قائمة الکتاب

إعدادات

في هذا القسم، يمكنك تغيير طريقة عرض الكتاب
بسم الله الرحمن الرحيم

تفسير نور الثقلين [ ج ٢ ]

تفسير نور الثقلين [ ج ٢ ]

364/571
*

عزوجل : (ارْكَبُوا فِيها بِسْمِ اللهِ مَجْراها وَمُرْساها) يقول : مجريها اى مسيرها ومرسيها اى موقفها ، فدارت السفينة ونظر نوح الى ابنه يقع ويقوم ، فقال له : (يا بُنَيَّ ارْكَبْ مَعَنا وَلا تَكُنْ مَعَ الْكافِرِينَ) فقال ابنه : كما حكى الله عزوجل : (سَآوِي إِلى جَبَلٍ يَعْصِمُنِي مِنَ الْماءِ) فقال نوح عليه‌السلام (لا عاصِمَ الْيَوْمَ مِنْ أَمْرِ اللهِ إِلَّا مَنْ رَحِمَ) ثم قال نوح عليه‌السلام : (رَبِّ إِنَّ ابْنِي مِنْ أَهْلِي وَإِنَّ وَعْدَكَ الْحَقُّ وَأَنْتَ أَحْكَمُ الْحاكِمِينَ) فقال الله عزوجل (يا نُوحُ إِنَّهُ لَيْسَ مِنْ أَهْلِكَ إِنَّهُ عَمَلٌ غَيْرُ صالِحٍ فَلا تَسْئَلْنِ ما لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنِّي أَعِظُكَ أَنْ تَكُونَ مِنَ الْجاهِلِينَ) فقال نوح عليه‌السلام كما حكى الله عزوجل (رَبِّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ أَنْ أَسْئَلَكَ ما لَيْسَ لِي بِهِ عِلْمٌ وَإِلَّا تَغْفِرْ لِي وَتَرْحَمْنِي أَكُنْ مِنَ الْخاسِرِينَ) فكان كما حكى الله عزوجل (وَحالَ بَيْنَهُمَا الْمَوْجُ فَكانَ مِنَ الْمُغْرَقِينَ) فقال ابو عبد الله عليه‌السلام : فدارت السفينة وضربتها الأمواج حتى وافت مكة ، وطافت ثم بالبيت وغرق جميع الدنيا الا موضع البيت ، وانما سمى البيت العتيق لأنه أعتق من الغرق ، فبقي الماء ينصب من السماء أربعين صباحا ، ومن الأرض العيون حتى ارتفعت السفينة فمسحت السماء ، قال : فرفع نوح عليه‌السلام يده فقال : «يا رهمان انفر» وتفسيرها يا رب احبس ، فأمر الله عزوجل الأرض ان تبلغ ماءها وهو قوله عزوجل : (يا أَرْضُ ابْلَعِي ماءَكِ وَيا سَماءُ أَقْلِعِي) اى أمسكي (وَغِيضَ الْماءُ وَقُضِيَ الْأَمْرُ وَاسْتَوَتْ عَلَى الْجُودِيِ) فبلعت الأرض ماؤها فأراد ماء السماء ان يدخل في الأرض فامتنعت الأرض من قبولها : وقالت : انما أمرني الله عزوجل ان ابلع مائى فبقي ماء السماء على وجه الأرض واستوت السفينة على جبل الجودي وهو بالموصل جبل عظيم ، فبعث الله عزوجل جبرئيل فساق الماء الى بحار حول الدنيا.

١١٩ ـ في تهذيب الأحكام باسناده الى المفضل بن عمر عن أبي عبد الله عليه‌السلام حديث طويل يقول فيه : ان الله عزوجل اوحى الى نوح عليه‌السلام وهو في السفينة ان يطوف بالبيت أسبوعا ، فطاف بالبيت كما اوحى اليه ، ثم نزل في الماء الى ركبتيه فاستخرج تابوتا فيه عظام آدم عليه‌السلام ، فحمله في جوف السفينة حتى طاف ما شاء الله ان يطوف ، ثم ورد الى باب الكوفة في وسط مسجدها ، ففيها قال الله تعالى للأرض : «ابلعي ماءك» فبلعت ماءها