جنّة المأوى

الشيخ محمد حسين كاشف الغطاء

جنّة المأوى

المؤلف:

الشيخ محمد حسين كاشف الغطاء


المحقق: السيد محمد علي القاضي الطباطبائي
الموضوع : العقائد والكلام
الناشر: منشورات دليل ما
المطبعة: نگارش
الطبعة: ١
ISBN: 978-964-379-379-7
الصفحات: ٣٥٢
  نسخة مقروءة على النسخة المطبوعة

العربية والوحدة الاسلامية ، وتجنّبوا الخلافات المذهبية ، والخصومات الطائفية ، وليعمل كل على مذهبه في فروعه بغير جدال ولاخصومة ؛ وأقصى الآمال والأماني ان تتوحد الحكومة والامة فتكون الحكومة كأب بارّ بالرعية ، والرعية كأبناء في معاونة الحكومة كي يسعد الجميع ويكون العراق كما يقال عن جمهورية أفلاطون والمدينة الفاضلة للفارابي.

وأهم ما يجب على المراجع المسئولة انتخاب الموظفين المهذبين الذين لا يقطعون الصلة بين الحكومة والرعية بسوء تصرفاتهم ولا يجعلون الحكومة كذئاب مفترسة لهذا القطيع الوديع باستعمال الضغط الفظيع من الغرسة (١) والكبرياء والشره الى الرشوات وارتكاب المنكرات ، حاسبوا أنفسكم ايها الناس قبل أن تحاسبوا واجعلو نصب أعينكم المسئولية العظمى ؛ يا ايها الناس وَعْدَ اللهِ حَقٌّ فَلا تَغُرَّنَكُمْ الحَياةَ الدُّنيا ولا يَغُرَّنَّكُمْ بِاللهِ الْغَرُورُ . (٢)

__________________

(١) غطرس غطرسة على فلان : تكبر ـ الرجل : تطاول على أقرانه.

(٢) سورة ٣١ آية : ٣٤.

٤١
٤٢



٦

يوم ميلاد مولانا امير المؤمنين عليه‌السلام

قال الله سبحانه في محكم كتابه : وأَشْرَقَتِ الأَرْضُ بِنُورِ رَبَّها ووُضِعَ الْكِتابُ وَجِيءَ بَالنَّبِيِّينَ والشُّهَداءِ (١).

نعم في مثل هذا اليوم أو هذه الليلة أشرقت الأرض بنور ربّها وجيء بوارث النبيّين وجامع علوم الاولين والاخرين ، اما الشهداء وسيّد الصديقين ، واحتفالنا بانبثاق هذا النور الالهي في مثل هذا اليوم ليس كاحتفال الامم بيوم ولادة ملوكها وعظمائها وسلاطينها ورجال نهضتها ، بل احتفال بالنعمة العظمى والآية الكبرى والمثل الاعلى الذي تنزلت الأحدية به من عليا ملكوتها الشامخ وجبروتها الباذخ وقدسى تجردها الى عوالم الناسوت ، وتقمص المادة لتعود المادة روحا والجسد عقلا ، والموت حياة ، نحتفل بذكرى ولادة بحرالعلم والخضم الذي تدفق بنهج البلاغة وعهو نبع من ينابيعه ، وشرعة من مشاريعه ، ولا جائت العصور ولا انجلت الدهور عن كتاب بعد كتاب الله العظيم أنفع ولا أجمع ولا ألمع وأنصع منه في اقامة

__________________

(١) سورة ٣٩ آية : ٧٠.

٤٣

براهين التوحيد ودلائل الصنعة ، وأسرار الخليقة ، وأنوار الحقيقة وتهذيب النفس ، وسياسة المدن ، وحكمة التشريع والعظات البليغة ؛ والحجج الدامغة ، وانارة العقول ، وطهارة النفوس ، بينا تراه يفيض بينابيع الحكمة النظرية والعملية ويرهق على توحيد الصانع ويغرق في وصف الملائكة والمجردات بياناً ، ويمثل لك الجنة والنار عياناً كفيلسوف الهي ، وملاك روحي اذاً به يعطيك قوانين الحرب وسوق الجيوش وتعبئة العساكر كقائد حربي ومغامر (١) عسكري ،لاتلبث ان تجد فيه ما يبهرك من عجيب وصف الطاووس والخفاش والذرة النملة فيصفها دقيقا ويستوعب فيها من عجائب التكوين ، وغرائب التلوين ، وما أودع صانعها فيها من مزايا الفكرة ، وبدائع القدرة ، حتى يخيل لك من دقة الوصف أنه هو الذي أبدع تصويرها ؛ وقدّر مقاديرها وركّب أعضاءها ، وربط مفاصلها ، هو صانعها ومبدعها وصوّرها وقدّرها ، وشقّ سمعها وبصرها.

الامام الذي وضع الدنيا تحت قدميه ، وكانت ـ وهي العزيزة لغيره ـ احقر شيء لديه ، الامام الذي عرف حقيقتها وأعطاها حقها ، فقال : يا دنيا غرّي غيري قد طلّقتك ثلاثا لارجعة لى فيك يا صفراء ويا بيضاء، غرّي غيري ، الامام الذي لولا ضرب ماضيه ما اخضر للاسلام عود ، ولاقام له عمود ، بل لولاه لما استقام الوجود ولاعرف المعبود ، الامام الذي اليه تنتهى سلاسل الصوفية ، ومنه نشأت علوم العربية ، ومنه عرف حكماء الاسلام الاستدلال بالادلة العقلية ، الامام الذي قال للسائل وهو يخطب على المنبر ( عاد ثمنها تسعا ) (٢) ثم استمر في خطبته وهي

__________________

(١) اي مقاتل ذوبطش الذي لا يبالي بالموت.

(٢) اشارة الى الجواب الذي اجاب به الامام عليه‌السلام للسائل في المسألة المعروفة بالمنبرية ونقلها العامّة عن اميرالمؤمنين عليه‌السلام انه سأل عنه وهو على المنبر يخطب عن رجل مات وترك امرأة وابوين وابنتين كم

٤٤

آية من آيات العلم النظري ومعجزة من معجزات العقل البشري ، وهي واحدة من آحاد وفريدة من افراد ، فماذا يقول المادح والمطري بعد آيات القرآن ومدائح الفرقان ، فمن الحق أن يقول القائل :

__________________

نصيب المرآة فقال : صار ثمنها تسعاً فلقبت بالمسألة المنبرية.

واستدل بها العامّة على صحة العول في الفرائض يعني :

اذا زادت السهام المقدرة على قدر الفريضة يجعل النقص موزعاً على جميع الورثة واول مسألة وقع العول في الاسلام في زمان عمر حين ماتت امراة في عهده عن زوج واختين فجمع الصحابة وقال لهم : فرض الله تعالى للزوج النصف وللاختين الثلثين فان بدعت للزوج لم يبق للاختين حقهما وان بدعت للاختين لم يبق للزوج حقه فاشيروا على فاتفق رأيهم على العول ، ثم اظهر ابن عباس الخلاف وبالغ فيه وقال من شاء باهلته عند الحجر الاسود ان الله تعالى لم يذكر في كتابه نصفين وثلثا.

وبطلان العول من ضروريات مذهب اهل البيت عليهم‌السلام وعليه اجماعهم واتفقت الشيعة الامامية على بطلانه تبعاً لائمتهم عليهم‌السلام وقالوا : ان الزوجين يأخذان حقهما وكذا الابوان ويدخل النقص على البنات ومن تقرب بالابوين او بالاب من الاخوات وقد صح اميرالمؤمنين عليه‌السلام انه قال : ان الذي احصى رمل عالج ليعلم ان السهام لا تعول على ستة لو يبصرون وجهها لم تجز ستة.

فالقارى العزيز جد خبير لان المسألة المعروفة بالمنبرية التي رواها العامّة على خلاف ضرورة مذهب اهل البيت عليهم‌السلام ولذا فقهاء الامامية قالوا لعلها صادرة من باب التقية ومماشاة على وفق راي القوم او استفهام انكاري او هو تهجين للعول اي صار ثمنها الذي فرض الله تعالى له عند القائل بالعول كذلك ، او سأل كيف يجيء الحكم على مذهب من يقول بالعول ؟ فبين الجواب والحساب والقسمة والنسبة فان على مذهب من يقول بالعول : للابوين السدسان وللبنتين الثلثان وللمراة الثمن عالت الفريضة. فكان لها قلق من اربعة وعشرين ثمنها فلما صارت الى سبعة وعشرين صار ثمنها تسعاً فان ثلاثة من سبعة وعشرين تسعها ويبقى اربعة وعشرون للابنتين ستة عشر وثمانية للابوين سواء.

واما على مذهب اهل البيت عليهم‌السلام فلا يدخل النقص على المرأة والابوين بل ينقص من البنتين واخبارهم واحاديثهم ببطلان العول متظافرة ولفقهاء الامامية على بطلانه ادلة كثيرة والزما توفيرة وتشنيعات مفصلة في الكتب الفقهية الاستدلالية فراجع.

وغرض شيخنا الامام رحمه‌الله هو الاشارة الى ما نقله العامّة انفسهم في كتبهم من استحضاره عليه‌السلام في الجواب في اثناء خطبته والزام لهم باقرارهم في هذا الموضوع مع قطع النظر عن ان مضمون هذا المنقول على خلاف ضرورة مذهب اهل البيت عليهم‌السلام في مسألة العول.

انظر الى مطالب السئول للشيخ كمال الدين محمد بن طلحة الشافعى ص ٢٨ وتاسع البحار ص ٤٦٣ ط امين الضرب وغيرهما.

٤٥

غاية المدح في علاك ابتداء

ليت شعري ما تصنع الشعراء

فصلوات الله عليك يا أميرالمؤمنين وعلى المعصومين من أولادك الميامين وعلى الصالحين من شيعتك ومحبّيك.

٤٦



٧

يوم الغدير

سلام الله ورحمته وبركاته عليكم أيها المؤمنون الذين منّ الله عليهم بالهداية فخرجوا من الغواية الى عصمة الولاية واستمسكوا بالعروة الوثقى وحبل الله المتين.

اخواني وأولادي حرسكم الله ، أمّدكم كلمتي هذه في مائدة الغيب وأقدم لكم هذا الغذاء الروحي من طعام الالهام ، وأملي عليكم هذا من الملاء الاعلى والروح الامين واستفتح مقالي بالآية النيرة التي تنزلت من المبدة الاسمى في هذا اليوم الأغر السعيد :

الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي ورَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلامَ دِيناً (١) ، والاستضائة بكل واحدة من هذه المصابيح الثلاثة يستدعى البيان الكثير والشرح الوافي ، ولكن نكتفى بلمحة من الكلمة الاولى الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ أرأيتكم لوان رجلا من ذوى العقل والحجى ، منقطع النظير في عقله وشرفه ونبله يتكفل بتربية أولاد له صغار وكبار والمحافظة على ما لهم من أموال

__________________

(١) سورة ٥ آية : ٦.

٤٧

وعقار ، وأشرف على الرحيل من هذه الدار الى دار القرار ، وهم بعد لم يبلغوا رشدهم الكامل ، ولايزالون في أشد الحاجة الى من يقوم بشؤونهم ، وينهض بأعباء تربيتهم وحل مشكلاتهم ، ورفع خصوماتهم ، فلو تركهم ولينصب قيما عليهم يحسن التربية ، ويحل المشكلة ، ويدفع المعضلة ، ويرفع الخصومة ، ولانص على وليّ فيهم ، أفلا يكون ذلك نقصاً في مروؤته ، واخلالاً برسالته وتفريطاً في أمانته ؟ نعم وان شريعة الاسلام المقدسة ما تركت شيئا الا وجعلت له حقه ؛ ولاعملا الا وعينت حكمه ، ولا موضوعا الا وقدرت حدّه ؛ وأودعت كل ذلك في كتاب لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه.

ولكن هذا الفرقان المجيد فيه آياتُ مُحْكَماتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتابِ وأُخَرُ مُتَشابِهاتٌ لا يَعْلَمُ تَأْوِيلَها إِلاَّ اللهُ والرّسِخُونَ فِي الْعِلْمِ ؛ وهم من يستمد من ينابيع الوحي ومطالع الانوار الأزلية ، ولو أن الرسول لم يعرّف الامة بمن اختصه الله بمعرفة التنزيل والتأويل ، والمحكم والمتشابه والمجمل والمبيّن ، والناسخ والمنسوخ ، لو لم ينصب للناس اماما ولم ينص على خليفة يقوم مقامه لكانت رسالته ناقصة ، والابصار الى كمالها شاخصة ؛ نعم لولا تعيين الولي على المسلمين لخان الامانة فيهم ؛ ولو ترك التعيين اليهم لزادت المحنة وعظمت بالاختلاف البلية ؛ ولو تركوا هلكوا في أي واد سلكوا ، والشريعة التي ما تركت شيئاً الا وذكرت حكمه ، وقدرت حدّه ، وعينت حقّه حتى أرش الخدش ، وقصّ الشعر ، وتقليم الاظافر كيف يسوغ للعقول القبول بأنها قد أهملت هذا الامر العظيم ، او فوضته الى اختيار الضعفاء القاصرين مهما كانت منزلتهم في الدين ، ومن ذلك ينفتح لك الطريق الى معرفة وجوب عصمة الامام ، وينضتح مغزى قوله تعالى : يا أَيُّهَا الرَّسُولُ بّلِّغْ ما أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ وإِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَما بَلَّغْتَ رِسالَتَهُ ؛ (١) يا رسول الله ان لم تبلغ النص

__________________

(١) سورة ٥ آية : ٧٢.

٤٨

على خليفتك بعدك فكأنك ما بلغت شيئا مما أرسلت به ، يعنى اذا لم تبلغ ما أمرك الله به ، اذا لم تعيّن الامام فكل ما بلغته من الشرائع والاحكام أعدام ، ولذا لا يقبل الله عملا بدون الولاية ، وهي الدعامة التي يستقر الايمان الا عليها.

ومنذ عرف الرسول صلى‌الله‌عليه‌وآله أنه قد أزف (١) رحيله من الدنيا لم يجد بداً من امتثال أمره تعالى لإكمال الدين واتمام الرسالة ؛ وأداء واجب الوظيفة ورفع المسئولية فجمع المسلمين في غدير خم عند منصرفهم من حجة الوداع وكان الجمع ينيف او ينوف على الالوف ، فنص في على عليّ عليه‌السلام وقال : من كنت مولاه فهذا على مولاه ، ويعنى هذا بالواضح المكشوف ان الولاية التي كانت لي من الله هي لعليّ فلا ويقوم بها من بعدي عملا ، وبعد أن انهى النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله تلك الخطبة البليغة (٢) دخل المسلمون بأجمعهم على عليّ عليه‌السلام وسلموا عليه بامرة المؤمنين وفيهم من قال له : بخ بخ لك يا على أصبحت مولاي ومولى كل مؤمن ومؤمنة ، ونظّم شاعر الاسلام وشاعر النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله حسان تلك الواقعة بصورتها الصحيحة في أبيات مشهورة اولها :

يناديهم يوم الغدير نبيهم

بخم وأسمع بالنبي مناديا (٣)

__________________

(١) ازف اي اقترب.

(٢) انظر الخطبة الشريفة في الاحتجاج للطبرسى (ره) وتفسير الصافى للعلامة الكاشانى (ره) وبحار الانوار ج ٩ = ص ٣٢٤ = ٣٢٨ ط امين الضرب.

(٣) وبعده قوله :

فقال : فمن مولاكم ونبيكم ؟

فقالوا ولم يبدوا هناك التعاميا

الهك مولانا وانت نبينا

ولم تلق منا في الولاية عاصيا

فقال له : قم يا علي فاننى

رضيتك من بعدي اماماً وهاديا

فمن كنت مولاه فهذا وليه

فكونوا له اتباع صدق مواليا

هناك دعا اللهم وال وليه

وكن للذي عادا عليا معاديا

ولد حسان قبل مولد النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله بثمان سنين وتوفى سنة : (٥٥) او (٥٤) ولحسان ترجمة ضافية في

٤٩

وفي هذا اليوم او ذلك اليوم اتجه ان يتنزل الوحي بقوله تعالى : اليوم أكملت لكم دينكم ؛ ولولا ذلك لكان الدّين ناقصا غير كامل ولا يرتضى هذا النقص أي عاقل ، ولا يتجه أي معنى للآية بوجه من الوجوه بدون ذلك النص والنصب.

نعم قد كمل الدين وتمت النعمة من حيث التبليغ والرسالة واتمام الحجة ، أما من حيث التطبيق والعمل به من الامة فذاك شيء آخر لا أريد ان أخوض فيه كي لا أخدش عاطفة او أمسّ كرامة طائفة ، او أثير غبار جدل وخصومة ولكني أختم كلمتي هذه المتواضعة التي جرت على سير القلم وعفو الخاطر ، أختمها في بيتين لشاعر أهل البيت في الصدر الاول من الاسلام ، حيث يقول في احدى هاشمياته المشهورة : (١)

__________________

الغدير للعلامة الكبير الشيخ عبدالحسين الاميني ج ٢ ، ص ٣٤ = ٦٥ وصار حسان عثمانيا بعد ما كان علويا وقال له الصحابى الكبير سيد الخزرج قيس بن سعد بن عبادة الانصاري : يا اعمى القلب و اعمى البصر والله لو لا ان ألقى بين رهطي ورهطك حربا لضربت عنقك ثم اخرجه من عنده. انظر تاريخ الطبري ٥ ـ ٢٣١ وشرح النهج لابن ابي الحديد ، ج ٢ ، ص ٢٥.

(١) هو شاعر اهل البيت الطاهر ومادحهم والصادع بالحق في حقهم الكميت بن زيد الاسدي صاحب القصائد الهاشميات ولد سنة : ٦٠ ومات مقتولا شهيدا سنة : ١٢٦ ه‍ قوله : ويوم الدوح دوح ...

مذكور في الهاشميات بتفسير ابى رياش احمد بن ابراهيم القيس ص ١٥٢ ـ ١٥٣ طبع ليدن. وفي الغدير ، ج ٢ ص ١٨٠ = ١٨٣.

قال الشيخ أبو الفتوح في تفسيره ٢ ص ١٩٣ : روى عن الكميت قال : رايت أميرالمؤمنين عليه‌السلام في المنام فقال : انشدني قصيدتك العينية فانشدته حتى انتهيت الى قولي فيها :

ويوم الدوح دوح غدير خم

أبان لو الولاية لو اطيعا

فقال صلوات عليه : صدقت ثم انشد عليه‌السلام :

ولم ار مثل ذاك اليوم يوما

ولم ار مثله حقا اضيعا

وروى القاضي البوالفتح الكراجكي رحمه‌الله في كتابه القيم كنز الفوائد ص ١٥٤ باسناده عن هناد بن السري قال : رايت امير لمؤمنين على بن ابيطالب في المنام فقال لى : يا هناد قلت : لبيك يا امير المؤمنين قال : انشدني قول الكميت :

٥٠

ويوم الدوح دوح غدير خم

أبان له الولاية لو أطيعا

ولكن الرجال تبايعوها

فم أر مثلها خطراً مبيعا

رفع الله درجاتنا أجمعين في أعلى عليين مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن اولئك رفيقا.

__________________

ويوم الدوح دوح غدير خم ....

قال فانشدته فقال لى : خذ اليك يا هناد فقلت : هات يا سيدى فقال عليه‌السلام :

ولم أر مثل ذاك اليوم يوما

ولم أر مثله حقاً أضيعا

٥١
٥٢



٨

هل الخلفاء هم من أهل النار ؟

أنا شافعي المذهب ولكن صديق حميم لبعض الاثنى عشريين الاقحاح ، نخوض بعض الأوقات في الخلافات المذهبية ، وقد أخبروني أن أبابكر وعمر وعثمان وسائر العشرة المبشّرة بالجنة عندكم هم من أهل النار ، أفيمكن هذا بعد ان قال الله في كتابه العزيز : والسّابِقُونَ الأَوَّلُونَ مِنَ المُهاجِرِينَ والأَنْصارِ والَّذِينَ اتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسانٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمْ ورَضُوا عَنْهُ وأَعَدَّ لَهُمْ جَنّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الأَنْهارُ خالِدِينَ فِيها أَبَداً ذلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ ، (١) اليس هؤلاء هم السابقون الاولون من المهاجرين ؟ او ليس هم كذلك ؟ وعمر بن الخطاب من الذين قال الله تعالى فيهم : لَقَدْ رَضِيَ اللهُ عَنِ المُؤْمِنِينَ إِذْ يُبايِعُونَكَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ فَعَلِمَ ما فِي قُلُوبِهِمْ ، (٢) وأخبروني أنهم يلعنون أكثر الصحابة بدل أن يترحموا عليهم ، فهذا هو حقنا لسلفنا ؟ أما قسّم الله المؤمنين الى ثلاث درجات المهاجرون : والانصار والذين جائوا من بعدهم ؟ وقد وصفهم بأنهم يقولون : رَبَّنَا اغْفِرْ لَنا ولإِخْوانِنَا الَّذِينَ

__________________

(١) سورة ٩ آية : ١٠١.

(٢) سورة ٤٨ آية : ١٩.

٥٣

سَبَقُونا بِالإِيمانِ ولا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنا غِلاَّ لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنا إِنَّكَ رَؤُفٌ رَحِيمٌ (١) ما وصفهم بأنهم يقولون ربنا العن ـ فلانا وفلانا ـ ولا تمح في قلوبنا غلاًّ.

الجواب :

اعلم أولاً وكن على يقين أن العقلاء والمهذّبين من الاثنى عشريين ليسوا بلعّانين ولا سبّابين ، وان ائمتنا اهل البيت سلام الله عليهم حرّموا علينا السّب والشتم فنحن لا نسبّ الخلفاء والصحابة المرضيين الذين رضى الله عنهم ورضوا عنه ، ولكن لابد لنا في الجواب أن نكشف لك الغطاء عن الحق الناصع والامر الواقع ، ونوضّح لك على وجه الاجمال والاشارة ، ولاشك أنك حرّ والحرّ تكفيه الاشارة. والحق الذي لا يسعك انكاره ولا شك انك تعرفه ويلزمك أن تعترف به هو ان الصحابة الذين صحبوا النبي من المهاجرين الذين هاجروا معه والانصار الذين نصروه ليس كلّهم مرضيّين ومشمولين بقوله تعالى : رَضِيَ اللهُ عَنْهُمْ ورَضُوا عَنْهُ . ولا داخلين في اخواننا الذين سبقونا ، والقرآن الكريم يفسّر بعضه بعضا ويدلّ بعضه على بعض ، و يلزم ضمّ بعض الايات الى بعض حتى تتجلى الحقيقة ناصعة لامعة ولو كان كلّ الصحابة مرضيين قد رضى الله عنهم ورضوا عنه اذاً فأين محل قوله تعالى : وما مُحَمَّدٌ إِلاّ رَسُولُ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَفَإِنْ ماتَ أَوْ قُتِلَ انْقَلَبْتُمْ عَلى أَعْقابِكُمْ (٢) وليت شعري وما أدرى ولعلّني أدرى من هؤلاء الذين انقلبوا على أعقابهم ؟ ومن المعلوم ان الاستفهام في الاية انكاري ، ومعناه ومورده ان يقع عمل من شخص او أشخاص فينكره المتكلم بصورة الاستفهام ، ومعنى انكاره الاشارة الى انه عمل منكر وشيء شنيع.

__________________

(١) سورة ٢ آية : ١١.

(٢) سورة ٣ آية : ١٤٤.

٥٤

وأزيدك ايضاحاً ودلالة ودفعا لما عرضك من الشبهة ذاك أنه كما أن القرآن يفسّر بعضه بعضا كذلك السنة النبوية والاحاديث تفسر القرآن وتوضّحه وتشرحه ، انظر صحيح البخاري الذي هو أصح كتب الحديث عند الشافعية وغير الشافعية من المذاهب الاربعة فانك تجد فيه وفي أخيه صحيح مسلم عدّة أحاديث عن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله مختلفة الاساليب متّحدة المعنى ، ويأخذ بعضها بيد بعض ، منها قوله صلى‌الله‌عليه‌وآله انا فرطكم على الحوض ليرفعن الى رجال منكم ثم ليختلجن دوني فأقول أي رب أصحابي ، فيقال انك لا تدري ما أحدثوا بعدك ، فيؤمر بهم الى النار ، فأقول سحقاً سحقاً لمن غيّر وبدّل بعدي ؛ ويقول في بعضها لاصحابه : لا ترجعوا بعدي كفّاراً يضرب بعضكم رقاب بعض ، ويقول في حديث ما لفظه أو مضمونه : يؤمر بجماعة من أصحابي الى النار ، فأقول ما شأنهم ؟ فيقال انهم ارتدوا على أدبارهم القهقرى. وهذا الذي امليه عليك هو من مطالعاتي ومحفوظاتي قبل خمسين سنة ولا فرصة حالا على تجديد المراجعة فراجع أنت اذا شئت حتى يتّضح لك جليا أن ليس كل الاصحاب ممن رضى الله عنهم ورضوا عنه ، ان الكثير والاكثر قد ارتدّوا بعد رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله وانقلبوا على أعقابهم بنص القرآن والاحاديث النبوية من كتبكم انتم لامن كتب الشيعة الاثنى عشرية ، واتخطّر اني أحصيت من الصحيحين البخاري ومسلم اكثر من عشرين حديثا بأسانيد متعددة وعبارات مختلفة كلّها تنص صريحا ان أكثر الاصحاب بعد رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله غيّروا وبدّلوا ، ورجعوا الى جاهليتهم الاولى ، وارتدوا على ادبارهم وانقلبوا على أعقابهم ؛ وما رضى الله عنهم ولا رضوا عنه ، واسخطوا الله ورسوله بأعمالهم راجع الصحيحين (١) تجد ذلك جلياً واضحاً.

__________________

(١) يأتى نصوص الروايات الواردة عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله في حق الصحابة نقلا عن الصحيحين في تعاليقنا الملحقة بآخر الكتاب ان شاء الله تعالى.

٥٥

ثم هب اننا أغمضنا النظر عن الكتاب والسنة وتلك الادلة الباهرة فلنرجع الى الحس والوجدان ، فانه أقوى شاهد وبرهان ، لنرجع الى الامر الواقع والقضية الراهنة ، أرأيت لو وجدت شخصين يختصمان في أمر معين حتى تبلغ بهما الخصومة الى حد أن يستحل أحدهما قتل الاخر فهل تجد بعقلك مالا للحكم بأن الحق مع كل واحد منهما ؟ اي أن الحق في جهتين متناقضتين في السلب والايجاب ، كلا ، فالحق لا يتناقض والسلب والايجاب نقيضان ، والنقيضان لا يجتمعان كما لا يرتفعان ، أليس الخليفة عثمان من الصحابة المبرّزين والمهاجرين الاولين ؟ أليس قد اجتمع على قتله أهل المدينة ؟ وكلّهم او جلّهم من الصحابة بالضرورة ، ومعهم جمع من رجال الاقطار الاسلامية ، ثم قتلوه تلك القتلة الشنيعة ، وقد قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله في حديث متواتر لا يحل قتل المسلم الا بواحدة من ثلاث : ردّة عن ايمان ، او زنيّة من احصان ، او قصاص في قتل نفس محترمة ، وأنا لا أدرى بأي واحدة من هذه الثلاث استحلوا قتل الخليفة ، ولعل أهل المدينة أعلم وأدرى.

ثم أليس طلحة والزبير من أخصّ أصحاب رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ومن المجاهدين السابقين والمهاجرين الأولين وسيف الزبير هو السيف الذي طالما كشف به الكرب من وجه رسول الله ؟ ثم ألم يخرجا على أمير المؤمنين عليّ عليه‌السلام ؟ وخدعا المرأة المسكينة عايشة أم المؤمنين التي تجمّلت ثم تبغّلت ، وقد قتلا في تلك الحرب الضروس ، وما قتلا حتى قتل بسبب بغيهما على امام زمانهما الذي بايعاه ثم نكثا بيعته بغيا عليه ، ما قتلا الا بعد أن قتل في تلك الوقعة اكثر من عشرة آلاف قتيل تقريباً أو تحقيقاً ، وقد قال سبحانه وتعالى : وإِنْ طائِفَتانَ مِنَ المُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُما فَإِنْ بَغَتْ إِحْداهُما عَلَى الأُخْرى فَقاتِلُوا الَّتِي تَبْغِي (١) وما أدرى هل

__________________

(١) سورة ٤٩ آية : ٩.

٥٦

أن طلحة والزبير ( والهفي عليهما ) هل هما من الذين عناهم رسول الله بقوله : أرى جماعة من أصحابي يؤخذ بهم الى النار فأقول : رب أصحابي ، فيقال لي : ما تدري ما أحدثوا بعدك ، انهم رجعوا القهقرى وارتدوا بعدك.

امّا معاوية الذي تعدّونه ايضا من الصحابة وبغيه على أميرالمؤمنين عليه‌السلام في حرب صفين التي قتل فيها من الفريقين أكثر من عشرين ألف قتيل على ما خطر ببالي ، فلا أعدها في عداد تلك الحوادث لأن معاوية وأباه أباسفيان والحكم وابنه مروان ما أسلموا ولا آمنوا بالله طرفة عين لا قبل الفتح ولا بعده وانما دخلوا في صورة الاسلام لهدم دعائم الاسلام ، وقد قتل معاوية غير من قتله من المسلمين في صفّين خيرة الرجال من الصحابة كعمرو بن الحمق (١) وحجر بن عدي وأصحابه العشرة قتلهم صبراً وظلماً وعدوانا ، وفظايع معاوية ومحاربته لله ولرسوله ، وقتله لريحانتي رسول الله الحسن والحسين أكثر من ان تحصى وتعد ، وهو عندكم صحابي من الذين رضى الله عنهم ورضوا عنه فان كان هذا هو الاسلام فعلى الاسلام السلام ؛ والبقاء على الكفر خير من هذا الاسلام اي اسلام معاوية وأبي سفيان والحكم ومروان الوزغ ابن الوزغ كما قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله وعلى كل فلا أحسب الاّ ان الحق

__________________

(١) عمرو بن الحمق الخزاعي صحابي جليل في غاية الجلالة والوثاقة من اصفياء أميرالمؤمنين عليه‌السلام و خواصه وصاحب اسراره ، سقى النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله فقال صلى‌الله‌عليه‌وآله:اللهم امتعه بشبابه فمرت عليه ثمانون سنة لاترى في لحيته شعرة بيضاء علمه اميرالمؤمنين عليه‌السلام اسم الله الاعظم وقال سيد الشهداء عليه‌السلام في كتابه الى معاوية : « او لست قاتل عمرو بن الحمق صاحب رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله العبد الصالح الذي ابلته العبادة فنحل جسمه وصفر لونه » ورأسه اول راس حمل في الاسلام وشهروه على قناة الى معاوية.

الحمق بالحاء المهملة المفتوحة والميم المكسورة والقاف خفيف اللحية.

انظر تنقيح المقال ، اسد الغابة ، الغدير ، ج ١١ رجال الكشي.

حجر بن عدي الكندي الصحابي جلالته اشهر من ان يحيط بها القلم ويجرى عليها الرقم من جلة الشهداء الاحرار المجاهرين بالحق والصادعين بمحبة اميرالمؤمنين عليه‌السلام قتله معاوية سنة : (٥١) او (٥٣) ه‍ انظر تنقيح المقال واسد الغاية وغيرهما.

٥٧

قد تجلّى لديك وسطعت شمس الحقيقة عليك والكناية أبلغ من التصريح. (١)

ويشهد الله والمسلمون اني أكره الخوض في هذه المكربات التي تثير الدفائن ، و تنثر بذور الضغائن في صدور طوائف المسلمين ولكن الحاحك في طلب الجواب بعثني الى تحرير هذه الكلمة على جرى القلم وعفو الخاطر ، وكره منّي ، وليس هذا من خطتي وخطواتي وأنا مذ خمسين سنة أدعوا الى توحيد كلمة المسلمين ونبذ الشحناء والبغضاء ، والاعتصام بحبل الله المتين من الالفة وعدم الفرقة ، والاخذ بالاخوة التي عقدها القرآن بين المسلمين ، فقال تعالى : إِنَّمَا المُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ (٢) : ويشهد لذلك مؤلفاتي كمقدمة « أصل الشيعة » الذي طبع زهاء عشر طبعات وترجم الى عدة لغات وغيرها ، ولكني وجدتك قد أحرجتني وهددتني بقوله تعالى : إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ ما أَنْزَلْنا مِنَ الْبَيِّناتِ والْهُدى (٣) ولم أجد بداً لرفع

__________________

(١) يوضح هذا الجواب رد قيس بن سعد الانصارى على النعمان بن بشير الانصاري في صفين عندما دعاه الى اللحقوق بمعاوية قائلا : والله ما كنت اراك يا نعمان تجتري ، على هذا المقام.

اما المنصف المحق فلا ينصح اخاه من غش نفسه ، وانت والله الغاش لنفسه المبطل فيما انتصح غيره ، اما ذكر عثمان فان كان الانجاز يكفيك فخذه : قتل عثمان من لست خيرا منه وخذله من هو خير منك ، واما اصحاب الجمل فقاتلناهم على النكث ، واما معاوية فلو اجتمعت العرب على بيعته لقاتلتهم الانصار ، واما قولك انا لسنا كالناس فنحن في هذه الحرب كما كنا مع رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله نلتقى السيوف بوجوهنا والرماح بنحورنا حتى جاء الحق وظهر امر الله وهم كارهون ، ولكن انظر يا نعمان هل ترى مع معاوية الا طليقا اعرابيا او يمانيا مستدرجا ، وانظر اين المهاجرون والانصار والتابعون باحسان الذين رضى الله عنهم ورضوا عنه. انظر كتاب ( الامامة والسياسة لابن قتيبة ) الذي اثبتنا من تأليفات ابن قتيبة في مقالنا الضافي المنتشر في مجلة ( العرفان ) المجلد ٤٣، ج ٥ ، ص ٥٠٨ واجبنا جوابا تحليليا عن الاشكالات الواهية التي اوردها الاستاذ احمد صقر المصري في مقدمة « تأويل مشكل القرآن » لابن قتيبة ص ٢٧ ط مصر ، حققنا ان كل ماذكره تبعاً وتقليداً لبعض المستشرقين في نفى ذلك الكتاب عن ابن قتيبة كذب واختلاق فراجع وطالع مقالنا مع امعان النظر.

(٢) سورة ٤٩ آية : ١٠.

(٣) سورة ٢ آية : ١٥٩.

٥٨

المسؤلية من الاشارة الى طرف من الواقع. ان لم يكن الحق كله فناحية من نواحيه ، ولعلها تلقى ضوئها الصاحي على سائر ضواحيه ؛ وأختم كلمتي هذه بكلمة وجيزة لجدي الاعلى الشيخ جعفر الكبير صاحب كتاب كشف الغطاء ( قده ) حيث يقول في خاتمة كلام له : أخضر أحوال القوم بين يديك وتوجه للنظر فيها بكلتي عينيك وتفكر في الفروع والايقاع لتعلم حال الاصول وينقطع النزاع ، لعل البصرة تبصرك وجملها ينذرك ، وصفين تصفيك ؛ وكربلا والكوفة تكفيك. واختلاف ذات البين وحصول الشقاق في الجانبين أبين شاهد على أن الحق في جانب واحد ، وان الحكم بحقّية الطرفين اعتقاد فاسد ( انتهى ) وأقول ، إِنَّكَ لا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ ولكِنًّ اللهَ يَهْدِي مَنْ يَشاءُ (١) سبحانك رَبَّنا عَلَيْكَ تَوَكَّلْنا وإِلَيْكَ أَنَبْنا وإِلَيْكَ المَصِيرُ . (٢)

__________________

(١) سورة ٢٨ آية : ٥٦.

(٢) سورة ٦٠ آية : ٤.

٥٩
٦٠