فيرث الأرض عباده الصالحون.
وهو من المحتومات الالهية التي لا تبديل لها عند اللّه تعالى ، كما صرحت به أحاديثنا الشريفة ، مثل حديث ابي حمزة الثمالي :
قال : كنت عند أبي جعفر محمد الباقر عليهالسلام ذات يوم ، فلما تفرق من كان عنده قال لي :
«يا ابا حمزة. من المحتوم الذي لا تبديل له عند اللّه قيام قائمنا ، فمن شك فيما أقول لقى اللّه وهو به كافر وله جاحد ....
يا ابا حمزة ، من أدركه فلم يسلم له فما سلّم لمحمد صلىاللهعليهوآلهوسلم وعلي عليهالسلام ، وقد حرّم اللّه عليه الجنّة ، ومأواه النار وبئس مثوى الظالمين» (١).
فيقوم الامام الحق ، ويبسط الحق ، ويسير بالحق ، وهي سيرة رسول اللّه صلىاللهعليهوآلهوسلم وأمير المؤمنين عليهالسلام ، كما صرحت به الأحاديث المعتبرة (٢).
وينبغي أن نشير هنا الى مسيره المبارك في قيامه الأغرّ الذي يخطّط بالأحاديث الشريفة في المراحل الثلاثة التالية :
١ ـ اصلاحاته عليهالسلام في مكّة المكرّمة.
٢ ـ التوجّه الى المدينة المنوّرة.
٣ ـ السير الى الكوفة ، عاصمته المباركة.
المستفاد من بعض الأحاديث ، أن مكّه تستسلم له عليهالسلام ويسيطر الامام على
__________________
(١) بحار الانوار : ج ٣٦ ص ٣٦٣ ب ٤٥ ح ٩.
(٢) بحار الانوار : ج ٥٢ ص ٣٥٤ ب ٢٧ ح ١١٢ ، ص ٣٨١ ح ١٩٢ ، ج ٤٧ ص ٥٤ ب ٤ ح ٩٢ ، ولاحظ بيان ذلك في : منتخب الأثر : ص ٣٠٥.