فاما الخبر المروي فيها بعد صلاة المغرب والاختلاف في انها بعد الثلاث أو بعد الأربع. فان فضل الدعاء والتسبيح بعد الفرائض على الدعاء بعقيب النوافل كفضل الفرائض على النوافل ، والسجدة دعاء وتسبيح. فالأفضل أن تكون بعد الفرض (١). فان جعلت بعد النوافل أيضاً جاز» (٢).
وسأل ان لبعض اخواننا ممن نعرفه ضيعة جديدة (٣) بجنب ضيعة خراب
__________________
أوكد المستحبات ، وما أجمل تعبيره عليهالسلام :
«سجدة الشكر من ألزم السنن وأوجبها».
وقد عقد في الوسائل أبواب في سجدة الشكر ، مشتملة على ٣٨ حديثاً في ضلها وآدابها وادعيتها وما يخصها ، فلاحظها.
ولو لم يكن في فضل سجدة الشكر وآثارها الا حديث مرازم ، لكان كافياً.
فقد روى شيخ الطائفة بسنده المعتبر ، عن مرازم عن الامام الصادق عليهالسلام ، قال :
«سجدة الشكر واجبة على كلّ مسلم. تُتمّ بها صلاتك ، وتُرضي بها ربَّك ، وتعجب الملائكة منك ، وإن العبد إذا صلّى ثم سجد سجدة الشكر ، فتح الربّ تعالى الحجاب بين العبد والملائكة ، فيقول : يا ملائكتي! انظروا الى عبدي ، أدى فرضى وأتمّ عهدى ثم سجد لي شكراً على ما أنعمتُ به عليه. ملائكتي ماذا له عندي؟
قال : فتقول الملائكة : يا ربّنا ، رحمتك. ثم يقول الربّ تعالى : ثم ماذا له؟ فتقول الملائكة : يا ربّنا ، جنّتك . فيقول الرب تعالى : ثم ماذا؟ فتقول الملائكة : يا ربّنا ، كفاية مهمةٍ فيقول الرب تعالى : ثم ماذا؟ فلا يبقى شيء من الخير الا قالته الملائكة ، فيقول الله تعالى : يا ملائكتي ، ثم ماذا؟ فتقول الملائكة : يا ربّنا ، لا علم لنا.
فيقول الله تعالى : لأشكرنّه كما شكرني ، وأقبل اليه بفضلي ، واُريه رحمتي».
(١) للفضيلة التي بيّنها عليهالسلام بقوله : «فان فضل الدعاء والتسبيح بعد الفرائض» الخ.
(٢) وردت هذه الفقرة ـ يعني مسئلة سجدة الشكر ـ في : الوسائل : ج ٤ ص ١٠٥٨ ب ٣١ ح ٣ ، واستفاد منها المحدث الحر العاملي استحباب تقديم سجدتي الشكر على النوافل ووقوعهما بعد الفريضة. فعنون الباب بقوله : باب جواز تأخير التعقيب وسجدة الشكر عن نوافل المغرب ، وتقديمهما عليها ، واستحباب اختيار تقديمهما على النوافل.
(٣) «الضيعة» هي العقار والأرض المغلّة ، والجمع ضياع. (مجمع البحرين : ص ٣٨٦).