كتاب العين - ج ٢

الخليل بن أحمد الفراهيدي

كتاب العين - ج ٢

المؤلف:

الخليل بن أحمد الفراهيدي


المحقق: الدكتور مهدي المخزومي والدكتور ابراهيم السامرّائي
الموضوع : اللغة والبلاغة
الناشر: مؤسسة دار الهجرة
الطبعة: ٢
الصفحات: ٣٧٦

ناقص ، ونقصانه أنك لا تقول منه فعل يفعل ، و (ليس) مثله ، ألا ترى أنك تقول : لست ولا تقول : لاس يليس.

وعَسَى في الناس بمنزلة : لعل وهي كلمة مطمعة ، ويستعمل منه الفعل الماضي ، فيقال : عَسَيت وعَسَينا وعَسَوْا وعَسَيا وعَسَيْن ـ لغة ـ وأميت ما سواه من وجوه الفعل. لا يقال يفعل ولا فاعل ولا مفعول.

عوس :

العَوْس والعَوَسان : الطوفان بالليل. والذئب يَعُوس : يطلب شيئا يأكله.

والأَعْوَس الصيقل ، ويقال لكل وصاف للشيء : هو أَعْوَسُ وصّافٌ ، قال جرير(٤):

يا ابن القيون وذاك فعل الأَعْوَس

عيس :

العَيَس : عسب الجمل ، أي : ضرابه. والعَيَس والعِيسَة : لون أبيض مشرب صفاء في ظلمة خفية. يقال : جمل أَعْيَس ، وناقة عَيْسَاء. والجمع : عِيس قال رؤبة (٥) :

بالعِيس تمطوها قياق تمتطي

والعرب خصت بالعِيس عراب الإبل البيض خاصة. وبناء عِيسَة : فُعْلة على قياس كُمْتَة وصُهْبَة ، ولكن قبح الياء بعد الضمة فكسرت العين على الياء. ظبي أَعْيَس.

وعِيسَى : [اسم نبي الله صلوات الله عليه](٦) يجمع : عِيسُون بضم السين ، والياء(٧) ساقطة ، وهي زائدة ، وكذلك كل ياء زائدة في آخر

__________________

(٤) ديوانه ص ٣٥٩ (صادر) غير أن الرواية فيه غير ذلك ، فالشطر في الديوان : وذاك فعل الصيغل فاروي لام .. إلا أن يكون الشطر لغير جرير.

(٥) ديوانه ٨٤.

(٦) زيادة من التهذيب ٣ / ٩٤ من روايته عن العين.

(٧) يعني الألف في آخره المرسومة ياء.

٢٠١

الاسم تسقط عند واو الجمع ، ولم تعقب فتحة. فإن قلت : ما الدليل على أن ياء عِيسَى زائدة؟ قلت : هو من العَيَس ، وعِيسَى شبه فُعْلَى ، وعلى هذا القياس : مُوسى.

سعي :

السَّعْي : عَدْو ليس بشديد. وكل عمل من خير أو شر فهو السَّعْي. يقولون : السَّعْي العمل ، أي : الكسب. والمَسْعَاة في الكرم والجود.

والسَّاعِي : الذي يولى قبض الصدقات. والجمع : سُعَاة قال :

سَعَى عقالا فلم يترك لنا سبدا

فكيف لو قد سَعَى عمرو عقالين

والسِّعَاية : أن تَسْعَى بصاحبك إلى وال أو من فوقه. والسِّعَاية : ما يُسْتَسْعَى فيه العبد من ثمن رقبته إذا أعتق بعضه ، وهو أن يكلف من العمل ما يؤدي عن نفسه ما بقي.

سوع :

سُوَاع : اسم صنم في زمن نوح فغرقه الطوفان ، ودفنه ، فاستثاره إبليس لأهل الجاهلية فكانوا يعبدونه من دون الله عزوجل.

والسَّاعَة تصغر سُوَيْعَة ، والسَّاعَة القيامة.

سيع :

السَّيْع الماء الجاري على وجه الأرض. تقول : قد انْسَاع إذا جرى. وانْسَاع الجمد إذا ذاب وسال. قال (٩) :

من شلها ماء السراب الأَسْيَعا

__________________

(٨) الهذيب ٣ / ٩١. واللسان (سعا) ونسب فيها إلى عمرو بن العدا الكلبي.

(٩) روية ـ ديوانه ٨٩. والروية فيه : ترى بها ماء السراب الاسعيا.

٢٠٢

والسِّيَاع تطيينك بالجص أو الطين ، أو القير ، كما تُسَيِّع به الحب أو الزق أو السفن تطليه طليا رفيقا. قال يشبه الخمر بالورس (١٠) :

كأنها في سِيَاع الدن قنديد

يجوز في السين النصب والكسر.

والمِسْيَعَة : خشبة مملسة يطين بها. والفعل : سَيَّعْتُه تَسْيِيعا ، أي : تطيينا. والسِّيَاع: شجر البان ، وهو من شجر العضاة ، ثمرته كهيئة الفستق ، ولثاه مثل الكندر إذا جمد.

يسع :

اليَسَع : اسم من أسماء الأنبياء ، والألف واللام زائدتان.

وسع :

الوُسْع : جدة الرجل ، وقدرة ذات يده. تقول : انفق على قدر وُسْعِك ، أي : طاقتك. ووَسُعَ الفرس سَعَةً ووَسَاعة فهو وَسَاع. وأَوْسَعَ الرجل : إذا صار ذا سَعَة في المال ، فهو مُوسِع وإنه لذو سَعَةٍ في عيشه.

وسير وَسِيع ووَسَاع. ورحمة الله وَسِعَتْ (كُلَّ شَيْءٍ) ، وأَوْسَعَ الرجل صار ذا سَعَة في المال. وتقول : لا يَسَعُك ، أي : لست منه في سَعَة.

وعس :

الوَعْس : رمل أو غيره ، وهو أعظم من الوَعْساء. والوَعْس : الرمل الذي تغيب فيه القوائم. والاسم : الوَعْساء وإذا ذكروا قالوا : أَوْعَس. قال العجاج يصف العجز (١١) :

وميسنا نيا لها مميسا

ألبس دعصا بين ظهري أَوْعسا

__________________

(١٠) في اللسان والتاج (سيع) غير منسوب وغير تام.

(١١) ديوانه ١٢٧.

٢٠٣

والمِيعاس : المكان الذي فيه الوَعْس في قول جرير (١٢) :

حي الهدملة من ذات المَوَاعيس

والمُوَاعَسَة : ضرب من سير الإبل في السرعة يقولون : تَوَاعَسْنَ بالأعناق ، إذا سارت ومدت أعناقها في سعة الخطو ، قال الشاعر (١٣) :

كم اجتبن من ليل إليك وواعَسَتْ

بنا البيد أعناق المهاري الشعاشع

__________________

(١٢) ديوانه ٢٤٩ (صادر) وعجز البيت :

فالجنو أصبح ففرا غير مانوس

(١٣) المحكم ٢ / ٢١٩ ، اللسان (وعس).

٢٠٤

باب العين والزاي و (واي) معهما

ع ز و ، ع ز ي ، ع وز ، و ع ز ، ز و ع ، وز ع مستعملات

عزو ، ع ز ي :

العِزَة : عصبة من الناس فوق الحلقة ، والجماعة : عِزُونَ ، ونقصانها واو. وكذلك الثبة. قال في الحية (١) :

خلقت نواجذه عِزِينَ ورأسه

كالقرص فلطح من طحين شعير (٢)

وعَزِيَ الرجل يَعْزَى عَزاءً ، ممدود. وإنه لَعَزِيٌ صبور. والعَزَاء هو الصبر نفسه عن كل ما فقدت ورزئت ، قال (٣) :

ألا من لنفس غاب عنها عَزَاؤها

والتَّعَزِّي فعله ، والتَّعْزِيَة فعلك به قال (٤) :

وقد لمت نفسي وعَزَّيْتها

وباليأس والصبر عَزَّيْتها

والاعْتِزَاء : الاتصال في الدعوى إذا كانت حرب ، فكل من ادعى في شعاره أنا فلان بن فلان : أو فلان الفلاني فقد اعْتَزَى إليه. وكلمة

__________________

(١) اللسان (عزا) وهو منسوب فيه إلى (ابن أحمر البجلي).

(٢) في النسخ (عجين) مكان شعير.

(٣) لم نهتد إلى القائل ولا إلى القول.

(٤) لم نهتد إليه في غير الأصول.

٢٠٥

شنعاء من لغة أهل الشحر ، يقولون : يَعْزَى لقد كان كذا وكذا ، ويَعْزِيك ما كان ذلك ، كما تقول : لعمري لقد كان كذا وكذا ، ولعمرك ما كان ذاك. وتقول : فلان حسن العِزْوَة على المصائب. والعِزْوَة : انتماء الرجل إلى قومه. تقول : إلى من عِزْوَتُك ، فيقول : إلى تميم.

عوز :

العَوَز أن يُعْوِزَك الشيء وأنت إليه محتاج ، فإذا لم تجد الشيء قلت : أَعْوَزَنِي (٥).

وأَعْوَزَ الرجل ساءت حاله. والمِعْوَز والجمع مَعَاوِز : الخرق التي يلف فيها الصبي ... قال حسان بن ثابت (٦) :

وموءودة مقرورة في مَعَاوِز

بآمتها مرموسة لم توسد

ورواية عبد الله : ... منذورة في مَعَاوِز. وكل شيء لزمه عيب فالعيب آمته ، وهي في هذا البيت : القلفة.

وعز :

الوَعْز : التقدمة. أَوْعَزْت إليه ، أي : تقدمت إليه ألا يفعل كذا ، قال (٧) :

قد كنت أَوْعَزْت إلى علاء

في السر والإعلان والنجاء

النجاء من المناجاة.

__________________

(٥) في (ص) و (ط) : عوز وما أثبتناه فمن (س).

(٦) في (ص): (مفروضة) وفي (ط) (مفروزة) وفي (س): (معزوة) مكان (مقرورة).

وفي (ص) و (ط): (بأمتها) وفي س (بامتها) مكان (بآمتها).

وفي (ط) مرمرسة ، وفي (س) مرسومة والصواب ما أثبتنا من (ص) والمحكم ٢ / ٢٢١ واللسان (عوز).

(٧) المحكم ٢ / ٢٢٢ ، واللسان (وعز) غير منسوب ، والرواية فيهما (وعزت).

٢٠٦

زوع :

الزَّوْع : جذبك الناقة بالزمام لتنقاد. قال ذو الرمة (٨) :

ومائل فوق ظهر الرحل قلت له :

زُعْ بالزمام وجوز الليل مركوم

وقال في مثل للنساء (٩) :

ألا لا تبالي العيس من شد كورها

عليها ولا من زَاعَها بالخزائم

وزع :

الوَزْع : كف النفس عن هواها. قال (١٠) :

إذا لم أَزِع نفسي عن الجهل والصبا

لينفعها علمي فقد ضرها جهلي

والوَزُوع : الوَلُوع. أُوزِعَ بكذا ، أي : أُولِع.

وكان رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله مُوزَعاً بالسواك ،.

والتَّوْزِيع : القسمة : أن يقسموا الشيء بينهم من الجزور ونحوه ، تقول : وَزَّعْتها بينهم ، وفيهم ، أي : قسمتها.

وَزُوع : اسم امرأة. والوازِع : الحابس للعسكر. قال عزوجل : (فَهُمْ) يُوزَعُونَ (١١) أي : يكف أولهم على آخرهم. وقوله عزوجل : أَوْزِعْنِي (أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ)(١٢) ، أي : ألهمني.

__________________

(٨) ديوانه ١ / ٤٢٠ والرواية فيه : وخافق الرأس مثل السيف ...

(٩) (ذو الرمة) ديوانه ٣ / ١٩١٥ (ملحق الديوان).

(١٠) لم نهتد إلى القائل ولا إلى القول في غير الأصول.

(١١) النمل ١٧.

(١٢) النمل ١٩.

٢٠٧

باب العين والطاء و (واي) معهما

ع ط و ، ط و ع ، ع ي ط ، ي ع ط مستعملات

عطو :

العَطَاء : اسم لما يُعْطَى ، وإذا سميت الشيء بالعَطاء من الذهب والفضة قلت : أَعِطْيَة ، وأَعْطِيَات : جمع الجمع.

والعَطْو : التناول باليد. قال امرؤ القيس (١) :

وتَعْطُو برخص غير شثن كأنه

أساريع ظبي أو مساويك إسحل

والظبي العاطِي : الرافع يديه إلى الشجرة ليتناول من الورق. قال (٢) :

تحك بقرنيها برير أراكة

وتَعْطُو بظلفيها إذا الغصن طالها

يقال : ظبي عاطٍ ، وعَطُوّ ، وجدي عَطُوّ ، ومنه اشتق الإِعْطاء. والمُعَاطاة : المناولة. عَاطَى الصبي أهله إذا عمل لهم وناول ما أرادوا. والتَّعَاطي : تناول ما لا يحق.

تَعَاطَى فلان : ظلمك ، قال الله عزوجل : فَتَعاطى (فَعَقَرَ)(٣) ، قالوا : قام الشقي على أطراف أصابع رجليه ، ثم رفع يديه فضربها فعقرها ،

__________________

(١) ديوانه ١٧.

(٢) لم نهتد إلى القائل.

(٣) القمر ٢٩.

٢٠٨

ويقال : بل تَعَاطِيهِ جرأتُهُ ، كما تقول : تَعَاطَى أمرا لا ينبغي له .. والتَّعَاطِي أيضا في القبل.

طوع :

طاعَ يَطُوع طَوْعا فهو طائِع. والطَّوْع : نقيض الكره ، تقول : لتفعلنه طَوْعا أو كرها. طائِعا أو كارها ، وطاعَ له إذا انقاد له.

إذا مضى في أمرك فقد أَطَاعَكَ ، وإذا وافقك فقد طَاوَعَكَ. قال يصف دلوا (٤) :

أحلف بالله لتخرجنه

كارهة أو لتُطَاوِعنه

أو لترين بي المرنه

أي : الصائحة.

والطَّاعَة اسم لما يكون مصدره الإِطَاعة ، وهو الانقياد ، والطَّوَاعِيَة اسم لما يكون مصدره المُطَاوَعَة. يقال : طَاوَعَت المرأة زوجها طَوَاعِيَة حسنة ، ولا يقال : للرعية ما أحسن طَوَاعِيَتَهُمْ للراعي ، لأن فعلهم الإِطَاعة ، وكذلك الطاقة اسم الإطاقة والجابة اسم الإجابة ، وكذلك ما أشبهه ، قال (٥) :

حلفت بالبيت وما حوله

من عائذ بالبيت أو طاعي

أراد : أو طائِع فقلبه ، مثل قسي ، جعل الياء في طائِع بعد العين ، ويقال : بل طرح الياء أصلا ، ولم يعدها بعد العين ، إنما هي : طاع ،

__________________

(٤) لم نهتد إلى الراجز.

(٥) المحكم ٢ / ٢٢٤. واللسان (طوع).

٢٠٩

كما تقول : رجل مالٌ وقالٌ ، يراد به : مائل ، وقائل ، مثل قول أبي ذؤيب (٦) :

وسود ماء المرد فاها فلونه

كلون الرماد وهي أدماء سارها

أي : سائرها. وقال أصحاب التصريف : هو مثل الحاجة ، أصلها : الحائجة. ألا ترى أنهم يردونها إلى الحوائج ، ويقولون : اشتقت الاستطاعة من الطوع.

ويقال : تَطَاوَعْ لهذا الأمر حتى تستطيعه. وتطوّع : تكلف استطاعته ، وقد تطوّع لك طوعا إذا انقاد ، والعرب تحذف التاء من استطاع ، فتقول : اسطاع يَسطيع بفتح الياء ، ومنهم من يضم الياء ، فيقول : يُسْطِيع ، مثل يهريق.

والتَّطَوُّع : ما تبرعت به مما لا يلزمك فريضته. والمُطَّوِّعَة بكسر الواو وتثقيل الحرفين : القوم الذين يَتَطَوَّعُون بالجهاد يخرجون إلى المرابطات. ويقال للإبل وغيرها : أَطَاع لها الكلأ إذا أصابت فأكلت منه ما شاءت ، قال الطرماح (٧) :

فما سرح أبكار أَطَاعَ لسرحه

والفرس يكون طَوْعَ العنان ، أي : سلس العنان. وتقول : أنا طَوْع يدك ، أي : منقاد لك ، وإنها لطوعُ الضجيع. والطَّوْعُ : مصدر الطائِع. قال (٨) :

طوع الشوامت من خوف ومن صرد

__________________

(٦) ديوان الهذليين ص ٢٤ ، والرواية فيه : كلون النوور.

(٧) ديوانه ، ص ٢٩٥ والرواية فيه : فما جلس أبكار ... وعجز البيت.

جنى ثمر بالواديين وشوع

(٨) النابغة ديوانه ص ٨ وصدر البيت :

«فارتاع من صوت كلاب فبات له»

٢١٠

عيط :

جمل أَعْيَط ، وناقة عَيْطَاء : طويل الرأس والعنق. وتوصف به حمر الوحش. قال العجاج يصف الفرس بأنه يعقر عليه (٩) :

فهو يكب العَيْط منها للذقن

وكذلك القصر المنيف أَعْيَط لطوله ، وكذلك الفأرة عَيْطَاء. قال (١٠) :

نحن ثقيف عزنا منيع

أَعْيَط صعب المرتقى رفيع

واعْتَاطَت الناقة إذا لم تحمل سنوات من غير عقر ، وربما كان اعْتِيَاطها من كثرة شحمها ، وقد تَعْتَاط المرأة أيضا. وناقة عائِط ، قد عاطَت تَعِيط عِيَاطاً في معنى حائل. ونوق عِيط وعَوَائِط.

والتعيُّط : تنبع الشيء من حجر أو عود يخرج منه شبه ماء فيصمغ ، أو يسيل. وذفرى الجمل يَتَعَيَّطُ بالعرق الأسود. قال (١١) :

تَعَيَّطُ ذفراها بجون كأنه

كحيل جرى من قنفذ الليت نابع

وقال في العائِط بالشحم (١٢) :

قدد من ذات المدك العائط

وعِيطِ : كلمة ينادى بها الأشر عند السكر ، ويلهج بها عند الغلبة ، فإذا لم يزد على واحدة مدة وقال : عَيَّط ، وإن رجع قال : عَطْعَطَ.

__________________

(٩) ليس في ديوانه ، ولم نقف عليه في غير الأصول.

(١٠) لم نهتد إلى الراجز.

(١١) (جرير) ديوانه ٢٩٠ (صادر) والرواية فيه : تغيض مكان تعيط. وفي النسخ : (الليل) مكان (الليت).

(١٢) هذا من (س) ، ولم يتبين لنا معناه. أما (ص) و (ط) فالعبارة فيهما أكثر اضطرابا فقد جاءت العبارة فيهما : قال في العائط : وبالشحم قد دمها نيها وبالمد [بياض] العائط.

٢١١

يعط :

يَعَاطِ : زجرك الذئب إذا رأيته. قلت : يَعَاطِ يَعَاطِ. ويقال : يَعَطْتُ به ، وأَيْعَطْتُ به ، وياعَطْتُه. قال (١٣) :

صب على شاء أبي رباط

ذؤالة كالأقدح الأمراط

يدنو إذا قيل له : يَعاطِ

وبعض يقول : يِعاط ، وهو قبيح ، لأن كسر الياء زاده قبحا ، وذلك أن الياء خلقت من الكسرة ، وليس في كلام العرب فعال في صدرها ياء مكسورة في غير اليسار بمعنى الشمال ، أرادوا أن يكون حذوهما واحدا ، ثم اختلفوا فمنهم من يهمز ، فيقول : إسار. ومنهم من يفتح الياء فيقول : يسار ، وهو العالي من كلامهم.

__________________

(١٣) التهذيب ٣ / ١٠٧ واللسان (يعط).

٢١٢

باب العين والدال و (واي) معهما

ع د و ، ع ود ، د ع و ، و ع د ، ود ع ، يدع

عدو :

العَدْوُ : الحضر. عَدَا يَعْدُو عَدْواً وعُدُوّاً ، مثقلة ، وهو التَّعَدِّي في الأمر ، وتجاوز ما ينبغي له أن يقتصر عليه ، ويقرأ فَيَسُبُّوا اللهَ عُدُوّاً (١) على فُعُول في زنة : قُعُود. وما رأيت أحدا ما عَدَا زيدا ، أي : ما جاوز زيدا ، فإن حذفت (ما) خفضته على معنى سوى ، تقول : ما رأيت أحدا عَدَا زيد.

وعَدَا طورَه ، وعَدَا قدره ، أي : جاوز ما ليس له.

والعُدْوَان والاعْتِدَاء والعِدَاء ، والعَدْوَى والتَّعَدِّي : الظلم البراح.

والعَدْوَي : طلبك إلى وال ليُعْدِيَك على من ظلمك ، أي : ينتقم لك منه باعْتِدَائه عليك.

والعَدْوَى : ما يقال إنه يُعْدِي من جرب أو داء. وفي الحديث : لا عَدْوَى ولا هامة ولا صفر ولا غول ولا طيرة (٢). أي : لا يُعْدِي شيء شيئا.

والعَدْوَة : عَدْوَة اللص أو المغير. عَدَا عليه فأخذ ماله ، وعَدَا عليه بسيفه فضربه ، ولا يريد عَدْواً على الرجلين ، ولكن من الظلم.

__________________

(١) الأنعام ١٠٨.

(٢) اللسان (عدا).

٢١٣

وتقول : عَدَت عَوَادٍ بيننا وخطوب ، وكذلك عادَت ، ولا يجعل مصدره في هذا المعنى: مُعَادَاة ، ولكن يقال : عَدَى مخافة الالتباس.

وتقول : كف عني يا فلان عادِيَتَك ، وعادِيَة شرك ، وهو ما عَداك من قبله من المكروه.

والعادِية : الخيل المغيرة. والعادِية : شغل من أشغال الدهر تَعْدوك عن أمورك. أي: تشغلك.

عَدَانِي عنك أمر كذا يَعْدُوني عداءً ، أي : شغلني. قال :

وعادك أن تلاقيها العداء

أي : شغلك. ويقولون : عادَك معناه : عداك ، فحذف الألف أمام الدال ، ويقال : أراد : عاودك.

قال (٣) :

إني عَدَاني أن أزورميا

صهب تغالى فوق ني نيا

والعَدَاء والعِدَاء لغتان : الطلق الواحد ، وهو أن يُعادِي الفرس أو الصياد بين صيدين ويصرع أحدهما على أثر الآخر ، قال (٤) :

فعادَى عِدَاء بين ثور ونعجة

وقال (٥) :

يصرع الخمس عَداءً في طلق

يعني يصرع الفرس ، فمن فتح العين قال : جاوز هذا إلى ذاك ، ومن كسر العين قال : يُعَادِي الصيد ، من العَدْو. والعَداء : طوار الشيء. تقول : لزمت عَدَاء النهر ، وعَدَاء الطريق والجبل ، أي : طواره.

__________________

(٣) لم نهتد إلى القائل ، ولا إلى القول في غير الأصول.

(٤) (امرؤ القيس) ديوانه ص ٥٢ ، وعجز البيت :

وبين شبوب كالقضيمة قرهب

(٥) الشطر في التهذيب ٣ / ١١٤ واللسان (عدا) غير منسوب ، وفي الأصول منسوب إلى (رؤية) ، وليس له.

٢١٤

ويقال : الأكحل عرق عَدَاءَ الساعد. وقد يقال : عِدْوة في معنى العَداء ، وعِدْو في معناها بغير هاء ، ويجمع [على أفعال فيقال] أَعْداء النهر ، وأَعْداء الطريق.

والتَّعْداء : التفعال من كل ما مر جائز. قال ذو الرمة (٦) :

منها على عُدْوَاء النأي تستقيم

والعِنْدَأْوَة : التواء وعسر [في الرجل](٧). قال بعضهم : هو من العَدَاء ، والنون والهمزة زائدتان ، ويقال : هو بناء على فنعالة ، وليس في كلام العرب كلمة تدخل العين والهمزة في أصل بنائها إلا في هذه الكلمات : عِنْدَأْوَة وإمعة وعباء ، وعفاء وعماء ، فأما عظاءة فهي لغة في عظاية ، وإن جاء منه شيء فلا يجوز إلا بفصل لازم بين العين والهمزة.

ويقال : عِنْدَأْوَة : فِعْلَلْوَة ، والأصل أميت فعله ، لا يدرى أمن عندى يعندي أم عدا يعدو ، فلذلك اختلف فيه.

وعَدَّى تَعْدِية ، أي : جاوز إلى غيره. عَدَّيْتُ عني الهمَّ ، أي : نحيته. وتقول للنازل عليك : عَدِّ عني إلى غيري. وعَدِّ عن هذا الأمر ، أي : دعه وخذ في غيره. قال النابغة(٨) :

فعَدِّ عما ترى إذ لا ارتجاع له

وانم القتود على عيرانة أجد

وتَعَدَّيْتُ المفازة ، أي : جاوزتها إلى غيرها. وتقول للفعل المجاوز : يَتَعَدَّى إلى مفعول بعد مفعول ، والمجاوز مثل ضرب عمرو بكرا ،

__________________

(٦) ديوانه ١ / ٣٨٤ والرواية فيه (الدار) مكان (النأي). وصدر البيت فيه :

هام الفؤاد لذكراها وخاسره

(٧) زيادة من التهذيب ٣ / ١١٨. لتوضيح المعنى.

(٨) ديوانه ص ٥.

٢١٥

والمُتَعَدِّي مثل : ظن عمرو بكرا خالدا. وعَدَّاه فاعله ، وهو كلام عام في كل شيء.

والعَدُوُّ : اسم جامع للواحد والجميع والتثنية والتأنيث والتذكير ، تقول : هو لك عَدُوٌّ ، وهي وهما وهم وهن لك عَدُوٌّ ، فإذا جعلته نعتا قلت : الرجلان عَدُوَّاك ، والرجال أَعْدَاؤُك. والمرأتان عَدُوَّتَاك ، والنسوة عَدُوَّاتُك ، ويجمع العَدُوّ على الأَعْدَاء والعِدَى والعُدَى والعُدَاة والأَعَادِي. [وتجمع العَدُوَّة على] عَدَايَا. وعَدْوَانُ حي من قيس ، قال(٩) :

عذير الحي من عَدْوَانَ

كانوا حية الأرض

والعَدَوَان : الفرس الكثير العَدْو. والعَدَوَان : الذئب الذي يَعْدُو على الناس كل ساعة ، قال يصف ذئبا قد آذاه ثم قتله بعد ذلك (١٠) :

تذكر إذ أنت شديد القفز

نهد القصيرى عَدَوَان الجمز

والعُدَوَاء : أرض يابسة صلبة ، وربما جاءت في جوف البئر إذا حفرت ، وربما كانت حجرا حتى يحيد عنها الحفار بعض الحيد. قال العجاج يصف الثور وحفرة الكناس (١١) :

وإن أصاب عُدَوَاءَ احرورفا

عنها وولاها الظلوف الظلفا

والعُدْوَة : صلابة من شاطىء الوادي ، ويقال : عِدْوَة ، ويقرأ : (إِذْ أَنْتُمْ) بِالْعُدْوَةِ (الدُّنْيا) بالكسر والضم.

__________________

(٩) (ذو الإصبع العدواني) ـ الكتاب ١ / ٣٩٠. ديوانه ٤٦.

(١٠) لم نهتد إلى الراجز ولا إلى الرجز في غير الأصول.

(١١) ديوانه ص ٥٠٠.

٢١٦

عَدِيّ : فعيل من بنات الواو ، والنسبة : عَدَوِيّ ، ردوا الواو كما يقولون : علوي في النسبة إلى علي.

والعَدَوِيَّة من نبات الصيف بعد ذهاب الربيع يخضر صغار الشجر فترعاه الإبل.

والعَدَوِيَّة : من صغار سخال الغنم ، يقال : هي بنات أربعين يوما فإذا جزت عنها عقيقتها ذهب عنها هذا الاسم.

ومَعْدِي كرب ، من جعله مفعلا فإنه يكون له مخرج من الواو والياء جميعا ، ولكنهم جعلوا اسمين اسما واحدا فصار الإعراب على الباء وسكنوا ياء مَعْدِي لتحرك الدال ، ولو كانت الدال ساكنة لنصبوا الياء ، وكذلك كل اسمين جعلا اسما واحدا ، كقول الشاعر (١٢) :

 ... عردت

بأبي نعامة أم رأل خيفق

عود :

العَوْد : تثنية الأمر عَوْداً بعد بدء ، بدأ ثم عادَ. والعَوْدَة مرة واحدة ، كما يقول : ملك الموت لأهل الميت : إن لي فيكم عَوْدَة ثم عَوْدَة حتى لا يبقى منكم أحد. وتقول : عادَ فلان علينا معروفه إذا أحسن ثم زاد قال (١٣) :

قد أحسن سعد في الذي كان بيننا

فإن عادَ بالإحسان فالعَوْد أحمد

وقول معاوية : لقد متت برحم عَوْدَة. يعني : قديمة.

قد عَوَّدَت ، أي : قدمت ، فصارت كالعَوْد القديم من الإبل.

__________________

(١٢) لسان العرب (عرد) غير منسوب ، وصدر البيت :

لما استتباحوا عبد رب عرذت

(١٣) لم نهتد إلى القائل ولا إلى القول في غير الأصول.

٢١٧

وفلان في مَعَادَة ، أي : مصيبة ، يغشاه الناس في مناوح ، ومثله : المَعَاوِد : والمَعَاوِد المآتم. والحج مَعَادُ الحاج إذا ثنوا يقولون في الدعاء : اللهم ارزقنا إلى البيت مَعَادا أو عَوْدا. وقوله (لَرادُّكَ إِلى) مَعادٍ (١٤) يعني مكة ، عدة للنبي صلى‌الله‌عليه‌وآله أن يفتحها ويَعُودَ (١٥) إليها.

ورأيت فلانا ما يبدىء وما يُعِيد ، أي : ما يتكلم ببادية ولا عادِيَة. قال عبيد بن الأبرص (١٦) :

أقفر من أهله عبيد

فاليوم لا يبدي ولا يُعِيد

والعادَة : الدربة في الشيء ، وهو أن يتمادى في الأمر حتى يصير له سجية. ويقال للرجل المواظب في الأمر : مُعَاوِد. في كلام بعضهم : الزموا تقى الله واسْتَعِيدُوها ، أي : تَعَوَدُّوها ، ويقال : معنى تَعَوَّدَ : أَعَادَ. قال الراجز (١٧) :

لا تستطيع جره الغوامض

إلا المُعِيدات به النواهض

يعني : النوق التي اسْتَعَادَتِ النهض بالدلو.

ويقال للشجاع : بطل مُعَاوِد ، أي : قد عَاوَدَ الحرب مرة بعد مرة. وهو معيدٌ لهذا الشيء أي : مطيق له ، قد اعْتَادَه.

والرجال عُوَّاد المريض ، والنساء عُوَّد ، ولا يقال : عُوَّاد. والله العَوَّاد بالمغفرة ، والعبد العَوَّاد بالذنوب .. والعَوْد : الجمل المسن وفيه سورة ،

__________________

(١٤) القصص ٨٥.

(١٥) هذا من (س) .. (ص) و (ط) : حتى يعود.

(١٦) ديوانه ٤٥.

(١٧) المحكم ٢ / ٢٣٢ ، واللسان (عود) غير منسوب فيهما أيضا.

٢١٨

أي بقية ، ويجمع : عِوَدَة ، وعِيَدَة لغة ، وعَوَّدَ تَعْوِيدا بلغ ذلك الوقت ، قال (١٨) :

لا بد من صنعا وإن طال السفر

وإن تحنى كل عَوْد وانعقر

والعَوْد : الطريق القديم. قال (١٩) :

عَوْد على عَوْد لأقوام أول يريد : جمل على طريق قديم.

والعَوْد : يوصف به السودد القديم. قال الطرماح (٢٠) :

هل المجد إلا السودد العَوْد والندى

ورأب الثأى والصبر عند المواطن

والعُود : الخشبة المطراة يدخن به. والعُود : ذو الأوتار الذي يضرب به ، والجميع من ذلك كله : العِيدَان ، وثلاثة أَعْوَاد ، والعَوَّاد : متخذ العِيدَان.

والعِيد : كل يوم مجمع ، من عادَ يَعُود إليه ، ويقال : بل سمي لأنهم اعتادُوه. والياء في العِيد أصلها الواو قلبت لكسرة العين. قال العجاج يصف الثور الوحشي ينتاب الكناس(٢١) :

يَعْتَاد أرباضا لها آري

كما يَعُود العِيدَ نصراني

وإذا جمعوه قالوا : أَعْيَاد ، وإذا صغروه قالوا : عُيَيْد ، وتركوه على التغيير. والعِيد يذكر ويؤنث. والعائِدة : الصلة والمعروف ، والجميع :

__________________

(١٨) الشطر الأول في المخصص ١٥ / ١١١ واللسان (صنع) والشطر الثاني في التصريح على التوضيح ٢ / ٢٩٣ والرواية فيه (ودبر).

(١٩) المحكم ٢ / ٢٣٣ غير منسوب أيضا ، ونسب في اللسان (عود) إلى بشير بن النكث.

(٢٠) ديوانه ص ٥١٦ والرواية فيه (اللها) مكان (الندى).

(٢١) ديوانه ٣٢٢ والرواية فيه (واعتاد) مكان (يعتاد).

٢١٩

عَوَائِد. وتقول : هذا الأمر أَعْوَد عليك من غيره. أي : أرفق بك من غيره.

وفحل مُعِيد : مُعْتَاد للضراب. وعَوَّدْتُهُ فَتَعَوَّدَ. قال عنترة يصف ظليما يَعْتَاد بيضه كل ساعة (٢٢) :

صعل يَعُود بذي العشيرة بيضه

كالعبد ذي الفرو الطويل الأصلم

والعِيدِيَّة : نجائب منسوبة إلى عاد بن سام بن نوح عليه‌السلام ، وقبيلته سميت به. وأما عادِيّ بن عادِيّ فيقال : ملك ألف سنة ، وهزم ألف جيش وافتض ألف عذراء ، ووجد قبيل الإسلام على سرير في خرق تحت صخرة مكتوب عليها على طرف السرير قصته (٢٣). قال زهير (٢٤) :

ألم تر أن الله أهلك تبعا

وأهلك لقمان بن عادٍ وعادِيا

وأما عادٌ الآخرة فيقال إنهم بنو تميم ينزلون رمال عالج ، وهم الذين عصوا الله فمسخهم نسناسا لكل إنسان منهم يد ورجل من شق ينقز نقز الظبي. فأما المسخ فقد انقرضوا ، وأما الشبه الذي مسخوا عليه فهو على حاله (٢٥). ويقال للشيء القديم : عاديّ ينسب إلى عادٍ لقدمه. قال (٢٦) :

عادِيّة ما حفرت بعد إرم

قام عليها فتية سود اللمم

__________________

(٢٢) ديوانه ص ٢١ وهو من معلقته.

(٢٣) ديوانه ص ٢٨٨.

(٢٤) لم نهتد إلى الراجز ، ولا إلى الرجز فيما بين أيدينا من مظان.

(٢٥) أكبر الظن أن المحصور بين أقواس التنصيص ليس من كلام الخليل. ولكنه من زيادات النساخ.

٢٢٠