«يا مولانا يا صاحب الزمان ، الغوث الغوث الغوث ، أدركني أدركني أدركني ...».
كل هذا يكشف ويدل على ان التشرف بخدمته عليهالسلام من الحقائق الثابتة.
وإن من أوضح الاُمور الوجدانيّة والمفاهيم الحسيّة ، حقيقة التشرف بالخدمة التي حصلت فوق حدّ الاحصاء ، وانكشفت للاُمة جمعاء ، وفاقت تواتر المخبرين ، وبلغت حدّ القطع واليقين ، بحيث صارت كالنور على المنار والشمس في رائعة النهار ، وهي ذا دامت الى يومنا هذا.
ويكفيك في هذا المجال ، ملاحظة ما أخبر به ثقات الرجال في المصادر والكتب التي أشرنا اليها في فصل من رآه عليهالسلام في الغيبة الكبرى.
ونتبرك بالتلميح الى نبذة التشرفات فيما يلي :
١ ـ تشرف مبعوث الشيخ الأقدم ابن قولويه قدسسره ، قال :
«لمّا وصلت بغداد في سنة سبع وثلاثين للحجِّ [بعد الثلاثمائة] ـ وهي السّنة الّتي ردَّ القرامطة فيها الحجر إلى مكانه من البيت ـ كان أكبر همّي مَن ينصب الحجر ، لأنّه مضى في أثناء الكتب قصّة أخذه ، و [أنّه] إنّما ينصبه في مكانه الحجّة في الزَّمان؛ كما في زمان الحجّاج وضعه زين العابدين في مكانه واستقرَّ.
فاعتللت علّة صعبة خفت منها على نفسي ولم يتهيّأ لي ما قصدته. فاستنبت المعروف بابن هشام وأعطيته رقعة مختومة ، أسأل فيها عن مدَّة عمري وهل يكون الموت في هذه العلّة أم لا ، وقلت : همّي إيصال هذه الرُّقعة إلى واضع الحجر في مكانه وأخذ جوابه وإنّما أندبك لهذا.
قال : فقال المعروف بابن هشام : لمّا حصلت بمكّة وعُزم على إعادة الحجر ، بذلتُ لسدنة البيت جملة تمكّنت معها من الكون بحيث أرى واضع الحجر في مكانه. فأقمت معي منهم من يمنع عنّي ازدحام النّاس؛ فكلّما عمد