ من العنق وهو ضرب من سير الإبل وهو سير شديد ... ؛ لأنّ معنى الكلام أنّه لا تعدل بهنّ عن نبت الأرض إلى جوادّ الطرق في الساعات التي لها فيها راحة ، ولا في الساعات التي فيها مشقّة ، ولأجل هذا قال : تريح ، من الراحة ، ولو كان فيها من الرواح لقال : تروح وما كان يقول : تريح ، ولأنّ الرواح عند العشيّ يكون قريباً منه ، والغبوق هو شرب العشيّ على ما ذكرناه ، فلم يبق له معنى وإنّما المعنى ما بيّناه ، وإنّما أوردت هذه اللفظة في كتابي ؛ لأنّي سمعت جماعة من أصحاب الفقهاء يصحّفونها ».
وقال في الوافي : « قال استاذنا رحمهالله : كون ذلك تصحيفاً غير معلوم ، بل يحتمل الأمرين ».
وقال في مرآة العقول ، ج ١٦ ، ص ٦٨ : « قال الفاضل الأسترآبادي : قوله : ويريح ويعنق ، أي الرسول ، والضمائر كلّها راجعة إلى رسول المصدّق ، وحينئذٍ لايتوجّه خطيئة بعض الأذكياء عليه وتشنيعه على الفقهاء ، وفي وصيّة اخرى منه : وأرح فيه بدنك وروّح ظهرك ، مؤيّد لهذا المعنى. وقال في النهاية : فانطلقوا معانقين ، أي مسرعين ، من عانق مثل أعنق ، إذا سارع وأسرع ».
(١٠) في « ظ ، ى ، بث ، بر ، بس » والوسائل : « حتّى تأتينا ».
(١١) في « بث » : « شحاماً ». وفي « بخ » : « سجاحاً ». وفي « جن » والتهذيب : « صحاحاً ». وفي مرآة العقول :