كتاب العين - ج ٢

الخليل بن أحمد الفراهيدي

كتاب العين - ج ٢

المؤلف:

الخليل بن أحمد الفراهيدي


المحقق: الدكتور مهدي المخزومي والدكتور ابراهيم السامرّائي
الموضوع : اللغة والبلاغة
الناشر: مؤسسة دار الهجرة
الطبعة: ٢
الصفحات: ٣٧٦

يفع :

اليَفَاع : التل المنيف. وكل شيء مرتفع يَفَاع. وغلام يَفَعَة (١٥) وقد أَيْفَعَ ويَفَعَ أي شب ولم يبلغ. والجارية يَفَعَة والأَيْفَاع جمعه.

__________________

(١٥) في اللسان : وغلام يافع ويفعة وأفعة ويفع : شاب.

٢٦١

باب العين والباء و (واي) معهما

ع ب ا ، ع ب ء ، ع ي ب ، و ع ب ، ب و ع ، ب ع و ، ب ي ع

مستعملات

عبا :

العَبَاية : ضرب من الأكسية فيه خطوط سود كبار والجميع العَبَاء ، والعَبَاءَة لغة. وما ليس فيه خطوط وجدة فليس بعَبَاءَة ، قال :

نجا دوبل في البئر والليل دامس

ولو لا عَبَاءَته (١) لزار المقابرا

والعَبا ، مقصور ، : الرجل العبام في لغة وهو الجافي العي (٢).

عبء :

العِبْءُ : كل حمل من غرم أو حمالة ، والجميع الأَعْباء ، قال :

وحمل العِبْء عن أعناق قومي

وفعلي في الخطوب بما عناني (٣)

__________________

(١) كذا ورد ، ولا يستقيم الوزن إلا بإسكان التاء ، وهذا من أقبح الضرورات. ولم نهتد إلى الشاهد في المعجمات المشهورة ولا في كتب اللغة والأدب.

(٢) نقل الأزهري عن الليث : العبا مقصور الرجل العبام ، وهو الجافي العيي ..

قال الأزهري : ولم أسمع العبا بمعنى العبام لغير الليث (تهذيب اللغة ٣ / ٢٣٥) وفي اللسان ، العيي أيضا. وفيه : رجل عي بوزن فعل ، وهو أكثر من عيي.

(٣) لم نجد الشاهد.

٢٦٢

وما عَبَأْت به شيئا : أي لم أياله ولم أرتفع (٤). وما أَعْبَأُ بهذا الأمر : أي ما أصنع به كأنك تستقله وتستحقره. تقول : عَبَأَ يَعْبَأ عَبْأ وعَبَاءً ، وعَبَأْتُ الطيب أَعْبَؤُه عَبْأً وأُعَبِّئُهُ تَعْبِئَةً إذا هيأته في مواضعه ، وكذلك الجيش (٥) إذا ألبستهم السلاح وهيأتهم للحرب ، قال :

وداهية يهال الناس منها

عَبَأْتُ لشد شرتها عليا (٦)

وتقول في ترخيم اسم مثل عبد الرحمن وعبد الرحيم وعبد الله وعبيد الله عَبْوَيْه مثل عَمْرَوَيْه (٧).

عيب :

العَيْبُ والعَابُ لغتان ، ومنه المَعَاب. ورجل عَيَّاب : يَعِيب الناس ، وكذلك عَيَّابَة (٨) : وقاعة في الناس ، قال :

قد أصبحت ليلى قليلا عَابُها (٩)

وعابَ الشيء : إذا ظهر فيه عَيْب. وعابَ الماء : إذا ثقب الشط فخرج منه ، مجاوزه ولازمه واحد. وعَيْبَة المتاع يجمع عِيَابَا. والعِيَاب : المندف (١٠) ، لم يعرفوه. والعِيَاب : الصدور أيضا واحدها عَيْبَة.

وفي الحديث : إن بيننا وبينكم عَيْبَةً مكفوفة (١١). يريد صدرا نقيا من الغل والعداوة ، مطويا على الوفاء. قال بشر بن أبي خازم :

__________________

(٤) كذا في الأصول المخطوطة ولكن لم نجد قوله ولم أرتفع في المعجمات.

(٥) كذا في اللسان في الأصول المخطوطة : الخيل. وقد اخترت ما في اللسان لصحته بقرينة الضمير في ألبستهم وهيأتهم.

(٦) لم نهتد إلى قائل الشاهد.

(٧) كذا في ص في ط وس : غبرويه.

(٨) في اللسان : وعيبة بضم ففتح.

(٩) لم نظفر بالشاهد.

(١٠) وفي اللسان : قال الأزهري لم أسمعه لغير الليث.

(١١) وفي اللسان : قال الأزهري وقرأت بخط شمر : وإن بيننا وبينهم عيبة مكفوفة.

٢٦٣

وكادت عِيَاب الود منا ومنكم

وإن قيل أبناء العمومة تصفر (١٢)

أي تخلو من المحبة.

وعب :

الوَعْب : إِيعَابُك الشيء في الشيء. واسْتَوْعَبَ الجراب الدقيق.

وفي الحديث : أن النعمة الواحدة تَسْتَوْعِبُ جميع عمل العبد يوم القيامة.

أي تأتي عليه.

بوع :

البُوع (١٣) والبَاع لغتان ، ولكن يسمى البُوع في الخلقة ، وبسط البَاع في الكرم ونحوه فلا يقال إلا كريم البَاع ، قال :

له في المجد سابقة وباعٌ (١٤)

والبَوْع أيضا مصدر باعَ يَبُوع بَوْعا ، وهو بسط البَاع في المشي والتناول ، وفي الذرع. [والإبل](١٥) تَبُوع في سيرها. وقال في بسط البَاع :

لقد خفت أن ألقي المنايا ولم أنل

من المال ما أسمو به وأَبُوع (١٦)

أي أمد به باعِي.

__________________

(١٢) لم نجده في الديوان ، وأضافه محقق الديوان (عزة حسن) في ملحق الديوان. وهو منسوب إلى (بشر) في أساس البلاغة وفي اللسان (عيب) من غير عزو ، والبيت مع بيت آخر في كتاب المعاني الكبير ص ٥٢٧ منسوبان إلى (الكميت).

(١٣) في اللسان والبوع بفتح الباء وهي كلمة ثالثة.

(١٤) لم يرد في المعجمات الأخرى ولا في كتب اللغة التي أفدنا منها.

(١٥) الكلمة زيادة من اللسان ومكانها في ص فراغ.

(١٦) (الطرماح) ديوانه / ٣١٤ والرواية فيه :

وشيبني أن لا أزاال مناهضا

بغيرثرا أثرو به وجبوع

٢٦٤

بعو :

البَعْو : الجرم (١٧) ، قال (١٨) :

وإبسالي بني بغير جرم

بَعَوْنَاه ولا بدم مراق

وبَعَوا من فلان أي حقروا وتجرءوا (١٩).

بيع :

العرب تقول : بِعْتُ الشيء بمعنى اشتريته. ولا تَبِعْ بمعنى لا تشتر. وبِعْتُه فَابْتَاع أي اشترى. والبَيَّاعَات : الأشياء التي يُتَبَايَعُ بها للتجارة.

والابْتِيَاع : الاشتراء. والبَيْعَة : الصفقة على إيجاب البَيْع وعلى المُبَايَعَة والطاعة ، [وقد](٢٠) تَبَايَعُوا على كذا. والبَيْع اسم يقع على المَبِيع ، والجميع البُيُوع. والبَيِّعَان : البائِع والمشتري. والبِيعة : كنيسة النصارى وجمعها بِيَع ، قال الله عزوجل : [لَهُدِّمَتْ] (٢١) صَوامِعُ وَبِيَعٌ وَصَلَواتٌ وَمَساجِدُ.

__________________

(١٧) في اللسان : الجناية والجرم.

(١٨) (هو عوف بن الأحوص الجعفري) (اللسان).

(١٩) لم نجد قوله : بعوا من فلان إلى آخره في سائر المعجمات.

(٢٠) كذا في اللسان وهي مما يقتضيها السياق.

(٢١) تمام الآية وهي ضرورية. انظر سورة الحج الآية ٤٠.

٢٦٥

باب العين والميم و (واي) معهما

ع م ي ، م ع و ، ع و م ، ع ي م ، م ي ع مستعملات

عمي :

العَمَى : ذهاب البصر ، عَمِيَ يَعْمَى عَمًى. وفي لغة اعْمَايَ يَعْمَايُ اعْمِيياء ، أرادوا حذو ادهام ادهيماما فأخرجوه على لفظ صحيح كقولك ادهام : اعْمَايَ. ورجل أَعْمَى وامرأة عَمْياء لا يقع على عين واحدة. وعَمِيَت عيناه. وعينان عَمْيَاوَان. وعَمْيَاوَات يعني النساء. ورجال عُمْيٌ. ورجل عَمٍ ، وقوم عَمُون من عَمَى القلب ، وفي هذا المعنى [يقال](١) ما أَعْمَاه ، ولا يقال ، من عَمَى البصر ، ما أَعْمَاه لأنه نعت ظاهر تدركه الأبصار.

ويقال : يجوز فيما خفي من النعوت وما ظهر خلا نعت يكون على أفعل مشدد الفعل مثل اصفر واحمر. والعَمَايَة : الغواية وهي اللجاجة. والعَمَايَة والعَمَاء : السحاب الكثيف المطبق ، ويقال للذي حمل الماء وارتفع ، ويقال للذي هراق ماءه ولما يتقطع ، تقطع الجفل (٢) والجهام. والقطعة منها عَمَاءة ، وبعض ينكره ويجعل العَمَاء اسما جامعا. وقال الساجع : أشد برد الشتاء شمال جربياء في غب السماء تحت ظل عَمَاء.

__________________

(١) زيادة يقتضيها السياق ، وكذا في اللسان.

(٢) كذا وردت في اللسان مرة وقد جاءت الجفال مرة أخرى.

٢٦٦

والعَمْيُ على لفظ الرمي : رفع الأمواج القذى والزبد في أعاليه ، قال :

رها (٣) زبدا يَعْمِي به الموج طاميا

والبعير إذا هدر عَمَى بلغامه على هامته عَمْياً.

والتَّعْمِية : أن تُعَمِّي شيئا على إنسان حتى تلبه عليه لقما (٤) ، وجمع العَمَاء أَعْمَاء كأنه جعل العَمَاء اسما ثم جمعه على الأَعْمَاء ، قال رؤبة (٥) :

وبلد عامية أَعْمَاؤُهُ (٦)

والعُمِّيَّة : الضلالة ، وفي لغة عِمِّيَّة. والاعْتِمَاء : الاختيار ، قال :

ميل بين الناس أيا يَعْتَمِي (٧)

والمَعَامِي : الأرض المجهولة.

معو :

المَعْو : الرطب الذي أرطب بسره أجمع ، الواحدة مَعْوَة لا تذنيب فيها ولا تجزيع. والمُعاء : من أصوات السنانير ، مَعَا يَمْعُو أو مغا يمغو لونان (٨) أحدهما يقرب من الآخر ، وهما أرفع من الصئي.

__________________

(٣) كذا في اللسان وفي الأصول المخطوطة : زها. ولم نهتد إلى قائل البيت.

(٤) كذا في الأصول المخطوطة أما في اللسان : تلبيسا. واللقم : سد فم الطريق ونحو ذلك.

(٥) كذا في ديوان رؤبة واللسان في الأصول المخطوطة : العجاج.

(٦) كذا روي الرجز في اللسان والديوان في الأصول المخطوطة :

«وبلدة عامية عماؤه»

وتكملته :

«كان لون أرضه سماؤه»

(٧) كذا في الأصول المخطوطة : ولم نجده في سائر المعجمات.

(٨) كذا في ص وط واللسان في س : لغتان.

٢٦٧

معي :

ومَعًى ومِعًى واحد ، ومِعَيانِ وأَمْعَاء وهو الجميع مما في البطن مما يتردد فيه من الحوايا كلها.

والمِعَى : من مذانب الأرض ، كل مذنب يناصي مذنبا بالسند ، والذي في السفح هو الصلب ، قال :

تحبو إلى أصلابه أَمْعَاؤُه (٩)

[وهما مَعاً وهم مَعاً (١٠) ، يريد به جماعة. ورجل إِمَّعَة على تقدير فِعَّلة : يقول لكل أنا مَعَك ، والفعل نأمع (١١) الرجل واستأمع (١٢). ويقال للذي يتردد في غير ضيعة إِمَّعَة ، وفي الحديث : اغد عالما أو متعلما ولا تغد إِمَّعَة].

عوم :

العَوْم : السباحة. والسفينة والإبل والنجوم تَعُوم في سيرها ، قال :

وهن بالدو (١٣) يَعُمْن عَوْما

وفرس عَوّام : يَعُوم في جريه. والعامُ : حول يأتي على شتوة وصيفة ، ألفها واو ، ويجمع على الأَعْوَام. ورسم عامِيٌ أو حولي : أتى عليه عامٌ ، قال العجاج :

من أن شجاك طلل عامِيّ (١٤)

والعَامَة : تتخذ من أغصان الشجر ونحوه ، تعبر عليها الأنهار كعبور السفن ، وهي تموج فوق الماء ، وتجمع عَامَات. والعامُ والعُومَة

__________________

(٩) الرجز (لرؤبة) في ديوانه ص ٤ :

تحبو إلى أصلابه أمعاؤه

والرمل في معتلج أنقاؤه

 (١٠) أدرجت الكلمة في مادة (معع في اللسان وفي غيره من المعجمات كالتهذيب مثلا. وكذلك إمعة ولا مكان لها في معي.

(١١) لم نجد الفعل في المعجمات المتيسرة.

(١٢) لم نجد الفعل في المعجمات المتيسرة.

(١٣) كذا في اللسان وسائر المظان اللغوية ، في الأصول المخطوطة : الدوم.

(١٤) الرجز في الديوان ص ٣١١.

٢٦٨

والعامَة : هامة الراكب إذا بدا لك رأسه في الصحراء وهو يسير. ويقال : لا يسمى رأسه عامةً حتى ترى عمامة عليه. والاعتِيَام : اصطفاء خيار مال الرجل ، يقال : اعْتَمْتُ فلانا ، واعْتَمْتُ أفضل ماله. والموت يَعْتَام النفوس ، قال طرفة :

أرى الموت مِعْيَام الكرام ويصطفي

عقيلة حال الفاحش المتشدد (١٥)

عيم :

العَيْمان : الذي يشتهي اللبن شهوة شديدة ، والمرأة عَيْمَى. وقد عِمْتُ إلى اللبن عَيْمَة شديدة وعَيَما (١٦) شديدا. وكل مصدر مثله مما يكون فَعْلان وفَعْلى ، فإذا أنثت المصدر فقل على فَعْلة خفيفة ، وإذا طرحت الهاء فثقل نحو الحَيَر والحَيْرَة.

ميع :

ماعَ الماء يَمِيع مَيْعا إذا جرى على وجه الأرض جريا منبسطا في هيئته ، وكذلك الدم. وأَمَعْتُهُ إِمَاعَة ، قال (١٧) :

بساعديه جسد مورس

من الدماء مائِع ويبس

والسراب يَمِيع. ومَيْعَة الشباب : أوله ونشاطه. والمَيْعَة والمائِعة : من العطر. والمَيْعَة : اللبنى (١٨).

__________________

(١٥) ورواية البيت في كتاب السبع الطوال لابن الأنباري وغيره من مصادر الشعر الجاهلي ، واللسان :

أرى الموت يعتام الكرام ويصطفى

 .........................

 (١٦) في الأصول واللسان : عيما بسكون الياء والصواب الذي يقتضيه قول الخليل ، فتح الياء.

(١٧) في اللسان : وأنشد الليث والرجز فيه يبدأ لقوله :

كأنه ذو لبد دلهمس

 ..........................

 (١٨) اللبنى واللبن : شجر.

٢٦٩

باب اللفيف من العين

اللفيف : أن تلف الحرف بالحرف أي تدغم لأن العي أصله العوي فاستتقلوا إظهار الواو مع الياء المتحركة .. فحولوها ياء وأدغموها فيها.

عوي :

عَوَت السباع تَعْوِي عَوًى (١). وللكلب عُوَاء ، وهو صوت يمده وليس بنبح. وعَوَيْتُ الحبل عَيّاً : لويته. وعَوَيْتُ رأس الناقة (٢) : أي عجتها فانْعَوَى. والناقة تَعْوِي برتها في سيرها : أي تلويها (٣) بخطمها ، قال (٤) :

تَعْوِي البري مستوفضات وفضا

وعَوَى فلان قوما واسْتَعْوَى : دعاهم إلى الفتنة. وعَوَيْتُ المعوج حتى أقمته. والمُعَاوِيَة : الكلبة المستحرمة تَعْوِي إليهن ويَعْوِين ، يقال : تَعَاوَى الكلاب. والعَوَّاء : نجم في السماء يؤنث ، (يقال لها عَوَّاء) (٥) ،

__________________

(١) لم يرد هذا المصدر في كتب اللغة وفيها أن العواء هو المصدر ، ليس غير. وأضيف أن بناء فعل مصدرا للثلاثي المكسور العين والماضي مفتوحها في المضارع ، خاص في الأكثر بالأعراض والصفات والعيوب والحلية. ولم نجد هذا المصدر إلا في الأصول المخطوطة التي لدينا من كتاب العين.

(٢) كذا في ص وس وقد سقطت من ط.

(٣) كذا في س أما في ص وط : تلويه.

(٤) (رؤبة) ديوانه / ٨٠.

(٥) سقط ما بين القوسين من س.

٢٧٠

ويقال : إذا طلعت العَوَّاء جثم الشتاء وطاب الصلاء ، وهي من نجوم السنبلة من أنواء البرد في الربيع ، إذا طلعت وسقطت جاءت بالبرد ، ويقال لها عَوَّاء البرد. والعَوَّا والعَوَّة (٦) ، لغتان : الدُّبُر ، قال :

فهلا شددت العقد أو بت طاويا

ولم يفرح العَوَّا كما يفرح القتب

وقال :

قياما يوارون عَوَّاتهم

بشتمي وعَوَّاتهم أظهر

عا ، مقصور ، زجر الضئين ، وربما قالوا : عو وعاي ، كل ذلك يخفف ، فإذا استعمل فعله قيل : عَاعَى يُعَاعِي مُعَاعَاة (٧) وعاعاةً (٨) ، ويقال أيضا ، عَوْعَى يُعَوْعِي (٩) عَوْعَاة وعَيْعَى يُعَيْعِي (١٠) عَيْعَاة وعِيعاء (١١) مصدر لكل تلك اللغات ، قال (١٢) :

وإن ثيابي من ثياب محرق

ولم أستعرها من مُعَاع وناعِق

عيي :

والعِيّ مصدر العَيّ ، وفيه لغتان : رجل عَيٌ بوزن فَعْل وعَيِيٌ بوزن فَعِيل (١٣) قال العجاج :

لا طائش فاق ولا عَيِيّ (١٤)

__________________

(٦) كذا في اللسان وما يقتضيه الشاهدان المذكوران ، في الأصول المخطوطة : العوا ولم نهتد إلى القائل لكل من الشاهدين. وقال محقق (اللسان) عن عجز البيت الأول : قوله : ولك يفرح ...» هكذا في الاصل. ولعل الصواب : لم يقرح.

(٧) كذا في القياس واللسان في الأصول المخطوطة : عاعاة.

(٨) هذا هو القياس وكذا في اللسان في الأصول المخطوطة : عيعا.

(٩) سقط من الأصول المخطوطة.

(١٠) سقط من الأصول المخطوطة.

(١١) سقط من الأصول المخطوطة.

(١٢) لم نهتد إلى القائل.

(١٣) كذا في ص وقد سقط في ط وس.

(١٤) لم نجد الرجز في الديوان.

٢٧١

وقال آخر (١٥) :

لنا صاحب لا عَيِيّ اللسان

فيسكت عنا ولا غافل

وقد عَيَ عن حجته عِيّاً ، وعَيِيتُ بهذا الأمر وعنه ، إذا لم أهتد لوجهه ، وأَعْيَانِي الأمر أن أضبطه. والداء العَياء : الذي لا دواء له. ويقال : الداء العَياء الحمق. والإِعْيَاء : الكَلال. والمُعَاياة : أن تأتي بكلام ، لا يهتدى له. والفحل العَياء : الذي لا يهتدي لضراب الشول.

والعَيَايَاء من الإبل : الذي لا يضرب ولا يلقح ، وكذلك من الرجال.

وعي :

وَعَى يَعِي وَعْياً : أي حفظ حديثا ونحوه. ووَعَى العظم : إذا انجبر بعد كسر ، قال

دلاث دلعثي (١٦) ، كأن عظامه

وَعَت في محال الزور بعد كسور (١٧)

وقال أبو الدقيش : وَعَت المِدة في الجرح ، ووَعَت جايئته يعني مدته. وأَوْعَيْتُ شيئا في الوِعَاء وفي الإِعاء ، لغتان. والوَاعِية : الصراخ على الميت ولم أسمع منه فعلا. والوَعْلأ (١٨): جلبة وأصوات للكلاب إذا جدت في الطلب وهربت (١٩).

قال :

عوابسا في وعكة تحت الوعا (٢٠)

__________________

(١٥) لم نجد البيت ولا قائله.

(١٦) كذا في الأصول المخطوطة ، في اللسان : دلعثى (مقصور) وهو سهو.

(١٧) البيت في اللسان والتاج : دلعث.

(١٨) كذا في س في ص وط : الوعاء.

(١٩) كذا في ص في ط : هرت.

(٢٠) لم نهتد إلى الراجز.

٢٧٢

جعله اسما من الواعِية. وإذا أمرت من الوَعَى قلت : عِهْ ، الهاء عماد للوقوف الابتداء والوقوف على حرف واحد. والوَعْوَعَة : من أصوات الكلاب وبنات آوى وخطيب وَعْوَعٌ : نعت له حسن ، قالت الخنساء :

هو القرم واللسن الوَعْوَع (٢١)

رجل وَعْوَاع ، نعت قبيح : أي مهذار ، قال :

نكس من القوم ووغواه وعيّ (٢٢)

وكقول الآخر :

تسمع للمرء به وَعْواعا

وتقول : وَعْوَعَت الكلبة وَعْوَعَةً ، والمصدر الوَعْواع ، لا يكسر على وِعْواع نحو زلزال كراهية للكسر في الواو. وكذلك حكاية اليَعْيَعَة من الصوت : يَع ، واليَعْياع ، لا يكسر. وإنما يَعّ من كلام الصبيان وفعالهم ، إذا رمى أحدهم الشيء إلى الآخر ، لأن الياء خلقتها الكسرة فيستقبحون الواو بين كسرتين. والواو خلقتها من الضمة فيستقبحون التقاء كسرة وضمة ، ولا تجدها في كلام العرب في أصل البناء سوى النحو (٢٣).

__________________

(٢١) في الديوان ص ٥٥ :

هو الفارس المستعذ

في القوم واليسر الوعوع

 (٢٢) من اللسان (وعع). وفي الأصول :

لانكس في القوم

وعواع ولا وعق

ويروى : وعي. وهو مصحف ومحرف.

(٢٣) انتهى كلام الليث في التهذيب بقوله : في أصل البناء ، ولعل عبارة سوى النحو قد اندست سهوا.

٢٧٣

باب الرباعي من العين

قال الخليل : سمعت كلمة شنعاء لا تجوز في التأليف الرباعي. سئل أعرابي عن ناقته فقال : تركتها ترعى العهعخ ، فسألنا الثقات من علمائهم فأنكروا أن يكون هذا الاسم من كلام العرب. وقال الفذ منهم : هي شجرة يتداوى (١) بورقها. وقال أعرابي : إنما هو الخعخع ، وهذا موافق لقياس العربية.

__________________

(١) في التهذيب ٣ / ٢٦٤ : يتداوى بها وبورقها. وقد ساق الخبر كله عن الليث.

٢٧٤

هجرع :

الهِجْرَع من وصف الكلاب السلوقية الخفاف. والهِجْرَع : الطويل الممشوق ، الأهوج الطول ، قال العجاج (١) :

أسعر ضربا وطوالا هِجْرَعا

والهِجْرَع : الأحمق من الرجال ، قال : الشاعر (٢) :

فلأقضين على يزيد أميرها

بقضاء لا رخو وليس بهِجْرَع

وأنشد عرام (٣) :

إذا أنت لم تخلط مع الحلم طيرة

من الجهل ضامتك اللئام الهَجَارِع

__________________

(١) الرجز (لرؤبة). انظر الديوان ص ٩٠ ، وقبله :

يقدمن سواس كلاب شعشعا

(٢) البيت في التهذيب (هجرع) غير منسوب ، ومثل ذلك في اللسان.

(٣) وهذا مما تفرد به كتاب العين من الشواهد.

٢٧٥

هجنع :

والهَجَنَّع : الشيخ الأصلع وبه قوة. والظليم الأقرع. والنعامة. هَجَنَّعَة ، قال :

جذبا كرأس الأقرع الهَجَنَّع

والهَجَنَّع من أولاد [الإبل](٤) ما يوضع في حمارة الصيف قلما يسلم حتى يقرع رأسه.

عنجه :

العُنْجُهُ : الجافي من الرجال ، وفيه عُنْجُهِيَّة أي جفوة في خشونة (٥) مطعمه وأموره ، قال حسان بن ثابت :

ومن عاش منا عاش في عُنْجُهِيَّة

على شظف من عيشه المتنكد

وقال رؤبة :

بالدفع عني درء كل عُنْجُه (٦)

والعُنْجُهَةُ : القنفذة الضخمة.

عجهن :

والعُجَاهِن : صديق الرجل المعرس الذي يجري بينه وبين أهله بالرسائل ، فإذا بنى بأهله فلا عُجَاهِنَ له ، قال :

ارجع إلى أهلك يا عُجَاهِنُ

فقد مضى العرس وأنت واهن (٧)

__________________

(٤) سقط من الأصول المخطوطة وأثبتناه من التهذيب واللسان.

(٥) كذا في الأصول المخطوطة واللسان في التهذيب : جشوبة.

(٦) ديوانه / ١٦٦.

(٧) الرجز في اللسان (عجهن) وروايته : ارجع الى بيتك ...

٢٧٦

والماشطة عُجَاهِنَةٌ إذا لم تفارقها حتى يبنى بها. والمرأة عُجَاهِنَةٌ ، وهي صديقة العروس. والفعل تَعَجْهَنَ تَعَجْهُناً ، قال :

ينازعن العُجَاهِنَة الرئينا (٨)

جمع العُجَاهِن ، قال عرام : العُجَاهِن من الرجال : المخلوط الذي ليس بصريح النسب (٩). ويقال فيه عُنْجُهِيَّةٌ وعُنْزُهْوَة وهما واحد.

عمهج :

العُمَاهِج : اللبن الخاثر من ألبان الإبل ، قال :

تغذى بمحض اللبن العُمَاهِج

عجهم :

العُجْهُوم : طائر من طير الماء منقاره كجلم الخياط.

علهج :

المُعَلْهَج : الرجل الأحمق المذر اللئيم الحسب المعجب بنفسه ، قال :

فكيف تساميني وأنت مُعَلْهَج

هذارمة جعد الأنامل حنكل (١٠)

والمُعَلْهَج : الدعي. وقال بعض الأعراب : العَلْهَج شجر ببلادنا معروف.

__________________

(٨) الشطر عجز بيت (للكميت) وصدره

ويصبن القدور ممرات

انظر اللسان (عجهن).

(٩) إذا كان عرام هو ابن الأصبغ المتوفى سنة ٢٧٥ ه‍ فلا يمكن أن يكون ممن روى عنهم الخليل ، وقد فاتنا ذكر هذه الفائدة في المرات السابقة التي ذكر فيها عرام مثل الصفحة ٩٧ ، وقد يكون عرام هذا غير ابن الأصبغ.

(١٠) في حاشية التهذيب ٣ / ٢٦٥ ينسب إلى الأحطل والصاغاني ينفي النسبة.

٢٧٧

عنبج :

العُنْبُج : الثقيل من الناس.

علهص :

عَلْهَصْت القارورة إذا عالجت صمامها لتستخرجه (١١). وعَلْهَصْت العين إذا استخرجتها من الرأس عَلْهَصَة ، وهو ملاجكها بإصبعك واستخراجكها من مقلتها. وعَلْهَصْت الرجل : عالجته علاجا شديدا. وعَلْهَصْت منه شيئا : إذا نلت شيئا. ولحم مُعَلْهَص أي لم ينضج بعد.

علهس :

قال عرام : عَلْهَسْت الشيء مارسته بشدة (١٢).

همسع :

الهَمَيْسَع من الرجال : القوي الذي لا يصرع جنبه ، ويقال للطويل الشديد هَمَيْسَع. والهَمَيْسَع جد عدنان بن أدد.

علهز :

العِلْهِز كان يفعل في الجاهلية ، يعالج الوتر بدماء الحلم فيأكلونه ، قال :

وإن قرى قحطان قرف وعِلْهِز

فأقبح بهذا ويح نفسك من فعل (١٣)

والعِلْهِز : القراد الضخم : والقرف : نبت ينبت نبته الطرانيث يخرج مع المطر في وقت الصيف وفي وقت الخريف مثل جرو القثاء ، إلا أنها حمراء منتنة الريح. قال عرام : والعِلْهِز ينبت ببلاد بني سليم وهو نبت

__________________

(١١) إلى هنا ينتهي ما جاء عن هذه الكلمة في المعجمات الأخرى. وما بقي مما تفرد به كتاب العين.

(١٢) لم ترد هذه الكلمة في اللسان والتهذيب.

(١٣) البيت من شواهد التهذيب وهو بلا غرو.

٢٧٨

شبه الجراء إلا أنها معنقرة أي لها عنقرة. قال : وأقول شاة مُعَلْهَزَة أي ليست بسمينة(١٤).

هزلع :

الهِزْلَاع : السمع الأزلّ. وهَزْلَعَتُهُ : انسلالُهُ ومضيُّهُ.

عزهل :

العُزْهُل : الذكر من الحمام ، وجمعه عَزَاهِل ، قال :

إذا سعدانة الشعفات ناحت

عَزَاهِلُها ، سمعت لها عرينا

أي بكاء (١٥). وقال بعضهم : العَزَاهِيل الجماعة من الإبل المهملة ، واحدها عُزْهُول، وقال بعضهم : لا أعرف واحدها ، قال الشماخ :

حتى استغاث بأحوى فوقه حبك

يدعو هديلا به العزف العَزَاهِيل (١٦)

والقول الأول أشبه بالصواب. والعَزَاهِل (١٧) : الأرض لا تنبت شيئا ، الواحدة عُزْهُلَة.

زهنع :

وتقول : زَهْنَعْت المرأةَ وزتتها : زينتها بالصواب!؟ (١٨) قال :

بني (١٩) تميم زَهْنِعوا نساءكم

إن فتاة الحي بالتزتت

__________________

(١٤) ليس هذا المعنى في أي من المعجمات سوى كتاب العين.

(١٥) في اللسان : قال ابن الأعرابي : العرين الصوت.

(١٦) لم أجد البيت في الديوان.

(١٧) هذا مما تفرد به كتاب العين.

(١٨) وردت كلمة الصواب في ص وط ولم أجدها في س ولا في المعجمات الأخرى وأظنها من تزيد الناسخ.

(١٩) في ص وط : أبني تميم ... ورواية البيت في اللسان :

بني تميم زهنعوا فتاتكم

 ..........................

٢٧٩

هطلع :

الهَطَلَّعُ : الرجل الجسيم العريض المضطرب الطوال (٢٠). ويقال : بوش (٢١) هَطَلَّع أي كثير.

عيهر :

العَيْهَرَة : الفاجرة عَهَرَت وتَعَيْهَرَت. والعَيْهَرَة : الشديدة من الإبل ، والتيهرة (٢٢) أيضا. ورجل عَيْهَر تيهر أي شديد ضخم.

هرنع :

الهُرْنُوع : القملة الضخمة ، ويقال : هي الصغيرة. قال عرام : لا أعرف الهُرْنوع ولكنه الهِرَنَّعَة ، وهو الحنبج والهُرْنُع ، قال جرير :

يهز الهَرَانِع لا يزال كأنه (٢٣)

هزنع :

الهُزْنُوع (٢٤) ، ويقال هو بالغين المعجمة : هو أصول نبات شبه الطرثوث.

هرمع :

الهَرْمَعَة : السرعة. اهْرَمَّعَ في مشيه ومنطقه كالانهماك فيه اهْرِمَّاعاً. والعين تَهْرَمِّعُ إذا ذرفت الدمع سريعا. والنعت هَرَمَّع ومُهْرَمِّع. واهْرَمَّعَ

__________________

(٢٠) في اللسان : المضطرب الطول.

(٢١) في اللسان : بؤس. والبوش : الجماعة.

(٢٢) لم نجده في المعجمات ولعله من ألفاظ الإتباع.

(٢٣) كذا في س في ص وط : يهز الهرنع ... والبيت في التهذيب ٣ / ٢٦٨ وروايته :

يهز الرانع عقده عند الخضى

يا ذل حيث يكون من يتذلل

وكذلك في اللسان. وليس في ديوان جرير. وقد نسب في التاج إلى (الفرزدق).

(٢٤) لم يرد في سائر المعجمات ، وهو مما تفرد به كتاب العين.

٢٨٠