كتاب العين - ج ٢

الخليل بن أحمد الفراهيدي

كتاب العين - ج ٢

المؤلف:

الخليل بن أحمد الفراهيدي


المحقق: الدكتور مهدي المخزومي والدكتور ابراهيم السامرّائي
الموضوع : اللغة والبلاغة
الناشر: مؤسسة دار الهجرة
الطبعة: ٢
الصفحات: ٣٧٦

واعْلَوَّدَ الشيء إذا لزم مكانه فلم يقدر على تحريكه. قال رؤبة (٩) :

وعزنا عز إذا توحدا

تثاقلت أركانه واعْلَوَّدَا

والعَلَنْدَى : البعير الضخم ، وهو على تقدير فعنلى ، فما زاد على العين واللام والدال فهو فضل ، والأنثى : عَلَنْدَاة ، ويجمع عَلَانِدَة وعَلَادَى وعَلَنْدَيَات وعَلَانِد ، على تقرير قلانس.

والعَلَنْدَاة : شجرة طويلة من العضاة لا شوك لها. قال (١٠) :

دخان العَلَنْدَى دون بيتي مذود

دلع :

دَلَعَ لسانه يَدْلَع دَلْعا ودُلُوعا ، أي : خرج من الفم ، واسترخى وسقط على عنفقته ، كلهثان الكلب ، وأَدْلَعَه العطش ونحوه ، وانْدَلَعَ لسانه. قال أبو العتريف الغنوي (١١) يصف ذئبا طرده حتى أعيا ودَلَعَ لسانه (١٢) :

وقلص المشفر عن أسنانه

ودَلَعَ الدالِع من لسانه

وفي الحديث (١٣) : إن الله أَدْلَعَ لسان بلعم ، فسقطت أسلته على صدره.

ويقال للرجل المندلث البطن أمامه : مُنْدَلِع البطن.

والدَّلِيع : الطريق السهل في مكان حزن لا صعود فيه ولا هبوط ، ويجمع : دَلَائِع.

__________________

(٩) الرجز في المحكم ٢ / ١٣. ديوانه ـ المفردات المنسوبة إليه ص ١٧٣.

(١٠) (عنترة.) ديوانه ص ٤١. وصدر البيت : (سيأتيكم عني وان كنت نائيا). والبيت في المحكم ٢ / ١٣ والرواية فيه : مني.

(١١) الرجز في التاج (دلع) وفيه أنه مما أنشد (أبو ليلى) لأبي العتريف الغنوي. وموضع الشاهد من الرجز في المحكم ٢ / ١٤ وفي اللسان (دلع) بدون عزو.

(١٢) العبارة من (قال) إلى (لسانه) سقطت من الأصل ، وما أثبت هنا فمن ط وس.

(١٣) ورد الحديث في التهذيب ٢ / ٢١٧.

٤١

باب العين والدال والنون معهما

ع د ن ـ ع ن د ـ د ن ع مستعملات د ع ن ـ ن ع

د ـ ن د ع مهملات

عدن :

عَدَنُ : موضع ينسب إليه الثياب العَدَنِيَّة.

والمَعْدِن : مكان كل شيء ، أصله ومبتدؤه ، نحو الذهب ، والفضة والجوهر والأشياء ، ومنه : جنات عَدْن.

وفلان مَعْدِن الخير ومَعْدِن الشر.

عَدَانُ : موضع على ساحل من السواحل. قال لبيد (١) :

ولقد يعلم صبحي أنني

بِعَدَان السيف صبري ونقل

والعَدَنُ : إقامة الإبل على الحمض خاصة. عَدَنَت الإبل تَعْدُنُ عُدُونا.

عَدَنِيَّة : من أسماء النساء والثياب.

عَدْنَان : اسم أبي معد.

عند :

عَنَدَ الرجل يَعْنُدُ عَنْدا وعُنُودا فهو عانِد وعَنِيد ، إذا طغى وعتا ، وجاوز قدره ، ومنه : المُعَانَدَة ، وهو أن يعرف [الرجل] الشيء ويأبى أن يقبله أو يقر به.

__________________

(١) ديوانه. ق ٢٦ ب ٤٢ ص ١٨٦. والرواية فيه : كلهم مكان (أنني).

٤٢

والعَنُود من الإبل : الذي لا يخالط الإبل ، إنما هو في ناحية.

ورجل عَنُود : يحل وحده ، لا يخالط الناس. قال (٢) :

وصاحب ذي ريبة عَنُود

بلد عني أسوأ التبليد

وأما العَنِيد فهو من التجبر ، لذلك خالفوا بين العَنُود والعانِد والعَنِيد.

ويقال للجبار العَنِيد : لقد عَنَدَ عَنْداً وعُنُوداً.

عِنْد : حرف الصفة ، فيكون موضعا لغيره ، ولفظه نصب ، لأنه ظرف لغيره ، [وهو] في التقريب شبه اللزق ، لا يكاد يجيء إلا منصوبا ، لأنه لا يكون إلا صفة معمولا فيها ، أو مضمرا فيها فعل إلا في حرف واحد ، وذلك قول القائل لشيء ، بلا علم : هو عِنْدِي كذا وكذا ، فيقال له : أَوَلك عِنْدٌ؟ فيرفع. وزعموا أنه في هذا الموضع يراد به القلب وما فيه من معقول اللب.

والعرق العانِد : الذي ينفجر منه الدم فلا يكاد يرقأ ، وأنشد (٣) :

وطعنة عانِدُها يفور

دنع :

رجل دَنِعٌ من قوم دَنَائِع ، وهو الغسل الذي لا لب له ولا عقل.

والدانِع : الذي يأتي مداق الأمور والمخازي ولا يكرم نفسه.

__________________

(٢) لم نهتد إلى القائل ولم تفد المراجع شيئا عن القول.

(٣) لم نهتد إلى القائل. ولم نفد من المراجع شيئا.

٤٣

باب العين والدال والفاء معهما

ع د ف ـ د ف ع ـ ف د ع مستعملات ع ف د ـ

د ع ف ـ ف ع د مهملات

عدف :

العَدُوف : الذواق

والعَدْف : اليسير من العلف. ما ذاقت الخيل عَدُوفا ، أي : لم (١) يلكن عودا. قال(٢) :

إلى قلص تظل مقلدات

أزمتهن ما يَعْدِفْنَ عودا

والعَدْف : نول قليل ، أصبنا عَدْفاً من ماله.

والعِدْفَة كالصنفة من قطعة ثوب ونحو ذلك. ويقال : بل العَدْف اشتقاقه من العَدْفَة ، أي : يلم ما تفرق منه. قال (٣) :

حمال أثقال ديات الثأى

عن عِدَفِ الأصل وجرامها

ويقال : عِدْفَة من الناس وحذفة ، أي : قطعة.

__________________

(١) من س. ص ، ط : ما يلكن.

(٢) لم نهتد إلى القائل ، ولم نقف على القول فيما تيسر من مراجع.

(٣) (الطرماح). ديوانه. ق ٢٩ ب ٢٥ ص ٤٤٧ والرواية فيه : حمال أشناق .. وجشامها.

٤٤

دفع :

دَفَعْتُ عنه كذا وكذا دَفْعا ومَدْفَعاً ، أي : منعت.

ودَافَعَ الله عنك المكروه دِفَاعاً ، وهو أحسن من دَفَعَ.

والدَّفْعَة : انتهاء جماعة قوم إلى موضع بمرة. قال خلف (٤) :

فندعى جميعا مع الراشدين

فندخل في آخر الدَّفْعَة

وكذلك نحو ذلك. وأما الدُّفْعَة فما دفع من إناء أو سقاء فانصب بمرة. قال (٥) :

كقطران الشام سالت دُفَعُه

وكذلك دُفَعُ المطر نحوه. قال الأعشى (٦) :

وسافت من دم دُفَعا

يصف بقرة أكل السباع ولدها.

والدُّفَّاع : طحمة الموج والسيل. قال (٧) :

جواد يفيض على المجتدين

كما فاض يم بِدُفَّاعه

والدُّفَّاع : الشيء العظيم الذي يَدْفَع بعضه بعضا.

والدافِعة : التلعة تَدْفَع في تلعة أخرى من مسايل الماء إذا جرى في صبب وحدور فتراه يتردد في مواضع فانبسط شيئا ، أو استدار ، ثم دَفَعَ في أخرى أسفل من ذلك ، فكل واحد من ذلك دافِعة ، وجمعه : دَوافِع ، وما بين الدَّافِعَتَيْنِ مذنب.

__________________

(٤) البيت في المحكم ٢ / ١٨ وفي اللسان والتاج (دفع) بدون عزو.

(٥) اللسان (دفع) بدون عزو أيضا.

(٦) ديوانه. ق ١٣ ب ٣٤ ص ١٠٥ وتمامه :

عجلا الى المعهد الأدنى ففاجأها

أقطاع مسك وسافت من دم دفعا

 (٧) لم نهتد إلى القائل ، والبيت في التهذيب ٢ / ٢٢٦ ، وفي المحكم ٢ / ١٨ وفي اللسان والتاج (دفع) ، والرواية في هذه : المعتقين.

٤٥

والاندفاع : المضي في الأمر كائنا ما كان. وأما قول الشاعر (٨) :

أيها الصلصل المغذ إلى المَدْ

فَع من نهر معقل فالمذار

فيقال : أراد بالمَدْفَع موضعا (٩). ويقال : بل المَدْفَع مذنب الدافِعة الأخرى لأنها تدفع إلى الدافِعة الأخرى.

والمُدَفَّع : الرجل المحقور الذي لا يقري الضيف ولا يجدي إن اجتدي أي طلب إليه. قال طفيل (١٠)

وأشعث يزهاه النبوح مُدَفَّع

عن الزاد ممن حرف الدهر محثل

وإذا مات أبو الصبي فهو يتيم ، وهو مدفّع ، أي : يدفع ويحقر.

وفلان سيد قومه غير مُدافَع ، أي : غير مزاحم فيه ، ولا مدفوع عنه. وهذا طريق يَدْفَعُ إلى مكان كذا. [أي : ينتهي إليه](١١).

ودُفِعَ فلان إلى فلان : انتهى إليه.

وقولهم : غشيتنا سحابة فدُفِعْنَاها إلى بني فلان ، أي : انصرفت إليهم عنا.

والدَّافِع : الناقة التي تَدْفَع اللبن على رأس ولدها ، إنما يكثر اللبن في ضرعها حين تريد أن تضع ، وكذلك الشاة المِدْفاع. والمصدر : الدَّفْعَة.

ورأيت عليه دُفَعا ، أي : دُفْعة دُفْعة.

__________________

(٨) لم نهتد إلى القائل ، والبيت في التهذيب ٢ / ٢٢٧ وفي المحكم ٢ / ١٨ وفي اللسان والتاج (دفع).

(٩) من س. ص وط : يقال أراد بالمدفع موضع.

(١٠) طفيل الغنوي كما في التاج (دفع). والبيت في اللسان (حثل) غير منسوب.

(١١) زيادة اقتضاها السياق من التهذيب ٢ / ٢٢٩.

٤٦

فدع :

الفَدَع : عوج في المفاصل ، [كأنها](١٢) ، قد زالت عن مواضعها ، وأكثر ما يكون في الأرساغ خلقة أو داء ، كأنه لا يستطيع بسطه. وكل ظليم أَفْدَع لاعوجاج في مفاصله. فَدِعَ فَدَعاً. قال الفرزدق (١٣) :

كم خالة لك يا جرير وعمة

فَدْعَاء قد حلبت على عشاري

وقال (١٤) :

عكباء عكبرة في بطنها ثجل

وفي المفاصل من أوصالها فَدَع

وقال (١٥) :

عن ضعف أطناب وسمك أَفْدَعا

جعل السمك المائل أَفْدَع

__________________

(١٢) زيادة لتقويم العبارة من التهذيب ٢ / ٢٢٩ والتاج (فدع).

(١٣) ديوانه ٣٦١ (صادر) س : كم عمة.

(١٤) في س وط : في أوصالها. والبيت في التاج (فدع) والرواية فيه : عكيرة اللحيين همرش.

(١٥) (رؤبة.) ديوانه ٩١ (برلين) والرواية فيه أفرعا بالراء وهو تصحيف وهو في التهذيب ٢ / ٢٢٩ واللسان (فدع) : أفدعا.

٤٧

باب العين والدال والباء معهما

ع ب د ـ د ع ب ـ ب ع د ـ ب د ع مستعملات ع د ب ـ د ب ع مهملان

عبد :

العَبْد : الإنسان حرا أو رقيقا. هو عبد الله ، ويجمع على عِبَاد وعَبْدَيْن. والعَبْد : المملوك ، وجمعه : عَبِيد ، وثلاثة أَعْبُد ، وهم العِبَاد أيضا.

إن العامة اجتمعوا على تفرقة ما بين عِبَاد الله ، والعَبِيد المملوكين.

وعَبْدٌ بيّن العُبُودَة ، وأقر بالعُبُودِيَّة ، ولم أسمعهم يشتقون منه فعلا ، ولو اشتق لقيل : عَبُدَ ، أي : صار عَبْداً ، ولكن أميت منه الفعل.

وعبد تَعْبِيدة ، أي : لم يزل فيه من قبل هو وآباؤه.

وأما عَبَدَ يَعْبُدُ عِبَادَةً فلا يقال إلا لمن يَعْبُدُ الله.

وتَعَبَّدَ تَعَبُّداً ، أي : تفرد بالعِبَادَةِ.

وأما عَبْد خدم مولاه ، فلا يقال : عَبَدَهُ ولا يَعْبُدُ مولاه.

واسْتَعْبَدْتُ فلانا ، أي اتخذته عَبْدا.

وتَعَبَّدَ فلان فلانا ، أي : صيره كالعَبْد له وإن كان حرا. قال (١) :

تَعَبَّدَنِي نمر بن سعد ، وقد أرى

ونمر بن سعد لي مطيع ومهطع

__________________

(١) لم نهتد إلى القائل ، والبيت في اللسان (عبد).

٤٨

وقالوا : إذا طردك الطارد وأبى (أن) (٢) ينجم عنك ، [أي](٣) لا يقلع فقد تَعَبَّدَكَ تَعَبُّداً.

وأَعْبَدَ فلان فلانا : جعله عَبْدا.

وتقرأ هذه الآية على سبعة أوجه :

فالعامة تقرأ : (وَ) عَبَدَ (الطَّاغُوتَ) ، أي : عَبَدَ الطاغوت من دون الله.

وعُبِدَ الطاغوتُ ، كما تقول : ضُرِبَ عَبْدُ الله.

وعَبُدَ الطاغوتُ ، أي : صار الطاغوت يُعْبَد ، كما تقول : فَقُهَ الرجلُ ، وظَرُفَ.

وعُبَّدُ الطاغوتِ ، معناه عُبَّادُ الطاغوت. جمع ، كما تقول : رُكَّع وسُجَّد.

وعَبَدَ الطاغوتِ ، أرادوا : عَبَدَة الطاغوت مثل فجرة وكفرة ، فطرح الهاء والمعنى في الهاء.

وعابِد الطاغوت ، كما تقول : ضارب الرجل.

وعُبُدُ الطاغوت ، جماعة ، لا يقال : عابِد وعُبُد ، إنما يقال عَبُود وعُبُد.

ويقال للمشركين : عَبَدَة الطاغوت والأوثان ، وللمسلمين : عُبَّاد يَعْبُدُون الله.

والمسمى بِعَبَدَةَ. والجزم فيها خطأ ، إنما هو عَبَدَة على بناء سلمة.

وتقول : اسْتَعْبَدْتُهُ وهو قريب المعنى من تَعَبَّدَ إلا أن تَعَبَّدْتُهُ أخص ،

وهم العِبِدَّى ، يعني : جماعة العَبِيد الذين ولدوا في العُبُودَة ، تَعْبِيدَة ابن تَعْبِيدَة ، أي: في العُبُودَة إلى آبائه. وأَعْبَدَنِي فلانا ، أي : ملكني إياه.

__________________

(٢) ص. ط : لا. س : أن لا.

(٣) زيادة اقتضاها السياق.

٤٩

وبعير مُعَبَّد : مهنوء (٤) بالقطران ، وخلي عنه فلا يدنو منه أحد. قال (٥) :

وأفردت إفراد البعير المُعَبَّد

وهو الذلول أيضا ، يوصف به البعير.

والمُعَبَّد : كل طريق يكثر فيه المختلفة ، المسلوك.

والعَبَد : الأنفة والحمية من قول يستحى منه ، ويستنكف. ومنه : (فَأَنَا أَوَّلُ) الْعابِدِينَ (٦) أي : الأنفين من هذا القول ، ويقرأ العَبِدِينَ ، مقصورة ، على عَبِدَ يَعْبَد. ويقال: (فَأَنَا أَوَّلُ) الْعابِدِينَ أي : كما أنه ليس للرحمن ولد فلست بأول من عَبَدَ الله من أهل مكة.

ويروى عن أمير المؤمنين أنه قال : عَبِدْتُ فصمت. أي : أنفت فسكت. قال (٧) :

ويَعْبَد الجاهل الجافي بحقهم

بعد القضاء عليه حين لا عَبِدَ

والعَبادِيد : الخيل إذا تفرقت في ذهابها ومجيئها. ولا تقع إلا على جماعة ، لا يقال للواحد : عِبْدِيد. ألا ترى أنك تقول : تفرقت فهي كلها متفرقة ، ولا يقال للواحد متفرق ، ونحو ذلك كذلك مما يقع على الجماعات فافهم. تقول : ذهبت الخيل عَبادِيدَ ، وفي بعض الكلام عَبابِيد. قال الشماخ (٨) :

والقوم آتوك بهز دون إخوتهم

كالسيل يركب أطراف العَبابِيد (٩)

__________________

(٤) في النسخ : مهني.

(٥) (طرفة بن العبد) معلقته ، وصدره :

؛لى أن تحامتني العشيرة كلها

(٦) سورة الزخرف ٨١.

(٧) لم نهتد إلى القائل ، ولم تفدنا المراجع في القول شيئا.

(٨) ديوانه. ق ٤ ب ٢٩ ص ١٢٣.

(٩) من س .. ص ، ط : العباديد.

٥٠

والعَبادِيد : الأطراف البعيدة والأشياء المتفرقة ، وكذا (١٠) العَبابِيد.

دعب :

الدُّعَابَة من المزاح والمضاحكة. يُدَاعِبُ الرجل أخاه شبه المزاح. تقول : يَدْعَب دَعْباً إذا قال قولا يستملح. قال (١١) :

واستطربت ظعنهم لما احزأل بهم

مع الضحى ناشط من داعِبَات دد

رواه الخليل بالباء [وقد روي] بالياء ، يعني اللواتي يَدْعَبْنَ بالمزاح ويدأددن بأصابعهن ، ويروى : ... داعب ددد ، يجعله نعتا للداعِب ، ويكسعه بدال أخرى ثالثة ليتم النعت ، لأن النعت لا يتمكن حتى يصير ثلاثة أحرف ، فإذا اشتقوا من ذلك فعلا أدخلوا بين الدالين همزة لتستمر طريقة الفعل ، ولئلا تثقل الدالات إذا اجتمعن ، فيقولون : دأدد يدأدد دأددة ، وعلى ذلك القياس : قال رؤبة :

يعد دأدا وهديرا زعدبا

بعبعة مرا ومرا بأببا (١٢)

أخبر أنه يقرقر فيقول : بب بب ، وإنما حكى جرسا شبه ببب فلم يستقم في التصريف إلا كذلك ، قال الراجز (١٣) :

يسوقها أعيس هدار ببب

إذا دعاها أقبلت لا تتئب

أي : لا تستحي ، ونحو ذلك كذلك من الحكايات المتكاوسة الحروف بعضها على بعض ، وقلما هي تستعمل في الكلام.

__________________

(١٠) من س .. ص ، ط : من عباديد.

(١١) (الطرماح.) ديوانه ق ٩ ب ٥ ص ١٥٧. والرواية فيه :

آل الضح ناشطا من داعيات دد

(١٢) الرجز في التهذيب ٢ / ٢٤٩ معزو. وفيه يأببا وهو تصحيف.

(١٣) الرجز في التهذيب ٢ / ٢٤٩ بدون عزو.

٥١

والدَّاعِب : اللاعب أيضا.

والدُّعْبُوب : الطريق المذلل يسلكه الناس.

والدُّعْبُوب : النشيط. قال (١٤) :

يا رب مهر حسن دُعْبُوب

رحب اللبان حسن التقريب

بعد :

بَعْد : خلاف شيء وضد قبل ، فإذا أفردوا قالوا : هو من بَعْدُ ومن قبلُ رفع ، لأنهما غايتان مقصود إليهما ، فإذا لم يكن قبل وبَعْد غاية فهما نصب لأنهما صفة.

وما خلف بعقبه فهو من بَعْدِه. تقول : أقمت خلاف زيد ، أي : بَعْدَ زيد. قال الخليل : هو بغير تنوين على الغاية مثل قولك : ما رأيته قط ، فإذا أضفته نصبت إذا وقع موقع الصفة ، كقولك : هو بَعْدَ زيد قادم ، فإذا ألقيت عليه من صار في حد الأسماء ، كقولك : مِن بَعْدِ زيد ، فصار من صفة ، وخفض بَعْد لأن من حرف من حروف الخفض ، وإنما صار بَعْد (١٥) منقادا لمن ، وتحول من وصفيته إلى الاسمية ، لأنه لا تجتمع صفتان ، وغلبه من لأن من صار في صدر الكلام فغلب.

وتقول العرب : بُعْداً وسحقا ، مصروفا عن وجهه ، ووجهه : أَبْعَدَهُ الله وأسحقه ، والمصروف ينصب ، ليعلم أنه منقول من حال إلى حال ، ألا ترى أنهم يقولون : مرحبا وأهلا وسهلا ، ووجهه : أرحب الله منزلك ، وأهلك له ، وسهله لك. ومن رفع فقال : بُعْدٌ له وسحق يقول : هو موصوف وصفته قوله [له](١٦) مثل : غلام له ، وفرس له ، وإذا

__________________

(١٤) الرجز في التهذيب ٢ / ٢٤٩ بدون عزو أيضا.

(١٥) ط ، س : من بعد.

(١٦) زيادة اقتضاها السياق ، وقد دخلت منها النسخ الثلاث.

٥٢

أدخلوا الألف واللام لم يقولوا إلا بالضم ، البُعْدُ له ، والسُّحق له ، والنصب في القياس جائز على معنى أنزل الله البُعْدَ له ، والسحق له. والبُعْدُ على معنيين :

أحدهما : ضد القرب ، بَعُدَ يَبْعُدُ بُعْداً فهو بَعِيد. وباعَدْتُهُ مُبَاعَدَة ، وأَبْعَدَهُ الله : نحاه عن الخير ، وباعَدَ الله بينهما وبَعَّدَ ، كما تقرأ هذه الآية (رَبَّنا) باعِدْ (بَيْنَ أَسْفارِنا)(١٧) وبَعِّدْ ، قال الطرماح (١٨) :

تُبَاعِدُ منا من نحب اقترابه

وتجمع منا بين أهل الظنائن

والمُبَاعَدَة : تَبَاعُدُ الشيء عن الشيء.

والأَبْعَد ضد الأقرب ، والجمع : أقربون وأَبْعَدُونَ ، وأَبَاعِد وأقارب. قال (١٩) :

من الناس من يغشى الأَبَاعِدَ نفعه

ويشقى به حتى الممات أقاربه

وإن يك خيرا فالبَعِيد يناله

وإن يك شرا فابن عمك صاحبه

ويقرأ : بَعِدَتْ (ثَمُودُ)(٢٠) وبَعُدَتْ ثَمُودُ. إلا أنهم يقولون : بَعِدَ الرجل ، وأَبْعَدَه الله.

والبُعْدُ والبِعَاد أيضا من اللعن ، كقولك : أَبْعَدَهُ الله ، أي : لا يرثي له مما نزل به. قال (٢١) :

وقلنا أبعدوا كبِعَادِ عاد

__________________

(١٧) سورة سبإ ١٩.

(١٨) ديوانه. ق ٣٤ ب ٤ ص ٤٧٤ ، والرواية فيه : «تفرق منا من نحب اجتماعه».

(١٩) البيتان في التهذيب ٢ / ٢٤٦ وفي اللسان (بعد) غير معزوين. وهما في أمالي القالي ٣ / ٢٢٠ مما أنشد المبرد ..

(٢٠) سورة هود ٩٥.

(٢١) لم نهتد إلى القائل ، ولم تفدنا المراجع شيئا عن القول.

٥٣

وهذا من قولك : بُعْدا وسحقا ، والفعل منه : بَعِدَ يَبْعَدُ بَعَداً.

وإذا أهلته لما نزل به من سوء قلت : بُعْداً له ، كما قال : بَعِدَتْ (ثَمُودُ ،) ونصبه فقال : بُعْداً له لأنه جعله مصدرا ، ولم يجعله اسما. وفي لغة تميم يرفعون ، وفي لغة أهل الحجاز أيضا.

بدع :

البَدْعُ : إحداث شيء لم يكن له من قبل خلق ولا ذكر ولا معرفة.

والله بَدِيعُ (السَّماواتِ وَالْأَرْضِ) ابْتَدَعَهُما ، ولم (٢٢) يكونا قبل ذلك شيئا يتوهمهما متوهم ، وبَدَعَ الخلق.

والبِدْعُ : الشيء الذي يكون أولا في كل أمر ، كما قال الله عزوجل : (قُلْ ما كُنْتُ) بِدْعاً (مِنَ الرُّسُلِ)(٢٣) ، أي : لست بأول مرسَل. وقال الشاعر (٢٤) :

فلست بِبِدْعٍ من النائبات

ونقض الخطوب وإمرارها

والبِدْعَة : اسم ما ابتدع من الدين وغيره.

ونقول : لقد جئت بأمر بَدِيع ، أي : مبتدع عجيب.

وابْتَدَعْتُ : جئت بأمر مختلف لم يعرف ذلك قال (٢٥) :

إن (نبا) (٢٦) ومطيعا

خلقا خلقا بَدِيعا

جمعه تتبع سبتا

وجمادى وربيعا

ويقرأ : بَدِيعَ السماوات والأرض (٢٧) بالنصب على جهة التعجب لما قال المشركون ، بِدْعاً ما قلتم وبَدِيعاً ما اخترقتم ، أي : عجيبا ، فنصبه

__________________

(٢٢) ط : ولا وهو تصحيف.

(٢٣) الأحقاف ٩.

(٢٤) لم نهتد إلى القول ولا إلى القائل.

(٢٥) لم نهتد إلى القائل ولا إلى القول.

(٢٦) هكذا رسمت في النسخ ولم نقف لها على معنى.

(٢٧) سورة البقرة ١١٧.

٥٤

على التعجب ، والله أعلم بالصواب. ويقال : هو اسم من أسماء الله ، وهو البَدِيع لا أحد قبله. وقراءة العامة الرفع [وهو] أولى بالصواب. والبِدْعَة : ما استحدثت بعد رسول الله ص من أهواء وأعمال ، ويجمع على البِدَع. قال الشاعر (٢٨) :

ما زال طعن الأعادي والوشاة بنا

والطعن أمر من الواشين لا بِدَع

وأُبْدِعَ البعير فهو مُبْدَعٌ ، وهو من داء ونحوه ، ويقال هو داء بعينه ، وأُبْدِعَتِ الإبل إذا تركت في الطريق من الهزال.

وأُبْدِعَ بالرجل إذا حسر عليه ظهره.

__________________

(٢٨) لم نهتد إلى القائل ولا إلى القول.

٥٥

باب العين والدال والميم معهما

ع د م ـ ع م د ـ د ع م ـ م ع د ـ د م ع

مستعملات م د ع ـ مهملة

عدم :

العَدَمُ : فقدان الشيء وذهابه ، والعُدْمُ لغة. إذا أرادوا التثقيل فتحوا العين ، وإذا أرادوا التخفيف ضموها.

عَدِمْتُ فلانا أَعْدَمُهُ عَدَماً ، أي : فقدته أفقده فقدا وفقدانا ، أي : غاب عنك بموت أو فقد لا يقدر عليه.

وأَعْدَمَه الله مني كذا ، أي : أفاته.

ورجل عَدِيمٌ لا مال له ، وقد عَدِمَ ماله وفقده وذهب عنه.

والعَدِيم : الفقير ، لأنه فقد الغنى ، وأيس منه ، ويجوز جمعه على : عُدَمَاء ، كما يجمع الفقير فقراء. قال (١) :

فَعَدِيمُنا متعفف متكرم

وعلى الغني ضمان حق المُعْدِم

وأَعْدَمَ فهو مُعْدِم ، وأفقر فهو مفقر ، أي : نزل به العُدْمُ والفقر فهو صاحبه. قال حسان بن ثابت (٢) :

رب حلم أضاعه عَدَمُ المال

وجهل غطى عليه النعيم

__________________

(١) لم تفدنا المراجع عنه شيئا.

(٢) ديوانه ص ٢٢٥ (صادر).

٥٦

لأنه إذا كان فقيرا لم ير الناس له قيمة ، ولا ينتفعون بحلمه ، ولا يهابونه ، وإذا كان غنيا هيب واحتمل له ، وإن كان جهولا طمعا فيما عنده. قال (٣) :

أما تريني اليوم لا أعدو غنم

أعين ما اسطعت وعوني كالعَدَم

قال حماس : قوله : لا أعدو غنم ، أي : ليس لي فضل على الغنم. أي : على حفظها ، ويكون المعنى ليس عندي منفعة ، ولا كفاية إلا مثل كفاية شاة من الغنم.

عمد :

عَمَدْتُ فلانا أَعْمِدُهُ عَمْداً ، أي : قصدته وتَعَمَّدْتُهُ مثله.

والعَمْد : نقيض الخطإ.

والعمدان : تَعَمُّدُ الشيء بعِمَادٍ يمسكه ويَعْتَمِدُ عليه.

والعُمُد : جمع عِمَاد ، والأَعْمِدَة جمع العَمُود من حديد أو خشب. وعَمُود الخباء من خشب قائم في الوسط.

وأهل عَمُود وعِمَاد : أصحاب الأخبية ، لا ينزلون غيرها. وقوله : (فِي) عَمَدٍ (مُمَدَّدَةٍ)(٤) أي : في شبه أخبية من نار ممدودة ، ويقرأ في عُمُدٍ ، لغة ، وهما جماعة عَمُود ، وعَمَد بمنزلة أديم وأدم ، وعُمُد بمنزلة رسول ورسل. ويقال : هي أوتاد أطباق تطبق على أهل النار ، ولا يدخل جهنم بعد ذلك ريح ولا يخرج منها تنفس.

والعُمُدُّ : الشاب الشديد الممتلىء شبابا. يقال : عُمُدٌّ وعُمُدَّانِيّ وعُمُدَّانِيّون ، والمرأة : عُمُدّانِيّة ، أي : ذات جسم وعبالة ، وهو أملأ الشباب وأردؤه. الدال شديدة في كله.

__________________

(٣) لم نقف عليه.

(٤) الهمزة ٩.

٥٧

عُمْدان : اسم جبل.

والعَمُود عرق الكبد الذي يسقيها. ويقال للوتين : عَمُود السحر. وعَمُود البطن شبه عرق ممدود من لدن الرهابة إلى دوين السرة في وسطه يشق من بطن الشاة.

وعَمُود السنان ما توسط شفرتيه من أصله ، وهو الذي فيه خيط العير. ورجلا الظبي عَمُودَاه.

وعَمُود الأمر : قوامه الذي يستقيم به.

وعَمُود الأذن : معظمها وقوامها الذي تثبت عليه الأذن.

وعَمِيد القوم : سيدهم الذي يَعْتَمِدُون عليه في الأمور ، إذا حزبهم أمر فزعوا إليه وإلى رأيه.

والعَمِيد : المعمود الذي لا يستطيع الجلوس من مرضه حتى يُعْمَدَ بالوسائد. ومنه اشتق القلب العَمِيد وهو المعمود المشغوف الذي قد هده العشق وكسره فصار كشيء عُمِدَ بشيء. قال امرؤ القيس (٥) :

أأذكرت نفسك ما لن يعودا

فهاج التذكر قلبا عَمِيدا

يقال : قلب عَمِيد مَعمود مُعَمَّد. قال جميل (٦) :

فقلت لها يا بثن أوصيت كافيا

وكل امرىء لم يرعه الله مَعمود

والعَمْد : ارتكابك أمرا بجد ويقين. تقول : فعلته عَمْداً على [عين] وعَمْدَ عين ، وتَعَمَّدْتُ له وأتيت ذلك الأمر مُتَعَمِّداً ومُعْتَمِداً بمعناه. قال (٧) :

فزادك الله غما إذا كلفت بها

وإذا أتيت الذي أبلاك مُعْتَمِداً

__________________

(٥) ديوانه. ق ٥٤ ب ١ ص ٢٥١.

(٦) ديوانه ص ٦٧.

(٧) لم نفد من المراجع شيئا عنه.

٥٨

وعَمِدَ السنام يَعْمَدُ عَمَداً فهو عَمِدٌ إذا كان ضخما واريا فحمل عليه ثقل فكسره ومات فيه شحمه فلا يستوي فيه أبدا كما يَعْمَد الجرح إذا عسر قبل أن ينضج بيضته فيرم. وبعير عَمِدٌ ، وسنام عَمِدٌ ، وناقة عَمِدَةٌ.

وثرى عَمِدٌ ، أي : بلته الأمطار ، وأنشد أبو ليلى (٨) :

وهل أحطبن القوم بعد نزولهم

أصول ألاء في ثرى عَمِدٍ جعد

وبعير معمود ، وهو داء يأخذه في السنام.

وقوله (خَلَقَ السَّماواتِ بِغَيْرِ) عَمَدٍ (تَرَوْنَها)(٩). يقال : إن الله عجب الخلق من خلق السماوات في الهواء من غير أساس وأَعْمِدَة ، وبناؤهم لا يثبت إلا بهما ، فقال : خلقتهما من غير حاجة إلى الأَعْمِدَة ليعتبر الخلق ويعرفوا قدرته. وقال آخر : (بِغَيْرِ) عَمَدٍ (تَرَوْنَها) ، أي : لها عَمَدٌ لا ترونها. ويقال : عَمَدُها جبل قاف ، وهي مثل القبة أطرافها على ذلك الجبل والجبل محيط بالدنيا من زبرجدة خضراء وخضرة السماء منه ، فإذا كان يوم القيامة صيره الله نارا تحشر الناس من كل أوب إلى بيت المقدس. وأما قول ابن ميادة (١٠) :

وأَعْمَدُ من قوم كفاهم أخوهم

فإنه يقول : هل زدنا على أن كفينا إخواننا. قال عرام : يقول : إني أجد من ذلك ألما ووجعا ، أي : لا أَعْمَد من ذاك. ويعني بقول أبي جهل حين صرع : أَعْمَد من سيد قتله قومه. أي : هل زاد على سيد قتله قومه ، والعرب تقول : أَعْمَد من كيل محق ، أي : هل زاد على هذا؟

__________________

(٨) لم نفد أيضا شيئا.

(٩) سورة لقمان ١٠.

(١٠) البيت في التهذيب ٢ / ٢٥٣ وفي اللسان (عمد) ، وعجزه فيهما :

صدام الأعادي حيث قلت نيوبها

وجاء في اللسان أن الأزهري نسبه إلى ابن مقبل ، وليس كذلك.

٥٩

دعم :

الدَّعْمُ (١١) : أن يميل الشيء فَتَدْعَمُهُ بِدِعَامٍ ، كما تَدْعَمُ عروشَ الكرم ونحوه فَتَدْعَمُهُ بشيء يصير له مِساكا. وجمعه : دَعائِم. قال :

لما رأيت أنه لا قامه

وأنه النزع على السآمة

جذبت جذبا زعزع الدِّعامَة

وقال :

لأَدْعَمَنَ العيس دَعْما أيما

دَعْم يثني العاشق المتيما

وقال :

لا دَعْمَ بي لكن بليلى دَعْم

جارية في وركيها شحم (١٢)

قوله : لا دَعْمَ بي ، أي : لا سمن بي يدعمني ، أي : يقويني.

والدِّعَامَتَانِ : خشبتا البكرة ، بمنزلة القائمتين من الطين.

والدِّعامَة : (١٣) اسم الخشبة التي يُدْعَم بها.

والمدعوم الذي يميل فتَدْعَمُه ليستمسك.

والمدعوم الذي يحمل عليه الثقل من فوق كالسقف يُعْمَد بالأساطين المنصوبة. دُعْمِيّ : اسم أبي حي من ربيعة ، ومن ثقيف.

ويقال للشيء الشديد الدِّعام : إنه لَدُعْمِيٌ. قال رؤبة (١٤) :

__________________

(١١) الرجز في المحكم ٢ / ٢٩ ، واللسان (دعم) والرواية فيهما : وأنني ساق ... نزعت نزعا.

(١٢) لم نقف على الرجز في المراجع ولا الراجز.

(١٣) الرجز في التهذيب ٢ / ٢٥٨ واللسان (دعم) وهو غير معزو فيهما أيضا.

(١٤) لم نجده في ديوانه. والثاني منهما في التهذيب ٢ / ٢٥٨ وفي اللسان (دعم) ولم ينسب فيهما.

٦٠