فيظهر الامام المهدي عليهالسلام على من يظهر من أعداء اللّه ممن لا يقبل الهداية فيقتلهم ، ويتحقق بقيامه جزاؤهم.
وهناك يتم نور اللّه وينتشر دين اللّه ويرث الأرض عبادُ اللّه الصالحون ، كما وعد اللّه تبارك وتعالى فيما تقدم بيانه في البشارات القرآنية بالامام المهدي عليهالسلام.
وتستفاد هذه الحكمة من أحاديث شريفة ـ مضافاً الى ما تقدم ـ ، مثل :
١ ـ حديث منصور ، عن الامام الصادق عليهالسلام :
«إنّ هذا الأمر ، لا يأتيكم الا بعد إياس. لا واللّه حتى تُميَّزوا ...» (١).
٢ ـ حديث محمد بن منصور ، عن أبيه قال :
«... أيهات أيهات ، لا واللّه لا يكون ما تمدون اليه اعينَكم حتى تُغربَلوا؛ لا واللّه لا يكون ما تمدون اليه أعينكم حتى تميّزوا ...» (٢).
هذا تمام الكلام في حكمة غيبة الامام عليه آلاف الصلاة والسلام ، وقد تبيّن منه أن غيبته مطابقة لاصول الحكمة ، بل هي ضروريّة لازمة.
علماً بأنه بالرغم من غيبته يُنتفع أتم الانتفاع من وجوده ، ولم تكن الغيبة خدشاً في إمامته ، كما عرفت ذلك في الحكمة الاولي المتقدمة.
ولنعم التشبيه تشبيهه عليهالسلام بالشمس المجللة بالسحاب في حديث جابر بن عبداللّه الأنصاري عن رسول اللّه صلىاللهعليهوآلهوسلم (٣) ، كما تقدم.
فنحن وإن كنا محجوبين عن الشمس المشرقة فوق السحاب ، الا أنها هي على نفس فائدة وجودها وأهمية قيادتها.
__________________
(١) البحار : ج ٥٢ ص ١١١ ب ٢١ ح ٢٠.
(٢) البحار : ج ٥٢ ص ١١٢ ب ٢١ ح ٢٣.
(٣) كمال الدين : ص ٢٥٣ ب ٢٣ ح ٣.