الجامعة ، أي محل استقرار البركة التي هي كثرة النعمة والخير والكرم ، وزيادة التشريف والكرامة والنماء والسعادة.
وفي حديث الامام الصادق عليهالسلام :
«نحن أهل بيت الرحمة ، وبيت النعمة ، وبيت البركة» (١).
بارك اللّه تعالى في كل ما يخصهم ويختص بهم ، والشواهد ظاهرة باهرة.
قضاء دولة الامام المهدي عليهالسلام ، قضاءٌ عادل حق ، ومصيبٌ كبد الحقيقة. فانه عليهالسلام يقضي ويحكم بعلم الامامة وبما يلهمه اللّه تعالى ، المطلع على الحقائق والضمائر ، والواقف على جميع الافعال في الظواهر والسرائر.
ومن الثابت انه عليهالسلام يقضي بعلمه الالهي وتوسّمه الربّاني. فيعطي كلَّ نفسٍ حقها من غير حاجة الى إنتظار شهادة الشهود أو وسائل الاثبات.
ومن الواضح في حكمة الحُكم ، أنه عليهالسلام حيث يريد أن يملأ الارض قسطاً وعدلاً ، ويقضي على كل ظلم وجور ، ويأخذ حق المظلوم من الظالم لا يُتوقّع منه ، بل لا يناسبه أن ينتظر حتى يرفع المظلوم اليه شكواه ويقدم له دعواه ، أو يأتي الشهود ليشهدوا بحقٍ مجحود ، ولعل هناك من لا يستطيع إثبات حقه أو يعجز عن ردّ ظالمه.
بل من تمام الحكمة أن يحكم هو بما أراه اللّه تعالى بإلهامه ونوّره بعلمه ، ليطهّر جميع البلاد من لوث الظلم والفساد.
وقد أمدّه اللّه القدير بكفايته ، وتولّاه برعايته ، وأوضح له الحقّ الباهر كالصبح الزاهر ، بل أوضح ذلك ببركته عليهالسلام لولاته والقضاة المبعوثين من قِبَله
__________________
(١) البحار : ج ٢٦ ص ٢٥٤ ب ٤ ح ٢٧.