كتاب العين - ج ٢

الخليل بن أحمد الفراهيدي

كتاب العين - ج ٢

المؤلف:

الخليل بن أحمد الفراهيدي


المحقق: الدكتور مهدي المخزومي والدكتور ابراهيم السامرّائي
الموضوع : اللغة والبلاغة
الناشر: مؤسسة دار الهجرة
الطبعة: ٢
الصفحات: ٣٧٦

كأن به توسيم حمى تصيبه

طروقا وأعباط من الورد واعِك

ورجل مَوْعُوك : محموم. وأَوْعَكَت الكلاب الصيد ، أي : مرغته. قال رؤبة في الكلاب والثور (٧) :

عوابس في وَعْكَة تحت الوَعِك

أي : تحت واعِكَتها ، أي : صوتها. والوَعْكَة : معركة الأبطال إذا أخذ بعضهم بعضا ، وأَوْعَكَت الإبل إذا ازدحمت فركب بعضها بعضا عند الحوض ، وهي الوَعْكَة. قال(٨) :

نحن جلبنا الخيل من مرادها

من جانب السقيا إلى نضادها

فصبحت كلبا على أحدادها

وَعْكَة ورد ليس من أورادها

أي : لم يكن لها بورد ، وكان وردها غير ذلك.

كوع : (٩)

الكُوع والكَاع ، زعم أبو الدقيش أنهما طرفا الزندين في الذراع مما يلي الرسغ. والكُوع منهما طرف الزند الذي يلي الإبهام وهو أخفاهما ، والكَاع طرف الزند الذي يلي الخنصر ، وهو الكرسوع.

__________________

(٧) ما في ديوان رؤبة هو قوله : ولم تزل في وعكة اليوم الوعك.

(٨) لم نقع على الراجز. ولا على الرجز. وأثبتناه كما جاء في (س).

(٩) وهذا أيضا سقط من (ص) و (ط) وما أثبتناه فمن (س).

١٨١

ورجل أَكْوَع وامرأة كَوْعَاء ، أي : عظيم الكَاع. قال (١٠) :

دواحس في رسغ عير أَكْوَعا

ويقال : الكَوَع يبس في الرسغين ، وإقبال إحدى اليدين على الأخرى.

بعير أَكْوَع ، وناقة كَوْعَاء. كَاعَ يَكُوع كَوْعا ، وتصغير الكَاع : كُوَيْع ، وأَكْوَع اسم رجل.

وكع :

الوَكْع : ضربة العقرب بإبرتها. قال (١١) :

كأنما يرى بصريح النصح وَكْعَ العقارب

والأَوْكَع : المائل. والوَكَع : ميلان صدر القدم نحو الخنصر ، وربما كان في إبهام اليد والرجل ، والنعت : أَوْكَع ، ووَكْعَاء ، وأكثره في الإماء اللواتي يكددن بالعمل. ويقال : الأَوْكَع والوَكْعَاء : للأحمق [والحمقاء](١٢).

وفرس وَكِيع. وَكُعَ يَوْكُعُ وَكَاعَة ، أي : صلب واشتد إهابه. قال سليمان بن يزيد(١٣):

عبل وَكِيع ضليع مقرب أرن

للمقربات أمام الخيل مفترق

وسقاء وَكِيع : صلب غليظ ، وفرو وَكِيع : متين. ومزادة وَكِيعة : قورت فألقي ما ضعف من الأديم وبقي الجيد فخرز ، والجميع : وَكَائِع. واسْتَوْكَعَ السقاء مَتُنَ واشتدت مخارزه بعد ما جعل فيه الماء (١٤).

__________________

(١٠) التهذيب ٣ / ٤٢ واللسان (كوع) غير منسوب أيضا.

(١١) (القطامي) ديوانه ص ٤٧ إلا أن الرواية فيه :

سرى في جليد الليل حتى كأنما

تخزم بالاطراف شوك العقارب

 (١٢) من التهذيب ٣ / ٤٢ فقد سقطت من النسخ الثلاث.

(١٣) التاج (وكع) ـ (سليمان بن يزيد العدوي).

(١٤) ما بين القوسين من (س) وقد سقط كله من (ص) و (ط).

١٨٢

باب العين والجيم و (واي) معهما

ع ج و ، ع وج ، ج و ع ،

وج ع ، ع ي ج مستعملات

عجو :

العَجْوَة : تمر بالمدينة ، يقال : [إنه] غرسه النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم.

والأم تَعْجُو ولدها ، أي : تؤخر رضاعه عن مواقيته ، ويورث ذلك وهنا في جسمه .. ومنه : المُعَاجاة ، وهو ألا يكون للأم لبن يروي صبيها فتُعَاجِيه بشيء تعلله به ساعة. قال الأعشى (١) :

مشغقا قلبها عليه فما تَعْجُوه

إلا عفافة وفواق

وكذلك إن ربى الولد غير أمه. والاسم : العُجْوَة ، والفعل : العَجْو ، واسم الولد : عَجِيّ ، والأنثى عَجِيَّة والجميع : العَجَايا. قال يصف أولاد الجراد (٢) :

إذا ارتحلت عن منزل خلفت به

عَجَايا يحاثى بالتراب دفينها

__________________

(١) ديوانه ٢٢١ ، وصدر البيت فيه :

ما تعادي عنه النهار ولا تعـ

ـجوه ............................

 (٢) التهذيب ٣ / ٤٥.

١٨٣

ويروى : ... صغيرها.

وإذا منع اللبن عن الرضيع ، واغتذى بالطعام قيل : قد عُوجِيَ. قال الأصبع (٣) :

إذا شئت أبصرت من عقبهم

يتامى يُعَاجَوْنَ كالأذؤب

والعُجَاية : عصب مركب فيه فصوص من عظام كأمثال فصوص الخاتم عند رسغ الدابة ، إذا جاع أحدهم دقه بين فهرين فأكله ، ويجمع : عُجَايات وعُجًى. قال (٤) :

شم العُجَايات يتركن الحصى زيما

يصف أخفافها بالصلابة ، وعُجاياتها بالشمم ، وأشد ما يكون للدابة إذا كان أشم العُجاية.

عوج :

عَوْج كل شيء : تعطفه ، من قضيب وغير ذلك. وتقول : عُجْتُه أَعُوجُهُ عَوْجا فَانْعَاجَ ، قال (٥) :

وانْعَاجَ عودي كالشظيف الأخشن

والعِوَج الاسم اللازم منه الذي تراه العيون من خشب ونحوه ، والمصدر من عَوِجَ يَعْوَج : العَوَج فهو أَعْوَج ، والأنثى : عَوْجَاء ، وجمعه : عُوج.

قال أبو عبد الله : يقال من العِوَجِ : عَوِجَ يَعْوَج عَوَجا ، ومن العَوْج : اعْوَجَ اعْوِجَاجاً [فهو مُعْوَجٌ] وعَوَّجَ الشيء فهو مُعَوَّج.

__________________

(٣) التهذيب ٣ / ٤٥ غير منسوب ، ونسبه اللسان إلى (النابغة الجعدي) وقال : وأنشد الليث (للنابغة الجعدي) وذكر البيت.

(٤) (كعب بن زهير) ديوانه ١٤ وعجز البيت :

لم يقهن رؤوس الأكم تنعيل

(٥) (رؤبة) ديوانه ١٦١.

١٨٤

والخيول الأَعْوَجِيَّة منسوبة إلى فرس كان في الجاهلية سابقا ، ويقال : كان لغني. قال طفيل(٦):

بنات الوجيه والغراب ولاحق

وأَعْوَج تنمي نسبة المتنسب

ويقال : أَعْوَجِيّ من بنات أَعْوَج.

والعُوج : القوائم من الخيل التي في أرجلها تحنيب.

والعائِج الواقف. والعَاج : أنياب الفيلة ، لا يسمى غير الناب عَاجاً. وناقةٌ عَاجٌ إذا كانت مذعان السير ، لينة الانعطاف. قال ذو الرمة :

تقد بي الموماة عَاجٌ كأنها

وإذا عَجْعَجت بالناقة قلت : عَاجِ عَاجِ خفض بغير تنوين. وإن شئت جزمت على توهم الوقف. وعَجْعَجْتُها : أنختها.

وعُوج بن عوق ، يقال : إنه صاحب الصخرة ، الذي قتله موسى عليه‌السلام ، ويقال : إنه إذا قام كان السحاب له مئزرا ، وكان من فراعنة مصر.

جوع : (٧)

الجَوْع : اسم جامع للمخمصة. والفعل : جَاعَ يَجُوع جَوْعاً. والنعت : جائِع ، وجَوْعان ، والمَجَاعة : عام فيه جَوْع [ويقال : أَجَعْتُهُ وجَوَّعْتُهُ فَجَاعَ يَجُوع جَوْعاً](٨) فالمتعدي : الإِجَاعة والتَّجْوِيع. قال (٩) :

يدعى الجنيد وهو فينا الزملق

مُجَوَّع البطن كلابي الخلق

__________________

(٦) اللسان (وجه).

(٧) سقطت هذه المادة وترجمتها من (ص) و (ط).

(٨) زيادة مكملة من التهذيب في روايته عن العين.

(٩) التهذيب ٣ / ٥٠. وفيه : كان الجنيد ...

١٨٥

وجع :

[الوَجَع : اسم جامع لكل مرض مؤلم. يقال :](١٠) رجل وَجِع وقوم وَجَاعَى ، ونسوة وَجَاعَى ، وقوم وَجِعُون. وقد وَجِعَ فلان رأسه أو بطنه ، وفلان يَوْجَع رأسه. وفيه ثلاث لغات : يَوْجَعُ ، ويَيْجَعُ ، ويَاجَعُ ، ومنهم من يكسر الياء فيقول : يِيْجَعُ وكذلك تقول : أنا إِيجَعُ ، وأنت تِيجَعُ (١١). والوَجْعَاء : اسم الدبر.

ولغة قبيحة ، منهم من يقول : وَجِعَ يَجِعُ.

وتَوَجَّعت لفلان إذا رثيت له من مكروه نزل به. ويقال : أَوْجَعت فلانا ضربا ، وضربته ضربا وَجِيعا ، ويُوجِعُنِي رأسي.

عيج :

العَيْج : شبه الاكتراث للشيء والإقبال عليه. تقول : عِجْتُ به يَعِيجُ عَيْجا ، ولو قيل : عَيْجُوجَة لكان صوابا ، وما عِجْتُ بقوله : لم أكترث. قال (١٢) :

فما رأيت لها شيئا أَعِيج به

__________________

(١٠) ما بين المعقوفتين من التهذيب في روايته عن الليث.

(١١) ما بين القوسين من (س) فقد سقط من (ص) و (ط) أيضا.

(١٢) التهذيب ٣ / ٥٢ ، واللسان (عيج) ، غير منسوب فيهما أيضا. وعجز البيت فيهما :

إلا التمام وإلا موقد النار

١٨٦

باب العين والشين و (واي) معهما

ع ش و ، ع ش ي ، ع ي ش ، ش ع و ، ش و ع ،

ش ي ع ، وش ع مستعملات

عشو ، عشي :

العَشْو : إتيانك نارا ترجو عندها خيرا وهدى. عَشَوْتُها أَعْشُوها عَشْواً وعُشُوّاً. قال الحطيئة (١) :

متى تأته تَعْشُو إلى ضوء ناره

تجد خير نار عندها خير موقد

والعاشِيَة : كل شيء يَعْشُو إلى ضوء نار بالليل كالفراش وغيره ، وكذلك الإبل العَوَاشِي ، قال (٢) :

وعاشية حوش بطان ذعرتها

بضرب قتيل وسطها يتسيف

وأوطأته عَشْوَة وعِشْوَة وعُشْوَة ـ ثلاث لغات ، وذلك في معنى أن تحمله على أن يركب أمرا على غير بيان. تقول : ركب فلان عشوة من الأمر ، وأوطأني فلان عَشْوة ، أي : حملني على أمر غير رشيد ، ولقيته في عَشْوة العتمة وعَشْوة السحر. وأصله من عَشْواء الليل ، والعَشْواء بمنزلة الظلماء ، وعَشْواء الليل ظلمته (٣).

__________________

(١) ديوانه ص ٢٤٩.

(٢) البيت في اللسان (عشو) غير منسوب أيضا.

(٣) هذه الفقرة مضطربة في النسخ الثلاث ، فقومناها من نقول الأزهري عن العين.

١٨٧

والعِشَاء : أول ظلام الليل ، وعَشَّيْتُ الإبل فَتَعَشَّت إذا رعيتها الليل كله. وقولهم : عَشِ ولا تغتر ، أي : عَشِ إبلك هاهنا ، ولا تطلب أفضل منه فلعلك تغتر.

ويقال : العَوَاشِي : الإبل والغنم ترعى بالليل.

العَشِيّ ، آخر النهار ، فإذا قلت : عَشِيَّة فهي ليوم واحد ، تقول : لقيته عَشِيَّةَ يوم كذا ، وعَشِيَّةً من العَشِيَّات ، وإذا صغروا العَشِيّ قالوا : عُشَيْشِيَان ، وذلك عند الشفى وهو آخر ساعة من النهار عند مغيربان الشمس.

ويجوز في تصغير عَشِيَّة : عُشَيَّة ، وعُشَيْشِيَة.

والعَشَاء ممدود مهموز : الأكل في وقت العَشِيّ. والعِشَاء عند العامة بعد غروب الشمس من لدن ذلك إلى أن يولي صدر الليل ، وبعض يقول : إلى طلوع الفجر ، ويحتج بما ألغز الشاعر فيه :

غدونا غدوة سحرا بليل

عشاء بعد ما انتصف النهار.

والعَشَى ـ مقصورا ـ مصدر الأَعْشَى ، والمرأة عَشْواء ، ورجال عُشْو ، [والأَعْشَى] هو الذي لا يبصر بالليل وهو بالنهار بصير ، وقد يكون الذي ساء بصره من غير عمى ، وهو عرض حادث ربما ذهب. وتقول : هما يَعْشَيَانِ ، وهم يَعْشَوْنَ ، والنساء يَعْشَيْنَ ، والقياس الواو ، وتَعَاشَى تَعَاشِياً مثله ، لأن كل واو من الفعل إذا طالت الكلمة فإنها تقلب ياء.

وناقة عَشْواء لا تبصر ما أمامها فتخبط كل شيء بيدها ، أو تقع في بئر أو وهدة ، لأنها لا تتعاهد موضع أخفافها. قال زهير :

رأيت المنايا خبط عَشْواء من تصب

تمته ومن تخطىء يعمر فيهرم

وتقول : إنهم لفي عَشْواء من أمرهم ، أو في عمياء.

١٨٨

وتَعَاشَى الرجل في الأمر ، أي : تجاهل. قال (٤) :

تعد التَّعَاشِيَ في دينها

هدى لا تقبل قربانها

عيش :

العَيْش : الحياة. والمَعِيشة : التي يَعِيش بها الإنسان من المطعم والمشرب ، والعِيشة : ضرب من العَيْش ، مثل : الجِلسة ، والمِشية ، وكل شيء يُعَاش به أو فيه فهو مَعَاش ، النهار مَعَاش ، والأرض مَعَاش للخلق يلتمسون فيها مَعَايِشَهم. والعِيش في الشعر بطرح الهاء : العيشة. قال (٥) :

إذا أم عِيش ما تحل إزارها

من الكيس فيها سورة وهي قاعد

بنو عَيْش : قبيلة ، وإنهم بنو عائِشَة ، كما قال (٦) :

عبد بني عائِشَة الهلابعا

وقال آخر (٧) :

يا أمنا عائِش لا تراعي

كل بنيك بطل شجاع

خفض العين بشفعة الكاف المكسورة.

__________________

(٤) لم نهتد إليه.

(٥) لم نهتد إلى القائل ولا إلى القول في غير الأصول.

(٦) التهذيب ٣ / ٦٠ واللسان (عيش).

(٧) لم يستشهد به فيما بين أيدينا من مصادر.

١٨٩

شعو :

الشَّعْوَاء : الغارة الفاشية. وأَشْعَى القومُ الغارةَ إِشْعاء ، أي : أشعلوها. قال (٨) :

كيف نومي على الفراش ولما

تشمل الشام غارة شَعْوَاء

شيع وشوع :

الشُّوع : شجر البان ، الواحدة : شُوعَة. قال الطرماح (٩) :

جنى ثمر بالواديين وشُوع

فمن قال بفتح الواو وضم الشين : فالواو نسق ، وشُوع : شجر البان ، ومن قال : وُشُوع بضمهما ، أراد : جماعة وشع (١٠) ، وهو زهر البقول.

والشَّيْع : مقدار من العدد. أقمت شهرا أو شَيْعَ شهرٍ ، ومعه ألف رجل ، أو شَيْعُ ذاك.

والشَّيْع من أولاد الأسد.

وشَاعَ الشيء يَشِيعُ مَشَاعاً وشَيْعُوعَة فهو شائِع ، إذا ظهر وأَشَعْتُهُ وشِعْتُ به : أذعته. وفي لغة : أَشَعْتُ به. ورجل مِشْيَاع مذياع ، وهو الذي لا يكتم شيئا.

والمُشَايَعَة : متابعتك إنسانا على أمر.

وشَيَّعْت النار في الحطب : أضرمته إضراما شديدا ، قال رؤبة (١١) :

شدا كما يشيّع التضريم

__________________

(٨) لم نهتد إلى القائل ، ولم نقف على القول في غير الأصول.

(٩) ديوانه ٢٩٥ ، وصدر البيت : «وما جلس أفكار أطاع لسرحها».

(١٠) في (س) : وشيع ، وليس صوابا.

(١١) اللسان (شيع) وهو غير منسوب.

١٩٠

والشِّيَاع : صوت قص بة الراعي. قال (١٢) :

حنين النيب تطرب للشِّيَاع

وشَيَّعَ الراعي في الشِّيَاع : نفخ في القصبة. ورجل مُشَيَّع القلب إذا كان شجاعا ، قد شُيِّعَ قلبه تَشْيِيعا إذا ركب كل هول ، قال سليمان : (١٣)

مُشَيَّع القلب ما من شأنه الفرق

وقال الراجز (١٤) :

والخزرجي قلبه مُشَيَّع

ليس من الأمر الجليل يفزع

والشِّيعَة : قوم يَتَشَيَّعُون ، أي : يهوون أهواء قوم ويتابعونهم. وشِيعَة الرجل : أصحابه وأتباعه. وكل قوم اجتمعوا على أمر فهم شِيعَة وأصنافهم : شِيَع. قال الله [تعالى]: (كَما فُعِلَ) بِأَشْياعِهِمْ (مِنْ قَبْلُ)(١٥). أي : بأمثالهم من الشِّيَعِ الماضية.

وشَيَّعْت فلانا إذا خرجت معه لتودعه وتبلغه منزله. والشِّيَاع : دعاء الإبل إذا استأخرت. قال (١٦) :

وألا تخلد الإبل الصفايا

ولا طول الإهابة والشِّيَاع

__________________

(١٢) اللسان (شيع غير منسوب أيضا ، ونسبه التاج إلى (قيس بن ذريح ،) وصدره :

إذا ما تذكرين يحن قلبي

(١٣) لم نهتد إلى البيت ، ولعل سليمان هذا هو سليمان بن يزيد العدوي.

(١٤) لم نهتد إلى الراجز.

(١٥) سبأ ٥٤.

(١٦) لم نقف على القائل.

١٩١

وشع :

الوَشِيعَة : خشبة يلف عليها الغزل من ألوان الوشي ، فكل لفيفة وَشِيعَة ، ومن هنالك سميت قصبة الحائك وَشِيعَة ، لأن الغزل يُوَشَّع فيه. قال ذو الرمة (١٧) :

به ملعب من معصفات نسجنه

كنسج اليماني برده بالوَشَائِع

وقال (١٨) :

ندف القياس القطن المُوَشَّعا

والوَشْع من زهر البقول : ما اجتمع على أطرافها ، فهي وَشْعٌ ووُشُوع. وأَوْشَعَت البقول خرجت زهرتها قبل أن تتفرق.

__________________

(١٧) ديوانه ٢ / ٧٧٨.

(١٨) ديوانه ٩٠.

١٩٢

باب العين والضاد و (واي) معهما

ع ض و ، ع وض ، ض و ع ، ض ي ع ، ض ع و ، وض ع

عضو :

العُضْو والعِضْو ـ لغتان ـ كل عظم وافر من الجسد بلحمه. والعِضَة : القطعة من الشيء ، عَضَّيْتُ الشيء عِضَةً عِضَةً إذا وزعته بكذا ، قال (١) :

وليس دين الله بالمُعَضَّى

وقوله تعالى (: جَعَلُوا الْقُرْآنَ) عِضِينَ (٢) ، أي : عِضَةً عِضَةً تفرقوا فيه فآمنوا ببعضه وكفروا ببعضه.

عوض :

العِوَض معروف ، يقال : عِضْتُهُ عِياضا وعَوْضا ، والاسم : العِوَض ، والمستعمل التَّعْوِيض عَوَّضْته من هبته خيرا. واسْتَعَاضَنِي : سألني العِوَض. عاوَضْت فلانا بعوض في البيع والأخذ فاعْتَضْته مما أعطيته.

عِياض : اسم رجل. وتقول : هذا عِياض لك ، أي : عِوَض لك.

عَوْضُ : يجري مجرى القسم ، وبعض الناس يقول : هو الدهر والزمان ، يقول الرجل لصاحبه : عَوْضُ لا يكون ذاك أبدا ، فلو كان اسما للزمان

__________________

(١) (رؤبة) ديوانه ص ٨١.

(٢) الحجر ٩١.

١٩٣

إذا لجرى بالتنوين ، ولكنه حرف يراد به قسم ، كما أن أَجَل ونحوها مما لم يتمكن في التصريف حمل على غير الإعراب. قال الأعشى :

رضيعي لبان ثدي أم تحالفا

بأسحم داج عَوْضَ لا تتفرق

وتقول العرب : لا أفعل ذاك عَوْضُ ، أي : لا أفعله الدهر ، ونصب عَوْض ، لأن الواو حفزت الضاد ، لاجتماع الساكنين.

ضوع ، ضيع :

ضَاعَت الريح ضَوْعا : نفحت. قال (٤) :

إذا التفتت نحوي تَضَوَّع ريحها

ويقال : ضَاعَ يَضُوعُ ، وهو التضور ، في البكاء في شدة ورفع صوت. تقول : ضربه حتى تَضَوَّعَ ، وتضور. وبكاء الصبي تَضَوُّعٌ أكثره ، قال (٥) :

يعز عليها رقبتي ويسوؤها

بكاه فتثني الجيد أن يَتَضَوَّعا

وأَضَاعَ الرجل إذا صارت له ضَيْعَة يشتغل بها ، وهو بمَضِيعَة وبمَضِيع إذا كان ضائِعا وأَضَاعَ إذا ضَيَّعَ.

والضُّوَع : طائر من طير الليل من جنس الهام إذا أحس بالصباح صدح (٦). وضَيْعَة الرجل : حرفته ، تقول : ما ضَيْعَتُك؟ أي : ما حرفتك؟ وإذا أخذ الرجل في أمور لا تعنيه تقول : فشت عليك الضَّيْعَة ، أي : انتشرت

__________________

(٤) (امرؤ القيس) ديوانه ص ١٥ وعجز البيت :

نسيم الصبا جاءت بريا القرنفل

(٥) (امرؤ القيس) ديوانه ص ٢٤١ وفيه (وبيتي) مكان (رقبتي)

(٦) من التهذيب ٣ / ٧ في نقله عن العين. في الأصول : صرخ ولعله تصحيف.

١٩٤

حتى لا تدري بأي أمر تأخذ. وضَاعَ عيال فلان ضَيْعَةً وضِيَاعا ، وتركهم بمَضْيَعَة ، وبمَضِيعَة وأَضَاع الرجل عياله وضَيَّعَهم إِضَاعَة وتَضْيِيعا ، فهو مُضِيع ، ومُضَيِّع.

ضعو :

الضَّعْوَة : شجر تكون بالبادية ، والضَّعَة أيضا بحذف الواو ، ويجمع ضَعَوَات قال(٧):

متخذا في ضَعَوَات تولجا

وقال يصف رجلا شهوان اللحم (٨) :

تتوق بالليل لشحم القمعة

تثاؤب الذئب إلى جنب الضَّعَة

وضع :

الوَضَاعة : الضَّعَة. تقول : وَضُعَ [يَوْضُعُ] وَضَاعة.

والوَضِيعة : نحو وَضَائِع كسرى ، كان ينقل قوما من بلادهم ويسكنهم أرضا أخرى حتى يصيروا بها وَضِيعة أبدا. والوَضِيعة أيضا : قوم من الجند يجعل أسماؤهم في كورة لا يغزون منها. والوَضِيعة : ما تَضَعُهُ من رأس مالك. والخياط يُوَضِّع القطن على الثوب تَوْضِيعا قال (٩) :

كأنه في ذرى عمائمهم

مُوَضِّع من منادف العطب

وتقول : في كلامه تَوْضِيع إذا كان فيه تأنيث كلام النساء.

__________________

(٧) (جرير) ديوانه ١ / ١٨٧.

(٨) لسان العرب (قمع) غير منسوب.

(٩) لم نهتد إلى القائل.

١٩٥

والوَضْع : مصدر قولك : وَضَعَ يَضَعُ. والدابة تَضَعُ السير وَضْعا [وهو سير دون](١٠). وتقول : هي حسنة المَوْضُوع. وأَوْضَعَها راكبها. قال الله عزوجل : (وَ) لَأَوْضَعُوا (خِلالَكُمْ)(١١).

والمُوَاضَعَة : أن تُوَاضِعَ أخاك أمرا فتناظره فيه. وفلان وَضَعَهُ دخوله في كذا فاتَّضَعَ والتَّوَاضُع : التذلل.

__________________

(١٠) زيادة من التهذيب من روايته عن العين. لتوجيه العبارة وتوضيح المعنى.

(١١) التوبة ٤٧.

١٩٦

باب العين والصاد و (واي) معهما

ع ص و ، ع ص ي ، ع وص ، ع ي ص ،

ص ع و ، ص و ع ، وص ع ، مستعملات

عصو ، عصي :

العَصا : جماعة الإسلام ، فمن خالفهم فقد شق عَصا المسلمين.

العَصا : العود ، أنثى] عَصا وعَصَوَان وعِصِيّ. وعَصِيَ بالسيف : أخذه أخذ العَصا ، أو ضرب به ضربة بالعَصا. وعَصَا يَعْصُو لغة. قال (١) :

وإن المشرفية قد علمتم

إذا يَعْصَى بها النفر الكرام

والعَصا : عرقوة الدلو ، والاثنان عَصَوَان ، قال (٢) :

فجاءت بنسج العنكبوت كأنما

على عَصَوَيْها سابري مشبرق

وإذا انتهى المسافر إلى عشب ، وأزمع المقام قيل : ألقى عَصاه ، قال (٣) :

فألقت عَصاها واستقرت بها النوى

كما قر عينا بالإياب المسافر

__________________

(١) لم نهتد إلى القائل.

(٢) (ذو الرمة) ديوانه ١ / ٤٩٦.

(٣) التهذيب ٣ / ٧٧. المحكم ٢ / ٢١٥ غير منسوب أيضا ، ونسبه ابن بري ، كما جاء في اللسان (عصا) إلى (عبد ربه السلمي).

١٩٧

وذهب هذا البيت مثلا لكل من وافقه شيء فأقام عليه ، وكانت هذه امرأة كلما تزوجت فارقت زوجها ، ثم أقامت على زوج. وكانت علامة إبائها أنها لا تكشف عن رأسها ، فلما رضيت بالزوج الأخير ، ألقت عَصاها ، أي : خمارها.

وتقول : عَصَى يَعْصِي عِصْيانا ومَعْصِيَة. والعاصِي : اسم الفصيل خاصة إذا عَصَى أمه في اتباعها.

عوص ، عيص :

العَوَص : مصدر الأَعْوص والعَوِيص.

اعتاص هذا الشيء إذا لم يمكن. وكلام عَوِيص ، وكلمة عَوْصاء. قال الراجز (٤) :

يا أيها السائل عن عَوْصائها

وتقول : أَعْوَصْت في المنطق ، وأَعْوَصْت بالخصم إذا أدخلت في الأمر ما لا يفطن له ، قال لبيد (٥) :

فلقد أُعْوِصُ بالخصم وقد

أملأ الجفنة من شحم القلل

واعْتَاصَت الناقة : ضربها الفحل فلم تحمل من غير علة.

والمَعِيص ، كما تقول : المنبت : اسم رجل. قال (٦) :

حتى أنال عُصَيَّة بن مَعِيص

والعِيص : منبت خيار الشجر. قال (٧) :

فما شجرات عِيصِك في قريش

بعشات الفروع ولا ضواحي

__________________

(٤) لم نهتد إلى الراجز.

(٥) ديوانه ١٧٧.

(٦) البيت في التهذيب ٣ / ٨١ واللسان (عيص) غير منسوب فيهما ، وصدره :

ولأثارن ربيعة بن مكدم

(٧) (جرير) ديوانه ١ / ٩٠.

١٩٨

وأَعْيَاص قريش : كرامهم يتناسبون إلى عِيص ، وعِيص في آبائهم عِيص بن إسحاق ، ويقال : عِيصا. وقيل : العِيص : السدر الملتفّ.

صعو :

الصَّعْو : صغار العصافير ، والأنثى : صَعْوة ، وهو أحمر الرأس والجميع : الصِّعَاء. ويقال : صَعْوَة واحدة وصَعْو كثير ، ويقال : بل الصَّعْو والوصع واحد ، مثل : جذب وجبذ.

صوع :

الصُّوَاع : إناء يشرب فيه. وإذا هيأت المرأة موضعا لندف القطن قيل : صَوَّعَت موضعا ، واسم الموضع : الصَّاعَة.

والكمي يَصُوع أقرانه إذا حازهم من نواحيهم. والراعي يَصُوع الإبل كذلك. وانْصَاع القوم فذهبوا سراعا وهو من بنات الواو ، وجعله رؤبة من بنات الياء حيث يقول (٨) :

فظل يكسوها الغبار الأَصْيَعا

ولو رد إلى الواو لقال : أَصْوَعا.

وتَصَوَّعَ النبات إذا صار هيجا. والتًصَوُّع : تقبّض الشعر. والصَّاع : مكيال يأخذ أربعة أمداد ، وهي من بنات الواو.

وصع :

الوَصْع والوَصَع : من صغار العصافير خاصة ، والجمع : وِصْعان ، وفي الحديث : إن العرش على منكب إسرافيل ، وإنه ليتواضع لله حتى يصير مثل الوَصَع (٩).

والوَصِيع : صوت العصفور

__________________

(٨) ديوانه ٩٠.

(٩) المحكم ٢ / ٢١٨ ، واللسان (وصع).

١٩٩

باب العين والسين و (واي) معهما

ع س و ، ع وس ، ع ي س ، س ع ي ، س و ع ،

س ي ع ، ي س ع ، وس ع ، و ع س

عسو :

عَسَا الشيخ يَعْسُو عَسْوَة ، وعَسِيَ يَعْسَى عَسًى إذا كبر ، قال رؤبة (١) :

يهوون عن أركان عز أدرما

عن صامل عاسٍ إذا ما اصلخمما

قوله : عن صامل ، أي : عن عز كأنه جبل صامل ، أي : صلب. وعسا الليل : اشتدت ظلمته. قال (٢) :

وأطعن الليل إذا الليل عَسا

أي : أظلم. وعَسِيَ النبات يَعْسَى عَسًى ، إذا غلظ. قال الراجز يصف راعيا وإبلا(٣) :

فظل ينحاها ظماء خمسا

أسعف ضرب قد عَسا وقوسا

عَسَى في القرآن من الله واجب ، كما قال في الفتح وفي جمع يوسف وأبيه : عَسَيت ، وعَسِيت بالفتح والكسر ، وأهل النحو يقولون : هو فعل

__________________

(١) ديوانه ١٨٤.

(٢) العجاج ديوانه ١٢٩ ، والرواية فيه : غسا بالعين المعجمة. وعسا وغسا بمعنى.

(٣) لم نقف على الراجز ، ولا على الرجز في غير الأصول.

٢٠٠