الخليل بن أحمد الفراهيدي
المحقق: الدكتور مهدي المخزومي والدكتور ابراهيم السامرّائي
الموضوع : اللغة والبلاغة
الناشر: مؤسسة دار الهجرة
الطبعة: ٢
الصفحات: ٣٧٦
باب العين والنون والميم معهما
ع ن م ، ن ع م ، م ع ن ، م ن ع مستعملات
عنم :
العَنَم : شجر من شجر السواك ، لين الأغصان لطيفها ، كأنها بنان جارية. الواحدة : عَنَمَة. ويقال : العَنَم : شوك الطلح.
والعَنَمة : ضرب من الوزغ مثل العظاية إلا أنها أحسن منها وأشد بياضا. قال رؤبة(١):
يبدين أطرافا لطافا عَنَمُه
نعم :
نَعِمَ يَنْعَم نَعْمَة فهو نَعِم ناعِم بيّن المَنْعَم. قال (٢) :
هذا أواني وأوانكنه |
|
ليس النَّعِيم دائما لكنه |
والنَّعْماء اسم النَّعْمَة. والنَّعِيم : الخفض والدعة. والنِّعْمَة : اليد الصالحة ، وأَنْعَمَ الله عليه.
__________________
(١) ديوانه ١٥٠.
(٢) لم نهتد إلى الراجز.
وجارية ناعِمة مُنَعَّمَة ، وأَنْعَمَ الله بك عينا ، ونَعِمَ بك عينا ، أي : أقر بك عين من تحب.
وتقول : نُعْمَة عين ، ونَعْماء عين ، ونُعَام عين. والنعْمَة : المسرة.
ونِعْمَ الرجل فلان ، وإنه لَنِعِمَّا وإنه لَنَعِيمٌ.
نَعَمْ : كقولك : بلى ، إلا أن نَعَمْ في جواب الواجب. والنُّعَامَى : اسم ريح الجنوب. قال (٣) :
مرته الجنوب فلم يعترف |
|
خلاف النُّعَامَى من الشام ريحا |
والنَّعام الذكر وهو الظليم.
والنَّعَامَة : الخشبة المعترضة على الرجامين تتعلق عليها البكرة ، وهما نَعَامَتان.
وزعموا أن ابن النَّعَامة من الطرق كأنه مركب النَّعَامة. قال (٤) :
ويكون مركبك القعود ورحله |
|
وابن النَّعَامة عند ذلك مركبي |
ويقال : ليس ابن النَّعَامة هاهنا الطريق ، ولكنه صدر القدم. وهو الطريق أيضا.
ويقال : قد خفت نَعَامَتُهم ، أي : استمر بهم السير.
والنَّعَم : الإبل إذا كثرت. وزعم المفسرون أن النَّعَم الشاء والإبل ، في قول اللهعزوجل: (وَمِنَ) الْأَنْعامِ (حَمُولَةً وَفَرْشاً)(٥).
والنَّعَائِم : من منازل القمر .. والأَنْعَمان : واديان.
وتقول : دققته دقا نِعِمَّا ، أي زدته على الدق. وأحسن وأَنْعَمَ ، أي زاد على الإحسان.
__________________
(٣) (أبو ذؤيب) ديوان الهذليين ١٣٢. وفيه (النعامى) مكان (الجنوب).
(٤) (عنترة) ديوانه ٣٣.
(٥) الأنعام ١٤٢.
يَنْعَمُ : حي من اليمن. نَعْمَانُ : أرض بالحجاز أو بالعراق.
وفلان من عيشه في نُعْمٍ.
نُعَيْمٌ ونُعْمَانُ : اسمان.
معن :
أَمْعَنَ الفرس ونحوه إِمْعَانا ، إذا تباعد يعدو. ومَعَنَ يَمْعَن مَعْنا أيضا.
والماعُون يفسر بالزكاة والصدقة. ويقال : هو أسقاط البيت ، نحو الفأس ، والقدر ، والدلو ..
مَعْنٌ : اسم رجل.
منع :
مَنَعْتُهُ أَمْنَعُهُ مَنْعا فامْتَنَعَ ، أي : حلت بينه وبين إرادته. ورجل مَنِيع : لا يخلص إليه ، وهو في عز ومَنَعَة ، ومنعة ـ يخفف ويثقل ، وامرأة مَنِيعة : مُتَمَنِّعَة لا تؤاتي على فاحشة ، قد مَنُعَت مَنَاعَة ، وكذلك الحصن ونحوه. ومَنُعَ مَنَاعَة (٦) إذا لم يرم. [ومَنَاعِ بمعنى امْنَعْ](٧) قال (٨) :
مَنَاعِها من إبل مَنَاعِها
__________________
(٦) من التهذيب ٣ / ١٩ عن العين.
(٧) من المحكم ٢ / ١٤٦ لتقويم العبارة.
(٨) لم يقع لنا الراجز ، وهو من شواهد الكتاب ١ / ١٢٣.
باب العين والفاء والميم معهما
ف ع م يستعمل فقط
فعم :
يقال : فَعُمَ فَعَامَة وفُعُومة ، فهو فَعْم ، أي : ملآن. قال كعب بن زهير (١) :
فَعْم مقلدها عبل مقيدها |
|
في خلقها عن بنات الفحل تفضيل |
وامرأة فَعْمَة الساق ، فَعُمَت فَعَامَة وفُعُومة ، أي : مستوية الكعب ، غليظة الساق. قال (٢) :
فَعْم [مخلخلها](٣) وعث مؤزرها |
|
عذب مقبلها طعم السدا فوها |
وأَفْعَمْت البيت بريح العود. وافْعَوْعَمَ النهر والبحر ، أي : امتلأ. قال (٤) :
مُفْعَوْعِمٌ صخب الآذي منبعق |
|
كأن فيه أكف القوم تصطفق |
يعني النهر. وأَفْعَمْته فهو مُفْعَم. وأَفْعَمَ المسك البيت.
وقوله في البيت الأول : ... طعم السدا ... : السدا : البلح.
__________________
(١) ديوانه ص ١٠ والرواية فيه :
«ضخم مقلدها تعم مقيدها»
(٢) المحكم ٢ / ١٤٧ واللسان (فعم).
(٣) من المحكم ٢ / ١٤٧ واللسان (فعم). في النسخ الثلاث : (مقلدها) ولعله سهو.
(٤) نسب في اللسان إلى (كعب) وليس في ديوان كعب بن زهير.
باب العين والباء والميم معهما
ع ب م يستعمل فقط
عبم :
العَبَام : الرجل الغليظ الخلق. في حمق عَبُمَ يَعْبُمُ عَبامَة [فهو عَبَام](١). قال (٢) :
فأنكرت إنكار الكريم ولم أكن |
|
كفدم عَبَام سيل نسيا فجمجما |
__________________
(١) من التهذيب ٢ / ٢١ عن العين.
(٢) لم نهتد إلى القائل ، ولم نقف على القول في غير الأصول.
باب الثلاثي المعتل
باب العين والهاء و (واي) معهما
ع وه ، ه و ع ، ه ي ع مستعملات
عوه :
التَّعْوِيه والتعريس : نومة خفيفة عند وجه الصبح.
عَوَّهْت تَعْوِيهاً. قال رؤبة (١) :
شأز بمن عَوَّهَ جدب المنطق |
|
تبدو لنا أعلامه بعد الغرق |
وتقول : عَوَّهْت بالجحش تَعْوِيهاً إذا دعوته ليلحق بك. تقول : عَوْهِ عَوْهِ.
وعَاهِ عَاهِ : زجر للإبل [لتحتبس](٢) وربما قالوا : عَيْهِ عَيْهِ ، وقد يقولون : عَهْ عَهْ ، وعَهْعَهْتُ بها.
وأَعَاهَ الزرع ، وأَعَاهَ القوم إذا أصاب زرعهم خاصة عاهَةٌ وآفة من اليرقان ونحوه فأفسده. قال : (٣)
قذف المجنب بالعَاهَات والسقم
وقال بعضهم : عِيهَ الزرع فهو مَعُوهٌ.
__________________
(١) ديوانه ١٠٤.
(٢) من التهذيب ٣ / ٢٢ في نقله عن العين.
(٣) لم نهتد إلى القائل ، ولا إلى تمام القول.
هوع :
هَاعَ يَهُوعُ هَوْعاً وهُوَاعا إذا جاءه القيء ومن غير تكلف. قال (٤) :
ما هاعَ عمرو حين أدخل حلقه |
|
يا صاح ريش حمامة بل قاء |
وإذا تكلف ذلك قيل : تَهَوَّعَ ، فما خرج من حلقه فهو هُواعة. تقول : لَأَهْوِعَنَّه أكله ، أي : لأستخرجن من حلقه ما أكل.
هيع :
الهاع : سوء الحرص. هَاعَ يَهَاعُ هَيْعة وهاعاً. وقال بعضهم : هاعَ يَهِيع هُيُوعا وهَيْعة وهَيَعَانا. وقال أبو قيس بن الأسلت (٥) :
الكيس والقوة خير من الإشفاق |
|
والفهة والهاع |
ورجل هاعٌ ، وامرأة هاعَةٌ إذا كان جبانا ضعيفا.
والهَيْعَة : الحيرة. رجل مُتَهَيِّع هائِع ، أي : حائر.
وطريق مَهْيَع ، مفعل من التَّهَيُّع ، وهو الانبساط ، ومن قال : فَعْيَل فقد أخطأ ، لأنه ليس في كلام العرب فعيل إلا وصدره مكسور نحو : حِذْيَم وعِثْيَر.
وبلد مَهْيَع أيضا ، أي ، واسع ، قال أبو ذؤيب :
فاحتثهن من السواء وماؤه |
|
بثر وعانده طريق مَهْيَع |
ويجمع مَهَايِع بلا همز.
__________________
(٤) لم نهتد إلى القائل.
(٥) المحكم ٢ / ١٥١ ، واللسان (هيع).
والسراب يَتَهَيَّع على وجه الأرض ، أي : ينبسط. تَهَيَّع السراب وانْهَاعَ انْهِياعا.
والهَيْعَة : أرض واسعة مبسوطة.
والهَيْعَة سيلان الشيء والمصبوب على وجه الأرض ، هاعَ يَهِيعُ هَيْعا.
وماء هائِع. والرصاص يَهِيع في المذوب.
وفي الحديث : كلما سمع هَيْعة طار إليها (٦). أي : صوتا يفزع منه ويخاف ، وأصله من الجزع.
__________________
(٦) اللسان (هيع) وتمام الحديث : خير الناس رجل ممسك بعنان فرسه في سبيل الله ، كلما سمع هيعة طار إليها. في (ط) : طاب وهو تصحيف.
باب العين والخاء و (واي) معهما
خ و ع يستعمل فقط
خوع :
الخَوْع : جبل أبيض بين الجبال ، قال رؤبة (٧) :
كما يلوح الخَوْع بين الأجبال
__________________
(٧) نسب البيت في الصحاح واللسان (خدع) إلى (رؤبة) أيضا ، وحكى اللسان عن ابن بري أنه (للعجاج).
باب العين والقاف و (واي) معهما
ع وق ، و ع ق ، ع ق و ، ق ع و ، وق ع ،
ع ق ي ، ع ي ق مستعملات
عوق :
عاقَه فَاعْتَاقَه وعَوَّقَه في الكثرة والمبالغة يَعُوقُه عَوْقا. قال أبو ذؤيب (٨) :
ألا هل إلى أم الخويلد مرسل |
|
بلى خالد إن لم تَعُقْه العَوَائِق |
والواحدة : عائِقة. وقال أمية بن أبي الصلت :
تعرف ذاك النفوس حتى إذا همت بخير عاقَت عَوَائِقها
ورجل عُوقَةٌ : ذو تَعْوِيق وتربيث للناس عن الخير ، ويجوز عقاني في معنى عاقَنِي على القلب قال (٩) :
لَعَاقَكَ عن دعاء الذئب عاقي
والعَوْق الذي لا خير فيه وعنده. قال رؤبة (١٠) :
__________________
(٨) ديوان الهذليين ١٥١ ، والرواية فيه : ألا هل أتى ام الحويرث ...
(٩) اللسان (عوق) غير منسوب أيضا ، وصدره :
«فلو أنى رميتك من قريب»
(١٠) ديوانه ١٧٣.
فداك منهم كل عَوْقٍ أصلد
والعَوَقَة : حي من اليمن. قال (١١) :
إني امرؤ حنظلي في أرومتها |
|
لا من عتيك ولا أخوالي العَوَقَة |
ويَعُوق : اسم صنم كان يعبد زمن نوح عليهالسلام. وعُوقٌ والدعوج. وعُوق : موضع بالحجاز. قال (١٢) :
فعُوقٌ فرماح فاللوى |
|
من أهله قفر |
ويقال : كان يَعُوق رجلا من صالحي أهل زمانه قبل نوح. فلما مات جزع عليه قومه فأتاهم الشيطان في صورة إنسان فقال : أمثله لكم في محرابكم حتى تروه كلما صليتم. ففعلوا ذلك. وشيعه من بعده من صالحيهم ، ثم تمادى بهم الأمر إلى أن اتخذوا تلك الأمثلة أصناما يعبدونها من دون الله.
وأما عِيق فمن أصوات الزجر. عَيَّقَ يُعَيِّقُ في صوته.
وعق :
رجل وَعْقَة لعقة ، أي : سيىء الخلق. ورجل وَعِق : فيه حرص ، ووقوع في الأمر بجهل. تقول : إنه لَوَعِقٌ لعق. قال رؤبة (١٣) :
مخافة الله وأن يُوَعَّقا
أي : أن يقال : إنك لَوَعِقٌ ، وبه وَعْقَة شديدة.
__________________
(١١) اللسان (عوق) وغير منسوب ، ونسبه (التاج ـ عرق) إلى (المغيرة بن حيفاء). ولعله (ابن حبناء).
(١٢) اللسان (عوق) غير منسوب أيضا.
(١٣) ليس في ديوانه.
والوَعِيق : صوت يخرج من حياء الدابة إذا مشت. وَعَقَت تَعِقُ ، وهو بمنزلة الخقيق من قنب الذكر. يقال : عُواق ووُعاق ، وهو العويق والوَعِيق. قال (١٤) :
إذا ما الركب حل بدار قوم |
|
سمعت لها إذا هدرت عواقا |
عقو :
العَقْوَة : ما حول الدار والمحلة. تقول : ما بعَقْوَة هذه الدار أحد مثل فلان ، وتقول للأسد ما يطور بعَقْوَته أحد. والرجل يحفر البئر فإذا لم ينبط من قعرها اعْتَقَى يمنة ويسرة ، وكذلك إذا اشتق الإنسان في الكلام فيَعْتَقِي منه. والعاقِي كذلك ، وقلما يقولون : عَقَا يَعْقُو. قال (١٥) :
ولقد دربت بالاعْتِقَاء |
|
والاعتقام فنلت نجحا |
يقول : إذا لم يأته الأمر سهلا عقم فيه وعَقَا حتى ينجح.
قعو :
القَعْو : شبه البكرة ، وهو الدموك يستقي عليها الطيانون. قال (١٦) :
له صريف صريف القَعْو بالمسد
ويقال : القَعْو : خشبتان تكونان كنا في البكرة تضمانه يكون فيهما المحور.
__________________
(١٤) اللسان والتاج (عوق) غير منسوب فيهما أيضا.
(١٥) لم نهتد إلى القائل ، ولا إلى القول في غير الأصول.
(١٦) (النابغة الذبياني) ديوانه ص ٦ ، وصدر البيت :
«مقذوفة بذخيس النحض بازلها»
والقَعَا : ردة في رأس أنف البعير ، وهو أن تشرف الأرنبة ، ثم تُقْعِي نحو القصبة. قَعِيَ الرجل قَعاً ، وأَقْعَت أرنبته ، وأَقْعَى أنفه. ورجل أَقْعَى وامرأة قَعْوَاء وقد يُقْعِي الرجل في جلوسه كأنه متساند إلى ظهره.
والذئب يُقْعِي ، والكلب يُقْعِي. إِقْعاء مثله سواء ، لأن الكلب يُقْعِي على استه. والقَعْو : إرسال الفحل نفسه على الناقة في ضرابها. قَعَا عليها يَقْعُو قُعُوّاً إذا أناخها ثم علاها.
وقع :
الوَقْعُ : وَقْعَة الضرب بالشيء. ووَقْعُ المطر ، ووَقْعُ حوافر الدابة ، يعني : ما يسمع من وَقْعِه. ويقال للطير إذا كان على أرض أو شجر : هن وُقُوع ووُقَّع. قال الراعي :
كأن على أثباجها حين شولت |
|
بأذنابها قبا من الطير وُقَّعا |
والواحد : واقِع. والنسر الواقِع سمي به كأنه كاسر جناحيه من خلفه ، وهو من نجوم العلامات التي يهتدى بها ، قريب من بنات نعش ، بحيال النسر الطائر. والمِيقَعَة : المكان الذي يَقَعُ عليه الطائر.
ويقال : وَقَعَت الدواب والإبل ، أي : ربضت تشبيها بوُقُوع الطير. قال (١٧) :
وَقَعْنَ وُقُوعَ الطير فيها وما بها |
|
سوى جرة يرجعنها متعلل |
وقد وَقَّعَ الدهر بالناس ، والواقِعَة : النازلة الشديدة من صروف الدهر ، وفلان وُقَعَة في الناس ، ووَقَّاع فيهم [أي يغتابهم](١٨). ووَقَعَ الشيء يَقَعُ وُقُوعا ، أي : هويا.
__________________
(١٧) لم نهتد إلى القائل ، ولا إلى القول في غير الأصول.
(١٨) زيادة لتوضيح المراد.
ووَاقَعْنا العدو ، والاسم : الوَقِيعة. والوِقَاع : المُوَاقَعَة في الحرب. ووَقَعَ فلان في فلان ، وقد أظهر الوَقِيعة فيه [إذا عابه](١٩).
والوَقِيع من مناقع الماء في متون الصخور. ووَقَائِع العرب : أيامها التي كانت فيها حروبهم.
والتَّوْقِيع في الكتاب : إلحاق شيء فيه. وتَوَقَّعْت الأمر ، أي : انتظرته. والتَّوْقِيع : رمي قريب لا تباعده كأنك تريد أن تُوقِعَه على شيء ، وكذلك تَوْقِيع الإزكان ، تقول : وَقِّعْ أي : ألق ظنك على كذا.
والتَّوْقِيع : سحج بأطراف عظام الدابة من الركوب وربما تحاص عنه الشعر. قال الكميت (٢٠) :
إذا هما ارتدفا نصا قعودهما |
|
إلى التي غبها التَّوْقِيع والخزل |
يقال : دابة مُوَقَّعة. والتَّوْقِيع : أثر الرحل على ظهر البعير. يقال : بعير مُوَقَّع ، قال(٢١) :
ولم يُوَقَّع بركوب حجبه
وإذا أصاب الأرض مطر متفرق فذلك تَوْقِيع في نباتها.
والتَّوْقِيع : إقبال الصيقل على السيف يحدده بميقعته ، وربما وُقِّعَ بحجر.
وحافر وَقِيع : مقطط السنابك. والوَقِيع من السيوف وغيرها : ما شحذ بالجحر ، قال يصف حافر الحمار (٢٢) :
يركب قيناه وَقِيعا ناعلا
__________________
(١٩) زيادة من نقول الأزهري عن العين ٣ / ٣٥ من التهذيب.
(٢٠) ليس في مجموع شعر الكميت.
(٢١) التهذيب ٣ / ٣٥ ، اللسان (وقع).
(٢٢) (رؤبة) ديوانه ١٣٥.
وقال الشماخ يصف إبلا حداد الأسنان (٢٣) :
يغادين العضاة بمقنعات |
|
نواجذهن كالحدإ الوَقِيع |
وقد وَقِعَ الرجل يَوْقَع وَقَعاً. إذا اشتكى قدميه من المشي على الحجارة. قال (٢٤) :
كل الحذاء يحتذي الحافي الوَقِع
ووَقَّعَتْه الحجارة تَوْقِيعا ، كما تَوَقَّعَ الحديدة تشحذ وتسن.
واسْتَوْقَعَ السيف : إذا أنى له الشحذ.
والمِيقَعَة : خشبة القصارين يدق عليها الثياب بعد غسلها (٢٥).
والتَّوْقِيع : أثر الدم والسحج. والتَّوْقِيع بالظن شبه الحزر والتوهم.
والمَوْقِع : موضع لكل واقِع ، وجمعه : مَوَاقِع. قال (٢٦) :
أنا شريق وأبو البلاد |
|
في أبل مصنوعة تلاد |
تربعت مَواقِع العهاد |
عقي :
عَقَّيْتُم صبيكم ، أي : سقيتموه عسلا ، أو دواء ليسقط عنه عِقْيُهُ ، وهو ما يخرج من بطن الصبي حين يولد ، أسود لزج كالغراء. يقال : عَقَى يَعْقِي عَقْياً.
والعِقْيَان ذَهَبٌ ينبت نباتا وليس مما يذاب من الحجارة. قال (٢٧) :
كل قوم صيغه من آنك |
|
وبنو العباس عِقْيان الذهب |
__________________
(٢٣) اللسان (وقع) والرواية فيه : يباكرن.
(٢٤) (جساس بن قطيب) ، اللسان (وقع).
(٢٥) في النسخ الثلاث : غسله.
(٢٦) لم نقف على الرجز في غير الأصول.
(٢٧) لم نقف عليه في غير الأصول.
ويقال : عَقَّى بسهمه تَعْقِيَةً إذا رمى به بعد ما يستبعد العدو.
عيق :
العَيُّوق : كوكب بحيال الثريا إذا طلع علم أن الثريا قد طلعت. قال (٢٨) :
تراعى الثريا وعَيُّوقها |
|
ونجم الذراعين والمرزم |
وعَيُّوق : فيعول ، يحتمل أن يكون من (عيق) ومن (عوق) ، لأن الواو والياء فيه سواء.
__________________
(٢٨) لم نهتد إلى القائل ولا إلى القول في غير الأصول.
باب العين والكاف و (واي) معهما
ع ك و ، و ع ك ، ك و ع ، و ك ع مستعملات
عكو :
عَكَوْتُ ذنب الدابة عَكْواً إذا عطفت الذنب عند العُكْوة ، وعقدته. والعُكْوَة : أصل الذنب ، حيث عري من الشعر ، ويقال : هو ما فضل عن الوركين من أصل الذنب قدر قبضة. برذون مَعْكُوٌّ ، أي : معقود الذنب. وجمع العُكْوَة : عُكًى. قال (١) :
هلكت إن شربت في إكبابها |
|
حتى توليك عُكَى أذنابها |
وشاة عَكْوَاء إذا ابيض ذنبها وسائرها أسود ، ولو استعمل فعل [لهذا](٢) لقيل : عَكِيَ يَعْكَى (٣) فهو أَعْكَى ، ولم أسمع له ذلك.
وعك (٤)
: الوَعْك : مغث المرض. وَعَكَتْه الحمى ، أي دكته (٥) وهي تَعِكُهُ. قال (٦) :
__________________
(١) اللسان (عكا).
(٢) زيادة اقتضاها السياق.
(٣) من التهذيب في روايته عن الليث ٣ / ٣٩. في (ص) عكي عكى. وفي (ط) و (س) : عكا عكا.
(٤) هذا من (س) فقد سقط كله من (ص) و (ط).
(٥) من التهذيب في حكايته عن الليث ٣ / ٤٣ في (س) دلكته. وهي محرفة عن دكته.
(٦) لم نهتد إلى القائل.