أبي جعفر محمّد بن الحسن بن علي بن الحسن الطّوسي [ شيخ الطائفة ]
المحقق: السيد مهدي الرجائي
الموضوع : رجال الحديث
الناشر: مؤسسة آل البيت عليهم السلام لإحياء التراث ـ قم
الطبعة: ٠
الصفحات: ٤١٦
بسم الله الرحمن الرحيم
وصلّى الله على محمد وآله الطيبين الطاهرين وسلم تسليما
نعيم بن دجاجة الاسدى
١٤٤ ـ حدثنا حمدويه بن نصير ، قال حدثنا محمد بن عيسى ، عن الحسن بن محبوب : عن رجل ، عن أبي عبد الله عليهالسلام قال : بعث علي بن أبي طالب عليهالسلام الى بشر ابن عطارد التميمي في كلام بلغه عنه ، فمر به رسول علي الى بني أسد ، فقام اليه نعيم ابن دجاجة الاسدي فأفلته ، فبعث اليه علي بن أبي طالب عليهالسلام فأتوا به فأمر به أن يضرب
______________________________________________________
نعيم بن دجاجة الاسدى
قوله عليهالسلام : فمر به رسول على (ع) الضمير المجرور لبشر ، والباء بمعنى « مع » فقام اليه أي الى رسول علي عليهالسلام نعيم فافلته أي بشرا من الرسول ، فبعث اليه علي عليهالسلام أي الى نعيم بن دجاجة ليؤتى به ، فأتوه به الفاعل بنو أسد.
والضمير المنصوب لعلي عليهالسلام ، والباء في « به » للتعدية ، أو بمعنى « مع » والضمير المجرور « بها » لنعيم.
أي فأتوا بنو أسد عليا عليهالسلام بنعيم بن دجاجة فأمر علي نعيم بأن يضرب فقال نعيم لعلي عليهالسلام.
فقال له نعيم : أما والله أن المقام معك لذل وان فراقك لكفر.
قال : فلما سمع ذلك علي عليهالسلام قال له قد عفوت عنك ان الله تعالى يقول ( ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ السَّيِّئَةَ ) (١) أما قولك ان المقام معك لذل فسيئة اكتسبتها ، وأما قولك ان فراقك لكفر حسنة اكتسبتها ، فهذه بهذه.
الاحنف بن قيس
١٤٥ ـ قيل : للأحنف انك تطيل الصوم؟ قال : أعده لشر يوم عظيم ، ثم قرأ ( وَيَخافُونَ يَوْماً كانَ شَرُّهُ مُسْتَطِيراً ) (٢).
وروي أن الاحنف بن قيس وفد الى معاوية وجارية بن قدامة والحباب بن يزيد فقال معاوية للأحنف : أنت الساعي على أمير المؤمنين عثمان ، وخاذل أم المؤمنين عائشة ، والوارد الماء على علي بصفين؟ فقال : يا أمير المؤمنين من ذاك ما أعرف ، ومنه ما أنكر.
أما أمير المؤمنين عثمان : فأنتم معشر قريش حصرتموه بالمدينة والدار منا عنه نازحة ، وقد حصره المهاجرون ، والانصار عنه بمعزل ، وكنتم بين خاذل وقاتل.
وأما عائشة : فاني خذلتها في طول باع ورحب سرب ، وذلك أني لم أجد في
______________________________________________________
الاحنف بن قيس
قوله : طول باع ورحب سرب
الباع قدر مد اليدين وما بينهما من البدن وبسط اليد بالمال ، وكذلك البوع وطول الباع كناية عن المقدرة والميسرة والاقتدار والشوكة قاله صاحب الفائق والاساس والقاموس والنهاية (٣).
__________________
(١) سورة المؤمنين : ٩٦
(٢) سورة الانسان : ٧
(٣) أساس البلاغة ص ٥٤ والقاموس ٣ / ٧ والنهاية ١ / ١٧٤
كتاب الله الا أن تقر في بيتها.
وأما ورودي الماء بصفين : فاني وردت حين أردت أن تقطع رقابنا عطشا ، فقام معاوية وتفرق الناس.
ثم أمر معاوية للأحنف بخمسين ألف درهم ولأصحابه بصلة ، وقال للأحنف حين ودعه : حاجتك؟ قال : تدر على الناس عطياتهم وارزاقهم ، فان سألت المدد أتاك منا رجال سليمة الطاعة شديدة النكاية.
وقيل : انه كان يرى رأي العلوية. ووصل الحباب بثلاثين ألف درهم وكان يرى رأي الاموية ، فصار الحباب الى معاوية وقال يا أمير المؤمنين تعطي الاحنف ورأيه رأيه خمسين ألف درهم وتعطيني ورأيي رأيي ثلاثين ألف درهم؟
فقال : يا حباب اني اشتريت بها دينه ، فقال الحباب : يا امير المؤمنين تشتري مني أيضا ديني! فأتمها له والحقه بالاحنف ، فلم يأت على الحباب اسبوع حتى مات ورد المال بعينه الى معاوية ، فقال الفرزدق يرثي الحباب :
______________________________________________________
وقال في الصحاح : الرحب بالضم السعة ، تقول منه : فلان رحب الصدر ، والرحب بالفتح الواسع تقول منه : بلد رحب وأرض رحبة (١).
وقال : السرب بالفتح الابل ، والسرب أيضا الطريق وفلان آمن في سربه بالكسر أي في نفسه ، وفلان واسع السرب أي رخي البال (٢).
وفي المغرب : السرب بالفتح في قولهم خل سربه أي طريقه ، ومنه قوله اذا كان مخلي السرب ، أي موسعا عليه غير مضيق عليه.
يعني : اني لم أخذلها وهي محتاجة الى الانتصار ، بل خذلتها وهي في طول باع ورحب سرب ، أي في مندوحة فسيحة عن القتال وتجهيز الجيش ، بأن تقر في
__________________
(١) الصحاح : ١ / ١٣٤
(٢) الصحاح : ١ / ١٤٦
أتأكل ميراث
الحباب ظلامة |
|
وميراث حرب جامد
لك ذايبه |
أبوك وعمي يا
معاوي أورثا |
|
تراثا فيختار
التراث أقاربه |
ولو كان هذا
الدين في جاهلية |
|
عرفت من المولى
القليل حلائبه |
ولو كان هذا
الامر في غير ملككم |
|
لا ديته أو غص
بالماء شاربه |
فكم من أب لي يا
معاوي لم يكن |
|
أبوك الذي من
عبد شمس يقاربه |
١٤٦ ـ وروت بعض العامة ، عن الحسن البصري ، قال حدثني الاحنف ، ان عليا عليهالسلام كان يأذن لبني هاشم وكان يأذن لي معهم ، قال ، فلما كتب اليه معاوية ان كنت تريد الصلح فامح عنك اسم الخلافة ، فاستشار بني هاشم.
فقال له رجل منهم : انزح هذا الاسم نزحه الله ، قالوا : فان كفار قريش لما كان بين رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم وبينهم ما كان ، كتب هذا ما قضى عليه محمد رسول الله أهل مكة كرهوا ذلك وقالوا لو نعلم أنك رسول الله ما منعناك أن تطوف بالبيت ، قال : فكيف اذا؟
______________________________________________________
بيتها ، موقرة مكرمة ، رحبة الصدر ، رخية البال ، واسع السرب.
لأنها لم تكن مأمورة بالمسير الى البصرة وتجهيز الجيش والمطالبة بدم عثمان ومقاتلة علي بن أبي طالب عليهالسلام على ذلك ، ولا مضطرة الى شيء من ذلك ، بل كانت في سعة عن ذلك كله.
ومع ذلك فانها كانت في طول باع من الشوكة والمقدرة ، واجتماع الجيوش وكثرة الاعوان والانصار والعدد والعدد.
وأيضا خذلتها لأني لم أجد في كتاب الله الا أن تقر في بيتها اذ قال عزمن قائل ( وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ ) (١).
قوله : أوغص بالماء شاربه
غص بفتح الغين المعجمة واهمال الصاد المشددة ، وشاربه بالرفع على الفاعلية
__________________
(١) سورة الاحزاب : ٣٣
قالوا : أكتب هذا ما قضى عليه محمد بن عبد الله أهل مكة فرضي. (١) فقلت لذلك الرجل كلمة فيها غلظة وقلت لعلي أيها الرجل والله مالك ما قال رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم أنا ما حابيناك في بيعتنا ، ولو نعلم أحدا في الارض اليوم أحق بهذا الامر منك لبايعناه ولقاتلناك معه ، أقسم بالله ان محوت عنك هذا الاسم الذي دعوت الناس اليه وبايعتهم عليه لا يرجع إليك أبدا.
أبو عبد الله الجدلى وأبو داود
١٤٧ ـ حدثنا محمد بن مسعود ، قال : حدثني علي بن الحسن بن علي بن فضال قال : حدثني العباس بن عامر ، وجعفر بن محمد بن حكيم ، عن أبان بن عثمان الاحمر عن عبد الرحمن بن سيابة ، عن أبي داود ، عن أبي عبد الله الجدلي ، قال : دخلت على أمير المؤمنين عليهالسلام قال : أحدثك بسبعة أحاديث قبل أن يدخل علينا داخل ، قال فقلت افعل جعلت فداك.
قال ، فقال : ما أنف الهدى وعيناه؟ فقلت : يا أمير المؤمنين قال : وحاجبا الضلالة ومنخرها تبدو مخازيهما في آخر الزمان ، قال ، قلت : أظن والله يا أمير المؤمنين قال : والدابة وما الدابة عدلها وموضع صدقها ، والحق بينها والله يهلك ظالمها.
والرابعة : يقتل هذا وانت حي لا تنصره ، قال ، فضرب بيده على كتف الحسين عليهالسلام قال ، قلت والله ان هذه لحياة خبيثة ، ودخل داخل.
______________________________________________________
وباء بالماء للتعدية.
في النهاية الاثيرية : يقال : غصصت بالماء أغص غصصا ، فأنا غاص وغصان اذا شرقت به ، أو وقف في حلقك فلم تقدر تسيغه (١).
قوله : فرضى
أي فرضي علي عليهالسلام بما قال ذلك الرجل الهاشمي.
__________________
(١) نهاية ابن الاثير : ٣ / ٣٧٠
١٤٨ ـ وبهذا الاسناد : عن أبان ، عن فضيل الرسان ، عن أبي داود ، قال : حضرته عند الموت وجابر الجعفي عند رأسه ، قال ، فهمّ أن يحدث فلم يقدر ، قال ، ومحمد بن جابر أرسله ، قال ، فقلت يا أبا داود حدثنا الحديث الذي أردت؟.
قال : حدثني عمران بن حصين الخزاعي أن رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم أمر فلانا وفلانا أن يسلما على علي عليهالسلام بإمرة المؤمنين ، فقالا : من الله ومن رسوله؟ ثم أمر حذيفة وسلمان فسلما ، ثم أمر المقداد فسلم ، وأمر بريدة أخي وكان أخاه لأمه.
فقال : انكم قد سألتموني من وليكم بعدي ، وقد أخبرتكم به وقد أخذت عليكم الميثاق ، كما أخذ الله تعالى على بني آدم : ألست بربكم؟ قالوا بلى ، وأيم الله لئن نقضتموها لتكفرن.
عامر بن واثلة
١٤٩ ـ حدثنا محمد بن مسعود ، قال : حدثني علي بن الحسن بن علي بن فضال قال حدثني عباس بن عامر ، عن أبان بن عثمان ، عن شهاب بن عبد ربه ، قال قلت لأبي عبد الله عليهالسلام : كيف أصبحت جعلت فداك؟ قال : أصبحت أقول ، كما قال أبو الطفيل عامر بن واثلة :
وان لا هل الحق
لا شك دولة |
|
على الناس اياها
أرجّي وأرقب |
______________________________________________________
عامر بن واثلة
ذكره الشيخ في كتاب الرجال في باب الصحابة وقال : عامر بن واثلة أبو الطفيل (١) ، ثم ذكره في أصحاب أمير المؤمنين عليهالسلام وقال : عامر بن واثلة يكنى أبا الطفيل أدرك ثماني سنين من حياة النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم ولد عام أحد (٢).
وقال ابن الاثير في جامع الاصول : هو أبو الطفيل عامر بن واثلة بن عبد الله
__________________
(١) رجال الشيخ : ٢٥
(٢) رجال الشيخ : ٤٧
قال : أنا والله ممن يرجي وسيرقب ، وكان عامر بن واثلة كيسانيا ممن يقول بحياة محمد بن الحنفية ، وله في ذلك شعر ، وخرج تحت راية المختار بن أبي عبيدة وكان يقول : ما بقي من السبعين غيري ، ويقول عامر بن واثلة :
وبقيت سهما في
الكنانة واحدا |
|
سترمي به أو
يكسر السهم كاسره |
وكان أبو الطفيل رأى رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم وهو آخر من رآه موتا ، وهو القائل :
ويدعونني شيخا
وقد عشت حقبة |
|
وهن من الازواج
نحوي نوازع |
وما شاب رأسي من
سنين تتابعت |
|
علي ولكن شيبتني
الوقائع |
بنو ذودان
١٥٠ ـ حدثنا محمد بن مسعود قال : سألت علي بن الحسن بن فضال عن بني ذودان الذين في الحديث؟ قال : هم قوم من الفرس بزّازون.
قيس
١٥١ ـ حدثني محمد بن مسعود ، قال أخبرنا علي بن الحسن ، قال حدثني معمر ابن خلاد قال ، قال أبو الحسن الرضا عليهالسلام : ان رجلا من أصحاب علي عليهالسلام يقال له : قيس كان يصلي فلما صلى ركعة أقبل أسود سالخ فصار في موضع السجود ، فلما نحى
______________________________________________________
ابن عمير بن جابر ، من بني سعد بن ليث الليثي الكناني ، ويقال : اسمه عمرو غلبت عليه كنيته ، أدرك من حياة النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم ثماني سنين : ومات سنة مائة واثنتين بمكة.
وهو آخر من مات من الصحابة في جميع الارض ، روى عنه الزهري وأبو الزبير وجابر بن يزيد ، واثلة بكسر الثاء المثلثة.
قيس
قوله عليهالسلام : أسود سالخ
قال في الصحاح : السالخ : الاسود من الحيات يقال : أسود سالخ غير
جبينه عن موضعه تطوق الاسود في عنقه ، ثم أنساب في قميصه.
وأني أقبلت يوما من الفرع ، فحضرت الصلاة فنزلت فصرت الى ثمامة ، فلما صليت ركعة أقبل أفعى نحوي ، فأقبلت على صلاتي لم أخففها ولم ينتقص منها شيء
______________________________________________________
مضاف ، لأنه يسلخ جلده كل عام ، والانثى أسودة ، ولا توصف بسالخة (١).
وفي القاموس : والانثى أسودة ، ولا توصف بسالخة ، وأسود وأسودان سالخ ، وأساود سالخة وسوالخ وسلخ وسلخة (٢).
قوله عليهالسلام : ثم أنساب
السيوب مجرى الماء ، وانسابت الحية انسيابا خرجت قاله في مجمل اللغة.
وفي الصحاح : ساب الماء يسيب أي جرى ، والسيب بالكسر مجرى الماء ، وأنساب فلان نحوكم رجع ، وانسابت الحية جرت (٣).
ويكون أيضا بمعنى الاسراع في المشي. وهو المراد هاهنا.
قوله عليهالسلام : من الفرع
الفرع بالتحريك اسم موضع بين البصرة والكوفة على ما في الصحاح والقاموس (٤).
والفرع ـ بالضم والاسكان ـ اسم موضع بين الحرمين الشريفين.
قال ابن الاثير في النهاية : في الحديث ذكر الفرع وهو بضم الفاء وسكون الراء موضع معروف بين مكة والمدينة (٥).
__________________
(١) الصحاح : ١ / ٤٢٣
(٢) القاموس : ١ / ٢٦١
(٣) الصحاح : ١ / ١٥٠
(٤) القاموس : ٣ / ٦٢ والصحاح : ٣ / ١٢٥٨
(٥) نهاية ابن الاثير : ٣ / ٤٣٧
فدنا مني ثم رجع الى ثمامة ، فلما فرغت من صلاتي ولم أخفف دعائي : دعوت بعضهم معي فقلت : دونك الافعى تحت الثمامة ، ومن لم يخف الا الله كفاه.
قال أبو عمرو محمد بن عمر الكشي : في أصحاب أمير المؤمنين عليهالسلام أربعة نفر وأكثر يقال لكل واحد قيس فلا أعلم أيّهم هذا ، أول الاربعة قيس بن سعد بن عبادة وهو أمير هم وأفضلهم ، وقيس بن عباد البكري وهو خليق أيضا بهذا ان كان ، وقيس بن قرّة بن حبيب غير خليق به ، لأنه هرب الى معاوية ، وقيس به مهران أيضا خليق ذلك به ، فكل هؤلاء صحبوا أمير المؤمنين عليهالسلام ولا أدري أيّهم أراد أبو الحسن الرضا عليهالسلام.
المرقع بن قمامة الاسدى
١٥٢ ـ حدثنا حمدويه بن نصير ، قال : حدثنا الحسين بن موسى قال حدثنا عمرو بن عثمان ، عن اسماعيل بن أبان الازدي ، قال : حدثني مطهر ، عن عبد الله ابن شريك العامري ، عن المرقع بن قمامة الاسدي ، قال : اذا هزّ محمد بن علي الراية المعلية بين الركن والمقام لوددت أني في ظلّها مجزوم الانف والاذنين ذاهب البصر لا شيء يسددني ، قال قلت : ان هذا الخطر عظيم! قال ، فقال مرقع : اني سمعت عليا عليهالسلام يقول : ان تلك العصابة نظراء لأهل بدر. هذا الخبر يدل على أنه كان كيسانيا.
عوف العقيلى
١٥٣ ـ حدثني طاهر بن عيسى ، ذكره عن جعفر بن أحمد بن سعد ، أو غيره ، عن صالح بن سلمة أبي الخير الرازي ، عن ابن أبي نجران ، عن أبي عمران ، عن
______________________________________________________
عوف العقيلى
قال الشيخ ـ رحمه الله تعالى ـ في باب أصحاب أمير المؤمنين عليهالسلام : عوف العقيلي (١).
__________________
(١) رجال الشيخ : ٥٤
فرات بن أحنف ، قال : العقيلي كان من أصحاب عليّ عليهالسلام وكان حمّارا ، ولكنه يؤدّي الحديث كما سمع.
______________________________________________________
وفي جامع الاصول : العقيلي بضم العين المهملة وفتح القاف ، منسوب الى عقيل بن كعب بن ربيعة بن عامر بن صعصعة بن معاوية بن بكر بن هوازن.
قوله : وكان حمارا
باهمال الحاء وتشديد الميم ، والحمار في رجال الحديث وأسانيد الاخبار متكرر الذكر غير محصور في رجل واحد ، ومن أصحاب أبي عبد الله الصادق عليهالسلام داود بن سليمان أبو سليمان الحمار الكوفي الثقة. ذكره أبو العباس النجاشي ـ رحمه الله تعالى ـ في كتابه (١) ، والشيخ ـ رحمه الله تعالى ـ في الفهرست (٢) وفي كتاب الرجال (٣).
وضبطه العلامة ـ رحمهالله ـ في الايضاح فقال : الحمار بالحاء المهملة والميم المشددة والراء أخيرا.
وكذلك الحسن بن داود قال في كتابه : الحمار بفتح الحاء المهملة وتشديد الميم (٤).
وفي الصحاح : الحمارة أصحاب الحمير في السفر الواحد حمار مثل جماز وجمال وبغال (٥).
ومن العجائب أن القاصرين من أهل هذا العصر يصحفون الحاء المهملة بالخاء المعجمة (٦) ، ويتوهمون أن العقيلي من أصحاب أمير المؤمنين عليهالسلام كان يشرب
__________________
(١) رجال النجاشى : ١٢٢
(٢) الفهرست : ٩٤
(٣) رجال الشيخ : ١٩٠
(٤) رجال ابن داود : ١٤٤
(٥) الصحاح : ٢ / ٦٣٧
(٦) كما في المطبوع من رجال الكشى بجامعة مشهد
الزهاد الثمانية
١٥٤ ـ علي بن محمد بن قتيبة ، قال : سئل أبو محمد الفضل بن شاذان ، عن الزهاد الثمانية؟ فقال : الربيع بن خثيم ، وهرم بن حيّان ،
______________________________________________________
الخمر ، والخمار في اللغة بياع الخمر ، نعوذ بالله من هذه الاوهام الفاسدة والجهالات المضلة.
ثم ان الحسن بن داود رحمهالله قال في كتابه : العقيلى ( ي ـ جش ) جماز الحديث يرويه كما سمعه (١).
بفتح الجيم وتشديد الميم والزاي أخيرا. والجماز من الانسان والبعير السريع الشديد ، المسرع في السير والعدو والكلام والحديث والنقل وغير ذلك ، فذلك غير بعيد من مسلك الاستقامة.
وفي بعض النسخ (٢) ترجمان الحديث وهو أيضا. مستقيم.
ولكن الصحيح في كتاب الكشي على ما في عامة النسخ « وكان حمارا » باهمال الحاء المهملة وتشديد الميم والراء أخيرا على ما قد ضبطناه فليتثبت.
الزهاد الثمانية
قوله رحمهالله : وهرم بن حيان
هرم ـ ككتف ـ ابن حيان قاله في القاموس (٣) ، وعده صحابيا في آخرين.
وقال في المغرب : الهرم كبر السن من باب لبس وباسم الفاعل منه سمي هرم ابن حيان قال القتيبي : وانما سمي هرما لأنه بقي في بطن أمه أربع سنين.
وفي جامع الاصول : هرم بفتح الهاء وكسر الراء ، وحيان بفتح الحاء المهملة وتشديد الياء تحتها نقطتان وبالنون.
__________________
(١) رجال ابن داود : ٢٣٥ وفيه العقيلى جخ ترجمان الحديث يرويه كما سمع.
(٢) أى نسخ رجال ابن داود وهو كما في المطبوع منه بجامعة طهران.
(٣) القاموس : ٤ / ١٨٩
وأويس القرني ، وعامر بن عبد قيس ، وكانوا مع علي عليهالسلام ومن أصحابه وكانوا زهّادا أتقياء.
وأما أبو مسلم فانه كان فاجرا مرائيا ، وكان صاحب معاوية ، وهو الذي كان يحث الناس على قتال علي عليهالسلام ، وقال لعلي عليهالسلام : ادفع إلينا الانصار والمهاجرين حتى نقتلهم بعثمان ، فأبى علي عليهالسلام ذلك ، فقال أبو مسلم : الان طاب الضراب ، انما كان وضع فخّا ومصيدة.
______________________________________________________
قوله رحمهالله : وأويس القرنى
القرن بفتحتين حي من اليمن اليهم ينسب أويس القرني.
قال ابن الاثير في جامع الاصول : القرني ـ بفتح القاف وفتح الراء وبالنون ـ منسوب الى قرن بن ردمان بن ناجية بن مراد. ردمان بفتح الراء وسكون الدال المهملة ، وناجية بالنون والجيم والياء تحتها نقطتان.
قلت : وأما ميقات أهل نجد فهو القرن بالتسكين ، يقال له : قرن المنازل ، وهو جبل مشرف على عرفات.
ولقد وقع الجوهري في الصحاح هنالك في الغلط مرتين اذ قال : القرن بالتحريك موضع وهو ميقات أهل نجد ومنه أويس القرني (١). فلا تكن من الغافلين.
قوله رحمهالله : وأما أبو مسلم فانه كان فاجرا
أبو مسلم الفاجر المرائي هذا اسمه أهبان ، أورده الشيخ ـ رحمهالله ـ في باب الصحابة وقال : أهبان بن صيفي أبو مسلم سيئ الرأي في علي عليهالسلام (٢).
وفي القاموس : أهبان كعثمان صحابي (٣).
__________________
(١) الصحاح : ٦ / ٢١٨١
(٢) رجال الشيخ : ٥
(٣) القاموس : ١ / ٣٧
وأما مسروق فانه كان عشّارا لمعاوية ، ومات في علمه ذلك بموضع أسفل من واسط على دجلة يقال : الرصافة وقبره هناك.
والحسن كان يلقي أهل كل فرقة بما يهوون ويتصنّع للرئاسة ، وكان رئيس القدرية وأويس القرني مفضّلا عليهم كلّهم ، قال أبو محمد : ثم عرف الناس بعد.
أويس القرنى
١٥٥ ـ روى يحيى بن آدم ، عن شريك ، عن ابن أبي زياد ، عن ابن أبي ليلى عبد الرحمن ، قال : خرج رجل بصفين من أهل الشام ، فقال : فيكم أويس القرني؟ قلنا نعم. قال : سمعت رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم يقول : خير التابعين ، أو من خير التابعين أويس القرني ، ثم تحول إلينا.
١٥٦ ـ وروى الحسن بن الحسين القمي ، عن علي بن الحسن العرني ، عن سعد بن طريف ، عن الاصبغ بن نباتة ، قال كنا مع علي عليهالسلام بصفين ، فبايعه تسعة وتسعون رجلا ، ثم قال : أين تمام المائة لقد عهد إليّ رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم أن يبايعني في هذا اليوم مائة رجل.
قال : اذ جاء رجل عليه قباء صوف متقلدا بسيفين ، فقال : أبسط يدك أبايعك قال علي عليهالسلام : على ما تبايعني؟ قال : على بذل مهجة نفسي دونك ، قال : من أنت؟
قال : أنا أويس القرني ، قال : فبايعه فلم يزل يقاتل بين يديه حتى قتل فوجد في الرجالة.
وفي رواية أخرى ، قال له أمير المؤمنين عليهالسلام : كن أويسا ، قال : أنا أويس ، قال : كن قرنيّا قال : أنا أويس القرني ، وإيّاه يعني دعبل بن علي الخزاعي في قصيدته التي يفتخر فيها على نزار ، وينقض على الكميت بن زيد قصيدته التي يقول فيها :
الا حييت عنّا
يا مدينا |
|
أويس ذو الشفاعة
كان منّا |
فيوم البعث نحن الشافعونا |
||
أويس ذو الشفاعة
كان منّا |
|
فيوم البعث نحن
الشافعونا |
وكان أويس من خيار التابعين لم ير النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم ولم يصحبه ، فقال النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم عليهالسلام ذات يوم لأصحابه : أبشروا برجل من أمتي يقال له : أويس القرني فانه يشفع لمثل ربيعة ومضر.
ثم قال لعمر : يا عمر ان أنت أدركته فأقرئه مني السّلام ، فبلغ عمر مكانه بالكوفة فجعل يطلبه في الموسم لعله أن يحج ، حتى وقع اليه هو وأصحاب له وهو من أحسنهم هيئة وأرثهم حالا ، فلما سأل عنه أنكروا ذلك ، وقالوا : يا أمير المؤمنين تسأل عن رجل لا يسأل عنه مثلك ، قال : فلم؟ قالوا : لأنه عندنا مغموز عليه في عقله ، وربما عبث به الصبيان ، قال عمر : ذاك أحب إليّ.
ثم وقف عليه فقال : يا أويس ان رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم أودعني إليك رسالة وهو يقرأ عليك السّلام ، وقد أخبرني أنك تشفع لمثل ربيعة ومضر ، فخرّ أويس ساجدا ومكث طويلا ما ترقى ، له دمعة حتى ظنّوا أنه قد مات ، فنادوه يا أويس هذا أمير المؤمنين ، فرفع رأسه.
ثم قال : يا أمير المؤمنين أفاعل ذلك؟ قال : نعم يا أويس فادخلني في شفاعتك فأخذ الناس في طلبه والتمسح به ، فقال : يا أمير المؤمنين شهرتني وأهلكتني ، وكان يقول كثيرا ما لقيت من عمر ، ثم قتل بصفين في الرجالة مع علي بن أبي طالب عليهالسلام.
١٥٧ ـ وروي من جهة العامة : عن يعقوب بن شيبة ، قال حدثنا علي بن الحكيم الاودي ، قال حدثنا شريك ، عن يزيد بن أبي زياد ، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى قال : لما كان يوم صفين خرج رجل من الشام على دابته ، قال : أفيكم أويس؟ قلنا : نعم
______________________________________________________
أويس القرنى
قوله : أفاعل ذلك؟
يعني أربي جل وعز فاعل ذلك بي؟ أيجعلني من أهل الشافعة؟ ويشفعني في مثل ربيعة ومضر؟
ما تريد منه؟ قال : سمعت رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم يقول : أويس القرني خير التابعين بإحسان ، قال : فعطف دابته فدخل مع علي عليهالسلام.
قال شريك : وقتل أويس في الرجّالة مع علي عليهالسلام.
١٥٨ ـ وقال يعقوب بن شيبة ، حدثنا يزيد بن سعيد ، قال : حدثنا شريك ، عن يزيد بن أبي زياد ، عن ابن أبي ليلى ، قال : سئل أشهد أويس صفين؟ قال : نعم.
علقمة وأبى والحارث بنو قيس
١٥٩ ـ روى يحيى الحماني ، قال حدثنا شريك ، عن منصور ، قال قلت لإبراهيم : أشهد علقمة صفين؟ قال : نعم وخضب سيفه دما ، وقتل أخوه أبي بن قيس يوم صفين ، قال : وكان لأبي بن قيس خص من قصب ولفرسه ، فاذا غزى أهدمه واذا رجع بناه.
وكان علقمة فقيها في دينه قاريا لكتاب الله ، عالما بالفرائض شهد صفين وأصيبت احدى رجليه فعرج منها ، وأما أخوه أبي فقد قتل بصفين ، وكان الحارث جليلا فقيها وكان أعور.
______________________________________________________
علقمة وأبى والحارث بنو قيس
قوله رحمهالله : روى يحيى الحمانى
هو يحيى بن عبد الحميد الحماني باهمال الحاء المفتوحة وتشديد الميم والنون بعد الالف ، له كتاب المناقب ذكره النجاشي (١) والشيخ في الفهرست (٢) وفي باب لم من كتاب الرجال (٣).
وسيأتي في أصل الكتاب في ترجمة المفضل بن عمر أنه قال أبو عمرو
__________________
(١) رجال النجاشى : ٣٤٧
(٢) الفهرست : ٢٠٦
(٣) رجال الشيخ : ٥١٧
عبد الرحمن بن ابى ليلى
١٦٠ ـ روى يعقوب بن شيبة ، قال : حدثنا خالد بن أبي يزيد العرني ، قال حدثنا ابن شهاب ، عن الاعمش ، قال : رأيت عبد الرحمن بن أبي ليلى ، وقد ضربه الحجاج حتى أسود كتفاه ، ثم أقامه للناس على سب علي عليهالسلام والجلاوزة معه يقولون سب الكذابين ، فجعل يقول : العن الكذابين علي وابن الزبير والمختار.
قال ابن شهاب : يقول أصحاب العربية سمعك
______________________________________________________
الكشي : قال يحيى بن عبد الحميد الحماني في كتاب المؤلف في اثبات امامة أمير المؤمنين عليهالسلام قلت لشريك الى آخر ما قاله (١).
فقد ظهر أن يحيي بن عبد الحميد الحماني هو الذي يروي عن شريك ، والحماني نسبة الى حمان بالتشديد.
قال في الصحاح : وحمان ـ بالفتح ـ اسم رجل.
وفي القاموس : وحمان بالكسر ـ حي من تميم. (٢)
عبد الرحمن بن أبى ليلى
قوله : والجلاوزة معه
الجلواز ـ بكسر الجيم واسكان اللام ـ الشرطي والجمع الجلاوز بالفتح قاله صاحب الصحاح والقاموس. (٣)
قوله : سمعك
بالنصب على تقدير العامل المحذوف عن اللفظ ، لا عن النية ، أى ألق سمعك.
__________________
(١) رجال الكشى : ٣٢٤ ط جامعة مشهد تحت رقم ٥٨٨.
(٢) القاموس : ٤ / ١٠١
(٣) القاموس : ٢ / ١٦٩ والصحاح : ٢ / ٨٦٦.
تعلم ما يقول ، لقوله على أي هو ابتداء الكلام.
حجر بن عدى الكندى
١٦١ ـ يعقوب ، قال : حدثنا ابن عيينة ، قال : حدثنا طاوس ، عن أبيه ، قال أنبأنا حجر بن عدي ، قال ، قال لي علي عليهالسلام : كيف تصنع أنت اذا ضربت وأمرت بلعنتي؟ قلت له : كيف أصنع؟ قال العني ولا تبرأ مني فاني على دين الله.
قال ولقد ضربه محمد بن يوسف ، وأمره أن يلعن عليا ، وأقامه على باب مسجد صنعاء ، قال فقال : ان الامير أمرني أن العن عليا فالعنوه لعنه الله ، فرأيت مجوادا من الناس الا رجلا فهمها ، وسلم.
رميلة
١٦٢ ـ جعفر بن معروف ، قال : حدثني الحسن بن علي بن النعمان ، عن ابيه
______________________________________________________
قوله : تعلم
بالجزم على جواب الامر المقدر المنوي والتاء اما للخطاب أو لتأنيت السمع بمعنى الاذن.
حجر بن عدى الكندى
قوله : فرأيت مجوادا من الناس.
النسخ مختلفة في هذه اللفظة ففي عضة منها « فرأيت محوذا » بضم الميم وتسكين الحاء المهملة والذال المجمعة أخيرا على اسم الفاعل من الباب الافعال.
وفي طائفة منها « محواذا » بكسر الميم ، على مفعال من ابنية المبالغة ، والحوذ والاحواذ السوق السريع والمحافظة على الشيء ، والحواذ ـ بالكسر ـ البعد والتباعد وأحوذ ثوبه جمعه للتنحي والتباعد.
وفي نسخة اعجام الخاء من المخاوذة بمعنى المخالفة.
قال حدثني الشامي أحور بن الحسين ، عن أبي داود السبيعي ، عن أبي سعيد الخدري عن رميلة ، قال : وعكت وعكا شديدا في زمان امير المؤمنين عليهالسلام فوجدت من نفسي خفة يوم الجمعة ، فقلت : لا أصيب شيئا أفضل من أن أفيض علي من الماء وأصلي خلف أمير المؤمنين عليهالسلام ففعلت ، ثم جئت المسجد فلما صعد أمير المؤمنين عليهالسلام المنبر عاد عليّ ذلك الوعك.
فلما انصرف أمير المؤمنين عليهالسلام دخل القصر ودخلت معه ، فالتفت إليّ أمير المؤمنين عليهالسلام وقال : يا رميلة مالي رأيتك وأنت منشبك بعضك في بعض؟ فقصصت عليه القصة التي كنت فيها والذي حملني على الرغبة في الصلاة خلفه.
فقال لي : يا رميلة ليس من مؤمن يمرض إلا مرضنا لمرضه ، ولا يحزن الا حزنا لحزنه ، ولا يدعو الا آمنا له ، ولا يسكت إلا دعونا له ، فقلت : يا أمير المؤمنين جعلت فداك هذا لمن معك في المصر ، أرأيت من كان في أطراف الارض؟ قال : يا رميلة ليس يغيب عنا مؤمن في شرق الارض ولا غربها.
١٦٣ ـ جبريل بن أحمد الفاريابي ، قال حدثني محمد بن عبد الله بن مهران عن علي بن قيس ، عن علي بن النعمان ، عن بعض أصحابنا ، عن رميلة ، وكان رجلا من أصحاب أمير المؤمنين عليهالسلام وذكر مثله.
الاصبغ بن نباتة
١٦٤ ـ طاهر بن عيسى الوراق ، قال : حدثنا جعفر بن أحمد التاجر ، قال : حدثني أبو الخير صالح بن أبي حماد ، عن محمد بن الحسين بن أبي الخطاب ، عن محمد بن سنان ، عن أبي الجارود ، عن الاصبغ بن نباتة ، قال : قلت للأصبغ ما كان منزلة هذا الرجل فيكم؟ فقال : ما أدري ما تقول الا أن سيوفنا على عواتقنا فمن أومي اليه ضربناه بها.
______________________________________________________
وقوله رجلا فهمها وسلم أي فهم أن ضمير المفعول في فالعنوه ولعنه الله للأمير الفاجر ، فتنطق بلعنه وقال : لعنه الله وسلم من الشر والاذى.