إختيار معرفة الرّجال - ج ١

أبي جعفر محمّد بن الحسن بن علي بن الحسن الطّوسي [ شيخ الطائفة ]

إختيار معرفة الرّجال - ج ١

المؤلف:

أبي جعفر محمّد بن الحسن بن علي بن الحسن الطّوسي [ شيخ الطائفة ]


المحقق: السيد مهدي الرجائي
الموضوع : رجال الحديث
الناشر: مؤسسة آل البيت عليهم السلام لإحياء التراث ـ قم
الطبعة: ٠
الصفحات: ٤١٦
الجزء ١ الجزء ٢

١
٢

بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ‌

١ ـ حمدويه بن نصير الكشّي ، قال حدثنا محمد بن الحسين بن أبي‌

______________________________________________________

بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ‌

الحمد لله العليم المهيمن المبين ، والصلاة على مصطفاه على العالمين ، ومجتبيه من الاولين والاخرين ، محمد وآله الطاهرين وعترته الاطهرين وحامته الاقربين وو أهل بيته الاطيبين.

قول الشيخ الحديث الحافظ الناقد الراوية أبى عمرو محمد بن عمر بن عبد العزيز الكشى رحمه الله تعالى فيما أورده شيخ الطائفة في كتاب الاختيار من كتابه : حمدويه.

باهمال الحاء وفتحها وفتح الواو بين الدال المهملة المفتوحة والياء المثناة من تحت الساكنة « ويه » أو « ويها » كلمة اغراء بالشي‌ء واستحثاث عليه تنون بالرفع والنصب ويستوي فيها الواحد والجمع والمذكر والمؤنث ، وذهب فيها قوم الى البناء فقيل : يبنى على الضم وقيل : بل على الكسر مطلقا ، ويكون للصوت يختم به الاسم كسيبويه وسختويه وبابويه وقولويه ، وكل اسم ختم بـ « يه » ففيه لغات مختلفة بالجزم والكسر والضم والاشهر فيه الكسر.

٣

______________________________________________________

واختاره الجوهري في الصحاح قال : وويه كلمة يقال في الاستحثاث ، واما سيبويه ونحوه من الاسماء فهو اسم مبني (١) مع صوت فجعلا اسما واحدا ، وكسروا آخره كما كسروا غاق لأنه ضارع الاصوات وفارق خمسة عشر ، لان اخره لم يضارع الاصوات فينون في التنكير ، ومن قال هذا سيبويه ورأيت سيبويه واعرابه (٢) باعراب ما لا ينصرف ثناه وجمعه ، فقال : السيبويهان والسيبويهون ، واما من لم يعربه فانه يقول في التثنيه ذوا سيبويه وكلاهما سيبويه ، ويقول في الجمع ذووا سيبويه وكلهم سيبويه (٣).

والنسخ المضبوطة مختلفة في نصير بضم النون وفتح المهملة على التصغير وبالفتح والكسر على فعيل.

واختلف قول الحسن بن داود في كتابه : ففي ترجمة الرجل خالف العلامة في ضبط اسم أبيه فقال : حمدويه بفتح الحاء وبالدال المهملتين والصوت ابن نصير بالفتح ابن شاهي بالمعجمة أبو الحسن لم جخ أوحد زمانه لا نظير له (٤).

وفي ترجمة أخيه ابراهيم كان قد طابقه في الخلاصة وقال : ابراهيم بن نصير بالتصغير والصاد المهملة الكشى لم جخ ثقة مأمون كثير الرواية (٥).

فكأنه قد ذهل عن كون حمدويه وابراهيم أخوين من جهة الاب ، أو رجع في ضبط أبيهما أخيرا عما (٦) قد ضبطه أو لا وهذا أظهر.

__________________

(١) في « ن » و « س » : بنى‌

(٢) وفي المصدر : فأعربه‌

(٣) الصحاح ٦ / ٢٢٥٨‌

(٤) رجال بن داود : ١٣٤‌

(٥) رجال ابن داود : ١٩‌

(٦) في ن : كما‌

٤

الخطاب ، عن محمد بن سنان ، عن حذيفة بن منصور ، عن أبي عبد الله عليه‌السلام قال اعرفوا منازل الرجال منا على قدر روايتهم عنا.

______________________________________________________

والكشي بفتح الكاف واعجام الشين المشددة نسبة الى كش بالفتح والتشديد ، البلد المعروف على مراحل من سمرقند منه كثير من مشيختنا ورجالنا وعلماؤنا ، وضم الكاف فيه من الاغلاط الدائرة على ألسن عوام الطلبة كما التشديد في النجاشي.

قال الفاضل المهندس البرجندي في كتابه المعمول في مساحة الارض وبلدان الاقاليم : كش بفتح الكاف وتشديد الشين المعجمة من بلاد ما وراء النهر بلد عظيم ثلاثة فراسخ في ثلاث فراسخ ، والنسبة اليه كشي.

وأما ما في القاموس : الكش بالضم الذي يلقح به النخل وكش بالفتح قرية بجرجان (١). فقد أوردت في الرواشح السماوية (٢) أنه من أغلاط الفيروزآبادي ، وعلى تقدير الصحة فليست هذه النسبة الى تلك القرية ولا في المعروفين من العلماء والمحدثين من يعد من أهلها ، فمن كش ما وراء النهر أبو عمر والكشي صاحب كتاب الرجال وشيخه حمدويه ابن نصير الكشي والعياشي محمد بن مسعود الكشي.

قال الشيخ في كتاب الرجال في باب لم : حمدويه بن نصير بن شاهي سمع يعقوب بن يزيد ، يروي عن العياشي يكنى أبا الحسن عديم النظير في زمانه كثير العلم والرواية ثقة حسن المذهب (٣).

قوله رحمه‌الله : عن محمد بن سنان‌

العلامة رحمه الله تعالى في المختلف والمنتهى كثيرا ما يستصح الحديث وفي الطريق محمد بن سنان ، وفي الخلاصة توقف في صحة حديثه (٤).

__________________

(١) القاموس : ٢ / ٢٨٦‌

(٢) الرواشح السماوية : ٧٦‌

(٣) رجال الشيخ : ٤٦٣‌

(٤) الخلاصة : ٢٥١ قال : والوجه عندى التوقف فيما يرويه‌

٥

٢ ـ محمد بن سعيد الكشي ابن مزيد وأبو جعفر محمد بن أبي عوف البخاري قالا : حدثنا أبو علي محمد بن أحمد بن حماد المروزي المحمودي ، يرفعه ، قال : قال الصادق عليه‌السلام اعرفوا منازل شيعتنا بقدر ما يحسنون من رواياتهم عنا ، فانا لا نعد الفقيه منهم فقيها حتى يكون محدثا. فقيل له أو يكون المؤمن محدثا؟ قال يكون مفهما والمفهم محدث.

٣ ـ ابراهيم بن محمد بن العباس الختلي ، قال حدثنا أحمد بن ادريس القمي المعلم ، قال حدثني أحمد بن يحيى بن عمران ، قال حدثني سليمان الخطابي ، قال حدثني محمد بن محمد ، عن بعض رجاله ، عن محمد بن حمران العجلي ، عن علي بن حنظلة ، عن أبي عبد الله عليه‌السلام قال ـ اعرفوا منازل الناس منا على قدر رواياتهم عنّا.

______________________________________________________

وكلام الاصحاب فيه مختلف ، وسيجي‌ء في كلام أبي عمرو الكشي (رحمه الله تعالى ) أنه يروي عن محمد بن سنان جماعة من العدول والثقات وأهل العلم ، وذلك آية حسن حاله.

وقد وثقه الشيخ المفيد ، وقول الشيخ في مواضع من كتبه قد اختلف بتوثيقه وتضعيفه ، وبالجملة لا كلام في هذا السند الا من جهة محمد بن سنان ، فان قلنا فيه بالتوثيق فهذا الخبر صحيح.

قوله رحمه‌الله : الختلى‌

بضم الخاء المعجمة وتشديد التاء المثناة من فوق المفتوحة وختل كسكر كورة بما وراء النهر.

قوله رحمه‌الله : سليمان الخطابى‌

ذكر الشيخ في كتاب الرجال في أصحاب أبي الحسن الكاظم عليه‌السلام سليمان ابن خالد الخطاب (١).

__________________

(١) رجال الشيخ : ٣٥١ وفي « ن » : الخطابى.

٦

٤ ـ حمدويه وابراهيم ابنا نصير ، قالا حدثنا محمد بن اسماعيل الرازي قال حدثني علي بن حبيب المدائني ، عن علي بن سويد النسائي ، قال كتب إليّ ابو الحسن الاول وهو في السجن ، وأما ما ذكرت يا علي ممن تأخذ معالم دينك : لا تأخذن معالم دينك عن غير شيعتنا فانك ان تعديتهم أخذت دينك عن الخائنين الذين‌

______________________________________________________

قوله رحمه‌الله : سويد النسائى‌

الصحيح السايي كما في نسخ كثيرة باهمال السين قبل الالف ثم الياء المثناة من تحت ، نسبة الى ساية قرية من قرى المدينة على ما هو المشهور.

وفي القاموس : السايه فعلة من التسوية وقرية بمكة أو واد بين الحرمين ، وضرب لي ساية هيأ لي كلمة (١).

قال الشيخ رحمه‌الله في كتاب الرجال في أصحاب أبي الحسن الرضا عليه‌السلام : علي بن سويد السايي ثقة روى عن أبي الحسن موسى عليه‌السلام (٢).

وقال النجاشي : وقيل انه روى أيضا عن أبي عبد الله عليه‌السلام (٣).

وفي أكثر النسخ العتيقة عن علي بن سويد النسائي بفتح النون قبل السين والهمزة بعد الالف ، وهو المروي عن السيد جمال الدين أحمد بن طاوس قدس الله نفسه الزكية ، وقد كتب بخطه بخطه يعني بخط الشيخ أبي جعفر الطوسي في كتاب الاختيار من كتاب الكشي وهو هذا الكتاب.

والنسائي نسبة الى نساء بفتح النون القصبة المعروفة من خراسان.

وفي القاموس : انها قرية من سرخس (٤).

__________________

(١) القاموس ٤ : / ٣٤٦‌

(٢) رجال الشيخ : ٣٨٠ وليس فيه روى عن أبى الحسن موسى عليه‌السلام

(٣) رجال النجاشى : ٢١١‌

(٤) القاموس : ٤ / ٣٩٥‌

٧

خانوا الله ورسوله وخانوا أماناتهم ، انهم اؤتمنوا على كتاب الله جل وعلا فحرفوه وبدلوه فعليهم لعنة الله لعنة رسوله ولعنة ملائكته ولعنة آبائى الكرام البررة ولعنتي ولعنة شيعتي الى يوم القيمة ـ في كتاب طويل.

______________________________________________________

قوله عليه‌السلام : وخانوا أماناتهم‌

ربما وجد في نسخة غير معول عليها وخوّنوا أماناتهم من باب التفعيل ، فاذا صحت الرواية بذلك فالتشديد للتكثير والمبالغة كما في حمده تحميدا ، لا للنسبة الى الخيانة وان كان هو السابق الى أوهام المتوهمين ، يقال خونه تخوينا أي نسبه الى الخيانة ونقض العهد وحسبه خائنا غادرا ، كما يقال جهله تجهيلا اذا نسبه الى الجهل والجهالة وحسبه جاهلا ، اذ لا يستقيم ذلك الا اعتبارا بقياس حال الخائن لا باعتبار قياس حال المخون.

والصحيح وخانوا أماناتهم على ما في عامة النسخ لا غير ، من الخيانة ضد الامانة وتعتبر بالاضافة الى من خين ونكث عهده وبالاضافة الى ما خين فيه وهو العهد والبيعة والود والخلة مثلا.

قال صاحب الكشاف في الاساس : خانه في العهد وخانه العهد واختان المال واختان نفسه (١).

وقال الراغب في المفردات : الخيانة والنفاق واحد الا ان الخيانة تقال اعتبارا بالعهد والامانة ، والنفاق يقال اعتبارا بالدين ثم يتداخلان ، فالخيانة مخالفة الحق بنقض العهد في السر ، ونقيض الخيانة الامانة يقال : خنت فلانا وخنت أمانة فلان ، وعلى ذلك قوله عز وجل ( لا تَخُونُوا اللهَ وَالرَّسُولَ وَتَخُونُوا أَماناتِكُمْ ) (٢) وقوله تعالى ( ضَرَبَ اللهُ مَثَلاً لِلَّذِينَ كَفَرُوا امْرَأَتَ نُوحٍ وَامْرَأَتَ لُوطٍ كانَتا تَحْتَ عَبْدَيْنِ مِنْ عِبادِنا صالِحَيْنِ فَخانَتاهُما ) (٣)

__________________

(١) اساس البلاغة : ١٧٨‌

(٢) سورة الانفال : ٢٧‌

(٣) سورة التحريم : ١٠‌

٨

______________________________________________________

وفي قوله تعالى ( وَلا تَزالُ تَطَّلِعُ عَلى خائِنَةٍ مِنْهُمْ ) (١) أي على جماعة خائنة ، وقيل : على رجل خائن يقال : رجل خائن وخائنة نحو رواية وداهية ، وقيل : خائنة موضوعة موضع المصدر نحو قم قائما أي قياما وقوله عز وجل ( يَعْلَمُ خائِنَةَ الْأَعْيُنِ ) (٢) على ما تقدم (٣).

وقال صاحب المغرب في المغرب : الخيانة خلاف الامانة وهي تدخل في أشياء سوى المال ، من ذلك قوله : لا تجوز شهادة خائن ولا خائنة ، وأريد بها في قوله تعالى ( وَإِمّا تَخافَنَّ مِنْ قَوْمٍ خِيانَةً ) (٤) نكث العهد ونقضه وقد خانه ، ومنه تقول : النعمة كفرت (٥) ولم اشكر وتقول : الامانة خنت ولم احفظ وهو فعلت على ما لم يسم فاعله ، وخائنة الاعين مسارقة النظر ، ومنه الحديث : ما كان لنبي ان تكون له خائنة الاعين انتهى.

وأما الاختيان فعلى الافتعال من الخيانة ومعناه مراودة الخيانة ومواثبتها والمسارعة والمبادرة اليها ، قال عز من قائل ( عَلِمَ اللهُ أَنَّكُمْ كُنْتُمْ تَخْتانُونَ أَنْفُسَكُمْ ) (٦) ولم يقل تخونون أنفسكم فليعرف.

قوله عليه‌السلام : انهم أو تمنوا على كتاب الله‌

افتعالا من الامانة على صيغة المجهول يقال : أمنته على كذا بالكسر في الماضي من باب علم ، وائتمنته عليه أيضا فيهما بمعنى واحد.

وقال في الصحاح : وقرئ ( ما لَكَ لا تَأْمَنّا عَلى يُوسُفَ ) بين الادغام وبين الاظهار ، قال الاخفش : والادغام أحسن ، وتقول : أو تمن فلان على ما لم يسم فاعله ،

__________________

(١) سورة المائدة : ١٣‌

(٢) سورة غافر : ١٩‌

(٣) المفردات : ١٦٢‌

(٤) سورة الانفال : ٥٨‌

(٥) وفي « س » و « ن » : كفلت‌

(٦) سورة البقرة : ١٨٧‌

٩

٥ ـ محمد بن مسعود بن محمد ، قال حدثني علي بن محمد فيروزان القمّي قال حدثنا أحمد بن محمد بن خالد البرقي ، قال حدثنا أحمد بن محمد بن أبي نصر عن اسماعيل بن جابر ، عن أبي عبد الله عليه‌السلام قال ، قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : يحمل هذا الدين في كل قرن عدول ينفون عنه تأويل المبطلين وتحريف الغالين وانتحال

______________________________________________________

فان ابتدأت به صيرت الهمزة الثانية واوا ، لان كل كلمة اجتمع في أولها همزتان وكانت الاخرى منهما ساكنة فلك أن تصيرها واوا ان كانت الاولى مضمومة ، أو ياء ان كانت الاولى مكسورة نحو ائتمنه ، أو ألفا ان كانت الاولى مفتوحة نحو آمن (١).

قوله عليه‌السلام : انتحال المبطلين (٢)

انتحل الشعر وتنحله ادعاه لنفسه وهو لغيره ، ونحله القوم كمنعه نسبه اليه وهو بري‌ء عنه. فانتحال المبطلين اشراق (٣) المبطلة من المحقة شيئا من الطريقة الحقة ، وجعلهم اياه نحلة لا نفسهم واسنادهم اليهم ما ليس من مذهبهم ، ومحاولتهم بيان انطباق ما في الدين الحق على ما في عقيدتهم الباطلة ،

مثال ذلك استراق الاشاعرة من الحكماء الالهيين استناد وجود كل ممكن الى الواجب بالذات حقيقة ، وأن قدرة الباري الواجب بالذات واختياره مما لا يوجب كثرة في جهات ذاته الاحد الحق وحيثياته كما في من عداه من المختارين ، وأن ذاته الاحدية الصمدية غاية الغايات لكل تقرر ووجود على الاطلاق.

ثم اسنادهم اليهم القول بنفي تأثير ممكن في ممكن وعليّة ممكن لممكن بوجه من الوجوه أصلا ، ونفي القول بكونه سبحانه قادرا مختارا ، ونفي تعليل أفعاله تعالى بالعلة الغائية مطلقا. وهم براء عن ذلك كله فليعلم.

__________________

(١) الصحاح : ٥ / ٢٠٧١ ـ ٢٠٧٢‌

(٢) وفي النسخ كله وكذا في نسخة السيد من الرجال : تأويل المبطلين وتحريف الغالين وانتحال الجاهلين.

(٣) في « ن » : اشراف‌

١٠

الجاهلين كما ينفي الكير خبث الحديد.

______________________________________________________

قوله عليه‌السلام : تحريف الغالين‌

بالتشديد أي المغشوشين في الاعتقاد الخائنين في الدين من الغل بالكسر الغش ، والغلول بالضم الخيانة. أو بالتخفيف من الغلو بضمتين وشدة الواو أي الذين يغلون في دينهم ولا يبالون من المغالاة في ملتهم.

وقال في المغرب : غل فلان كذا غلا من باب طلب اذا أخذه ودسه في متاعه ، وقد نسي مفعوله في قولهم غل من المغنم غلو لا اذا خان فيه ، وقالوا : الغلول والاغلال الخيانة الا ان الغلول في المغنم خاصة والاغلال عام ، ومنه ليس على المستعير غير المغل ضمان أي غير الخائن.

وفي الصحاح : قال ابن السكيت : لم نسمع في المغنم إلا غل غلو لا ، وقرئ ( ما كانَ لِنَبِيٍّ أَنْ يَغُلَّ ) (١) ويغل قال : فمعنى يغل يخون ومعنى يغل يحتمل معنيين : أحدهما يخان يعني أن يؤخذ من غنيمته ، والاخر يخون أي ينسب الى الغلول ، وقال أبو عبيد : الغلول من المغنم خاصة ولا نراه من الخيانة ولا من الحقد ، ومما يبين ذلك أنه يقال من الخيانة أغل يغل ، ومن الحقد غل يغل بالكسر ، ومن الغلول غل يغل بالضم (٢).

وفي مجمل اللغة : فأما قوله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ثلاث لا يغل عليهن قلب مؤمن ، فمن قال : لا يغل فهو من الاغلال ومن قال : لا يغل فهو من الغل وهو الضغن ، ومثل ذلك في الفائق والنهاية (٣).

قوله عليه‌السلام : وتأويل الجاهلين‌

التأويل والتأول من الاول أي الرجوع الى الاصل ، ومنه الموئل للموضع الذي يرجع اليه ، يقال : أول القرآن وتأوله وهذا متأول حسن واستآله طلب تأويله وذلك هو رد الشي‌ء الى الغاية المتوخاة منه علما كان أو فعلا ، ففي العلم نحو قوله‌

__________________

(١) سورة آل عمران : ١٦١‌

(٢) الصحاح : ٥ / ١٧٨٤‌

(٣) نهاية ابن الاثير : ٣ / ٣٨١‌

١١

______________________________________________________

( ما يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلاَّ اللهُ ) (١) » وفي الفعل كما في قوله سبحانه ( هَلْ يَنْظُرُونَ إِلاّ تَأْوِيلَهُ يَوْمَ يَأْتِي تَأْوِيلُهُ ) (٢) أي مصيره ومنتهاه الذي هو غايته المقصودة منه ، ومنه قوله جل سلطانه ( ذلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلاً ) (٣) قيل : أحسن معنى وترجمة وقيل : أحسن ثوابا ومثوبة في الآخرة.

والمشهور في الاصطلاح أن التفسير ما يتعلق بظاهر السياق ، والتأويل ما يتعلق بدخلة الباطن ، والمروم في هذا الحديث ما يعم السبيلين كما في حديثه عليه‌السلام : منكم من يقاتل على تأويل القرآن كما قاتلت أنا على تنزيله. يعني به أمير المؤمنين عليا عليه‌السلام.

ومن طريق رئيس المحدثين أبي جعفر الكليني في الكافي عن أبي عبد الله عليه‌السلام قال : ان العلماء ورثة الانبياء وذلك أن الانبياء لم يورثوا درهما ولا دينارا ، وانما أورثوا أحاديث من أحاديثهم فمن أخذ بشي‌ء منها فقد أخذ حظا وافرا ، فانظروا علمكم هذا عمن تأخذونه فان فينا أهل البيت في كل خلف عدو لا ينفون عنه تحريف الغالين وانتحال المبطلين وتأويل الجاهلين (٤).

والطريق محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد بن عيسى عن محمد بن خالد عن أبي البختري عنه عليه‌السلام وأبو البختري هذا هو وهب بن وهب القرشي المدني ، وكان قاضيا عامي المذهب كذابا ، ولو لاه لكان السند صحيحا.

فاما طريق هذا الكتاب فصحيح نقي ، والصواب فيه علي بن محمد بن فيروزان القمي كما في أكثر النسخ الموثوق بصحتها ، وكذلك أورده الشيخ في كتاب الرجال وما في نسخ عديدة محمد بن علي بن فيروزان بالتقديم والتأخير فمن غلط الناسخين.

__________________

(١) سورة آل عمران : ٧‌

(٢) سورة الاعراف : ٥٣‌

(٣) سورة النساء : ٥٩‌

(٤) أصول الكافى : ١ / ٢٤ ـ ٢٥‌

١٢

٦ ـ محمد بن مسعود ، قال حدثني علي بن محمد ، قال حدثني أحمد بن محمد البرقي ، عن أبيه ، عمّن ذكره ، عن زيد الشحام ، عن أبي جعفر عليه‌السلام في قوله تعالى ( فَلْيَنْظُرِ الْإِنْسانُ إِلى طَعامِهِ ) قال : الى علمه الذي يأخذه عمّن يأخذه.

______________________________________________________

قوله رحمه‌الله : محمد بن مسعود‌

هو العياشي الجليل القدر الواسع العلم الثقة من أهل سمرقند وكش. وعلي بن محمد هو ابن فيروزان القمي.

قال الشيخ في كتاب الرجال : انه كثير الرواية يكنى أبا الحسن كان مقيما بكش (١).

قوله رحمه‌الله : عن أحمد بن محمد البرقى عن أبيه‌

وهو أبو عبد الله محمد بن خالد البرقي عمن ذكره. ومن طريق أبي جعفر الكليني في الكافي : عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد بن خالد عن أبيه عمن ذكره الحديث بعينه (٢).

قوله عليه‌السلام : علمه الذى يأخذه عمن يأخذه‌

الانسان من جوهرين : نفس مجردة عاقلة فطرة جوهرها من عالم الامر ، وموئل ذاتها ومصير أمرها الى اقليم القدس ومستقر الحياة وهي الانسان الحقيقي الذي اليه الخطاب وعليه الحساب في النشأتين ، فهيكل هيولاني طينة عنصره من عالم الخلق وصيّور عمره المسير الى مهواة الدثور والبوار في مفعات الاجداث والارماس.

فهو بما هو الانسان الحقيقي أي بحسب جوهر نفسه المجردة ، انما طعامه الروحاني وغذاه العقلاني بالذات وعلى الحقيقة حقائق العلم وأسرار الحكمة ودقائق المعارف ولطائف المعرفة ، اقتداء بملائكة الله المقرّبين ، من الأنوار العقلية والجواهر القدسية ، فان طعامهم التسبيح والتحميد وشرابهم التقديس والتمجيد.

__________________

(١) رجال الشيخ : ٤٨٧‌

(٢) اصول الكافى : ١ / ٣٩‌

١٣

______________________________________________________

وأما طعام البدن الهيولاني الذي هو آلة أدوية لما هو الانسان حقيقة في تحريكاته وتصريفاته ما دامت له هذه الحياة الظاهرية البائدة من الاغذية الجسمانية والأطعمة الجرمانية ، فربما يسند اليه بالعرض وبالمجاز العقلي اذ لم يعتبر في صحة الاتصاف بالعرض وتسويغ التجوز العقلي في الاسناد كون المسند اليه مما من شأنه في حد ذاته أن يتصف بالذات بذلك الوصف المسند اليه بالعرض.

ومن ثم يقال على التجوز العقلي أنا جالس وأنا متحرك على علم يكون المعبر عنه بأنا هو النفس المجردة التي هي وراء اقليم القيام والقعود والحركة والسكون ، فاما اذا اعتبر ذلك على ما عليه السواد الاعظم من رؤساء العلوم العقلية فلا يتصحح الاسناد بالعرض من غير تسامح وتوسع الا فيما لا يكون خارجا عن الجنس ، كما في أسناد حركة السفينة الى جالسها اسنادا بالعرض لا على سبيل التوسع والتسامح.

فاذن ان سير الى المسلك المتوسع فيه صح في تأويل قول الله الكريم وتفسيره حمل طعام الانسان المأمور بالنظر اليه على الاعم من الجسماني الذي هو طعام بدنه والروحاني الذي هو طعام جوهر ذاته وان كان الاخير أبلغ وأولى وبالاعتبار أحق وأحرى ،

وان صير الى المذهب الحق المعتبر على جادة الحقيقة لا من سبيل التوسع تعين الحمل على الاخير الذي هو الحق المحقوق بالاعتبار لا غير ، فلذلك نص عليه مولانا أبو جعفر الباقر عليه‌السلام بالتعيين ، فليتعرف وليتبصر.

ومن الحديث في هذا الباب : اغد عالما أو متعلما ولا تكن أمعة (١).

قال ابن الاثير في النهاية : الامعة بكسر الهمزة و [ تشديد ] الميم الذي لا رأي معه ، فهو تابع كل أحد على رأيه ، والهاء فيه للمبالغة ، ويقال فيه امع أيضا ، ولا يقال للمرأة أمعة ، وهمزتة أصلية لأنه لا يكون أفعل وصفا ، وقيل : [ هو الذي ] يقول لكل أحد أنا‌

__________________

(١) روى نحوه في البحار : ١ / ١٩٥‌

١٤

٧ ـ أبو محمد جبريل بن محمد الفاريابي ، قال حدثني موسى بن جعفر بن وهب ، قال حدثني أبو الحسن أحمد بن حاتم بن ماهويه ، قال كتبت اليه يعني أبا الحسن الثالث عليه‌السلام أسأله عمن آخذ معالم ديني وكتب أخوه أيضا بذلك فكتب‌

______________________________________________________

معك ، ومنه حديث ابن مسعود لا يكونن أحدكم أمعة قيل وما الامعة؟ قال : الذي يقول أنا مع الناس (١).

وقال أبو الحسين أحمد بن فارس في مجمل اللغة : الامعة الذي يكون مع ضعف رأيه مع كل أحد وهو ضعيف الرأي ، قال ابن مسعود : لا يكونن أحدكم امعة.

وتأمع واستامع صار أمعة قاله في القاموس (٢).

قوله رحمه‌الله : ماهويه‌

بفتح الواو واسكان الياء المثناة من تحت على الصوت ، كما في سيبويه ونفتويه (٣). وسيجي‌ء ذكر أخيه في الغلاة وتخصيص الذم به دونه يدل على استقامة عقيدة أبي الحسن أحمد وسلامته عن الطعن ، واياه يعنون حيث يقولون ابن ماهويه وهو كثير الروايه جدا.

قوله رحمه‌الله : وكتب أخوه أيضا‌

أخوه فارس بن حاتم غال ملعون كان نزيل العسكر ، وقد لعنه أبو الحسن الهادي عليه‌السلام ، وكذلك أخوه الاخر طاهر بن حاتم غال كذاب انحرف عن السبيل وأظهر القول بالغلو بعد ما كان مستقيما صحيحا ، روى عنه محمد بن عيسى بن عبيد في حال استقامته.

وفي كلام الشيخ والنجاشي وابن الغضائري أن لأخيه فارس أيضا حال استقامة ثم تغير وخلط وفسد ، فهذه المكاتبة منه كانت في حال الاستقامة.

__________________

(١) نهاية ابن الاثير : ١ / ٦٧ وما بين المعوقين للمصدر.

(٢) القاموس : ٣ / ٢‌

(٣) وفي « م » : نفطوية‌

١٥

اليهما فهمت ما ذكرتما فاصمدا في دينكما على مستن في حبّنا وكل كثير القدم في أمرنا ، فانهم كافوكما ان شاء الله تعالى.

______________________________________________________

قوله عليه‌السلام : مستن في حبنا‌

على اسم الفاعل افتعالا من السنن بالفتح بمعنى الطريق ، أو من السنة بمعنى الطريقة ، أو من استنت الطريق بمعنى وضحت واستن المطر اذا كثر جرى الوابل ، وازداد السيل في مستنه أي محل جريانه وسيلانه ، وسن الامير رعيته أحسن سياستهم والقيام بالامر فيهم ، وسن فلان ابله أرسلها في الرعي وأحسن القيام اليها حتى كأنه صقلها ، وسن الماء على وجهه صبه عليه وتعهد حسن استيعابه بالغسل.

والمعنى : فاصمدا أي اعتمدا في دينكما على مستن واضح الاستنان بسنة المعرفة وسنن الهدايه في ولايتنا ، وعلى كل كبير التقدم في سبيل الحق بطريق الامم والصراط السوي في أمرنا.

وفي طائفة من النسخ (١) « على مسن » بضم الميم وكسر السين على اسم الفاعل من باب الافعال يقال : أسن اذا كبر بكسر الباء من باب علم أي طعن في السن وصار شيخا كبيرا في العمر والتجريب ، أو بكسر الميم وفتح السين على اسم الآلة استعارة من المسن وهو ما به يحدد السكين والسيف وغيرهما.

وكل كثير القدم بالثاء المثلثة من قولهم لفلان قدم في هذا الامر أي سابقة وتقدم ، وله قدم صدق أي رسوخ معرفة وثبات يقين واثرة حسنة.

قوله عليه‌السلام : فانهم كافو كما‌

على اسم الفاعل للجمع (٢) من الكفاية واسقاط نون الجمع بالاضافة الى ضمير التثنية للخطاب.

__________________

(١) كما في المطبوع منه بجامعة مشهد.

(٢) وفي « ن » : الجمع منه الكفاية.

١٦

______________________________________________________

قال في الصحاح : كفاه مؤنته كفاية وكفاك الشي‌ء يكفيك واكتفيت به واستكفيته الشي‌ء فكفايته (١) ، وهذا رجل كافيك من رجل ورجلان كافياك من رجلين ورجال كافوك من رجال (٢).

وفي عدة نسخ كافوتكما بالتاء المثناة من فوق بعد الواو على وزن التابوت ، وهو فاعول من الكفت بمعنى الجمع والقبض والضبط. يقال كفت الراعي مواشية كفتا أي جمعها وضم بعضها الى بعض ومنه في الحديث : اكفتوا صبيانكم بالليل. أي ضموهم إليكم عند انتشار الظلام. وكل ما ضممته الى شي‌ء فقد كفته. وفي رواية لا ترسلوا مواشيكم وصبيانكم اذا غابت الشمس حتى تذهب فحمة العشاء واللهم اكفته إليك أي اقبضه. والارض تكفت [ عند انتشار الظلام ] (٣) الناس أحياء وأمواتا وهي كفاتهم أي تجمعهم قال عز من قائل ( أَلَمْ نَجْعَلِ الْأَرْضَ كِفاتاً أَحْياءً وَأَمْواتاً ) (٤) والكفت أيضا السوق الشديد. ورجل كفت أي سريع شديد.

وفي الحديث حبب إلي النساء والطيب ورزقت الكفيت. قال ابن الاثير : أي ما اكفت به معيشتي يعني أضمها وأصلحها (٥).

لا فعلوة من الكوفة كما قد يتوهم يقال : تكوف القوم أي استداروا وأنه لفي كوفان أي في حرز ومنعة.

وفي النهاية الاثيرية في حديث سعد : لما أراد أن يبني الكوفة قال : تكوفوا في هذا الموضع ، أي اجتمعوا فيه وبه سميت الكوفة ، وقيل : كان اسمها قديما‌

__________________

(١) في المصدر : فكفانيه‌

(٢) الصحاح : ٦ / ٢٤٧٥‌

(٣) الزيادة من « س ».

(٤) المرسلات : ٢٥‌

(٥) نهاية بن الاثير : ٤ / ١٨٤‌

١٧

______________________________________________________

كوفان (١).

وأما التابوت أي الصندوق فليس بفاعول لقلته (٢) نحو سلس وقلق ، بل فعلوت من التوب الرجوع ، فانه لا يزال يرجع اليه ما يخرج منه ، وصاحبه يرجع اليه فيما يحتاج اليه من مودعاته ، لا فعلوت منه اذ أصله تابوة مثل ترقوة فلما سكنت الواو انقلبت هاء التأنيث تاء على مذهب الصحاح.

وفي الكشاف جعله فعلوتا قال : وأما من قرأ بالهاء فهو فاعول عنده الا فيمن جعل هاءه بدلا من التاء لاجتماعهما في الهمس ، وأنهما من حروف الزيادة ولذلك أبدلت من تاء التأنيث. قيل : كان منحوتا من خشب الشمشاد مموها بالذهب نحوا من ثلاثة أذرع في ذراعين (٣).

فيه سكينة : أي حكمة.

وفي المفردات : انه عبارة عن القلب والسكينة وعما فيه من العلم ، ويسمى القلب سقط العلم وبيت الحكمة وتابوته ووعاءه وصندوقه (٤).

وفي أساس البلاغة : ما أودعت تابوتي شيئا ففقدته ، أي ما أودعت صدري علما فعدمته (٥).

وقال الجوهري : قال القاسم بن المعن : لم تختلف لغة قريش والانصار في شي‌ء من القرآن الا في التابوت ، فلغة قريش بالتاء ولغة الانصار بالهاء (٦).

__________________

(١) نهاية بن الاثير : ٤ / ٢١٠‌

(٢) وفي « س » لقلة.

(٣) الكشاف : ١ / ٣٨٠‌

(٤) المفردات : ٧٢‌

(٥) أساس البلاغة : ٥٩‌

(٦) الصحاح : ١ / ٩٢‌

١٨

٨ ـ نصر بن الصباح البلخي ، قال حدثنا أحمد بن محمد بن عيسى ، عن الحسين بن سعيد ، عن اسماعيل بن بزيع ، عن أبي الجارود ، قال قلت للأصبغ بن نباتة ما كان منزلة هذا الرجل فيكم؟ قال : ما أدري ما تقول الا أن سيوفنا كانت على عواتقنا فمن أومي اليه ضربناه بها ، ، وكان يقول لنا تشرطوا فو الله ما اشتراطكم لذهب ولا‌

______________________________________________________

وفي عصبة من النسخ : كانوا نكما بنونين من حاشيتي الواو كقانون على فاعول ، أي ملاك صون دينكما وحفظ سر كما وجمع شملكما ، من كننت الشي‌ء في كنه اذا صنته ، واكننت الشي‌ء أخفيته وأضمرته في نفسي ، والكنانة معروفة وهي التي تجعل فيها السهام ، والكانون الموقد والمصطلى ويقال أيضا : الكانون للرجل الثقيل الذي يلازم كما قال الشاعر :

أغربالا اذا استودعت سرا

وكانونا على المتحدثينا

وكانون القوم الذي يكنون عنه الحديث على ما في الصحاح ومجمل اللغة وأساس البلاغة (١).

قوله رحمه‌الله : الا أن سيوفنا‌

بفتح الهمزة وتخفيف اللام على حرف التنبيه والتحقيق ، أو بالكسر والتشديد على كلمة الاستثناء ، أو بمنزلة الواو للعطف أو للحال.

قوله عليه‌السلام : تشرطوا‌

التشرط والتشارط والاشتراط تفعل وافتعال من الشرطة.

قال في الاساس : وهؤلاء شرطة الحرب لأول كتيبة تحضرها ، ومنه صاحب الشرطة ، والصواب في الشرطي سكون الراء نسبة الى الشرطة والتحريك خطأ ، لأنه نسب الى الشرط الذي هو جمع (٢).

وفي المغرب : الشرطة بالسكون والحركة خيار الجند وأول كتيبة تحضر‌

__________________

(١) أساس البلاغة : ٥٥٢‌

(٢) أساس البلاغة : ٣٢٦‌

١٩

لفضة وما اشتراطكم الا للموت ، ان قوما من قبلكم من تشارطوا بينهم فمامات أحد منهم حتى كان نبي قومه أو نبي قريته أو نبي نفسه ، وانكم لبمنزلتهم غير أنكم لستم بأنبياء.

٩ ـ محمد بن مسعود العياشي ، وأبو عمرو بن عبد العزيز ، قالا حدثنا محمد‌

______________________________________________________

الحرب والجمع شرط ، وصاحب الشرطة [ في باب الجمعة (١) ] يراد به أمير البلدة كأمير التجار ، أو قيل هذا على عادتهم لان أمور الدين والدنيا كانت حينئذ الى صاحب الشرطة فأما الان فلا ، والشرطي بالسكون والحركة منسوب الى الشرطة على اللغتين لا الى الشرط لأنه جمع.

قلت : فالشرط بضم الشين وفتح الراء جمع والشرطة بضمتين لغة في الشرطة بالضم والسكون ، والنسبة الى الشرطة بكل من اللغتين لا الى الشرط الذي هو جمع ففي كلام الاساس التباس.

قوله عليه‌السلام : من تشارطوا‌

بفتح الميم أي اضمامة تشارطوا.

وفي بعض النسخ مكان من من بني اسرائيل (٢) ، فما مات أحد منهم أي من المتشارطين الا وقد جعله الله تعالى بعد ذلك التشارط وقبل الممات نبيا ، اما لقومه أي لبني اسرائيل جميعا أو لا هل قريته فقط أو لنفسه خاصة ، وانكم أنتم لبمنزلتهم فحق على الله تعالى ان يجزل أجركم ويرفع ذكركم ، غير ان النبوة ختم بمحمد صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم لا تحصل لا حد بعده ، فلا يصح لكم أن تكونوا أنبياء.

قوله رحمه‌الله : وأبو عمرو بن عبد العزيز‌

هو أبو عمرو الكشي صاحب هذا الكتاب نفسه ، وذلك أن محمد بن نصير يروي عنه محمد بن مسعود العياشي أبو النضر السمرقندي لا بواسطة ، ويروي عنه‌

__________________

(١) الزيادة من « س ».

(٢) كما في المطبوع من الرجال بجامعة مشهد والنجف الاشرف.

٢٠