كتاب العين - ج ٢

الخليل بن أحمد الفراهيدي

كتاب العين - ج ٢

المؤلف:

الخليل بن أحمد الفراهيدي


المحقق: الدكتور مهدي المخزومي والدكتور ابراهيم السامرّائي
الموضوع : اللغة والبلاغة
الناشر: مؤسسة دار الهجرة
الطبعة: ٢
الصفحات: ٣٧٦

باب العين والراء والفاء معهما

ع ر ف ، ع ف ر ، ر ع ف ، ر ف ع ، ف ر ع مستعملات

عرف :

عَرَفْتُ الشيء مَعْرِفَةً وعِرْفاناً. وأمر عَارِفٌ ، معروفٌ ، عَرِيف.

والعُرْف : المعروف. قال النابغة (١٧) :

أبى الله إلا عدله وقضاءه

فلا النكر معروفٌ ولا العُرْفُ ضائع

والعَرِيف : القيم بأمر قوم عرّف عليهم ، سمي به لأنه عُرِفَ بذلك الاسم.

ويوم عَرَفَة: موقف الناس بِعَرَفات ، وعَرَفَات جبل ، والتَّعْريف : وقوفهم بها وتعظيمهم يوم عَرَفَة.

والتَّعْرِيف : أن تصيب شيئا فتعرفه إذا ناديت من يعرف هذا.

والاعْتِرَاف : الإقرار بالذنب ، والذل ، والمهانة ، والرضى به.

والنفس عَرُوف إذا حملت على أمر بسأت به ، أي : اطمأنت. قال (١٨) :

فآبوا بالنساء مردفات

عوارفَ بعد كن وائتجاح

__________________

(١٧) ديوانه ص ٥٣ ، والرواية فيه : ووفاءه.

(١٨) في التهذيب ٢ / ٣٤٤ ، واللسان (عرف) بدون عزو أيضا.

١٢١

الائتجاح من الوجاح وهو الستر ، أي : معترفات بالذل والهون (١٩).

والعَرْف : ريح طيب ، تقول : ما أطيب عَرْفَه ، قال الله عزوجل : عَرَّفَها (لَهُمْ)(٢٠)، أي : طيبها ، وقال (٢١) :

ألا رب يوم قد لهوت وليلة

بواضحة الخدين طيبة العَرْف

ويقال : طار القطا عُرْفا فَعُرْفا ، أي : أولا فأولا ، وجماعة بعد جماعة.

والعُرْف : عُرْف الفرس ، ويجمع على أَعْرَاف. ومَعْرَفَة الفرس : أصل عُرْفِهِ.

والعَرْف : نبات ليس بحمض ولا عضاة ، وهو من الثمام. قال شجاع : لا أَعْرِفُهُ ولكن أَعْرِفُ العَرْفَ وهو قرحة الأكلة ، يقال : أصابته عَرْفَة.

عفر :

عَفَرْتُهُ في التراب أَعْفِرُهُ عَفْراً ، وهو مُتَعَفِّرُ الوجه في التراب. والعَفْر : التراب.

وعَفَّرْتُهُ تَعْفِيرا ، واعْتَفَرْتُهُ اعْتِفَارا إذا ضربت به الأرض فمغثته فانْعَفَرَ ، قال (٢٢) :

تهلك المدراة في أكنافه

وإذا ما أرسلته يَنْعَفِرُ

أي : يسقط على الأرض.

__________________

(١٩) ورد في النسخ الثلاث نص بعد كلمة (الهون) يبدو أنه أقحم إقحاما ، لأنه فضلة وزيادة لا يقتضيها السياق ، ولا يحتاج إليه الشاهد فضلا عما فيه من إرتباك ، والنص هو :

يقول كان فرسان هذه النساء قد ائتجحوا افتخروا وكروا ثم غلبوا بعد ذلك وأخذت سبيهم.

(٢٠) سورة (محمد) ٦.

(٢١) لم نقع على القائل ، ولا على القول في غير الأصول.

(٢٢) البيت في التهذيب ٢ / ٣٥١ غير معزو أيضا. وفي اللسان (عفر) معزو إلى المرار.

١٢٢

يَعْفُر : اسم رجل.

والعُفْرة في اللون : أن يضرب إلى غيره في حمرة ، كلون الظبي الأَعْفَر ، وكذلك الرمل الأَعْفَر. قال الفرزدق (٢٢) :

يقول لي الأنباط إذ أنا ساقط

به لا بظبي بالصريمة أَعْفَرا

واليَعْفُور : الخشف ، لكثرة لزوقه بالأرض.

ورجل عِفْر وعِفْرِيَة. وعِفَارِيَة وعِفْرِيت : بيّن العَفَارة ، يوصف بالشيطنة.

وشيطان عِفْرِيَة وعِفْرِيت وهم العَفَارِيَة والعَفَارِيت ، وهو الظريف الكيس ، ويقال للخبيث : عِفِرِّيّ ، أي : عِفِرّ وهم العِفِرِّيُّون

وأسد عَفَرْنَى ولبوءة عَفَرْنَاةٌ وهي الشديدة قال الأعشى (٢٣) :

بذات لوث (٢٤) عَفَرْناةٍ إذا عثرت

وعِفْرِيَة الرأس : الشعر الذي عليه. وعِفْرِيَة الديك مثله.

وأما ليث عِفِرّين فدويبة مأواها التراب السهل في أصول الحيطان. تدور دوارة ثم تندس في جوفها ، فإذا هيج رمى بالتراب صعدا.

ويسمى الرجل الكامل من أبناء خمسين : ليث عِفِرِّين.

قال : وابن العشر لعاب بالقلين ، وابن العشرين باغي نسين ، أي : طالب نساء ، وابن الثلاثين أسعى الساعين ، وابن الأربعين أبطش الباطشين ، وابن الخمسين ليث عِفِرِّين. وابن الستين مؤنس الجليسين ، وابن السبعين أحكم الحاكمين ، وابن الثمانين أسرع الحاسبين ، وابن

__________________

(٢٢) ديوانه ١ / ٢٠١ ولكن الرواية فيه :

أقول له لما أتاني نعية

به لا بظبي بالصريمة أعفرا

 (٢٣) ديوانه ص ١٠٣.

(٢٤) في (س) و (ط) : ليث ، وفي (ص) بياض ، والصواب ما أثبتناه. وعجز البيت :

«فاتعس أدنى لها من أن أقول : لعا»

١٢٣

التسعين واحد الأرذلين ، وابن المائة لاجا ولاسا ، أي : لا رجل ولا امرأة.

والعَفَارَة : شجرة من المرخ يتخذ منها الزند ، ويجمع : عَفارا.

ومَعَافِر : العرفط يخرج منه شبه صمغ حلو يضيع بالماء فيشرب.

ومَعَافِر : قبيلة من اليمن.

ولقيته عن عُفْر ، أي بعد حين. وأنشد (٢٥) :

أعكرم أنت الأصل والفرع والذي

أتاك ابن عم زائرا لك عن عُفْر

قال أبو عبد الله : يقال : إن المُعَفَّر المفطوم شيئا بعد شيء يحبس عنه اللبن للوقت الذي كان يرضع شيئا ، ثم يعاد بالرضاع ، ثم يزاد تأخيرا عن الوقت ، فلا تزال أمه به حتى يصبر عن الرضاع ، فتفطمه فطاما باتا.

رعف :

رَعَفَ يَرْعُفُ رُعافا فهو راعِف. قال (٢٦) :

تضمخن بالجادي حتى كأنما الأنوف إذا استعرضتهن رَوَاعِفُ

والرَّاعِف : أنف الجبل (٢٧) ، ويجمع رَوَاعِف.

والرَّاعِف : طرف الأرنبة.

والرَّاعِف : المتقدم.

ورَاعُوفَة البئر وأُرْعُوفَتها ، لغتان ، : حجر ناتىء [على رأسها (٢٨)] لا يستطاع قلعه ، ويقال : هو حجر على رأس البئر يقوم عليه المستقي.

__________________

(٢٥) لم يقع لنا المنشد ولا القائل ، كما لم يقع لنا البيت في غير الأصول.

(٢٦) لم نهتد إلى القائل.

(٢٧) من التهذيب في روايته عن الليث ٢ / ٣٤٨. في النسخ الثلاث : الجمل ، وهو تصحيف.

(٢٨) زيادة من المحكم ٢ / ٨٦ لتقويم العبارة.

١٢٤

رفع :

رَفَعْتُهُ رَفْعاً فَارْتَفَعَ. وبرق رافِع ، أي : ساطع ، قال (٢٩) :

أصاح ألم يحزنك ريح مريضة

وبرق تلالا بالعقيقين رافِع

والمَرْفُوع من حضر الفرس والبرذون دون الحضر وفوق الموضوع. يقال : ارْفَعْ من دابتك ، هكذا كلام العرب.

ورَفُعَ الرجل يَرْفُعُ رَفَاعَةً فهو رَفِيع [إذا شرف](٣٠) وامرأة رَفِيعَة.

والحمار يُرَفِّع في عدوه تَرْفِيعا : [أي : عدا](٣١) عدوا بعضه أَرْفَعُ من بعض. كذلك لو أخذت شيئا فرفعت الأول فالأول قلت : رَفَّعْتُهُ تَرْفِيعا. والرَّفْع : نقيض الخفض. قال(٣٢):

فاخضع ولا تنكر لربك قدرة

فالله يخفض من يشاء ويرفع

والرّفْعة نقيض الذلة.

والرُّفاعة والعظامة و [الزنجبة](٣٣) : شيء تعظم به المرأة عجيزتها.

فرع :

فَرَعْتُ رأس الجبل ، وفَرَعْتُ فلانا : علوته. قال لبيد (٣٤) :

لم أبت إلا عليه أو على

مرقب يَفْرَعُ أطراف الجبل

__________________

(٢٩) لم نهتد إلى القائل.

(٣٠) من التهذيب ٢ / ٣٥٨ في روايته عن الليث.

(٣١) من التهذيب ٢ / ٣٥٨ في روايته عن الليث.

(٣٢) لم نهتد إلى القائل.

(٣٣) من اللسان (زنجب). في النسخ الثلاث (الزنجتة).

(٣٤) ديوانه ص ١٩٠ والرواية فيه : لم أقل.

١٢٥

والفَرْع : أول نتاج الغنم أو الإبل. وأَفْرَعَ القوم إذا نتجوا في أول النتاج. ويقال : الفَرَع : أول نتاج الإبل يسلخ جلده فيلبس فصيلا آخر ثم تعطف عليه [ناقة](٣٥) سوى أمه فتحلب عليه. قال أوس بن حجر (٣٦) :

وشبه الهيدب العبام من الأقوام

سقبا مجللا فَرَعا

والفَرْع : أعلى كل شيء ، وجمعه : فُرُوع.

والفُرُوع : الصعود من الأرض.

وواد مُفْرِع : أَفْرَعَ أهلَه ، أي : كفاهم فلا يحتاجون إلى نجعة.

والفَرَع : المال المعد.

ويقال : فَرِعَ يَفْرَعُ فَرَعا ، ورجل أَفْرَعُ : كثير الشعر. والفارِع والفارِعة والأَفْرَع والفَرْعَاء يوصف به كثرة الشعر وطوله على الرأس.

ورجل مُفْرَع الكتف : أي : عريض. قال مرار (٣٧) :

جعدة فَرعاء في جمجمة

ضخمة نمرق عنها كالضفر

وأَفْرَعَ فلان إذا طال طولا.

وأَفْرَعْت (٣٨) بفلان فما أحمدته ، أي : نزلت. وأَفْرَعَ فلان في فرع قومه ، قال النابغة (٣٩) :

ورعابيب كأمثال الدمى

مُفْرِعات في ذرى عز الكرم

__________________

(٣٥) من المحكم ٢ / ٨٩.

(٣٦) ديوانه ٥٤ والرواية فيه : ملبسا فرعا.

(٣٧) لم نهتد إلى القائل ، ولا إلى القول في غير الأصول.

(٣٨) من (س). (ص) و (ط) : أفرعته.

(٣٩) ليس في ديوان النابغة ، ولم نقع على البيت فيما تحت أيدينا.

١٢٦

وقول الشاعر (٤٠) :

وفُرُوع سابغ أطرافها

عللتها ريح مسك ذي فنع

يعني بالفُرُوع : الشعور.

وافْتَرَعْتُ المرأةَ : افتضضتها.

وفَرَّعْتُ أرض كذا : أي جولت فيها ، وعلمت علمها وخبرها.

وفَرْعَة الطريق وفَارِعَته : حواشيه.

وتَفَرَّعْتُ بني فلان : أي : تزوجت سيدة نسائهم. قال (٤١) :

وتَفَرَّعْنا من ابني وائل

هامة العز وخرطوم الكرم

فَوَارِع : موضع. والإِفْرَاع : التصويب. والمُفْرِع : الطويل من كل شيء. والفارِع : ما ارتفع من الأرض من تل أو علم. أو نحو ذلك.

فارِع : اسم حصن كان في المدينة.

والفَرَعَة : القملة الصغيرة.

__________________

(٤٠) (سويد بن أبي كاهل) اللسان ـ (فنع).

(٤١) لم يقع لنا القائل.

١٢٧

باب العين والراء والباء معهما

ع ر ب ، ع ب ر ، ر ع ب ، ب ع ر ،

ر ب ع ، ب ر ع مستعملات

عرب :

العَرَب العَارِبة : الصريح منهم. والأَعَارِيب : جماعة الأَعْراب. ورجل عَرَبِيّ.

وما بها عَرِيب ، أي : ما بها عَرَبِيّ.

وأَعْرَبَ الرجل : أفصح القول والكلام ، وهو عَرَبَانيّ اللسان ، أي : فصيح.

وأَعْرَبَ الفرس إذا خلصت عَرَبِيَّته وفاتته القرافة.

والإبل العِرَاب : هي العَرَبِيَّة والعَرَب المُسْتَعْرِبة الذين دخلوا فيهم فَاسْتَعْرَبوا وتَعَرَّبُوا.

والمرأة العَرُوب : الضحاكة الطيبة النفس ، وهن العُرُب.

والعَرُوبة : يوم الجمعة. قال (١) :

يا حسنه عبد العزيز إذا بدا

يوم العَرُوبة واستقر المنير

كنى عن عبد العزيز قبل أن يظهره ، ثم أظهره.

والعَرَب : النشاط والأرن. وعَرِبَ الرجل يَعْرَب عَرَباً فهو عَرِبٌ ، وكذلك الفرس عَرِبٌ ، أي : نشيط.

__________________

(١) لم نهتد إلى القائل.

١٢٨

وعَرِبَ الرجل يَعْرَب عَرَبا فهو عَرِب ، أي : متخم. وعَرِبَتْ معدته وهو أن يدوي جوفه من العلف.

والعِرْبُ : يبيس البهمى. الواحدة : عِرْبَة.

والتَّعْرِيب : أن تُعَرَّب الدابة فتكوى على أشاعراها في مواضع ، ثم يبزغ بمبزغ ليشتد أشعره.

والعِرَابَة والتَّعْرِيب والإِعْرَاب : أسام من قولك : أَعْرَبْتُ ، وهو ما قبح من الكلام ، وكره الإِعْراب للمحرم.

وعَرَّبْت عن فلان ، أي تكلمت عنه بحجة.

عبر :

عَبَّرَ يُعَبِّرُ الرؤيا تَعْبِيرا. وعَبَرَها يَعْبُرُها عَبْراً وعِبَارَةً. إذا فسرها.

وعَبَرْتُ النهر عُبُوراً. وعِبْرُ النهر شَطُّه.

وناقة عُبْرُ أسفار. أي : لا تزال يسافر عليها. قال [الطرماح](٢) :

قد تبطنت بهلواعة

عُبْر أسفار كتوم البغام

والمَعْبَر : شط النهر الذي هيىء للعُبُور. والمَعْبَر : مركب يعبر بك ، أي : يقطع بلدا إلى بلد.

والمِعْبَرَة : سفينة يُعْبَر عليها النهر.

وعَبَّرْتُ عنه تَعْبِيرا إذا عي من حجته فتكلمت بها عنه.

والشعرى العَبُور : نجم خلف الجوزاء.

وعَبَّرْتُ الدنانير تَعْبِيرا : وزنتها دينارا دينارا.

ورجل عابِر سبيل ، أي مار طريق.

والعِبْرة : الاعتبار لما مضى.

والعَبِير : ضرب من الطيب.

__________________

(٢) ديوانه ٤٠٧ (دمشق) ، واللسان (هلع) والرواية في اللسان : غبر بالغين المعجمة. ونسب البيت في النسخ الثلاث إلى (لبيد ،) وليس في ديوانه.

١٢٩

وعَبْرَة الدمع : جريه ، ونفسه أيضا. عَبِرَ فلان يَعْبَر عَبَراً من الحزن ، وهو عَبْرَانُ عَبِرٌ ، وامرأة عَبْرَى عَبِرَةٌ.

واسْتَعْبَرَ ، أي : جرت عَبْرَتُهُ.

والعُبْرِيُ : ضرب من السدر. ويقال : العُبْرِيُ : الطويل من السدر الذي له سوق. والضال : ما صغر منه. قال العجاج (٣) :

لاث بها الأشاء والعُبْرِيّ

وقال (٤) :

 ..........................

ضروب السدر عُبْرِيّا وضالا

والعُبْرُ : قبيلة ، قال (٥) :

وقابلت العُبْر نصف النهار

ثم تولت مع الصادر

وقوم عَبِير ، أي : كثير.

والعِبْرَانِيّة لغة اليهود.

رعب :

الرُّعْبُ : الخوف. رَعَبْتُ فلانا رُعْباً ورُعُباً فهو مَرْعُوب مُرْتَعِب ، أي : فزع. والحمام الرّعبيّ والرَّاعِبيّ : يُرَعِّب في صوته تَرْعِيبا ، وهو شدة الصوت. ويقال : إنه لشديد الرَّعب. قال :

ولا أجيب الرَّعْب إن دعيت

__________________

(٣) ديوانه ٣٢٤ (بيروت).

(٤) (ذو الرمة) ديوانه ٣ / ١٥٣٠ ، وصدر البيت :

«قطعت إذا تجوفت العواطي»

(٥) لم نهتد إلى القائل.

١٣٠

ورَعَّبْتُ السنام تَرْعِيباً. إذا قطعته تِرْعِيبةً تِرْعِيبةً. والرعبة : القطعة من السنام ونحوه. قال (٦) :

ثم ظللنا في شواء رُعْبَبُه

وقال (٧) :

كأنهن إذا جردن تِرْعِيب

وجارية رُعْبُوبة. أي : شطبة تارة ، ويقال : رُعْبُوب والجمع : الرَّعَابِيب. قال الأخطل (٨) :

قضيت لبانة الحاجات إلا

من البيض الرَّعَابِيب الملاح

والتِّرْعابة : الفروقة. قال (٩) :

أرى كل ياموف وكل حزنبل

وشهدارة تِرْعابة قد تضلعا

الشهدارة : القصير ، وهو الذي يسخر منه أيضا.

وسيل راعِب ، إذا امتلأ (منه) (١٠) الوادي

بعر :

البَعَر للإبل ولكل ذي ظلف إلا للبقر الأهلي فإنه يخثي. والوحشي يَبْعَر. ويقال : بَعَرُ الأرانب وخراها. والمِبْعار : الشاة أو الناقة تُبَاعِر إلى حالبها ، وهو البُعَار على فعال [بضم الفاء] ، لأنه عيب. وقال : بل المِبْعار : الكثيرة البَعَر.

__________________

(٦) التهذيب ٢ / ٣٦٨ : وأنشد الليث وكذلك اللسان (رعب).

(٧) لم نهتد إلى القائل ولا إلى القول في غير الأصول.

(٨) ليس في ديوانه.

(٩) لم نهتد إليه في غير الأصول ، ودوناه كما جاء في الأصول.

(١٠) سقطت من ...

١٣١

والمَبْعَر حيث يكون البَعَر من الإبل والشاء ، وهي : المَبَاعِر.

والبَعِير البازل. والعرب تقول : هذا بَعِير ما لم يعرفوا ، فإذا عرفوا قالوا للذكر : جمل ، وللأنثى : ناقة ، كما يقولون : إنسان فإذا عرفوا قالوا للذكر : رجل ، وللأنثى امرأة.

ربع :

رَبَعَ يَرْبَع رَبْعاً. ورَبَعْتُ القوم فأنا رابِعُهم.

والرِّبْع من الورد : أن تحبس الإبل عن الماء أَرْبَعَةَ أيام ثم ترد اليوم الخامس (١١). قال(١٢) :

وبلدة تمسي قطاها نسسا

رَوَابِعا وبعد رِبْعٍ خمسا

ورَبَعْتُ الحجر بيدي رَبْعاً إذا رفعته عن الأرض بيدك. ورَبَعْتُ الوَتَر إذا جعلته أَرْبع طاقات. قال (١٣)

كقوس الماسخي يرن فيها

من الشرعي مربوع متين

وقال لبيد (١٤) :

رابط الجأش على فرجهم

أعطف الجون بمربوع متل

وقال (١٥) :

أنزعها تبوعا ومتا

بالمسد المربوع حتى ارفتا

__________________

(١١) في النسخ الثلاث : يوم الخامس.

(١٢) (العجاج) ديوانه ١٢٧.

(١٣) لم نهتد إلى قائله ، ولم يقع لنا البيت في غير الأصولين.

(١٤) ديوانه ص ١٨٦.

(١٥) لم نهتد إلى الراجز.

١٣٢

يعني الزمام [أي] : أنه على أَرْبَع قوى. ومَرْبوع مثل رمح ليس بطويل ولا قصير.

وتقول : ارْبَع على ظلعك ، وارْبَع على نفسك ، أي انتظر. قال (١٦) :

لو أنهم قبل بينهم رَبَعُوا

والرَّبْع : المنزل والوطن. سمي رَبْعا ، لأنهم يَرْبَعُون فيه ، أي : يطمئنون ، ويقال : هو الموضع الذي يرتبعون فيه في الرَّبِيع.

والرُّبَع : الفصيل الذي نتج في الرَّبِيع.

ورجل رَبْعَة ومَرْبُوع الخلق ، أي : ليس بطويل ولا قصير.

والمِرْباع كانت العرب إذا غزت أخذ رئيسهم رُبْعَ الغنيمة ، وقسم بينهم ما بقي. قال(١٧) :

لك المِرْباع منها والصفايا

وحكمك والنشيطة والفضول

وأول الأسنان الثنايا ثم الرَّباعيات ، الواحدة : رَبَاعِيَة. وأَرْبَعَ الفرس : ألقى رَبَاعِيَتَهُ من السنة الأخرى. والجميع : الرُّبَع والأثني : رَبَاعِيَة.

والإبل تعدو أَربعة ، وهو عدو فوق المشي فيه ميلان.

وأَرْبَعَت الناقة فهي مُرْبِع إذا استغلق رحمها فلم تقبل الماء.

والأَرْبِعاء والأَرْبِعاوان والأَرْبِعاوات مكسورة الباء حملت على أسعِداء. ومن فتح الباء حمله على قصباء وشبهه (١٨)

والرَّبِيعة : البيضة من السلاح. قال (١٩) :

ربيعته تلوح لدى الهياج

__________________

(١٦) (الأحوص) ديوانه ص ١٢١ وصدره :

«ما ضر جيراننا إذ انتجعوا»

(١٧) التهذيب ٢ / ٣٦٩ ، والمحكم ٢ / ٩٨ والصحاح (ربع) وهو منسوب إلى عبد الله بن عنمة الضبي.

(١٨) في (س) وشبهاء.

(١٩) لم يقع لنا القائل ولا القول في غير الأصول.

١٣٣

ورُبِعَت الأرض فهي مَربوعة من الرَّبِيع. وارْتَبَعَ القوم : أصابوا رَبِيعا ، ولا يقال : رُبِعَ.

وحمى رِبْع تأتي في اليوم الرابِع. والمِرْبَعَة : خشبة تشال بها الأحمال ، فتوضع على الإبل. قال (٢٠) :

أين الشظاظان وأين المِرْبَعة

قال شجاع : الرَّبَعَة أقصى غاية العادي. يقال : مالك تَرْتَبع إلي ، أي : تعدو أقصى عدوك.

رَبَعَ القوم في السير. أي : رفعوا. قال (٢١)

واعرورت العلط العرضي تركضه

أم الفوارس بالدئداء والرَّبَعَة

وقال (٢٢) :

ما ضر جيراننا إذ ارْتَبَعوا

لو أنهم قبل بينهم رَبَعُوا

هذا من قولهم : ارْبَعْ على نفسك. ويقال : الرَّبْعَة : عدو فوق المشي فيه مَيَلان.

والرَّبْعَة : الجونة. قال خلف بن خليفة (٢٣) :

محاجم نضدن في رَبْعَة

__________________

(٢٠) لسان العرب (ربع) بدون عزو.

(٢١) البيت في التهذيب ٢ / ٣٧٢ واللسان (ربع) وقد نسب فيه إلى (أبي دواد الرؤاسي).

(٢٢) (الأحوص) ديوانه ١٢١.

(٢٣) لم نقع عليه في غير الأصول.

١٣٤

برع :

بَرَعَ يَبْرُعُ بَرْعا ، وهو يَتَبَرَّعُ من قبل نفسه بالعطاء ، إذا لم يطلب عوضا. قالت الخنساء (٢٤) :

جلد جميل أريب بارِع ورع

مأوى الأرامل والأيتام والجار

__________________

(٢٤) ليس في ديوانها ولا في الظان التي رجعنا إليها.

١٣٥

باب العين والراء والميم معهما

ع ر م ، ع م ر ، ر ع م ، م ع ر ،

ر م ع ، م ر ع مستعملات

عرم :

عَرَمَ الإنسان يَعْرُمُ عَرامة فهو عارِم. وعَرُمَ يَعْرُمُ. قال صقر بن حكيم (١) :

إني امرؤ يذب عن محارمي

بسطة كف ولسان عارِم

وعُرَام الجيش : حدهم وشرتهم وكثرتهم. قال سلامة بن جندل (٢) :

وإنا كالحصى عددا وإنا

بنو الحرب التي فيها عُرام

وقال (٣) :

وليلة هول قد سريت وفتية

هديت وجمع ذي عُرَامٍ ملادس

والعَرِم : الجرذ الذكر. والعُرْمَة : بياض بمرمة الشاة ، عنقها بيضاء وسائرها أسود.

والعَرَمَة الكدس المدوس الذي لم يذر بعد كهيئة الأزج.

__________________

(١) التهذيب ٢ / ٣٩٠ ، واللسان ـ عرم ، غير منسوب.

(٢) ديوانه ـ ص ٢٥١ ، والمحكم ٢ / ١٠٤.

(٣) التهذيب ٢ / ٣٩٠ واللسان (عرم) غير منسوب أيضا.

١٣٦

قال شجاع : لا أقول : نعجة عَرْمَاء ، ولكن ماعزة عَرْمَاء ببطنها بياض.

والعَرَمْرَم : الجيش الكثير. وجبل عَرَمْرَم ، أي : ضخم. قال (٤) :

أدارا بأجماد النعام عهدتها

بها نعما حوما وعزا عَرَمْرَما

والعَرَمْرَم الشديد العجمة الذي لا يفصح.

عمر :

العَمْر : ضرب من النخل وهو السحوق الطويل.

والعَمْر : ما بدا من اللثة ، ومنه اشتق اسم عَمْرو.

والعُمْر عُمْر الحياة. وقول العرب : لَعَمْرُكَ ، تحلف بعُمْرِه ، وتقول : عَمْرَكَ الله أن تفعل كذا. هذا إن تحلفه بالله ، أو تسأله طول عُمْره.

عَمَرَ الناسَ وعَمَّرَهم اللهُ تَعْمِيرا. وتقول : إنك عَمْرِي لظريف.

وعَمَرَ الناسُ الأرض يَعْمُرُونها عِمارة ، وهي عامِرة مَعمورة ومنها العُمْران. واسْتَعْمَرَ اللهُ الناس لِيَعْمُرُوها. والله أَعْمَرَ الدنيا عُمْرانا فجعلها تعمر ثم يخربها.

والعِمَارة : القبيلة العظيمة.

والعُمُور : [حي من عبد القيس](٥). قال (٦) :

فلو لا كان أسعد عبد قيس (٧)

أعاديها لعادتني العُمُور

والحاج يَعْتَمِرُ عُمْرَة. والعَمْرَة : خرزة حمراء كثيرة الماء طويلة تكون في القرط.

__________________

(٤) المحكم ٢ / ١٠٥ ، واللسان (عرم) غير منسوب أيضا.

(٥) من المحكم ٢ / ١٠٩ ، واللسان (عمر) في النسخ الثلاث : (اسم أبي حي من قيس).

(٦) لم نهتد إلى القائل ، ولا إلى القول في غير الأصول.

(٧) من (س). في (ص) و (ط): (ابن بكر).

١٣٧

والإفلاس يكنى أبا عَمْرَة (٨).

رعم :

رَعَمَتِ الشاة تَرْعَم فهي رَعُوم ، وهو داء يأخذ في أنفها فيسيل منه شيء ، فيقال لذلك الشيء : رُعَام.

رَعُوم : اسم امرأة تشبيها بالشاة الرَّعوم. قال الأخطل (٩) :

صرمت أمامة حبلنا ورَعُوم

وبدا المجمجم منهما ، المكتوم

رِعْم : اسم امرأة. قال (١٠) :

ودع عنك رِعْما قد أتى الدهر دونها

وليس على دهر لشيء معول

معر :

مَعِرَ الظفر مَعَرا. إذا أصابه شيء فنصل. قال (١١) :

بوقاح مجمر غير مَعِر

وقال (١٢) :

تتقي الأرض بمرثوم مَعِر

وتَمَعَّرَ لونه إذا تغير ، وعرته صفرة من غضب. ورجل أَمْعَرُ ، وبه مُعْرَة ، وهو لون يضرب إلى الحمرة والصفرة ، وهو أقبح الألوان.

__________________

(٨) من (س). في (ص) و (ط) : أباعمرو. في التهذيب ٢ / ٣٨٨ ، والمحكم ٢ / ١٠٩. واللسان (عمر) : أبوعمرة.

(٩) ديوانه ١ / ٣٨٠ والرواية فيه : حبلها.

(١٠) لم نهتد إلى القائل ولا إلى القول في غير الأصول.

(١١) لم يقع لنا الراجز. ولا الرجز في غير الأصول.

(١٢) لم نهتد إلى الراجز ولا إلى الرجز في غير الأصول.

١٣٨

ومَعِرَ رأس الرجل إذا ذهب شعره ، وأَمْعَرَ أيضا بالألف. قال (١٣) :

والرأس منك مبين الإِمْعار

ويقال : رجل أَمْعَرُ ، أي : قليل الشعر ، مثل أزعر.

وأَمْعَرَت الأرض إذا لم يكن فيها نبات ، وأرض مَعِرَة مثل زعرة : قليلة النبات غليظة. ومَعِرَت الأرض وأَمْعَرَت لغتان. قال الكميت (١٤) :

أصبحت ذا تلعة خضراء إذ مَعِرَت

تلك التلاع من المعروف والرحب

وأَمْعَرْنا في هذا البلد ، أي : وقعنا في أرض مَعِرَة.

رمع :

رَمَعَ يَرْمَعُ رَمْعاً ورَمَعَانا وهو التحرك (١٥). وتقول : مر بي يَرْمَعُ رَمْعاً ورَمَعَانا مثل : رسم يرسم رسما (١٦) ورسمانا.

والرَّمَّاعَة : الاست ، لتَرَمُّعِها ، أي : تحركها. والرَّمَّاعة التي تتحرك من رأس الصبي المولود [من يافوخه من رقته](١٧).

واليَرْمَع : الحصى البيض التي تتلألأ في الشمس ، الواحدة بالهاء. قال رؤبة (١٨) :

حتى إذا أحمى النهار اليَرْمَعَا

__________________

(١٣) لم يقع لنا القائل ولا القول كاملا.

(١٤) ليس في مجموعة أشعاره ، ولا فيما بين أيدينا من مصادر.

(١٥) (ص) غير واضحة ، (ط) التحرف.

(١٦) سقطت من (ص) و (ط).

(١٧) من التهذيب ٢ / ٣٩٣ من روايته عن الليث.

(١٨) ما في ديوان رؤبة هو :

بالبيد أيقاد الحزوراليرمعا

١٣٩

مرع :

مَرُعَ يَمْرُعُ مُرْعا والمَرْع الاسم ، وهو الكلأ.

ويقال : أرض مَرِعَة مُمْرِعة. مثل خصبة مخصبة.

وأَمْرَعَ القوم : أصابوا مَرْعا. قال (١٩) :

فلما هبطناه وأَمْرَعَ سربنا

أسال علينا البطن بالعدد الدثر

وأَمْرَعَ المكان والوادي ، أي : أَكْلَآ.

__________________

(١٩) لم نهتد إلى القائل.

١٤٠