والامام المهدي عليهالسلام منحه اللّه تعالى ما فوق ذلك ، وخصّه بأعظم ما هنالك. متّعنا اللّه تعالى بدولته ، وأقرّ عيوننا بطلعته.
فلنشر الى غيضٍ من فيض سِمات تلك الدولة السامية في الصحائف الآتية :
نظام دولة الامام المهدي عليهالسلام نظام فريدٌ في نوعه ، قِمّةٌ في سموّه ، موفّق في جميع المجالات ، متقنٌ في كافّة المهمات.
نظام يقوده إمام معصوم ، لا زلل فيه ولا خطل ، متصلٌ بربّ السماء ، ومُلهم بأصح الآراء ، يؤيّده روح القدس والروح الأمين ، ويُرافقه ملائكة اللّه المقرّبين.
نظامٌ لا مثيل له ، بل هو خلافة اللّه في أرضه ، وحكومة اللّه في خلقه ، عظيمٌ كعظمة السماء ، وثابت كثُبات الأرض ، في أتمّ التقدير وأكمل التدبير.
وذلك لأنه النظام الالهي الأمثل الذي نظّمه له اللّه الحكيم الذي أتقن كل شيء صُنعَه ، وعرف ما يُصلح خلقَه ، ورسمه له اللّه الخبير الذي أحاط بكل شيء علماً ، ونفذ في كل شيء قدرةً وحُكما.
ويكفيك دليلاً على إتقان هذا النظام وصدوره من اللّه العلّام ، أحاديث ربّانيّة علم الامام وبيان مارسمه اللّه له من المهام ، وروايات دولته ، ونصوص الوصية الواصلة اليه من جدّه ، مثل : حديث الامام الصادق عليهالسلام قال :
«إنّ اللّه عزّ وجلّ أنزل على نبيّه صلىاللهعليهوآلهوسلم كتاباً قبل وفاته ، فقال : يا محمّد! هذه وصيّتك إلى النجبة من أهلك.
قال : وما النجبة يا جبرئيل؟
فقال : عليّ بن أبي طالب وولده عليهمالسلام ، وكان على الكتاب خواتيم من ذهب.