وسيُردي الجاهل رداءةُ عمله ، وسيعلم الكافر لمن عقبى الدار.
عصمنا اللّه وإياكم من المهالك والأسواء والآفات والعاهات كلها برحمته ، فانه ولي ذلك والقادر على ما يشاء ، وكان لنا ولكم ولياً وحافظاً.
والسلام على جميع الأوصياء والأولياء والمؤمنين ، ورحمة اللّه وبركاته وصلى اللّه على محمّد وآله وسلم تسليماً».
__________________
(١) ورد هذا التوقيع في : الاحتجاج (للطبرسي) : ج ٢ ص ٣٠١ ، والغيبة (لشيخ الطائفة) : ص ٢٢٩ ، وجاء في البحار : ج ٥٣ ص ١٥١ ب ٣١ بعد الحديث ١.
وراوي التوقيع هو الشيخ الجليل الموثوق به محمد بن عبدالله الحميري الذي كان من وجوه الأصحاب وممن يرجع اليه الفقهاء الأطياب.
قال عنه النجاشي : محمد بن عبدالله بن جعفر بن الحسن بن جامع بن مالك الحميري ، ابو جعفر القمي ، كان ثقة وجهاً. كاتَبَ صاحب الأمر عليهالسلام وسأله مسائل في أبواب الشريعة.
قال لنا أحمد بن الحسين : وقعت هذه المسائل اليَّ في أصلها والتوقيعات بين السطور ، وكان له إخوة جعفر والحسين وأحمد ، كلهم كان له مكاتبة ، ولمحمد كُتُب ... (رجال النجاشي : ٢٥١).
وقال عنه العلامة الحلي : محمد بن عبدالله بن جعفر بن الحسين بن جامع بن مالك الحميري ـ بالحاء المهملة ـ أبو جعفر القمي ، كان ثقة وجهاً ، كاتَبَ صاحب الأمر عليهالسلام ... (الخلاصة : ص ٢٦١).
وقد وثقة أيضاً في الوجيزة والبلغة والمشتركاتين ، وعدّه في الحاوي في فصل الثقات ، فلا غمز في الرجل بوجهٍ. (تنقيح المقال : ج ٣ ص ١٣٩).
واعلم أن طريق الشيخ قدسسره الى الحميري رضوان الله عليه ، طريق صحيح. فقد قال في الفهرست عند ذكره : له مصنفات وروايات ؛ أخبرنا بها جماعة ، عن أبي جعفرابن بابويه ، عن أحمد بن هارون الفامي وجعفر بن الحسين عنه (الفهرست ص ١٨٤).
له كتب أربعة الى الامام المهدي عليهالسلام ، وكانت الأجوبة تأتي اليه مرّةً بلفظ «التوقيع» ، وثانية بلفظ «الجواب» ، وثالثة بلفظ «فأجاب» ورابعة بلفظ «وأما ما سألت».