جنّة المأوى

الشيخ محمد حسين كاشف الغطاء

جنّة المأوى

المؤلف:

الشيخ محمد حسين كاشف الغطاء


المحقق: السيد محمد علي القاضي الطباطبائي
الموضوع : العقائد والكلام
الناشر: منشورات دليل ما
المطبعة: نگارش
الطبعة: ١
ISBN: 978-964-379-379-7
الصفحات: ٣٥٢
  نسخة مقروءة على النسخة المطبوعة

قوة التذكر والتفكر مادّية وقائمة في خلايا الدماغ لكان اللازم أن نضطر في كلّ سبع سنين الى تجديد كلّ ما علمناه وتعلمناه سابقاً ، والحالة المعلومة بالضرورة والوجدان عندنا انّ سيال المادة المتجدد والمجدد لما يندثر منا على الاتصال لم يحدث أدنى تغيير في ذاكرتنا ، ولم يطمس أيّ شعلة من علومنا ومعارفنا ، ولعمري أن هذا الأقوى دليل على وجود قوّة فينا مدركة شاعرة مجردة عن المادّة باقية بذاتها ، مستقلة في وجودها ، بقيومية مبدأها ، محتاجة الى آلاتها المادية في تصرفها متحدة معها في أدنى مراتبها ، ودثور المادة لا يستوجب دثورها ، ولا دثور شيء من كمالاتها وملكاتها ، ولا من مدركاتها ، ولا من معلوماتها ، كيف لا ولا تزال تخطر عليَّ بالنافي وقت الهرم أمور وقعت لنا ايّام الشباب بل ايّام الصبا وما قبله ، وكيف كان فانّ من الوضوح بمكان أنّ كل ما فينا يؤيد ثبات شخصيتنا وعدم تغييرها مع تغيّر وتبدل جميع ذرات اجسامنا ، ولمزيد الايضاح وبيان ما يتفرّع على هذا الاصل الرصين لا بدلنا من ذكر أصول في فصول للحصول على الوصول الى حل عقدة المعاد الجسماني التي أعضل حلها كما عرفت على أكبر حكماء الاسلام.

١ ـ فصل وأصل

قد تلونا عليك ما هو المعلوم لديك من أن هذه الاجسام من الانسان والحيوان لا تعيش ولا تمتد حياتها الاّ بدعائم الحياة الثلاث الهواء والماء ، والغذاء ، وما يلزمها من الحركة ، والحرارة والضياء ، ولكن لعلك تحسب ان الغذاء الذي نعيش به هو بذاته وصورته يكون جزء من أبداننا ومقوماً لاعضائنا وأنسجتنا كلاّ فان هذا الوهم يذهب شعاعاً عند أوّل نظرة عن تدبر وفكرة وذلك ان كسرة الخبز التي نأكلها وفدرة اللحم التي نمضغها وتدخل في جوفنا تعتور عليها عدة صور تخلع صورة وتلبس أخرى من الكيموس الى أن تصير دماً ، ثم توزعه العناية الكبرى

٣٤١

المدبرة للكائنات والمربيّة للعوالم تلك العناية التي تحير العقول وتدهش الالباب ؛ فتجعل من ذلك الدم لحماً وعظماً وشحماً وعصباً واليافاً وعروقاً وكبداً وقلباً ورية وطحالاً الى آخر ما يحتوى ويتكوّن منه هذا الهيكل الانساني والجسد الحيواني ، اضرب باجواء فكرك ما اتّسع لك التفكير وأعرف سرّ قولهم عليهم آلاف التحية والتسليم ( تفكر ساعة خير من عبادة سبعين سنة ) فكّر وكبّر عظمة المبدع كيف أنشأ من كسرة الخبز التي نأكلها سبعين نوعاً من الانواع المختلفة والاجناس المتبائنة : فأين العظم من اللحم ، وأين الشحم من الغاز ، وأن الغاز من المخ ، وأين المخ من الشعر ، وهكذا ، وهلم جرّاً.

كلّ هذا تكون من لقمة الخبز التي نأكلها ، فهل في لقمة الخبز كل هذه الانواع مندمجة مطويّة ؟ أم انقلبت وتحولت من صورة الى صورة ومن حقيقة الى أخرى ؟ أو أنّها كانت معدة للنطفة بأن تفيض العناية اليها صورة العلقة والمضغة وهكذا حتى تصير انساناً كاملاً ؟ كل ذلك مما تقف عنده العقول حائرة خاسرة مهما سطروا وحرّروا ، وألّفوا وصنفوا ، فانّهم دون الحقيقة وقفواغ ، وعنها صرفوا ، ولكن مهما تغلغل الامر والواقع في مجاهل الغيب والخفاء فانّ من الواضح الجلي أنّ تلك اللقمة التي تدخل في جوفنا وتتصرف بها المشية تلك التصاريف المتنوعة لم تدخل هي في كياننا ، ولم تصر جزءاً من اجسامنا ، بل تطورت عدة أطوار وتعاورتها صورة بعد صورة ، دخلت في معامل مكانيكية وتحليلات كيمياوية الى أن بلغت هذه المرحلة ونزلت من أجسامنا بتلك المنزلة ، فلو أنّ مومناً أكل كل لحم في بدن الكافر ، أو أكل الكافر كل لحم في بدن المؤمن فلا لحم الكافر صار جزءاً من بدن المؤمن ولا لحم المؤمن دخل في بدن الكافر ، بل اللحم لما دخل في الفم وطحنته الاسنان وهو الهضم الاول زالت الصورة اللحمية منه وارتحلت الى رب نوعها حافظ الصور واكتست المادة صورة أخرى ، وهكذا صورة بعد صورة ، ومن القواعد المسلّمة

٣٤٢

عند الحكماء بل عند كل ذي لب : أنّ الشيء بصورته لا بمادته اذاً فأين تقع شبهة ( الآكل والمأكول ) ؟ وكيف يمكن تصويرها وتقريرها فضلا عن الحاجة الى دفعها والجواب عنها ؟ وكيف استكبرها ذلك الحكيم الكبير الالهي فقال : ( يدفعها من كان من فحول ) ؟ ويزيدك وضوحاً لهذا : أنّ جميع المركبات العنصرية يطرّد فيها ذلك الناموس العامّ : ناموس التحوّل والتبدل والدثور والتجدد ، انظر حبة العنب مثلاً فهل هي الأماء وسكر ؟ وهل فيها شيء من الخمر أو الخل أو الكحول ؟ ولكنّها بالاختمار تصير خلاً ثم خمراً ثم غازاً أو بخاراً وهكذا ، أترى أنّ العنب صار جزءاً من الخل والخل صار جزءاً من الخمر ؟ اذاً فمن أين جاءت شبهة الآكل والمأكول التي لا يدفعها الاّ من كان من الفحول ؟ ومن أين اتّجه القول بأنّ لحم الكافر يصير جزءاً من بدن المؤمن ولحم المؤمن جزءاً من بدن الكافر ؟ لا أدري.

٢ ـ فصل ووصل

لعلّك تقول : اذا كان هذا الهيكل الانسانى عبارة عن صور متعاقبة يتلو بعضها بعضاً ويتصل بعضها ببعض اذاً فشخصية كل فرد من هذا النوع بماذا تتحقق ؟ وتعينّة بأي شيء يكون ؟ والمادّة بنفسها غير متحصلة فكيف يتحصل بها غيرها وهي صرف القوّة والاستعداد ؟ فنقول : فليكن هذا أيضاً من أحد الادلة على وجود النفس المجرّدة ذاتاً الماديّة تعلقاً وتصرفاً وتشخّص كلّ فرد وتعينّه انّما يكون بتلك النفس التي تتعلق بتلك الصوّر المختلفة المتعاقبة بنحو الاتصال على المادّة المبهمة والهيولى الاولى التي لا توجد ولا تخرج من القوة الى الفعل الاّ بصورة من الصور وهي متحدّة معها وجوداً منفكة عنها تعقلاً ومفهوماً والنفس الجزئية المستمدة من النفوس الكلية حافظة لها معاً وهي أيضاً متحدة بهما وجوداً ومتصلة بهما ذاتاً وتواكب وتصاحب كل تلك الصور المتعاقبة على نحو الاتّصال والواحد السيّال.

٣٤٣

وأضرب لك مثلاً محسوساً لتقريب ذاك الى ذهنك واستحضاره بعقلك أرأيت النهر الجاري في الليلة القمراء ؟ حيث يطل القمر على الماء المتدافع وكل موجة تأتي يشعّ القمر عليها وترتسم صورته فيها ثم تمضي وتأتي موجة أخرى ترتسم صورة القمر فيها وهكذا حتّى يجفّ الماء ويغيب البدر فالقمر هو النفس والنهر هو البدن والموجات المتدافعة من الينبوع هي الصور المتعاقبة على البدن التي يشرق عليها ويتّحد مع كل واحدة منها وهى مع كثرتها واحدة ومع انفصال بعضها عن بعض متصلة والنهر واحد سيّال على الاتصال وكذلك البدن من حيث الصور والمتعاقبة عليه واحد كثير متّصل منفصل والنفس مشرقة عليه هي المدبرة له الباعثة فيه النور والحرارة والحركة والحياة وهذا العالم الصغير يحكي لك العالم الكبير بل ( وفيك انطوى العالم الاكبر ) وهو المثل ( ولله المثل الاعلى ) ( أيّها الانسان أعرف نفسك تعرف ربّك ) نعم النهر يجري من ينبوع الارض والجسد والنفس تجري من ينبوع السماء بل من ينابيع العرش بل من ينابيع ربّ العرش عظمت جلالته ، وجلت عظمته.

شد مبدل آب اين جو چند بار

عكس ماه وعكس أختر برقرار

تبدّل ماء هذا الجدول عدّة مرات وعكس القمر والشمس لم يتحول ولم يتبدل عن ذلك القرار.

٣ ـ فصل وأصل

هل في هذا الهيكل الانساني سوى ما هو المعروف والمحسوس من أنّه : جسد وروح ؟ روح مجردة بسيطة ، وجسد مادي مركب من العناصر ، فهل ثمّة شيء ثالث ؟ ـ الجواب نعم ولكن لا تستغرب لا تعجب لو قلت لك ان في كلّ جسم

٣٤٤

حيّ مادي عنصري ـ جسم آخر أثيرى سيال شفاف أخف وألطف من الهواء هو برزخ بين الجسم المادي الثقيل ، والروح المجرد الخفيف ، ولعلّ هذا هو الجسم البرزخي الذي يسأل في القبر ويحاسب ، وينعّم ان كان تقياً ويعذّب ان كان شقياً ويبقى في نعيم أو حميم الى يوم البعث الى يوم القيامة الذي تعود فيه هذه الأبدان النعصريّة للحياة الابديّة وقد تلونا عليك من قبل انّ الحقائق الحكمية والدقائق الفلسفية لا تسعها العبارات اللفظية ، وأنّ الالفاظ لا يقتنض منها شوارد المعاني ، واوابد الاسرار ، ولكنها اذا كانت لا تحكي عن الحقيقة من كل وجه فقد تحكى عنها من وجه ، أرايتك حين تقول : روحي وجسدي وعقلي من تعنى بياء المتكلم ؟ ومن هو الذي تقصده بقولك ( أنا وأنت وهو ) وامثالها من الضمائر ؟ فهل تريد بقولك : أنا لهذا الجسد الخاص ولشخصيتك المعيّنة من الجسد والنفس ؟ اذاً فماذا تريد بقولك جسدى ؟ ومن هو الذي أضفت اليه جسدك أو اضفت جسدك أو نفسك أو عقلك اليه ؟

ثمّ هل تدبّرت حالك حين تتلو سورة من القرآن ؟ تحفظها في نفسك وتقرزها في خاطرك من دون ان تحرّك لسانك أو يظهر صوتك وأنت في تمام السكوت والسكون كانّ في داخلك شخصاً يقرأ ويتلو عليك بغير صوت ولا لسان فقد تقرأ سورة من الطوال أو قصيدة ساحية الاذيال مرتلاً لها ومترسلاً فيها واللسان صامت والمقول ساكت وقد قرأتها كلمة كلمة وتلوتها حرفاً حرفاً ، فمن ذا الذي املاها عليك ؟ وأين كانت مخزونة ومجتمعة ، ثم جاءت واحدة بعد واحدة متقطعة ، حقّاً انّ التفكرّ في هذه السلسلة سلسلة الفكر والذكر والحفظ والنسيان والتصور والتفكر والتصديق والشك واليقين وكل ما هو خارج عن المادة الجسمانية والاعضاء الحسية ، حقاً أنّ معرفة كل ما هو من هذا النطلق أمر لا يطاق ولا تصل أنسرة العقول مهما حلقت في سماء التفكير الى كبرياء معراجه ومفتاح رتاجه ،

٣٤٥

ولكن مهما استعصى على اولى الحجى سره فهو يدل دلالة واضحة على انّ في الانسان بشخصه الخاص جوهر مفيض وآخر مستفيض وغلاف وقشر يحمل هذين الجوهرين فالمفيض هو النفس الجزئية المتّصلة بالنفس الكلية والمبدأ الأعلى ، والمستفيض هو ذلك البدن المثالي الاثيري ، والغلاف هذا البدن العنصري ، على انّ التحقيق والبحث الدقيق أوصلنا الى حقيقة جليّة وهي أنّ هذه الحقائق الثلاث شيء واحد وأنّها تنشأ نشأة واحدة وانّ النفس جسمانية الحدوث روحانية البقاء فهي تتدرج في تكونها ونشوها ونموها من النطفة الى ان تصير انساناً كاملاً عاقلاً بل الى أن تصير عقلاً مجرداً ملكاً أو شيطاناً ، فهذا العنصري هو النفس ولكن بمرتبتها السالفة ، والنفس هي البدن ولكن بمرتبته العالية ، وكلّ ما فيه من الحواسّ الظاهرة والباطنة والقوى العاملة من الهاضمة والماسكة والدافعة والمصوّرة والمقدّرة الى غير ذلك كلّها آلات للنفس وأدوات تمدّها وتستمدها وتتعاكس معها وتتعاون أخذاً ورداً وسلباً وايجاباً فكلّ الانفعالات النفسية تظهر فورها على البدن ألا ترى حمزة الخجل وصفرة الوجل وضربان العقول وخفقان القلب عند الخوف وابتهاج البدن عند الفرح وبالعكس كلّ ما يصيب البدن من ضربة أو صدمة أو جرح تنفعل النفس به وتتألم ؟

وكلّ هذا شاهد ودليل على وحدة النفس مع البدن ، انّ البدن المادّي والبدن الامتدادي المجرد عن المادّة والروح المجردة عنهما شيء واحد ، وهذا البدن الامتدادي الاثيري هو همزة الوصل بين الروح المجردة عن المادة ذاتاً المتعلقة بها تصرفاً وبين البدن المادّي ذاتاً والذي هو آلة الروح تعلّقاً وتصرفاً وهو الذي تجد الاشارة عنه حيناً والتصريح به حيناً آخر في كلمات أكابر الفلاسفة الأقدمين والحكماء الشامخين والعرفاء السالكين مثل قول أرسطو فيما نقل عنه : أنّه ربما خلوت بنفسي وخلعت بدني وصرت كانّي جوهر مجرد بلا بدن فأكون داخلاً في

٣٤٦

ذاتي خارجاً عن جميع الاشياء فأرى في ذاتي من الحسن والبهاء ما ابقى له متعجبا مبهوتا فاعلم اني جزء من اجزاء العالم الاعلى الشريف ، وعن الوصية الذهبية لفيثاغورس (١) اوديوجانس (٢) اذا فارقت هذا البدن اصبحت سابحا في عوالم الفلك غير عائد الى الانسانية ولا قابلا للموت وقال آخر : من قدر على خلع جسده صعد الى الفلك وجوزي هناك باحسن الجزاء ، والصعود الى الفلك انما هو بذلك الجسم الاثيري بحكم التناسب فكما أنّ الجسم العنصري أخلد الى الارض لانه منها ويعود اليها فكذلك الجسم يرقى الى الاجسام الفلكية الاثيريّة لانّه منها ويعود اليها لا غرابة لو قال بعض العرفاء : ربّما تجردت من بدني هذا وارتقيت الى الافلاك وسمعت تسبيح الملائكة ، وكل هذه الاحوال انّما هي لهذا البدن الاثيري المثالي لا للعنصري ولا للروح فانها ترقى الى عالم المجردات المحضة بعد كمالها لا الى الاجسام الفلكية والعوالم الاثيريّة. وعلى كلّ فيغنيك الوجدان عن البرهان في اثبات تلك الابدان ـ الابدان المثالية التي هي أنت وأنت هي وبقاؤك به لا بهذا الجسد العنصري الذي قد عرفت أنّه في كلّ برهة يتلاشى ولا يبقى منه شيء ثم يتجدد وتتعاقب في تقويمه الصّور صورة بعد صورة وهيئة عبد هيئة وهو الذي يستعمل الحواس ويستخدمها وتملى عليه الروح المعارف والامور العامّة فيمليها على القلب واللسان.

أنظر اذا كنت تحفظ سورة من القرآن أو خطبة من الخطب أو قصيدة من الشعر

__________________

(١) فيثاغورس : فيلسوف يوناني كان في القرن السادس قبل الميلاد ، لم يعرف عن حياته الا القليل ، وتعاليمه التي نقلت الينا موضع شك ولكن مما لاشك فيه انه كان يقول بتناسخ الارواح وينسب اليه القول بان نهاية الاشياء كلها العدد. انظر كتاب مبادى الفلسفة ٢٦٣ ـ ٢٦٤ ط ٤ قاهرة.

(٢) ديوجانس : ( ديوژن ) الكلبي من مشاهير الحكماء في المأة الرابعة قبل الميلاد. وسمى بهذا الاسم خمسة من حكماء يونان. انظر كتاب ( مطرح الانظار في تراجم اطباء الاعصار وفلاسفة الامصار ) لفيلسوف الدولة ميرزه عبدالحسين خان التبريزى رحمه‌الله ، ج ١ ، ص ٣٧٣ ـ ٣٧٥ ط تبريز سنة ( ١٣٣٤ ه‍ ).

٣٤٧

فربّما تلوتها في نفسك وقرأتها في خاطرك فتجد كأنّ شخصاً في طويتك يتلوها عيك كلمة كلمة وأنت سامد ساكن لم تفتح فماً ولم تحرك لساناً وطالماً كنت أمسك القلم بأنا ملى فأجد كأن انساناً أو ملاكاً يملى على الخطبة أو الشعر أو المقال ويجرى مع القلم من دون فكرة ولا روية كأنى أنقله من كتاب امامي وليس شيء من هذه الاعمال من وظائف الروح والنفس وانّما وظائفها العلم والادراك ومعرفة الكليّات المجردة والامور العامة مثل أن الكثرة هي الوحدة والوحدة هي الكثرة وانّ العلة تعالى المعلول والمعلول تنازل العلة وانّ الغاية هي الرجوع الى البداية والبداية هي النهاية وأمثال هذه من قواعد الحدوث والقدم والوجوب والامكان والجواهر والاعراض كما انّها أيضاً ليست من وظائف الجسد المادّي الحي فانّ وظيفته ادراك الجزئيات وثورة العواطف من تأثير الحسّ الظاهري أو الباطني نعم بحكم الوحدة والاتصال بين تلك القوى يستمدّ بعضها من بعض ويتقوّى بعضها ببعض وحكم العالم الصغير مثل العالم الكبير فكما أنّ الجسمانيات العنصريّة مرتبطة بالفلكيات وهي مرتبطة بالمجردات ، والنفوس الجزئية تستمد من النفوس الكلية ، وهي تستمد من العقول المجردة ، فكذلك هذا الجسد الانساني الذي انطوى فيه العالم الاكبر ، ولا تعدّ قواه ولا تحصر.

٣٤٨



مواضيع الكتاب

من حياة الامام المؤلّف .................................................................. ٥

مولد النّبوي الشريف صلى‌الله‌عليه‌وآله ........................................................... ١١

هل كان النبي محمّد صلى‌الله‌عليه‌وآله أمّياً ؟ ....................................................... ٢١

هل القرآن أفضل من محمّد صلى‌الله‌عليه‌وآله أم محمّد أفضل ؟ ....................................... ٢٥

ما معنى قول النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله لأمير المؤمنين عليه‌السلام اذا فاضت نفسي ؟ ........................... ٢٧

ليلة ولادة اميرالمؤمنين سلام الله عليه .................................................... ٣١

يوم ميلاد مولانا اميرالمؤمنين عليه‌السلام ...................................................... ٤٣

يوم الغدير ........................................................................... ٤٧

هل الخلفاء هم من أهل النار ؟ ......................................................... ٥٣

فاطمة الزهراء عليها‌السلام .................................................................. ٦١

عليٌّ فوق العبقريات .................................................................. ٦٧

يوم التاسع من ربيع الأوّل ............................................................. ٧٣

هل النار محرّمة على ذرية الزهراء عليها‌السلام ؟ ............................................... ٧٥

بني هاشم ، وبني امية والحسن عليه‌السلام ومعاوية ............................................. ٨١

حسين منّي وأنا من حسين عليه‌السلام ....................................................... ٩٩

الحسين عليه‌السلام كتاب الله التكويني ..................................................... ١٠٥

٣٤٩

موقف الحسين عليه‌السلام واصحابه يوم الطف .............................................. ١٠٩

هل البكاء على الحسين عليه‌السلام اغراء للشيعة ............................................ ١١١

التضحية في ضاحية الطّف ........................................................... ١١٣

ساعة الوداع لسيدّ الشهداء عليه‌السلام .................................................... ١١٥

هل تكلم رأس الحسين عليه‌السلام ؟ ....................................................... ١١٩

هل كان خروج الامام عليه‌السلام القاء النّفس الى التهلكة ؟ .................................. ١٢٥

سؤال عن تضحية أصحاب الحسين عليه‌السلام............................................... ١٢٧

سكينة بنت الحسين عليه‌السلام وتعاطى الشِّعر .............................................. ١٣٣

لماذا قتل الحسين عليه‌السلام .............................................................. ١٣٧

لابد من ظهور المهدي (عج) ......................................................... ١٥١

أسباب غيبة المهدى عليه‌السلام وهل ....................................................... ١٥٥

الاجتهاد والحرّية الفكرية عند الشيعة الامامية .......................................... ١٦٥

غيبة المهدي المنتظر .................................................................. ١٦٩

الفاطميون والقرامطة ................................................................ ١٧٣

عصمة الأئمة و .................................................................... ١٧٥

عصمة الرسول الأعظم صلى‌الله‌عليه‌وآله ........................................................ ١٧٩

أسْماءِ اللهِ الحُسْنى ................................................................... ١٨٣

ما معني : « علماء أمّتي كأنبياء بني اسرائيل ؟ » ....................................... ١٨٥

هاشم وأميّة ليسا من أب واحد ...................................................... ١٨٧

هل حديث : « من رآنا فقد رآنا » صحيح ؟ ......................................... ١٩١

عصيان آدم ابوالبشر ................................................................ ١٩٣

هل للخلاف بين المسلمين ثمرة ؟ ..................................................... ١٩٧

سبب ظهور المبطلين على المحقّين ...................................................... ١٩٩

ديانة الرسول صلى‌الله‌عليه‌وآله قبل البعثة ........................................................ ٢٠٣

٣٥٠

كيفية المعراج وفائدته ............................................................... ٢٠٩

حول حديث : اختلاف امتي رحمة ................................................... ٢١١

ديوان الامام عليّ عليه‌السلام ............................................................. ٢١٣

وجه الحكمة لاختصاص الأمم بالأنبياء ................................................ ٢١٥

في عزاء سيّد الشهداء عليه‌السلام .......................................................... ٢١٩

زيارة عاشوراء ..................................................................... ٢٢٣

في آية الوضوء ...................................................................... ٢٢٥

هل يلزمنا اجتناب أهل السنّة والجماعة ................................................ ٢٢٧

في ظهور أجساد من العلماء وغيرهم طرّيا ............................................. ٢٣١

القرآن وأوّل خليفة من البشر ........................................................ ٢٣٣

سبب الخسوف والكسوف .......................................................... ٢٣٧

المعاد الجسماني ..................................................................... ٢٣٩

اولاد الزّنا والنجاة في الآخرة ......................................................... ٢٤١

في خاتمية الرسالة ................................................................... ٢٤٣

في حديث : أنت لا تطيق حمل النّبوة ................................................. ٢٤٥

فلسفة الأضحية في منى .............................................................. ٢٤٧

ما الحكمة في تعدّد ازواج النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله .................................................. ٢٥١

القَسَم بالتّين والزّيتون ............................................................... ٢٥٧

في لبس خاتم الذهب ................................................................ ٢٥٩

الزّكاة والاشتراكية الصحيحة ........................................................ ٢٦١

والتعاون في الاسلام ................................................................. ٢٦١

ما هي السماوات في نطق القرآن ..................................................... ٢٧١

ولاية الفقيه ........................................................................ ٢٧٥

حالات اميرالمؤمنين وأوصافه عليه‌السلام .................................................... ٢٧٧

٣٥١

مولد أميرالمؤمنين عليه‌السلام ............................................................. . ٢٨١

احوال الامام موسى بن جعفر عليه‌السلام ................................................... ٢٨٥

وفات الامام موسى الكاظم عليه‌السلام ..................................................... ٢٩٣

بعض أسرار الحج ................................................................... ٣٠٣

بعض أسرار الصوم وامتيازه عن سائر العبادات ......................................... ٣٠٩

وحدة الوجود أو وحدة الموجود ...................................................... ٣١١

المعاد الجسماني ..................................................................... ٣٢٩

٣٥٢