ثم قال : المقصّر أصغر ، محمود يسوق ، أنا أقعد في الوسط وأنت تقعد بصفّي.
كلّ هذا ، وأنا غير منتبه أبداً أنه كيف عرف نذرنا ، ومن اين علم ببقاءنا في العراق أربعين يوماً ، ومن اين عرف ان السائق اسمه اصغر وانه المقصّر في هذا الضياع ، وكيف عرف اننا نكون اول المغرب في الجرية؟
فان هذه الاشياء كانت من الغيب ، ولا يعرفها الّا من هو متصل بعلّام الغيوب. لكننا كنّا محجوبين عن معرفته سلام اللّه عليه.
ركبنا السيارة ، وجلس محمود في مكان السياقة.
فقال عليهالسلام : قل له يسوق.
فقلت لمحمود يسوق السيارة.
فقام محمود بتشغيل السيارة ، من غير أن نلتفت الى ان السيارة لم تكن فيها قطرة من البنزين والماء. لكن تحركت السيارة وقطعت الطريق الرملي بكل سرعة ، حتى وصلنا الى وسط الجبلين.
فنظر عليهالسلام الى السماء وقال : الآن أول الظهر ، قل له يتوقف. صلّوا وأنا أصلّي ، وبعد الصلاة نركب. مَلّوا قِرَبكم ، ومَلّوا سيارتكم.
فتوقفنا عن المسير ونزلنا في ذلك المكان.
وأشار عليهالسلام في ذلك المكان القفر الى شجرة نابتة وبجنبها بئر ماءٍ زلال ، ماؤها قريب من سطح الارض على شبر ونصف؛ تصل اليد الى الماء بكل سهولة ، مع أن الماء في تلك الصحراء القاحلة لو وجد تحت الارض كان على عمق كبير عن سطح الارض.
فشربنا من ذلك الماء روياً ، وملأنا القرب والسيارة ، وتوضّأنا وصلّينا.
فجاءنا هو عليهالسلام بعد أن اكمل صلاتيه الظهر والعصر ، وأمر بأن يتغدّى كل