إختيار معرفة الرّجال - ج ١

أبي جعفر محمّد بن الحسن بن علي بن الحسن الطّوسي [ شيخ الطائفة ]

إختيار معرفة الرّجال - ج ١

المؤلف:

أبي جعفر محمّد بن الحسن بن علي بن الحسن الطّوسي [ شيخ الطائفة ]


المحقق: السيد مهدي الرجائي
الموضوع : رجال الحديث
الناشر: مؤسسة آل البيت عليهم السلام لإحياء التراث ـ قم
الطبعة: ٠
الصفحات: ٤١٦
الجزء ١ الجزء ٢

بن نصير ، قال حدثنا محمد بن عيسى ، عن أبي الحسن العرني (١) عن غياث الهمداني عن بشير بن عمرو الهمداني قال مر بنا أمير المؤمنين عليه‌السلام فقال :

______________________________________________________

أبو عمرو الكشي بواسطة أبي النضر العياشى كثيرا ، ويروي عنه أيضا تارات من غير واسطة كما ذكره الشيخ في كتاب الرجال. وهذا الحديث روياه جميعا عنه وحدثهما اياه معا ، فسياق القول أن محمد بن مسعود العياشي وأبا عمرو الكشي رحمهما الله تعالى قالا جميعا حدثنا محمد بن نصير رحمه‌الله.

فالطريق عالي الاسناد في الطبقة الاولى.

قال العلامة في الخلاصة محمد بن نصير بالياء بعد الصاد المهملة من أهل كش ثقة جليل القدر كثير العلم وروى عنه ابو عمرو الكشي (١).

وهو حكاية قول الشيخ بعبارته.

وقال الحسن بن داود في كتابه : محمد بن نصير بضم النون والصاد المهملة المفتوحة من أهل كش لم جخ ثقة جليل القدر كثير العلم (٢).

وما في بعض النسخ وأبو عمر بن عبد العزيز من غير واو ، فاما ايهام من النساخ واما بناء على تسويغ اسقاط واو عمرو في الكنية المضافة الى المضمر أو المظهر وفي الاسم عند النسبة اليه ، وكذلك اثبات واوي داود في الكنية بالاضافة وفي الاسم بالنسبة اليه ، كما ربما يدعى ويظهر من شرح النووي لصحيح مسلم.

قوله رحمه‌الله : عن أبى الحسن العرنى‌

ويقال بالتصغير من أصحاب أبي الحسن الثاني الرضا عليه‌السلام ، اسمه محمد بن القاسم. ذكره الشيخ رحمه الله تعالى في كتاب الرجال في أصحاب أبي عبد الله الصادق عليه‌السلام في باب من لم يسم عنه فقال : أبو الحسين محمد بن القاسم العرني عن‌

__________________

(١) الخلاصة : ٧٣ ط الحجرى‌

(٢) رجال ابن داود ص ٣٣٨‌

٢١

______________________________________________________

رجل من جعفي عن أبي عبد الله عليه‌السلام (١).

ونسخ كتاب الرجال مختلفة فيه باهمال العين المضمومة والراء المفتوحة قبل النون واعجامه الغين والزاء ، كما نسخ هذا الكتاب مختلفة كذلك ، ولعل الاختلاف مبناه أن محمد بن القاسم من أصحاب الرضا عليه‌السلام مشترك بين رجلين ذكرهم الشيخ في كتاب الرجال في اصحاب أبي الحسن علي بن موسى الرضا عليه‌السلام أحدهما محمد بن القاسم النوشجاني (٢) بالنون قبل الواو والمعجمة قبل الجيم والنون بعد الالف نسبة الى قبيلة.

وفي القاموس : النوشجان قبيلة أو بلد (٣).

وهو أبو الحسين محمد بن القاسم العرني بالعين المهملة والراء الاددي بضم الهمزة ودالين مهملتين ، أو الادي بالهمزة المضمومة واهمال الدال المشددة. وأدد كعمر مصروفا بمنزلة ثقب وبضمتين أبو قبيلة من اليمن من بجيلة ، وادّ بن طابخة بن الياس بن مضر أبو قبيلة أخرى.

والاخر محمد بن القاسم البوسنجي بالموحدة قبل الواو والنون بين السين المهملة والجيم ، أبو الحسن الغزني باعجام الغين والزاء نسبة الى غزنة بالتحريك (٤).

قال في القاموس : بوسنج معرب بوشنك بلد من هراة (٥).

وقال الفاضل البرجندي : فوشنج بضم الفاء وسكون الواو وكسر الشين المعجمة وسكون النون ثم جيم من بلاد خراسان كان معمورا فخرب وهو اليوم غير عامر.

__________________

(١) رجال الشيخ ص ٣٤١ وفيه الغرلى.

(٢) رجال الشيخ ص ٣٨٧‌

(٣) القاموس : ١ / ٢٠٩‌

(٤) رجال الشيخ ص ٣٩٣ وفيه البوشنجى.

(٥) القاموس : ١ / ١٧٩‌

٢٢

اكتتبوا في هذه الشرطة فو الله لا غناء لمن بعدهم الا شرطة النار الا من عمل بمثل أعمالهم.

______________________________________________________

وفي بعض نسخ الكتاب الغزلي (١) باللام بعد الزاء.

قوله عليه‌السلام : اكتتبوا‌

على الافتعال من الكتيبة ، وفي نسخة اكتبوا من الكتب بمعنى الجمع ، أي اجمعوا شتاتكم واجتمعوا في هذه الكتيبة ، فو الله لا غنى بعدهم بالكسر مقصورا أو لا غناء بعدهم بالفتح ممدودا ، أي لا مغني ولا مجزأ ولا معدي ولا منصرف عنهم ينصرف اليه ويقام فيه الاشرطة النار ، كما قال عز من قائل ( فَما ذا بَعْدَ الْحَقِّ إِلاَّ الضَّلالُ ) (٢) اما من غني عنهم أي استغنى عنهم ، أو من غني فيهم يغني أي أقام فيهم وعاش ، كلاهما من باب رضي.

قال في الصحاح : غني به غنية ، وغنيت المرأة بزوجها غنيانا اي استغنت ، وغني بالمكان أي أقام به ، وغني أي عاش ، واغنيت عنك مغني فلان ومغناة فلان ومغني فلان ومغناة فلان أي أجزأت عنك مجزأه ، ويقال : ما يغني عنك هذا أي ما يجدي عنك وما ينفعك (٣).

وفي القاموس : وما له عنه غنى ولا مغني ولا غنية ولا غنيان مضمومتين بد ، وأغنى عنه غناء فلان ومغناه ومغناته ويضمن ناب عنه وأجزأ مجزأه ، وما فيه غناء ذاك أي اقامته والاضطلاع به وكرضي أقام وعاش وبقي ، والمغني المنزل الذي غني به أهله ثم ظعنوا أو عام ، وغنيت لك مني بالمودة بقيت (٤).

وفي طائفة من النسخ لا غناء لمن بعدهم.

__________________

(١) كما في المطبوع منه بجامعة مشهد.

(٢) سورة يونس : ٣٢‌

(٣) الصحاح : ٦ / ٢٤٤٩‌

(٤) القاموس : ٤ / ٣٧١ ـ ٣٧٢‌

٢٣

١٠ ـ وروي عن أمير المؤمنين عليه‌السلام ، انه قال لعبد الله بن يحيى الحضرمي يوم الجمل : أبشر يا ابن يحيى فانك وأبوك من شرطة الخميس حقا ، لقد أخبرني رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم باسمك واسم أبيك في شرطة الخميس ، والله سماكم شرطة الخميس على لسان نبيه عليه‌السلام.

______________________________________________________

قوله رحمه‌الله : لعبد الله بن يحيى الحضرمى‌

كنيته أبو الرضا وهو من أولياء أمير المؤمنين عليه‌السلام ، ذكره البرقي في كتاب الرجال (١) أعني أحمد بن أبي عبد الله البرقي على ما في فهرست الشيخ وكتاب النجاشي ، لا عمه الحسن بن خالد البرقي كما تو همه بعض المتوهمين.

وذكره الشيخ رحمه‌الله في كتاب الرجال في أصحاب أمير المؤمنين عليه‌السلام (٢).

والعلامة في الخلاصة ذكره في الاسماء في باب العين وروى هذا الحديث مزيدا فيه في السماء في قوله : والله سماكم في السماء شرطة الخميس (٣) ، ثم في باب الكنى أورد جماعة من أوليائه عليه‌السلام منهم أبو الرضا عبد الله بن يحيى الحضرمي (٤).

قوله عليه‌السلام : أبشر يا بن يحيى فانك‌

في أكثر النسخ فانت (٥) وأبوك ، وفي طائفة منها فانك واباك عطفا على مدخول أن وهو ضمير الخطاب ، وفي بعضها فانك وأبوك عطفا على المحل لا على المدخول ، كما في ( فَأَصَّدَّقَ وَأَكُنْ مِنَ الصّالِحِينَ ) (٦) بالجزم للعطف على موضع الفاء وما بعده لا على مدخولها.

__________________

(١) رجال البرقى ص ٣‌

(٢) رجال الشيخ : ٤٧ وفيه عبد الله بن بحر الحضرمى يكنى ابا الرضا‌

(٣) الخلاصة : ٥١ ط الحجرى‌

(٤) الخلاصة : ٩٣‌

(٥) كما في المطبوع منه‌

(٦) سورة المنافقين : ١٠‌

٢٤

وذكر أن شرطة الخميس كانوا ستة آلاف رجل أو خمسة آلاف.

١١ ـ وذكر هشام ، عن أبي خالد الكابلي ، عن أبي جعفر عليه‌السلام قال : كان علي‌

______________________________________________________

وأبشر بفتح الهمزة على القطع يقال بشره وأبشره وبشره فبشر وأبشر وتبشر واستبشر ثلاثة في المتعدي وأربعة في اللازم ، وربما تضم الهمزة على الوصل.

قال في المغرب : بشره من باب طلب بمعنى بشره وهو متعد ، وقد روي لازما الا انه غير معروف ، وعلى هذا قوله أبشر فقد أتاك الغوث بضم الهمزة وانما الصحيح أبشر بقطع الهمزة.

قوله رحمه‌الله : وذكر أن شرطة الخميس‌

على ما لم يسم فاعله عطفا على وروي على صيغة المجهول ، واللفظتان لأبي عمرو الكشي.

في القاموس في خ س : الخميس الجيش لأنه خمس فرق المقدمة والقلب والميمنة والميسرة والساقة. وفي ش ط : والشرطة بالضم ما اشترطت ، يقال : خذ شرطتك ، وواحد الشرط كصرد وهم أول كتيبة تشهد الحرب وتتهيأ للموت ، وطائفة من أعوان الولاة معروف ، وهو شرطي وشرطي كتركي وجهني ، سموا بذلك لأنهم أعلموا أنفسهم بعلامات يعرفون بها (١).

وقد أدريناك أن قوله وشرطي كجهني خطأ والصواب شرطي بضمتين نسبة الى الشرطة (٢) على لغة من يضم فيها الشين والراء جميعا.

والرواية معناها : أن شرطة الخميس في جيش أمير المؤمنين عليه‌السلام الذين سماهم الله على لسان نبيه صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم كانوا ستة أو خمسة آلاف رجل.

قوله رحمه‌الله : عن أبى خالد الكابلى‌

أي الذي اسمه وردان ولقبه كنكر وهو أبو خالد الكابلي الاكبر.

__________________

(١) القاموس : ٢ / ٢١١ و ٣٦٨‌

(٢) وفي « ن » : الشرط‌

٢٥

ابن أبي طالب عليه‌السلام عندكم بالعراق يقاتل عدوه وعنده أصحابه وما كان منهم خمسون رجلا يعرفونه حق معرفته ، وحق معرفته امامته.

سلمان الفارسى‌

١٢ ـ أبو الحسن وأبو اسحاق حمدويه وابراهيم ابنا نصير ، قالا حدثنا محمد ابن عثمان ، عن حنان بن سدير ، عن أبيه ، عن أبي جعفر عليه‌السلام ، قال كان الناس أهل‌

______________________________________________________

قال الشيخ في كتاب الرجال في اصحاب أبي جعفر محمد بن علي بن الحسين عليه‌السلام : وردان أبو خالد الكابلي الاصغر روى عنه وعن أبي عبد الله عليهما‌السلام والكبير اسمه كنكر (١).

وقال في أصحاب أبي عبد الله جعفر بن محمد الصادق عليهما‌السلام : وردان أبو خالد الكابلي الاصغر روى عنهما عليهما‌السلام والاكبر كنكر (٢).

وقال في أصحاب أبي محمد علي بن الحسين عليهما‌السلام : كنكر يكنى أبا خالد الكابلي وقيل ان اسمه وردان.

قلت : وما يقال ان الاكبر والاصغر يشتر كان في وردان وكنكر اسما ولقبا وهم من غير مستند.

قوله عليه‌السلام : وحق معرفته امامته‌

أي بعد رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم من غير فصل بينهما صلى الله عليهما بأحد أصلا على حق اليقين.

قوله رحمه‌الله : أبو الحسن وأبو اسحاق‌

الطريق موثق بحنان بالمهملة المفتوحة ونونين من حاشيتي الالف وبالتخفيف وعالي الاسناد في الطبقة الاولى.(٣)

__________________

(١) رجال الشيخ : ١٣٩‌

(٢) رجال الشيخ : ٣٢٨‌

(٣) رجال الشيخ : ١٠٠‌

٢٦

ردة بعد النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم الا ثلاثة. فقلت : ومن الثلاثة؟ فقال : المقداد بن الاسود وأبو ذر الغفاري وسلمان الفارسي ، ثم عرف الناس بعد يسير ، قال : هؤلاء الذين دارت‌

______________________________________________________

قوله عليه‌السلام : وأبو ذر الغفارى‌

بفتح المعجمة وتشديد الراء المعجمه وتخفيف الفاء.

قال في المغرب : أصل الغفر الستر ، وغفار حي من العرب اليهم ينسب أبو ذر الغفاري وأبو بصرة الغفاري.

وقد صح عنه صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم عند العامة والخاصة : ما اظلت الخضراء ولا أقلت الغبراء أصدق من أبي ذر لهجة. وفي رواية : ما أظلت الخضراء ولا أقلت الغبراء من ذي لهجه أصدق ولا أوفى من أبي ذر (١).

وفي طريق العامة من الصحاح في مصابيحهم ومشكاتهم أن أبا سفيان أتى على سلمان وأبي ذر وصهيب وبلال في نفر فقالوا : ما أخذت سيوف الله من عنق عدو الله فقال أبو بكر : أتقولون هذا لشيخ قريش (٢) وسيدهم ، فأتى النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فأخبره فقال : يا أبا بكر لعلك اغضبتهم لئن كنت أغضبتهم لقد أغضبت ربك ، فأتاهم فقال : يا اخوتاه أغضبتكم؟ قالوا : لا يغفر الله لك.

قوله عليه‌السلام : ثم عرف الناس بعد يسير‌

أي تنبهوا وتعرفوا واستيقنوا الامر واتبعوا الحق ورجعوا الى أمير المؤمنين عليه‌السلام بعد زمان يسير ، وازاحوا عن صدورهم وساوس تشكيكات المشككين ، وعن ذلك التعبير في كتب الرجال بالرجوع الى أمير المؤمنين عليه‌السلام ، كما يقولون مثلا أبو سعيد الخدري مشكور من السابقين الذين رجعوا الى أمير المؤمنين عليه‌السلام.

__________________

(١) راجع الطرائف : ٤٠٥ المطبوع أخيرا بقم بتحقيقنا وتعاليقنا عليه.

(٢) وفي « س » : أتقولون هذا الشيخ قريشهم الخ‌

٢٧

عليهم الرحا

______________________________________________________

قوله عليه‌السلام : هؤلاء الذين دارت عليهم الرحا‌

فيه وجهان : الاول : أن يكون كناية عن شدة الملمة بهم وصعوبة الداهية عليهم ، يعني أنهم كانوا في مضيق اعتداء المعتدين كأن الرحا تدور عليهم وتطحنهم ، ومع ذلك فقد لازموا اتباع سبيل الحق ولم يبايعوا أمير الجور والعدوان.

الثاني : أن يرام أن هؤلاء هم الذين كانوا لملة الإسلام كالقطب والمدار عليهم تدور رحاها وبهم يستقيم أمرها ، اتبعوا سبيل الحق ولم يبايعوا أهل الضلال. يقال : دارت رحى الامر اذا قام عموده واستقام نظامه. ومنه في حديث نعت النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : تدور رحى الإسلام من مهاجرك فتلبث بذلك عشرا ، ثم تدور رحى الإسلام على رأس خمسة وثلاثين من مهاجرك فتلبث بذلك خمسا. على ما حققناه في المعلقات على زبور آل محمد الصحيفة الكريمة السجادية (١).

فدوران الرحا عليهم على هذا السبيل معناه دورانها حولهم كما يكون دوران الرحا والفلك على القطب والمحور. وما يقال : ان دوران الرحا اذا استعمل باللام كان للتنسيق والتنظيم ، واذا استعمل بعلى كان للتهويش والتهويل خارج عن هذا الاستعمال.

فاذن ما قاله السيد المكرم الرضي أخ السيد المعظم المرتضى رضي الله عنهما في كتاب مجازات الحديث : دور الرحا يكون عبارة عن حالين مختلفين : احداهما مذمومة والاخرى محمودة : فالمذمومة هي الحال التي بني عليها الاخبار عن از عاج الامر عن مناطه واز حافه عن قراره ، واما الحال المحمودة فهي أن يكون دور الرحا عبارة عن تحرك جد القوم وقوة أمرهم وعلو نجمهم يقال : دارت رحا بني فلان اذا اتفقت لهم هذه الاحوال المحمودة ، فهذه حال كان دور الرحا فيهما محمودا لمن دارت له ومذموما لمن دارت عليه ، وانما قالوا : دارت رحا الحرب لجولان الابطال‌

__________________

(١) راجع التعليقة على الصحيفة السجادية المطبوع على هامش نور الأنوار للجزائرى : ص ٢٢. وهذه التعليقة قد صححناه وحققناه ولكن لم يطبع.

٢٨

وأبوا أن يبايعوا لأبي بكر حتى جاءوا بأمير المؤمنين عليه‌السلام

______________________________________________________

فيها وحركات الخيل تحتها (١).

غير مستقيم على اطلاقه.

قوله عليه‌السلام : وأبوا أن يبايعوا‌

من الصحيح الثابت في الاخبار أن قيس بن سعد بن عبادة الصحابي الانصاري من خلّص أنصار رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ومن العشرة الذين نصروه صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، ومن أصفياء أولياء أمير المؤمنين عليه‌السلام أيضا ممن لم يرتد ولم ينزعج ولم يبايع.

قال الشيخ في كتاب الرجال في أسماء من روى عن أمير المؤمنين عليه‌السلام : قيس بن سعد بن عبادة وهو ممن لم يبايع أبا بكر (٢).

وقال العلامة في الخلاصة : قيس بن سعد بن عبادة من السابقين الذين رجعوا الى أمير المؤمنين عليه‌السلام وهو مشكور لم يبايع أبا بكر (٣).

وسيجي‌ء في الكتاب ما رواه أبو عمرو الكشي : أن أنس بن مالك قال : كان قيس بن سعد من النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم بمنزلة صاحب الشرطة من الامير ، وما رواه في مصالحة أبي محمد الحسن عليه‌السلام ومعاوية لم يبايع قيس بن سعد بن عبادة الانصاري صاحب شرطة الخميس معاوية قال له معاوية : قم يا قيس فبايع فالتفت الى الحسين عليه‌السلام ينظر ما يأمره فقال : يا قيس انه امامي يعني الحسن عليه‌السلام.

وكان قيس وأبوه سعد طولهما عشرة أشبار باشبارهما ، وقد كانا من جملة من كان طولهم عشرة أشبار بأشبار أنفسهم ، وكان شبر الرجل منهم يقال انه مثل ذراع أحدنا ، وسعد لم يزل سيد في الجاهلية والإسلام ، وأبوه وأجداده لم يزل فيهم الشريف‌

__________________

(١) المجازات النبوية : ١٥٦‌

(٢) رجال الشيخ : ٥٤‌

(٣) الخلاصة : ١٣٦‌

٢٩

مكرها فبايع وذلك قول الله عز وجل ( وَما مُحَمَّدٌ إِلاّ رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ

______________________________________________________

وكان قيس ابنه مثله بعده (١).

ومن المتفق عليه أن سعد بن عبادة أيضا لم يبايع أبا بكر أبدا ، فاذن حصر من لم يرتد ولم يبايع في ثلاثة أو في سبعة محمول على أنهم قصوى الغاية في الاستيقان والاستقامة والانكار على متقمص (٢) الخلافة ولص الامامة.

قوله عليه‌السلام : مكرها فبايع‌

يعني أظهر البيعة كرها ، أو أنه وقعت في البين شبهة البيعة فانه جي‌ء به عليه‌السلام مكرها فكثر اللفظ واضجت الاقوال وارتفعت الاصوات فقال الناس : انه بايع لا أنه قد وقعت منه عليه‌السلام المبايعة ، فان ذلك خلاف ما أطبق عليه المحدثون من العامة والخاصة ، على ما بسطنا تحقيقه في كتاب نبراس الضياء وفي شرح تقدمة كتاب تقويم الايمان.

أليس قد اتفقت أصول أحاديث العامة فضلا من الخاصة على أنه عليه‌السلام كان يقول : أنتم بالبيعة لي أحق مني بالبيعة لكم واني أحتج عليكم بمثل ما احتججتم به على الانصار ، وأنا أول من يحثو للخصومة بين يدي الله عز وجل (٣).

وانما رواية البيعة في صحيحهم البخاري على هذه الصورة باسناده : عن ابن شهاب عن عروة عن عائشة : أن فاطمة بنت النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم أرسلت الى أبي بكر تسأله ميراثها عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فيما أفاء الله عليه بالمدينة وفدك وما بقي من خمس خيبر فقال أبو بكر : ان رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم قال : لا نورث ما تركناه صدقة ، فأبى أبو بكر أن يدفع الى فاطمة منها شيئا ، فغضبت فاطمة على أبي بكر في ذلك فهجرته فلم تكلمه حتى توفيت ، وعاشت بعد النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ستة أشهر فلما توفيت دفنها زوجها علي ليلا ولم‌

__________________

(١) راجع رجال الكشى : ١١٠ ط جامعة مشهد‌

(٢) وفي « ن » : متغمص‌

(٣) روى نحوه العلامة المجلسى في البحار : ٨ / ١٧٢‌

٣٠

أَفَإِنْ ماتَ أَوْ قُتِلَ انْقَلَبْتُمْ عَلى أَعْقابِكُمْ ) الاية.

______________________________________________________

يؤذن بها أبا بكر وصلى عليها.

وكان لعلي من الناس وجهة حياة فاطمة ، فلما توفيت استنكر على وجوه الناس فالتمس مصالحة أبي بكر ومبايعته ، ولم يكن يبايع تلك الاشهر فأرسل الى أبي بكر ان ائتنا ولا يأتنا أحد معك ، كراهية ليحضر عمر ، فقال عمر : لا والله لا تدخل عليهم وحدك ، وقال أبو بكر : وما عسيتهم أن يفعلوا بي فدخل عليهم أبو بكر ، فتشهد علي فقال : انا لن ننفس عليك خيرا ساقه الله عليك ، ولكنك استبددت علينا بالامر وكنا نرى لقرابتنا من رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم نصيبا حتى فاضت عينا أبي بكر فقال علي لا بي بكر : موعدك العشية للبيعة.

فلما صلّى أبو بكر الظهر رقى على المنبر فتشهّد وذكر شأن علي وتخلفه عن البيعة ، وتشهّد وتشهّد علي وقال : لا يحملني على التخلف عن البيعة نفاسة على أبي بكر ولا انكارا للذي فضّله الله به ، ولكنا كنا نرى لنا في هذا الامر حقا ، فاستبد علينا به فوجدنا في أنفسنا ، فسر بذلك المسلمون وقالوا : أصبت وكان المسلمون الى علي قريبا حين رجع الامر الى المعروف انتهى ما في صحيح البخاري (١). فلينظر على جبلة الانصاف هل ذلك اذعان لا بي بكر بالامامة واتيان له بالبيعة أو اعلان بأن أبا بكر متغلب بالخلافة ومستبد بالحق على أهله.

وقوله سبحانه : انقلبتم على أعقابكم‌

أي ارتددتم عن دينكم ورجعتم القهقرى ، كما فعل بنو اسرائيل بعد موت موسى على نبينا وعليه السلام.

__________________

(١) ورواه مسلم في صحيحه : ٣ / ١٣٨٠. وهنا تحقيقات ونكات حول هذه الرواية عن السيد بن طاوس في كتاب الطرائف ص ٢٥٨ فراجع تغتنم.

٣١

١٣ ـ جبريل بن أحمد الفاريابي البرناني ، قال حدثني الحسن بن خرزاذ قال‌

______________________________________________________

قوله رحمه‌الله : جبريل بن احمد الفاريابى البرنانى‌

وربما يقال الفريابي. قال الفاضل البرجندي : فارياب بفاء بعدها ألف وسكون الراء المهملة ومثناة من تحت بعدها ألف ثم باء موحدة بلد صغير قريب بلخ بينهما اثنان وعشرون فرسخا.

وفي القاموس : فرياب كجريال بلد ببلخ أو هو فيرياب ككيمياء أو فارياب كقاصعاء وكساباط ناحية وراء نهر سيحون (١).

والبرناني بنونين من حاشيتي الالف نسبة الى البرني أو الى البرنية ، وبياء مثناة من تحت قبل الف ثم النون على اختلاف النسخ نسبة الى قرية بمرو أو الى برين بن عبد الله الانصاري.

قال في القاموس : يبرين أو أبرين موضع بحذاء الاحساء ، وأبرينة وتكسر قرية بمرو ، وبرين بالضم ابن عبد الله أبو هند الداري الصحابي (٢).

قال الشيخ في كتاب الرجال في باب لم : جبرئيل بن أحمد الفاريابي أبو محمد كان مقيما بكش كثير الرواية عن العلماء بالعراق وقم وخراسان (٣).

وأورده الحسن بن داود كذلك في قسم الممدوحين من كتابه (٤).

ومن ديدن الاصحاب أن المشيخة المذكورين في باب « لم » لا يعتبرون فيهم صريح التوثيق اليه ، بل يكتفون فيهم بالمدح ، واذا لم يكن في أحدهم مطعن وغميزة كان حديثه معدودا من الصحاح عندهم.

قوله رحمه‌الله : الحسن بن خرزاذ‌

يشترك في هذا الاسم رجلان قمي وكشي ، ذكر الشيخ في كتاب الرجال‌

__________________

(١) القاموس : ١ / ١١٢‌

(٢) القاموس : ٤ / ٢٠١‌

(٣) رجال الشيخ : ٤٥٨‌

(٤) رجال ابن داود : ٨٠‌

٣٢

حدثني ابن فضّال ، عن ثعلبة بن ميمون ، عن زرارة ، عن أبي جعفر عليه‌السلام ، عن أبيه عن جده علي بن أبي طالب عليه‌السلام ، قال : ضاقت الارض بسبعة بهم ترزقون وبهم‌

______________________________________________________

أحدهما في أصحاب أبي الحسن الهادي عليه‌السلام قال : الحسن بن خرزاذ قمي (١).

وربما يدعى أنه قد قيل فيه الرمي بالغلو ولست أعرف كذلك مستندا.

والاخر ذكره في باب لم : الحسن بن خرزاد من أهل كش (٢). وهو هذا الرجل.

قوله رحمه‌الله : ابن فضال‌

هو علي بن الحسن الفضال الفطحى الثقة الجليل القدر المختلط بأصحابنا جدا. والطريق به موثق.

قوله عليه‌السلام : ضاقت الارض بسبعة‌

أي عجزت عن كفاية أمرهم والتوسعة عليهم ، مع أن نزول مطر الرحمة ومدد النصرة من السماء على أهل الارض بهم ولا جلهم ، ومن جهة دعائهم للخلق ودعوتهم اياهم الى الحق ، منهم هؤلاء الخمسة الذين هم أركان الاربعة على اختلاف القولين.

قال الشيخ رحمه الله تعالى في كتاب الرجال في باب الجيم من أسماء من روى عن أمير المؤمنين عليه‌السلام : جندب بن جنادة ويقال جندب بن السكن يكنى أبا ذر أحد الاركان الاربعة (٣).

وقال في باب السين : سلمان الفارسي مولى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم يكنى أبا عبد الله أول الاركان الاربعة (٤).

وقال في باب العين : عمار بن ياسر يكنى أبا اليقظان حليف بني مخزوم‌

__________________

(١) رجال الشيخ : ٤١٣‌

(٢) رجال الشيخ : ٤٦٣‌

(٣) رجال الشيخ : ٣٦‌

(٤) المصدر : ٤٣‌

٣٣

تنصرون وبهم تمطرون ، منهم سلمان الفارسي والمقداد وأبو ذر وعمار وحذيفة ( رحمة الله عليهم ) وكان علي عليه‌السلام يقول : وأنا امامهم ، وهم الذين صلوا على فاطمة عليها‌السلام.

١٤ ـ محمد بن مسعود ، قال حدثني علي بن الحسن بن فضال ، قال حدثني العباس ابن عامر ، وجعفر بن محمد بن حكيم ، عن أبان بن عثمان ، عن الحارث النصري بن المغيرة ، قال سمعت عبد الملك بن أعين ، يسأل أبا عبد الله عليه‌السلام قال فلم يزل يسأله حتى قال له : فهلك الناس اذا؟ قال : أي والله يا ابن أعين هلك الناس أجمعون. قلت : من في الشرق ومن في الغرب؟ قال ، فقال : انها فتحت على الضلال أي والله‌

______________________________________________________

وينسب الى عبس بن مالك وهو مذحج بن أدد رابع الاركان (١).

وقال في باب الميم : المقداد بن الاسود الكندي وكان اسم أبيه عمرو البهرائي ، وكان الاسود بن عبد اليغوث قد تبناه فنسب اليه يكنى أبا معبد ثاني الاركان الاربعة (٢).

ومنهم من جعل حذيفة بن اليمان الانصاري رابع الاركان مكان عمار ، والشيخ رحمه الله تعالى قد نقل هذا القول في ترجمة حذيفة (٣) واختاره العلامة رحمه‌الله في الخلاصة (٤) والاشهر عند المتقدمين هو الاول.

قوله رحمه‌الله : عن الحارث النضري ابن المغيرة‌

باهمال الصاد بعد النون المفتوحة من بني نصر بن معاوية ، بصري روى عن أبي جعفر وأبي عبد الله وأبي الحسن عليهم‌السلام ، وروى عن زيد بن علي ، وهو مستقيم ثقة ثقة.

وسيرد عليك في الكتاب ما رواه الكشي في مدحه وفي ذمه والتعويل على روايات المدح.

__________________

(١) المصدر : ٤٦‌

(٢) المصدر : ٥٧ وفي النسخ « قد بيناه ».

(٣) المصدر : ٣٧‌

(٤) الخلاصة : ٦٠.

٣٤

هلكوا الا ثلاثة ثم لحق أبو ساسان وعمار وشتيرة وأبو عمرة فصاروا سبعة.

______________________________________________________

قوله عليه‌السلام : ولكن الا ثلاثة‌

وفي نسخ عدة : هلكوا مكان ولكن.

قوله عليه‌السلام : ثم لحق أبو ساسان‌

أبو ساسان الانصاري اسمه الحصين بن المنذر.

قال الشيخ في كتاب الرجال في أسماء من روى عن أمير المؤمنين عليه‌السلام : حصين بن المنذر يكنى أبا ساسان اليرقاشي صاحب رايته عليه‌السلام (١).

وفي طائفة من النسخ « أبو سنان » مكانه وهو الانصاري. وذكره الشيخ أيضا في كتاب الرجال (٢) وهو من الاصفياء من أصحابه عليه‌السلام.

و « أبو عمرة الانصاري » اسمه ثعلبة بن عمرو قاله الشيخ في كتاب الرجال في باب من روى عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم من الصحابة (٣) وذكره بكنيته في أسماء من روى عن أمير المؤمنين عليه‌السلام (٤).

و « شتيرة » وفي بعض النسخ « شتير » من دون الهاء باعجام الشين المضمومة وفتح التاء المثناة من فوق واسكان الياء المثناة من تحت ثم الراء ، على ما ضبطه ابن الاثير في جامع الاصول حيث.

قال في ترجمة شكل : هو شكل بن حميد العبسي من بني عبس بن بغيض روى عنه ابنه شتير بن شكل لم يرو عنه غيره وعداده في الكوفيين ، شكل بفتح الشين وفتح الكاف واللام وشتير بضم المعجمة وفتح التاء فوقها نقطتان ، وبغيض بفتح الباء الموحدة وكسر الغين وبالضاد المعجمتين.

__________________

(١) رجال الشيخ : ٣٩‌

(٢) المصدر : ٦٣‌

(٣) المصدر : ١٢‌

(٤) المصدر : ٦٣‌

٣٥

______________________________________________________

وقال في القاموس : شتير كزبير ابن شكل وابن نهار تابعيان (١).

وما قاله العلامة في الخلاصة : ومن خواص أمير المؤمنين عليه‌السلام من مضر شبير بضم الشين المعجمة أو لا والباء المنقطة تحتها نقطة والياء المنقطة تحتها نقطتين بعدها والراء أخيرا ابن شكل العبسي بالباء المنقطة تحتها نقطة أبو عبد الرحمن (٢). ضبط من غير مأخوذ من أصل.

فاما مؤاخذة الحسن بن داود عليه بقوله : وبعض المصنفين أثبت ستير بالسين المهملة. وهو وهم ، وقد اثبته الشيخ أبو جعفر في باب الشين المجمعة (٣). فزور واختلاق.

والشيخ في باب الشين المعجمة من أصحاب أمير المؤمنين عليه‌السلام قال : شرحبيل وهبيرة وكريب وبريد وشمير ويقال شتير هؤلاء اخوة بني شريح قتلوا بصفين ، كل واحد يأخذ الراية بعد الاخر حتى قتلوا (٤) ، وقد نقله بالفاظه في الخلاصة (٥).

وأما « ستير » باهمال السين المضمومة من أصحاب أمير المؤمنين عليه‌السلام من الاصفياء ، فقد ذكره البرقي (٦) ولم يذكره الشيخ ، وقد أورده في الخلاصة ناقلا عن البرقي (٧).

__________________

(١) القاموس : ٢ / ٥٥‌

(٢) الخلاصة : ١٩٣‌

(٣) رجال ابن داود : ١٨٣‌

(٤) رجال الشيخ : ٤٥ وفيه سمير مكان شمير.

(٥) الخلاصة : ٨٧‌

(٦) رجال البرقى : ٣ والموجود في المتن هو « شبير » ولكن قال في الهامش وفي نسخة « ستير ».

(٧) الخلاصة : ١٩٢ قال ناقلا عن البرقى : ستير بضم السين المهملة والتاء المنقطة فوقها نقطتين والياء المنقطة تحتها نقطتين والراء.

٣٦

١٥ ـ حمدويه ، قال حدثنا أيوب عن محمد بن الفضل وصفوان ، عن أبي خالد القماط ، عن حمران ، قال : قلت لا بي جعفر عليه‌السلام ما أقلنا لو اجتمعنا على شاة ما أفنيناها! قال ، فقال : الا اخبرك باعجب من ذلك؟ قال ، فقلت : بلى. قال : المهاجرون والانصار ذهبوا ( وأشار بيده ) الا ثلاثة.

١٦ ـ علي بن محمد القتيبي النيسابوري ، قال حدثني أبو عبد الله جعفر بن محمد الرازي الخواري من قرية أسترآباد قال حدثني أبو الحسين عن عمرو بن عثمان الخزاز عن رجل ، عن أبي حمزة ، قال سمعت أبا جعفر (ع) يقول : لما مروا بأمير المؤمنين عليه‌السلام وفي رقبته حبل آل زريق ، ضرب أبو ذر بيده على الاخرى ، ثم قال : ليت السيوف‌

______________________________________________________

و « عمار » منسوب الى مذحج ـ بفتح الميم واسكان الذال المعجمة وكسر الحاء المهملة والجيم أخيرا ـ من قبائل الانصار ، ذكره المطرزي في المغرب في ذ ـ ج وهو الصواب ، والجوهري في الصحاح أخطأ فأورده في م ـ ج ، وكأنه ظن الميم أصلية.

وبالجملة مذحج أكمة ولد بها أبو هذه القبيلة فسمى باسمها.

قال الفيروزآبادي في القاموس في ذ ـ ج : ومذحج كمجلس أكمة ولدت مالكا وطيبا أمهما عندها فسموا مذحجا ، وذكر الجوهري اياه في الميم غلط وان أحاله على سيبويه (١).

قوله رحمه‌الله : حدثنا أيوب‌

هو أبو الحسين أيوب بن نوح ، والطريق صحيح وعالي الاسناد في الطبقة الثالثة.

قوله عليه‌السلام : في رقبته حبل آل زريق‌

الزرق باسكان الراء بين الزاء المفتوحة والقاف معروف.

قال في المغرب : وبتصغيره سمي من اضيف اليه بنو زريق وهم بطن من‌

__________________

(١) القاموس : ١ / ١٩٠‌

٣٧

قد عادت بأيدينا ثانية ، وقال مقداد : لو شاء لدعا عليه ربّه عز وجل ، وقال سلمان : مولانا أعلم بما هو فيه.

١٧ ـ محمد بن اسماعيل ، قال حدثني الفصل بن شاذان ، عن ابن أبي عمير عن ابراهيم بن عبد الحميد ، عن أبي بصير ، قال : قلت لأبي عبد الله عليه‌السلام ارتد الناس الا ثلاثة أبو ذر وسلمان والمقداد قال : فقال أبو عبد الله عليه‌السلام : فأين أبو ساسان وأبو عمرة الانصارى؟

١٨ ـ محمد بن اسماعيل ، قال حدثني الفضل بن شاذان ، عن ابن أبي عمير عن وهيب بن حفص ، عن أبي بصير ، عن أبي جعفر عليه‌السلام ، قال : جاء المهاجرون والانصار وغيرهم بعد ذلك الى علي عليه‌السلام فقالوا له : أنت والله أمير المؤمنين وأنت والله أحق الناس وأولاهم بالنبي عليه‌السلام هلم يدك نبايعك فو الله لنموتن قدامك! فقال‌

______________________________________________________

الانصار ، اليهم ينسب أبو عياش الزرقي بضم الزاء وفتح الراء ، وحبل آل زريق يتخذ مما ينبت من الارض كلحاء شجر القنب وغير ذلك وهو من أخشن الحبل وأغلظها.

قوله رحمه‌الله : محمد بن اسماعيل‌

هو الذي يروي عنه ابو جعفر الكليني رضوان الله تعالى عليه أيضا في الكافي ، وكثيرا ما يجعله صدر السند في الطبقة الاولى ، كما يروي عنه أبو عمرو الكشي رحمه الله تعالى ويصدر به الاسناد يكنى أبا الحسين نيسابوري فاضل.

وهو وعلي بن محمد القتيبي النيسابوري تلميذا الفضل بن شاذان ، وحديث كل منهما يعد صحيحا ، كما استمر عليه هجير العلامة في المختلف والمنتهى وشيخنا الشهيد في الذكرى وشرح الارشاد.

ولقد أوضحت الحال وحققنا المقال في الرواشح السماوية (١) وفي المعلقات على الاستبصار (٢) بما لا مزيد عليه.

__________________

(١) الرواشح السماوية : ٧٠‌

(٢) التعليقة على الاستبصار : ٤. المطبوع في الاثنى عشر رسالة للمؤلف.

٣٨

علي عليه‌السلام : ان كنتم صادقين فاغدوا غدا عليّ محلقين فحلق علي عليه‌السلام وحلق سلمان وحلق مقداد وحلق أبو ذر ولم يحلق غيرهم.

ثم انصرفوا فجاءوا مرة أخرى بعد ذلك ، فقالوا له أنت والله أمير المؤمنين وأنت أحق الناس وأولاهم بالنبي عليه‌السلام هلمّ يدك نبايعك فحلفوا فقال : ان كنتم صادقين فاغدوا علي محلقين فما حلق الا هؤلاء الثلاثة قلت : فما كان فيهم عمار؟ فقال : لا. قلت : فعمار من أهل الردة؟ فقال : ان عمارا قد قاتل مع علي عليه‌السلام بعد.

١٩ ـ وروى جعفر غلام عبد الله بن بكير ، عن عبد الله بن محمد بن نهيك ، عن النصيبي ، عن أبي عبد الله عليه‌السلام قال : قال امير المؤمنين عليه‌السلام : يا سلمان اذهب الى فاطمة عليها‌السلام فقل لها تتحفك من تحف الجنة؟ فذهب اليها سلمان فاذا بين يديها ثلاث سلال ، فقال لها يا بنت رسول الله أتحفيني؟ قالت : هذه ثلاث سلال جاءتنى بها ثلاث وصائف ، فسألتهن عن أسمائهن فقالت واحدة : أنا سلمى لسلمان ، وقالت الاخرى : أنا ذرة لا بي ذر ، وقالت الاخرى : أنا مقدودة للمقداد ، ثم قبضت فناولتني ، فما مررت بملاء الا ملئوا طيبا لريحها.

٢٠ ـ محمد بن قولويه ، قال حدثني سعد بن عبد الله بن أبي خلف ، قال حدثني‌

______________________________________________________

قوله رحمه الله تعالى : عن النصيبى‌

هو محمد بن سلمة البناني ، ذكره الشيخ في كتاب الرجال في أصحاب أبي عبد الله جعفر بن محمد الصادق عليه‌السلام وقال : نزل نصيبين أصله كوفي أسند عنه (١).

وليس في رجالنا من أهل نصيبين الا هذا الرجل يروي عنه عبد الله بن محمد بن نهيك وعبيد الله بن أحمد بن نهيك ، وهما شيخان صدوقان ثقتان جليلا القدر.

وآل نهيك ـ بفتح النون وكسر الهاء ـ بيت من أصحابنا بالكوفة ، ويرويان أيضا عن درست بن أبي منصور الواسطي.

__________________

(١) رجال الشيخ : ٢٨٨‌

٣٩

علي بن سليمان بن داود الرازي ، قال حدثنا علي بن أسباط ، عن أبيه أسباط بن سالم‌

______________________________________________________

قوله رحمه الله تعالى : على بن سليمان بن داود الرازى‌

نسبة الى الري روى عنه سعد بن عبد الله ، وكأنه كان رقي الاصل.

ذكره الشيخ في كتاب الرجال في أصحاب أبي محمد العسكري عليه‌السلام وقال : علي بن سليمان بن داود الرقي (١).

وفي بعض النسخ « الروياني » نسبة الى رويان ـ بضم الراء قبل الواو الساكنة والياء المثناة من تحت قبل الالف والنون بعدها ـ بلد من طبرستان.

قال الفاضل البرجندي : بينه وبين قزوين ستة عشر فرسخا.

وفي القاموس : محلة بالري وقرية بحلب وبلد بطبرستان ومنه الامام أبو المحاسن عبد الواحد بن اسماعيل وغيره (٢).

وربما يظن أن الرجل هذا من بني أعين ، وكان له اتصال بصاحب الامر عليه‌السلام وخرج (٣) اليه توقيعات وكانت له منزلة في أصحابنا ، وكان ورعا ثقة وفقيها لا يطعن عليه في شي‌ء.

ويقال : انه فاسد ، فان الذي من بني أعين هو علي بن سليمان بن الحسن بن الجهم بن بكير بن أعين أبو الحسن الرازي ، على ما في كتاب النجاشي وغيره مكتوبا بخط السيد المكرم جمال الدين أحمد بن طاوس. وتبعه العلامة في الخلاصة (٤).

والحسن بن داود حسبه وهما وزعم أن الصحيح أبو الحسن الزراري بالزاي‌

__________________

(١) رجال الشيخ : ٤٣٣‌

(٢) القاموس : ٤ / ٢٣٠‌

(٣) وفي « س » : وخرجت‌

(٤) الخلاصة : ١٠٠‌

٤٠