ضوء القرآن الكريم الذي لا يأتيه الباطل قطعاً. فلا مجال لاستبعاده او استحالته او الاشكال فيه أبداً.
فقد جاء في القرآن الكريم بالنسبة الى نبي اللّه نوح قوله تعالى : (ولقد أرسلنا نوحاً الى قومِهِ فلبثَ فيهم ألفَ سنةٍ الا خمسينَ عاماً فأخذهُمُ الطوفانُ وهم ظالمون) (١).
فتلاحظ أن الآية المباركة صريحة في أن النبي نوح عليهالسلام لبث في قومه بعد إرساله ونبوّته ٩٥٠ سنة ، تسعة قرون ونصف.
وأما مجموع عمره الشريف فهو أكثر من هذا ، اذ روي انه عمّر ٢٥٠٠ عام.
ففي حديث هشام بن سالم عن الامام الصادق عليهالسلام :
«عاش نوح عليهالسلام ألفي سنة وخمسمائة سنة ، منها ثمانمائة وخمسون سنة قبل أن يُبعث ، وألف سنة إلّا خمسين عاماً وهو في قومه يدعوهم ، وسبعمائة عام بعد ما نزل من السفينة ونضب الماء ، فمصّر الأمصار وأسكن ولده البلدان.
ثمَّ إنَّ مَلَك الموت عليهالسلام جاءه وهو في الشمس ، فقال له : السلام عليك. فردَّ الجواب.
فقال له : ما جاء بك يا مَلَك الموت؟
فقال : جئت لأقبض روحك.
فقال له : تَدَعُني أخرج من الشمس إلى الظلِّ؟
فقال له : نعم.
فتحوَّل نوح عليهالسلام ، ثمَّ قال : يا مَلَك الموت ، كأنَّ ما مرَّ بي من الدُّنيا مثل
__________________
(١) سورة العنكبوت : الآية ١٤.