تحوُّلي من الشمس إلى الظلِّ ، فامض لما اُمرت به. قال : فقبض روحه عليهالسلام» (١).
وهذا يعطي تحقق طول العمر قروناً طويلة.
بل يمكن التعمير الى يوم القيامة بمشيئة اللّه وارادته وقدرته ، كما أخبر به اللّه تعالى بالنسبة الى نبيّه يونس بن متّى ، فقال عزّ من قائل : (فالتقمَهُ الحوتُ وهو مُليم * فلولا أَنّه كانَ من المسبِّحين * للَبِثَ في بطنِهِ الى يومِ يُبعثون) (٢).
اذ الظاهر ـ واللّه العالم ـ انه بمعنى للبث حيّاً في بطن الحوت الى يوم القيامة كما في تفسير الخاصة (٣) والعامّة (٤).
خصوصاً مع معنى كلمة اللبث لغةً وتفسيرها بـ «الاقامة بالمكان والملازمة له» المناسبة للحياة لا الموت ، كما في المفردات (٥).
وهذا يفيد قدرة اللّه تعالى على حفظ انسان وإبقاء حياته في مكانٍ كهذا ، بلا هواء ولا طعام آلاف السنين او القرون.
فكيف لا يحفظ وليّه الأعظم وحجّته الكبرى ، الذي وعد فيه أن يظهره على الدين كلّه ، ويمكّن له في الأرض ، ويجعله من الوارثين.
أليس اللّه بقادر على حفظه وابقاءه ، وطول عمره وبقاءه؟
بل إن اللّه تعالى أبقى عدوّه إبليس الى يوم الوقت المعلوم ، فكيف لا يبقى وليّه المصلح ونوره المفصح ، ويأبى اللّه إلاّ أن يتمّ نوره.
لذلك أفاد الشيخ الصدوق :
__________________
(١) كمال الدين : ص ٥٢٣ ب ٤٦ ح ١.
(٢) سورة الصافات : الآية ١٤٢ ـ ١٤٤.
(٣) كنز الدقائق : ج ١١ ص ١٨٤.
(٤) الكشّاف : ج ٤ ص ٦٢.
(٥) المفردات : ٤٤٦.