إرشاد المبتدي وتذكرة المنتهي في القراءات العشر

أبي العزّ محمّد بن الحسين بن بندار الواسطي القلانسي

إرشاد المبتدي وتذكرة المنتهي في القراءات العشر

المؤلف:

أبي العزّ محمّد بن الحسين بن بندار الواسطي القلانسي


المحقق: الدكتور عثمان محمود غزال
الموضوع : القرآن وعلومه
الناشر: دار الكتب العلميّة
الطبعة: ١
ISBN: 2-7451-5299-8
الصفحات: ٣٨٤

الإمام الثالث : أبو عمرو بن العلاء البصري (ت : ١٥٤ ه‍):

هو : زبان بن العلاء بن عمار بن العريان المازني التميمي ، البصري ، وقيل : اسمه كنيته ، وكان إمام البصرة ، ومقرئها.

قال عنه ابن الجزري (ت : ٨٣٣ ه‍) : كان أبو عمرو بن العلاء أعلم الناس بالعربية ، والقرآن ، مع الصدق ، والثقة ، والأمانة ، والدين.

وقال وكيع : قدم أبو عمرو بن العلاء الكوفة فاجتمعوا إليه كما اجتمعوا على هشام بن عروة ا ه.

وقال أبو عبيدة معمر بن المثنى (ت : ٢١٠ ه‍) : كان أبو عمرو أعلم الناس بالقراءات ، والعربية ، وأيام الناس والشعر ، وأيام العرب. ا ه (١).

وقال ابن معين : أبو عمرو بن العلاء ثقة ا ه (٢).

ولد أبو عمرو بن العلاء بمكة المكرمة سنة ٦٨ ، وقيل سنة ٦٥ ه‍ ، وتوفي بالكوفة سنة ١٥٤ ه‍ أربع وخمسين ومائة من الهجرة (٣).

الإمام الرابع : ابن عامر الشامي (ت ١١٨ ه‍)

هو : عبد الله بن عامر الشامي اليحصبي ، وهو من التابعين ، قال ابن عامر عن نفسه : ولدت سنة ثمان من الهجرة ، بضيعة يقال لها رحاب ، وقبض رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ولي سنتان ا ه (٤).

قال ابن الجزري : (ت : ٨٣٣ ه‍) : كان ابن عامر إماما كبيرا ، وتابعا جليلا ، وعالما شهيرا ، أمّ المسلمين بالجامع الأموي سنين كثيرة في أيام عمر بن عبد العزيز ـ رضي الله عنه ـ فكان يأتم به وهو أمير المؤمنين ، وجمع له بين الإمامة ، والقضاء ، ومشيخة الإقراء بدمشق ، وقد أجمع الناس على قراءته ، وعلى تلقيها بالقبول (٥).

وقال عنه أحمد بن عبد الله العجلي : ابن عامر الشامي ثقة (٦).

__________________

(١) انظر : معرفة القراء الكبار للذهبي (١ / ٨٥) ، ط. القاهرة.

(٢) انظر : معرفة القراء الكبار للذهبي (١ / ٨٦).

(٣) انظر : المهذب في القراءات العشر للدكتور / محمد سالم محيسن (١ / ٧) ، ط. القاهرة.

(٤) انظر : النشر في القراءات العشر بتحقيق الدكتور / محمد سالم محيسن (١ / ٧).

(٥) انظر : النشر في القراءات العشر بتحقيق الدكتور / محمد سالم محيسن (١ / ١٤٤) ، ط. القاهرة.

(٦) انظر : معرفة القراء الكبار للذهبي (١ / ٦٩) ، ط. القاهرة.

٢١

توفي ابن عامر بدمشق سنة ١١٨ ه‍ ثماني عشرة ومائة هجرية ـ رحمه‌الله تعالى ـ.

الإمام الخامس : عاصم الكوفي (ت : ١٢٧ ه‍)

هو : عاصم بن بهدلة بن أبي النجود الأسدي ، ويكنى أبا بكر وهو من علماء التابعين. قال عنه ابن الجزري (ت : ٨٣٣ ه‍) : كان عاصم هو الإمام الذي انتهت إليه رئاسة الإقراء بالكوفة بعد أبي عبد الرحمن السلمي (ت : ٧٣ ه‍) ثم قال : وقد رحل الناس إليه للقراءة ، وكان قد جمع بين الفصاحة والإتقان ، والتحرير ، والتجويد ، وكان أحسن الناس صوتا بالقرآن. ا ه (١).

وقال أبو بكر بن عياش : لا أحصي ما سمعت أبا إسحاق السبيعي يقول : ما رأيت أحدا أقرأ للقرآن من عاصم. ا ه (٢).

وقال عبد الله بن أحمد بن حنبل : سألت أبي عن عاصم فقال : رجل صالح ثقة ا ه (٣).

وقال ابن عياش : دخلت على عاصم وقد احتضر فجعل يردد هذه الآية يحققها كأنه في الصلاة (ثُمَّ رُدُّوا إِلَى اللهِ مَوْلاهُمُ الْحَقِ) [الأنعام : ٦٢] ا ه (٤).

توفي الإمام عاصم بالكوفة سنة ١٢٧ ه‍ سبع وعشرين ومائة هجرية ـ رحمه‌الله ـ.

الإمام السادس : حمزة الكوفي (ت ١٥٦ ه‍)

هو : حمزة بن حبيب بن عمارة الزيات ، ويكنى أبا عمارة.

قال عنه ابن الجزري (ت : ٨٣٣ ه‍) كان حمزة إمام الناس في القراءة بالكوفة بعد عاصم والأعمش وكان ثقة ، كبيرا ، حجة ، رضيّا ، قيّما بكتاب الله ، مجودا عارفا بالفرائض والعربية ، حافظا للحديث ، ورعا ، عابدا ، خاشعا ، ناسكا ، زاهدا ، قانتا لله ـ تعالى ـ لم يكن له نظير.

ثم قال ابن الجزري : وكان حمزة يجلب الزيت من العراق إلى حلوان ، ويجلب الجبن والجوز من العراق إلى الكوفة. ا ه (٥).

__________________

(١) انظر : النشر في القراءات العشر (١ / ١٥٥) ، ط. القاهرة.

(٢) انظر : النشر في القراءات العشر (١ / ١٥٥) ، ط. القاهرة.

(٣) انظر : النشر في القراءات العشر (١ / ١٥٥) ، ط. القاهرة.

(٤) انظر : النشر في القراءات العشر (١ / ١٥٥) ، ط. القاهرة.

(٥) انظر : النشر في القراءات العشر لابن الجزري (١ / ١٦٦) ، ط. القاهرة.

٢٢

وقال لحمزة الإمام أبو حنيفة ـ رحمه‌الله تعالى ـ شيئان غلبتنا عليهما ، لسنا ننازعك عليهما : القرآن ، والفرائض ا ه (١).

وقال حمزة عن نفسه : ما قرأت حرفا من كتاب الله ـ تعالى ـ إلا بأثر ا ه (٢).

ولد حمزة سنة (٨٠ ه‍) ثمانين ، وتوفي في خلافة أبي جعفر المنصور (ت ١٥٦ ه‍) سنة ست وخمسين ومائة ـ رحمه‌الله تعالى ـ.

الإمام السابع : الكسائي الكوفي (ت : ١٨٩ ه‍):

هو : علي بن حمزة النحوي ، ويكنى أبا الحسن ، وقيل له الكسائي من أجل أنه أحرم في كساء.

قال عنه ابن الجزري (ت : ٨٣٣ ه‍) : كان الكسائي إمام الناس في القراءة في زمانه ، وأعلمهم بالقراءة. ا ه (٣).

وقال أبو بكر بن الأنباري (ت : ٣٢٨ ه‍) : اجتمعت في الكسائي أمور : كان أعلم الناس بالنحو ، وواحدهم في الغريب ، وكان أوحد الناس في القرآن ، فكانوا يكثرون عليه فيجمعهم ويجلس على كرسي ويتلو القرآن من أوله إلى آخره ، وهم يسمعون ويضبطون عنه حتى المقاطع والمبادئ. ا ه (٤).

وقال الذهبي : (ت : ٧٢٨ ه‍) : انتهت إلى الكسائي الإمامة في القراءة بعد وفاة شيخه حمزة وكذا في العربية ا ه (٥).

توفي الكسائي ببلدة يقال لها رنبوية بالري سنة ١٨٩ ه‍ تسع وثمانين ومائة.

ولما توفي كل من الكسائي ومحمد بن الحسن صاحب أبي حنيفة قال هارون الرشيد : دفنا النحو والفقه معا بالري (٦).

الإمام الثامن : أبو جعفر المدني (ت : ١٢٨ ه‍)

هو : يزيد بن القعقاع المخزومي المدني. قال عنه ابن الجزري (ت : ٨٣٣ ه‍) : كان

__________________

(١) انظر : النشر في القراءات العشر لابن الجزري (١ / ١٦٦) ، ط. القاهرة.

(٢) انظر : معرفة القراء الكبار للذهبي (١ / ٩٥).

(٣) انظر : النشر في القراءات العشر (١ / ١٧٢) ، ط. القاهرة.

(٤) انظر : معرفة القراء الكبار (١ / ١٠٢) ، ط. القاهرة.

(٥) انظر : معرفة القراء الكبار (١ / ١٠١) ، ط. القاهرة.

(٦) انظر : معرفة القراء الكبار (١ / ١٠٧) ، ط. القاهرة.

٢٣

أبو جعفر تابعيّا كبير القدر ، انتهت إليه رئاسة القراءة بالمدينة. ا ه (١).

وقال يحيى بن معين : كان أبو جعفر إمام أهل المدينة. وكان ثقة ا ه (٢).

الإمام التاسع : يعقوب الحضرمي (ت : ٢٠٥ ه‍).

هو : أبو محمد يعقوب بن إسحاق بن زيد الحضرمي.

قال عنه ابن الجزري (ت : ٨٣٣ ه‍) : كان يعقوب إماما كبيرا ، ثقة ، عالما ، صالحا ، دينا ، انتهت إليه رئاسة القراءة بعد أبي عمرو بن العلاء وكان إمام جامع البصرة سنين عدة ا ه (٣).

وقال أبو حاتم السجستاني : يعقوب أعلم من رأيت بالحروف ، والاختلاف في القراءات ، وعللها ، ومذاهب النحو ، وأروى الناس لحروف القرآن ، وحديث الفقهاء. ا ه.

وقال أحمد بن حنبل (ت : ٢٤١ ه‍) : يعقوب صدوق (٤).

وقال علي بن جعفر السعدي : كان يعقوب أقرأ أهل زمانه ، وكان لا يلحن في كلامه (٥).

توفي يعقوب في ذي الحجة سنة ٢٠٥ ه‍ خمس ومائتين من الهجرة ـ رحمه‌الله تعالى ـ (٦).

الإمام العاشر : خلف البزار (ت ٢٢٩ ه‍):

هو : أبو محمد خلف بن هشام البزار البغدادي ، ولد سنة ١٥٠ ه‍ خمسين ومائة ، وحفظ القرآن وهو ابن عشر سنين ، وابتدأ في طلب العلم وهو ابن ثلاث عشرة سنة ، وكان إماما كبيرا ، عالما ، ثقة ، زاهدا ، عابدا (٧).

قال ابن الجزري (ت : ٨٣٣ ه‍) : قال أبو بكر بن أشتة : إن خلف البزار خالف شيخه حمزة ـ يعني في اختياره ـ في مائة وعشرين حرفا. ا ه.

__________________

(١) انظر : النشر في القراءات العشر (١ / ١٧٨) ، ط. القاهرة.

(٢) انظر : النشر في القراءات العشر (١ / ١٧٨) ، ط. القاهرة.

(٣) انظر : النشر في القراءات العشر (١ / ١٧٨) ، ط. القاهرة.

(٤) انظر : معرفة القراء الكبار (١ / ١٣٠) ، ط. القاهرة.

(٥) انظر : معرفة القراء الكبار (١ / ١٣١) ، ط. القاهرة.

(٦) انظر : النشر في القراءات العشر (١ / ١٨٦) ، ط. القاهرة.

(٧) انظر : النشر في القراءات العشر (١ / ١٩١) ، ط. القاهرة.

٢٤

ثم قال ابن الجزري : لقد تتبعت اختيار خلف فلم أره يخرج عن قراءة الكوفيين في حرف واحد ، ولا عن حمزة ، والكسائي ، وأبي بكر شعبة إلا في حرف واحد ، وهو قوله ـ تعالى ـ (وَحَرامٌ عَلى قَرْيَةٍ أَهْلَكْناها أَنَّهُمْ لا يَرْجِعُونَ) [الأنبياء : ٩٥]. قرأها حفص ، والجماعة «وحرام» بالألف (١).

توفي خلف في جمادى الآخرة سنة تسع وعشرين ومائتين ـ رحمه‌الله تعالى ـ.

تاريخ الرواة العشرين :

راويا الإمام الأول نافع : قالون ، وورش :

فأما قالون (ت : ٢٢٠ ه‍) فهو : عيسى بن مينا المدني معلم العربية ، ويكنى أبا موسى ، وقالون لقب له ، يروى أن نافعا لقبه به لجودة قراءته ، لأن قالون بلسان الروم : جيد. وكان قالون قارئ المدينة ، ونحويها ، وكان أصم لا يسمع البوق فإذا قرئ عليه القرآن يسمعه.

قال قالون عن نفسه : قرأت على نافع قراءته غير مرة ، وكتبتها عنه ، توفي قالون سنة عشرين ومائتين ، ـ رحمه‌الله تعالى ـ (٢).

وأما ورش (ت : ١٩٧ ه‍) الراوي الثاني عن نافع : فهو : عثمان بن سعيد المصري ، ويكنى أبا سعيد ، وورش لقب له ، ونافع هو الذي لقبه به لشدة بياضه.

قال ابن الجزري (ت : ٨٣٣ ه‍) : رحل ورش من مصر إلى المدينة المنورة ليقرأ على نافع فقرأ عليه أربع ختمات في سنة ١٥٥ ه‍ خمس وخمسين ومائة ، ورجع إلى مصر فانتهت إليه رئاسة الإقراء بها ، فلم ينازعه فيها منازع ، مع براعته في العربية ، ومعرفته بالتجويد ، وكان حسن الصوت. ا ه (٣).

وقال الذهبي (ت : ٧٢٨ ه‍) كان ورش أشقر ، سمينا ، مربوعا ، يلبس مع ذلك ثيابا متواضعة ، وإليه انتهت رئاسة الإقراء بالديار المصرية في زمانه. ا ه (٤).

توفي ورش سنة سبع وتسعين ومائة من الهجرة ـ رحمه‌الله تعالى ـ.

__________________

(١) في كلمة ((وحرام)) قراءتان صحيحتان : الأولى قراءة كل من شعبة ، وحمزة ، والكسائي ((وحرم)) بكسر الحاء ، وسكون الراء ، وحذف الألف. والثانية : قراءة باقي القراء العشرة ((وحرام)) بفتح الحاء ، والراء ، وألف بعد الراء ، انظر : المهذب في القراءات العشر (٢ / ١٦٤).

(٢) انظر : النشر في القراءات العشر لابن الجزري (١ / ١١٣) ، ط. القاهرة.

(٣) انظر : النشر في القراءات العشر لابن الجزري (١ / ١١٣) ، ط. القاهرة.

(٤) انظر : معرفة القراء الكبار للذهبي (١ / ١١٦) ، ط. القاهرة.

٢٥

راويا الإمام الثاني ابن كثير : البزي وقنبل :

فأما البزي (ت : ٢٥٠ ه‍) فهو : أحمد بن محمد بن عبد الله بن أبي بزة (١) المؤذن المكي ، ويكنى أبا الحسن.

قال عنه ابن الجزري (ت : ٨٣٣ ه‍) : كان البزي إماما في القراءة ، محققا ، ضابطا ، متقنا لها ، ثقة فيها ، انتهت إليه مشيخة الإقراء بمكة ، وكان مؤذن المسجد الحرام. ا ه (٢).

وقال أبو عمرو الداني (ت : ٤٤٤ ه‍) : حدثنا فارس بن أحمد ، عن أحمد بن محمد بن أبي بزة قال : قرأت على عكرمة بن سليمان (ت : ١٩٨) ه فلما بلغت (وَالضُّحى) قال : كبر ، قرأنا على عبد الله بن كثير فقال لنا كبر ، فإني قرأت على مجاهد فقال لي : كبر ، قرأت على ابن عباس فقال لي : كبر ، قرأت على أبيّ بن كعب فقال لي : كبر ، قرأت على النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم فقال لي : «كبر» ا ه (٣).

ولد البزي سنة ١٧٠ ه‍ سبعين ومائة ، وتوفي سنة ٢٥٠ ه‍ خمسين ومائتين هجرية ـ رحمه‌الله تعالى ـ.

وأما قنبل (ت ٢٩١ ه‍) الراوي الثاني عن ابن كثير : فهو : محمد بن عبد الرحمن بن محمد بن خالد بن سعيد المكي المخزومي بالولاء ، ويكنى أبا عمرو ، ويلقب بقنبل ، وذلك لأنه من قوم يقال لهم القنابلة.

وقيل : إنه كان يستعمل دواء يسقي البقر يسمى قنبلا ، فلما أكثر من استعماله عرف به (٤).

قال عنه ابن الجزري (ت : ٨٣٣ ه‍) : كان قنبل إماما في القراءة ، متقنا ، ضابطا ، انتهت إليه مشيخة الإقراء بالحجاز ، ورحل إليه الناس من الأقطار (٥).

ولد قنبل سنة ١٩٥ ه‍ خمس وتسعين ومائة ، وتوفي بمكة سنة ٢٩١ ه‍ إحدى وتسعين ومائتين ـ رحمه‌الله تعالى ـ.

__________________

(١) قال البخاري : اسم أبي بزة : بشار مولى عبد الله بن السائب المخزومي ، وأبو بزة فارسي. وقيل همذاني أسلم على يد السائب بن صفي المخزومي. انظر : معرفة القراء الكبار للذهبي (١ / ١٤٣) ، ط. القاهرة.

(٢) انظر : النشر في القراءات العشر (١ / ١٢١) ، ط. القاهرة.

(٣) رواه الحاكم في المستدرك (٣ / ٣٠٤). انظر : معرفة القراء الكبار (١ / ١٤٥) ، ط. القاهرة.

(٤) انظر : معرفة القراء الكبار (١ / ٤٤) ، ط. القاهرة.

(٥) انظر : النشر في القراءات العشر (١ / ١٢١) ، ط. القاهرة.

٢٦

راويا الإمام الثالث أبي عمرو بن العلاء : الدوري ، والسوسي.

فالدوري (ت ٢٤٦ ه‍) هو : أبو عمر حفص بن عمر بن عبد العزيز الدوري النحوي ، البغدادي ، الضرير ، والدور : محلة معروفة بالجانب الشرقي من بغداد (١).

قال ابن الجزري : (ت ٨٣٣ ه‍) : كان الدوري إمام القراءة في عصره ، وشيخ الإقراء في وقته ، ثقة ، ثبتا ، ضابطا ، كبيرا ، وهو أول من جمع القراءات ، ولقد روينا القراءات العشر عن طريقه ا ه (٢).

وقال أبو علي الأهوازي (ت : ٤٤٦) : رحل الدوري في طلب القراءات ، وقرأ بسائر الحروف السبعة ، وجمع من ذلك شيئا كثيرا ، وهو ثقة في جميع ما يرويه ، وعاش دهرا ، وذهب بصره في آخره عمره ، وكان ذا دين وخير (٣).

توفي الدوري سنة ٢٤٦ ه‍ ست وأربعين ومائتين هجرية ـ رحمه‌الله تعالى ـ.

وأما السوسي (ت ٢٦١ ه‍) الراوي الثاني عن أبي عمرو : فهو : شعيب بن صالح بن زياد بن عبد الله.

قال ابن الجزري : (ت : ٨٣٣ ه‍) : كان السوسي مقرئا ، ضابطا ، محررا ، ثقة (٤).

وقال أبو حاتم : كان السوسي صدوقا (٥).

توفي السوسي سنة ٢٦١ ه‍ إحدى وستين ومائتين هجرية ، وقد قارب التسعين ـ رحمه‌الله تعالى ـ (٦).

راويا الإمام الرابع ابن عامر : هشام ، وابن ذكوان :

فهشام : (ت : ٢٤٥ ه‍) هو : هشام بن عمار بن نصير القاضي الدمشقي ، ويكنى أبا عمرو.

قال ابن الجزري (ت : ٨٣٣ ه‍) : كان هشام عالم أهل دمشق ، وخطيبهم ، ومقرئهم ، ومحدثهم ، ومفتيهم ، مع الثقة والضبط والعدالة ا ه (٧).

__________________

(١) انظر : معرفة القراء الكبار (١ / ١٥٩) ، ط. القاهرة.

(٢) انظر : النشر في القراءات العشر (١ / ١٣٤) ، ط. القاهرة.

(٣) انظر : معرفة القراء الكبار (١ / ١٥٨) ، ط. القاهرة.

(٤) انظر : النشر في القراءات العشر (١ / ١٣٤) ، ط. القاهرة.

(٥) انظر : معرفة القراء الكبار (١ / ١٦٠) ، ط. القاهرة.

(٦) انظر : النشر في القراءات العشر (١ / ١٣٤) ، ط. القاهرة.

(٧) انظر : النشر في القراءات العشر (١ / ١٤٢) ، ط. القاهرة.

٢٧

وقال الدار قطني : هو صدوق كبير المحل (١).

توفي هشام آخر المحرم سنة ٢٤٥ ه‍ خمس وأربعين ومائتين ـ رحمه‌الله تعالى ـ (٢).

وأما ابن ذكوان (ت ٢٤٢ ه‍) الراوي الثاني عن ابن عامر : فهو : عبد الله بن أحمد بن بشير بن ذكوان ، القرشي الدمشقي ، ويكنى أبا عمرو.

قال ابن الجزري (ت : ٨٣٣ ه‍) : كان ابن ذكوان شيخ الإقراء بالشام ، وإمام الجامع الأموي ، إليه انتهت مشيخة الإقراء بعد أيوب بن تميم. ا ه (٣).

وقال أبو زرعة الدمشقي : لم يكن بالعراق ، ولا بالحجاز ، ولا بالشام ، ولا بمصر ، ولا بخراسان في زمان ابن ذكوان أقرأ عندي منه. ا ه (٤).

ولد ابن ذكوان سنة ١٧٣ ه‍ ثلاث وسبعين ومائة ، وتوفي بدمشق سنة ٢٤٢ ه‍.

اثنتين وأربعين ومائتين ـ رحمه‌الله تعالى (٥).

راويا الإمام الخامس عاصم : شعبة ، وحفص :

فشعبة (ت : ١٩٣ ه‍) : هو : أبو بكر شعبة بن عياش بن سالم الكوفي (٦).

قال ابن الجزري (ت : ٨٣٣ ه‍) : كان شعبة إماما كبيرا عالما ، عاملا ، حجة من كبار أئمة السنة ، ولما حضرته الوفاة بكت أخته فقال لها : ما يبكيك؟ انظري إلى تلك الزاوية فقد ختمت فيها ثمانية عشر ألف ختمة (٧).

ولد شعبة سنة ٩٥ ه‍ خمس وتسعين ، وتوفي في جمادى الأولى سنة ١٩٣ ه‍ ثلاث وتسعين ومائة ـ رحمه‌الله تعالى ـ (٨).

وأما حفص (ت : ١٨٠ ه‍) الراوي الثاني عن عاصم : فهو : أبو عمر حفص بن سليمان بن المغيرة الأسدي الكوفي.

قال ابن الجزري : (ت : ٨٣٣ ه‍) : كان حفص أعلم أصحاب عاصم بقراءة عاصم ،

__________________

(١) انظر : معرفة القراء الكبار (١ / ١٦١) ، ط. القاهرة.

(٢) انظر : النشر في القراءات العشر (١ / ١٦١) ، ط. القاهرة.

(٣) انظر : النشر في القراءات العشر (١ / ١٤٥) ، ط. القاهرة.

(٤) انظر : معرفة القراء الكبار (١ / ١٦٤) ، ط. القاهرة.

(٥) انظر : المهذب في القراءات العشر (١ / ١٠) ، ط. القاهرة.

(٦) انظر : سراج القارئ لابن القاصح ص : ١١ ، ط. القاهرة.

(٧) انظر : النشر في القراءات العشر (١ / ١٥٦) ، ط. القاهرة.

(٨) انظر : الإرشادات الجلية في القراءات السبع ص ٩ ، ط. القاهرة.

٢٨

وكان ربيب عاصم ـ ابن زوجته ـ ا ه (١).

وقال ابن المنادي : كان الأولون يعدونه في الحفظ فوق ابن عياش ويصفونه بضبط الحروف التي قرأها على عاصم وأقرأ الناس دهرا طويلا. ا ه (٢).

وقال الحافظ الذهبي (ت : ٧٢٨ ه‍) : كان حفص في القراءة ثبتا ، ضابطا ، وكانت القراءة التي أخذها عن عاصم ترتفع إلى علي بن أبي طالب ـ رضي الله عنه ا ه (٣).

ولد حفص سنة ٩٠ ه‍ تسعين ، وتوفي سنة ١٨٠ ه‍ ثمانين ومائة هجرية ـ رحمه‌الله تعالى ـ.

راويا الإمام السادس حمزة : خلف ، وخلاد :

فخلف (ت : ٢٢٩ ه‍) : هو : خلف بن هشام البزار ، ويكنى أبا محمد.

قال الحسين بن نهم : ما رأيت أنبل من خلف بن هشام ، كان يبدأ بأهل القرآن ثم يأذن للمحدثين ، وكان يقرأ علينا من حديث أبي عوانة خمسين حديثا ، وثقه ابن معين والنسائي.

وقال الدار قطني : كان خلف عابدا ، فاضلا.

ولد خلف سنة ١٥٠ ه‍ خمسين ومائة ، وتوفي في جمادى الآخرة سنة ٢٢٩ ه‍ تسع وعشرين ومائتين ، ـ رحمه‌الله تعالى ـ (٤).

وأما خلاد (ت : ٢٢٠ ه‍) الراوي الثاني عن حمزة : فهو : خلاد بن خالد ، ويقال ابن خليد الصيرفي.

قال ابن الجزري (ت : ٨٣٣ ه‍) : كان خلاد إماما في القراءة ، ثقة ، عارفا ، محققا ، مجودا ، أستاذا ، ضابطا ، متقنا ا ه (٥).

توفي خلاد بالكوفة سنة ٢٢٠ ه‍ عشرين ومائتين هجرية ـ رحمه‌الله تعالى ـ.

راويا الإمام السابع الكسائي : أبو الحارث ، وحفص الدوري :

فأبو الحارث (ت : ٢٤٠ ه‍) : هو : الليث بن خالد البغدادي.

__________________

(١) انظر : النشر في القراءات العشر (١ / ١٦٤) ، ط. القاهرة.

(٢) انظر : معرفة القراء الكبار (١ / ١١٧) ، ط. القاهرة.

(٣) انظر : معرفة القراء الكبار (١ / ١١٧) ، ط. القاهرة.

(٤) انظر : معرفة القراء الكبار (١ / ١٧٢) ، ط. القاهرة.

(٥) انظر : النشر في القراءات العشر (١ / ١٦٦) ، ط. القاهرة.

٢٩

قال ابن الجزري (ت ٨٣٣ ه‍) : كان أبو الحارث ثقة ، قيما بالقراءة ، ضابطا لها محققا (١).

توفي أبو الحارث سنة ٢٤٠ ه‍ أربعين ومائتين هجرية ، ـ رحمه‌الله تعالى ـ.

وأما حفص الدوري (ت : ٢٤٦ ه‍) الراوي الثاني عن الكسائي : فهو أبو عمر حفص بن عمر بن عبد العزيز الدوري ، وهو أحد رواة الإمام الثالث أبي عمرو بن العلاء البصري وقد تقدمت ترجمته ضمن راويي أبي عمرو بن العلاء.

راويا الإمام الثامن أبي جعفر : ابن وردان ، وابن جماز :

فابن وردان (ت : ١٦٠ ه‍).

هو : أبو الحارث عيسى بن وردان المدني.

قال ابن الجزري (ت : ٨٣٣ ه‍) : كان ابن وردان مقرئا رأسا في القرآن ، ضابطا محققا من قدماء أصحاب نافع ومن أصحابه في القراءة على أبي جعفر. ا ه (٢).

توفي ابن وردان سنة ١٦٠ ه‍ ستين ومائة من الهجرة ـ رحمه‌الله تعالى ـ.

أما ابن جماز الراوي الثاني عن أبي جعفر (ت : ١٧٠ ه‍) فهو : أبو الربيع سليمان بن مسلم بن جماز المدني.

قال ابن الجزري (ت : ٨٣٣ ه‍) كان ابن جماز مقرئا ، جليلا ، ضابطا ، نبيلا ، مقصودا في قراءة أبي جعفر. ا ه (٣).

توفي ابن جماز سنة ١٧٠ ه‍ سبعين ومائة من الهجرة ـ رحمه‌الله تعالى ـ.

راويا الإمام التاسع يعقوب : رويس ، وروح :

فرويس (ت : ٢٣٨ ه‍) : هو أبو عبد الله محمد بن المتوكل اللؤلؤي البصري ، ورويس لقب له.

قال ابن الجزري : (ت : ٨٣٣ ه‍) كان رويس إماما في القراءة قيما بها ، ماهرا ، ضابطا ، مشهورا ، حاذقا. ا ه (٤).

توفي بالبصرة سنة ٢٣٨ ه‍ ثمان وثلاثين ومائتين من الهجرة ـ رحمه‌الله تعالى ـ.

__________________

(١) انظر : النشر في القراءات العشر (١ / ١٧١) ، ط. القاهرة.

(٢) انظر : النشر في القراءات العشر (١ / ١٧٩) ، ط. القاهرة.

(٣) انظر : النشر في القراءات العشر (١ / ١٧٩) ، ط. القاهرة.

(٤) انظر : النشر في القراءات العشر (١ / ١٨٦) ، ط. القاهرة.

٣٠

وأما روح الراوي الثاني عن يعقوب (ت : ٢٣٤ ه‍) : فهو : أبو الحسن روح بن عبد المؤمن البصري ، النحوي.

قال ابن الجزري : كان روح مقرئا جليلا ، ثقة ، ضابطا مشهورا ، من أجلّ أصحاب يعقوب وأوثقهم ا ه (١).

توفي روح سنة ٢٣٤ ه‍ أربع وثلاثين ومائتين من الهجرة ـ رحمه‌الله تعالى ـ.

راويا الإمام العاشر خلف البزار : إسحاق ، وإدريس :

فإسحاق (ت : ٢٨٦ ه‍) : هو : أبو يعقوب إسحاق بن إبراهيم بن عثمان الوراق المروزي.

قال ابن الجزري (ت : ٨٣٣ ه‍) : كان إسحاق ثقة ، قيما بالقراءة ، ضابطا لها ، متفردا برواية اختيار خلف لا يعرف غيره. ا ه (٢).

توفي إسحاق سنة ٢٨٦ ه‍ ست وثمانين ومائتين من الهجرة ـ رحمه‌الله تعالى ـ.

وإما إدريس الراوي الثاني عن خلف البزار (ت ٢٩٢ ه‍) فهو : أبو الحسن إدريس بن عبد الكريم البغدادي الحداد.

قال ابن الجزري : كان إدريس إماما ، ضابطا ، متقنا ، ثقة ، وقد سئل عنه الدار قطني فقال : ثقة ، وفوق الثقة بدرجة ا ه (٣).

توفي إدريس سنة ٢٩٢ ه‍ اثنتين وتسعين ومائتين من الهجرة ـ رحمه‌الله تعالى ـ.

وقد نظم الإمام ابن الجزري الأئمة العشرة ، ورواتهم العشرين في متن الطيبة في القراءات العشر في الأبيات (٢١ : ٣٣).

انتهى ما ذكرناه عن حياة المؤلف ومكانته وشيوخه وتلاميذه في الحديث والقراءة وكذلك نبذة عن علم القراءات وسوف نوضح فيما يلي : كتابنا المذكور «إرشاد المبتدي وتذكرة المنتهي في القراءات العشر» للإمام الحافظ مقرئ العراق أبي العز محمد بن الحسين بن بندار الواسطي القلانسي المتوفى سنة ٥٢١ ه‍. معلقين على ما استشكل من ألفاظه لدى القارئ مع سرد بعض الأمثلة حتى يتسنى للقارئ أن يعلم هذه القراءة المذكورة ، ونعيد ونذكر بأننا اعتمدنا في نسخ هذا الكتاب على رسم المصحف العثماني

__________________

(١) انظر : النشر في القراءات العشر (١ / ١٨٧) ، ط. القاهرة.

(٢) انظر : النشر في القراءات العشر (١ / ١٩١) ، ط. القاهرة.

(٣) انظر : النشر في القراءات العشر (١ / ١٩١) ، ط. القاهرة.

٣١

حتى عند الاستدلال على بعض القراءات اكتفاء بإحالة القارئ إلى كيفية القراءة بما سنذكره فيما بعد في إطار الحديث عن القراءة الأخرى.

ونسأل الله عزوجل أن ينفع بهذا العلم ، وأن يجعله خالصا لوجهه الكريم وأن يجعلنا ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه أولئك الذين هداهم الله وأولئك هم أولو الألباب.

وعلى الله قصد السبيل

٣٢

٣٣

٣٤

٣٥

٣٦

٣٧

٣٨

٣٩

٤٠