انه كان من الأمر ما كان بالذنب الذي ارتكبه السائق حاج أصغر ، وجَعَلَنا في هذه المهلكة والمصيبة والمحنة.
ولا خلاص لنا الّا أن نتوسّل بمولانا وسيدنا الامام المهدي صلوات اللّه عليه. فان مَنّ علينا بالنجاة فهو المطلوب ، وإلّا فالأصلح لنا أن نحفر قبورنا الآن ما دام لم يستول علينا الضعف ، حتى إذا صَرَعنا العطش اضطجعنا فيها كي نموت هناك وتسترنا الرمال ، حذراً من أن نصير طعمة لوحوش الصحراء.
وقلت لهم أن ينذروا إنفاق جميع مالديهم من أموالهم في سبيل اللّه تعالى ان نجّاهم اللّه.
فاستجاب أصحابي لهذا الطلب وحفرنا قبورنا وتهيّأنا للموت ، لكن أملنا في امام العصر ليغيثنا في هذه الشدّة.
فتوسلنا بالمعصومين الأربعة عشر عليهمالسلام واحداً بعد واحد الى الامام الحجة عليهالسلام بكل بكاء وخشوع وتوجّه والحاح.
وناديناه : «يا فارس الحجاز ، يا أبا صالح المهدي أدركنا ، يا صاحب الزمان ادركنا».
وأخذتُ أنا جانباً من الصحراء ، وحَصَلَت لي حالة انقطاع كامل الى اللّه تعالى وتوسّل حقيقي بامام الزمان عليهالسلام للنجاة من هذه المهلكة والرجوع الى وطننا بالسلامة.
وفي هذا الحال فوجئت براكبٍ في زيّ عربي مع جِمالٍ محمّلة ، تخيّلت انه جمّالٌ ، عابر للصحراء مسافر الى مقصدٍ له.
لكنّي رأيت أنه توجّه اليّ ، فقمت اليه واستقبلته بكل فرح وبشاشة واطمئنان قلب ، فسلّمت عليه ، فردّ عليّ السلام قائلاً :
عليكم السلام ورحمة اللّه وبركاته.