الخليل بن أحمد الفراهيدي
المحقق: الدكتور مهدي المخزومي والدكتور ابراهيم السامرّائي
الموضوع : اللغة والبلاغة
الناشر: مؤسسة دار الهجرة
الطبعة: ٢
الصفحات: ٣٧٦
دعو :
الدِّعْوَة : ادِّعَاء الولد الدَّعِيّ غير أبيه ، ويَدَّعِيه غير أبيه. قال (٢٧) :
ودِعْوَة هارب من لؤم أصل |
|
إلى فحل لغير أبيه حوب |
يقال : دَعِيٌ بيّن الدِّعْوَة. والادّعاء في الحرب : الاعتزاء. ومنه التَّدَاعِي ، تقول : إلي أنا فلان .. والادّعاء في الحرب أيضا أن تقول يال فلان. والادّعاء أن تَدَّعِي حقا لك ولغيرك ، يقال : ادَّعَى حقا أو باطلا. والتَّدَاعِي : أن يَدْعو القوم بعضهم بعضا. وفي الحديث : دع داعِية اللبن (٢٨). يعني إذا حلبت فدع في الضرع بقية من اللبن.
والداعِية : صريخ الخيل في الحروب. أجيبوا داعِية الخيل. والنادبة تَدْعو الميت إذا ندبته. وتقول : دَعَا الله فلانا بما يكره ، أي : أنزل به ذلك. قال (٢٩) :
دَعَاك الله من قيس بأفعى |
|
إذا نام العيون سرت عليكا |
وقوله عزوجل : تَدْعُوا (مَنْ أَدْبَرَ وَتَوَلَّى)(٣٠) ، يقال : ليس هو كالدّعاء ، ولكن دعوتها إياهم : ما تفعل بهم من الأفاعيل ، يعني نار جهنم.
ويقال : تَدَاعَى عليهم العدو من كل جانب : [أقبل]. وتَدَاعَت الحيطان إذا انقاضت وتفرزت. ودَاعَيْنا عليهم الحيطان من جوانبها ، أي : هدمناها عليهم.
__________________
(٢٧) لم نهتد إلى القائل.
(٢٨) التهذيب ٣ / ١٢١.
(٢٩) المحكم ٢ / ٢٣٥ ، واللسان (دعا). في الأصول : (فيش) مكان (قيس).
(٣٠) المعارج ١٧.
ودَوَاعِي الدهر : صروفه. وفي هذا الأمر دُعاؤه ، أي : دعوى قسحة. وفلان في مَدْعاة إذا دُعِيَ إلى الطعام. وتقول : دَعَا دُعَاء ، وفلان داعِي قوم وداعِية قوم : يَدْعُو إلى بيعتهم دَعْوَة. والجميع : دُعَاة.
وعد :
[الوَعْد والعِدَة يكونان مصدرا واسما. فأما العِدَة فتجمع : عِدَات ، والوَعْد لا يجمع](٣١). والمَوْعِد : موضع التَّوَاعُد وهو المِيعاد. والمَوْعِد مصدر وَعَدْتُهُ ، وقد يكون المَوْعِد وقتا للعِدَة (٣٢) ، والمَوْعِدَة : اسم للعِدَة. قال جرير (٣٣) :
تعللنا أمامة بالعِدَات |
|
وما تشفي القلوب الصاديات |
والمِيعَاد لا يكون إلا وقتا أو موضعا. والوَعِيد من التهدد. أَوْعَدْتُه ضربا ونحوه ، ويكون وَعَدْتُه أيضا من الشر. قال الله عزوجل : (النَّارُ) وَعَدَهَا (اللهُ الَّذِينَ كَفَرُوا)(٣٤).
ووَعِيد الفحل إذا همّ أن يصول. قال أبو النجم :
يرعد أن يوعد قلب الأعزل
ودع :
الوَدْع والوَدْعَة الواحدة : مناقف صغار تخرج من البحر يزين به العثاكل ، وهي بيضاء. في بطنها مشق كشق النواة ، وهي جوف ، في جوفها دويبة كالحلمة. قال ذو الرمة (٣٥) :
كأن آرامها والشمس ماتعة |
|
وَدْعٌ بأرجائه فذ ومنظوم |
__________________
(٣١) نص من العين حفظه الأزهري في التهذيب ٣ / ١٣٣ ، وسقط من الأصول.
(٣٢) في الأصول : للحين ، وما أثبتناه فمن التهذيب ٣ / ١٣٤ عن العين.
(٣٣) ديوانه ٦٩.
(٣٤) الحج ٧٢.
(٣٥) ديوانه ١ / ٤١٦ ، والرواية فيه (أدمانها) مكان آرامها) ، و (فض) مكان (فذ).
والدَّعَة : الخفض في العيش والراحة. رجل مُتَّدِع : صاحب دَعَة وراحة. ونال فلان من المكارم وادِعا ، أي : من غير أن تكلف من نفسه مشقة.
يقال وَدُعَ يَوْدُعُ دَعَةً ، واتَّدَعَ تُدَعَة مثل اتهم تُهَمَة واتَّأَدَ تُؤَدَة. قال (٣٦) :
يا رب هيجا هي خير من دَعَه
والتَّوْدِيع : أن تُوَدِّع ثوبا في صوان ، أي في موضع لا تصل إليه ريح ، ولا غبار.
والمِيدَع : ثوب يجعل وقاية لغيره ، ويوصف به الثوب المبتذل أيضا الذي يصان فيه ، فيقال : ثوب مِيدَع ، قال (٣٧) :
طرحت أثوابي إلا المِيدَعا
والوَدَاع : تَوْدِيعُك أخاك في المسير. والوَدَاع : الترك والقلى ، وهو تَوْدِيع الفراق ، والمصدر من كل : تَوْدِيع قال (٣٨) :
غداة غد تودّع كل عين |
|
بها كحل وكل يد خضيب |
وقوله تعالى : (ما) وَدَّعَكَ (رَبُّكَ وَما قَلى)(٣٩) أي : ما تركك. والمَوْدُوع : المُوَدَّع. قال (٤٠) :
إذا رأيت الغرب المودوعا
__________________
(٣٦) (لبيد) ـ ديوانه ٣٤٠.
(٣٧) لم نقف عليه.
(٣٨) لم نهتد إلى القائل ، ولا إلى القول في غير الأصول.
(٣٩) الضحى ٣.
(٤٠) لم نهتد إليه.
والعرب لا تقول : وَدَعْتُه فأنا وادِع. في معنى تركته فأنا تارك. ولكنهم يقولون في الغابر : لم يَدَع ، وفي الأمر : دَعْه ، وفي النهي : لا تَدَعْه ، إلا أن يضطر الشاعر ، كما قال (٤٠) :
وكان ما قدموا لأنفسهم |
|
أكثر نفعا من الذي وَدَعُوا |
أي تركوا ... وقال الفرزدق (٤١) :
وعض زمان يا ابن مروان لم يَدَع |
|
من المال إلا مسحت أو مجلف |
فمن قال : لم يَدَع ، تفسيره ، لم يترك ، فإنه يضمر في المسحت والمجلف ما يرفعه مثل الذي ونحوه ، ومن روى : لم يُدَعْ في معنى : لم يترك فسبيله الرفع بلا علة ، كقولك : لم يضرب إلا زيد ، وكان قياسه : لم يُودَع ولكن العرب اجتمعت على حذف الواو فقالت : يَدَع ، ولكنك إذا جهلت الفاعل تقول : لم يُودَع ولم يوذر وكذلك جميع ما كان مثل يُودَع وجميع هذا الحد على ذلك. إلا أن العرب استخفت في هذين الفعلين خاصة لما دخل عليهما من العلة التي وصفنا فقالوا : لم يُدَع ولم يذر في لغة ، وسمعنا من فصحاء العرب من يقول : لم أُدَع وراء ، ولم أُذَر وراء.
والمُوَادَعَة : شبه المصالحة ، وكذلك التَّوَادُع.
والوَدِيعة : ما تَسْتَوْدِعُهُ غيرك ليحفظه، وإذا قلت : أَوْدَعَ فلان فلانا شيئا فمعناه : تحويل الوَدِيعة إلى غيره : وفي الحديث : ما تقول في رجل اسْتُودِعَ وَدِيعة فأَوْدَعَها غيره قال: عليه الضمان. وقول الله عزوجل : (فَمُسْتَقَرٌّ وَ) مُسْتَوْدَعٌ (٤٢). يقال : المُسْتَوْدَع : ما في الأرحام.
__________________
(٤٠) المحكم ٢ / ٢٣٨ واللسان والتاج ، غير منسوب أيضا.
(٤١) ليس في ديوانه (صادر). وهو في نزهة الألباء ص ٢٠ (أبو الفضل).
(٤٢) الأنعام ٩٨.
ووَدْعان : موضع بالبادية.
وإذا أمرت بالسكينة والوَدَاع قلت : تَوَدَّعْ ، واتَّدِعْ.
ويقال : عليك بالمودوع من غير أن تجعل له فعلا ولا فاعلا على جهة لفظه ، إنما هو كقولك : المعسور والميسور ، لا تقول : منه عسرت ولا يسرت.
ووَدُعَ الرجل يَوْدُعُ وَدَاعَةً ، وهو وادِع ، أي : ساكن. والوَدِيع : الرجل الساكن الهادىء ذو التدعة. ويقال : ذو وَدَاعة.
ووَدَاعة : من أسماء الرجال.
والأَوْدَع : اسم من أسماء اليربوع.
يدع :
الأَيْدَع : صبغ أحمر ، وهو خشب البقم. تقول : يَدَّعْتُهُ [وأنا أُيَدِّعُهُ](٤٤) تَيْدِيعاً قال(٤٥) :
فنحا لها بمذلقين كأنما |
|
بهما من النضح المجدح أَيْدَعُ |
__________________
(٤٤) زيادة من التهذيب ٣ / ١٤٢ عن العين.
(٤٥) (أبو ذؤيب) ديوان الهذليين ١ / ١٣.
باب العين والتاء و (واي) معهما
ع ت و ، ت و ع ، ت ي ع ، تستعمل فقط
عتو :
عَتَا عُتُوّا وعِتِيّا إذا استكبر فهو عاتٍ ، والملك الجبار عاتٍ ، وجبابرة عُتَاة. وتَعَتَّى فلان ، وتَعَتَّتْ فلانة إذا لم تطع. قال العجاج (١) :
بأمره الأرض فما تَعَتَّت
أي : فما عصت (٢)
توع :
التَّوْع : كسرك لبا أو سمنا بكسرة خبز ترفعه بها. تقول : تُعْتُه فأنا أَتُوعُهُ تَوْعا.
تيع :
التَّيْع : ما يسيل على الأرض من جمد إذا ذاب ، ونحوه. وتاعَ الماء تَيْعا إذا تَتَيَّعَ على وجه الأرض ، أي : انبسط في المكان الواسع فهو تائِع
__________________
(١) ديوانه ٢٦٦ والرواية فيه : بأذنه الارض وما تعتب.
(٢) جاء في النسخ بعد قوله : (فما عصت) ما يأتي :
وتهته في الأمر إذا تعمق فيه قال : [والقائل (رؤبة) ـ ديوانه ١٦٥] :
بعد لجاج لا يكاد ينتهي |
|
عن التصابي وعن التعته |
فحذفناه لأنه لا صلة له بهذا الباب إنما هو من باب العين والهاء والتاء معهما ، وقد مر بنا في بابه ص ١٠٤ من الجزء الأول وما نظنه إلا من وهم النساخ.
مائع. والرجل يَتَتَايَعُ في الأمر إذا بقي فيه. والبعير يَتَتَايَعَ في مشيه إذا حرك ألواحه حتى يكاد يتفكك. والسكران يَتَتَايَعُ : يرمي بنفسه إذا لج وتهافت. والتَّتَايُع : رميك بنفسك في الشيء من غير ثبت. والتَّتَيُّع : القيء ، وهو مُتَتَيِّع. وقد تاعَ ، إذا قاء ، وأَتَاعَه غيره ، أي : قيأه.
باب العين والظاء و (واي) معهما
ع ظ ي ، و ع ظ ، مستعملان
عظي :
العَظَايَة على خلقة سام أبرص ، أو أعيظم منه شيئا ، والذكر يقال له اللحم غير أنه إذا لم تر قوائمها ظننت أن رأسها رأس حية. وتجمع : عَظَاء ، وثلاث عَظَايات ، والعَظَاءَة: لغة فيها.
وعظ :
العِظَة : المَوْعِظَة. وَعَظْتُ الرجل أَعِظُهُ عِظَة ومَوْعِظَة : واتَّعَظَ : تقبل العِظَة ، وهو تذكيرك إياه الخير ونحوه مما يرق له قلبه.
ومن أمثالهم المعروفة : لا تَعِظِينِي وتَعَظْعَظِي ، أي : اتَّعِظِي أنتِ ودَعِي مَوْعِظَتِي.
باب العين والذال و (واي) معهما
ع ذ ي ، ع وذ ، ذ ي ع مستعملات
عذي :
العِذْي : موضع بالبادية. والعَذَاة : الأرض الطيبة التربة الكريمة المنبت. قال (١) :
بأرض هجان الترب وسمية الثرى |
|
عَذاةٍ نأت عنها الملوحة والبحر |
والعِذْي : اسم للموضع الذي ينبت في الشتاء والصيف من غير سقي. ويقال : العِذْي : الزرع الذي لا يسقى إلا من المطر لبعده من المياه ، الواحدة ، : عَذَاة. ويقال : العِذْي واحد وجمعه : أَعْذَاء.
عوذ :
أَعُوذُ بالله ، أي : ألجأ إلى الله ، عَوْذاً وعِيَاذاً.
ومَعَاذَ الله : معناه : أَعُوذُ بالله ، ومنه : العَوْذَة ، والتَّعْوِيذ. والمَعَاذة التي يُعَوَّذُ بها الإنسان من فزع أو جنون. وكل أنثى عائِذ إذا وضعت مدة سبعة أيام ، والجميع : عُوذٌ ، من قول لبيد (٢) :
__________________
(١) (ذو الرمة) ـ ١ / ٥٧٥.
(٢) ديوانه ص ٢٩٩ وصدر البيت فيه :
«والعين ساكنة على أطلائها»
عُوذا تأجل بالفضاء بهامها
ذيع :
الذَّيْع : إشاعة الأمر. أَذَعْتُه فَذَاع. ورجل مِذْياع مشياع لا يستطيع كتمان شيء وقوم مَذَايِيع ، وأذعت به ، الباء دخيل ،! معناه : أَذَعْتُه.
باب العين والثاء و (واي) معهما
ع ث و ، ع ث ي ، و ع ث ، ع ي ث مستعملات
عثو :
العَثا : لون إلى السواد [مع كثرة شعر](١). والأَعْثَى : الكثير الشعر. والأَعْثَى : الضبع الكبير ، والأنثى : عَثْواء ، وفي لغة : عَثْياء والواو أصوب. والجميع : العُثْو ، ويقال : العُثْي ، والعِثْيَان : اسم الذكر من الضباع.
عثي :
عَثِيَ يَعْثَى في الأرض عِثِيّاً وعَثَيَانا : أفسد.
وعث :
الوَعْث من الرمل : ما غابت فيه القوائم. ومنه اشتق وَعْثاء السفر ، يعني : المشقة. وأَوْعَثَ القوم : وقعوا في الوَعْث. قال (٢) :
وَعْثا وعورا وقفافا كبسا
عيث :
عَاثَ يَعِيث عَيْثاً ، أي : أسرع في الفساد. تقول : إنك لَأَعْيَث في المال
__________________
(١) زيادة من المحكم لتوضيح الترجمة.
(٢) (العجاح) ديوانه ١٢٨.
من السوس في الصيف. والذئب يَعِيث في الغنم فلا يأخذ شيئا إلا قتله. قال (٣) :
والذئب وسط غنمي يَعِيث
والتَّعْيِيث : طلب الأعمى الشيء ، وطلب الرجل الشيء في الظلمة. والتَّعِييث : إدخال الرجل يده في الكنانة يطلب سهما. قال أبو ذويب (٤) :
فعَيَّثَ في الكنانة يرجع
__________________
(٣) لم نهتد إلى القائل ، ولا إلى القول في غير الأصول.
(٤) ديوان الهذليين ١ / ٩ والبيت هو :
فبدا له أقرب هذا رائغا |
|
عجلا فعنيت في النانة يرجع |
باب العين والراء والواو معهما
ع ر و ، ع ر ي ، ع ور ، ع ي ر ، ر ع و ، ر ع ي ،
وع ر ، ر و ع ، ر ي ع ، ور ع ، ي ع ر
عرو :
عري :
عَرَاه أمر يَعْرُوه عَرْواً إذا غشيه وأصابه ، يقال : عَرَاه البرد ، وعَرَتْه الحمى ، وهي تَعْرُوه إذا جاءته بنافض ، وأخذته الحمى بِعُرَوَائِها.
وعُرِيَ الرجل فهو مَعْرُوّ ، واعتراه الهم. عام في كل شيء ، حتى يقال : الدلف يَعْتَرِي الملاحة. ويقال : ما من مؤمن إلا وله ذنب يَعْتَرِيه. قال أعرابي إذا طلع السماك فعند ذلك يَعْرُوك ما عداك من البرد الذي يغشاك.
وعَرِيَ فلان عِرْوَة وعِرْيَة شديدة وعُرْيا فهو عُرْيَان والمرأة عُرْيَانة ، ورجل عارٍ وامرأة عارِيَة. والعُرْيان من الخيل : فرس مقلص طويل القوائم.
والعُرْيان من الرمل ما ليس عليه شجر.
وفرس عُرْيٌ : ليس على ظهره شيء ، وأفراس أَعْرَاء ، ولا يقال : رجل عُرْي ، واعْرَوْرَيْتُ الفرسَ : ركبته عُرْيا ، ولم يجىء افعوعل مجاوز غير هذا.
والعَراء : الأرض الفضاء التي لا يستتر فيها بشيء ، ويجمع : أَعْراء ، وثلاثة أَعْرِيَة والعرب تذكره فتقول : انتهينا إلى عَرَاء من الأرض واسع
بارد ، ولا يجعل نعتا للأرض. وأَعْرَاء الأرض : ما ظهر من متونها. قال (١) :
وبلد عارِية أَعْرَاؤه
وقال (٢) :
أو مجن عنه عُرِيَت أَعْرَاؤه
واعْرَوْرَى السراب ظهور الآكام إذا ماج عنها فأَعْرَاها. ماج عنها : ذهب عنها ، ويقال : بل إذا علا ظهورها.
والعَرَاء : كل شيء أَعْرَيْته من سترته ، تقول : استره من العَراء ، ويقال : لا يُعَرَّى فلان من هذا الأمر أي : لا يخلص ، ولا يُعَرَّى من الموت أحد ، أي : لا يخلص. قال (٣) :
وأحداث دهر ما يُعَرَّى بلاؤها
والعَرِيّ : الريح الباردة. [يقال] : ريح عَرِيَّة ، ومساء عَرِيٌ ، وليلة عَرِيَّة ذات ريح باردة قال ذو الرمة (٤) :
وهل أحطبن القوم وهي عَرِيَّة |
|
أصول ألاء في ثرى عمد جعد |
والعُرْوَة : عُرْوَة الدلو وعُرْوَة المزادة وعُرْوَة الكوز. والجمع : عُرَى.
والنخلة العَرِيَّة : التي عزلت عن المساومة لحرمة أو لهبة إذا أينع ثمر النخل ، ويجمع : عَرَايَا.
وفي الحديث : أن رسول الله صلىاللهعليهوآله رخص في العَرَايا (٥).
وعَرَّيْت الشيء : اتخذت له عُرْوَة كالدلو ونحوه.
__________________
(١) التهذيب ٣ / ١٥٩ واللسان (عرا) غير منسوب أيضا.
(٢) اللسان (عرا) غير منسوب أيضا. وفي (س) : أو لجن. وفي اللسان : أو مجز.
(٣) لم نهتد إليه.
(٤) ليس في ديوانه ، ولم نقف عليه فيما بين أيدينا من مصادر.
(٥) التهذيب ٣ / ١٥٥.
وجارية حسنة المُعَرَّى ، أي : [حسنة عند تجريدها من ثيابها](٦) والجميع : المَعَارِي : والمَعَارِي مبادىء رءوس العظام حيث تَعَرَّى العظام عن اللحم. ويقال : المَعَارِي : اليدان والرجلان والوجه لأنه باد أبدا. قال أبو كبير الهذلي يصف قوما ضربوا على أيديهم وأرجلهم حتى سقطوا (٧) :
متكورين على المَعَارِي بينهم |
|
ضرب كتعطاط المزاد الأنجل |
والعُرْوَة من النبات : ما تبقى له خضرة في الشتاء تتعلق بها الإبل حتى تدرك الربيع. وهي العلقة. قال (٨) :
خلع الملوك وآب تحت لوائه |
|
شجر العُرَى وعراعر الأقوام |
ويقال : العُرْوَة : الشجر الملتف الذي تشتو فيه الإبل فتأكل منه ، وتبرك في أذرائه.
عور :
عير : عارَت العين تَعَار عَوَاراً ، وعَوِرَت أيضا ، واعْوَرَّت. يعني ذهاب البصر [منها]. قال (٩) :
وربة سائل عني حفي |
|
أَعَارَت عينه أم لم تَعَارَا |
والعُوَّار : ضرب من الخطاطيف ، أسود طويل الجناحين.
__________________
(٦) من التهذيب ٣ / ١٦٠ عن العين. أما عبارة النسخ فمضطربة.
(٧) ديوان الهذليين ٢ / ٩٦.
(٨) (المهلهل) التهذيب ٣ / ١٥٩. المحكم ٢ / ٢٤٤.
(٩) التهذيب ٣ / ١٧٠ غير منسوب أيضا ، ونسب ابن بري فيما يروي اللسان (عور) إلى (عمرو بن أحمر الباهلي).
والعُوَّار : الرجل الجبان السريع الفرار ، وجمعه عَوَاوِير. قال (١٠) :
غير ميل ولا عَوَاوِير في الهيجا |
|
ولا عزل ولا أكفال |
والعرب تسمي الغراب أَعْوَر ، وتصيح به فتقول : عُوَير عُوَير. قال (١١) :
يطير عُوَير أن أنوه باسمه |
|
عُوَير ....................... |
وسمي أَعْوَر لحدة بصره ، كما يكنى الأعمى بالبصير ، ويقال : بل سمي [أَعْوَر] لأن حدقته سوداء. قال (١٢) :
وصحاح العيون يدعون عُورا
ويقال : انظر إلى عينه العَوْراء ، ولا يقال : العمياء ، لأن العَوَرَ لا يكون إلا في إحدى العينين ، يقال : اعْوَرَّت عينه ، ويخفف فيقال : عَوِرَت ، ويقال : عُرْتُ عينَه ، وأَعْوَرَ اللهُ عينَ فلان. والنعت : أَعْوَر وعَوْرَاء ، والعَوْرَاء : الكلمة تهوي في غير عقل ولا رشد. قال (١٣) :
ولا تنطق العَوْرَاء في القوم سادرا |
|
فإن لها فاعلم من الله واعيا |
ويقال : العَوْرَاء : الكلمة القبيحة التي يمتعض منها الرجال ويغضبون. قال كعب بن سعد الغنوي (١٤) :
وعَوْرَاء قد قيلت فلم ألتفت لها |
|
وما الكلم العُوران لي بقتول |
__________________
(١٠) الأعشى ـ ديوانه ص ١١.
(١١) لم نهتد إليه.
(١٢) التهذيب ٣ / ١٧١ واللسان (عور).
(١٣) لم نهتد إلى القائل ولا إلى القول في غير الأصول.
(١٤) لسان العرب (عور) ، المحكم ٢ / ٢٤٧ غير منسوب.
ودجلة العَوْراء بالعراق بميسان. والعُوَار : خرق أو شق يكون في الثوب. والعَوْرَة : سوءة الإنسان ، وكل أمر يستحى منه فهو عَوْرَة. قال (١٥) :
في أناس حافظي عَوْرَاتهم
وثلاث ساعات في الليل والنهار هن عَوْرَات ، أمر الله الولدان والخدم ألا يدخلوا إلا بتسليم : ساعة قبل صلاة الفجر ، وساعة عند نصف النهار ، وساعة بعد صلاة العشاء الآخرة.
والعَوْرَة في الثغور والحروب والمساكن : خلل يتخوف منه القتل.
وقوله عزوجل : (إِنَّ بُيُوتَنا) عَوْرَةٌ (١٦). أي : ليست بحريزة ، ويقرأ عَوِرَةٌ بمعناه. [ومن قرأ : عَوِرَةٌ. ذكر وأنث. ومن قرأ : عَوْرَةٌ قال في التذكير والتأنيث والجمع (عَوْرَة) كالمصدر. كقولك : رجل صوم وامرأة صوم ونسوة صوم ورجال صوم ، وكذلك قياس العَوْرَة:
والعَوَر : ترك الحق. قال العجاج (١٧) :
وعَوَّرَ الرحمنُ مَن وَلَّى العَوَرَ
ويقال : ترد على فلان عائِرة عين من المال وعائِرة عينين ، أي : ترد عليه إبل كثيرة كأنها من كثرتها تملأ العينين ، حتى تكاد تَعُورها. وسلكت مفازة فما رأيت فيها عائِرَ عينٍ ، [أي : أحدا يطرف العين فَيَعُورها](١٨).
وعَوَّرَ عين الركية [أفسدها حتى نضب الماء](١٩).
__________________
(١٥) لم نهتد إليه.
(١٦) الأحزاب ١٣.
(١٧) ديوانه ص ٤.
(١٨) من المحكم ٢ / ٢٤٧ لتوضيح المعنى.
(١٩) كذلك.
وعُوَيْر : اسم موضع بالبادية. وسهم عائِر : لا يدرى من أين أتى (٢٠). والعَيْر : الحمار الأهلي والوحشي. والجمع أَعْيَار ، والمَعْيُورَاء ممدودا : جماعة من العَيْر ، وثلاث كلمات جئن ممدودات : المَعْيُورَاء والمعلوجاء والمشيوخاء على مفعولاء ، ويقولون : مشيخة ، أي مفعلة ولم يجمعوا مثل هذا.
والعَيْر : العظم الباقي في وسط الكتف ، والجميع : العِيَرَة.
وعَيْر النعل : وسطه. قال (٢١) :
فصادف سهمه أحجار قف |
|
كسرن العَيْرَ منه والغرارا |
والعَيْر : جبل بالمدينة. والعَيْر : اسم موضع كان خصبا فغيره الدهر فأقفره ، وكانت العرب تستوحشه. قال (٢٢) :
وواد كجوف العَيْر قفر مضلة |
|
قطعت بسام ساهم الوجه حسان |
ولو رأيت في صخرة نتوء ، حرفا ناتئا خلقة كان ذلك عَيْرا له.
والعِيَار : فعل الفرس العائِر ، أو الكلب العائِر عارَ يَعِير عِيارا وهو ذهابه كأنه منفلت من صاحبه. وقصيدة عائِرة: سائرة. ويقال : ما قالت العرب بيتا أَعْيَرَ من قول شاعر هذا البيت :
ومن يلق خيرا يحمد الناس أمره |
|
ومن يغو لا يعدم على الغي لائما |
__________________
(٢٠) من قوله وقوله عزوجل إلى قوله من أين أتى من (س) أما (ص) و (ط) فقد سقط النص منهما.
(٢١) (الراعي) اللسان (عير).
(٢٢) (امرؤ القيس) ـ ديوانه ص ٩٢ ، اللسان (عير).
والبيت في الأصول :
وواد كجوف العير قفر قطعته |
|
به الذئب يعوي كالخليع المعيل |
ويبدو أنه ملفق ، فليس في ديوانه من هذا البحر والروي مثل هذا البيت.
والعارُ : كل شيء لزم به سبة أو عيب. تقول : هو عليه عارٌ وشنار. والفعل : التَّعْيِير ، والله يغير ولا يُعَيِّر.
والعارِيَّة : ما اسْتَعَرْت من شيء ، سميت به ، لأنها عارٌ على من طلبها ، يقال : هم يَتَعَاوَرُونَ من جيرانهم الماعون والأمتعة.
ويقال : العارِيَّة من المُعَاوَرَة والمناولة. يَتَعَاوَرُونَ : يأخذون ويعطون. قال ذو الرمة(٢٣) :
وسقط كعين الديك عاوَرْتُ صحبتي |
|
أباها وهيأنا لموقعها وكرا |
والعِيَار : ما عايرت به المكاييل. والعِيَار صحيح وافر تام. عايَرْتُهُ. أي : سويته عليه فهو المِعْيَار والعِيار.
وعَيَّرْتُ الدنانير تَعْيِيرا ، إذا ألقيت دينارا فتوازن به دينارا دينارا.
والعِيَار والمِعْيَار لا يقال إلا في الكيل والوزن.
وتَعَاوَرَ القوم فلانا فَاعْتَوَرُوه ضربا ، أي : تَعَاوَنُوا فكلما كف واحد ضرب الآخر ، وهو عام في كل شيء.
وتَعَاوَرَتِ الرياح رسما حتى عفته ، أي : تواظبت عليه. قال (٢٤) :
دمنة قفرة تعاورها الصيف |
|
بريحين من صبا وشمال |
والعائِر : غمصة تمض العين كأنما فيها قذى وهو العُوَّار. قالت الخنساء (٢٥) :
قذى بعينك أم بالعين عُوَّار
__________________
(٢٣) ديوانه ٣ / ١٤٢٦ والرواية فيه : عاووت صاحبي.
(٢٤) لم نهتد إلى القائل ولا إلى القول في غير الأصول.
(٢٥) ديوانها ص ٤٧ وعجز البيت :
«أم ذرقت اذ خلت من أهلها الداره»
والبيت مطلع القصيدة.
وهي عائِرة ، أي ذات عُوَّار ، ولا يقال في هذا المعنى : عارَت ، إنما هو كقولك : دارِع ورامح ، ولا يقال : دَرَعَ ، ولا رَمَحَ.
ويقال : العائِرة : بثرة في جفن العين الأسفل. ويقال : عارَت عينه من حزن أو غيره ، قال كثير :
بعين معناة بعزة لم يزل |
|
بها منذ ما لم تلق عزة عائِرُ |
رعو : رعي :
ارْعَوَى فلان عن الجهل ارْعِوَاء حسنا ، ورَعْوَى حسنة وهو نزوعه عن الجهل وحسن رجوعه. قال (٢٦) :
إذا ارْعَوَى عاد إلى جهله |
|
كذي الضنى عاد إلى نكسه |
ورَعَى يَرْعَى رَعْيا. والرَّعْي : الكلأ. والرَّاعِي يَرْعاها رعاية إذا ساسها وسرحها. وكل من وَلِيَ من قوم أمرا فهو راعِيهم. والقوم رَعِيَّتُهُ.
والراعِي : السائس ، والمَرْعِيُ : المسوس. والجميع : الرِّعَاء مهموز على فعال رواية عن العرب قد أجمعت عليه دون ما سواه. ويجوز على قياس أمثاله : راعٍ ورُعَاة مثل داع ودعاة. قال (٢٧) :
فليس فعل مثل فعلي ولا المَرْعِيّ |
|
في الأقوام كالرَّاعِي |
والإبل تَرْعَى وتَرْتَعِي.
__________________
(٢٦) لم نهتد إلى القائل.
(٢٧) (أبو قيس الأسلت). التهذيب ٣ / ١٦٢ واللسان (رعي) والرواية فيهما : ليس قطا مثل قطي .....