الخليل بن أحمد الفراهيدي
المحقق: الدكتور مهدي المخزومي والدكتور ابراهيم السامرّائي
الموضوع : اللغة والبلاغة
الناشر: مؤسسة دار الهجرة
الطبعة: ٢
الصفحات: ٣٧٦
... بنوافذ |
|
كنوافذ العُبُطِ التي لا ترقع (٣) |
واحد العُبُط : عَبِيط.
والرجل يَعْبِط الأرض عَبْطا ، ويَعْتَبِطُها إذا حفر موضعا لم يحفره قبل ذلك ، وكل مبتدإ من حفر أو نحر أو ذبح أو جرح فهو عَبِيط. قال مرار بن منقذ (٤) :
ظل في أعلى يفاع جاذلا |
|
يَعْبِط الأرض اعْتِبَاطَ المحتفر |
ومات فلان عَبْطَة ، أي : شابا صحيحا. قال أمية بن أبي الصلت (٥) :
من لم يمت عَبْطَة يمت هرما |
|
الموت كأس والمرء (٦) ذائقها |
واعْتَبَطَه الموت.
ولحم عَبِيط : طري ، وكذلك دم عَبِيط. وزعفران عَبِيط شبيه بالدم بين العبط.
وعَبَطَتْه الدواهي ، أي : نالته من غير استحقاق لذلك. قال حميد الأريقط (٧) :
(مدنسات الريب العَوَابِط)
__________________
(٣) تمام البيت :
(٤) البيت برواية العين في التهذيب ٢ / ١٨٥ وفي المحكم ١ / ٣٤٧ وفي اللسان (عبط). وفي المفضليات وضع الشطر الأول صدرا للبيت (رقم ٣٥) والشطر الثاني عجزا للبيت (رقم ١٥) برواية :
(رقم ١٥) برواية : بخيط .. اختباط. وكذا الأمر في الاختيارين.
(٥) البيت في التهذيب ٢ / ١٨٥ وفي اللسان (عبط) معزو أما في المحكم ١ / ٣٤٧ فبدون عزو. والرواية فيها كلها : للموت.
(٦) ص ، ط فالمرء.
(٧) الرجز في التهذيب ٢ / ١٨٥ واللسان (عبط) وفيهما قيله :
بمنزل عف وقم يخالط
والعَبِيطَة : الشاة أو الناقة المُعْتَبَطَة ، ويجمع عَبَائِط قال (٨) :
وله ، لا يني ، عَبَائِطُ من كوم |
|
إذا كان من دقاق وبزل |
بعط :
البَعْط منه الإِبْعاط ، وهو الغلو في الجهل والأمر القبيح. يقال : منه إِبْعَاط وإفراط إذا لم يقل قولا على وجهه ، وقد أَبْعَطَ إِبْعَاطاً. قال رؤبة (٩) :
وقلت أقوال امرىء لم يُبْعِط |
|
أعرض عن الناس ولا تسخط |
ويقال للرجل إذا استام بسلعته فتباعد عن الحق في السوم : قد أَبْعَطَ وتشحى. أو شط وأشط.
طبع :
الطَّبَع : الوسخ الشديد على السيف.
والرجل إذا لم يكن له نفاذ في مكارم الأمور ، كما يَطْبَعُ السيف إذا كثر عليه الصدأ. قال (١٠) :
بيض صوارم نجلوها إذا طَبِعَتْ |
|
تخالهن على الأبطال كتانا |
أي بيض كأنهن ثياب كتان ، قال (١١) :
وإذا هززت قطعت كل ضريبة |
|
فخرجت لا طَبِعاً ولا مبهورا |
__________________
(٨) لم تفدنا المراجع عن القول والقائل.
(٩) ديوانه ٨٤.
(١٠) لم تفدنا المراجع شيئا عن القول ولا عن القائل.
(١١) (جرير). ديوانه ١ / ٢٢٩ والرواية فيه : فإذا .. ومضيت.
وفلان طَبِعٌ طَمِعٌ إذا كان ذا خلق دنيء. قال المغيرة بن حبناء يهجو أخاه صخرا(١٢) :
وأمك حين تذكر ، أم صدق |
|
ولكن ابنها طَبِع سخيف |
وفلان مطبوع على خلق سيء ، وعلى خلق كريم.
والطَّبَّاع : الذي يأخذ فَيَطْبَعُها ، يقرضها أو يسويها ، فَيَطْبَعُ منها سيفا أو سكينا ، ونحوه. طَبَعت السيف طَبْعا. وصَنْعَتُهُ : الطِّباعَة.
وما جعل في الإنسان من طِبَاع المأكل والمشرب وغيره من الأطبعة التي طُبِعَ عليها. والطَّبِيعة الاسم بمنزلة السجية والخليقة ونحوه.
والطَّبْع : الختم على الشيء. وقال الحسن : إن بين الله وبين العبد حدا إذا بلغه طُبِعَ على قلبه ، فوفق بعده للخير. والطَّابَع : الخاتم
وطَبَعَ الله الخلق : خلقهم. وطُبِعَ على القلوب : ختم عليها.
والطِّبْع ملء المكيال. طَبَّعْتُهُ تَطْبِيعا ، أي : ملأته حتى ليس فيه مزيد. وطَبَّعْتُ الإناء تَطْبِيعاً. وتَطَبَّعَ النهر حتى إنه ليتدفق.
والطَّبْعُ : ملؤك سقاء حتى لا يتسع فيه شيء من شدة ملئه ، والطِّبْع كالملء ، والتَّطْبِيع مصدر كالتمليء ، ولا يقال للمصدر : طَبْع ، لأن فعله لا يخفف كما يخفف فعل ملأت ، لأنك تقول : طَبَّعْتُه [تَطْبِيعا](١٣) ولا تقول طَبَعْتُهُ طَبْعاً.
وقول لبيد (١٤) :
كروايا الطِّبْع ضحت بالوحل
فالطِّبْع هاهنا الماء الذي مليء به الراوية.
__________________
(١٢) البيت في (الشعر والشعراء) لابن قتيبة ص ٢٤٠ (بريل).
(١٣) نفس المصدر السابق.
(١٤) ديوانه ق ٢٦ ب ٧٧ ص ١٩٦. وصدر البيت ، ما في الديوان :
يعني الربيع بن زياد ومن نازعه عند الملك. يقول : أوقرتهم (١٥) وأثقلت أكتافهم للذي سمعوا من كلامي وحجتي فصاروا كأنهم روايا قد أثقلت وأوقرت ماء حتى همت أن توحل حول الماء.
ويقال : من طِبَاعِهِ السخاء ، ومن طِبَاعِهِ الجفاء. والأَطْبَاع مغايض الماء. ويقال : هي الأنهار. الواحد : طِبْعٌ. قال (١٦) :
ولم تثنه الأَطْبَاعُ دوني ولا الجدر
__________________
(١٥) س : أقررتهم. ط : مطموسة لا تقرأ.
(١٦) لم يفدنا ما بين أيدينا عن القول والقائل شيئا.
باب العين والطاء والميم معهما
ط ع م ـ ط م ع ـ م ط ع ـ م ع ط مستعملات ،
ع م ط ـ ع ط م مهملان
طعم :
الطَّعْمُ ، طَعْم كل شيء وهو ذوقه.
والطَّعْم : الأكل. إنه ليَطْعَمُ طَعْماً حسنا. وهو حسن المَطْعَم ، كما تقول : حسن الملبس ، أي : طَعَامُهُ طيب ، ولباسه جميل.
وفلان حسن الطِّعْمَة كسرت كالجلسة ، لأنه ضرب من الفعل ، وليس بفعلة واحدة.
وكل فعل واقع (١) لا يحرك مصدره نحو الطَّعْم ، لأنك تقول : طَعِمْتُ الطَّعَامَ ، وما لم يقع يحرك مصدره مثل ندم ، لأنك لا تقول : ندمت الشيء.
والطَّعَام اسم جامع لكل ما يؤكل ، وكذلك الشراب لكل ما يشرب.
والعالي في كلام العرب : أن الطَّعَام هو البر خاصة. ويقال : اسم له وللخبز المخبوز ، ثم يسمى بالطَّعَام ما قرب منه ، وصار في حده ، وكل (٢) ما يسد جوعا فهو طَعَامٌ. قال تعالى : (أُحِلَّ لَكُمْ صَيْدُ الْبَحْرِ
__________________
(١) يعني بالواقع : المتعدي.
(٢) في ط وس : كلما وهو خطأ في الرسم.
وَطَعامُهُ مَتاعاً لَكُمْ)(٣) فسمى الصيد طَعَاماً ، لأنه يسد الجوع ، ويجمع : أَطْعِمَة وأَطْعِمَات. ورجل طاعِمٌ : حسن الحال في المَطْعَم. قال : (٤)
فاقعد فإنك أنت الطاعِم الكاسي
وطَعِمَ يَطْعَمُ طَعَاماً ، هكذا قياسه.
وقول العرب : مر الطَّعْم وحلو الطَّعْم معناه الذوق ، لأنك تقول : اطْعَمْه ، أي : ذقه ، ولا تريد به امضغه كما يمضغ الخبز ، وهكذا في القرآن : (وَمَنْ لَمْ) يَطْعَمْهُ (فَإِنَّهُ مِنِّي)(٥) فجعل ذوق الشراب طَعْماً. نهاهم أن يأخذوا منه إلا غرفة وكان فيها ري الرجل وري دابته.
رجل مِطْعَامٌ : يُطْعِمُ الناس ، ويقري الضيف (٦) في الشتاء والصيف.
وامرأة مِطْعَامٌ بغير الهاء ، ورجل مِطْعَمٌ شديد الأكل ، والمرأة بالهاء.
وطُعْمُ المسافر : زاده.
والطُّعْمُ : الحب الذي يلقى للطير.
والطُّعْمَة : المأكلة.
والمُطْعَم : القوس ، لأنها تطعم الصيد. قال ذو الرمة (٧) :
وفي الشمال من الشريان مُطْعَمَة |
|
كبداء في عجسها عطف وتقويم |
وطُعْمَة : من أسماء الرجال.
والمُطْعَمَة : الإصبع الغليظة المتقدمة من الجوارح ، لأن الجارحة به تحفظ اللحم ، فاطرد هذا الاسم في الطير كلها.
__________________
(٣) (أُحِلَّ لَكُمْ صَيْدُ الْبَحْرِ وَطَعامُهُ مَتاعاً لَكُمْ وَلِلسَّيَّارَةِ) سورة المائدة ٩٦.
(٤) (الحطيئة). ديوانه ق ٧١ ب ١٣ ص ٢٨٤. وصدر البيت :
دع المكارم لا ترحل لغينها
(٥) سورة البقرة ٢٤٩.
(٦) هذا من س. في ص : الشتاء. في ط : للشتاء.
(٧) ديوانه ق ١٢ ب ٨٠ ص ٤٥١ ج ١ والرواية فيه : في عودها.
والمُطَعِّم من الإبل الذي تجد في مخه طَعْمَ الشحم من سمنه.
وكل شيء إذا وجد طَعْمُهُ فقد أَطْعَمَ
واطّعَمَتِ الشجرةُ أدركت ثمرتها على بناء (افتعلت) ، يعني أخذت طعمها وطابت.
قال أبو ليلى : أَطْعَمَ النخل بالتخفيف.
ومخ طَعُومٌ يوجد فيه طَعْمُ السمن.
وطَعِمْتُ أَطْعَمُ طَعْما ، أي : أكلت.
وجزور طَعُوم : بين السمين والمهزول.
والمُطْعِمَتَانِ : من رجل كل طائر : المتقدمتان المتقابلتان.
طمع :
طَمِعَ طَمَعا فهو طامِع ، وأَطْمَعَهُ غيره ، وإنه لَطَمِعٌ : حريص.
والأَطْماع : أرزاق الجند.
وما أَطْمَعَ فلانا ، وإنه لَطَمُعَ [الرجل] بضم الميم على معنى التعجب ، وكذلك التعجب في كل شيء كقولك لخرجت المرأة ، أي : كثيرة الخروج ، ولقضو القاضي ، مضموم أجمع إلا ما قالوا في نعم بئس ، رواية تروى عنهم. غير لازم لقياس التعجب ، لأنهم لا يقولون : نعم ولا بؤس والباقية كذلك.
وامرأة مِطْماع : تُطْمِع ولا تمكن.
والمَطْمَع : ما طَمِعْتَ فيه ، ويقال : إن قول المخاضعة لَمَطْمَعَة ، ونحوه في كل شيء.
والمَطْمَعَة هو الطَّمَع نفسه ، طَمِعْتُ فيه مَطْمَعَةً.
مطع :
المَطْع : ضرب من الأكل بأدنى الفم ، والتناول في الأكل بالثنايا وما يليها (٨) من مقدمة الأسنان
__________________
(٨) في النسخ الثلاث : بينهما ، ولا معنى له.
معط :
المَعْط : مد الشيء. وامْتَعَطْتُ السيف من غمده ، [سللته] ، ولو قلت : مَعَطْتُهُ لاستقام ، وإنه لطويل مُمَّعِطٌ بتشديد الميم وكسر العين ، أي : كأنه قد مد مدا.
ومَعِطَ يَمْعَطُ مَعَطاً فهو أَمْعَط ، مَعِط.
(وامَّعَطَ شعره امِّعَاطاً) (٩) إذا تمرط فذهب.
ومَعَطْتُ الشعر من رأس الشاة ونحوه إذا مددته فنتفته (١٠).
والأَمْعَط : الذي لا شعر على جسده كالذئب الأَمْعَط الذي قد تَمَعَّطَ شعره.
ومَعِطَ الذئب ، ولا يقال مَعِطَ (١١) شعره. ذئب أَمْعَطُ يفسرونه بالخبث. والأصل ما فسرت لك ، لأنه أخبث من غيره ، وإذا تمرط شعره يتأذى بالذباب والبعوض ، فيخرج على أذى شديد وجوع فلا يكاد يسلم منه ما اعترض له.
ولص أَمْعَطُ ، ولصوص مُعْطٌ ، تشبيها بالذئاب لخبثهم وهو الذي مع خبثه لا شيء معه.
والمَعْطُ : ضرب من النكاح.
وبنو مُعَيْط حي من قريش.
__________________
(٩) في النسخ الثلاث : انمعط انمعاطا.
(١٠) س : ونتفته.
(١١) ص : موضع (معط) بياض ، وما أثبتناه فمن ط وس.
باب العين والدال والتاء معهما
ع ت د فقط
عتد :
عَتُدَ الشيء يَعْتُدُ عَتَاداً فهو عَتِيدٌ : حاضر. ومنه سميت العَتِيدة التي يكون فيها الطيب ، والأدهان. قال النابغة (١) :
عَتَاد امرىء لا ينقض البعد همه |
|
طلوب الأعادي ، واضح غير خامل |
والعَتِيد : الشيء المعد. أَعْتَدْناه ، أي : أعددناه لأمر إن حزب.
وجمعه : عُتُد ، وأَعْتِدَة.
والعَتُود : الجدي الذي قد استكرش.
وثلاثة أَعْتِدَة ، والجميع عِدَّانٌ : فعلان ، أصله : عِتْدَان ، فأدغمت التاء في الدال.
ويقال : العَتُود : الذي بلغ السفاد ، قال (٢) :
واذكر غدانة عِدَّاناً مزنمة |
|
من الحبلق تبنى حوله الصير |
__________________
(١) ديوانه. ق ٥ ب ٢٥ ص ٧١.
(٢) البيت في التهذيب ٢ / ١٩٦ ، واللسان (عند) بدون عزو ، وهو مما أنشد (أبو زيد.).
وتقول : هذا الفرس عَتَدٌ عَتِدٌ ، أي معد متى ما شئت ركبت ، الذكر والأنثى فيه سواء. قال سلامة (٣) :
وكل طوالة عَتَد نزاق
أي : شديد الجري.
__________________
(٣) البيت في المحكم ٢ / ٣ وفي اللسان (عتد). وصدر البيت :
بكل مجنب مالسيد نهد
باب العين والدال والراء معهما
ع د ر ـ ع ر د ـ د ع ر ـ ر ع د ـ د ر ع ـ ر د ع
عدر :
العَدْر : المطر الكثير. وأرض مَعْدُورة : ممطورة. وعَدِرَ المكان عَدَراً واعْتَدَرَ : [كثر ماؤه](١).
عرد :
العَرْد : الشديد الصلب من كل شيء ، المنتصب. يقال : إنه لَعَرْدُ العنق ، ويقال : عارِد مغرز (٢) العنق.
قال رؤبة يصف حمار وحش (٣) :
عَرْد التراقي حشورا معقربا
وعَرَدَ الناب يَعْرُدُ عُرُودا إذا خرج كله واشتد وانتصب ، وكذلك نحوه. قال ذو الرمة(٤):
يصعدن رقشا بين عوج كأنها |
|
زجاج القنا منها نجيم وعارِد |
__________________
(١) زيادة اقتضاها السياق ، من المحكم ٢ / ٤.
(٢) في النسخ الثلاث : (ومعرد) مكان (مغرز) والظاهر أنه تصنيف.
(٣) الرجز في التهذيب ٢ / ١٩٨ وفي اللسان (عرد) منسوب إلى (العجاج) ، وليس في ديوانه.
(٤) ديوانه. ق ٣٥ ب ١٧ ص ١٠٩٩ ج ٢.
والتَّعْريد : ترك القصد ، وسرعة الذهاب ، والانهزام. قال الراجز (٥) :
وهمت الجوزاء بالتعريد
وقال لبيد (٦) :
فمضى وقدمها وكانت عادة |
|
منه إذا هي عرّدتْ إقدامها |
والعَرْد الذكر ، والعَرَادة الجرادة الأنثى.
والعَرَادة : ضرب من نبات الربيع حشيشه طيبة الريح.
ويقال : العَرَادة : الحمض تأكله الإبل.
والعَرَّادة : شبه منجنيق صغيرة ، ويجمع على عَرَّادَات.
دعر :
الدُّعَر : ما احترق من حطب ، أو غيره فطفىء من غير أن يشتد احتراقه. الواحدة دُعَرَة.
هو أيضا من الزناد ما قدح به مرارا حتى احترق فصار دُعَراً لا يوري. ويقال : هو الذي يدخن ولا يتقد. قال (٧) :
أقبلن من بطن فلاة بسحر |
|
يحملن فحما جيدا غير دُعَر |
والدَّاعِر : الخبيث الفاجر ، ومصدره الدَّعَارَة.
ورجل دَعَّار ، وقوم دَاعِرون
__________________
(٥) الرجز في التهذيب ٢ / ٢٠٠ وفي اللسان والتاج (عرد) منسوب إلى (ذي الرمة) ، وليس في ديوانه ، وفي النسخ الثلاث بعد هذا الرجز : ناديت معنا يا حليف الجود أسقطناه لأنه ، كما يبدو ، أقحم بتزيد النساخ.
(٦) ديوانه. ق ٨ ب ٣٣ ص ٣٠٦. أنث الإقدام لتعلقه بالجوزاء بإضافته إلى ضميرها.
(٧) الشطر الثاني في اللسان (دعر) وهو غير منسوب أيضا.
رعد :
الرَّعْد : اسم ملك يسوق السحاب ، وتسبيحه صوته الذي يسمع (ومن صوته اشتق رَعَدَ يَرْعُدُ ، ومنه الرِّعْدة والارتعاد) (٨).
ارْتَعَدَ رِعْدَةً وارْتِعادا. والرِّعْدَة : رجرجة تأخذ الإنسان من فزع أو داء. تقول : يُرْعَد الإنسان ، فإذا جعلت الفعل منه قلت : يرتعد.
وأَرْعَدَه الداء. والرِّعْدِيد والرِّعْدِيدَة : الرجل الفروقة.
وسمعت من يقول : تِرْعِيد ، كما يقولون : تعبيد.
وأَرْعَدَه الخوف ورجل رِعْدِيد : جبان يدع القتال من رعدة تأخذه. قال الهذلي (٩) :
ثأرت بأبناء الكرام ولم أكن |
|
لدى الروع رِعْدِيدا جبانا ولا غمرا |
وكل شيء يترجرج من نحو القريس فهو يَتَرَعْدَد ، كما تَتَرَعْدَد الألية والفالوذج ونحوهما. قال العجاج (١٠) :
فهي كرعديد الكثيب الأهيم
وتقول : رَعَدَت السماء وبرقت ، ويقال : أَرْعَدَت وأبرقت ، وسحاب رَوَاعِد وبوارق ، أي ذات رَعْد وبرق. والرَّوَاعِد : سحابات فيها ارتجاس رَعْد.
__________________
(٨) أصل العبارة في النسخ الثلاث : (من صوته اشتق من رعد يرعد والرعدة مصدر الارتعاد) وهي عبارة مضطربة غير مؤدية.
(٩) لم نهتد إلى القائل ولا أفادتنا المراجع عن القول.
(١٠) ديوانه. الأرجوزة ٢٤ ب ٢٥ ص ٢٩٢.
ويقال : أَرْعَدَ لي فلان وأبرق إذا هدد وأوعد (من بعيد يريني علامات بأنه يأتي إلي شرا). قال (١١) :
أبرق وأَرْعِدْ يا يزيد |
|
فما وعيدك لي بضائر |
وقال (١٢) :
وهبته بأطيب الهبات |
|
من بعد ما قد كثرت بناتي |
فأرعدوا وأبرقوا عداتي |
هذا في بني له.
ويقال : يَرْعُدُ ويبرق لغتان. رَعَدَ يَرْعُدُ فهو راعِد. قال :
فابرق هنالك ما بدا لك وارْعُد
ويقال : الرِّعْدِيد : الفالوذج ، فما أدري مولد أم تليد
درع :
دِرْعُ المرأة يذكر ، ودِرْع الحديد تؤنث ، وقال بعضهم : يذكر أيضا ، والجميع : الدُّرُوع. وتصغيره : دُرَيْع بلا هاء ، رواية عن العرب.
والدِّرْع اللبوس ، وهو حلق الحديد.
وادَّرَعَ الرجل ، لبس الدِّرْع.
وادَّرَعَ القوم سرابيل الدم ، أي : تسربلوا فجرحوا وجرحوا. قال العجاج (١٣) :
وادَّرَعَ القوم سرابيل الدم
__________________
(١١) (الكميت.) ديوانه ١ / ٢٢٥.
(١٢) لم نقف عليه.
(١٣) القائل كما في التهذيب ٢ / ٢٠٨ (ابن أحمر) والرواية فيه. بأرضك ، وتمام البيت كما في اللسان والرواية فيه :
يا جل ما بعدت عليك بلادنا |
|
وطلابنا فابر بأرضك وارعد |
(١٤) ديونه الأرجوزة ٢٤ ب ١٣٤ ص ٣٠٥.
والدَّرَّاع الرجل ذو الدِّرْع إذا كانت عليه.
والدُّرَّاعَة : ضرب من الثياب ، وهو جبة مشقوقة المقدم. والمِدْرَعَة ضرب آخر ، لا يكون إلا من الصوف. قال الراجز (١٤) :
يوم لخلاني ويوم للمال |
|
مشمر يوما ويوما ذيال |
مِدْرَعَة يوما ويوما سربال |
يقول : أتنعم مع إخواني يوما ، ويوما أصلح مالي ، فأتشمر وألبس المِدْرَعَة.
قال الخليل : فرقوا بينهما لاختلافهما في الصنعة إرادة الإيجاز في المنطق ، وكذلك يفعلون بنحو ذلك.
وصفة الرحل إذا بدا منها رءوس الواسطة والآخرة تسمى : مِدْرَعَة.
ادَّرَعَ الرجل ، أي : لبس هذه الغواشي.
والدَّرَعُ مصدر الأَدْرَع [والدَّرْعَاء](١٥) وهو في ألوان الشاء : بياض في الصدر والنحر ، وسواد في الفخذ ، شاة دَرْعَاء .. وإذا كانت سوداء الجسد ، بيضاء الرأس فهي أيضا دَرْعاء.
والليالي الدُّرَع هي التي يطلع فيها القمر عند وجه الصبح ، وسائرها أسود مظلم ، شبه بالشاة التي وصفت. ويقال : الدُّرَع : ثلاث ليال
ردع :
الرَّدْع : مقاديم الإنسان إذا كانت فيه منيته. يقال : طعنته فركب رَدْعَهُ ،
__________________
(١٤) ديوانه. الأرجوزة ٢٤ ب ١٣٣ ص ٣٠٥.
(١٥) لم تفدنا المراجع عنه شيئا.
أي : خر صريعا لوجهه. ويقال : خر في بئر فركب رَدْعَه ، وهوى فيها ، فلذلك يقال : ركب رَدْعَ المنية.
ويقال للفرس إذا وقع على وجهه فعطب : ركب رَدْعَه فمات. قال (١٦) :
أقول له والمرء يركب رَدْعَه |
|
وقد شكه لدن المهزة ناجم |
ورَدَعْتُه رَدْعاً فَارْتَدَعَ ، أي : كففته فكف.
وارْتَدَعَ الرجل إذا رآك وأراد أن يعمل عملا فكف ، أو سمع كلامك.
وأنا رَدَعْتُهُ عن ذلك ، كأنه شبه الدفع وهو مستقبلك فَرَدَعْتُهُ رَدْعا لا باليد بل بنظرة. قال (١٧) :
أهل الأمانة إن مالوا ومسهم |
|
طيف العدو إذا ما ذكروا ارْتَدَعُوا |
والرَّادِعة والمُرَدَّعَة : قميص قد لمع بالزعفران أو بالطيب في مواضع ، وليس مصبوغا كله ، إنما هو مبلق كما تردع الجارية صدر جيبها بالزعفران بملء كفها ، والفعل : الرَّدْع. قال (١٨) :
رادِعة بالمسك أردانها
وقال (١٩) :
ورادِعة بالطيب صفراء عندها |
|
لجس الندامى في يد الدرع مفتق |
__________________
(١٦) لم نهتد إلى القائل ولا أفدنا شيئا عن القول.
(١٧) لم نهتد إلى القائل والبيت في المحكم ٢ / ٨ ، وفي اللسان والتاج (ردع) والرواية فيهما :
إذا ما ذكروا ، وهو بدون عزو فيها جميعا.
، وهو بدون عزو فيها جميعا.
(١٨) لم نهتد إلى القائل ولا إلى القول.
(١٩) (الأعشى). ديوانه ق ٣٣ ب ٢٠ ص ٢١٩ والرواية فيه : بالمسك.
يعني جارية قد جعلت رَدْعاً (٢٠) على ثيابها في مواضع. وقال رؤبة (٢١) :
وقد فشا فيهن صبغا مُرْدَعا
__________________
(٢٠) من س. في ص وط : قد جعلت على ثيابها في مواضع.
(٢١) ديوانه ٩١ والرواية فيه : وقد كسا.
باب العين والدال واللام معهما
ع د ل ـ ع ل د ـ دلع مستعملات د ع ل ـ
ل ع د ـ ل د ع مهملات
عدل :
العَدْل : المرضي من الناس قوله وحكمه.
هذا عَدْلٌ ، وهم عَدْلٌ ، وهم عدل ، فإذا قلت : فهم عُدُولٌ على العدة قلت : هما عَدْلَانِ ، وهو عَدْلٌ بيّن العَدْل.
والعُدُولَة والعَدْل : الحكم بالحق. قال زهير (١) :
متى يشتجر قوم يقل سرواتهم |
|
هم بيننا فهم رضى وهم عَدْل |
وتقول : هو يَعْدِل ، أي : يحكم بالحق والعَدْل. وهو حكم عَدْل ذو مَعْدَلَة في حكمه.
وعِدْل الشيء : نظيره ، هو عِدْل فلان.
وعَدَلْتُ فلانا بفلان أَعْدِلُه به. وفلان يُعَادِل فلانا ، وإن قلت : يَعْدِلُه فحسن.
والعادِل : المشرك الذي يَعْدِل بربه.
والعِدْلَان : الحملان على الدابة ، من جانبين ، وجمعه : أَعْدَال ، عُدِلَ أحدهما بالآخر في الاستواء كي لا يرجح أحدهما بصاحبه.
__________________
(١) ديوانه ص ١٠٧.
والعَدْل أن تَعْدِل الشيء عن وجهه فتميله. عَدَلْتُهُ عن كذا ، وعَدَلْتُ أنا عن الطريق.
ورجل عَدْلٌ ، وامرأة عَدْلٌ سواء.
والعِدْل أحد حملي الجمل ، لا يقال إلا للحمل ، وسمي عِدْلاً ، لأنه يسوى بالآخر بالكيل والوزن.
والعَدِيل الذي يُعَادِلُكَ في المحمل.
وتقول : اللهم لا عِدْلَ لك ، أي : لا مثل لك.
ويقول في الكفارة (أَوْ) عَدْلُ (ذلِكَ)(٢) ، أي : ما يكون مثله ، وليس بالنظير بعينه.
ويقال : العدل : الفداء. قال الله [تعالى](لا يُقْبَلُ مِنْها) عَدْلٌ (٣).
ويقال : هو هاهنا الفريضة.
والعَدْل : نقيض الجور. يقال عَدْلٌ على الرعية.
ويقال لما يؤكل إذا لم يكن حارا ولا باردا يضر : هو مُعْتَدِل.
وجعلت فلانا عَدْلاً لفلان وعِدْلاً ، كل يتكلم به على معناه.
وعَدَلْتُ فلانا بنظيره ، أَعْدِلُهُ. ومنه : يقال : ما يَعْدِلُك عندنا شيء ، أي : ما يقع عندنا شيء موقعك.
وعَدَلْتُ الشيء أقمته حتى اعْتَدَلَ. قال (٤) :
صبحت بها القوم حتى امتسكت |
|
بالأرض أَعْدِلُها أن تميلا |
أي : لئلا تميل. وعَدَلْتُ الدابة إلى كذا : أي : عطفتها فَانْعَدَلَتْ.
__________________
(٢) سورة المائدة ٩٥.
(٣) سورة البقرة ١٢٣.
(٤) البيت في المحكم ٢ / ١١ بدون عزو وفي اللسان (مسك) معزو إلى (العباس.).
والعَدْل : الطريق. ويقال : الطريق يُعْدَل إلى مكان كذا ، فإذا قالوا يَنْعَدِل في مكان كذا أرادوا الاعوجاج. وفي حديث عمر : الحمد لله الذي جعلني في قوم إذا ملت عَدَلُونِي ، كما يُعْدَل السهم في الثقاف (٥).
والمُعْتَدِلَة من النوق : الحسنة المتفقة الأعضاء (بعضها ببعض) (٦).
والعَدَوْلِيَّة : ضرب من السفن نسب إلى موضع يقال له : عَدَوْلَاة ، أميت اسمه. قال حماس : وأرويه أيضا : عَدْوَلِيَّة من الاستواء والاعتدال.
وغصن مُعْتَدِل : مستو. وو جارية حسنة الاعْتِدَال ، أي : حسنة القامة.
والانْعِدَال : الانعراج. قال ذو الرمة (٧) :
وإني لأنحي الطرف من نحو غيرها |
|
حياء ولو طاوعته لم يُعادِل |
أي : لم يَنْعَدِل.
وقال طرفة في العَدَوْلِيَّة (٨) :
عَدَوْلِيَّة ، أو من سفين ابن يامن |
|
يجور بها الملاح طورا ويهتدي |
علد :
العَلْد : الصلب الشديد من كل شيء كأن فيه يبسا من صلابته.
وهو الراسي الذي لا ينقاد ولا ينعطف.
وسيد عِلْوَدّ : رزين ثخين ، قد اعْلَوَّدَ اعْلِوَّاداً.
__________________
(٥) الحديث في التهذيب ٢ / ٢١٤ وفي المحكم ٢ / ١١.
(٦) من التهذيب في حكايته عن الليث ٢ / ٢١٣. في النسخ الثلاث (بعضا).
(٧) ديوانه. ق ٤٥ ب ٨ ص ١٣٣٦ ج ٢.
(٨) ديوانه ، معلقته ص ٦.