كتاب العين - ج ٢

الخليل بن أحمد الفراهيدي

كتاب العين - ج ٢

المؤلف:

الخليل بن أحمد الفراهيدي


المحقق: الدكتور مهدي المخزومي والدكتور ابراهيم السامرّائي
الموضوع : اللغة والبلاغة
الناشر: مؤسسة دار الهجرة
الطبعة: ٢
الصفحات: ٣٧٦

باب العين والذال والفاء معهما

ذ ع ف يستعمل فقط

ذعف :

الذَّعَاف سم ساعة. وطعام مَذْعوف جعل فيه الذُّعَاف.

قال رزاح :

وكنا نمنع الأقوام طرا

ونسقيهم ذُعَافا لا كميتا

١٠١

باب العين والذال والباء معهما

ع ذ ب ، ب ذ ع يستعملان فقط

عذب :

عَذُبَ الماء عُذُوبةً فهو عَذْبٌ طيب ، وأَعْذَبْتُهُ إِعْذَاباً ، واسْتَعْذَبْتُهُ ، أي : أسقيته وشربته عَذْباً.

وعَذَبَ الحمار يَعْذِب عَذْبا وعُذُوبا فهو عاذِب عَذُوب لا يأكل من شدة العطش. ويقال للفرس وغيره : عَذُوب إذا بات لا يأكل ولا يشرب ، لأنه ممتنع من ذلك.

ويَعْذِب الرجل فهو عاذِب عن الأكل ، لا صائم ولا مفطر. قال عبيد (١) :

وتبدلوا اليعبوب بعد إلههم

صنما فقروا يا جديل وأَعْذِبوا

وقال حميد (٢) :

إلى شجر ألمى الظلال كأنه

رواهب أحرمن الشراب عُذُوب

__________________

(١) (عبيد بن الأبرص) ديوانه ص ٣.

(٢) (حميد بن ثور الهلالي.) ديوانه ص ٥٧. في الأصول : إلى الماء.

١٠٢

وتقول : أَعْذَبْتُهُ إِعْذاباً ، وعَذَّبْتُهُ تَعْذِيبا ، كقولك : فطمته عن هذا الأمر ، وكل من منعته شيئا فقد أَعْذَبْتَه. قال (٣) :

يسب قومك سبا غير تعذيب

أي : غير تفطيم. والعَذُوب والعاذِب الذي ليس بينه وبين السماء ستر. قال النابغة الجعدي (٤) :

فبات عَذُوبا للسماء كأنه

سهيل إذا ما أفردته الكواكب

والمعذّب قد يجيء اسما ونعتا للعاشق. وعَذَبَةُ السوط : طرفه. قال (٥) :

مثل السراحين في أعناقها العَذَب

يعني أطراف السيور التي قد قلدت بها الكلاب.

والعَذَبَة في قضيب البعير أسلته. أي : المستدق من مقدمه ، ويجمع على عَذَب.

وعَذَبَة شراك النعل : المرسلة من الشراك.

والعُذَيْب : ماء لبني تميم.

بذع :

البَذَع : شبه الفزع. والمَبْذُوع كالمفزوع. قال الأعرابي : بُذِعُوا فَابْذَعَرُّوا. أي : فزعوا فتفرقوا.

__________________

(٣) لم نهتد إلى القائل ولا إلى القول في غير الأصول.

(٤) البيت في المحكم ٢ / ٦١ وفي اللسان (عذب).

(٥) (ذو الرمة) ديوانه ١ / ٩٨. وصدر البيت :

«غضف مهزته الاشداق ضاربة»

١٠٣

باب العين والذال والميم معهما

ع ذ م ، م ذ ع يستعملان فقط

عذم :

عَذَمَ يَعْذِم عَذْماً ، والاسم العَذِيمة وهو الأخذ باللسان ، واللوم. قال الراجز (١) :

يظل من جاراه في عذائم

من عنفوان جريه العفاهم

أي : في ملامات.

وفرس عَذُوم ، وعَذِم ، أي : عضوض.

والعُذَّام : شجر من الحمض ينتمىء ، وانتماؤه انشداخه إذا مسسته. له ورق كورق القاقل ، الواحدة عُذَّامَة.

مذع (٢)

: مَذَعَ لي فلان مَذْعَةً من الخبر إذا أخبرك عن الشيء ببعض خبره ثم قطعه ، وأخذ في غيره ، ولم يتممه.

والمَذَّاع : الكذاب يكذب لا وفاء له. ولا يحفظ أحدا بالغيب.

__________________

(١) الرجز في التهذيب ٢ / ٣٢٣ وفي المحكم ٢ / ٦٢ غير معزو. وفي اللسان (عذم) و (عفهم) ونسب إلى (غيلان). في (س) : من جراه.

(٢) قال الأزهري ٢ / ٣٢٤ عند ترجمته ل (مذع) : أهمله الليث ، وهو كما ترى.

١٠٤

باب العين والثاء والراء معهما

ع ث ر ، ث ع ر ، ر ع ث ، ر ث ع مستعملات

عثر :

عَثَرَ الرجل يَعْثِرُيَعْثُرُ] عُثُوراً ، وعَثَرَ الفرس عِثارا إذا أصاب قوائمه شيء ، فيصرع أو يتتعتع. دابة عَثُور : كثيرة العِثَار.

وعَثَرَ الرجل يَعْثُرُ عَثْرا إذا اطلع على شيء لم يطلع عليه غيره.

وأَعْثَرْت فلانا على فلان أي : أطلعته عليه ، وأَعْثَرْتُه على كذا. وقوله عزوجل (١) : (فَإِنْ) عُثِرَ (٢) أي : اطُّلِعَ.

والعِثْيَر : الغبار الساطع. والعَثْيَر الأثر الخفي ، وما رأيت له أثرا ولا عِثْيَراً.

والعَيْثَر : ما قلبت من تراب أو مدر أو طين بأطراف أصابع رجليك إذا مشيت لا يرى من القدم غيره. قال (٣) :

 .........................

عَيْثَرْتَ طيرك لو تعيف

يقول : وقعت عليها لو كنت تعرف ، أي : جزت بما أنت لاق (٤) لكنك لا تعرف.

__________________

(١) من (س). في (ص) و (ط): (وقوله) فقط.

(٢) المائدة ١٠٧ : (فَإِنْ عُثِرَ عَلى أَنَّهُمَا اسْتَحَقَّا إِثْماً).

(٣) من بيت (للمغيرة بن حبناء التميمي) ، وتمام البيت ، كما في المحكم ٢ / ٦٥ واللسان (عثر) :

لعمر أبيك يا صخر بن ليلى

لقد عيثرت طيرك لو نعيف

 (٤) في (س) : جزات بما تلاقي. في (ص) و (ط) : جزت بما انتلاق ولعل الصواب ما أثبتناه.

١٠٥

والعَاثُور : المتالف. قال (٥) :

وبلدة كثيرة العَاثُور

ثعر :

الثَّعْر والثُّعْر ، لغتان ، لثى (٦) يخرج من غصن شجرة السمر ، يقال : هو سم. والثُّعْرُور (٧) : الغليظ القصير من الرجال. والثَّعارِير : ضرب من النبات يشبه الإذخر يكون بأرض الحجاز.

رعث :

الرَّعْثَة : تلتلة تتخذ من جف الطلع يشرب بها. والرِّعَاث : ضرب من الخرز والحلي. قال (٨) :

إذا علقت خاف الجنان رِعَاثها

وقال (٩) :

رقراقة كالرشأ المُرَعَّث

أي في عنقها قلائد كالرِّعاث.

وكل معلاق كالقرط والشنف ونحوه في آذان أو قلادة فهو رِعَاث ، وربما علقت في الهودج رُعُثٌ كثيرة ، وهي ذباذب يزين بها الهودج. ورَعْثَة الديك عثنونه. أنشد أبو ليلى(١٠):

ما ذا يؤرقني والنوم يطرقني

من صوت ذي رَعَثَاتٍ ساكن الدار

__________________

(٥) (العجاج) ديوانه ص ٢٢٥ ، والرواية فيه :

(٦) في (س) : لما.

(٧) في (ص) و (ط) والثعارير والثعرور. وفي (س) والثعارير.

(٨) لم نهتد إلى القائل ولا إلى القول.

(٩) (رؤبة) ديوانه ص ٢٧ والرواية فيه : «دارا لذاك الرشا المرعث» ورواية اللسان كرواية الأصول.

(١٠) (الأخطل) كما جاء في اللسان. وليس في ديوانه.

١٠٦

ورَعِثَت العنز تَرْعَث رَعَثاً إذا ابيضت أطراف رَعْثَتِها. أي : زنمتها.

رثع :

رجل رَثِعٌ ، وقوم رَثِعُون ، وقد رَثِعَ رَثَعاً ، وهو الطمع والحرص.

١٠٧

باب العين والثاء واللام معهما

ع ل ث ، ث ع ل مستعملان فقط

علث :

العَلْث : الخلط. يقال : عَلَثَ يَعْلِثُ عَلْثاً ، واعْتَلَثَ. ويقال للزند إذا لم يور واعتاص : عُلَاثَة ، ويقال : إنما هو عَلَثَ والعُلَاثُ اسمه. قال (١) :

وإني غير مُعْتَلِث الزناد

أي : غير صلد الزند. أي : أنا صافي النسب.

واعْتَلَثَ زندا أخذه من شجر لا يدرى أيوري أم لا.

واعْتَلَثَ سهما اتخذه بغير حذاقة.

عُلَاثَةُ : اسم رجل ، ويقال : بل هو الشيء الذي يجمع من هنا وهناك.

ثعل :

الثُّعْل : زيادة السن أو دخول سن تحت سن في اختلاف من المنبت. ثَعِلَ ثَعَلاً فهو أَثْعَل والأنثى ثَعْلَاء ، وربما كان الثُّعْل في أطباء الناقة ، والبقرة ، وهي زيادة في طبيها فهي ثَعْلَاء. والأَثْعَل : السيد الذي له فضول.

__________________

(١) الشطر في التهذيب ٢ / ٣٢٨ وفي اللسان (علث) غير معزو.

١٠٨

والثُّعْلُول : الرجل الغضبان. قال (٢) :

وليس بثُعْلُولٍ إذا سيل واجتدي

ولا برما يوما إذا الضيف أوهما

والأنثى من الثعالب ثُعَالَة ، ويقال للذكر أيضا ثُعَالَة.

قال رافع (٣) : الثُّعْل دويبة صغيرة تكون في السقاء إذا خبث ريحه. ويقال للرجل إذا سب : هذا الثُّعْل والكعل ، أي : لئيم ليس بشيء ، والكعل : كسرة تمر يابس لا يكاد أحد يكسره ولا يأكله وأصله تشبيه بتلك الدويبة فاعلم.

عثل (٤) :

يقال : رجل عِثْوَلٌ ، أي : طويل اللحية ، ولحية عِثْوَلَّة (٥) : [ضخمة (٦)].

__________________

(٢) البيت في التهذيب ٢ / ٣٢٩ ، واللسان (ثعل) غير معزو أيضا.

(٣) هذا القول إلى آخره مثبت في (ص) و (ط) بعد ترجمة (علث). أما في (س) فالقول في موضعه.

(٤) هذا من (س) فقط وليس في (ص) ولا (ط). وقال الأزهري في التهذيب عند ترجمته (عثل) : أهمله الليث.

(٥) (س) : عثولية والصواب ما أثبتناه.

(٦) زيادة من المحكم ٢ / ٦٦ اقتضاها السياق.

١٠٩

باب العين والثاء والنون معهما

ع ث ن ، ع ن ث يستعملان فقط

عثن :

العُثَان : الدخان. عَثَنَ النار يَعْثُنُ عَثْناً ، وعَثَّنَ يُعَثِّنُ تَعْثِيناً ، أي : دخن تدخينا. وعَثِنَ البيت يَعْثَنُ عَثَناً إذا عبق به ريح الدخنة ، وعَثَّنْتُ البيت والثوب بريح الدخنة والطيب تَعْثِينا ، أي : دخنته.

وعُثْنُون اللحية طولها وما تحتها من الشعر.

والعُثْنُون : شعيرات عند مذبح البعير. وجمعه : عَثَانِين.

وعُثْنُون السحاب : [ما تدلى من هيدبها](١).

و [عُثْنُون](٢) الريح : هيدبها في أوائلها إذا أقبلت تجر الغبار جرا ، ويقال : هو أول هبوبها.

ويقال : العِثْن : يبيس الكلإ.

عنث :

العُنْث أصل تأسيس العُنْثُوَة وهي يبيس الحلي خاصة إذا اسود وبلي. ويقال : عُنْثَة ، وشبه الشاعر شعرات اللمة به فقال (٣) :

عليه من لمته عِنَاث

ويروى عَنَاثِي مثل عناصي في جماعة عُنْثُوَة.

__________________

(١) زيادة من التهذيب ٢ / ٣٣٠ من روايته عن الليث.

(٢) زيادة لتقويم العبارة.

(٣) الرجز في التهذيب ٢ / ٣٣١ والمحكم ٢ / ٦٩ واللسان (عنث) غير معزو أيضا.

١١٠

باب العين والثاء والباء معهما

ع ب ث ، ث ع ب ، ب ث ع ، ب ع ث مستعملات

عبث :

عَبِثَ يَعْبَثُ عَبَثاً فهو عابِث بما لا يعنيه ، وليس من باله ، أي : لاعب. وعَبَثْتُ الأقط أَعْبِثُهُ عَبْثاً فأنا عابِث ، أي : جففته في الشمس. والاسم : العَبِيث.

والعَبِيثة والعَبِيث : الخلط (١).

ثعب :

ثَعَبْتُ الماء أَثْعَبُهُ ثَعْباً ، أي فجرته فَانْثَعَبَ ، ومنه اشتق المَثْعَب وهو المرزاب.

وانْثَعَبَ الدم من الأنف.

والثُّعْبَان : الحية الطويل الضخم ، ويقال : أُثْعُبَان. قال(٢) :

على نهج كثعبان العرين

والأُثْعُبَان الوجه الضخم الفخم في حسن وبياض. قال الراجز (٣) :

إني رأيت أُثْعُبَانا جعدا

قد خرجت بعدي وقالت نكدا

__________________

(١) بعده بلا فصل : وهو بالفارسية ترف ترين ، وهو المصل أيضا في بعض اللغات. اقتطعناها ، لأنها ، فيما يبدو ، زيادة من النساخ.

(٢) لم نقف على الراجز ولا على الرجز في غير الأصول.

(٣) البيت في المحكم ٢ / ٧٠ وفي اللسان (ثعب) غير معزو أيضا.

١١١

والثُّعَبَة : ضرب من الوزغ لا تلقى أبدا إلا فاتحة فاها شبه سام أبرص ، غير أنها خضراء الرأس والحلق جاحظة العينين ، والجميع : الثُّعَب.

والثَّعْب : الذي يجتمع في مسيل المطر من الغثاء.

وربما قالوا : هذا ماء ثَعْبٌ ، أي : جار ، للواحد ، ويجمع على ثُعْبان.

بثع :

البَثَع : ظهور الدم في الشفتين خاصة. شفة بَاثِعة كاثعة ، أي : يَتَبَثَّع فيها الدم ، [و](٤) كادت تنفطر من شدة الحمرة ، فإذا كان بالغين (٥) فهو في الشفتين وغيرهما من الجسد كله ، وهو التَّبَثُّغ.

بعث :

البَعْث : الإرسال ، كَبَعَثَ الله مَن في القبور. وبَعَثْتُ البعير أرسلته وحللت عقاله ، أو كان باركا فهجته. قال (٦) :

أنيخها ما بدا لي ثم أَبْعَثُها

كأنها كاسر في الجو فتخاء

وبَعَثْتُهُ من نومه فَانْبَعَثَ ، أي : نبهته.

ويوم البَعْث : يوم القيامة.

وضرب البَعْث على الجند إذا بعثوا ، وكل قوم بُعِثُوا في أمر أو في وجه فهم بَعْثٌ. وقيل لآدم : ابْعَثْ بَعْثَ النار فصار البَعْثُ بَعْثاً للقوم جماعة. هؤلاء بَعْثٌ مثل هؤلاء سَفْر ورَكْب.

__________________

(٤) زيادة اقتضاها تقويم العبارة.

(٥) في النسخ الثلاث : (والياء) ويبدو أنها زيادة.

(٦) لم نهتد إلى القائل ، ولا إلى القول في غير الأصول.

١١٢

باب العين والثاء والميم معهما

ع ث م ، ث ع م مستعملان فقط

عثم :

عَثَمْتُ عظمه أَعْثِمُهُ عَثْماً إذا أسأت جبره وبقي فيه ورم أو عوج ، [وعَثِمَ عَثَماً (١)] فهو عَثِمٌ ، وبه عَثَمٌ كهيئة المشمش. قال (٢) :

وقد يقطع السيف اليماني وجفنه

شباريق أعشار عُثِمْنَ على كسر

والعَيْثَام : شجرة بيضاء طويلة جدا ، الواحدة عَيْثَامة (٣). والعَيْثُوم الضخم من كل شيء الشديد. ويقال للفيلة الأنثى عَيْثُوم ، ويقال للذكر أيضا عَيْثُوم ، ويجمع عَيَاثِيم. قال(٤):

وقد أسير أمام الحي تحملني

والفضلتين كناز اللحم عَيْثُوم

__________________

(١) زيادة من المحكم ٢ / ٧١.

(٢) البيت في المحكم ٢ / ٧٢ ، واللسان عثم غير معزو أيضا.

(٣) بعد (عيثامة) : تسميه الفرس سبيذ دال أسقطناه لأنه زيادة مقحمة إقحاما.

(٤) البيت في التهذيب ٢ / ٣٣٦ ، واللسان (عثم) غير منسوب أيضا.

١١٣

أي : قوية ضخمة شديدة.

والعَثَمْثَم : الطويل من الإبل في غلظ ، ويجمع على عَثَمْثَمات ، ويوصف به الأسد والبغل لشدة وطئهما.

ثعم :

الثَّعْم : النزع والجر. ثَعَمْتُهُ : نزعته.

وتَثَعَّمَت فلانا أرض بني فلان إذا أعجبته وجرته إليها ونزعته.

١١٤

باب العين والراء واللام معهما

ر ع ل مستعمل فقط

رعل :

الرَّعْل : شدة الطعن (١). رَعَلَهُ بالرمح ، وأَرْعَلَ الطعن. قال الأعراب : الرَّعْل الطعن ليس بصحيح إنما هو الإِرْعَال ، وهو السرعة في الطعن. وضرب أَرْعَلُ ، وطعن أَرْعَلُ أي : سريع. قال (٢) :

يحمي إذا اخترط السيوف نساءنا

ضرب تطير له السواعد أَرْعَلُ

ورَعْلَةُ الخيل : القطعة (٣) التي تكون في أوائلها غير كثير. والرِّعَال : جماعة. قال(٤):

كأن رِعَال الخيل لما تبددت

بوادي جراد الهبوة المتصوب

والرَّعِيل : القطيع أيضا منها.

والرَّعْلَة النعامة ، سميت بها لأنها لا تكاد ترى إلا سابقة للظليم.

والرَّعْلَة : أول كل جماعة ليست بكثيرة.

__________________

(١) في (س) : الوطي ، وهو تحريف.

(٢) لم نقف على القائل.

(٣) من المحكم ٢ / ٧٣. في (ص) و (ط) : القطيع ، وفي (س) : القطع.

(٤) لم نقف على القائل.

١١٥

وأَرَاعِيل في كلام رؤبة : أوائل الرياح ، حيث يقول (٥) :

تزجي أَرَاعِيل الجهام الخور

وقال (٦) :

جاءت أَرَاعِيل وجئت هدجا

في مدرع لي من كساء أنهجا

والرَّعْلة : القلفة وهي الجلدة من أذن الشاة تشتق فتترك معلقة في مؤخر الأذن.

__________________

(٥) ليس في ديوان رؤبة. والرجز في المحكم ٢ / ٧٣ واللسان (رعل) منسوب إلى (ذي الرمة).

(٦) لم نهتد إليه.

١١٦

باب العين والراء والنون معهما

ع ر ن ، ر ع ن ، ن ع ر مستعملات

عرن :

عَرِنَت الدابة عَرَناً فهي عَرُون ، وبها عَرَن وعُرْنة وعِران ، على لفظ العضاض والخراط ، وهي داء يأخذ في رجل الدابة فوق الرسغ من آخره مثل سحج في الجلد يذهب الشعر. والعِران : خشبة في أنف البعير. قال (١) :

وإن يظهر حديثك يؤت عدوا

برأسك في زناق أو عِران

والعَرَن (٢) قروح تأخذ في أعناق الإبل وأعجازها. والعرنين : الأنف. قال ذو الرمة(٣) :

تثني النقاب على عِرْنِين أرنبة

شماء مارنها بالمسك مرثوم

عُرَيْنة : اسم حي من اليمن ، وعَرِين : حي من تميم. قال جرير (٤) :

برئت إلى عُرَيْنَةَ من عَرِين

__________________

(١) اللسان (زنق) غير منسوب أيضا.

(٢) من (ص) في (ط) و (س) : العرون.

(٣) ديوانه ١ / ٣٩٥.

(٤) ديوانه ص ٤٧٥. وصدر البيت :

«عرين من عرينة ليس منا»

١١٧

والعَرِين : مأوى الأسد. قال (٥) :

أحم سراة أعلى اللون منه

كلون سراة ثعبان العَرِين

قال : هذا زمام وإنما حممته الشمس ولوحت لونه ، والثعبان على هذه الصفة.

رعن :

رَعُنَ الرجل يَرْعُنُ رَعَناً فهو أَرْعَنُ ، أي : أهوج ، والمرأة رَعْناء ، إذا عرف الموق والهوج في منطقها.

والرَّعْن من الجبال ليس بطويل ، ويجمع على رُعُون ورِعَان ، قال (٦) :

يعدل عنه رعن كل ضد

عن جانبي أجرد مجرهد

أي عريان مستقيم ، وقال (٧) :

يرمين بالأبصار أن رعن بدا

ويقال هو الطويل. وجيش أَرْعَن : كثير. قال (٨) :

أَرْعَن جرار إذا جر الأثر

ورُعِنَ الرجل إذا غثي عليه كثير. قال (٩) :

كأنه من أوار الشمس مرعون

أي : مغشي عليه من حر الشمس.

__________________

(٥) (الطرماح) ديوانه ٥٣٠ والرواية فيه أحم سواد.

(٦) (رؤبة) ديوانه ٤٩ والرواية فيه : «يعدل عند ..» و «عن حافتي أبلق ..».

(٧) لم نقع على الراجز.

(٨) (العجاج) ـ ديوانه ص ١٦.

(٩) التهذيب ٢ / ٣٤١ ، واللسان (رعن) ، وصدره :

«باكرة قانص يسعى بأكلبه»

١١٨

رُعَيْن : جبل باليمن ، وفيه حصن يقال لملكه : ذو رُعَيْن ينسب إليه.

وكان المسلمون يقولون للنبي صلى‌الله‌عليه‌وآله : أَرْعِنا سمعَك ، أي : اجعل إلينا سمعك. فاستغنمت اليهود ذلك ، فقالوا ينحون نحو المسلمين : يا محمد راعنا ، وهو عندهم شتم ، ثم قالوا فيما بينهم : إنا نشتم (١٠) محمدا في وجهه ، فأنزل الله : (لا تَقُولُوا) راعِنا (وَقُولُوا انْظُرْنا)(١١) ، فقال سعد لليهود : لو قالها رجل منكم لأضربن عنقه.

نعر :

نَعَرَ الرجل يَنْعِر نَعِيرا ، وهو صوت في الخيشوم. والنُّعْرَة : الخيشوم. نَعَرَ النَّاعِر ، أي: صاح الصائح. قال (١٢) :

وبج كل عاند نَعُور

بج أي : صب فأكثر ، يعني : خروج الدماء من عرق عاند لا يرقأ دمه. نَعَرَ عذرقه نُعُورا وهو خروج الدم.

والنَّاعور : ضرب من الدلاء. والنُّعَرَة : ذباب الحمير ، أزرق يقع في أنوف الخيل والحمير. قال امرؤ القيس (١٣) :

فظل يرنح في غيطل

كما يستدير الحمار النَّعِر

قال (١٤) :

وأحذريات يعييها النُّعْر

__________________

(١٠) من (س). (ص) و (ط) : بالشتم.

(١١) البقرة ١٠٥.

(١٢) (العجاج) ديوانه ص ٢٤٠.

(١٣) ديوانه ص ١٦٢.

(١٤) لم يقع لنا القائل ، ولم نجد القول في غير الأصول.

١١٩

والنُّعَرَة : ما أجنت حمر الوحش في أرحامها قبل أن يتم خلقه. قال رؤبة (١٥) :

والشدنيات يساقطن النُّعَر

حوص العيون مجهضات ما استطر

يصف ركابا ترمي بأجنتها من شدة السير.

ورجل نَعُور : شديد الصوت.

ورجل نَعِر : غضبان. وو امرأة غيرى نَعْرَى ، يعني بالنَّعْرَى : الغضبى (١٦).

وأما نغرة بالغين فمحمارة الوجه متغيرة متربدة اللون.

ويقال للمرأة الفحاشة : نَعَّارة.

__________________

(١٥) ليس في ديوان رؤبة. هو العجاج ، ديوانه ص ٢٢.

(١٦) في النسخ الثلاث : غضبانة.

١٢٠