إرشاد المبتدي وتذكرة المنتهي في القراءات العشر

أبي العزّ محمّد بن الحسين بن بندار الواسطي القلانسي

إرشاد المبتدي وتذكرة المنتهي في القراءات العشر

المؤلف:

أبي العزّ محمّد بن الحسين بن بندار الواسطي القلانسي


المحقق: الدكتور عثمان محمود غزال
الموضوع : القرآن وعلومه
الناشر: دار الكتب العلميّة
الطبعة: ١
ISBN: 2-7451-5299-8
الصفحات: ٣٨٤

(لِيَبْلُوَنِي أَأَشْكُرُ) فلم يحرك الياء فيهما (١).

قال الشيخ أبو علي : وأخبرني النهرواني أنه قرأ أيضا على أبي القاسم هبة الله بن جعفر ، وقرأ هبة الله على أبيه ، وقرأ أبوه على الأحمدين ، وقرأ هبة الله أيضا على العمري (٢) ، والنبقي (٣) الهاشميين ، وقرءا على الأحمدين ، وقرءا على قالون ، وقرأ قالون على نافع (٤).

ب ـ رواية إسماعيل (٥) عنه :

قرأت بها القرآن جميعه على الشيخ أبي علي ، وأخبرني أنه قرأ بها على أبي الحسين أحمد بن عبد الله بن الخضر السوسنجردي (٦) ، وعلى أبي الحسن الحمامي ، وأخبراه أنهما

__________________

(١) الحسين بن عبد الله المعلم ، روى القراءة عن قالون وله عنه نسخة ، روى القراءة عنه محمد بن عبد الله بن فليح ، وانفرد عن قالون بإسكان (أَنِّي أُوفِي) في يوسف (ولِيَبْلُوَنِي أَأَشْكُرُ) في النمل.

(٢) عبد الرحيم العمري الهاشمي ، روى القراءة عن الأحمدين بن قالون ، والحلواني ومحمد بن إسحاق المسيبي ، روى القراءة عنه هبة الله بن جعفر وأبوه جعفر بن محمد.

(٣) هو محمد الهاشمي النبقي ، روى القراءة عن الأحمدين ابن قالون والحلواني وغيرهما ، روى القراءة عنه عرضا هبة الله بن جعفر وغيره. الطبقات (٢ / ٢٩٠).

(٤) طريق النهرواني عن هبة الله بن جعفر عن أبيه عن أحمد الحلواني عن قالون صححها صاحب النشر.

انظر النشر : (١ / ١٧٥ و ١٧٦).

(٥) إسماعيل بن جعفر بن أبي كثير الأنصاري مولاهم أبو إسحاق ويقال : أبو إبراهيم المدني جليل ثقة ولد سنة ثلاثين ومائة ، وقرأ على شيبة بن نصاح ، ثم على نافع وسليمان بن مسلم بن جماز وعيسى بن وردان ، روى عنه القراءة عرضا وسماعا الكسائي وقتيبة وأبو عبيد القاسم بن سلام وسليمان بن داود الهاشمي والدوري ويزيد بن عبد الواحد الضرير وعيسى بن سليمان الشيزري وأبو خلاد النحوي وخلف بن هشام ، توفي ببغداد سنة ثمانين ومائة وقيل : سنة سبع وسبعين وقال الأهوازي : سنة مائتين وليس ببعيد قول من قال : إنه قرأ على أبي جعفر وإن كان قرأ على أصحاب أبي جعفر وذكر الحافظ أبو العلاء أنه قرأ أيضا على قتيبة لجلالة قدره.

(٦) أحمد بن عبد الله بن الخضر بن مسرور أبو الحسن السوسنجردي ، ثم البغدادي المقرئ المعدل قرأ القراءات على زيد بن أبي بلال وعبد الواحد بن أبي هاشم ومحمد بن عبد الله بن أبي مرة الطوسي ، وسمع الحديث من أبي جعفر بن البختري وأبي عمرو بن السماك وطائفة. قرأ عليه أبو علي الهراس وأبو بكر محمد بن علي الخياط والحسن بن محمد بن إبراهيم المالكي ونصر بن عبد العزيز الفارسي وآخرون وحدث عنه أبو الحسين ابن المهتدي بالله. قال الخطيب : كان ثقة دينا شديدا في السنة مات في رجب سنة اثنتين وأربعمائة وقد نيف على الثمانين رحمه‌الله.

٦١

قرءا على زيد بن أبي بلال الكوفي ، وقرأ زيد على أبي جعفر أحمد بن فرح بن جبريل العسكري (١) ، وقرأ ابن فرح على أبي عمر حفص بن عمر بن عبد العزيز الدوري (٢) ،

__________________

(١) أحمد بن فرح بن جبريل أبو جعفر الضرير البغدادي المفسر وفرح بالحاء المهملة ثقة كبير. قرأ على الدوري بجميع ما عنده من القراءات وعلى عبد الرحمن بن واقد ، وقرأ أيضا على البزي وعمر بن شبة. قرأ عليه أحمد بن مسلم الختلي وأحمد بن عبد الرحمن الدقاق الولي وزيد بن علي بن أبي بلال وأبو بكر بن مقسم وابن مجاهد وأبو الحسن بن شنبوذ وعلي بن الفضل بن أحمد البزوري والحسن بن علي الدقاق وإبراهيم بن أحمد البزوري وعبد الواحد بن أبي هاشم وعلي بن سعيد القزاز وهبة الله بن جعفر وأحمد بن محمد بن هارون الوراق وعمر بن علان وسلامة بن علي وعبد الله بن محرز ، وأبو بكر النقاش وكذا ذكره الذهبي وهو الذي في كتب القراءات ، وقيل : إن الذي قرأ عليه النقاش هو الذي قبله وليس بهذا كما ذكره أبو عمرو الداني الحافظ وذكر الأهوازي أن شيخه علي بن الحسين الغضائري قرأ عليه التسعين وقيل : سنة إحدى وثلاثمائة وقال أسعد اليزدي سنة أربع بالكوفة.

(٢) حفص بن عمر بن عبد العزيز بن صهبان ويقال : صهيب الأزدي المقرئ النحوي البغدادي الضرير نزيل سامراء مقرئ الإسلام وشيخ العراق في وقته. قرأ على إسماعيل بن جعفر وعلى الكسائي وعلى يحيى اليزيدي وعلى سليم وسمع الحروف من أبي بكر ويقال : إنه أول من جمع القراءات وألفها وروى أيضا عن أبي إسماعيل المؤدب إبراهيم بن سليمان وإسماعيل بن عياش وسفيان بن عيينة وأبي معاوية الضرير ومحمد بن مروان السدي وعثمان بن عبد الرحمن الوقاصي ويزيد بن هارون وقد روى عن أحمد بن حنبل وهو من أقرانه. وطال عمره وقصد من الآفاق وازدحم عليه الحذاق لعلو سنده وسعة علمه. قرأ عليه أحمد بن يزيد الحلواني وأبو الزعراء عبد الرحمن بن عبدوس وأحمد بن فرح والحسن بن بشار بن العلاف وعمر بن محمد الكاغدي والقاسم بن زكريا المطرز وأبو عثمان سعيد بن عبد الرحيم الضرير وعلي بن سليم وجعفر بن أسد النصيبي وقاسم بن عبد الوارث وأحمد بن مسعود السراج ومحمد بن محمد بن النفاح الباهلي ومحمد بن حمدون المنقي والحسن بن عبد الوهاب الوراق والحسن بن الحسين الصواف وأحمد بن حرب شيخ المطوعي وخلق سواهم وحدث عنه ابن ماجه في سننه وأبو زرعة الرازي وحاجب بن أركين ومحمد بن حامد خال ولد السني وخلق كثير. قال ابن النفاح : سمعت الدوري يقول : قرأت على إسماعيل بن جعفر بقراءة أهل المدينة ختمة وأدركت حياة نافع ولو كان عندي عشرة دراهم لرحلت إليه ، وقال أبو حاتم : هو صدوق ، وقال أبو علي الأهوازي رحل الدوري في طلب القراءات ، وقرأ بسائر الحروف السبعة وبالشواذ ، وسمع من ذلك شيئا كثيرا وهو ثقة في جميع ما يرويه وعاش دهرا وذهب بصره في آخر عمره وكان ذا دين وخير وقال أبو داود رأيت أحمد بن حنبل يكتب عن أبي عمر الدوري ، وقال أحمد بن فرح الضرير سألت الدوري ما تقول في القرآن قال : كلام الله غير مخلوق ، توفي في شوال سنة ست وأربعين ومائتين وغلط من قال : سنة ثمان وأربعين والدور المنسوب إليها الدوري محلة معروفة بالجانب الشرقي من بغداد.

٦٢

وقرأ الدوري على أبي إبراهيم إسماعيل بن جعفر بن أبي كثير الأنصاري ، وقرأ إسماعيل على نافع (١).

وقرأ نافع على جماعة : منهم أبو جعفر يزيد بن القعقاع المدني ، وقد تقدم إسناده.

وأما قراءة :

٣ ـ عبد الله بن كثير الكناني (٢)

__________________

(١) لم يذكر المؤلف رواية ورش عن نافع غير أن ابن الجزري في كتابه (النشر) ذكر قراءة المؤلف بها عن شيخه أبي علي من طريق الحمامي والنهرواني عن هبة الله بن جعفر عن الأصبهاني عن أصحاب ورش عن ورش عن نافع ، نقلا عن الكفاية الكبرى للمؤلف ، علما بأن ابن الجزري في نشره لم يذكر رواية إسماعيل بن جعفر عن نافع واقتصر على روايتي قالون وورش.

انظر النشر : بتحقيق د. محيسن (١ / ١٢٤ و١٢٥).

(٢) عبد الله بن كثير بن المطلب كذا رفع نسبه الداني ، وزعم أنه تبع في ذلك البخاري والبخاري إنما ذكر عبد الله بن كثير بن المطلب القرشي من بني عبد الدار فنقله إلى القارئ ولم يتجاوز أحد كثيرا سوى الأهوازي فقال عبد الله بن كثير بن عمرو بن عبد الله بن زاذان بن فيروزان بن هرمز الإمام أبو معبد المكي الداري إمام أهل مكة في القراءة ، اختلف في كنيته والصحيح ما قدمناه وقيل : له الداري لأنه كان عطارا والعطار تسميته العرب داريا نسبة إلى دارين موضع بالبحرين يجلب منه الطيب وقيل : لأنه كان من بني الدار بن هاني بن حبيب بن نمارة من لخم رهط تميم الداري وقيل : الداري الذي لا يبرح في داره ولا يطلب معاشا قاله الأصمعي قلت : والصحيح الأول لأنه كان من أبناء فارس الذين بعثهم كسرى في السفن إلى صنعاء فطردوا الحبش عنها ولد بمكة سنة خمس وأربعين ولقي بها عبد الله بن الزبير وأبا أيوب الأنصاري وأنس بن مالك ومجاهد بن جبر ودرباس مولى عبد الله بن عباس وروى عنهم وأخذ القراءة عرضا عن عبد الله بن السائب فيما قطع به الحافظ أبو عمرو الداني وغيره وضعف الحافظ أبو العلاء الهمذاني هذا القول وقال إنه ليس بمشهور عندنا قلت : وليس ذلك ببعيد ؛ فإنه قد أدرك غير واحد من الصحابة وروى عنهم قلت : وقد روى ابن مجاهد من طريق الشافعي رحمه‌الله النص على قراءته عليه وعرض أيضا على مجاهد بن جبر ودرباس مولى عبد الله بن عباس ، روى القراءة عنه إسماعيل بن عبد الله القسط وإسماعيل بن مسلم وجرر بن حازم والحارث بن قدامة وحماد بن سلمة وحماد بن زيد وخالد بن القاسم والخليل بن أحمد وسليمان بن المغيرة وشبل بن عباد وابنه صدقة بن عبد الله وطلحة بن عمرو وعبد الله بن زيد بن يزيد وعبد الملك بن جريج وعلى ابن الحكم وعيسى بن عمر الثقفي والقاسم بن عبد الواحد وقزعة بن سويد وقرة بن خالد ومسلم بن خالد ومطرف بن معقل ومعروف بن مشكان وهارون بن موسى ووهب بن زمعة ويعلى بن حكمي وابن أبي فديك وابن أبي مليكة وسفيان بن عيينة والرحال وأبو عمرو بن العلاء وقال أبو عمرو الحافظ إن عبد الله بن إدريس الأودي قرأ عليه القرآن وهذا إنما تبع فيه ابن مجاهد وهو غلط ؛ فإن ابن إدريس ولد سنة خمس عشرة ومائة

٦٣

أ ـ رواية أبي عمر قنبل (١) عنه

__________________

وفي قول سنة عشرين وهي السنة التي توفي فيها ابن كثير بإجماعهم وقد استشكل أبو جعفر بن الباذش ذلك ورد قول من قال : إن ابن كثير توفي سنة عشرين فقال : ولا يصح ذلك عندي لأن عبد الله إدريس الأودي قرأ عليه القرآن ومولد ابن إدريس سنة خمس عشرة فكيف يصح قراءته عليه لو لا أن ابن كثير تجاوز سنة عشرين ومائة قال : وإنما الذي مات في هذه السنة عبد الله بن كثير القرشي وهو آخر غير القارئ. قلت : وهو معذور فيما قال : غير أن الصواب : في ذلك أن ابن إدريس لم يقرأ على ابن كثير ووفاة ابن كثير القارئ ووفاة ابن كثير القرشي سنة عشرين ومائة ورأيت بخط أبي عبد الله الحافظ لم ير عبد الله بن إدريس عبد الله بن كثير ولا قرأ عليه أبدا.

قال : وبعض القراء يغلط ويورد هذه الأبيات لعبد الله بن كثير :

بني كثير كثير الذنوب

ففي الحل والبل من كان سبه

قال : وإنما هي لمحمد بن كثير أحد شيوخ الحديث قلت : وممن أوردها لابن كثير القارئ أبو طاهر بن سوار وغيره وكان فصيحا بليغا مفوها أبيض اللحية ابن كثير قال : نعم ختمت على ابن كثير بعد ما ختمت على مجاهد وكان ابن كثير أعلم بالعربية من مجاهد. طويلا جسيما أسمر أشهل العينين يخضب بالحناء عليه السكينة والوقار. قال الأصمعي : قلت : لأبي عمرو قرأت على قال ابن مجاهد : ولم يزل عبد الله هو الإمام المجتمع عليه في القراءة بمكة حتى مات سنة عشرين ومائة وقال سفيان بن عيينة حضرت جنازة ابن كثير الداري سنة عشرين ومائة.

(١) محمد بن عبد الرحمن بن خالد بن محمد بن سعيد بن جرجة أبو عمر المخزومي مولاهم المكي الملقب بقنبل شيخ القراء بالحجاز ولد سنة خمس وتسعين ومائة وأخذ القراءة عرضا عن أحمد بن محمد بن عون النبال وهو الذي خلفه في القيام بها بمكة وروى القراءة عن البزي ، روى القراءة عنه عرضا أبو ربيعة محمد بن إسحاق وهو أجل أصحابه ومحمد بن عبد العزيز بن عبد الله بن الصباح وإسحاق بن أحمد الخزاعي سمع منه الحروف ومحمد بن حمدون والعباس بن الفضل صهر الأمير وأحمد بن محمد بن هارون بن بقرة وأحمد بن موسى بن مجاهد ومحمد بن أحمد بن شنبوذ ومحمد بن موسى الزينبي وعبد الله بن أحمد البلخي وأحمد بن الصقر بن ثوبان وأحمد بن محمد اليقطيني وعلي بن الحسين بن الرقي وإبراهيم بن عبد الرزاق الأنطاكي سمع منه الحروف ولم يعرض عليه ومحمد بن عيسى الجصاص وعبد الله بن عمر بن شوذب وأبو بكر محمد بن حامد العطار وعبد الله بن ثوبان وجعفر بن محمد السرنديبي وعبد الله بن حمدون كذا سماه الهذلي ولعله محمد وعبد الله بن جبير فيما ذكره الهذلي وهو من أقرانه ومحمد بن عمرو بن عون ونظيف بن عبد الله الكسروي في قول جماعة وقيل : بل قرأ على اليقطيني عنه واختلف في سبب تلقبه قنبلا فقيل : اسمه وقيل : لأنه من بيت بمكة يقال لهم القنابلة وقيل : لاستعماله دواء يقال له قنبيل معروف عند الصيادلة لداء كان به فلما أكثر منه عرف به وحذفت الياء تخفيفا وقد انتهت إليه رئاسة الإقراء بالحجاز ورحل الناس إليه من الأقطار قال أبو عبد الله القصاع : وكان على الشرطة بمكة لأنه كان

٦٤

[ب ـ] طريق (١) أبي بكر بن مجاهد (٢) عنه :

__________________

لا يليها إلا رجل من أهل الفضل والخير والصلاح ليكون لما يأتيه من الحدود والأحكام على صواب فولوها لقنبل لعلمه وفضله عندهم وقال الذهبي : إن ذلك كان في وسط عمره فحمدت سيرته ، ثم إنه طعن في السن وشاخ وقطع الإقراء قبل موته بسبع سنين وقلت : وقيل : بعشر سنين ، مات سنة إحدى وتسعين مائتين عن ست وتسعين سنة.

(١) ما نسب من قراءات إلى أحد القراء العشرة فهو : قراءة وما نسب إلى أحد رواته فهو : رواية وما نسب إلى راو عن راو وإن سفل فهو : طريق. انظر الإتحاف : (١٧ ، ١٨).

(٢) أحمد بن موسى بن العباس بن مجاهد التميمي الحافظ الأستاذ أبو بكر بن مجاهد البغدادي شيخ الصنعة وأول من سبع السبعة ولد سنة خمس وأربعين ومائتين بسوق العطش ببغداد. قرأ على عبد الرحمن بن عبدوس عشرين ختمة وعلى قنبل المكي وعبد الله بن كثير المؤدب صاحب أبي أيوب الخياط صاحب اليزيدي وروى الحروف سماعا عن إسحاق بن أحمد الخزاعي ومحمد بن عبد الرحيم الأصبهاني ومحمد بن إسحاق بن أبي ربيعة ومحمد بن يحيى الكسائي الصغير وأحمد بن يحيى بن ثعلب وموسى بن إسحاق الأنصاري وأحمد بن فرح ومحمد بن الفرج الحراني ومحمد بن فرج الغساني وإدريس بن عبد الكريم ومحمد بن الجهم ومضر بن محمد والحسن بن العباس بن أبي مهران والمفضل بن محمد الجندي وأحمد بن زهير وعبد الله بن أحمد بن حنبل وعبد الله بن أبي داود وإسماعيل بن إسحاق القاضي وأحمد بن محمد بن صدقة والحسن بن علي بن حماد بن مهران ومحمد بن عيسى الهاشمي ووهب بن عبد الله ومحمد بن عيسى بن حيان وأحمد بن سهل والحسن بن الحباب ومحمد بن حمدون ومحمد بن أحمد بن واصل وأحمد بن علي الخزاز وأحمد بن يوسف التغلبي والحسن بن علي الأشناني ومحمد بن جرير الطبري ودلسه فقال : فيه محمد بن عبد الله ومحمد بن يحيى المروزي ومحمد بن حماد بن ماهان وعلي بن موسى ومدين بن شعيب والحسن بن سعيد الموصلي وعبد الله بن أحمد بن سوادة وإبراهيم بن علي العمري والحسين بن بشر الصوفي وعبد الله بن محمد بن شاكر وإبراهيم بن أحمد الوكيعي ويحيى بن أحمد المرزوق وإسماعيل بن عبد الله الفارسي وأحمد بن محمد بن بكر وأحمد بن الصقر بن ثوبان وعبد الرحمن بن محمد بن أبي سعيد الحارثي والحارث بن محمد بن أسامة. قرأ عليه وروى عنه الحروف إبراهيم بن أحمد الحطاب وإبراهيم بن عبد الرحمن بن أحمد وأحمد بن إبراهيم بن عبد الله الجلاء وأحمد بن بدهن وأحمد بن جعفر الخلال وأحمد بن صالح بن عمر وأحمد بن محمد بن بشر الشارب وأحمد بن عبد الرحمن بن الفضل الولي وشاركه في بعض شيوخه وأحمد بن نصر الشذائي وأحمد بن موسى بن عبد الرحمن وبكار بن أحمد وإسماعيل بن القاسم الصالحي والحسن بن أحمد بن عبد الغفار الفارسي والحسن بن محمد الكاتب وهو الحسن بن عبد الله بن محمد والحسن بن سعيد المطوعي والحسين بن خالويه النحوي والحسين بن عثمان المجاهدي والحسين بن محمد بن حبش الدينوري وزاهر بن أحمد السرخسي وزيد بن علي وصالح بن إدريس وصالح بن

٦٥

فإني قرأت بها القرآن على الشيخ أبي علي ، وأخبرني أنه قرأ بها على أبي الحسن الحمامي وأبي الفرج النهرواني ، وأخبراه أنهما قرءا على أبي عيسى بكار بن أحمد بن بنان المقري (١) ، وأخبرهما أنه قرأ على أبي بكر أحمد بن موسى بن العباس بن مجاهد التميمي المقريبس.

__________________

محمد بن المبارك وطلحة بن محمد بن جعفر الشاهد وعبد الرحمن بن محمد بن خيران وعبد السلام بن بكار وعبد الله بن الحسين أبو أحمد السامري وعبد الله بن اليسع الأنطاكي وعبد الرحمن بن المظفر وعبد الملك بن عصام وعبد الله بن علي وعبد الملك بن الحسن البزاز وعبد الغفار بن عبيد الله وعبد العزيز بن الحسن وعبد الواحد بن أبي هاشم وشاركه في بعض شيوخه وعبد الله بن يعقوب وعبيد الله بن أحمد المعروف بابن البواب وعبيد الله بن إبراهيم مقرئ أبي قرة وعقيل بن البصري علي بن أحمد بن الطرسوسي وعلي بن إسحاق بن يزيد الحلبي وعلي بن بشران وعلي بن سعيد القزاز وعلي بن عبد الله الجلاء وعلي بن الحسن الجصاص وعلي بن محمد بن إسحاق المعدل وعلي بن عثمان بن حبشان وعمر بن إبراهيم الكتاني ومحمد بن أحمد بن إبراهيم الشنبوذي ومحمد بن أحمد بن عبد الرحمن المطلي ومحمد بن أحمد بن علي بن الحسين الكاتب ومحمد بن الحسن بن محمد بن مرة النقاش ومحمد بن علي بن الجلندا ومحمد بن غريب ومحمد بن عبد الله بن أشتة ومحمد بن عبد الله بن محمد أبو عمر ومحمد بن نهار الحرتكي ومنصور بن محمد بن منصور القزاز ونصر بن يوسف وأبو بكر الجلاء وهو أحمد بن إبراهيم المتقدم وأبو الحسن علي بن بشران وأبو عبد الله الفارسي وعبد الرحمن بن محمد بن خيران وأبو محمد البصري وأبو الفضل بن أبي غسان وبعد صيته واشتهر أمره وفاق نظراءه مع الدين والحفظ والخير ولا أعلم أحدا من شيوخ القراءات أكثر تلاميذ منه ولا بلغنا ازدحام الطلبة على أحد كازدحامهم عليه حكى ابن الأخرم أنه وصل إلى بغداد فرأى في حلقة ابن مجاهد نحوا من ثلاثمائة مصدر وقال علي بن عمر المقرئ كان ابن مجاهد له في حلقته أربعة وثمانون خليفة يأخذون على الناس ، توفي يوم الأربعاء وقت الظهر في العشرين من شعبان سنة أربع وعشرين وثلاثمائة رحمه‌الله تعالى.

(١) بكار بن أحمد بن بكار بن بنان بن بكار بن زياد بن درستويه أبو عيسى البغدادي يعرف ببكارة مقرئ ثقة مشهور ولد في سنة خمس وسبعين ومائتين. قرأ على الحسن بن الحسين الصواف صاحب أبي حمدون وأحمد بن يعقوب ابن أخي العرق وعبد الله بن الصقر السكري وابن مجاهد وأبي بكر محمد بن سليمان المروزي وأبي عبد الله الحداد وأحمد بن محمد بن رستم وأبي علي الحسن الحداد عن الدوري. قرأ عليه أبو جعفر الكتاني وعلي بن محمد العلاف وأبو الحسن الحمامي وأبو العلاء محمد بن الحسن الوراق وأبو بكر بن مهران والحسن بن محمد الفحام وإبراهيم بن علي بن سيبخت البغدادي وعبد الله بن بكران النهرواني وأحمد بن عبد الله بن الخضر وبكر بن شاذان وعلي بن أحمد الجوردكي وأحمد بن إبراهيم الجلاء.

٦٦

قال الشيخ أبو علي : وزادني الحمامي أنه قرأ على أبي طاهر عبد الواحد بن عمر بن محمد بن أبي هاشم البزاز المقري (١) ، وأن أبا طاهر قرأ على أبي بكر بن مجاهد إلى ثلاثين

__________________

(١) عبد الواحد بن عمر بن محمد بن أبي هاشم أبو طاهر البغدادي البزاز الأستاذ الكبير الإمام النحوي العلم الثقة مؤلف كتاب البيان والفصل ، أخذ القراءة عرضا عن أحمد بن سهل الأشناني وأبي عثمان سعيد بن عبد الرحيم الضرير وأبي بكر بن مجاهد وسمع الحروف من جماعة شاركه شيخه ابن مجاهد في أكثرهم إبراهيم بن عرفة وإبراهيم بن محمد بن أيوب وأحمد بن رستم وأحمد بن عبيد الله وأحمد بن فرح وأحمد بن علي بن الحسن وأحمد بن محمد بن سعيد وأحمد بن محمد الشعراني وأحمد بن منصور وإسحاق بن إبراهيم بن أبي حسان وإسحاق بن أحمد الخزاعي وإسماعيل بن عبد الله الفارسي وإسماعيل بن يونس والحسن بن الحباب والحسن بن السري والحسن بن علي والحسن بن عبد الرحمن الكرخي وعبد الله بن محمد بن ياسين والعباس بن أحمد البرتي وعبد الله بن الصقر وعبد الله بن أبي داود وعبيد بن محمد المؤدب وعبد الوهاب بن عيسى وعلي بن موسى بن حمزة وعياش بن محمد وعلي بن محمد القاضي وعلي بن أحمد بن حاتم وعلي بن أحمد بن أبي قربة وعلي بن الحسن القطيعي وعلي بن العباس والقاسم بن زكريا ومحمد بن الحسن بن شهريار ومحمد بن سهل الوكيل ومحمد بن الفتح الخزاز ومحمد بن موسى العباسي ومحمد بن يونس ومحمد بن جعفر القباب ومحمد بن محمد بن الوزير ومحمد بن محمد بن الضحاك ومحمد بن جرير ومحمد بن خلف بن وكيع ومحمد بن أحمد البرمكي ومحمد بن قريش ومحمد بن عبد الرحمن ومحمد بن أحمد بن قطن والمفضل بن محمد وسعيد بن عبد الرحيم ولم يختم عليه بل وصل إلى التغابن وعبيد الله بن محمد بن أبي محمد اليزيدي فيما أسنده أبو طاهر بن سوار عن الحمامي والمصاحفي وهو وهم والصواب : ما أسنده الحافظ أبو العلاء الهمذاني عن الحمامي عن أبي طاهر قال : حدثنا محمد بن العباس بن محمد بن أبي محمد اليزيدي قال : وجدت في كتب أبي رأيناه وكتبنا ما فيه يحدث به عن أبي عبد الرحمن عبد الله بن أبي محمد اليزيدي عن أبي محمد اليزيدي قال : قرأت على أبي عمرو فهذا هو الصحيح. والله أعلم ، روى عنه القراءة عرضا وسماعا أحمد بن عبد الله بن الخضر وأبو الفرج أحمد بن موسى وعبد العزيز بن جعفر بن خواستي وعبيد الله بن عمر المصاحفي وعلي بن عمر الحمامي وعلي بن الحسين الذهبي وعلي بن العلاف وجعفر بن محمد بن الفضل وعلي بن محمد الجوهري والحسين بن علي وعقيل بن علي ومحمد بن أحمد بن أبي الجود ومحمد بن صبغون وعبيد الله بن أحمد الصيدلاني والقاضي أبو العلاء الواسطي فيما ذكره الهذلي ولا يصح لأنه ولد في السنة التي توفي فيها أبو طاهر وإنما قرأ على عقيل بن علي بن البصري عنه.

قال الحافظ أبو عمرو : ولم يكن بعد ابن مجاهد مثل أبي طاهر في علمه وفهمه مع صدق لهجته واستقامة طريقته وكان ينتحل في النحو مذهب الكوفيين وكان حسن الهيئة ضيق الخلق وكان قد خالف جميع أصحابه في إمالة النون من الناس في موضع الخفض في قراءة أبي عمرو فكانوا ينكرون ذلك عليه ولما توفي ابن مجاهد رحمه‌الله أجمعوا على أن يقدموه فتصدر للإقراء في مجلسه وقصده الأكابر فتحلقوا عنده كعقيل بن البصري وكان من جلة أصحابه ابن مجاهد وكأبي بكر الجلاء

٦٧

آية من سورة الأحزاب.

وقرأ ابن مجاهد على أبي عمر محمد بن عبد الرحمن بن خالد بن سعيد بن جرجة المخزومي الملقب قنبلا ، وقرأ قنبل على أبي الحسن أحمد بن محمد بن عون النبال المعروف بالقواس (١) ، وقرأ القواس على أبي الإخريط وهب بن واضح مولى عبد العزيز بن أبي رواد (٢) ، وقرأ أبو الإخريط على إسماعيل بن عبد الله القسط (٣) ، وقرأ إسماعيل على

__________________

ونظرائهما. قال : وسمعت فارس بن أحمد يقول : دخل أبو طاهر ذات يوم في مجلس ابن مجاهد وقد فرغوا من مسألة جرت بينهم فقال : هلم فيم كنتم؟ قالوا : مسألة جرت ؛ فقال لهم هلموها : فقالوا : إن الجواب فيها قد استوعب. فقال هلموها ؛ فإن الأسد إذا حضرت تضارطت الثعالب ، وقال القفطي في تاريخ النحاة قرأ كتاب سيبويه على أبي محمد بن درستويه الفارسي ولم ير بعد ابن مجاهد في القراءات مثله وقال الخطيب كان ثقة أمينا ، مات في شوال سنة تسع وأربعين وثلاثمائة وقد جاوز السبعين وهو والد محمد أبي عمر الزاهد غلام ثعلب.

(١) أحمد بن محمد بن علقمة بن نافع بن عمر بن صبح بن عون أبو الحسن النبال المكي المعروف بالقواس إمام مكة في القراءة. قرأ على وهب بن واضح. قرأ عليه قنبل وعبد الله بن جبير الهاشمي وأحمد بن يزيد الحلواني والبزي أيضا في قول الداني وغيره ومحمد بن شريح ومحمد بن بشر وسعدان بن كثير الجدي وروينا عنه أنه كان ينشد شاهدا على قراءة تشديد الياء من حي عن بينة وهي قراءته التي رواها قنبل عنه.

سألتني جارتي عن معشر

وإذا ما عيّ ذو اللب سأل

سألتني عن أناس ذهبوا

شرب الدهر عليهم وأكل

توفي سنة أربعين مائتين وقيل : سنة خمس وأربعين.

(٢) وهب بن واضح أبو الإخريط ويقال : أبو القاسم المكي ، مقرئ أهل مكة ، أخذ القراءة عرضا عن إسماعيل القسط ، ثم شبل بن عباد ومعروف بن مشكان ، روى القراءة عنه عرضا أحمد بن محمد القواس وأحمد بن محمد البزي. قال الحافظ أبو عبد الله الذهبي : انتهت إليه رئاسة الإقراء بمكة وقال ابن مجاهد قال لي قنبل كان البزي ينصب الياء يعني في قوله إِنَّ قَوْمِي اتَّخَذُوا فقال لي القواس انظر في مصحف أبي الإخريط كيف هي في نقطها فنظرت فإذا هو كان نقّطها وبالفتح ، ثم حكت وقال القصاع مات سنة تسعين ومائة قرأت ذلك بخطه.

(٣) إسماعيل بن عبد الله بن قسطنطين أبو إسحاق المخزومي مولاهم المكي المقرئ المعروف بالقسط قارئ أهل مكة في زمانه وآخر أصحاب ابن كثير وفاة عرض عليه وعلى صاحبيه شبل بن عباد ومعروف بن مشكان وسمع من علي بن زيد بن جدعان وأقرأ الناس دهرا قرأ عليه أبو الإخريط وهب بن واضح وعكرمة بن سليمان والإمام محمد بن إدريس الشافعي ومحمد بن سبعون ومحمد بن بزيع وداود بن شبل بن عباد وروى عنه أحمد بن موسى اللؤلؤي ، وأبو قرة موسى بن طارق وآخرون. قال مضر بن

٦٨

شبل بن عباد (١) ومعروف بن مشكان (٢) ، وقرءا جميعا على عبد الله بن كثير.

__________________

محمد الأسدي : حدثنا ابن أبي بزة أنه قرأ على عكرمة وأخبرني أنه قرأ على شبل بن عباد وعلى إسماعيل بن عبد الله بن قسطنطين مولى بني ميسرة مولى العاص بن هشام المخزومي وأخبراه أنهما قرءا على عبد الله بن كثير. أخبرني عمر بن عبد المنعم عن الكندي أخبرنا ابن توبة أخبرنا الصريفيني أخبرنا الكتاني حدثنا ابن مجاهد حدثنا مضر بن محمد قال : قال البزي : وقرأت على أبي الإخريط وهب بن واضح وأخبرني : أنه قرأ على إسماعيل بن عبد الله عن ابن كثير خالفه ابن عون القواس وبالإسناد إلى ابن مجاهد قال : قرأت على قنبل وأخبرني أنه قرأ على القواس وقال قرأت على أبي الإخريط قال : قرأت على إسماعيل بن عبد الله القسط وقرأ إسماعيل على شبل بن عباد ومعروف وقرءا على ابن كثير. تابعه الشافعي فقال محمد بن عبد الله بن عبد الحكم : حدثنا الشافعي قال : قرأت على إسماعيل بن قسطنطين قال : قرأت على شبل بن عباد وأخبرني أنه قرأ على ابن كثير عن قراءته على مجاهد. قلت : والقولان صحيحان ويقوي القول الأول ما رواه أبو حمة محمد بن يوسف حدثنا أبو قرة موسى عن إسماعيل بن عبد الله أنه قرأ على عبد الله بن كثير وقال إسحاق بن أحمد الخزاعي قرأت على عبد الوهاب بن فليح قال : قرأت على محمد بن سبعون وداود بن شبل وأخبراني أنهما قرءا على إسماعيل بن عبد الله بن قسطنطين وأنه قرأ على ابن كثير. قلت : والجمع بين القولين أن يكون إسماعيل أقرأ شيخ البزي بما أخذه عن ابن كثير نفسه وحمل قنبل في روايته ما عند إسماعيل عن شبل ومعروف عن ابن كثير. والله أعلم وقال عبد الواحد بن أبي هاشم حدثني محمد بن موسى العباسي حدثنا إسحاق الخزاعي قال : قال ابن فليح قرأت على داود بن شبل عن أبيه وعن القسط فذكر لي داود أن القسط كان يقرأ على أبيه وقال أبو عمرو الداني حدثنا فارس حدثنا عبد الباقي بن الحسن عن محمد بن زريق عن محمد بن الصباح عن قنبل عن القواس عن أبي الإخريط عن القسط أنه قرأ على شبل ومعروف قال القسط : وقرأت بعد ذلك على ابن كثير وقال أبو عبد الله الشافعي قرأت على إسماعيل وكان يقول : القرآن اسم وليس بمهموز ولو كان من قرأت كان كلما قرئ قرآنا ولكنه اسم للقرآن مثل التوراة والإنجيل تهمز قرأت ولا تهمز القرآن نقل.

(١) شبل بن عباد أبو داود المكي مقرئ مكة ثقة ضابط هو أجل أصحاب ابن كثير ، مولده فيما ذكر الاهوازي سنة سبعين وعرض على ابن محيصن وعبد الله بن كثير وهو الذي خلفه في القراءة ، روى القراءة عنه عرضا إسماعيل القسط مع أنه عرض على ابن كثير أيضا وابنه داود بن شبل وعكرمة بن سليمان وعبد الله بن زياد وحسن بن محمد ووهب بن واضح ومحمد بن سبعون وروى عنه القراءة من غير عرض عبيد بن عقيل وعلي بن نصر ومحمد بن صالح المري وأبو حذيفة موسى بن مسعود ويحيى بن سعيد المازني. قيل إنه مات سنة ثمان وأربعين ومائة قال الذهبي : وأظنه وهما فإن أبا حذيفة إنما سمع منه سنة نيف وخمسين ، ثم قال : بقي إلى قريب سنة ستين ومائة بلا ريب.

(٢) معروف بن مشكان أبو الوليد المكي مقرئ مكة مع شبل ولد سنة مائة وهو من أبناء الفرس

٦٩

ج ـ رواية أبي الحسن البزي (١) عنه :

__________________

الذين بعثهم كسرى في السفن لطرد الحبشة من اليمن ، أخذ القراءة عرضا عن ابن كثير وهو أحد الذين خلفوه في القيام بها بمكة ، روى عنه القراءة عرضا إسماعيل القسط مع أنه عرض على ابن كثير ووهب بن واضح بعد أن عرض على القسط وسمع منه الحروف مطرف النهدي وحماد بن زيد وقد سمعا الحروف من ابن كثير أيضا وعبيد بن عقيل وروى عن مجاهد وعطاء وسمع منه ابن المبارك وله في سنن ابن ماجة حديث واحد ومشكان بضم الميم وقيل : بالكسر قال الأستاذ : أبو عبد الله القصاع في مغنيه سألت شيخنا أبا عبد الله محمد بن يوسف الشاطبي النسابة اللغوي فقال : لا يجوز كسر الميم إنما هو بضم الميم فقط ويقال : مشكان ومسكان بشين معجمة وسين مهملة وقال الأهوازي : مشكان بضم الميم وهو قول الأكثر من القراء ومنهم من يكسر الميم وهو قول الحذّاق من القراء ، مات سنة خمس وستين ومائة.

(١) أحمد بن محمد بن عبد الله بن القاسم بن نافع بن أبي بزة وقال الأهوازي : أبو بزة الذي ينسب إليه البزي اسمه بشار فارسي من أهل همذان أسلم على يد السائب بن أبي السائب المخزومي والبزة الشدة ومعنى أبو بزة أبو شدة. قلت : المعروف لغة أن البزة من قولهم بزة بزة إذا سلبه مرة ويقال : إن نافعا هو أبو بزة الإمام أبو الحسن البزي المكي مقرئ مكة ومؤذن المسجد الحرام ولد سنة سبعين ومائة أستاذ محقق ضابط متقن. قرأ على أبيه وعبد الله بن زياد وعكرمة بن سليمان ووهب بن واضح. قرأ عليه إسحاق بن محمد الخزاعي والحسن بن الحباب وأحمد بن فرح وأبو عبد الرحمن عبد الله بن علي وأبو جعفر محمد بن عبد الله اللهبيان وأبو العباس أحمد بن محمد اللهبي في قول الأهوازي والرهاوي وأبو ربيعة محمد بن إسحاق ومحمد بن هارون وموسى بن هارون ومضر بن محمد الضبي وأبو حامد أحمد بن محمد بن موسى الخزاعي والعباس بن أحمد البرتي وأبو علي الحداد وأبو معمر الجمحي ومحمد بن علي الخطيب وروى عنه القراءة قنبل وحدث عنه أبو بكر أحمد بن عميد بن أبي عاصم النبيل ويحيى بن محمد بن صاعد ومحمد بن علي بن زيد الصائغ وأحمد بن محمد بن مقاتل وقد سماه أبو عمر في الروضة محمد بن عبد الله فأسقط اسمه وأثبت اسم أبيه ولعله من النساخ أو سهو قلم منه. والله أعلم وروى حديث التكبير مرفوعا من آخر الضحى وقد أخرجه الحاكم أبو عبد الله من حديثه في المستدرك عن أبي يحيى محمد بن عبد الله بن محمد ابن المقرئ الإمام بمكة ثنا محمد بن علي بن زيد الصائغ ثنا البزي وقال سمعت عكرمة بن سليمان يقول : قرأت على إسماعيل بن عبد الله بن قسطنطين فلما بلغت والضحى قال : كبر عند خاتمة كل سورة فأبى قرأت على عبد الله بن كثير فلما بلغت والضحى قال : كبر حتى تختم وأخبره ابن كثير أنه قرأ على مجاهد فأمره بذلك وأخبره مجاهد أن ابن عباس أمره بذلك وأخبره ابن عباس أن أبيّ بن كعب أمره بذلك وأخبره أبيّ أن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم أمره بذلك قال الحاكم : هذا صحيح الإسناد ولم يخرجه البخاري ولا مسلم ، توفي البزي سنة خمسين ومائتين عن ثمانين سنة.

٧٠

قرأت بها على الشيخ أبي علي ، وأخبرني أنه قرأ بها على أبي الحسن الحمامي ، وأخبره أنه قرأ بها على أبي بكر النقاش ، وقرأ النقاش على أبي ربيعة محمد بن إسحاق بن وهب بن أعين بن سنان الربعي (١) ، وقرأ أبو ربيعة على أبي الحسن أحمد بن محمد بن عبد الله بن القاسم بن نافع بن أبي بزة البزي مولى بني مخزوم مؤذن المسجد الحرام أربعين سنة ، وقرأ البزي على عكرمة بن سليمان بن كثير بن عامر الكريزي (٢) ، وقرأ عكرمة على شبل ابن عباد مولى عبد الله بن عامر بن كريز بن ربيعة ، وقرأ شبل على عبد الله بن كثير (٣).

وقرأ ابن كثير على أبي الحجاج مجاهد بن جبر المخزومي (٤) وعلى عبد الله بن

__________________

(١) محمد بن إسحاق بن وهب بن أعين بن سنان أبو ربيعة الربعي المكي المؤدب مؤذن المسجد الحرام مقرئ جليل ضابط ، أخذ القراءة عرضا عن البزي وقنبل. قال الداني : وضبط عنهما روايتهما وصنف ذلك في كتاب أخذه الناس عنه وسمعوه منه وهو من كبار أصحابهما وقدمائهم من أهل الضبط والإتقان والثقة والعدالة وأقرأ الناس في حياتهما. قلت : وطريقه عن البزي هي التي في الشاطبية والتيسير من طريق النقاش عنه ، روى القراءة عنه عرضا محمد بن الصباح ومحمد بن عيسى بن بندار وعبد الله بن أحمد البلخي ومحمد بن موسى الهاشمي العباسي ومحمد بن عبد الرحمن بن عبد الله وإبراهيم بن عبد الرزاق ومحمد بن الحسن النقاش وهبة الله بن جعفر وعمر بن محمد بن عبد الصمد بن بنان وأحمد بن محمد بن هارون ومحمد بن أحمد الداجوني ويوسف بن يعقوب فيما ذكره الهذلي فيهما. والله أعلم ، مات في رمضان سنة أربع وتسعين مائتين.

(٢) عكرمة بن سليمان بن كثير بن عامر أبو القاسم المكي قال الذهبي : شيخ مستور ما علمت أحدا تكلم فيه ، عرض على شبل وإسماعيل القسط ، عرض عليه أحمد بن محمد البزي ، كان إمام أهل مكة في القراءة بعد شبل وأصحابه وقد تفرد عنه البزي بحديث التكبير من الضحى أخرجه الحاكم في مستدركه وقال على شرط الشيخين ، بقي إلى قبيل المائتين.

(٣) طريق المؤلف هذه عن أبي علي عن الحمامي والفحام عن النقاش عن أبي ربيعة عن البزي عن أصحاب ابن كثير عنه وقراءة أبي العلاء الهمداني ـ ٥٦٩ ه‍ ـ صاحب (غاية الاختصار) لها على المؤلف وثقهما ابن الجزري في النشر (١ / ١٨٦ ، ١٨٧).

(٤) مجاهد بن جبر أبو الحجاج المكي أحد الأعلام من التابعين والأئمة المفسرين. قرأ على عبد الله بن السائب وعبد الله بن عباس بضعا عشرين ختمة ويقال : ثلاثين عرضة ومن جملتها ثلاث سأله عن كل آية فيم كانت ، أخذ عنه القراءة عرضا عبد الله بن كثير وابن محيصن وحميد بن قيس وزمعة بن صالح وأبو عمرو بن العلاء وقرأ عليه الأعمش. قال قتادة : أعلم من بقي بالتفسير مجاهد وروينا

٧١

السائب (١) ، وقرءا جميعا على أبي العباس عبد الله بن العباس بن عبد المطلب ، وقرأ عبد الله على أبي بن كعب الأنصاري ، وقرأ أبي على سيدنا رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم.

وأما قراءة :

٤ ـ عبد الله بن عامر اليحصبي (٢)

__________________

عن مجاهد أنه قال : استفرغ علمي التفسير وقال ابن إسحاق ثنا أبان بن صالح عن مجاهد قال : عرضت المصحف على ابن عباس ثلاث عرضات من فاتحته إلى خاتمته أوقفه عند كل آية منه وأسأله عنها وقال الحميدي ثنا إبراهيم بن أبي حية التيمي حدثنا حميد الأعرج عن مجاهد قال : ختمت على ابن عباس تسع عشرة ختمة كلها يأمرني أكبر فيها من (أَلَمْ نَشْرَحْ لَكَ) وقال سلمة بن كهيل كان مجاهد ممن يريد بعلمه الله وله اختيار في القراءة ورواه الهذلي في كامله بإسناد غير صحيح ، مات سنة ثلاث مائة وقيل : سنة أربع وقيل : سنة اثنتين وقد نيف على الثمانين يقال مات وهو ساجد رحمه‌الله تعالى.

(١) عبد الله بن السائب بن أبي السائب صيفي بن عابد بن عمر بن مخزوم أبو السائب وقيل : أبو عبد الرحمن المخزومي قارئ أهل مكة له صحبة ، روى القراءة عرضا عن أبي بن كعب وعمر بن الخطاب ، عرض عليه القرآن مجاهد بن جبر وعبد الله بن كثير فيما قطع به الداني وغيره ، روينا من طريق الشافعي رحمه‌الله قال مجاهد : كنا نفخر على الناس بقارئنا عبد الله بن السائب وبفقيهنا ابن عباس وبمؤذننا أبي محذورة وبقاضينا عبيد بن عمير ، توفي في حدود سنة سبعين في إمرة ابن الزبير.

قال ابن أبي مليكة : رأيت عبد الله بن عباس لما فرغ من دفن عبد الله بن السائب وقف على قبره فدعا له ، ثم انصرف.

(٢) عبد الله بن عامر بن يزيد بن تميم بن ربيعة بن عامر بن عبد الله بن عمران اليحصبي بضم الصاد وكسرها نسبة إلى يحصب بن دهمان بن عامر بن حمير بن سبأ بن يشجب بن يعرب بن قحطان ابن عابر وهو هود عليه‌السلام وقيل : يحصب بن مالك بن أصبح بن أبرهة بن الصباح وفي يحصب الكسر والضم فإذا ثبت الكسر فيه جاز الفتح في النسبة فعلى هذا يجوز في اليحصبي الحركات الثلاث وقد اختلف في كنيته كثيرا والأشهر أنه أبو عمران إمام أهل الشام في القراءة والذي انتهت إليه مشيخة الإقراء بها. قال الحافظ أبو عمرو : أخذ القراءة عرضا عن أبي الدرداء وعن المغيرة بن أبي شهاب صاحب عثمان بن عفان وقيل : عرض على عثمان نفسه. قلت : وقد ورد في إسناده تسعة أقوال أصحها أنه قرأ على المغيرة الثاني أنه قرأ على أبي الدرداء وهو غير بعيد فقد أثبته الحافظ أبو عمرو الداني الثالث أنه قرأ على فضالة بن عبيد وهو جيد الرابع سمع قراءة عثمان وهو محتمل الخامس أنه قرأ عليه بعض القرآن ويمكن السادس أنه قرأ على واثلة بن الأسقع ولا يمتنع السابع أنه قرأ على عثمان جميع القرآن على معاذ وهو واه وأما من قال : إنه لا يدري على من قرأ فإن ذلك قول ساقط أقل من أن ينتدب للرد عليه وقد استبعد أبو عبد الله

٧٢

أ ـ رواية ابن ذكوان (١) عنه :

__________________

الحافظ قراءته على أبي الدرداء ولا أعلم لاستبعاده وجها ولا سيما وقد قطع به غير واحد من الأئمة واعتمده دون غيره الحافظ أبو عمرو الداني وناهيك به وأما طعن ابن جرير فيه فهو مما عد من سقطات ابن جرير حتى قال السخاوي : قال لي شيخنا أبو القاسم الشاطبي إياك وطعن الطبري على ابن عامر وأما قول أبي طاهر بن أبي هاشم في ذلك فلا يلتفت إليه وما نقل عن ابن مجاهد في ذلك ؛ فغير صحيح بل قول ابن مجاهد وعمل قراءته أهل الشام والجزيرة أعظم دليل على قوتها وكيف يسوغ أن يتصور قراءة الأصل لها وبجمع الناس وأهل العلم من الصدر الأول وإلى آخر وقت على قبولها وتلاوتها والصلاة بها وتلقينها مع شدة مؤاخذتهم في السير وما زال أهل الشام قاطبة على قراءة ابن عامر تلاوة وصلاة وتلقينا إلى قريب الخمسمائة وأول من لقن لأبي عمرو فيما قيل ابن طاوس هذا وقد كان في زمن عمر بن عبد العزيز الذي ما تسامح له في ضربه على عدم رفع يديه في الصلاة وقال أبو علي الأهوازي كان عبد الله بن عامر إماما عالما ثقة فيما أتاه حافظا لما رواه متقنا لما وعاه عارفا فهما قيما فيما جاء به صادقا فيما نقله من أفاضل المسلمين وخيار التابعين وأجلة الراوين لا يتهم في دينه ولا يشك في يقينه ولا يرتاب في أمانته ولا يطعن عليه في روايته صحيح نقله فصيح قوله عاليا في قدره مصيبا في أمره مشهورا في علمه مرجوعا إلى فهمه ولم يتعد فيما ذهب إليه الأثر ولم يقل قولا يخالف فيه الخبر ولي القضاء بدمشق بعد بلال بن أبي الدرداء. قلت : إنما تولى القضاء بعد أبي إدريس الخولاني وكان إمام الجامع بدمشق وهو الذي كان ناظرا على عمارته حتى فرغ قال يحيى بن الحارث : وكان رئيس الجامع لا يرى فيه بدعة إلا غيرها. قال أيوب عن يحيى بن الحارث : ولد ابن عامر سنة إحدى وعشرين وقال خالد بن يزيد سمعت عبد الله بن عامر اليحصبي يقول : ولدت سنة ثمان من الهجرة في البلقا بضيعة يقال لها رحاب وقبض رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ولي سنتان وذلك قبل فتح دمشق وانقطعت إلى دمشق بعد فتحها ولي تسع سنين قلت : وهذا أصح من الذي قبله لثبوته عنه نفسه وقد ثبت سماعه من جماعة من الصحابة منهم معاوية بن أبي سفيان والنعمان بن بشير وواثلة بن الأسقع وفضالة بن عبيد ، روى القراءة عنه عرضا يحيى بن عامر وربيعة بن يزيد وجعفر بن ربيعة وإسماعيل بن عبيد الله بن أبي المهاجر وسعيد بن عبد العزيز وخلاد بن يزيد بن صبيح المري ويزيد بن أبي مالك ، توفي بدمشق يوم عاشوراء سنة ثماني عشرة ومائة.

(١) عبد الله بن أحمد بن بشر ويقال : بشير بن ذكوان بن عمرو بن حسان بن داود بن حسنون بن سعد بن غالب بن فهر بن مالك بن النضر أبو عمرو وأبو محمد القرشي الفهري الدمشقي الإمام الأستاذ الشهير الراوي الثقة شيخ الإقراء بالشام وإمام جامع دمشق ، أخذ القراءة عرضا عن أيوب بن تميم وهو الذي خلفه في القيام بالقراءة بدمشق قال أبو عمرو الحافظ : وقرأ على الكسائي حين قدم الشام وروى الحروف سماعا عن إسحاق بن المسيبي عن نافع ، روى القراءة عنه ابنه أحمد وأحمد بن أنس وأحمد بن المعلى وأحمد بن محمد بن مامويه وأحمد بن يوسف التغلبي

٧٣

فإني قرأت بها القرآن على الشيخ أبي علي ، وأخبرني أنه قرأ بها بواسط على الشريف أبي محمد عبد الله بن الحسين العلوي ، وببغداد على أبي الحسن الحمامي ، وبالنهروان على أبي الفرج النهرواني ، وأخبروه أنهم قرءوا على أبي بكر النقاش ، وقرأ النقاش على أبي عبد الله هارون بن موسى بن شريك الدمشقي المعروف بالأخفش (١) ، وقرأ الأخفش على أبي عمرو عبد الله بن أحمد بن بشير بن ذكوان الفهري (٢).

__________________

وأحمد بن محمد ويقال : محمد بن أحمد بن محمد البيساني وأحمد بن نصر بن شاكر بن أبي رجاء وإسحاق بن داود وإسماعيل بن الجويرس والحسين بن إسحاق وجعفر بن محمد بن كرار وابن الفرخان الزاهد وأبو زرعة عبد الرحمن بن عمرو الدمشقي وعبد الله بن عيسى الأصبهاني وعبد الله بن مخلد الرازي وعثمان بن خرزاد وعلي بن الحسن بن الجنيد ومحمد بن إسماعيل الترمذي ومحمد بن القاسم الإسكندراني ومحمد بن موسى الصوري ومضر بن محمد الضبي وموسى بن موسى الختلي وهارون بن موسى الاخفش وألف كتاب أقسام القرآن وجوابها وما يجب على قارئ القرآن عند حركة لسانه. قال أبو زرعة الدمشقي : لم يكن بالعراق ولا بالحجاز ولا بالشام ولا بمصر ولا بخراسان في زمان ابن ذكوان أقرأ عندي منه وقال الوليد بن عتبة الدمشقي ما بالعراق أقرأ من ابن ذكوان وقال النقاش قال ابن ذكوان : أقمت على الكسائي سبعة أشهر وقرأت عليه القرآن غير مرة. قلت : إن كان رحل إليه للعراق فمحتمل وإلا فما نعلم أن الكسائي دخل الشام ، ثم وقفت على ما يدل أن الكسائي دخل الشام ، وأقرأ بجامع دمشق كما سيأتي في ترجمته ولد يوم عاشوراء سنة ثلاث وسبعين ومائة وتوفي يوم الاثنين لليلتين بقيتا من شوال وقيل : لسبع خلت منه سنة اثنتين وأربعين ومائتين وقد غلط من قال : سنة ثلاث وأربعين.

(١) هارون بن موسى بن شريك الأخفش الدمشقي أبو عبد الله التغلبي شيخ المقرئين بدمشق في زمانه. قرأ على ابن ذكوان وأخذ الحروف عن هشام بن عمار وحدث عن أبي مسهر بشيء يسير وعن سلام بن سليمان المدائني. قرأ عليه خلق كثير ورحل إليه الطلبة من الأقطار لإتقانه وتبحره منهم جعفر بن أبي داود وإبراهيم بن عبد الرزاق ومحمد بن النضر الأخرم وأبو علي الحسن بن حبيب الحصائري وأبو الحسن بن شنبوذ وعبد الله بن أحمد بن إبراهيم البلخي ومحمد بن سليمان بن ذكوان البعلبكي وحدث عنه أبو القاسم الطبراني وأبو أحمد بن الناصح المفسر وجماعة وقيل : إنه صنف كتبا في القراءات والعربية وكان ثقة معمرا. قال ابن الناصح : توفي في صفر سنة اثنتين وتسعين ومائتين وله اثنتان وتسعون سنة وقد رأى أبا عبيد بدمشق وسأله مسألة في اللغة.

قال أبو علي الأصبهاني : كان هارون الأخفش من أهل الفضل صنف كتبا كثيرة في القراءات والعربية وإليه رجعت الإمامة في قراءة ابن ذكوان.

(٢) طرق المؤلف هذه عن أبي علي عن العلوي الحمامي والنهرواني والواعظ عن النقاش عن الأخفش عن ابن ذكوان روايته وثقها ابن الجزري في نشره.

٧٤

ب ـ رواية هبة الله بن جعفر عنه :

قرأت بها على الشيخ أبي علي ، وأخبرني أنه قرأ بها على أبي الفرج النهرواني ، وأخبره أنه قرأ على هبة الله بن جعفر ، وقرأ هبة الله على أبي عبد الله الأخفش ، وقرأ الأخفش على ابن ذكوان.

ج ـ رواية الداجوني (١) عنه :

قرأت بها على الشيخ أبي علي ، وأخبرني أنه قرأ بها على أبي القاسم بكر بن شاذان الواعظ (٢) ببغداد ، وأخبره أنه قرأ على أبي القاسم زيد بن أبي بلال الكوفي ، وأخبره أنه قرأ بها على أبي بكر محمد بن عمر الرملي ويعرف بالداجوني ، وقرأ الداجوني على محمد بن موسى بن عبد الرحمن الصوري (٣) ، وقرأ الصوري على ابن ذكوان (٤).

__________________

انظر النشر تحقيق د. محيسن (١ / ٢١٦ ـ ٢١٨) وذكر ابن الجزري في نشره أن أبا العز قرأ برواية هشام عن أصحاب ابن عامر عن ابن عامر على شيخه أبي علي وعلى ابن نفيس عن طريق السامري عن ابن عبدان عن الحلواني عن هشام وعن طريق النهرواني عن زيد بن علي عن الداجوني عن أصحابه عن هشام ، نقلا عن (الكفاية الكبرى) للمؤلف ولم يذكرهما المؤلف ـ رحمه‌الله ـ في كتابه هذا. انظر النشر (١ / ٢١١ ، ٢١٤).

(١) هو أبو بكر الضرير الرملي المعروف بالداجوني الكبير. سبق ذكره.

(٢) بكر بن شاذان بن عبد الله أبو القاسم البغدادي الحربي الواعظ شيخ ماهر ثقة مشهور صالح زاهد.

قرأ على زيد بن أبي بلال وأبي بكر محمد بن علي بن الهيثم بن علوان ومحمد بن عبد الله بن مرة النقاش وأحمد بن بشر الشارب وبكار بن أحمد بن بكار. قرأ عليه أبو علي الحسن بن أبي الفضل الشرمقاني والحسن بن محمد المالكي والحسن بن علي العطار والحسن بن القاسم غلام الهراس وأبو الحسن الخياط وأبو الفضل بن عبد الرحمن الرازي ، مات يوم السبت التاسع من شوال سنة خمس وأربعمائة.

(٣) محمد بن موسى بن عبد الرحمن بن أبي عمار وقيل : ابن أبي عمارة والأول هو الصحيح أبو العباس الصوري الدمشقي مقرئ مشهور ضابط ثقة. أخذ القراءة عرضا عن ابن ذكوان وعبد الرزاق بن حسن الإمام ، روى القراءة عنه عرضا محمد بن أحمد الداجوني والحسن بن سعيد المطوعي ، مات سنة سبع وثلاثمائة.

(٤) طريق المؤلف هذه عن أبي علي عن بكر بن شاذان الواعظ عن طريق زيد عن الرملي عن الصوري عن ابن ذكوان صححها ابن الجزري في نشره. النشر (١ / ٢٢٠).

٧٥

ح ـ طريق الشذائي (١) عن الداجوني :

قرأت بها على الشيخ أبي علي ، وأخبرني أنه قرأ بها على أبي عبد الله محمد بن الحسين بن آذر بهرام (٢) بمكة ، وأخبره أنه قرأ بها على أبي بكر أحمد بن نصر بن منصور

__________________

(١) أحمد بن نصر بن منصور بن عبد المجيد بن عبد المنعم أبو بكر الشذائي البصري إمام مشهور. قرأ على عمر بن محمد بن نصر الكاغدي والحسن بن بشار بن العلاف صاحبي الدوري وابن مجاهد وابن الأخرم ومحمد بن جعفر الحاربي وابن شنبوذ ونفطويه ومحمد بن أحمد الداجوني الكبير وأبي مزاحم موسى الخاقاني وعبد الله بن الهيثم البلخي صاحب يونس وأحمد بن سهلان وإسحاق بن أحمد النحوي ومحمد بن إبراهيم السواق والحسن بن وصيف وأبي عثمان سعيد بن عبد الرحيم الضرير ومحمد بن موسى الزينبي ومحمد بن المعلى وعلي بن أحمد بن مروان وحماد بن أحمد وأحمد بن محمد بن إسماعيل الآدمي وأبي الحسين بن المنادي وأبي علي النقار وعبد الرحمن بن إسحاق الكوفي وأحمد بن محمد الدقاق وأحمد بن الليث الفرائضي وأحمد بن حماد المنقي وأحمد بن عثمان بن بويان وأحمد بن محمد بن عبد الصمد الرازي والحسن بن علي بن العلاف وأحمد بن يوسف ومحمد بن الخليل بن أبي أمية وعلي بن إبراهيم بن سلمة القطان وأحمد بن مالك القصار وعبد الوهاب بن عيسى بن الشفق وأحمد بن إبراهيم بن مروان القصباني والحسن بن داود ومحمد بن سعيد البزوري ومحمد بن إبراهيم الأهناسي وأبي بكر محمد بن هارون التمار وعلي بن أحمد بن نقيش والقاسم بن عبد الوارث فيما ذكره الهذلي وهو بعيد وغلط الهذلي في قوله أنه قرأ على إبراهيم بن أحمد البزوري وقرأ على الحسن بن الحباب وأحمد بن سهل الأشناني وأبي سلمة عن أبي الحسين بن عمرويه. قرأ عليه أبو الفضل الخزاعي وأحمد بن عثمان بن جعفر المؤدب وأبو عمرو بن سعيد البصري والحسن بن علي الشاموخي ومحمد بن أبي شيخ ومحمد عمر بن زلال ومحمد بن القاسم التكريتي وعلي بن محمد البرزندي وأبو عاصم عبد الواحد بن إبراهيم ومحمد بن الحسين الكارزيني وعلي بن جعفر السعيدي وعلي بن أحمد الجوردكي وعلي بن الحسين الكازروني وإبراهيم بن أحمد بن الطبري وأحمد بن محمد بن أحمد الحدادي وعلي بن محمد الخبازي وأبو علي محمد بن أحمد بن عبد الله اللالكائي ومحمد بن عبد الواحد الحروف. قال الداني : توفي بالبصرة سنة سبعين وثلاثمائة ، وقال الذهبي : سنة ثلاث وسبعين وهو الصحيح في ذي القعدة وقيل : سنة ست.

(٢) محمد بن الحسين بن محمد بن آذر بهرام أبو عبد الله الكارزيني الفارسي إمام مقرئ جليل ، انفرد بعلو الإسناد في وقته أخذ القراءات عرضا عن الحسن بن سعيد المطوعي وهو آخر من قرأ عليه في الدنيا وقرأ على أحمد بن نصر الشذائي وعلى ابن خشنام المالكي وعلى بن محمد بن صالح الهاشمي بالبصرة وأبي القاسم عبد الله بن الحسن النخاس ببغداد ومحمد بن حبيب بن عبد الوهاب وبواسط على عثمان بن أحمد بن سمعان ويوسف بن محمد الضرير بواسط سنة خمس وستين وثلاثمائة ومحمد بن يحيى الملاح ومحمد بن أحمد بن علان وقرأ أيضا على أبي الفرج الشنبوذي والحسن بن محمد الكاتب وأحمد بن محمد بن بشر بن الشارب وعبد الغفار بن عبيد الله الحضيني وفارس بن

٧٦

الشذائي بالبصرة ، وأخبره أنه قرأ على أبي بكر الداجوني ، وقرأ الداجوني على محمد بن الصوري ، وقرأ الصوري على ابن ذكوان (١).

خ ـ طريق ابن الحويرس (٢) والبيساني (٣) وابن مامويه (٤) :

قرأت بها على الشيخ أبي علي وأخبرني أنه قرأ بها على أبي عبد الله بن آذر بهرام ، وأخبره أنه قرأ على أبي بكر الشذائي ، وقرأ الشذائي على أبي بكر الداجوني ، وقرأ

__________________

موسى الضراب والفرج بن بشر الرصاص كذا سماه في المنهج والصواب : أنه أحمد بن محمد بن الحسن أبو الفرج. قرأ عليه أبو القاسم الهذلي وأبو علي غلام الهراس وأبو معشر الطبري والحسن بن الحسين اليزدي وإبراهيم بن إسماعيل بن غالب وأبو القاسم بن عبد الوهاب وأبو بكر بن محمد بن المفرج والشريف عبد القاهر وأبو الفتح الحداد. قال : الذهبي مسند القراء في زمانه تنقل في البلاد وجاور بمكة وعاش تسعين سنة أو دونها لا أعلم متى توفي إلا أنه كان حيا في سنة أربعين وأربعمائة سألت الإمام أبا حيان عنه فكتب إليّ إمام مشهور لا يسأل عن مثله وكان الأستاذ أبو علي عمر بن عبد المجيد الزيدي يصحف فيه فيقول الكازريني بتقديم الزاي.

قلت : وكتاب المبهج لسبط الخياط مشتمل على ما قرأ به عبد القاهر عليه وهو من أعلى ما وقع لنا في القراءات قرأ بمضمنه على من قرأت من أصحاب الصائغ بسنده وقرأته على أحمد بن محمد بن الحسين الشيرازي عن علي بن أحمد بن الكندي أنا سبط الخياط سماعا وتلاوة للكتاب قال : قرأت على الشريف عبد القاهر قرأت على الكارزيني وقول صاحب التجريد في رواية قالون من طريق الحلواني أنه قرأ على شيخه بسنده إلى الكارزيني وقرأ الكارزيني على ابن شنبوذ وهم ؛ فإن الكارزيني لم يدرك ابن شنبوذ وإنما قرأ على المطوعي عن ابن شنبوذ كما صرح به في المبهج.

(١) طريقه هذه ـ رحمه‌الله ـ عن أبي علي عن ابن آذر بهرام الكارزيني عن طريق الشذائي عن الداجوني الكبير عن الصوري عن ابن ذكوان وثقها ابن الجزري في نشره. النشر (١ / ٢٢٠).

(٢) إسماعيل بن الحويرس ويقال : ابن الحويرسي أبو علي الدمشقي. قرأ على هشام وابن ذكوان. قرأ عليه أبو بكر محمد بن أحمد بن عمر الداجوني وحده.

(٣) محمد بن أحمد بن محمد بن عبد الله أبو بكر البيساني ، كذا سماه الذهبي وابن سوار وغيرهما وقيل : أبو محمد أحمد بن محمد بن عبد الله ، أخذ القراءة عرضا عن هشام بن عمار وعبد الله بن ذكوان وقرأ باختيار أبي عبيد عليه ، روى القراءة عنه أبو بكر محمد بن أحمد بن عمر الداجوني. قال : الذهبي لا أعلم أحدا قرأ عليه غيره. قلت : بل روى عنه القراءة عرضا هارون بن موسى الأخفش عن أبي عبيد باختياره.

(٤) أحمد بن محمد بن مامويه أبو الحسن الدمشقي. قرأ على هشام وابن ذكوان. قرأ عليه أبو بكر محمد بن أحمد بن عمر الداجوني ونسبه وكناه ولا نعلم أحدا روى عنه غيره.

٧٧

الداجوني على أبي محمد أحمد بن محمد البيساني وأبي علي إسماعيل بن الحويرس وأبي الحسن أحمد بن مامويه ، وقرءوا على ابن ذكوان ، وقرأ ابن ذكوان على أيوب بن تميم القارئ (١) ، وقرأ أيوب على يحيى بن الحارث الذماري (٢) ، وقرأ يحيى على أبي عمران عبد الله بن عامر بن حمير ، ولي القضاء بعد بلال بن أبي الدرداء.

__________________

(١) أيوب بن تميم بن سليمان بن أيوب أبو سليمان التميمي الدمشقي ضابط مشهور ولد في أول سنة عشرين ومائة. قرأ على يحيى بن الحارث الذماري وهو الذي خلفه بالقيام في القراءة بدمشق. قرأ عليه عبد الله بن ذكوان وروى القراءة عنه هشام وعرضا أيضا وعبد الحميد بن بكار والوليد بن عتبة وأبو مسهر عبد الأعلى بن مسهر الغساني. قال : ابن ذكوان. قلت : له أنت تقرأ بقراءة يحيى بن الحارث قال : نعم أقرأ بحروفها كلها إلا قوله جِبِلًّا في يس ؛ فإنه رفع الجيم وأنا أكسرها ، توفي سنة ثمان وتسعين ومائة وقال القاضي أسد بن الحسين سنة تسع عشرة ومائتين في أيام المعتصم وله تسع وتسعون سنة وشهران.

(٢) يحيى بن الحارث بن عمرو بن يحيى بن سليمان بن الحارث أبو عمرو ويقال : أبو عمر ويقال : أبو عليم الغساني الذماري ، ثم الدمشقي ، إمام الجامع الأموي وشيخ القراءة بدمشق بعد ابن عامر يعد من التابعين ، لقي واثلة بن الأسقع وروى عنه وقرأ عليه كما سيأتي وذمار قرية من اليمن على مرحلتين من صنعاء أبوه منها ، أخذ القراءة عرضا عن عبد الله بن عامر وهو الذي خلفه في القيام بها في الشام وعلى نافع بن أبي نعيم وحدّث عن واثلة بن الأسقع ويقال : قرأ عليه وأما الحافظ أبو القاسم بن عساكر فقال : أدرك واثلة وقرأ عليه وروى عن سعيد بن المسيب وسالم بن عبد الله وأبي الأشعث الصنعاني ، روى عنه القراءة عرضا سعيد بن عبد العزيز وهو من أصحاب ابن عامر وثور بن يزيد وسويد بن عبد العزيز وهشام بن الغازي ويحيى بن حمزة ومحمد بن شعيب بن سابور وهبة بن الوليد وصدقة بن عبد الله والوليد بن مسلم وأيوب بن تميم وعراك بن خالد وأيوب بن مدرك ومدرك بن سعد وحدث عنه الأوزاعي وصدقة بن خالد وله اختيار في القراءة خالف فيه ابن عامر رويناه في كتاب الكامل ، سئل عنه أبو حاتم فقال : ثقة كان عالما بالقراءة في دهره بدمشق وقال ابن معين : هو ثقة. وقال أيوب بن تميم كان يحيى بن الحارث يقف خلف الأئمة لا يستطيع أن يؤمّ من الكبر كان يرد عليهم إذا غفلوا قرأت على محمد بن أحمد الأستاذ عن ست الدار الإسكندرية عن إبراهيم بن محمد عن محمد بن سعيد عن أحمد بن محمد عن عثمان بن سعيد ثنا طاهر بن غلبون ثنا عبد الله بن محمد ثنا أحمد بن أنس ثنا هشام بن عمار ثنا سويد بن عمر بن عبد العزيز قال : سألت يحيى بن الحارث عن عدد آي القرآن فأشار إلي بيده ستة آلاف ومائتان وست وعشرون بيده اليسار ، مات سنة خمس وأربعين ومائة وله تسعون سنة ومن قال : سبعون فهو تصحيف.

٧٨

وقرأ ابن عامر على جماعة : مثل أبي الدرداء (١) ، وواثلة بن الأسقع (٢) والنعمان بن بشير (٣) ، وأسند قراءته إلى المغيرة بن أبي شهاب المخزومي (٤) ، وقرأ المغيرة على أمير المؤمنين عثمان بن عفان رضي الله عنه ، وقرأ عثمان على سيدنا رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم.

وأما قراءة

٥ ـ أبي عمرو (٥)

__________________

(١) عويمر بن زيد ويقال : ابن عبد الله ويقال : ابن ثعلبة ويقال : ابن عامر بن غنم أبو الدرداء الأنصاري الخزرجي حكيم هذه الأمة وأحد الذين جمعوا القرآن حفظا على عهد النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم بلا خلاف ولي قضاء دمشق وهو أول قاض وليها وكان من العلماء الحكماء الذين يشفون من الداء ، عرض عليه عبد الله بن عامر اليحصبي فيما قطع به الداني ورويناه عن الجماعة وزوجه أم الدرداء الصغرى التي عرض عليها عطية بن قيس الكلابي وعرض عليه القرآن أيضا خليد بن سعد وراشد بن سعد وخالد بن معدان. قال : سويد بن عبد العزيز كان أبو الدرداء رضي الله عنه إذا صلى الغداة في جامع دمشق اجتمع الناس للقراءة عليه فكان يجعلهم عشرة عشرة وعلى كل عشرة عريفا ويقف هو في المحراب يرمقهم ببصره فإذا غلط أحدهم رجع إلى عريفهم فإذا غلط عريفهم رجع إلى أبي الدرداء فسأله عن ذلك وكان ابن عامر عريفا على عشرة فلما مات أبو الدرداء خلفه عامر وعن مسلم بن مشكم قال : قال لي أبو الدرداء أعدد من يقرأ عندي القرآن فعددتهم ألفا وستمائة ونيفا وكان لكل عشرة منهم مقرئ أبو الدرداء يكون عليهم قائما وإذا أحكم الرجل منهم تحول إلى أبي الدرداء رضي الله عنه ، توفي سنة اثنتين وثلاثين ولم يخلف بعده بالشام مثله.

(٢) هو واثلة بن الأسقع الليثي من أهل الصفة ، أخذ القراءة عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم. قرأ عليه عبد الله بن عامر وغيره ، توفي سنة خمس وثمانين وله ثمان وتسعون سنة. انظر الإصابة (٣ / ٦٢٦) ، معرفة القراء (١ / ٦٧) ، الطبقات (٢ / ٣٥٨).

(٣) هو الصحابي الجليل النعمان بن بشير بن سعد بن ثعلبة الأنصاري الخزرجي له ولأبيه صحبة ، روى عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم وعن عمر وعائشة ، رضي الله عنهما ، روى عنه ابنه محمد والشعبي وغيرهما وحدث عنه عبد الله بن عامر. قتل سنة خمس وستين في مستهل خلافة معاوية بن يزيد. الإصابة (٣ / ٥٥٩) ، الاستيعاب (٣ / ٥٥٠) ، المعرفة (١ / ٦٧).

(٤) هو المغيرة بن أبي شهاب عبد الله بن عمرو بن المغيرة بن ربيعة بن عمرو بن المخزوم أبو هاشم المخزومي الشامي ، أخذ القراءة عرضا عن عثمان بن عفان رضي الله عنه وأخذ عنه القراءة عرضا عبد الله بن عامر ، مات سنة إحدى وتسعين. المعرفة (١ / ٤٣) ، الطبقات (٢ / ٣٠٥).

(٥) أبو عمرو بن العلاء المازني المقرئ النحوي البصري الإمام مقرئ أهل البصرة اسمه زبان على الأصح وقيل : العريان وقيل : يحيى وقيل : محبوب وقيل : جنيد وقيل : عيينة وقيل : عثمان وقيل :

٧٩

__________________

عياد وهو أبو عمرو بن العلاء بن عمار بن العريان وقيل : ابن العلاء بن عمار بن عبد الله بن الحصين بن الحارث بن جلهم بن خزاعي بن مازن بن مالك بن عمرو بن تميم التميمي ، ثم المازني وقال الأصمعي وعمر بن شبة اسمه كنيته وعن الأصمعي رواية أخرى قال : اسمه زبان وله إخوة سفيان ومعاذ وأبو حفص عمر ولد أبو عمرو سنة ثمان وستين وقيل : سنة سبعين وأخذ القراءة عن أهل الحجاز وأهل البصرة فعرض بمكة على مجاهد وسعيد بن جبير وعطاء وعكرمة بن خالد وابن كثير وقيل : إنه قرأ على أبي العالية الرياحي ولم يصح مع أنه أدركه وأدرك من حياته نيفا وعشرين سنة وقيل : إنه عرض بالمدينة على أبي جعفر ويزيد بن رومان وشيبة وعرض بالبصرة على يحيى بن يعمر ونصر بن عاصم والحسن وغيرهم وحدث عن أنس بن مالك وعطاء بن أبي رباح ونافع وأبي صالح السمان قرأ عليه خلق كثير منهم يحيى بن المبارك اليزيدي وعبد الوارث التنوري وشجاع البلخي وعبد الله بن المبارك وأخذ عنه القراءة أو الحديث والآداب أبو عبيدة والأصمعي وشبابة ويعلى بن عبيد والعباس بن الفضل ومعاذ بن معاذ وسلام أبو المنذر وعلي بن نصر الجهضمي ومحبوب بن الحسن ومعاذ بن مسلم النحوي وهارون بن موسى وعبيد بن عقيل قال : أبو عمرو الداني يقال إنه ولد بمكة سنة ثمان وستين ونشأ بالبصرة ومات بالكوفة وإليه انتهت الإمامة في القراءة بالبصرة قال : الأصمعي سمعت أبا عمرو يقول : كنت رأسا والحسن البصري حي وقال اليزيدي كان أبو عمرو قد عرف القراءات فقرأ من كل قراءة بأحسنها وبما يختار العرب وبما بلغه من لغة النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم وجاء تصديقه في كتاب الله عزوجل وروى اليزيدي عن أبي عمرو قال : سمع سعيد بن جبير قراءتي فقال : الزم قراءتك هذه وقال أبو عبيد حدثني شجاع بن أبي نصر وكان صدوقا قال : رأيت النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم في المنام فعرضت عليه أشياء من قراءة أبي عمرو فما رد علي إلا حرفين أحدهما وَأَرِنا مَناسِكَنا والأخير قوله ما نَنْسَخْ مِنْ آيَةٍ أَوْ نُنْسِها ؛ فإن أبا عمرو كان قراءته أو ننسأها وقال ابن مجاهد حدثني جعفر بن محمد قال : محمد بن بشير قال : سفيان بن عيينة رأيت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم فقلت يا رسول الله قد اختلفت علي القراءات فبقراءة من تأمرني أن أقرأ فقال : اقرأ بقراءة أبي عمرو بن العلاء وقال : وهب بن جرير قال لي شعبة تمسك بقراءة أبي عمرو ؛ فإنها ستصير للناس إسنادا وقال الأصمعي سمعت أبا عمرو يقول : لو لا أنه ليس لي أن أقرأ إلا بما قرئ به لقرأت حرف كذا وحرف كذا وسمعته يقول : خذ الخير من أهله ودع الشر لأهله وقال : وكيع قدم أبو عمرو بن العلاء الكوفة فاجتمعوا إليه كما اجتمعوا على هشام بن عروة وقال أبو العيناء عن أبي عبيدة كان أبو عمرو أعلم الناس بالقرآن والعربية وأيام العرب والشعر وأيام الناس وكذلك قال أبو العيناء عن الأصمعي قال لي أبو عمرو لو تهيأ لي أن أفرغ ما في صدري من العلم في صدرك لفعلت لقد حفظت في علم القرآن أشياء لو كتبت ما قدر الأعمش على حملها ولو لا أن ليس لي أن أقرأ إلا بما قرئ لقرأت كذا وكذا وذكر حروفا قال : إبراهيم الحربي وغيره كان أبو عمرو من أهل السنة وقال اليزيدي ومحمد بن حفص تكلم عمرو بن عبيد في الوعيد سنة فقال : أبو عمرو إنك لألكن الفهم إذ صيرت الوعيد الذي في أعظم شيء مثله في أصغر شيء

٨٠