خَلَق اللّه آدماً من ترابٍ |
|
فهو إبنٌ له وأنت أبوه (١) |
ومن كان يصدّق أن يكون في صلب الحجّاج الجزّار السفّاك لدماء شيعة أهل البيت عليهمالسلام ، شيعيٌّ فاضل أديب ، فرد زمانه في مديحهم والولاء لهم مثل الحسين بن أحمد بن الحجّاج النيلي البغدادي ، صاحب القصيدة الفائية الرائعة التي مطلعها :
يا صاحبَ القُبّةِ البيضاءِ في النجفِ |
|
من زارَ قبرَك واستشفى لديك شُفي |
وقد دُفن ان الحجاج تحت رِجل مولانا الامام موسى بن جعفر عليهالسلام ، وأوصى أن يكتب على قبره : (وكلبُهم باسطٌ ذراعيه بالوصيد) (٢).
ومن كان يظنّ أن يكون في صلب السندي بن شاهك العدوّ الحقود والمعاند اللدود لأهل البيت عليهمالسلام ، نابغة من رجالات الاُمّة وفذٌّ من شعراء الائمة في مدحهم ورثائهم مثل محمود بن محمد بن الحسين بن السندي المعروف بكشاجم ، الذي ذكره ابن شهر آشوب في الشعراء المجاهدين لأهل البيت عليهمالسلام (٣).
وعليه ، فلابدّ من خروج الصالح وتميّزه عن الطالح ، لتُجزى كلّ نفس بما عملت.
فاذا خلا أصلابُ الكافرين من الذرية المؤمنة ، حان وقت وقوع عموم العذاب والعقاب على الكفار والفجار.
__________________
(١) جاءت ترجمته وبيان كتبه وقصائده في : ريحانة الأدب : ج ٤ ص ٢٧٥.
(٢) انظر ترجمة حاله وعلوّ مقامه في : الكنى والألقاب : ج ١ ص ٢٤٥ ، وقصيدته الفائية الشريفة مذكورة في : الغدير : ج ٤ ص ٨٨ ، مع مكرمةٍ له ، فلاحظ.
(٣) ذكرت ترجمته في : الكنى والألقاب : ج ٣ ص ٩٣ ، وجاءت قصيدته الغديرية اللاميّة ومراثيه في : الغدير : ج ٤ ص ٣ ، ثم ترجم حاله ترجمة جامعة كاملة ، فلاحظ.