دراسات في التفسير الموضوعي للقصص القرآني

الدكتور أحمد جمال العمري

دراسات في التفسير الموضوعي للقصص القرآني

المؤلف:

الدكتور أحمد جمال العمري


الموضوع : القرآن وعلومه
الناشر: مكتبة الخانجي
الطبعة: ١
الصفحات: ٤٣٢

١
٢

المقدّمة

بسم الله الرحمن الرحيم

الموضوع وأهميته

نزل القرآن الكريم منجّما على حسب المناسبات ، وما تقتضيه الظروف والأحوال ، وكان الشأن إذا اقتضت الحالة أو دعت الحاجة إلى التعريف بأمر من الأمور المتعلقة بنبىّ من الأنبياء ، أو رسول من الرسل ، أو المتصلة بالعقيدة أو الشريعة ، أو الأخلاق الحميدة ، أن تنزل الآية أو الآيات التى تدعو إليها وتوضحها. ثم إذا تجددت الحاجة إلى التعريف بأحدهما بعد فترة من الزمان ، نزلت آية أخرى ، أو آيات كسابقتها فى الموضوع نفسه ، تزيده وضوحا ، أو تتمه ، أو تنسخه ، أو غير ذلك حسب حاجة الناس ، وملابسات الدواعى والأغراض.

وفيما يتصل بالقصص ـ نجد أن القرآن العظيم يقص علينا أنباء الغيب ، التى جرت بين رسل الله وأممهم ، وما حصل بينهم من طاعة أو عصيان. وكيف كانت عاقبة المكذّبين ، مصححا ما نقله التاريخ خطأ ، أو زاد فيه على الحاصل ، فى دقة متناهية ، وتفصيل معجز. كما يقص علينا أيضا من أحوال الماضين ما فيه عبرة للحاضرين ومن بعدهم ، وهو فى كل هذا يشير إلى موضع العبرة من سوق القصة ، كاشفا وجه الحكمة فى الإخبار بها ، من البشارة أو النذارة ، أو التدليل على صدق القرآن ومنزّله جلّ ذكره ، وصدق الرسول ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ وأنه آية على نبوّته ، وإرساله من قبل الحق جل وعلا.

ولعل ذلك من الأسباب التى من أجلها تكررت قصص الأنبياء فى القرآن. فذكرت قصة نوح عدة مرات ، بالإطناب أحيانا ، وبالإيجاز أحيانا ،

٣

وذكرت قصة إبراهيم عدة مرات ، وذكرت قصة موسى ـ عدة مرات ، وذكرت قصة عيسى عدة مرات ، وإنه يبدو بادى الرأى أن ذلك من مكرور القول. فما وجه البلاغة فى هذا التكرار لقصص الأنبياء؟

إننا إذا نظرنا نظرة فاحصة تليق بمقام القرآن ، ومكانته فى البيان العربى ، نجد أن التكرار فيه له مغزى ، ذلك أن القرآن ليس كتاب قصص ، وليس كالروايات القصصية ، التى تذكر الحوادث المتخيّلة أو الواقعة. إنما قصص القرآن ـ وهو قصص لأمور واقعة ـ يساق للعبر ، وإعطاء المثلاث ، وبيان مكان الضالين. ومنزلة المهتدين ، وعاقبة الضلال ، وعاقبة الهداية ، وبيان ما يقاوم به النبيون ، ووراءهم كل الدعاة للحق. فهو قصص للعبرة بين الواقعات ، لا لمجرد المتعة من الاستماع والقراءة. ولذلك قال الله تعالى فى آخر قصة نبى الله يوسف : (لَقَدْ كانَ فِي قَصَصِهِمْ عِبْرَةٌ لِأُولِي الْأَلْبابِ ، ما كانَ حَدِيثاً يُفْتَرى وَلكِنْ تَصْدِيقَ الَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ وَتَفْصِيلَ كُلِّ شَيْءٍ وَهُدىً وَرَحْمَةً لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ)

[الآية : ١١١]

كما أن القصص القرآنى لون من تصريف البيان القرآنى ، وتغير أشكاله ، وفى ذلك يقول الحق سبحانه : (وَلَقَدْ صَرَّفْنا فِي هذَا الْقُرْآنِ لِلنَّاسِ مِنْ كُلِّ مَثَلٍ)

[الكهف : ٥٤]

إن القصص القرآنى فيه العبرة ، وما ذكرت قصة إلّا كان معها عبرة أو عبر ، وفيها المثلاث لمن عصوا وتركوا أمر ربهم ، وفيها بيان ما نزل بالأقوياء ، الذين غرهم الغرور ، والجبابرة الذين طغوا فى البلاد ، وأكثروا فيها الفساد ، والله من ورائهم محيط.

وإن القصص فيه إيناس صاحب الرسالة المحمدية ، بأخبار إخوانه من المصطفين الأخيار ، وإثبات قوله ، فقد كانت تلك الأخبار الصادقة. ما كانت

٤

لتعلم إلّا لمن شاهد ، وما شاهد أحداثها ، وهو لا يزال فى بطن الغيب ، كما قال سبحانه وتعالى ، فى قصة موسى ـ عليه‌السلام ـ ووقائعها :

(وَما كُنْتَ بِجانِبِ الْغَرْبِيِّ إِذْ قَضَيْنا إِلى مُوسَى الْأَمْرَ وَما كُنْتَ مِنَ الشَّاهِدِينَ. وَلكِنَّا أَنْشَأْنا قُرُوناً فَتَطاوَلَ عَلَيْهِمُ الْعُمُرُ وَما كُنْتَ ثاوِياً فِي أَهْلِ مَدْيَنَ تَتْلُوا عَلَيْهِمْ آياتِنا وَلكِنَّا كُنَّا مُرْسِلِينَ. وَما كُنْتَ بِجانِبِ الطُّورِ إِذْ نادَيْنا وَلكِنْ رَحْمَةً مِنْ رَبِّكَ لِتُنْذِرَ قَوْماً ما أَتاهُمْ مِنْ نَذِيرٍ مِنْ قَبْلِكَ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ)

[القصص : ٤٤ ـ ٤٦]

وكما قال عز شأنه عقب قصة مريم :

(وَما كُنْتَ لَدَيْهِمْ إِذْ يُلْقُونَ أَقْلامَهُمْ أَيُّهُمْ يَكْفُلُ مَرْيَمَ وَما كُنْتَ لَدَيْهِمْ إِذْ يَخْتَصِمُونَ) [آل عمران : ٤٤]

لم يكن محمد ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ مشاهدا الأحداث التى جاء القرآن الكريم بقصصها ، وهى صادقة وثابتة فى الصادق من أخبار النبيين فى كتبهم ، التى يتداولها أهل الكتاب ، ولم يتناولها التحريف ، ولم يكن بمكة مدرسة لاهوت. بل لم يكن بمكة يهود ولا نصارى إلا خمّار ألحدوا بأن النبى ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ أخذ منه كذبا وبهتانا ، فقال الله ردّا عليهم :

(لِسانُ الَّذِي يُلْحِدُونَ إِلَيْهِ أَعْجَمِيٌّ ، وَهذا لِسانٌ عَرَبِيٌّ مُبِينٌ)

[النحل : ١٠٣]

وكانت مكة بلدا أمياّ ، ليس به علم ، ولا رياسات إلا مباريات رياسية فى البيان ، وكان محمد ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ أميا لا يقرأ ولا يكتب ، وقد قال الله تعالى ، وهو أصدق القائلين :

(وَما كُنْتَ تَتْلُوا مِنْ قَبْلِهِ مِنْ كِتابٍ وَلا تَخُطُّهُ بِيَمِينِكَ إِذاً لَارْتابَ الْمُبْطِلُونَ) [العنكبوت : ٤٨]

٥

لذلك نقول .. إن القصص القرآنى ذاته فيه إعجاز ، ذكره الكتاب ، جاء على لسان أمىّ ، لا يقرأ ولا يكتب ، إذ هو النبى الأمى الذى يجدونه مكتوبا عندهم فى التوراة والإنجيل.

ويتساءل أى تال للقرآن .. من أين جاء محمد بهذا القصص الحق ، وهو لم يشاهد وقائعه ، ولم يقرأها. لأنه لم يكن قارئا؟ ... إنه من عند الله ، العزيز الحكيم ، علّام الغيوب ، وبذلك كان القصص الصادق من التحدى ، ومن هنا تأتى أهميته.

أضف إلى ذلك ، أن الله تعالى ذكر الحقائق الإسلامية فى القصص ، فلم يكن عبرة فقط ، بل كان بيانا لحقائق الإسلام ، فنجد فيه بيانا لعقيدة التوحيد ، والبرهان عليها ، جاء فى سياق القصص عن النبيين السابقين. فقد كانت قصة إبراهيم الخليل ـ عليه‌السلام ـ دعوة إلى التوحيد. وكيف أنه أبطل عبادة الأوثان ، بأنها لا تضر ولا تنفع ، وأنه جعلها جذاذا إلّا كبيرا لهم ، وأنهم أرادوا عقوبته بالحرق بالنار ، فجعلها الله تعالى (بَرْداً وَسَلاماً عَلى إِبْراهِيمَ)

واقرأ بعض القصص عن نوح ـ الأب الثانى للبشر ، تر الأدلة على التوحيد ، بأن تجد فى بعضها أدلة التوحيد تساق للضالين ، ويوجه أنظارهم إلى الكون وما فيه (١). وسوق الأدلة على التوحيد ـ فى سياق قصة ـ يجعله يسرى إلى النفوس من غير مقاومة ، وتكراره يجعله يخط فى النفس خطوطا ، وتتعمق الخطوط ، فيكون الإيمان.

وليس القصص القرآنى فيه إثبات أن الله وحده هو المستحق للعبادة ، وبطلان عبادة الأوثان التى هى أسماء ، سمّوها هم وآباؤهم ما أنزل الله بها من

__________________

(١) اقرأ سورة نوح من الآية ٢ إلى الآية ٢٠.

٦

سلطان ـ بل فيه إثبات الوحدانية أمام الذين يدّعون ألوهية المسيح ـ عليه‌السلام.

واقرأ قصة عيسى ، فإن فيها الدليل على أنه ليس إلّا عبدا لله تعالى ، ولقد قال الحق سبحانه فى ذلك :

(يا أَهْلَ الْكِتابِ لا تَغْلُوا فِي دِينِكُمْ ، وَلا تَقُولُوا عَلَى اللهِ إِلَّا الْحَقَّ ، إِنَّمَا الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ رَسُولُ اللهِ وَكَلِمَتُهُ أَلْقاها إِلى مَرْيَمَ ، وَرُوحٌ مِنْهُ ..) الآيات (١)

ونرى من هذا أن ذكر قصة عيسى ، أو ذكر جزء منها ، اقترن ببيان وحدانية الله ، وإثبات بطلان أن الله تعالى ثالث ثلاثة ، وساق الدليل ، وهو أن الله تعالى خالق كل شىء ، وله ما فى السموات والأرض ، وصلة كل مخلوق كمثيله ، وإن اختلف طريق غيره ، فصلة المسيح ـ عليه‌السلام ـ بالله من حيث الخلق والتكوين كصلته بأى مخلوق سواه ، ولا يؤثر فى هذه الصلة التكوينية أنه عبد ممتاز ، وأنه رسول من رب العالمين ، وإن كانت طريقة تكوينه أنه وجد من غير أب ، فإن ذلك لا يجعله إلها أو ابن إله.

وإنه مما جاء فى القصص ، أن دعوة النبيين ـ عليهم الصلاة وأتم السلام ـ جاءت للخير إلى حسن التعامل ، وإصلاح الأرض ، وأن إصلاح الأعمال والنفوس ومنع الفساد فى الأرض ، من أعظم المقاصد فى الشرائع السماوية بعد عبادة الله تعالى ، والإيمان باليوم الآخر ، وإذا كان ذلك ضمن قصة ، استمكنت فى النفس ، واتجهت إلى مداخلها من غير تعويق من ملاحاة جديدة ، غير ما كان فى عهد النبى الذى ذكرته القصة.

__________________

(١) سورة النساء الآيات ١٧١ ، ١٧٢

٧

ففى قصة شعيب (١) ، نرى دعوة صريحة إلى ناحية عملية ، تتصل بالإصلاح الاجتماعى ، ومنع الفساد فى الأرض ، والقيام بحق الأمانة فى التعامل. وفى موضع آخر من قصة شعيب ، نجده يكرر الدعوة ، ثم يبين سبحانه كيف تقاوم دعوة الحق بالإصرار على الشر ، وكيف كان الإصرار عليه إلى أن يديل الله تعالى بما ينزل بالعصاة ، وبما يؤدى إلى فساد أخلاق الأمة ، لقد قال الله تعالى حكاية لقول شعيب :

(قالَ يا قَوْمِ اعْبُدُوا اللهَ ما لَكُمْ مِنْ إِلهٍ غَيْرُهُ ، وَلا تَنْقُصُوا الْمِكْيالَ وَالْمِيزانَ إِنِّي أَراكُمْ بِخَيْرٍ وَإِنِّي أَخافُ عَلَيْكُمْ عَذابَ يَوْمٍ مُحِيطٍ وَيا قَوْمِ أَوْفُوا الْمِكْيالَ وَالْمِيزانَ بِالْقِسْطِ وَلا تَبْخَسُوا النَّاسَ أَشْياءَهُمْ وَلا تَعْثَوْا فِي الْأَرْضِ مُفْسِدِينَ. بَقِيَّتُ اللهِ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ) [هود : ٨٤ ـ ٨٨]

وبطريق القصص القرآنى ، يبين الله سبحانه أن مقياس الحكم العادل إدراك الحق ـ وألا يجعل القاضى ، أو الحاكم للهوى سلطانا فى الحكم ، فإن كان الهوى كان الشطط فى الحكم ، ومظنّة الوقوع فى الظلم ، وإن كان الحاكم لا بد أن يكون مدركا للحق ، فلا بد من عنصر العلم وإبعاد الهوى. وقد وضح هذا الجانب فى قصة داوود ـ عليه‌السلام ـ الذى أعطاه الله الملك والحكمة ، وسجل القرآن أحداثها (٢).

وبطريق القصص القرآنى كذلك ، يبين الله سبحانه بعض الأحكام الشرعية ، فإنّ ذلك يثبت هذه الأحكام ويدعمها ، لأنها تكون أحكاما متفقا عليها فى كل الشرائع السماوية ، وبيان أنها غير قابلة للنسخ ، وأنها مؤكدة ثابتة ،

__________________

(١) الأعراف الآيات : ٨٥ ـ ٨٧.

(٢) سورة ص الآيات من ٢١ إلى ٢٦.

٨

وفى القصة تكون حكمة شرعيتها قائمة ، والغاية منها ثابتة ، ولنذكر من ذلك قصة قابيل وهابيل ولدى آدم (١).

ولقد امتاز القرآن الكريم ، بأنه حين يعرض لموضوعاته ، يعرض لها بطريقة لم يسبق إليها ، فلا يستطيع أن يسلكها سالك ، أو أن ينتهجها ناهج. فهو فى عرضه يتخذ له أسلوبا يختص به ، أعجز الإنس والجن عن معارضته ، فتراه حين يعرض. يأتى بوجوه متعددة ، وأساليب متنوعة ، وأفانين متجددة ، يراعى المقام فى كل موقف من مواقفه ، ويطابق جميع مقتضيات الحال فى كل عبارة من عباراته ، فله فى كل مقام مقال. وفى كل موضوع مجال ، طرق فى الأداء لا عهد للبشر بها فى أبلغ كلام ، ولا مثيل لها فى أفصح بيان ، غاية فى البلاغة ، ليس لها نهاية ، ونهاية فى الفصاحة. لا يجاوز الفصحاء مبتداها. ثم هو فيما يعرضه من موضوعات شتى ، خاصة فى القصص القرآنى ، لا يهمل جانب النظر ، ولا يغضّ من شأنه ، بل يحث عليه ، ويدعو إليه ، ويتحاكم إلى العقول ، فى كشف الحق ، وبيان الصدق ، يشفع حكمه ببيان حكمته ، وتوجيه شرعته ، ثم يدع للسامع الحرية ، وحسن الاختيار ، فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر.

وإن تعجب فعجب عرضه للموضوع الواحد ، ذى المعنى المتحد ، والهدف المشترك ، فإنك تجده مع تفرّقه فى القرآن فى أماكن عدة ، ومع تباعد أوقات نزوله ، وتباين أزمان وصوله ، ليس بين آياته مفارقة ، ولا تلفيق ، ولا تشويه ، ولا تناقض ، بل هى وحدة واحدة ، مترابطة متناسقة ، تكون لنا صورة واحدة ، فى أحسن تقويم ، وتعطينا منظرا متآلفا فى أبدع تنظيم ، وتصور لنا كائنا متناسق الأعضاء ، مترابط الأجزاء ، متكامل البناء ، جيد السبك ، قوى المعنى ،

__________________

(١) سورة المائدة من ٢٧ إلى ٣١

٩

متين النظر ، لا تناكر بين معانيه فى العقول والأفهام ، ولا تباين بين مبانيه فى الأسماع والآذان ، بل يكمل بعضه بعضا. ويأخذ بعضها بعجز بعض ، كل جزء يستدعى الآخر ، وكل لفظ يقع من الثانى موقعه ، وبالجملة فالقرآن العظيم فى عرضه لموضوعاته ، فريد فى بابه.

من هذا المنطق كان اختيارى لموضوع القصص القرآنى لكى يدرس دراسة موضوعية.

فى هذا القصص ـ الذى قصدنا إلى دراسته وتوضيحه ـ حاولنا أن نبين الوزن الحقيقى لهذا التفسير الموضوعى ، والقيمة العلمية التى يهدف إليها ، حتى يبرز للناس هدايته فى أيسر أسلوب ، وأوضح عبارة ، ويقرّب كتاب الله إلى قلوب المؤمنين ، بأقصر سبيل ، وأوضح طريق.

٢ ـ المنهج

ليس الهدف من دراسة القصص القرآنى ، وتفسيره موضوعيا ، أن نلمّ بكل جزئيات القصص وعناصره ، وإنما هدفنا فى هذا المنهج أن نركّز على حدث معين من الأحداث ، أو واقعة محددة من الوقائع ، التى وقعت فى حياة رسول من الرسل ، أو نبى من الأنبياء .. فنحن لا نقصد بدراستنا كل ما اشتملت عليه حياة الرسل ، ولكننا ندرس موضوعا معينا ، دراسة مركزة مكثّفة ، تبرز مضمونه ، وتوضح ملامحه ، وتحكى حقيقته ، ثم نتناول العبرة أو العبر من وراء هذا الحدث.

فليس الهدف من هذه الدراسة ـ حصريّا ـ بمعنى أن نتناول كل ما حدث فى حياة الأنبياء والرسل ، وإنما الهدف إلقاء الضوء على أبرز حدث واجه الرسول أو النبى ، ونتائج هذا الحدث.

١٠

* فعلى سبيل المثال ، حين درسنا قصة آدم ـ عليه‌السلام ـ كان تركيزنا على قضية الاستخلاف ، ولماذا كان الاستخلاف ، وما الأسباب والدواعى التى دعت إلى ذلك ، ثم توضيح الحكمة الإلهية ، التى من أجلها خلق الله آدم بيديه ، ثم جعله خليفة فى الأرض.

* وحين درسنا قصة هابيل وقابيل ، كان هدفنا إبراز قضية هامة ، وهى ظلم الإنسان لأخيه الإنسان ، وحسده له ، والطمع فيما بين يديه ، ذلك الطمع الذى أدى إلى قتل الأخ لأخيه ، للتخلّص منه ، وما أعقب ذلك من ندم وحسرة ، وضياع وتشتت ، وكان ذلك الحدث سببا فى تدخل عناية الحق ـ سبحانه ـ بتشريع مبدأ القصاص.

هذا المنهج فرض علينا أن تكون الموضوعات مكثفة مركزة ، لا مجال فيها للإسهاب ، وإنما هو اعتماد دقيق على القرآن والسنة ، واستنطاقهما بكل ما يرتبط بموضوع التفسير من نصوص ، وما جاء فيها مرتبطا بذلك من أحكام الله.

وهذا المنهج فرض أيضا أن يكون البحث مقسّما إلى فصول عدة وإن جمعته الوحدة الموضوعية ، والغاية المشتركة ، يتقدمها دراسة تمهيدية توضح الغاية من هذه الدراسة ، وتتناول بعض جوانب العملية التفسيرية.

ولقد خصصنا الفصل الأول : لدراسة أنبياء الله ورسله.

وخصصنا الفصل الثانى : لدراسة آدم ـ أبو البشر ـ وقضية الاستخلاف.

ودرسنا فى الفصل الثالث : قصة قابيل وأخيه هابيل.

ودرسنا فى الفصل الرابع : قصة نوح ـ عليه‌السلام ـ وسفينته والطوفان.

ودرسنا فى الفصل الخامس : قصة الذبيح.

١١

ودرسنا فى الفصل السادس : قصة ذى القرنين وبناء سد يأجوج ومأجوج.

ودرسنا فى الفصل السابع : قصة الصديق يوسف ـ عليه‌السلام ـ ومحنة المراودة.

ودرسنا فى الفصل الثامن : قصة نبى الله شعيب مع أصحاب الأيكة.

ودرسنا فى الفصل التاسع : قصة نبى الله موسى مع صاحبه الخضر.

ودرسنا فى الفصل العاشر : قصة قارون وكنوزه وكيف خسفت بهما الأرض.

ودرسنا فى الفصل الحادى عشر : قصة نبى الله داوود وقضية الابتلاء.

ودرسنا فى الفصل الثانى عشر : قصة المسيح عيسى ابن مريم والمائدة.

ودرسنا فى الفصل الثالث عشر : قصة أصحاب الكهف ورحلتهم الإيمانية.

ودرسنا فى الفصل الرابع عشر : قصة رسول الله ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ مع المشركين والمنافقين كما أوردها القرآن.

وختمنا بحثنا هذا بخلاصة تفيد أهم نتائجه وما احتواه من موضوعات.

المصادر :

أما المصادر العلمية التى اعتمدنا عليها فى هذه الدراسة ، فهى تنقسم بحسب طبيعة الموضوع والمنهج إلى مجموعات :

(أ) ـ مصادر دينية.

(ب) ـ مصادر تاريخية.

(ج) ـ مصادر لغوية وأدبية.

١٢

فأما المصادر الدينية ، ففى مقدمتها ـ بطبيعة الحال ـ كتب الله المقدسة ، القرآن الكريم ، والتوراة ، والإنجيل ، وكتب الصحاح الستة ، ثم كتب التوحيد ، وكتب العقائد ، يضاف إليها مجموعة ضخمة من التفاسير ، كتفسير الطبرى ، وتفسير ابن كثير ، وتفسير الرازى ، وتفسير الزمخشرى ، وتفسير الشوكانى ، وتفسير المنار ، وتفسير الشيخ سيد قطب ، والتفسير الواضح ، ويلحق بهذه التفاسير كتب شيخ الإسلام ابن تيمية ، وكذلك الجواب الصحيح ، واقتضاء الصراط المستقيم ، والعقيدة الواسطية ، وكتاب تلبيس إبليس لابن الجوزى وغيرها.

* وأما المصادر التاريخية : فهى كثيرة ، فى مقدمتها سيرة ابن هشام ، والروض الأنف للسهيلى ، وبلوغ الأرب للألوسى ، والأصنام لابن الكلبى ، والمحبر لابن حبيب. إلى جانب كتب التاريخ المختلفة ، كتاريخ الطبرى ، وتاريخ اليعقوبى ، وتاريخ أبى الفداء ، وتاريخ بغداد ، والتاريخ الصغير للبخارى ، والبداية والنهاية لابن كثير ، وكتب الطبقات والتراجم ، وقصص الأنبياء لابن كثير ، وقصص الأنبياء للنيسابورى الثعلبى.

* وأما المصادر اللغوية : ففى مقدمتها معاجم اللغة ، لسان العرب ، والتاج ، والقاموس المحيط ، والمعجم الوسيط ، ومفردات القرآن للأصفهانى وغيرها. وبالإضافة إلى هذه المصادر اللغوية رجعنا إلى مجموعة من الدراسات الأدبية والعلمية ، التى تتصل بموضوعنا ، فى مقدمتها : التفسير الموضوعى للدكتور محمد البهى ، والدراسة القيمة التى ألفها الأستاذ محمد قطب فى كتابه دراسات قرآنية ، وكالتفسير الموضوعى للدكتور الكومى ، والإسرائيليات والموضوعات للشيخ محمد أبى شهبة ، بالإضافة إلى الدراسات التى كتبها الدارسون والباحثون حول

١٣

القصص القرآنى ، والتفسير والمفسرون .. مثل : دراسات الأستاذة الدكتورة عائشة عبد الرحمن عن التفسير البيانى. ودراسات الدكتور شوقى ضيف عن سورة الرحمن وقصار السور ، ودراسات الدكتور محمد عبد الله دراز عن الدين ، كما انتفعنا بكتابات الأستاذ العقاد عن الله ، وعن إبراهيم أبى الأنبياء ، وعن مطلع النور. وانتفعنا كذلك بكتاب الأساطير العربية قبل الإسلام للدكتور محمد عبد المعين خان .. إلى غير ذلك من الكتب والمصادر التى أفادتنا إفادة كبيرة فى بحثنا ، مما هو مدرج فى هوامش البحث ، وفى الثبت الأخير منه.

وبعد ، فهذه محاولة لدراسة جانب من الجوانب الدينية ، تتصل بالقصص القرآنى وبالتفسير الموضوعى ولعلها تكون مفيدة ، فإذا كان فيها شىء من القصور أو النقص ، فلأن الكمال لله وحده .. وإنما حسبى أننى أخلصت النية ، وبذلت الجهد ، والله أسأل أن يوفقنا إلى ما فيه رضاه ، وأن يجعلنا من الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه. فهو حسبى وهو نعم الوكيل.

جدة فى ربيع الأوّل سنة ١٤٠٥ ه‍

الدكتور / أحمد جمال العمرى

١٤

تمهيد

فى التفسير ومناهجه

قرر العلماء أن دراسة القرآن الكريم وتفسيره ، أشرف عمل يتعاطاه الإنسان ، باعتبار أن هذه الدراسة موضوعها : كلام الله تعالى ، وغرضها : التوصل إلى ما أودعه رب العالمين ، فى قرآنه من معان وحكم .. وقد فسروا لفظ «الحكمة» الوارد فى القرآن ، بأنها «تفسير القرآن» (١).

أخرج ابن أبى حاتم ، وغيره ، عن ابن عباس ـ رضى الله عنهما ـ فى قوله تعالى :

(يُؤْتِي الْحِكْمَةَ مَنْ يَشاءُ وَمَنْ يُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْراً كَثِيراً)

[البقرة : ٢٦٩]

قال فى تفسير الحكمة : المعرفة بالقرآن ، ناسخه ومنسوخه ، ومحكمه ومتشابهه ، ومقدمه ومؤخره ، وحلاله وحرامه ، وأمثاله.

وأخرج أيضا عن أبى الدرداء فى قوله تعالى (يُؤْتِي الْحِكْمَةَ ..) الآية ، قال : قراءة القرآن والفكرة فيه.

* يقول الراغب الأصفهانى فى مقدمه تفسيره :

«أشرف صناعة يتعاطاها الإنسان تفسير القرآن وتأويله ، وذلك أن الصناعات الحقيقية إنما تشرف بأحد ثلاثة أشياء : إما بشرف موضوعها ،

__________________

(١) السيوطى : الإتقان فى علوم القرآن ج ٢ / ١٧٥

١٥

نحو أن يقال : الصياغة أشرف من الدباغة ، لأن موضوعها هو الذهب والفضة ، أشرف من جلد الميتة ، الذى هو موضوع الدباغة.

وإما بشرف صورها ، نحو أن يقال : طبع السيوف أشرف من طبع القيود.

وإما بشرف غرضها ، وكمالها ، كصناعة الطب ، التى غرضها إفادة الصحة ، فإذا ثبت ذلك .. فصناعة التفسير قد حصل لها الشرف من جهاتها الثلاثة ، وهو أن موضوع المفسّر : كلام الله تعالى ، الذى هو ينبوع كل حكمة ، ومعدن كل فضيلة ، وصورة فعله : إظهار خفيات كل ما أودعه منزّله من أسراره ، ليدبّروا آياته ، وليذكر أولوا الألباب ، وغرضه : التمسك بالعروة الوثقى ، التى لا انفصام لها ، والوصول إلى السعادة الحقيقية ، التى لا فناء لها ، ولهذا أعظم الله محلّه ، بقوله تعالى : (وَمَنْ يُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْراً كَثِيراً) قيل : هو تفسير القرآن (١)

ولقد وردت لفظة (تفسير) فى القرآن الكريم لتعطى معنى الكشف والإيضاح. قال تعالى : (وَلا يَأْتُونَكَ بِمَثَلٍ إِلَّا جِئْناكَ بِالْحَقِّ وَأَحْسَنَ تَفْسِيراً) [الفرقان : ٣٣]

وجاء فى القاموس : الفسر : الإبانة وكشف المغطى. (٢)

وفى لسان العرب : الفسر : البيان. فسّر الشىء يفسّره بالكسر ، ويفسره بالضم ، فسرا ، وفسّره : أبانه. والتفسير مثله. ثم قال : الفسر : كشف المغطى. والتفسير : كشف المراد عن اللفظ المشكل ، أى توضيحه (٣).

__________________

(١) مقدمة تفسير القرآن ص ٤٢٢ من كتاب تنزيه القرآن عن المطاعن ، للقاضى عبد الجبار.

(٢) القاموس المحيط ٢ / ١١٠

(٣) ابن منظور ٦ / ٣٦١

١٦

ويقول الأستاذ أمين الخولى ـ رحمه‌الله ـ تلتقى مادتا (ف س ر) ، (س ف ر) ، فى معنى الكشف المالى ، والفسر : الكشف المعنوى والباطن ، والتفعيل منه : التفسير : كشف المعنى وإبانته (١).

ويقول الراغب الأصفهانى : التفسير والفسر يتقارب معناهما لتقارب لفظيهما ، لكن جعل الفسر لإظهار المعنى المعقول ، وجعل السّفر لإبراز الأعيان للأبصار.

هذا عن معنى التفسير فى اللغة.

* أما التفسير ـ اصطلاحا ـ فقد اختلفت فى تحديده أساليب العلماء.

فمنهم من أطال فى تعريفه ـ كالسيوطى ـ فقال :

«هو علم نزول الآيات ، وشئونها وأقاصيصها ، والأسباب النازلة فيها ، ثم ترتيب مكيها ومدنيها ، وبيان محكمها ومتشابهها ، وناسخها ومنسوخها ، وخاصها وعامها ، ومطلقها ومقيدها ، ومجملها ومفسرها ، وحلالها وحرامها ، ووعدها ووعيدها. وأمرها ونهيها ، وعبرها وأمثالها ، ونحو ذلك (٢).

ومنهم من توسط ـ كأبى حيان ـ فقال : «هو علم يبحث فيه عن كيفية النطق بألفاظ القرآن ، ومدلولاتها ، وأحكامها الإفرادية والتركيبية ، ومعانيها التى تحمل عليها حالة التركيب. وتتمات لذلك (٣) ... ثم أخذ فى شرح تعريفه.

__________________

(١) مناهج تجديد فى النحو ص ٢٧١

(٢) الإتقان فى علوم القرآن ٢ / ٢٧٤

(٣) البحر المحيط : ج ١ المقدمة.

١٧

وهذا التعريف ـ فى رأيى ـ غير جلى ولا واضح ، وكذلك لم يصرح بالغرضين الأهمين ، اللذين نزل لهما القرآن ، وهما : كونه كتاب الهداية البينة ، التى هى أوضح الهدايات وأقومها ، والتى لو اتبعها البشر لحققت لهم السعادتين ، الدنيوية ، والأخروية. وكونه الكتاب السماوى المعجز ، فهو المعجزة العظمى ، والآية الكبرى ، الباقية على وجه الدهر ، لنبينا المصطفى ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم.

وقال الزركشى : التفسير علم يفهم به كتاب الله ، المنزّل على نبيّه محمد ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ وبيان معانيه ، واستخراج أحكامه ، واستمداد ذلك من علم اللغة والنحو ، والتصريف ، وعلم البيان ، وأصول الفقه ، والقراءات ، ويحتاج لمعرفة أسباب النزول ، والناسخ والمنسوخ (١).

ومن العلماء من أوجز فى التعريف ، فقال : هو علم يبحث فيه أحوال القرآن الكريم ، من حيث دلالته على مراد الله تعالى ، بقدر الطاقة البشرية (٢).

والمراد بأحوال القرآن الكريم ، من حيث كونه كتاب الهداية الأقوم ، وكتاب العربية الأكبر ، والمعجزة الخالدة للنبى ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم.

هكذا فهم العلماء الأقدمون مضمون علم التفسير وعرّفوه .. وتاريخ تفسير القرآن الكريم زاخر بمئات الدراسات التى قام بها هؤلاء العلماء الدارسون ، فى عصور متتابعة. حول تفسير آياته ، والكشف عما فيها من أسرار البيان التعبيرى ، من إعجاز ، وما فيها من أحكام ومعان ، ومبادىء فى العقيدة والتشريع ، والحكمة والاجتماع ، وغيرها مما لا ينتهى القول فيه.

__________________

(١) البرهان فى علوم القرآن ج ١ / ١٣ بحث التفسير.

(٢) منهج الفرقان فى علوم القرآن ج ٢ ص ٦.

١٨

وإن السبب الأول فى اهتمام العلماء الأول ، بتفسير كل كلمة فى القرآن ، إنما يرجع إلى أنه هو نفسه الذى بين أيدينا. والذى ظل منذ أوحى به ، دون تحريف أو تبديل ، هو كلام الله ، وكلمته الأخيرة. الموحى بها إلى البشرية ، ولا شك أن كلام الله لا بد أن يحتوى من الحكم والأسرار ، ما لا يمكن أن يشابهه فيه كلام البشر.

هكذا آمن المسلمون على مر عصورهم ، وعن هذا الإيمان انبعثت جهودهم فى تفسيره ، محاولة للكشف عن أسراره.

رأى العلماء الأول أن تفسير القرآن معناه ـ معرفة كل شىء ، لأنه يحتوى كل شىء.

قال ابن أبى الفضل المرسى : «جمع القرآن علوم الأولين والآخرين ، حتى قال بعض السلف : «لو ضاع لى عقال بعير لوجدته فى كتاب الله تعالى»

وقال أبو بكر ابن العربى : «علوم القرآن خمسون علما ، وأربعمائة علم ، وسبعة آلاف علم. وسبعون ألف علم ، على عدد كلم القرآن ، مضروبة فى أربعة ، إذ لكل ظهر وبطن ، وحدّ ومطلع.

ومن المعروف ، أن كل الطوائف والفرق ، والاتجاهات المنتسبة إلى الإسلام ، اتخذت من تفسير آيات القرآن الكريم ـ أو بعضها ـ وسيلة أساسية ، لتأييد ما تقول به من آراء ، ومعتقدات ، وأحكام .. من هنا ـ فإن التصدى لتفسير القرآن ، كان مجالا رئيسيا ، التقت عليه كل الطوائف والاتجاهات ، والنزعات الإسلامية أو المنتسبة إلى الإسلام ...

ذلك أن المبدأ ، أو الحكم ، أو الرأى الذى تؤيده آيات القرآن ، يحظى على الفور بصفته استحقاق القبول من جماهير المسلمين .. كما أن الرأى الذى

١٩

تعارضه آيات القرآن ، مكانه الرفض المطلق منهم. أما الرأى الذى يعجز أصحابه عن تأييده بآية من آيات القرآن ، فإن عجزهم دلالة أكيده على بعد هذا الرأى عن روح الإسلام ومقرراته. ومن ثمّ فإن كل الاتجاهات التى تبحث عن شاهد حاسم ، وتأييد يقينى ، قد سارعت إلى القرآن وآياته ، تبحث فيها عما يؤيد ما تقول به.

ولما كان القرآن كتابا جامعا ، فيه العقيدة ، والتشريع ، والهداية ، والاعتبار ، والحجج ، والقصص ، والتاريخ ، وآيات الإعجاز العلمى فى الطبيعة.

ولما كان إلى جانب ذلك كتابا عربيا ، لم يقاربه كتاب آخر ، أو كلام فى إعجازه التعبيرى البلاغى واللغوى ، فإننا لا نعجب حين تطالعنا فى مكتبة القرآن الكريم ، تفاسير جمة :

(أ) ـ تفاسير اتجه أصحابها إلى الأحكام الفقهية ، مثل :

أحكام القرآن لأبى بكر الجصّاص (ت ٣٧٠ ه‍)

وأحكام القرآن لأبى بكر ابن العربى (ت ٥٤٣ ه‍)

والجامع لأحكام القرآن للقرطبى (ت ٦٧١ ه‍)

(ب) ـ وتفاسير اتجه أصحابها إلى الروايات المأثورة فى التفسير ، مثل :

جامع البيان للطبرى (ت ٣١٠ ه‍)

(ج) ـ وتفاسير اتجه أصحابها إلى الرأى والاجتهاد ، مثل :

مفاتيح الغيب لفخر الدين الرازى (ت ٦٠٦ ه‍)

(د) ـ وتفاسير اتجه أصحابها إلى وجهة سنّية ، مثل :

تفسير القرآن العظيم لابن كثير (٧٤٦ ه‍)

(ه) ـ وتفاسير اتجه أصحابها إلى وجهة شيعية ، مثل :

مجمع البيان لعلوم القرآن للطبرسى (ت ٣٥٨ ه‍)

٢٠