واحدٍ منّا بما عنده في داخل السيارة.
فركبنا وتحرّكت السيارة ، من غير أن يحس أحدٌ منا كيف تسير السيارة بدون البنزين.
وأكل كلّ واحد من الزوّار طعامه ، وأتيت أنا أيضاً بما عندي من الكرزات والخبز وقدّمت له منها ، فلم يقبل شيئاً من الكرزات وأخذ شيئاً من الخبز الذي كنت قد هيأته من بلدي شاهرود ، لكني لم أر أكله ذلك.
وكان الحديث دائراً بيننا مدة مسير الطريق ، وكنت اُبيّن له النعم الوافرة في ايران ورُخص الأسعار هناك ، فكان هو يقول : كلها من بركات الأئمة ، كلها من بركاتنا ، النعم وافرة في جميع ايران وكلها من بركاتنا أهل البيت.
وبالرغم من هذا البيان الصريح الذي يتضح من خلاله شخصيته عليهالسلام ، لم أشعر أنا بأنه مولانا الامام المهدي عليهالسلام.
واستمر هو عليهالسلام في مدح بعض بلاد ايران وبعض علمائها وبعض علماء النجف الأشرف ، الى أن وصلنا الى الحدود العراقية «الجرية» في اول المغرب كما كان قد بيّنه هو عليهالسلام.
وكان في كثير من وقته مشتغلاً بذكر اللّه تعالى ، الى أن نزلنا الى الحدود ، ونزل هو عليهالسلام من السيارة.
وأوصانا أن نبيت الليل هنا في الجرية ولا نسير وحدنا ، وأنه ستصل يوم غد قافلة من مكة فسيروا معها الى العراق.
ثم قال عليهالسلام : إني مفارقكم ، واودعكم اللّه تعالى.
وقد أصررت عليه كثيراً بأن يبقى معنا تلك الليلة ونتناول بخدمته طعام العشاء.
لكن قال لي : ياشيخ اسماعيل ، لي شغل كثير ويلزم عليّ أن أذهب ، وقد