إختيار معرفة الرّجال - ج ٢

السيّد محمّد باقر الحسيني الاسترآبادي

إختيار معرفة الرّجال - ج ٢

المؤلف:

السيّد محمّد باقر الحسيني الاسترآبادي


المحقق: السيد مهدي الرجائي
الموضوع : رجال الحديث
الناشر: مؤسسة آل البيت عليهم السلام لإحياء التراث ـ قم
الطبعة: ٠
الصفحات: ٤٨٨
الجزء ١ الجزء ٢

١

الجزء الثالث من الاختيار

بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ‌

وصلى الله على محمد وآله الاكرمين وسلم تسليما

٣١٣ ـ محمد بن مسعود ، قال : حدثني علي بن محمد ، قال : حدثني محمد ابن أحمد ، عن محمد بن موسى الهمداني ، عن منصور بن العباس ، عن مروك بن عبيد ، عمن رواه ، عن زيد الشحام ، قال : قال لي أبو عبد الله عليه‌السلام : ما وجدت أحدا اخذ بقولي وأطاع أمري وحذا حذو أصحاب آبائي غير رجلين رحمهما الله : عبد الله ابن ابي يعفور وحمران بن أعين ، اما انهما مؤمنان خالصان من شيعتنا ، أسماؤهم عندنا في كتاب أصحاب اليمين الذي أعطى الله محمدا.

٣١٤ ـ علي بن محمد ، قال : حدثني محمد بن موسى ، عن محمد بن خالد ، عن مروك بن عبيد ، عمن أخبره عن هشام بن الحكم ، قال : سمعته يقول : حمران مؤمن لا يرتد أبدا ، ثم قال : نعم الشفيع أنا وآبائي لحمران بن أعين يوم القيامة ، نأخذ بيده ولا نزايله حتى ندخل الجنة جميعا.

٢

في بكير بن أعين‌

٣١٥ ـ حدثني حمدويه ، قال : حدثنا يعقوب بن يزيد ، عن ابن أبي عمير ، عن الفضيل وابراهيم ابني محمد الاشعريين ، قالا : ان أبا عبد الله عليه‌السلام لما بلغه وفاه بكير بن أعين ، قال : أما والله لقد أنزله الله بين رسول الله وبين امير المؤمنين صلوات الله عليهما.

٣١٦ ـ محمد بن مسعود ، قال : حدثني علي بن الحسن ، عن أبيه ، عن ابراهيم بن محمد الاشعرى ، عن عبيد بن زرارة.

والحسن بن جهم بن بكير ، عن عمه عبد الله بن بكير ، عن عبيد بن زرارة ، قال : كنت عند أبي عبد الله عليه‌السلام فذكر بكير بن أعين فقال : رحم الله بكيرا وقد فعل فنظرت اليه وكنت يومئذ حديث السن ، فقال : اني اقول إن شاء الله.

______________________________________________________

في بكير بن أعين‌

قوله : فذكر بكير بن أعين

فذكر على صيغة المعلوم ، أي فذكر أبو عبد الله عليه‌السلام بكير بن أعين فقال : رحم الله بكيرا.

أو على ما لم يسم فاعله ، أي فذكر عند أبي عبد الله عليه‌السلام بكير فقال عليه‌السلام رحم الله بكيرا وقد فعل ، أي وقد رحمه فانه مرحوم مغفور لا محالة بايمان وايقانه وهداه وتقواه.

أو هو شهادة منه عليه‌السلام بأن الله تعالى قد رحم بكيرا بما عنده عليه‌السلام من العلم الذي ورثه عن آبائه الصادقين باذن الله سبحانه.

قوله (ع) : فقال انى أقول‌

« فقال » كلام أبي عبد الله عليه‌السلام والقائل بكير ، وقوله « أني أقول إن شاء الله » ‌

٣

في بنى أعين : مالك وقعنب‌

٣١٧ ـ قال علي بن الحسن بن فضال : قعنب بن أعين أخو حمران مرجئ.

٣١٨ ـ حدثني حمدويه ، قال : حدثني محمد بن عيسى بن عبيد ، عن الحسن ابن علي بن يقطين ، قال : كان لهم غير زرارة واخوته أخوان ليسا في شي‌ء من هذا الامر ؛ مالك وقعنب.

في قيس بن رمانة‌

٣١٩ ـ حمدويه وابراهيم ، قالا : حدثنا الحسن بن موسى ، قال : حدثني علي بن أسباط ، عن قيس بن رمانة ، قال : أتيت أبا جعفر عليه‌السلام فشكوت اليه الدين وخفة المال ، قال ، فقال : أيت قبر النّبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فاشكو اليه وعد إلي.

قال : فذهبت ففعلت الذي أمرني ، ثم رجعت اليه ، فقال لي : ارفع المصلى‌

______________________________________________________

يعني عليه‌السلام فنظرت ذات يوم الى بكير وكنت يومئذ حديث السن ، فقال لي اني أقول إن شاء الله أي اني سأقول بك وبامامتك وأدين الله بولايتك واتباعك إن شاء الله تعالى.

قلت : وانما قال ذلك لما قد كان مولانا الباقر عليه‌السلام أخبره بأن الامام بعده ابنه جعفر عليه‌السلام ، وأنه يدرك زمانه ويقول بامامته ويدين الله تعالى بولايته واتباعه.

في بنى أعين : مالك وقعنب‌

قوله : قعنب بن أعين أخو حمران مرجئ

« مرجئ » على صيغة المفعول : اما من المهموز ، أو من الناقص ،

يعني أن قعنب بن أعين ليس هو من الموقنين والمتقنين والمستيقنين الذين يستوجبون الجنة بايقانهم واستيقانهم. بل أنه من الذين ذكرهم الله بقوله ( وَآخَرُونَ مُرْجَوْنَ لِأَمْرِ اللهِ إِمّا يُعَذِّبُهُمْ وَإِمّا يَتُوبُ عَلَيْهِمْ ) (١)

__________________

(١) سورة التوبة : ١٠٦‌

٤

وخذ الذي تحته ، قال : فرفعته فاذا تحته دنانير ، فقلت : لا والله جعلت فداك ما شكوت إليك لتعطيني شيئا ، قال ، فقال لي : خذها ولا تخبر أحد بحاجتك فيستخف بك ، فأخذتها فاذا هى ثلاث مائة دينار.

في مفضل بن قيس بن رمانة‌

٣٢٠ ـ محمد بن ابراهيم العبيدي ، عن مفضل بن قيس بن رمانة ، قال دخلت على أبي عبد الله عليه‌السلام فذكرت له بعض حالي ، فقال يا جارية هاتي ذلك الكيس! هذه أربعمائة دينار وصلني أبو جعفر أبو الدوانيق بها ، خذها فتفرّج بها ، قال : قلت جعلت فداك ما هذا دهري ، ولكني أحببت أن تدعو الله تعالى لي ، قال ، فقال : اني سأفعل. ولكن اياك أن تعلم الناس بكل حالك فتهون عليهم.

٣٢١ ـ محمد بن بشير ، قال : حدثنا محمد بن عيسى ، عن أبي أحمد وهو ابن أبي عمير ، عن مفضل بن قيس بن رمانة ، وكان خيارا.

٣٢٢ ـ حدثني طاهر بن عيسى ، قال : حدثني جعفر بن أحمد ، قال : حدثنا الحسين قال : حدثنا علي بن الحسن ، قال : أخبرني العباس بن عامر ، عن مفضل بن قيس بن رمانة ، قال : دخلت على أبي عبد الله عليه‌السلام فشكوت اليه بعض حالي وسألته‌

______________________________________________________

في مفضل بن قيس بن رمانة‌

قوله : ما هذا دهرى

أي ما هذا عادتي ، أو ما هو قصدي وهمتي.

فقد ذكر في القاموس : الدهر بمعنى العادة ، وبمعنى الهمة ، وبمعنى الغاية (١).

وفي النهاية الاثيرية : ما ذاك دهري ، وما دهري بكذا ، أي همتي وارادتي (٢).

وفي مجمل اللغة : ما دهري كذا أي ما همتي.

__________________

(١) القاموس : ٢ / ٣٣‌

(٢) نهاية ابن الاثير : ٢ / ١٤٤‌

٥

الدعاء ، فقال : يا جارية هاتي الكيس الذي وصلنا به أبو جعفر ، فجاءت بكيس ، فقال : هذا كيس فيه أربع مائة دينار فاستعن به.

قال قلت : لا والله جعلت فداك ما أردت هذا ، ولكن اردت الدعاء لي ، فقال لي ولا ادع الدعاء ، ولكن لا تخبر الناس بكل ما انت فيه فتهون عليهم.

٣٢٣ ـ حمدويه ، قال : حدثنا محمد عيسى ، عن ابن أبي عمير ، عن مفضل بن قيس بن رمانة ، قال : وكان خيرا ، قال قلت لأبي عبد الله عليه‌السلام : أن اصحابنا يختلفون في شي‌ء ، واقول : قولي فيها قول جعفر بن محمد ، فقال : بهذا نزل جبريل.

قال أبو احمد : لو كان شاطرا ما أخبرني على هذا الا بحقيقة.

في أبى جعفر الاحول محمد بن على بن النعمان مؤمن الطاق‌

٣٢٤ ـ مولى بجيلة ولقبه الناس شيطان الطاق ، وذلك أنهم شكوا في درهم فعرضوه عليه وكان صيرفيا فقال لهم : ستوق ، فقالوا : ما هو الا شيطان الطاق.

______________________________________________________

قوله : قال أبو أحمد لو كان شاطرا‌

من الشطارة بمعنى الضلاعة والجلادة. والشاطر في أصل اللغة من أعيى أهله سوءا وخبثا ورداءة ، فشاع تجريده عن ذلك واستعماله في كل متضلع بالامر متجلد فيه قد أعيى شركائه في الصناعة بضلاعته وجلادته.

يعني قال أبو أحمد ـ وهو ابن أبي عمير ـ : لو كان مفضل بن قيس شاطرا لأخبرني بالامر على التعيين وعلى الحقيقة ، فكان يقول في مسألة كذا أقول كذا وأقول أنه قول جعفر بن محمد الصادق عليه‌السلام.

في أبى جعفر الاحول‌

قوله : فقال لهم : ستوق

الستوق باهمال السين المفتوحة وتشديد التاء المثناة من فوق المضمومة‌

٦

٣٢٥ ـ حمدويه بن نصير ، قال : حدثنا محمد بن الحسين بن أبي الخطاب ، عن النضر بن شعيب ، عن أبان بن عثمان ، عن عمر بن يزيد ، عن أبي عبد الله عليه‌السلام قال : زرارة وبريد بن معاوية ومحمد بن مسلم والاحول أحب الناس إلي أحياء وأمواتا ، ولكنهم يجيئوني فيقولونني لي فلا أجد بدا من أن أقول.

٣٢٦ ـ حمدويه ، قال : حدثني محمد بن عيسى بن عبيد ، ويعقوب بن يزيد ، عن ابن أبي عمير ، عن أبي العباس البقباق ، عن أبي عبد الله عليه‌السلام أنه قال : أربعة أحب الناس إلي أحياء وأمواتا ، بريد بن معاوية العجلي ، وزرارة بن أعين ، ومحمد ابن مسلم ، وأبو جعفر الاحول ، أحب الناس إلي أحياء وأمواتا.

______________________________________________________

والقاف أخيرا.

قال في المغرب : ارداء من البهرج (١).

وفي القاموس : الستوق كتنور وقدوس ، وتستوق بضم التاءين زيف مبهرج ملبس بالفضة (٢).

قوله (ع) : ولكنهم يجيئوني فيقولوننى‌

أي ولكن الاربعة المذكورين يجيئوني بأقاويل استنكرها فيقولوني ، بالتشديد من التقويل من باب التفعل للتعدية.

أي يحملونني على القول لهم أو فيهم ، فلا أجد بدا من أن أقول. أو الضمير للناس لا لهم وهذا أظهر ، أي ولكن الناس يجيئوني عنهم بمناكير فيقولونني ويحملونني على القول فيهم بما يسوءهم فلا أجد بدا من أن أقول.

وفي كثير من النسخ « فيقولون لي » (٣) مكان « فيقولونني » وهو تحريف.

__________________

(١) المغرب : ١ / ٢٤٢‌

(٢) القاموس : ٣ / ٢٤٤‌

(٣) كما في المطبوع من الرجال بجامعة مشهد.

٧

٣٢٧ ـ حدثني محمد بن الحسن ، قال : حدثني الحسن بن خرزاذ ، عن موسى بن القاسم البجلي ، عن صفوان ، عن عبد الرحمن بن الحجاج ، عن أبي خالد الكابلي ، قال : رأيت أبا جعفر صاحب الطاق وهو قاعد في الروضة قد قطع أهل المدينة ازراره وهو دائب يجيبهم ويسألونه ، فدنوت منه فقلت ان أبا عبد الله نهانا عن الكلام فقال : أمرك أن تقول لي؟ فقلت : لا ولكنه أمرني أن لا اكلم أحدا.

قال : فاذهب فأطعه فيما أمرك ، فدخلت على أبي عبد الله عليه‌السلام فأخبرته بقصة صاحب الطاق وما قلت له وقوله لي اذهب وأطعه فيما أمرك ، فتبسم أبو عبد الله عليه‌السلام وقال : يا أبا خالد ان صاحب الطاق يكلّم الناس فيطير وينقض ، وأنت ان قصوك لن تطير.

٣٢٨ ـ حدثني حمدويه بن نصير ، قال : حدثني محمد بن عيسى ، عن يونس عن اسماعيل بن عبد الخالق ، قال : كنت عند أبي عبد الله عليه‌السلام ليلا فدخل عليه الاحول فدخل به من التذلل والاستكانة أمر عظيم ، فقال له أبو عبد الله عليه‌السلام مالك؟ وجعل يكلمه حتى سكن ، ثم قال له : بما تخاصم الناس؟ قال : فأخبره بما يخاصم الناس ؛

______________________________________________________

قوله : قد قطع أهل المدينة ازرارة‌

« الازرار » بالفتح جمع زر القميص والجبرية وغيرهما ، بكسر الزاي وتشديد الراء. وقطع ازراه كناية عن اتعاب السؤال والمناظرين اياه لكثرتهم وتهجمهم عليه ، ومنهم من جذبه عن اليمين ، ومنهم من جذبه عن الشمال يسئلونه ويجيبهم.

« وهو دائب » مشدودة بالمناظرة والمجادلة والسؤال والجواب ، يقال : دأب في عمله يد أب من باب منع ، دؤب بالضم فهو دائب ، أي جد وتعب ، فهو مجد تعبان.

ومنه في التنزيل الكريم ( وَسَخَّرَ لَكُمُ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ دائِبَيْنِ ) (١) اي مجدين في المسير غير منقطعين عن السير لتدبير الكائنات في عالم الكون والفساد.

__________________

(١) سورة ابراهيم : ٣٣‌

٨

ولم أحفظ منه ذلك ، فقال أبو عبد الله عليه‌السلام خاصمهم بكذا وكذا.

وذكر أن مؤمن الطاق قيل له : ما الذي جرى بينك وبين زيد بن علي في محضر أبي عبد الله؟ قال : قال زيد بن علي : يا محمد بن علي بلغني أنك تزعم أن في آل محمد اماما مفترض الطاعة؟ قال : قلت نعم وكان أبوك علي بن الحسين أحدهم ، فقال : وكيف وقد كان يؤتى بلقمة وهي حارة فيبردها بيده ثم يلقمنيها ، أفترى أنه كان يشفق علي من حر اللقمه ولا يشفق علي من حر النار؟ قال : قلت له كره أن يخبرك فتكفر ، فلا يكون له فيك الشفاعة لا ولله فيك المشية ، فقال أبو عبد الله عليه‌السلام أخذته من بين يديه ومن خلفه فما تركت له مخرجا.

٣٢٩ ـ حدثني محمد بن مسعود ، قال : حدثني اسحاق بن محمد البصري ، قال : حدثني أحمد بن صدقة الكاتب الانباري ، عن أبي مالك الاحمسي ، قال : حدثني مؤمن الطاق واسمه محمد بن علي بن النعمان أبو جعفر الاحول ، قال : كنت عند أبي عبد الله عليه‌السلام فدخل زيد بن علي فقال لي : يا محمد أنت الذي تزعم أن في آل محمد اماما مفترض الطاعة معروفا بعينه؟ قال : قلت نعم كان أبوك أحدهم.

قال : ويحك فما كان يمنعه من أن يقول لي فو الله لقد كان يؤتى بالطعام الحار فيقعدني على فخذه ويتناول البضعة فيبردها ثم يلقمنيها ،

______________________________________________________

قوله : ثم يلقمنيها‌

يلقمنيها القاما من باب الافعال ، أو يلقمنيها تلقيما من باب التفعيل.

قوله رضى الله تعالى عنه : أفترى‌

على صيغة المجهول ، أي أفتظن.

قوله : رحمه‌الله لا ولله فيك المشية‌

أي ولا لله يصح فيك مشية في ادخالك الجنة.

قوله رضى الله تعالى عنه : ويتناول البضعة‌

بكسر الباء أي الشي‌ء اليسير من الطعام ، وكذلك كل قطعة يسيرة من الشي‌ء‌

٩

أفتراه كان يشفق علي من حر الطعام ولا يشفق علي من حر النار؟ قال : قلت كره أن يقول لك فتكفر ، فيجب من الله عليك الوعيد ، ولا يكون له فيك شفاعة ، فتركك مرجئ فيك لله المشية وله فيك الشفاعة.

قال : وقال أبو حنيفة لمؤمن الطاق : وقد مات جعفر بن محمد عليه‌السلام : يا أبا جعفر ان امامك قد مات فقال أبو جعفر : لكن امامك من المنظرين الى يوم الوقت المعلوم.

٣٣٠ ـ حدثني محمد بن مسعود ، قال : حدثني أبو يعقوب اسحاق بن محمد البصري ، قال : أخبرني أحمد بن صدقه ، عن أبي مالك الاحمسى ، قال : خرج‌

______________________________________________________

فهي بضعة منه ، وفي العدد ما بين الثلاث والتسع بضع ، واما القطعة من اللحم فهي بضعة بالفتح.

قال ابن الاثير في النهاية : وفي الحديث « فاطمة بضعة مني » البضعة بالفتح القطعة من اللحم ، ومنه الحديث « صلاة الجماعة تفضل صلاة الواحدة ببضع وعشرين درجة » البضع في العدد بالكسر ، وقد يفتح ، ما بين الثلاث الى التسع ، وقيل : ما بين الواحد الى العشرة ، لأنه قطعة من العدد (١).

وقال الجوهري : تقول بضع سنين وبضعة عشر رجلا ، فاذا جاوزت لفظ العشر [ ذهب البضع ] لا تقول بضع وعشرون (٢).

وهذا يخالف ما جاء في الحديث.

قوله رضى الله تعالى عنه : أفتراه‌

افتراه على ما لم يسم فاعله بمعنى الظن ، ومفعولاه الضمير والجملة الفعلية بعده ، والمعنى أفتظنه كان الخ.

__________________

(١) نهاية ابن الاثير : ١ / ١٣٣‌

(٢) الصحاح : ٣ / ١١٨٦‌

١٠

الضحاك الشاري بالكوفه ، فحكم وتسمى بإمرة المؤمنين : ودعا الناس الى نفسه ، فأتاه مؤمن الطاق ، فلما رأته الشراة وثبوا في وجهه ، فقال لهم : جاع! قال : فأتى به صاحبهم ، فقال لهم مؤمن الطاق : أنا رجل على بصيره من ديني وسمعتك تصف‌

______________________________________________________

قوله : الضحاك الشارى‌

الشاري واحد الشراة ـ بضم المعجمة وتخفيف الراء ـ وهم الخوارج لعنهم الله تعالى ، سموا بذلك لقولهم : انا شرينا أنفسنا في طاعة الله ، أي بعناها بالجنة.

عنوا بذلك قتل أنفسهم بكفرهم وبغيهم وخروجهم على أمير المؤمنين عليه‌السلام وعتوهم في المقاتلة ، فتسميتهم بهذا الاسم من باب التهكم ، كما في ( فَبَشِّرْهُمْ بِعَذابٍ أَلِيمٍ ) (١) ثبتنا الله تعالى على جادة الحق في صراط المستقيم.

قوله : فحكم‌

بالتخفيف من الحكومة.

قوله : فقال لهم جاع (٢)

بالجيم والعين المهملة المشددة وربما يخفف.

وفي طائفة من النسخ « جاخ » بتشديد الخاء المعجمة مكان العين ، وقد يخفف والجعجعة بالقوم الصياح بهم والتضيق عليهم.

في القاموس : جع فلانا رماه بالطين ، والجعجاع معركة الحرب ومناخ سوء لا يقر فيه صاحبه والفحل الشديد الرغاء ، والجعجعة صوت الرحى ونحر الجزور وأصوات الجمال اذا اجتمعت ، وتحريك الابل للإناخة ، أو للنهوض والقعود على غير طمأنينة ، وأسمع جعجعة ولا أرى طحنا يضرب للجبان يوعد ولا يوقع ، وللبخيل يعد ولا ينجز ، وتجعجع ضرب بنفسه الارض من وجع (٣).

__________________

(١) سورة آل عمران : ٢١ وسورة التوبة : ٣٤ وسورة الانشقاق : ٢٤.

(٢) وفي المطبوع من الرجال : جانح‌

(٣) القاموس : ٣ / ١٣‌

١١

العدل فأحببت الدخول معك! فقال الضحاك لأصحابه : ان دخل هذا معكم نفعكم.

قال : ثم أقبل مؤمن الطاق على الضحاك ، فقال : لم تبرأتم من علي بن أبي طالب واستحللتم قتله وقتاله؟ قال : لأنه حكم في دين الله ، قال : وكل من حكم في دين الله‌

______________________________________________________

وفيه : جخ تحرك من مكان الى آخر ، وبرجله نسف بها التراب ، وجخجخ كتم ما في نفسه ونادى وصاح وقال جخ جخ ودخل في معظم الشى‌ء وفلانا صرعه والليل تراكم ظلامه وجخ بمعنى بخ (١).

وفي مجمل اللغة : جخجخ الرجل اذا كتم ما في نفسه ، ويقال : بل الجخجخة أن يهمر ولا يكون لكلامه جهة ، وجخ الرجل اذا تحرك من مكان الى مكان ، وفي الحديث « كان اذا صلى جخ » والجخجخة الصياح والنداء ، وجخجخ فيهم أي صح بهم وناد فيهم وتحول اليهم ، وجخ اذا اضطجع ولزم الارض ، وجخجخ جبن.

والجعجعة صوت الرحى تقول : أسمع جعجعة ولا أرى طحنا ، والجعجاع مناخ السوء ، ويقال : جعجعته اذا أزعجته ، ومنه كتاب ابن زياد الى ابن سعد لعنهما الله تعالى أن جعجع بالحسين صلوات الله عليه.

وفي النهاية الاثيرية : والجعجاع أيضا المكان الضيق الخشن ، ومنه كتاب عبيد الله بن زياد الى عمر بن سعد : أن جعجع بالحسين وأصحابه ، أي ضيق عليهم المكان (٢).

وفي صحاح الجوهري : يعني أحبسه وقال ابن الاعرابي : يعني ضيق عليه قال : والجعجع والجعجاع الموضع الضيق الخشن ، والجعجعة التضييق على الغريم في المطالبة (٣).

قوله : لأنه حكم‌

بالتشديد من التحكيم.

__________________

(١) القاموس. ١ / ٢٥٨‌

(٢) نهاية ابن الاثير : ١ / ٢٧٤‌

(٣) الصحاح : ٣ / ١١٩٦‌

١٢

استحللتم قتله وقتاله والبراءة منه؟ قال. نعم ، قال : فأخبرني عن الدين الذي جئت أناظرك عليه لا دخل معك فيه ان غلبت حجتي حجتك أو حجتك حجتي من يوقف المخطي ، على خطائه ويحكم للمصيب بصوابه؟ فلا بد لنا من انسان يحكم بيننا.

قال : فاشار الضحاك الى رجل من أصحابه ، فقال : هذا الحكم بيننا فهو عالم بالدين ، قال : وقد حكمت هذا في الدين الذي جئت أنا أناظرك فيه؟ قال : نعم فاقبل مؤمن الطاق على اصحابه ، فقال : ان هذا صاحبكم قد حكم في دين الله فشانكم به! فضربوا الضحاك بأسيافهم حتى سكت.

٣٣١ ـ حدثني محمد بن مسعود ، قال : حدثني اسحاق بن محمد البصري قال : حدثني أحمد بن صدقة ، عن ابي مالك الاحمسي ، قال : كان رجل من الشراة يقدم المدينة في كل سنة ، فكان يأتي أبا عبد الله عليه‌السلام فيودعه ما يحتاج اليه ، فأتاه سنة من تلك السنين وعنده مؤمن الطاق والمجلس غاص باهله.

فقال الشاري : وددت اني رايت رجلا من اصحابك اكلمه؟ فقال ابو عبد الله عليه‌السلام لمؤمن الطاق : كلمه يا محمد ، فكلمه فقطعه سائلا ومجيبا ، فقال الشاري لأبي‌

______________________________________________________

قوله : حتى سكت‌

يعني حتى مات. قال في القاموس : سكت مات (١).

قلت : وأصل ذلك أن السكوت يستعار للسكون ، ويعبر عن الموت بالسكون لأنه أقرب لوازمه ، كما يعبر بالحركة عن الحياة ، لكونها أقرب لوازمها ، وفي التنزيل الكريم ( وَلَمّا سَكَتَ عَنْ مُوسَى الْغَضَبُ ) (٢) أي سكن.

قال في الاساس : ومن المجاز ضربته حتى أسكته وأسكت حركته (٣).

__________________

(١) القاموس : ١ / ١٥٠‌

(٢) سورة الاعراف : ١٥٤‌

(٣) أساس البلاغة : ٣٠٢‌

١٣

عبد الله : ما ظننت ان في اصحابك احدا يحسن هكذا ، فقال ابو عبد الله : ان في اصحابي من هو اكثر من هذا ، قال : فأعجبت مؤمن الطاق نفسه ، فقال : يا سيدى سررتك؟ قال : والله لقد سررتني والله لقد قطعته والله لقد حصرته ، والله ما قلت من الحق حرفا واحدا ، قال وكيف؟ قال لأنك تكلم على القياس ، والقياس ليس من ديني.

٣٣٢ ـ حدثني محمد بن مسعود ، قال : حدثني الحسين بن اشكيب ، قال : حدثني الحسن بن الحسين ، عن يونس بن عبد الرحمن ، عن ابي جعفر الاحول ، قال ، قال ابن أبي العوجاء مرة : أليس من صنع شيئا وأحدثه حتى يعلم أنه من صنعته فهو خالقه؟ قال : بلى ، فأجلني شهرا أو شهرين ثم تعال حتى أريك ، قال : فحججت فدخلت على أبي عبد الله عليه‌السلام فقال : أما انه قد هيأ لك شأنين

______________________________________________________

قوله : يحسن هكذا‌

من الاحسان بمعنى العلم ، كما في ( وَاللهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ ) (١) وفي : قيمة كل امرء ما يحسنه.

قوله : فاعجبت مؤمن الطاق نفسه‌

مؤمن الطاق بالنصب على المفعولية ، ونفسه بالرفع على الفاعليه.

قوله : وهو خالقه‌

في بعض النسخ « فهو خالفه » بالفاء ، وذلك هو الأصحّ الاظهر.

وأما « وهو » بالواو كما في نسخ عديدة فللعطف.

وتقدير الكلام أن من صنع شيئا وأحدثه حتى يكون ذلك من المعلوم المستبين أليس يصح أن ذلك الشي‌ء من صنعته؟ وأ ليس هو خالقه؟.

قوله (ع) : قد هيأ لك شأنين (٢)

بتسكين الهمزة بين الشين المعجمة المفتوحة والنون على تثنية الشأن ، والشأن‌

__________________

(١) سورة آل عمران : ١٣٤‌

(٢) وفي المطبوع من رجال الكشى : شاتين.

١٤

وهو جاء به معه بعدة من اصحابه ثم يخرج لك الشانين قد امتلئا دودا ، ويقول لك هذا الدود يحدث من فعلى ، فقل له : ان كان من صنعك وانت احدثته فميز ذكوره من الاناث! فقال : هذه والله ليست من ابزارك

______________________________________________________

ملتقى قبائل الرأس والعروق التى منها يجري الدمع الى العين قاله في مجمل اللغة. ويعني بهما هنا جمجمتي الرأس.

قال في المغرب : شئون الرأس هو أصل القبائل وهي قطع الجمجمة ، الواحد شان (١).

وقال : الجمجمة ـ بالضم ـ عظام الرأس ، ويعبر بها عن الجملة (٢).

قوله (ع) : وهو جاء به معه (٣)

ضمير هو المنفصل المرفوع ، وضمير معه المتصل المجرور لابن أبي العوجاء والباء في « به » للتعدية والعائد لما قد هيأه ، وباء « بعدة » بمعنى في للظريفة ، أو بمعنى مع يعني : وهو ـ أي ابن أبي العوجاء ـ جاء إليك بما قد هيأه لك معه في عدة من أصحابه أو معهم.

قوله : من ابزارك‌

بفتح الهمزة وتسكين الموحدة قبل الزاي والراء أخيرا جمع البزر ، يقال : بزرت القدر أي ألقيت فيها الابزار والتوابل والأفاويه ، وأبزار القول وأبازيره استعارة من توابل الطعام وأفاويه الناطف لبدائع الكلام وطرائفه ولطائفه.

قال في القاموس : البزر كل حب يبذر للنبات ج بزور والتابل ويكسر فيهما جمع أبزار وأبازير ، والقاء الأبازير في القدر ، والابزاريون من المحدثين جماعة‌

__________________

(١) المغرب : ١ / ٢٧٣‌

(٢) المغرب : ١ / ٩٤‌

(٣) وفي المطبوع من الرجال : وهو جاء معه.

١٥

هذه التي حملتها الابل من الحجاز ، ثم قال عليه‌السلام : ويقول لك أليس تزعم انه غني؟ فقل بلى ، فيقول : أيكون الغني عندك من المعقول في وقت من الاوقات ليس عنده ذهب ولا فضة؟ فقل له نعم‌

______________________________________________________

منهم محمد بن يحيى (١).

وفي المغرب : البزر من الحب ما كان للبقل ، وأما الناطف المبزر فهو الذي فيه الابازير وهي التوابل جمع أبزار بالفتح عن الجوهري (٢).

وفي أساس البلاغة : بزر برمتك وألق فيها الابزار والابازير ، وتقول : اللحم المبزر أشهى ، والنفس عليه أشرة والا فهو بجزر السباع أشبه.

ومن المجاز مثلي لا يخفى عليه أبا زيرك أي زياداتك في القول ووشاياتك ، وقد بزر فلان كلامه وتوابله ، ومنه قيل للرجل المريب : البازور (٣) انتهى‌

قوله : هذه التى حملتها الابل من الحجاز‌

ترشيح للاستعارة ، فحيث انه استعار لهذه الخرائد المونقات في الكلام الا بزار والتوابل ، اورد شيئا من ملائمات الشبه بها ، وهو حمل الابل اياها ترشيحا للمجاز.

قوله : من المعقول‌

المعقول هنا بمعنى العقل المصدر او الاسم ، كالمعسور والميسور في معنى العسر واليسر. وفي الحديث « لا يسقط الميسور بالمعسور » المصدران استعملا واريد بهما معنى الفاعل اي اليسير والعسير على الفعيل بمعنى الفاعل.

يعني أيكون في طريق العقل عندك ان الغني في وقت من الاوقات من ليس‌

__________________

(١) القاموس : ١ / ٣٧١‌

(٢) المغرب : ١ / ٣٦ والصحاح : ٢ / ٥٨٩.

(٣) أساس البلاغة : ٣٨‌

١٦

فانه سيقول لك كيف يكون هذا غنيا؟ فقل له ان كان الغنى عندك أن يكون الغني غنيا من فضته وذهبه وتجارته فهذا كله مما يتعامل الناس به ، فأي القياس أكثر واولى بأن يقال غني من احدث الغنى فأغنى به الناس قبل ان يكون شي‌ء وهو وحده؟ او من افاد مالا من هبة او صدقة او تجارة؟ قال ، فقلت له ذلك ، قال فقال وهذه والله ليست من ابزارك هذه والله مما تحملها الابل.

وقيل : انه دخل على ابي حنيفة يوما ، فقال له ابو حنيفة : بلغني عنكم معشر‌

______________________________________________________

عنده ذهب ولا فضة ، والمصادر على صيغة اسم المفعول معدودة عندهم بالسماع.

قال المطرزي صاحب المعرب والمغرب في شرح مقامات الحريري : المعقول اسم للعقل كالمجلود والميسور للجلادة واليسر ، وهي من جملة المصادر التي وردت على مثال اسم المفعول ، وفي المثل ما له حول ولا معقول ، ويقولون : علم معقولا وعدم معقولا ، وينشد للراعي حتى اذا لم يتركوا لعظامه لحما ولا لفؤاده معقولا.

وقال الفيروزآبادي في القاموس : عقل يعقل عقلا ومعقولا وعقل فهو عاقل (١).

وقال أحمد بن فارس في مجمل اللغة : العقل نقيض الجهل ورجل عاقل وعقول والمعقول العقل.

وأما الجوهري فقد قال في الصحاح : وقد عقل يعقل عقلا ومعقولا أيضا وهو مصدر ، وقال سيبويه : هو صفة وكان يقول : ان المصدر لا يأتي على وزن مفعول البتة ويتأول المعقول فيقول : كأنه عقل له شي‌ء ، أو حبس وأيد وشدد قال : ويستغنى بهذا عن العقل الذي يكون مصدرا (٢).

قوله : أو من أفاد مالا‌

من أفاده بمعنى اغتناه واستفاده يقال : أفدته علما أو مالا ، أي أعطيته وأنلته وناولته اياه ، وأفدت منه علما أو مالا ، أي تناولته وأخذته واستفدته منه.

__________________

(١) القاموس : ٤ / ١٨‌

(٢) الصحاح : ٥ / ١٧٦٩‌

١٧

الشيعة شي‌ء؟ فقال : فما هو؟ قال : بلغني ان الميت منكم اذا مات كسرتم يده اليسرى لكي يعطى كتابه بيمينه ، فقال : مكذوب علينا يا نعمان! ولكني بلغني عنكم معشر المرجئة ان الميت منكم اذا مات قمعتم في دبره قمعا فصببتم فيه جرة من ماء لكي لا يعطش يوم القيامة فقال : ابو حنيفة مكذوب علينا وعليكم.

ما روي فيه من الذم.

٣٣٣ ـ حدثني محمد بن مسعود ، قال : حدثني علي بن محمد القمي ، قال : حدثني أحمد بن محمد بن عيسى ، عن علي بن الحكم ، عن فضيل بن عثمان ، قال : دخلت على ابي عبد الله عليه‌السلام في جماعة من اصحابنا فلما اجلسني قال : ما فعل صاحب الطاق؟ قلت : صالح ، قال : اما انه بلغني انه جدل وانه يتكلم في تيم قذر؟ قلت : اجل هو جدل ، قال : اما انه لو شاء ظريف من مخاصميه ان يخصمه‌

______________________________________________________

وقد فصلنا ذلك في المعلقات على الصحيفة الكريمة السجادية تفصيلا (١).

قوله : قمعتم في دبره قمعا.

قمعة قمعا ضربه بالمقمعة بكسر الميم الاولى وفتح الثانية ، العمود من الحديد ، أو آلة كالمحجن يضرب بها على رأس الفيل ، وخشبة غليظة يضرب بها الانسان على رأسه والجمع المقامع قاله في القاموس (٢).

ومثل ذلك في الصحاح وغيره (٣).

والقمع بالفتح وبالكسر وكعنب ما يوضع في فم الاناء فيصب فيه الدهن وغيره قاله في القاموس (٤).

قوله (ع) : في تيم قذر‌

النسخ في هاتين اللفظين مختلفة ، ففي عدة منها « في تيم قذر » بالتاء المثناة‌

__________________

(١) التعليقة على الصحيفة السجادية المطبوع على هامش نور الأنوار : ٤٢.

(٢) القاموس : ٣ / ٧٤‌

(٣) الصحاح : ٣ / ١٢٧٢‌

(٤) القاموس : ٣ / ٧٥‌

١٨

فعل؟ قلت : كيف ذاك.

فقال : يقول أخبرني عن كلامك هذا من كلام امامك؟ فان قال نعم : كذب علينا وان قال لا : قال له كيف تتكلم بكلام لم يتكلم به امامك.

ثم قال انهم يتكلمون بكلام ان أنا أقررت به ورضيت به أقمت على الضلالة ، وان برئت منهم شق علي ، نحن قليل وعدونا كثير ، قلت : جعلت فداك فابلغه عنك ذلك؟ قال : أما أنهم قد دخلوا في أمر ما يمنعهم عن الرجوع عنه الا الحمية ، قال : فأبلغت أبا جعفر الاحول ذاك فقال : صدق بأبي وأمي ما يمنعني من الرجوع عنه الا الحمية.

٣٣٤ ـ علي ، قال : حدثنا محمد بن أحمد ، عن محمد بن عيسى ، عن مروك ابن عبيد ، عن أحمد بن النضر ، عن المفضل بن عمر ، قال : قال لي أبو عبد الله عليه‌السلام : أيت الاحول فمره لا يتكلم ، فأتيته في منزله ، فأشرف علي ، فقلت له : يقول لك أبو عبد الله عليه‌السلام لا تكلم ، قال : فأخاف ألا أصبر.

______________________________________________________

من فوق والياء المثناه من تحت والميم ، والقاف والذال المعجمة والراء.

و « التيمة » بكسر التاء واسكان الياء المنقلبة عن الهمزة الشاة التي تذبح في المجاعة والتي تكون للمرأة تحلبها في المنزل وليست بسائمة.

و « القذر » بالتحريك النجاسة ، وبكسر الذال النجس ، أي أنه جدل يجادل في كل شي‌ء ، ويتكلم في الشاة الميتة هل جلدها المدبوغ طاهر.

وفي طائفة منها « في هم قدر » بفتح الهاء وتشديد الميم بمعنى القصد والهمامة والارادة ، و « قدر » بضم القاف وكسر الدال المهلة المشددة على صيغة ما لم يسم فاعله.

أي أنه يتكلم ويجادل في قصد الانسان وأرادته لفعله ويقول : انه اذا كان ذلك مقدرا واقعا بقضاء الله وقدره ، لزم أن يكون الانسان غير مختار في قصده وارادته لفعله ،

١٩

في جابر بن يزيد الجعفى‌

٣٣٥ ـ حدثني حمدويه وابراهيم ابنا نصير ، قالا : حدثنا محمد بن عيسى عن علي بن الحكم ، عن ابن بكير ، عن زرارة ، قال : سألت أبا عبد الله عليها‌السلام عن أحاديث جابر؟ فقال : ما رأيته عند أبي قط إلا مرة واحدة وما دخل علي قط.

٣٣٦ ـ حمدويه وابراهيم ، قالا : حدثنا محمد بن عيسى ، عن علي بن الحكم عن زياد بن أبي الحلال ، قال : اختلف أصحابنا في أحاديث جابر الجعفي ، فقلت لهم : أسأل أبا عبد الله عليه‌السلام ، فلما دخلت ابتدأني ، فقال : رحم الله جابر الجعفي كان يصدق علينا ، لعن الله المغيرة بن سعيد كان يكذب علينا.

______________________________________________________

فيلزم أن يكون مجبورا في فعله ، وهو قول الجبرية وذلك باطل ، فيتعين المصير الى القول بالاستطاعة.

وهذه شبهة عويصة لا سبيل الى المخرج عنها الا مما سلكناه في كتاب الايقاضات ، وفي كتاب القبسات بفضل الله سبحانه.

في جابر بن يزيد الجعفى‌

قال في الصحاح : جعفي أبو قبيلة من اليمين ، وهو جعفي بن سعد العشيرة ابن مذحج ، والنسبة اليه كذلك ، ومنهم عبيد الله بن الحر الجعفي وجابر الجعفي (١).

وفي القاموس : جعفي ككرسي ابن سعد العشيرة أبو حي باليمن والنسبة جعفي أيضا (٢).

وفي مجمل اللغة لأحمد بن فارس : جعفي قبيلة والنسبة اليهم جعفي.

قلت : جعفى على فعلى بالضم وبالقصر موضع بالكوفة ، أو بالسواد قريبا من الكوفة.

__________________

(١) الصحاح : ٤ / ١٣٣٧‌

(٢) القاموس : ٣ / ١٢٣‌

٢٠