الخليل بن أحمد الفراهيدي
المحقق: الدكتور مهدي المخزومي والدكتور ابراهيم السامرّائي
الموضوع : اللغة والبلاغة
الناشر: مؤسسة دار الهجرة
الطبعة: ٢
الصفحات: ٣٧٦
حاول منه العرض طولا سلهبا |
|
أكتد دُعْمِيّ الحوامي جسربا |
ودُعْمِيّ كل شيء أشده وأكثره.
والدَّعْم : تقوية الشيء الواهن ، نحو : الحائط المائل فتَدْعَمه بدِعامَة من خلفه ، وبه يشبه الرجل السيد يقال : دِعامَة العشيرة ، أي : به يتقوون. ودَعَائِم الأمور : ما كان قوامها.
معد :
المَعِدَة : [ما](١٥) يستوعب الطعام من الإنسان ، والمِعْدَة لغة. قال : (١٦)
معدا وقل لجارتيك تمعدا |
|
إني أرى المعد عليها أجودا |
قال هذا ساق يسقي إبله فاستعان بجاريته إذ لا أعوان له يقول : امعدْ وناد جاريتك.
والمَعْدُ : أن تأخذ الشيء من الرجل ويأخذه منك.
والمَعْدُ : نزع الماء من البئر.
ومُعِدَ الرجل فهو [ممعود (١٧)] ، أي : دويت معدته فلم يستمرىء ما يأكل واشتكاها.
ويجوز جمعه على المِعَد.
مَعَدّ : اسم أبي نزار.
والتَّمَعْدُد : الصبر على عيشهم في سفر وحضر. تَمَعْدَدَ فلان. وكذلك إذا عاد إليهم بعد التحول عنهم إلى غيرهم.
__________________
(١٥) زيادة اقتضاها السياق.
(١٦) لم نهتد إلى القائل ولا إلى القول في المراجع.
(١٧) ص ، ط : معمود. س : معود.
والمَعَدُّ مشددة الدال : اللحم الذي تحت الكتف ، أو أسفل منه قليلا ، من أطيب لحم الجنب (١٨).
ويقال : المَعَدَّان من الفرس ما بين كتفيه إلى مؤخر متنيه. قال ابن أحمر (١٩) :
وإما زال سرج عن معدّ |
|
وأجدر بالحوادث أن تكونا |
وقال (٢٠) :
وكأنما تحت المَعَدِّ ضئيلة |
|
ينفي رقادك لدغها وسمامها |
ومثل تضربه العرب : قد يأكل المعدّيّ أكل السوء ، وهو في الاشتقاق يخرج على مفعل ، وعلى تقدير فعل على مثال علد ونحوه ، ولم يشتق منه فعل.
مَعْدَان : اسم رجل ، ولو اشتق منه من سعة المعدة فقيل : معدان واسع المعدة لكان صوابا.
والمُعَيْدِيّ : رجل من كنانة صغير الجثة عظيم الهيبة قال له النعمان : أن تسمع بالمُعَيْدِيّ خير من أن تراه فذهب مثلا.
والمَعْد : الجذب. مَعَدْتُهُ مَعْداً. ويقال : امْعَدْ دلوك ، أي : انزعها وأخرجها من البئر. قال الراجز (٢١) :
يا سعد يا ابن عمل يا سعد |
|
هل يروين ذودك نزع مَعْد |
__________________
(١٨) س : الجيب ، وهو تصحيف.
(١٩) البيت في التهذيب ٢ / ٢٦١ والرواية فيه : فإما زل.
(٢٠) البيت في التهذيب ٢ / ٢٦١ ، والرواية فيه : سمها وسمامها.
وفي اللسان (معد) والرواية فيه : سمها وسماعها.
(٢١) القائل : (أحمد بن جندل السعدي) كما في المحكم ٢ / ٣٠ واللسان (معد). غير أن الرواية في اللسان : يا ابن عمر. والثاني في التهذيب ٢ / ٢٥٩ بدون عزو.
والمَعْد : الغض من الثمار.
والتَّمَعْدُد : التردد في اللصوصية.
دمع :
دَمِعَت العين تَدْمَعُ دَمَعاً ودَمْعاً ودُمُوعاً. من قال : دَمِعَت قال : دَمَعاً ، ومن قال : دَمَعَت قال : دَمْعاً. وعين دامِعة ، والدَّمْع : ماؤها. والدَّمْعَة القطرة. والمَدْمَع : مجتمع الدَّمْع في نواحيها. يقال : فاضت مَدَامِعِي ومَدَامِع عيني.
والماقيان من المَدَامِع ، وكذلك المؤخران. وامرأة دَمِعَة : سريعة الدَّمْعَة والبكاء ، وإذا قلت : ما أكثر دَمْعَتَها خففت ، لأن ذلك تأنيث الدَّمْع. قال (٢٢) :
قد بليت مهجتي وقد قرح المد |
|
مع ... |
ويقال للماء الصافي : كأنه دمعة.
والدَّمَّاع من الثرى ما تراه يتحلب عنه الندى ، أو يكاد. قال (٢٣) :
من كل دَمَّاع الثرى مطلل |
|
يثرن صيفي الظباء الغفل |
ودُمَّاع الكرم ما يسيل منه أيام الربيع.
والدَّمَّاع : ما تحرك من رأس الصبي إذا ولد ما لم (٢٤) يشتد ، وهي اللماعة والغاذية أيضا.
وشجة دامِعة : تسيل دما.
__________________
(٢٢) هكذا في النسخ ولم نقف عليه في المراجع التي بين أيدينا.
(٢٣) لم نهتد إلى القائل. والأول في المحكم ٢ / ٣٢ وفي اللسان (دمع) بلا عزو أيضا.
(٢٤) نفس المصدر السابق.
باب العين والتاء والذال معهما
ذ ع ت يستعمل فقط
ذعت :
ذَعَتُ فلانا أَذْعَتُه ذَعْتاً إذا أخذت برأسه ووجهه فمعكته في التراب معكا كأنك تغطه في الماء ، ولا يكون الذَّعْت إلا كذلك.
ويقال : الذَّعْتُ : الخنق. ذَعَتُّهُ : خنقته ، حتى قتلته.
باب العين والتاء والراء معهما
ع ت ر ـ ت ر ع ـ ر ت ع مستعملات
عتر :
عَتَرَ الرمح يَعْتِرُ عَتْراً وعَتَراناً ، أي : اضطرب وتراءد في اهتزاز. قال (١) :
من كل خطي إذا هز عَتَر
والعَتِيرَة : شاة تذبح ويصب دمها [على رأ](٢) س الصنم. والعاتِر : الذي يَعْتِرُ شاة ، يفعلونه في الجاهلية ، وهي المَعتورة. قال (٣) :
فخر صريعا مثل عاتِرة النسك
أراد الشاة المَعتورة. وربما أدخلوا الفاعل على المفعول إذا جعلوه صاحب واحد ذلك الوصف. كقولهم : أمر عارف ، أي : معروف ، ولكن أرادوا أمرا ذا معرفة ، كما تقول : رجل كاس ، أي : ذو كسوة ، ونحوه وقوله : (فِي عِيشَةٍ راضِيَةٍ)(٤) ، أي : مرضية. وجمعه عَتَائِر وعَتِيرات. قال (٥) :
عَتائِر مظلوم الهدي المذبح
__________________
(١) الرجز في المحكم ٢ / ٣٢. بلا عزو.
(٢) تتمة من اللسان (عتر) وهي في الأصل (ص) : بياض. في ط : ومهلهل. وفي س : مهلهد.
(٣) لم نهتد إلى القائل. والشطر في التهذيب ٢ / ٢٦٣ وفي المحكم ٢ / ٣٢.
(٤) سورة القارعة ٧.
(٥) لم نهتد إلى القائل ولا القول.
وأما العِتْر فاختلف فيه. قالوا : العِتْر مثل الذبح ، ويقال : هو الصنم الذي كان تُعْتَرُ له العَتائِر في رجب. قال زهير (٦) :
كناصب العِتْر دمى رأسه النسك
يصف صقرا وقطاة ، ويروى : كمنصب العِتْر ... ، يقول : كمنصب ذلك الصنم أو الحجر الذي يدمى بدم العَتِيرة. ومن روى : كناصب العِتْر ... يقول : إن العاتِر إذا عَتَرَ عَتِيرَته دمى نفسه ونصبه إلى جنب الصنم فوق شرف من الأرض ليعلم أنه ذبح لذلك.
وعِتْرَة الرجل : أصله. وعِتْرَة الرجل أقرباؤه من ولده وولد ولده وبني عمه دِنْيا.
وعِتْرَة الثغر إذا رقت غروب الأسنان ونقيت وجرى عليها الماء فتلك العِتْرَة. ويقال : إن ثغرها لذو أشرة وعِتْرَة.
وعِتْرَة المسحاة : خشبتها التي تسمى يد المسحاة.
عِتْوَارة : اسم رجل من بني كنانة.
والعِتْرَة أيضا : بقلة إذا طالت قطع أصلها ، فيخرج منه لبن. قال (٧) :
فما كنت أخشى أن أقيم خلافهم |
|
لستة أبيات كما ينبت العِتْر |
لأنه إذا قطع أصله نبتتت من حواليه شعب ست أو ثلاث ، ولأن أصل العِتْر أقل من فرعه ، وقال : لا تكون العِتْرَة أبدا كثيرة إنما هن شجرات بمكان ، وشجرات بمكان لا تملأ الوادي ، ولها جراء شبه جراء العلقة. والعلقة شجرة يدبغ بها الأهب.
والعِتْرَة [نبتة (٨)] طيبة يأكلها الناس ويأكلون جراءها.
__________________
(٦) ديوانه ص ١٧٨. وصدر البيت فيه :
«فزل عنها ووافي رأس مرقبة»
(٧) البريق (عياض بن خويلد). ديوان الهذليين ٣ / ٥٩.
(٨) زيادة اقتضاها السياق.
ترع :
التَّرَع : امتلاء الإناء. تَرِعَ يَتْرَعُ تَرَعاً ، وأَتْرَعْتُهُ. قال جرير (٩) :
فهنا كم ببابه رادحات |
|
من ذرى الكوم مُتْرَعَات ركود |
وقال (١٠) :
فافترش الأرض بسيل أَتْرَعا
أي : ملأ الأرض ملء شديدا.
وقال بعضهم : لا أقول تَرِعَ الإناء في موضع الامتلاء ، ولكن أَتْرَعَ. ويقولون : تَرِعَ الرجل ، أي : اقتحم الأمور مرحا ونشاطا ، يَتْرَعُ تَرَعاً. قال (١١) :
الباغي الحرب يسعى نحوها تَرِعاً |
|
حتى إذا ذاق منها جاحما بردا |
ترعا ، أي : ممتلئا نشيطا ، جاحما ، أي : لهبا ووقودا.
وإنه لَمُتَتَرِّعٌ إلى كذا ، أي : متسرع. وقول رسول الله ص : إن منبري على تُرْعَةٍ من تُرَعِ الجنة (١٢). يقال : هي الدرجة ، ويقال : هي الباب ، كأنه قال : إن منبري على باب من أبواب الجنة. والتُّرْعَة ، والجماعة التُّرَع : أفواه الجداول تفجر من الأنهار فيها وتسكر إذا ساقوا الماء.
رتع :
الرَّتْع : الأكل والشرب في الربيع رغدا.
__________________
(٩) ليس في ديوانه ، ولم نقف عليه فيما بين أيدينا من مراجع.
(١٠) (رؤبة) ديوانه. أرجوزة ٣٣ ب ١٨٠ ص ٩٢.
(١١) لم نهتد إلى القائل ، والبيت في التهذيب ٢ / ٢٦٧ ، وفي اللسان (ترع).
(١٢) الحديث في التهذيب ٢ / ٢٦٦ والرواية فيه : إن منبري هذا ...
رَتَعَتِ الإبل رَتْعاً ، وأَرْتَعْتُها : ألقيتها في الخصب. قال العجاج (١٣) :
يرتاد من أربا لهن الرُّتَّعا
فأما إذا قلت : ارْتَعَتِ الإبل تَرْتَعِي فإنما هو تفتعل من الرعي نالت خصبا أو لم تنل ، والرَّتْع لا يكون إلا في الخصب ، وقال الفرزدق (١٤) :
ارعي فزارة ، لا هناك المَرْتَعُ
وقال الحجاج للغضبان : سمنت قال : أسمنني القيد والرَّتَعَة.
كما يقال : العز والمنعة والنجاة والأمنة. وقال (١٥) :
أبا جعفر لما توليت أرتعوا |
|
وقالوا لدنياهم أفيقي فدرت |
وقوم مُرْتِعُونَ ورَاتِعُونَ.
ورَتَعَ فلان في المال إذا تقلب فيه أكلا وشربا. وإبل رِتَاع.
__________________
(١٣) ليس في ديوانه.
(١٤) ديوانه ١ / ٤٠٨ وصدر البيت : ومضت لمسلمة الركاب مودعا. والرواية فيه فارعي.
(١٥) لم نهتد إلى القائل ولا إلى القول.
باب العين والتاء واللام معهما
ع ت ل ـ ت ل ع يستعملان فقط
عتل :
العَتَلَة : حديدة كحد فأس عريضة ليست بمتعقفة الرأس كالفأس ، ولكنها مستقيمة مع الخشبة ، في أصلها خشبة يحفر بها الأرض والحيطان.
ورجل عُتُلٌ أي : أَكول منوع.
والعَتْل : أن تأخذ بتلبيب رجل فَتَعْتِله ، أي : تجره إليك ، وتذهب به إلى حبس أو عذاب.
وتقول : لا أَنْعَتِلُ (١) معك ، أي : لا أنقاد معك.
وأخذ فلان بزمام الناقة فَعَتَلَها ، وذلك إذا قبض على أصل الزمام عند الرأس فقادها قودا عنيفا.
وقال بعضهم : العَتَلَة عصا من حديد ضخمة طويلة لها رأس مفلطح مثل قبيعة السيف مع البناة يهدمون بها الحيطان.
والعَتَلَة : الهراوة الغليظة من الخشب ، والجميع عَتَلٌ. قال الراجز (١٦) :
__________________
(١) هذا من س. في الأصل بياض ، وفي ط : (لأن المعتل) وهو تحريف.
(١٦) لم نهتد إليه.
وأينما كنت من البلاد |
|
فاجتنبن عرم الذواد |
وضربهم بالعَتَل الشداد |
يعني عرامهم وشرتهم.
تلع :
التَّلَع : ارتفاع الضحى. وتَلَعَ النهار ارتفع. قال (١٧) :
وكأنهم في الآل إذ تَلَعَ الضحى
وتَلَعَ فلان إذا أخرج رأسه من كل شيء كان فيه وهو شبه طلع ، غير أن طلع أعم.
وتَلَعَ الشاة يعني الثور ، أي : أخرج رأسه من الكناس.
وأَتْلَعَ رأسه ، فنظر إِتْلَاعاً ، لأن فعله يجاوز ، كما تقول : أطلع رأسه إطلاعا. قال ذو الرمة (١٨) :
كما أَتْلَعَتْ من تحت أرطى صريمة |
|
إلى نبأة الصوت الظباء الكوانس |
والأَتْلَع من كل شيء : الطويل العنق. والأنثى : تَلْعَاء.
والتَّلِع والترع هو الأَتْلَع ، لأن الفَعِل يدخل على الأَفْعَل. قال (١٩) :
وعلقوا في تَلِعِ الرأس خدب
يعني بعيرا طويل العنق.
وسيد تَلِعٌ ، ورجل تَلِعٌ ، أي كثير التلفت حوله.
ولزم فلان مكانه فما يَتَتَلَّع ، أي ما يرفع رأسه للنهوض ولا يريد البراح. قال أبو ذؤيب (٢٠) :
__________________
(١٧) لم نهتد إلى القائل ، والبيت في التاج ، وعجزه فيه :
سفن تعوم قد البست إجلالا
(١٨) ديوانه. ق ٣٦ ب ٢٣ ص ١١٢٧ ج ٢.
(١٩) الرجز في المحكم ٢ / ٣٧ ، واللسان (تلع).
(٢٠) ديوان الهذليين ١ / ٦.
فوردن والعيوق مقعد رابىء |
|
الضرباء فوق النظم لا يَتَتَلَّع |
ويقال : إنه لَيَتَتَالَعُ في مشيه إذا مد عنقه ورفع رأسه. ومُتَالِع : اسم جبل بالحمى. ومُتَالِع اسم موضع بالبادية. قال لبيد (٢١) :
درس المنا بمُتَالِعٍ فأبان |
|
فتقادمت بالحبس فالسوبان |
والتَّلْعَة : أرض مرتفعة غليظة ، وربما كانت مع غلظها عريضة يتردد فيها السيل ثم يدفع منها إلى تَلْعَة أسفل منها. قال النابغة (٢٢) :
فالتِّلَاع الدوافع
ويقال : التَّلْعَة مقدار قفيز من الأرض ، والذي يكون طويلا ولا يكون عريضا. والقرارة أصغر من (٢٣) التَّلْعَة ، والدمعة أصغر من ذلك. ورجل تَلِيع ، وجيد تَلِيع ، أي : طويل. قال :
جيد تَلِيعٍ تزينه الأطواق
__________________
(٢١) ديوانه. ق ١٦ ب ١ ص ١٣٨. المنا : منزل. والرواية فيه : وتقادمت.
(٢٢) ديوانه. ق ٣ ب ١ ص ٤٢. وتمام البيت :
عفا حسم من فرتنا فالفوارع |
|
فجنبا اريك فالتلاع الدوافع |
(٢٣) (الأعشى :) ديوانه. ق ٣٢ ب ٦ ص ٢٠٩. وتمامه فيه :
يوم تبدي لنا قتيلة عن جيـ |
|
يد تليع تزينة الأطواق |
باب العين والتاء والنون معهما
ع ن ت ـ ن ع ت ـ ن ت ع مستعملات ع ت ن ـ ت ن ع ـ
ت ع ن مهملات
عنت :
العَنَتُ : إدخال المشقة على إنسان. عَنِتَ فلان ، أي : لقي مشقة. وتَعَنَّتُّهُ تَعَنُّتاً ، أي : سألته عن شيء أردت به اللبس عليه والمشقة. والعظم المجبور يصيبه شيء فيُعْنِتُهُ إِعْنَاتاً ، قال (١) :
فأرغم الله الأنوف الرغما |
|
مجدوعها والعَنِتَ المخشما |
المخشم : الذي قد كسرت خياشيمه مرة بعد مرة.
والعَنَتُ : الإثم أيضا.
والعُنْتُوتُ: ما طال من الآكام كلها.
نعت :
النَّعْتُ : وصفك الشيء بما فيه. ويقال : النَّعْتُ وصف الشيء بما فيه إلى الحسن مذهبه ، إلا أن يتكلف متكلف ، فيقول : هذا نَعْت سوء. فأما العرب العاربة فإنما تقول لشيء إذا كان على استكمال النَّعْت : هو نَعْتٌ كما ترى ، يريد التتمة. قال :
أما القطاة فإني سوف أَنْعَتُها |
|
نَعْتاً يوافق نَعْتِي بعض ما فيها |
__________________
(١) (رؤبة) ديوانه ـ أرجوزة ٨٩ ب ١٤ ، ١٥ ص ١٨٤.
سكاء مخطومة في ريشها طرق |
|
حمر قوادمها سود خوافيها (٢) |
البيتان لامرىء القيس (٣). ويقال : صلماء (٤) أصح من سكاء ، لأن السكك قصر في الأذن. فلو قال : صلماء لأصاب.
و [النَّعْت](٥) : كل شيء كان بالغا. تقول : هو نَعْت ، أي : جيد بالغ. والنَّعْت: الفرس (٦) الذي هو غاية في العتق والروع إنه لنَعْت ونَعِيت. وفرس نَعْتَة ، بيّنة النَّعَاتَة وما كان نَعْتا ، ولقد نَعِتَ ، أي : تكلف فعله. يقال : نَعِتَ نَعَاتَةً.
واسْتَنْعَتُّهُ ، أي استوصفته.
والنُّعُوت : جماعة النَّعْت ، كقولك : نَعْت كذا ونَعْت كذا.
وأهل النحو يقولون : النَّعْت خلف من الاسم يقوم مقامه.
نَعَتُّهُ أَنْعَتُهُ نَعْتاً ، فهو منعوتٌ.
نتع :
نَتَعَ العَرَق نُتُوعاً ، وهو مثل نبع ، إلا أن نَتَعَ في العرق أحسن.
__________________
(٢) البيتان في اللسان (طرق) بدون عزو والرواية فيه : «سود قوادمها صهب خوافيها» ومعهما بيتان آخران في التاج (طرق) نسبا في كتاب الطير لأبي حاتم إلى الفضل بن عبد الرحمن الهاشمي أو ابن عباس على الشك. وعن ابن الكلبي : هما للعباس بن يزيد بن الأسود. والرواية فيه : «سود قوادمها كدر خوافيها».
(٣) ليسا في ديوانه.
(٤) ط وس : سلماء بالسين وهو تصحيف.
(٥) زيادة اقتضاها السياق.
(٦) في النسخ الثلاث : والفرس النعت وما أثبتناه فمما اقتضاه السياق.
باب العين والتاء والفاء معهما
ع ف ت يستعمل فقط
عفت :
العَفْتُ في الكلام كاللكنة. عَفَتَ الكلامَ يَعْفِتُهُ عَفْتاً. وهو أن يكسره ، وهي عربية كعربية الأعجمي أو الحبشي أو السندي ونحوه إذا تكلف العربية. وقال ابن القرية : لا يعرف العربية هؤلاء الجراجمة الطمطمانيون الذين يَلْفتُونها لَفْتاً ويَعْفِتُونَها عَفْتاً.
باب العين والتاء والباء معهما
ع ت ب ـ ت ع ب ـ ت ب ع ـ ب ت ع
مستعملات
عتب :
العَتَبَة : أسكفة الباب. وجعلها إبراهيم ع كناية عن امرأة إسماعيل إذ أمره بإبدال عَتَبَتِهِ.
وعَتَبَاتُ الدرجة وما يشبهها من عَتَبَات الجبال وأشراف الأرض وكل مرقاة من الدرج عَتَبَة ، والجميع العَتَب.
وتقول : عَتِّبْ لنا عَتَبَةً ، أي : اتخذ عَتَبَاتٍ : أي : مرقيات.
والعَتَب ما دخل في أمر يفسده ويغيره عن الخلوص. قال خلف بن خليفة (١) :
فما في حسن طاعتنا |
|
ولا في سمعنا عَتَب |
وحمل فلان على عَتَبَة كريهة ، وعلى (٢) عَتَب كريه من البلاء والشر.
والعَتَب : التواء عند الضريبة. قال امرؤ القيس (٣) :
مجرب الوقع غير ذي عَتَب
__________________
(١) البيت في المحكم ٢ / ٤٠ ، وفي اللسان (عتب) غير منسوب.
(٢) في النسخ : وكل. وما أثبتناه فمن حكاية الأزهري عن الليث.
(٣) ليس في ديوانه. والبيت في المحكم ٢ / ٤٠ ، وفي اللسان (عتب) بدون عزو ، وصدر البيت فيهما :
أعددت للحرب صارما ذكرا
يصف السيف ، وقال المتلمس (٤) :
يعلى على العَتَب الكريه ويوبس
أي : يكره ويرد عليه. والفحل المعقول ، أو الظالع إذا مشى على ثلاث قوائم كأنه يقفز يقال : يَعْتِب عَتَبَاناً ، وكذلك الأقطع إذا مشى على خشبة ، وهذا تشبيه كأنه ينزو من عَتَبَة إلى عَتَبَة.
والعَتْبُ : الموجدة. عَتَبْتُ على فلان عَتْباً ومَعْتِبَة ، أي : وجدت [عليه]. قال(٥) :
عَتَبْتُ على جمل ولست بشامت |
|
بجمل وإن كانت بها النعل زلت |
وأَعْتَبَنِي ، أي ترك ما كنت أجد [عليه](٦) ورجع إلى [مرضاتي](٧) والاسم : العُتْبَى. تقول : لك العُتْبَى. والتَّعَاتُب إذا وصفا موجدتهما ، وكذلك المُعَاتَبَة إذا لامك واستزادك ، قال (٨) :
إذا ذهب العِتَاب فليس حب |
|
ويبقى الحب ما بقي العِتَاب |
وأعطاني فلان العُتْبَى ، أي أَعْتَبَنِي. قال (٩) :
لك العُتْبَى وحبايا خليلي
واسْتَعْتَبَ ، أي : طلب أن يُعْتَبَ.
__________________
(٤) الشطر في التهذيب ٢ / ٢٧٨ ، وفي اللسان (عتب) بدون عزو.
(٥) لم نهتد إليه.
(٦) زيادة اقتضاها السياق.
(٧) في الأصل ، أي : ص : مسراتي. في ط : في س : سيرتي.
(٨) البيت في اللسان (عتب) بدون عزو أيضا. والرواية فيه : ود ... الود.
(٩) لم نهتد إليه.
وما وجدت في قوله وفعله عَتَبَاناً ، إذا ذكر أنه قد أَعْتَبَكَ ، ولم ير لذلك بيان. قال أبو الأسود في الاسْتِعْتَاب (١٠) :
فعاتَبْتُهُ ثم راجعته |
|
عِتَاباً رفيقا وقولا أصيلا |
فألفيته غير مُسْتَعْتِبٍ |
|
ولا ذاكر الله إلا قليلا |
نصب ذكر الله على توهم التنوين ، أي : ذاكر الله. وعُتَيْبَة وعَتَّابَة من أسماء النساء ، وعُتْبَة وعَتَّاب ومُعَتِّب من أسماء الرجال (١١) وعَتِيب اسم قبيلة.
تعب :
التَّعَب : شدة العناء. والإعجال في السير والسوق والعمل.
تَعِبَ يَتْعَبُ تَعَباً. فهو تَعِبٌ. وأَتْعَبْته إِتْعاباً [فهو](١٢) مُتْعَب ، ولا يقال : متعوبٌ.
وإذا أعتب العظم المجبور ، وهو أول برئه قيل أُتْعِبَ ما أُعْتِبَ. قال ذو الرمة (١٣) :
إذا ما رآها رأية هيض قلبه |
|
بها كانهياض في المُتْعَبِ المتتمم |
يعني أنه تتمم جبره بعد الكسر.
__________________
(١٠) ديوان ص ٢٠٣ ورواية البيت الأول فيه :
فذكرته ثم عاتبته |
|
عتابا رقيقا وقولا جميلا |
(١١) أصل العبارة المحصورة بين الزاويتين هنا ، في النسخ : عتيبة من أسماء الناس وعتابة وعتيبة ومعتب وعيب اسم قبيلة وهي هنا مضطربة كما ترى ، وقد عدلت كما هي بين الزاويتين من حكايات اللغويين عن الليث أو عن الخليل في العين.
(١٢) زيادة اقتضاها السياق.
(١٣) ديوانه. ق ٣٨ ب ١٥ ص ١١٧٣ ج ٢. والرواية فيه :
والرواية فيه : إذا نال منها نظرة هيض قلبه ...
تبع :
التابِع : التالي (١٤) ، ومنه التَتَبُّع والمُتَابَعَة ، والاتِّبَاع ، يَتْبَعُهُ : يتلوه. تَبِعَه يَتْبَعُه تَبَعاً.
والتَّتَبُّع : فعلك شيئا بعد شيء. تقول : تَتَبَّعْت علمه ، أي : اتَّبَعْتُ آثاره.
والتَّابِعة : جنية تكون مع الإنسان تَتْبَعُه حيثما ذهب.
وفلان يُتَابِع الإماء ، أي : يزانيهنّ.
والمُتَابَعَة أن تُتْبِعَه هواك وقلبك. تقول : هؤلاء تَبَعٌ وأَتْبَاعٌ ، أي : مُتَّبِعُوك ومُتَابِعُوك على هواك.
والقوائم يقال لها تَبَعٌ. قال أبو دؤاد (١٥) :
وقوائم تَبَعٌ لها |
|
من خلفها زمع معلق |
يصف الظبية. وقال (١٦) :
يسحب الليل نجوما طلعا |
|
وتواليها بطيئات التَّبَع |
والتَّبِيع : العجل المدرك من ولد البقر الذكر ، لأنه يَتْبَع أمه بعدو. والعدد : أَتْبِعَة ، والجميع : أَتَابِيع.
وبقر مُتْبِع ، أي : خلفها تَبِيع.
وتَبِعْتُ شيئا ، واتَّبَعْتُ سواء.
__________________
(١٤) في ص : التا. وفي ط : الد. أما في س فقد سقطت هذه الكلمة منها.
(١٥) البيت في التهذيب ٢ / ٢٨٢. وفي المحكم ٢ / ٤٣ إلا أن الرواية فيه :
من خلفها ومع زوائد
وجاءت الروايتان كلتاهما في اللسان (تبع) على عادته في جمع الروايات.
(١٦) لم نهتد إليه.
وأَتْبَعَ فلان فلانا إذا تَبِعَه يريد شرا. قال الله عز ذكره : فَأَتْبَعَهُ (الشَّيْطانُ فَكانَ مِنَ الْغاوِينَ)(١٧).
والتَّتابُع ما بين الأشياء إذا فعل هذا على إثر هذا لا مهلة بينهما كتَتَابُع الأمطار والأمور واحدا خلف آخر ، كما تقول : تابَعَ بين الصلاة والقراءة ، وكما تقول : رميته بسهمين تِبَاعاً وولاء ونحوه.
قال (١٨) :
مُتابَعَة تذب عن الجواري |
|
تتابع بينها عاما فعاما |
والتَّبِيع : النصير (١٩).
والتَّبِعَة هي التَّبَاعَة ، وهو اسم الشيء الذي لك فيه بغية شبه ظلامة ونحوها.
والتُّبَّع والتُّبُّع : الظل ، لأنه مُتَّبَع حيثما زال. قال الفرزدق (٢٠) :
نرد المياه قديمة وحديثة |
|
ورد القطاة إذا اسمأل التُّبَّع |
والتُّبَّع ضرب من اليعاسيب ، أحسنها وأعظمها ، وجمعها : تَبَابِيع
تُبَّع : اسم ملك من ملوك اليمن ، وكان مؤمنا ، ويقال : تبت اشتق لهم هذا الاسم من تُبَّع ولكن فيه عجمة ، ويقال : هم من اليمن وهم من وضائع تُبَّع بتلك البلاد.
والتَّبِيع الذي له عليك مال يُتَابِعُك به ، أي : يطالبك.
__________________
(١٧) سورة الأعراف ١٧٥.
(١٨) لم نهتد إليه.
(١٩) بعده كلمة هكذا رسمت في النسخ : (المثام) ولم يقع لنا مفادها.
(٢٠) ليس في ديوانه والبيت في المحكم ٢ / ٤٣ منسوب إلى (الجهينية). وفي اللسان (تبع) منسوب إلى (سعدى الجهنية) ترثي أخاها أسعد.
والرواية فيهما :
يرد المياه حضيرة وتفيضة |
|
ورد القطاة إذا اسمال التبع |
وأَتْبَعْتُ فلانا على فلان ، أي : أحلته عليه ، ونحو ذلك.
بتع :
البِتْع والبِتَع معا : نبيذ يتخذ من العسل كأنه الخمر صلابة. وأما البَتِع فالشديد المفاصل والمواصل من الجسد. قال سلامة بن جندل (٢١) :
يرقى الدسيع إلى هاد له بَتِعٍ |
|
في جؤجؤ كمداك الطيب مخضوب |
أي : شديد موصول. وقال رؤبة : (٢٢)
وقصبا فعما وعنقا أَبْتَعا
أي : صلبا ، ويروى : ... أرسعا.
__________________
(٢١) ديوانه. ق ١ ب ١١ ص ١٠٦ والرواية فيه : ثم الدسيع.
(٢٢) ديوانه : (أبيات مفردات). رقمه ٥٧ ص ١٧٨. والرواية فيه : ورسغا ابتعا.