فوجده عليهالسلام لطف من اللّه تعالى على الكائنات ، وهو على غيبته مشرف على الموجودات ، ومتفضل عليهم بالبركات ، ومتكرم على المؤمنين بالمراعات ، كما تلاحظه في توقيعَيه الشريفين الى شيخ الشيعة المفيد قدسسره.
جاء في التوقيع الشريف الاول :
«نحن وإن كنّا ثاوين بمكاننا النائي عن مساكن الظالمين ، حسب الذي اراناه اللّه تعالى لنا من الصلاح ولشيعتنا المؤمنين في ذلك ما دامت دولة الدنيا للفاسقين. فانّا نحيط علماً بأنبائكم ، ولا يعزُب عنا شيء من أخباركم ....
انا غير مهملين لمراعاتكم ، ولا ناسين لذكركم ، ولولا ذلك لنزل بكم اللأواء (اي الشدة وضيق المعيشة) واصطلمكم (اي استأصلكم) الأعداء ....
فليعمل كل امرءٍ منكم بما يقرب به من محبتنا ، ويتجنب ما يدنيه من كراهتنا وسخطنا.
فان أمرنا بغتة فجاءة حين لا تنفعه توبة ، ولا ينجيه من عقابنا ندم على حوبه ...».
وجاء في التوقيع الشريف الثاني :
«... لأننا من وراء حفظهم ، بالدعاء الذي لا يُحجب عن ملك الأرض والسماء. فليطمئن بذلك من اوليائنا القلوب ، وليثقوا بالكفاية منه ...» (١).
وقضايا الوجدان تغني عن البرهان ، كما هو واضحٌ لأهل الايمان.
ويحسن في ختام بحث الغيبة أن نشير الى ما هو وظيفة الأنام في زمان غيبة ذلك الامام الهمام عليهالسلام.
فان عليهم أن يعملوا بتكاليفهم الشرعية ، ويحتفظوا باصولهم الاعتقادية ،
__________________
(١) الاحتجاج : ج ٢ ص ٣٢٢ ، ٣٢٤.