الخليل بن أحمد الفراهيدي
المحقق: الدكتور مهدي المخزومي والدكتور ابراهيم السامرّائي
الموضوع : اللغة والبلاغة
الناشر: مؤسسة دار الهجرة
الطبعة: ٢
الصفحات: ٣٧٦
باب العين واللام والنون معهما
ع ل ن ، ل ع ن ، ن ع ل مستعملات
علن :
عَلَنَ الأمر يَعْلُنُ عُلُوناً وعَلَانِيَةً ، أي : شاع وظهر.
وأَعْلَنْته إِعْلَانا. قال (١) :
قد كنت وعزت إلى علاء |
|
في السر والإعلان والنجاء |
ويقال للرجل : استسر ثم اسْتَعْلَنَ. لا يقال : أَعْلَنَ إلا للأمر والكلام ، وأما اسْتَعْلَنَ فقد يجوز في كل ذلك.
واعْتَلَنَ الأمر ، أي : اشتهر. ويقولون : اسْتَعْلِنْ يا رجل ، أي : أظهر. والعِلَان : المُعَالَنَة ، يُعْلِن كل واحد لصاحبه ما في نفسه. قال (٢) :
وإِعْلَانِي لمن يبغي عِلَانِي
لعن :
اللَّعْن : التعذيب ، والمُلَعّن : المعذب ، واللَّعِين المشتوم المسبوب (٣). لَعَنْتُهُ : سببته. ولَعَنَهُ الله : باعده.
__________________
(١) اللسان (وعز) ، غير معزو أيضا.
(٢) التهذيب ٢ / ٣٩٦ عن الليث ، واللسان (علن) ، وصدر البيت فيهما :
«كفى عن أذى الجيران نفسي»
(٣) في النسخ الثلاث : المسبب.
واللَّعِين : ما يتخذ في المزارع كهيئة رجل.
واللَّعْنَة في القرآن : العذاب. وقولهم : أبيت اللَّعْن ، أي : لا تأتي أمرا تلحى عليه وتُلْعَن. واللَّعْنَة : الدعاء عليه. واللُّعَنَة : الكثير اللَّعْن ، واللُّعْنَة : الذي يَلْعَنُه الناس.
والْتَعَنَ الرجل ، أي : أنصف في الدعاء على نفسه وخصمه ، فيقول : على الكاذب مني ومنك اللَّعْنَة.
وتَلَاعَنُوا : لَعَنَ بعضهم بعضا ، واشتقاق مُلَاعَنَة الرجل امرأته منه في الحكم. والحاكم يُلَاعِن بينهما ثم يفرق. قال جميل (٤) :
إذا ما ابن ملعون تحدر رشحه |
|
عليك فموتي بعد ذلك أوذري |
والتَّلَاعُن كالتشاتم في اللفظ ، وكل فعل على [تفاعل](٥) فإن الفعل يكون منها ، غير أن التَّلَاعُن ربما استعمل في فعل أحدهما ، والتَّلَاعُن يقع فعل كل واحد منهما بنفسه ويجوز أن يقع كل واحد بصاحبه فهو على معنيين.
نعل :
النَّعْل : ما جعلت وقاية من الأرض. نَعِلَ يَنْعَل نَعْلاً ، وانْتَعَلَ بكذا : [إذا لبس النَّعْل](٦).
والتَّنْعِيل : أن يُنَعَّل حافر البرذون بطبق من حديد يقيه الحجارة ، [وكذلك خف البعير بالجلد](٧) لئلا يحفى.
__________________
(٤) ديوانه ص ١٠١.
(٥) في النسخ : (مفاعل).
(٦) زيادة من التهذيب ٢ / ٣٩٨ من روايته عن الليث.
(٧) زيادة من التهذيب ٢ / ٣٩٨ من روايته عن الليث.
ويقال : لا يقال إلا أَنْعلت. ويوصف حمار الوحش فيقال : ناعِل ، لصلابته. قال(٨):
يركب قيناه وقيعا ناعِلا
يقول : صلب من توقيع الحجارة حتى كأنه مُنْتَعِل من وقاحته.
ورجل ناعِل : ذو خف ونَعْل ، وكذلك مُنْعِل. وكذلك يقال : أَنْعَلْتُ الفرس. ونَعْل السيف : الحديدة التي في أسفل جفنه. قال (٩) :
إلى ملك لا ينصف الساق نعله
والنَّعْل من الأرض : شبه أكمة صلب يبرق حصاه ، لا ينبت شيئا ، ويجمع النِّعَال ، ونعلها غلظها. قال (١٠) :
كأنهم حرشف مبثوث |
|
بالجو إذ تبرق النِّعَال |
يعني : نِعَال الحرة.
__________________
(٨) ديوانه / ١٢٥.
(٩) (ذو الرمة) ديوانه ٢ / ١٢٦٦ وعجز البيت :
أجل لا ، وإن كانت طوالا محامله
والرواية فيه : (ترى سيفه) مكان (إلى ملك)
(١٠) (امرؤ القيس) ديوانه ١٩٣.
باب العين واللام والفاء معهما
ع ل ف ، ع ف ل ، ف ع ل ، ل ف ع ،
ف ل ع مستعملات
علف :
عَلَفْتُ الدابة أَعْلِفُها عَلْفا ، أي : أطعمتها العَلَفَ. والمِعْلَف : موضع العَلَف.
والدابة تَعْتَلِف ، أي : تأكل ، وتَسْتَعْلِف ، أي : تطلب العَلَفَ بالحمحمة. والشاة المُعَلَّفة هي التي تسمن. عَلَّفْتُها تَعْلِيفا [إذا أكثرت تعهدها بإلقاء العَلَف لها](١).
(وعُلُوفة الدواب كأنه جمع وهو شبيه بالمصدر وبالجمع أخرى) (٢).
والعُلَّف : ثمر الطلح ، مشددة اللام ، الواحدة بالهاء.
والعِلَافِيّ ، منسوب ، وهو أعظم الرحال آخرة وواسطا (٣). وجمعه : عِلَافِيَّات. قال ذو الرمة (٤) :
أحم عِلَافِيٌ وأبيض صارم |
|
وأعيس مهري وأروع ماجد |
__________________
(١) ما بين المعقوفتين من التهذيب من روايته عن الليث وما يقابله في النسخ مضطرب.
(٢) جعلت بين قوسين لأنها مضطربة.
(٣) من التهذيب في روايته عن الليث ٢ / ٤٠٠. في النسخ الثلاث : واسطة.
(٤) ديوانه ٢ / ١١٠٩ ، والرواية فيه (وأشعث ماجد).
وقال (٥) :
شعب العِلَافِيَّات بين فروجهم |
|
والمحصنات عوازب الأطهار |
قوله بين فروجهم ، أي قد ركبوها ونساؤهم عوازب منهن إذا طهرن لا يغشونهن ، لأنهم أبدا على الأسفار.
وشيخ عُلْفُوف : كثير الشعر واللحم ، ويقال : هو الكبير السن.
عفل :
عَفِلَت المرأة عَفَلاً فهي عَفْلَاء. وعَفِلَت الناقة. والعَفَل والعَفَلَة الاسم ، وهو شيء يخرج في حياء الناقة شبه أدرة.
فعل :
فَعَلَ يَفْعَل فَعْلاً وفِعْلاً ، فالفَعْل : المصدر ، والفِعْل : الاسم ، والفَعَال اسم للفِعْل الحسن ، مثل الجود والكرم ونحوه. ويقرأ (وَأَوْحَيْنا إِلَيْهِمْ) فَعْلَ (الْخَيْراتِ)(٦) بالنصب.
والفَعَلَة : العملة ، وهم قوم يستعملون الطين والحفر وما يشبه ذلك من العمل.
لفع :
لَفَعَ الشيب الرأس يَلْفَعُ لَفْعاً ، أي : شمل المشيب الرأس. قال سويد (٧) :
كيف يرجون سقاطي بعد ما |
|
لَفَعَ الرأس مشيب وصلع |
__________________
(٥) لم نهتد إلى القائل.
(٦) الأنبياء ٧٣.
(٧) لم نهتد إلى القائل.
وتَلَفَّعَ الرجل ، إذا شمله الشيب ، كأنه غطى على سواد رأسه ولحيته. قال رؤبة بن العجاج (٨) :
إنا إذا أمر العدي تترعا |
|
وأجمعت بالشر أن تَلَفَّعا |
أي : تلبس بالشر ، يقول : يشمل شرهم الناس. وقال (٩) :
وقد تَلَفَّعَ بالقور العساقيل
يعني : تَلَفَّعَ السراب على القارة. وإذا أخضر الرعي واليبيس ، وانتفع المال بما يأكل. قيل : قد تَلَفَّعَ المال. ولُفِّعَت (١٠) فهي مُلَفَّعة.
واللِّفَاع : خمار للمرأة يستر رأسها وصدرها ، والمرأة تَتَلَفَّعُ به. وتقول : لُفِّعَت المزادة فهي مُلَفَّعة ، أي : ثنيتها فجعلت أطبتها في وسطها ، فذلك تَلْفِيعُها.
فلع :
فَلَعَ رأسه بحجر يَفْلَعُ فَلْعا فهو مفلوع ، أي مشقوق ، فانْفَلَعَ ، أي : انشق. قال طفيل (١١) :
نشق العهاد الحو لم ترع قبلنا |
|
كما شق بالموسى السنام المُفَلَّع |
وتَفَلَّعَت البطيخة ، وتَفَلَّعَت العقب ونحوه. ويقال في الشتم : لعن الله فِلْعَتَها. ويقال للمرأة : يا فَلْعَاء ، ويا فلحاء ، أي : يا منشقة.
__________________
(٨) ديوانه ٩١. في النسخ الثلاث : (العجاج).
(٩) (كعب بن زهير) ديوانه ١٦ وصدره :
کأن أرب ذراعيها وقد غرقت
(١٠) في النسخ الثلاث (وألفعت) ولم نجد (ألفع).
(١١) (طفيل الغنوي) كما في اللسان (فلع).
باب العين واللام والباء معهما
ع ل ب ، ع ب ل ، ل ع ب ، ب ع ل ، ب ل ع مستعملات
علب :
عَلِبَ النبات يَعْلَب عَلَبا فهو عَلِبٌ. وهو الجاسي. واللحم يَعْلَب ويَسْتَعْلِب إذا لم يكن رخصا.
واسْتَعْلَبْتُ البقل ، أي : وجدته عَلِبا.
والعلبة الشيخ الكبير المهزول. والعُلْب : الضب الضخم المسن.
والعِلْبَاء : عصب العنق ، وهما عِلْبَاوان ، وهن عَلَابِيّ.
ورمح مُعَلَّب ، أي : مجلوز بعصب العِلْبَاء. والعُلْبَة من خشب كالقدح يحلب فيها.
ويقال : عَلَّبْت السيف بالعَلَابِيّ تَعْلِيبا ، وهو سيف مُعَلَّب ومَعْلُوب. قال (١) :
وسيف الحارث المعلوب أردى |
|
حصينا في الجبابرة الردينا |
وبعير أَعْلَبُ ، وقد عَلِبَ عَلَبا ، وهو داء يأخذ في جانبي عنقه ترم منه الرقبة وتنحني ، تقول : قد حز عِلْبَاوَيْهِ ، وعِلْبَابَيْهِ وبالواو أجود.
والعِلَاب سمة في طول العنق ، ربما كان شبرا ، وربما كان أقصر.
__________________
(١) (الكميت) ـ شعره ٢ / ١٢٩.
وعَلَبْتُ الشيء أَعْلُبُهُ عَلْبا وعُلُوبا إذا أثرت فيه. قال ابن الرقاع (٢) :
يتبعن ناجية كأن بدفها |
|
من غرض نسعتها عُلُوب مواسم |
عبل :
العَبْل : الضخم ، عَبُلَ يَعْبُلُ عَبالة. قال (٣) :
خبطناهم بكل أزج لام |
|
كمرضاخ النوى عَبْل وقاح |
وحبل أَعْبَل ، وصخرة عَبْلَاء ، أي : بيضاء. وقد عَبِلَ عَبَلاً فهو أَعْبَلُ. قال أبو كبير الهذلي (٤) :
أخرجت منها سلقة مهزولة |
|
عجفاء يبرق نابها كالأَعْبَل |
أي : كحجر أبيض صلب من حجارة المرو. والعَبَل : ثمر الأرطى ، الواحدة بالهاء.
لعب :
لَعِبَ يَلْعَبُ لَعِبا ولَعْبا ، فهو لَاعِب لُعَبَة ، ومنه التَّلَعُّب. ورجل تِلِعَّابَة ـ مشددة العين ـ أي : ذو تَلَعُّب. ورجل لُعَبَة ، أي : كثير اللَّعِب ، ولُعْبَة ، أي : يُلْعَب به كلُعْبَة الشطرنج ونحوها. قال الراجز (٥) :
الْعَبْ بها أو اعطني أَلْعَب بها |
|
إنك لا تحسن تَلْعابا بها |
والمَلْعَب حيث يُلْعَب. والمِلْعَبَة : ثوب لا كم له ، يَلْعَب فيها الصبي.
__________________
(٢) التهذيب ٢ / ٤٠٧ ، واللسان (علب).
(٣) لم نهتد إلى القائل ، ولا إلى القول في غير الأصول.
(٤) ليس في قصيدة أبي كبير اللامية ، والذي فيها هو قوله :
صديان أخذي الطرف في ملمومة |
|
لون السحاب بها كلون الأعبل |
(٥) لم نهتد إلى الراجز ولا إلى الرجز في غير الأصول.
واللَّعَّاب من يكون حرفته اللَّعِب .. ولُعَاب الصبي : ما سال من فيه ، لَعَبَ يَلْعَب لَعْبا ، ولُعَاب الشمس : السراب. قال (٦) :
في صحن يهماء يهتف السهام بها |
|
في قرقر بلُعَاب الشمس مضروج |
قال شجاع : المضروج من نعت القرقر ، يقول : هذا القرقر قد اكتسى السراب ، وأعانه ذائب من شعاع الشمس ، فقوى السراب. ولُعَاب الشمس أيضا : شعاعها. قال (٧):
حتى إذا ذاب لُعَاب الشمس |
|
واعترف الراعي ليوم نجس |
ومُلَاعِبُ ظِلِّهِ : طائر بالبادية. ومُلَاعِبَا ظليهما ، والثلاثة : مُلَاعِبَات ظلالهن. وتقول : رأيت ثلاثة مُلَاعِبَات أظلال لهن ، ولا تقل أظلالهن ، لأنه يصير معرفة.
قال شجاع : مُلَاعِب ظله عندنا : الخطاف.
بعل :
البَعْل : الزوج. يقال : بَعَلَ يَبْعَل بَعْلاً وبُعُولة فهو بَعْلٌ مُسْتَبْعِلٌ ، وامرأة مُسْتَبْعِلٌ ، إذا كانت تحظى عند زوجها ، والرجل يتعرس لامرأته يطلب الحظوة عندها : والمرأة تَتَبَعَّل لزوجها إذا كانت مطيعة له.
والبَعْل : أرض مرتفعة لا يصيبها مطر إلا مرة في السنة. قال سلامة بن جندل (٨) :
إذا ما علونا ظهر بَعْلٍ عريضة |
|
تخال علينا قيض بيض مفلق |
__________________
(٦) (ذو الرمة) ديوانه ٢ / ٩٩٢.
(٧) لم نهتد إلى الراجز.
(٨) المحكم ٢ / ١١٢ واللسان (بعل). وديوانه ١٦٤ إلا أن الرواية فيه : (نشز) وهو وهم من المحقق.
ويقال : البَعْل من الأرض التي لا يبلغها الماء إن سيق إليها لارتفاعها.
ورجل بَعِل ، وقد بَعِلَ يَبْعَل بَعَلاً إذا كان يصير عند الحرب كالمبهوت من الفرق والدهش. قال أعشى همدان :
فجاهد في فرسانه ورجاله |
|
وناهض لم يَبْعَل ولم يتهيب |
وامرأة بَعْلَة : لا تحسن لبس الثياب. والبَعْل من النخل : ما شرب بعروقه من غير سقي سماء ولا غيرها. قال عبد الله بن رواحة (٩) :
هنالك لا أبالي سقي نخل |
|
ولا بَعْل وإن عظم الإتاء |
الإتاء : الثمرة. والبَعْل : الذكر من النخل ، والناس يسمونه : الفحل. قال النابغة(١٠):
من الواردات الماء بالقاع تستقي |
|
بأذنابها قبل استقاء الحناجر |
أراد بأذنابها : العروق.
والبَعْل : صنم كان لقوم إلياس. قال الله عزوجل : (أَتَدْعُونَ) بَعْلاً
والتَّبَاعُل والمُبَاعَلَة والبِعَال : ملاعبة الرجل أهله ، تقول : بَاعَلَها مُبَاعَلَة ، وفي الحديث : أيام شرب وبِعَالٍ (١١).
__________________
(٩) المحكم ٢ / ١٢٣ ، واللسان (بعل). والرواية فيهما : لا أبالي نخل بعل ... ولا سقي ..
(١٠) ديوانه ص ١٤٥ ، والرواية فيه : من الشارعات الماء ... باعجازها مكان بأذنابها.
(١١) تمام الحديث : أنه صلىاللهعليهوسلم ذكر أيام التشريق ، فقال : إنها أيام أكل وشرب وبعال. التهذيب ٢ / ٤١٤.
بلع :
بَلِعَ الماء يَبْلَعُ بَلْعا ، أي شرب. وابْتَلَعَ الطعام ، أي : لم يمضغه.
والبُلَعَة من قامة البكرة سمها وثقبها ، ويجمع على بُلَع.
والبَالُوعَة والبَلُّوعَة : بئر يضيق رأسها لماء المطر.
والمَبْلَع : موضع الابْتِلَاع من الحلق. قال (١٢) :
تأملوا خيشومه والمَبْلَعَا
والبُلَعَة والزُّرَدَة : الإنسان الأكول. ورجل مُتَبَلِّع إذا كان أكولا. وسعد بُلَعَ : نجم يجعلونه معرفة. ورجل بَلْعٌ ، أي : كأنه يَبْتَلِع الكلام. قال رؤبة (١٣) :
بَلْع إذا استنطقتني صموت
__________________
(١٢) لم نهتد إلى الراجز. غير أن لرؤبة ما يقاربه ، وهو قوله : ما ملئوا أشداقة والمبلعا.
(١٣) ديوانه ٢٦.
باب العين واللام والميم معهما
ع ل م ، ع م ل ، م ع ل ، ل م ع مستعملات
علم :
عَلِمَ يَعْلَم عِلْما ، نقيض جهل. ورجل عَلَّامة ، وعَلَّام ، وعَلِيم ، فإن أنكروا العَلِيم فإن الله يحكي عن يوسف (إِنِّي حَفِيظٌ) عَلِيمٌ (١) ، وأدخلت الهاء في عَلَّامة للتوكيد.
وما عَلِمْتُ بخبرك ، أي : ما شعرت به. وأَعْلَمْتُهُ بكذا ، أي : أشعرته وعَلَّمْته تَعْلِيما.
والله العالِم العَلِيم العَلَّام.
والأَعْلَم : الذي انشقت شفته العليا. وقوم عُلْمٌ وقد عَلِمَ عَلَماً. قال عنترة (٢) :
تمكو فريصته كشدق الأَعْلَم
والعَلَم : الجبل الطويل ، والجميع : الأَعْلَام. قال (٣) :
قال ابن صانعة الزروب لقومه |
|
لا أستطيع رواسي الأَعْلَام |
__________________
(١) يوسف ٥٥.
(٢) ديوانه ٢٤. وصدر البيت :
وحلل غانية تركت مجدلا
(٣) لم نهتد إلى القائل. ولم نجد القول في غير الأصول.
ومنه قوله [تعالى] : (فِي الْبَحْرِ) كَالْأَعْلامِ (٤) ، شبه السفن البحرية بالجبال.
والعَلَم : الراية ، إليها مجمع الجند. والعَلَم : عَلَم الثوب ورقمه.
والعَلَم : ما ينصب في الطريق ، ليكون عَلَامَة يهتدى بها ، شبه الميل والعَلَامَة والمَعْلَم. والعَلَم : ما جعلته عَلَما للشيء. ويقرأ : وَإِنَّهُ لَعَلَمٌ لِلسَّاعَةِ (٥) ، يعني : خروج عيسى ع ، ومن قرأ لَعِلْمٌ يقول : يَعْلَم بخروجه اقتراب الساعة.
والعالَم : الطمش ، أي الأنام ، يعني : الخلق كله ، والجمع : عالَمُون.
والمَعْلَم : موضع العَلَامَة. والعَيْلَم : البحر ، والماء الذي عليه الأرض ، قال (٦) :
في حوض جياش بعيد عَيْلَمُه
ويقال : العَيْلَم : البئر الكثيرة الماء ، قال (٧) :
يا جمة العَيْلَم لن نراعي |
|
أورد من كل خليف راعي |
الخليف : الطريق. والعُلَام : الباشق. عُلَيْم : اسم رجل.
عمل :
عَمِلَ عَمَلاً فهو عامِل. واعْتَمَلَ : عَمِلَ لنفسه. قال (٨) :
إن الكريم وأبيك يَعْتَمِل |
|
إن لم يجد يوما على من يتكل |
__________________
(٤) الشورى ٣٢ والرحمن ٢٤.
(٥) الزخرف ٦١.
(٦) (رؤبة) ديوانه ١٥٩ والرواية فيه : خسيف.
(٧) لم نهتد إلى الراجز.
(٨) بعض الأعراب ، كما في الكتاب ١ / ٤٤٣.
والعُمَالة : أجر ما عُمِلَ لك. والمُعَامَلَة : مصدر عَامَلْتُهُ مُعَامَلَة.
والعَمَلَة : الذين يَعْمَلُون بأيديهم ضروبا من العَمَل حفرا وطينا ونحوه. وعامِل الرمح: دون الثعلب قليلا مما يلي السنان وهو صدره. قال (٩) :
أطعن النجلاء يعوي كلمها |
|
عامِل الثعلب فيها مرجحن |
وتقول : أعطه أجر عِمْلَتِهِ وعَمَلِهِ. ويقال : كان كذا في عملة فلان علينا ، أي : في عمارته.
ورجل عِمِّيل : قوي على العَمَل. والعَمُول : القوي على العَمَل ، الصابر عليه ، وجمعه : عُمُل.
وأَعْمَلْتُ إليك المطي : أتعبتها. وفلان يُعْمِل رأيه ورمحه وكلامه ونحوه [عَمِلَ به](١٠).
والبناء يَسْتَعْمِل اللبن إذا بنى.
واليَعْمَلَة من الإبل : اسم مشتق من العَمَل ، ويجمع : يَعْمَلَات ، ولا يقال إلا للأنثى ، وقد يجمع باليَعَامِل ، قال (١١) :
واليَعْمَلَات على الونى |
|
يقطعن بيدا بعد بيد |
معل :
معلت الخصية إذا استخرجتها من أرومتها وصفنها.
__________________
(٩) لم نهتد إلى القائل.
(١٠) من المحكم لتوضيح المعنى. ٢ / ١٢٧.
(١١) لم نهتد إلى القائل فيما بين أيدينا من مصادر.
لمع :
لَمَعَ بثوبه يَلْمَع لَمْعا ، للإنذار ، أي : للتحذير.
وأَلْمَعَت الناقة بذنبها فهي مُلْمِعَة ، و [هي](١٢) مُلْمِع أيضا : قد لحقت. قال لبيد بن ربيعة (١٣) :
أو مُلْمِع وسقت لأحقب لاحه |
|
طرد الفحول وزرها وكدامها |
ويقال : أَلْمَعَت إذا حملت ، ويقال : أَلْمَعَت إذا تحرك ولدها في بطنها.
وتَلَمَّعَ ضرعها إذا تلون ألوانا عند الإنزال. قال أبو ليلى : يقال : لَمَعَ ضرعها إذا ظهر.
واللُّمَع : التَّلْمِيع في الحجر ، أو الثوب ونحوه من ألوان شتى ، تقول : إنه لحجر مُلَمَّع ، الواحدة : لُمْعَة. قال لبيد (١٤) :
مهلا أبيت اللعن لا تأكل معه |
|
إن استه من برص مُلَمَّعه |
يقول : هو منقط بسواد وبياض. ويقال : لَمْعَة سواد أو بياض أو حمرة.
يَلْمَع : اسم البرق الخلب. واليَلْمَعُ : السراب. واليَلْمَعُ : الملاذ الكذاب ، ويقال : أَلْمَعِيّ ، لغة فيه ، وهو مأخوذ من السراب قال أبو ليلى : اليَلْمَعِيّ من القوم : الداعي الذي يتظنى الأمور ولا يكاد يخطىء ظنه ، قال أوس بن حجر (١٥) :
__________________
(١٢) زيادة من التهذيب ٢ / ٤٢٣.
(١٣) ديوانه ٣٠٤ ، والرواية فيه : (ضربها) مكان (زرها).
(١٤) ديوانه ٣٤٣.
(١٥) ديوانه ص ٥٣. والرواية فيه : الألمعي.
اليَلْمَعِيّ الذي يظن بك الظن |
|
كأن قد رأى وقد سمعا |
واللِّمَاع جمع اللُّمْعَة من الكلإ. والْتَمَعْتُ الشيء ذهبت به ، وأما قول الشاعر(١٦) :
أبرنا من فصيلتهم لِمَاعا
أي : السيد اللَّامِع ، وإن شئت فمعناه. الْتَمَعْناهُم ، أي : استأصلناهم.
__________________
(١٦) (القطامي) ديوانه ٣٦ والرواية فيه : فصيلته وصدر البيت : «زمان الجاهلية كلي حي».
باب العين والنون والفاء معهما
ع ن ف ، ع ف ن ، ن ع ف ، ن ف ع ، ف ن ع مستعملات
عنف :
العُنْف : ضد الرفق. عَنَفَ يَعْنُفُ عَنْفاً فهو عَنِيف. وعَنَّفْته تَعْنِيفا ، وجدت له عليك عُنْفا ومشقة.
وعُنْفُوان الشباب : أول بهجته ، وكذلك النبات. قال (١) :
تلوم امرأ في عُنْفُوَان شبابه |
|
وتترك أشياع الضلالة حيرا |
وقال (٢) :
وقد دعاها العُنْفُوان المخلس
واعْتَنَفْتُ الشيء كرهته.
عفن :
عَفِنَ الشيء يَعْفَن عَفَنا فهو عَفِن ، وهو الشيء الذي فيه ندوة يحبس في موضع فيفسد فإذا مسسته تفتت. وعَفِنَ الخبز أيضا إذا فسد وعشش
__________________
(١) لم نهتد إلى القائل.
(٢) لم نهتد إلى الراجز.
نعف :
النَّعْف من الأرض : المكان المرتفع في اعتراض ، ويقال : ناحية من الجبل ، وناحية من رأسه. والرجل يَنْتَعِف إذا ارتقى نَعْفاً. قال العجاج (٣) :
والنَّعْف بين الأسحمان الأطول
وقال رؤبة (٤) :
بادرن ريح مطر وبرقا |
|
وظلمة الليل نِعَافا بلقا |
والنَّعْف : ذؤابة النعل. والنَّعَفَة : أدمة تضطرب خلف مؤخر الرحل.
نفع :
النَّفْع : ضد الضر. نَفَعَهُ نَفْعاً ، وانْتَفَعْتُ بكذا.
والنَّفْعَة في جانبي المزادة ، يشق الأديم فيجعل في كل جانب نَفْعَة. نُفَيْع : اسم رجل.
فنع :
الفَنَع : نشر المسك ونفحته ، ونشر الثناء الحسن. يقال : له (٥) فَنَعٌ في الجود ، قال(٦) :
وفروع سابغ أطرافها |
|
عللتها ريح مسك ذي فَنَع |
أي : ذي نشر.
ومال ذو فَنَع ، وذو فنإ (٧) ، أي : ذو كثرة. والفَنَع أكثر وأعرف.
__________________
(٣) ديوانه ١٤٠ ، وفيه (عند) مكان (بين).
(٤) ليس في ديوانه.
(٥) سقطت (له) من (ط) و (س).
(٦) (سويد بن أبي كاهل). كما في التهذيب ٣ / ٤.
(٧) في النسخ الثلاث : فناع ، وهو تصحيف.
باب العين والنون والباء معهما
ع ن ب ، ع ب ن ، ن ع ب ، ن ب ع ، مستعملات
عنب :
رجل عانِب : ذو عِنَب كثير ، كما يقال : لابن وتامر ، أي كثير اللبن والتمر ، الواحدة : عِنَبَة ويجمع أَعْنَابا.
والعُنَّاب : ثمر ، والعُنَاب الجبل الصغير الأسود.
وظبي عَنَبَانٌ : نشيط ، ولم أسمع للعَنَبان فعلا. قال (١) :
يشتد شد العَنَبَانِ البارح
والعِنَبَة : قرحة تعرف بهذا الاسم.
والعُناب : المطر ، ويجمع أَعْنِبَة.
عبن :
العَبَنُ [والعَبَنَّى](٢) : الجمل الشديد الجسيم. وناقة عَبَنَّة وعَبَنَّاة ، ويجمع : عَبَنَّيَات. ورجل عَبَنُ الخلق : أي ضخمه وجسيمه. قال حميد بن ثور (٣) :
وفيها عَبَنُ الخلق مختلف الشبا |
|
يقول المماري طال ما كان مقرما |
__________________
(١) لم نهتد إلى القائل.
(٢) من التهذيب ٣ / ٧ من روايته عن الليث.
(٣) ديوانه ٣٢ والرواية فيه : (أمين) مكان (وفيها).
نعب :
نَعَبَ الغراب يَنْعَب نَعِيبا ونَعَبَانا ، وهو صوته.
وفرس مِنْعَب : جواد. وناقة نَعَّابة ، أي : سريعة.
نبع :
نَبَعَ الماء نَبْعاً ونُبُوعا : خرج من العين ، ولذلك سميت العين يَنْبُوعاً.
والنَّبْع : شجر يتخذ منها القسي. يُنَابِعَى : اسم مكان ويجمع : يَنَابِعَات. قال(٤) :
سقى الرحمن حزن يَنَابِعَاتٍ |
|
من الجوزاء أنواء غزارا |
__________________
(٤) لم نهتد إلى القائل.