قائمة الکتاب

إعدادات

في هذا القسم، يمكنك تغيير طريقة عرض الكتاب
بسم الله الرحمن الرحيم

تفسير نور الثقلين [ ج ٢ ]

تفسير نور الثقلين [ ج ٢ ]

316/571
*

تعالى لفرعون ما بين الكلمتين أربعين سنة ثم (فَأَخَذَهُ اللهُ نَكالَ الْآخِرَةِ وَالْأُولى) ، وكان بين ان قال الله عزوجل لموسى وهارون : (قَدْ أُجِيبَتْ دَعْوَتُكُما) وبين ان عرفه الاجابة أربعون ثم قال : قال جبرئيل عليه‌السلام : نازلت ربي في فرعون منازلة شديدة ، فقلت : يا رب تدعه وقد قال : (أَنَا رَبُّكُمُ الْأَعْلى)؟ فقال : انما يقول مثل هذا عبد مثلك.

١١٧ ـ في أصول الكافي ابن ابى عمير عن هشام بن سالم عن أبي عبد الله عليه‌السلام قال : بين قول الله عزوجل : (قَدْ أُجِيبَتْ دَعْوَتُكُما) وبين أخذ فرعون ، أربعين عاما.

١١٨ ـ على بن إبراهيم عن أبيه عن النوفلي عن السكوني عن أبي عبد الله عليه‌السلام قال : قال النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله : دعا موسى وأمن هارون عليهما‌السلام وأمنت الملائكة فقال الله تعالى : (قَدْ أُجِيبَتْ دَعْوَتُكُما فَاسْتَقِيما) ومن غزا في سبيل الله استجبت له كما استجبت لكما يوم القيمة.

١١٩ ـ في عيون الاخبار باسناده الى إبراهيم بن محمد الهمداني قال : قلت لأبي الحسن الرضا عليه‌السلام : لأي علة غرق الله تعالى فرعون وقد آمن به وأقر بتوحيده قال : لأنه آمن عند رؤية البأس ، والايمان عند رؤية البأس غير مقبول ، وذلك حكم الله تعالى ذكره في السلف والخلف ، قال الله تعالى : (فَلَمَّا رَأَوْا بَأْسَنا قالُوا آمَنَّا بِاللهِ وَحْدَهُ وَكَفَرْنا بِما كُنَّا بِهِ مُشْرِكِينَ فَلَمْ يَكُ يَنْفَعُهُمْ إِيمانُهُمْ لَمَّا رَأَوْا بَأْسَنا) وقال عزوجل : (يَوْمَ يَأْتِي بَعْضُ آياتِ رَبِّكَ لا يَنْفَعُ نَفْساً إِيمانُها لَمْ تَكُنْ آمَنَتْ مِنْ قَبْلُ أَوْ كَسَبَتْ فِي إِيمانِها خَيْراً) وهكذا فرعون لما (أَدْرَكَهُ الْغَرَقُ قالَ آمَنْتُ أَنَّهُ لا إِلهَ إِلَّا الَّذِي آمَنَتْ بِهِ بَنُوا إِسْرائِيلَ وَأَنَا مِنَ الْمُسْلِمِينَ) فقيل له (آلْآنَ وَقَدْ عَصَيْتَ قَبْلُ وَكُنْتَ مِنَ الْمُفْسِدِينَ فَالْيَوْمَ نُنَجِّيكَ بِبَدَنِكَ لِتَكُونَ لِمَنْ خَلْفَكَ آيَةً). وقد كان فرعون من قرنه الى قدمه في الحديد قد لبسه على بدنه فلما غرق ألقاه الله تعالى على نجوة (١) من الأرض ببدنه ليكون لمن بعده علامة فيرونه مع تثقله بالحديد على مرتفع من الأرض ، وسبيل الثقل أن يرسب ولا يرتفع ، فكان ذلك آية وعلامة ، ولعلة اخرى أغرقه الله تعالى وهي انه استغاث بموسى لما أدركه الغرق و

__________________

(١) النجوة : ما ارتفع من الأرض.