كتاب العين - ج ٢

الخليل بن أحمد الفراهيدي

كتاب العين - ج ٢

المؤلف:

الخليل بن أحمد الفراهيدي


المحقق: الدكتور مهدي المخزومي والدكتور ابراهيم السامرّائي
الموضوع : اللغة والبلاغة
الناشر: مؤسسة دار الهجرة
الطبعة: ٢
الصفحات: ٣٧٦

باب العين واللام والنون معهما

ع ل ن ، ل ع ن ، ن ع ل مستعملات

علن :

عَلَنَ الأمر يَعْلُنُ عُلُوناً وعَلَانِيَةً ، أي : شاع وظهر.

وأَعْلَنْته إِعْلَانا. قال (١) :

قد كنت وعزت إلى علاء

في السر والإعلان والنجاء

ويقال للرجل : استسر ثم اسْتَعْلَنَ. لا يقال : أَعْلَنَ إلا للأمر والكلام ، وأما اسْتَعْلَنَ فقد يجوز في كل ذلك.

واعْتَلَنَ الأمر ، أي : اشتهر. ويقولون : اسْتَعْلِنْ يا رجل ، أي : أظهر. والعِلَان : المُعَالَنَة ، يُعْلِن كل واحد لصاحبه ما في نفسه. قال (٢) :

وإِعْلَانِي لمن يبغي عِلَانِي

لعن :

اللَّعْن : التعذيب ، والمُلَعّن : المعذب ، واللَّعِين المشتوم المسبوب (٣). لَعَنْتُهُ : سببته. ولَعَنَهُ الله : باعده.

__________________

(١) اللسان (وعز) ، غير معزو أيضا.

(٢) التهذيب ٢ / ٣٩٦ عن الليث ، واللسان (علن) ، وصدر البيت فيهما :

«كفى عن أذى الجيران نفسي»

(٣) في النسخ الثلاث : المسبب.

١٤١

واللَّعِين : ما يتخذ في المزارع كهيئة رجل.

واللَّعْنَة في القرآن : العذاب. وقولهم : أبيت اللَّعْن ، أي : لا تأتي أمرا تلحى عليه وتُلْعَن. واللَّعْنَة : الدعاء عليه. واللُّعَنَة : الكثير اللَّعْن ، واللُّعْنَة : الذي يَلْعَنُه الناس.

والْتَعَنَ الرجل ، أي : أنصف في الدعاء على نفسه وخصمه ، فيقول : على الكاذب مني ومنك اللَّعْنَة.

وتَلَاعَنُوا : لَعَنَ بعضهم بعضا ، واشتقاق مُلَاعَنَة الرجل امرأته منه في الحكم. والحاكم يُلَاعِن بينهما ثم يفرق. قال جميل (٤) :

إذا ما ابن ملعون تحدر رشحه

عليك فموتي بعد ذلك أوذري

والتَّلَاعُن كالتشاتم في اللفظ ، وكل فعل على [تفاعل](٥) فإن الفعل يكون منها ، غير أن التَّلَاعُن ربما استعمل في فعل أحدهما ، والتَّلَاعُن يقع فعل كل واحد منهما بنفسه ويجوز أن يقع كل واحد بصاحبه فهو على معنيين.

نعل :

النَّعْل : ما جعلت وقاية من الأرض. نَعِلَ يَنْعَل نَعْلاً ، وانْتَعَلَ بكذا : [إذا لبس النَّعْل](٦).

والتَّنْعِيل : أن يُنَعَّل حافر البرذون بطبق من حديد يقيه الحجارة ، [وكذلك خف البعير بالجلد](٧) لئلا يحفى.

__________________

(٤) ديوانه ص ١٠١.

(٥) في النسخ : (مفاعل).

(٦) زيادة من التهذيب ٢ / ٣٩٨ من روايته عن الليث.

(٧) زيادة من التهذيب ٢ / ٣٩٨ من روايته عن الليث.

١٤٢

ويقال : لا يقال إلا أَنْعلت. ويوصف حمار الوحش فيقال : ناعِل ، لصلابته. قال(٨):

يركب قيناه وقيعا ناعِلا

يقول : صلب من توقيع الحجارة حتى كأنه مُنْتَعِل من وقاحته.

ورجل ناعِل : ذو خف ونَعْل ، وكذلك مُنْعِل. وكذلك يقال : أَنْعَلْتُ الفرس. ونَعْل السيف : الحديدة التي في أسفل جفنه. قال (٩) :

إلى ملك لا ينصف الساق نعله

والنَّعْل من الأرض : شبه أكمة صلب يبرق حصاه ، لا ينبت شيئا ، ويجمع النِّعَال ، ونعلها غلظها. قال (١٠) :

كأنهم حرشف مبثوث

بالجو إذ تبرق النِّعَال

يعني : نِعَال الحرة.

__________________

(٨) ديوانه / ١٢٥.

(٩) (ذو الرمة) ديوانه ٢ / ١٢٦٦ وعجز البيت :

أجل لا ، وإن كانت طوالا محامله

والرواية فيه : (ترى سيفه) مكان (إلى ملك)

(١٠) (امرؤ القيس) ديوانه ١٩٣.

١٤٣

باب العين واللام والفاء معهما

ع ل ف ، ع ف ل ، ف ع ل ، ل ف ع ،

ف ل ع مستعملات

علف :

عَلَفْتُ الدابة أَعْلِفُها عَلْفا ، أي : أطعمتها العَلَفَ. والمِعْلَف : موضع العَلَف.

والدابة تَعْتَلِف ، أي : تأكل ، وتَسْتَعْلِف ، أي : تطلب العَلَفَ بالحمحمة. والشاة المُعَلَّفة هي التي تسمن. عَلَّفْتُها تَعْلِيفا [إذا أكثرت تعهدها بإلقاء العَلَف لها](١).

عُلُوفة الدواب كأنه جمع وهو شبيه بالمصدر وبالجمع أخرى) (٢).

والعُلَّف : ثمر الطلح ، مشددة اللام ، الواحدة بالهاء.

والعِلَافِيّ ، منسوب ، وهو أعظم الرحال آخرة وواسطا (٣). وجمعه : عِلَافِيَّات. قال ذو الرمة (٤) :

أحم عِلَافِيٌ وأبيض صارم

وأعيس مهري وأروع ماجد

__________________

(١) ما بين المعقوفتين من التهذيب من روايته عن الليث وما يقابله في النسخ مضطرب.

(٢) جعلت بين قوسين لأنها مضطربة.

(٣) من التهذيب في روايته عن الليث ٢ / ٤٠٠. في النسخ الثلاث : واسطة.

(٤) ديوانه ٢ / ١١٠٩ ، والرواية فيه (وأشعث ماجد).

١٤٤

وقال (٥) :

شعب العِلَافِيَّات بين فروجهم

والمحصنات عوازب الأطهار

قوله بين فروجهم ، أي قد ركبوها ونساؤهم عوازب منهن إذا طهرن لا يغشونهن ، لأنهم أبدا على الأسفار.

وشيخ عُلْفُوف : كثير الشعر واللحم ، ويقال : هو الكبير السن.

عفل :

عَفِلَت المرأة عَفَلاً فهي عَفْلَاء. وعَفِلَت الناقة. والعَفَل والعَفَلَة الاسم ، وهو شيء يخرج في حياء الناقة شبه أدرة.

فعل :

فَعَلَ يَفْعَل فَعْلاً وفِعْلاً ، فالفَعْل : المصدر ، والفِعْل : الاسم ، والفَعَال اسم للفِعْل الحسن ، مثل الجود والكرم ونحوه. ويقرأ (وَأَوْحَيْنا إِلَيْهِمْ) فَعْلَ (الْخَيْراتِ)(٦) بالنصب.

والفَعَلَة : العملة ، وهم قوم يستعملون الطين والحفر وما يشبه ذلك من العمل.

لفع :

لَفَعَ الشيب الرأس يَلْفَعُ لَفْعاً ، أي : شمل المشيب الرأس. قال سويد (٧) :

كيف يرجون سقاطي بعد ما

لَفَعَ الرأس مشيب وصلع

__________________

(٥) لم نهتد إلى القائل.

(٦) الأنبياء ٧٣.

(٧) لم نهتد إلى القائل.

١٤٥

وتَلَفَّعَ الرجل ، إذا شمله الشيب ، كأنه غطى على سواد رأسه ولحيته. قال رؤبة بن العجاج (٨) :

إنا إذا أمر العدي تترعا

وأجمعت بالشر أن تَلَفَّعا

أي : تلبس بالشر ، يقول : يشمل شرهم الناس. وقال (٩) :

وقد تَلَفَّعَ بالقور العساقيل

يعني : تَلَفَّعَ السراب على القارة. وإذا أخضر الرعي واليبيس ، وانتفع المال بما يأكل. قيل : قد تَلَفَّعَ المال. ولُفِّعَت (١٠) فهي مُلَفَّعة.

واللِّفَاع : خمار للمرأة يستر رأسها وصدرها ، والمرأة تَتَلَفَّعُ به. وتقول : لُفِّعَت المزادة فهي مُلَفَّعة ، أي : ثنيتها فجعلت أطبتها في وسطها ، فذلك تَلْفِيعُها.

فلع :

فَلَعَ رأسه بحجر يَفْلَعُ فَلْعا فهو مفلوع ، أي مشقوق ، فانْفَلَعَ ، أي : انشق. قال طفيل (١١) :

نشق العهاد الحو لم ترع قبلنا

كما شق بالموسى السنام المُفَلَّع

وتَفَلَّعَت البطيخة ، وتَفَلَّعَت العقب ونحوه. ويقال في الشتم : لعن الله فِلْعَتَها. ويقال للمرأة : يا فَلْعَاء ، ويا فلحاء ، أي : يا منشقة.

__________________

(٨) ديوانه ٩١. في النسخ الثلاث : (العجاج).

(٩) (كعب بن زهير) ديوانه ١٦ وصدره :

کأن أرب ذراعيها وقد غرقت

(١٠) في النسخ الثلاث (وألفعت) ولم نجد (ألفع).

(١١) (طفيل الغنوي) كما في اللسان (فلع).

١٤٦

باب العين واللام والباء معهما

ع ل ب ، ع ب ل ، ل ع ب ، ب ع ل ، ب ل ع مستعملات

علب :

عَلِبَ النبات يَعْلَب عَلَبا فهو عَلِبٌ. وهو الجاسي. واللحم يَعْلَب ويَسْتَعْلِب إذا لم يكن رخصا.

واسْتَعْلَبْتُ البقل ، أي : وجدته عَلِبا.

والعلبة الشيخ الكبير المهزول. والعُلْب : الضب الضخم المسن.

والعِلْبَاء : عصب العنق ، وهما عِلْبَاوان ، وهن عَلَابِيّ.

ورمح مُعَلَّب ، أي : مجلوز بعصب العِلْبَاء. والعُلْبَة من خشب كالقدح يحلب فيها.

ويقال : عَلَّبْت السيف بالعَلَابِيّ تَعْلِيبا ، وهو سيف مُعَلَّب ومَعْلُوب. قال (١) :

وسيف الحارث المعلوب أردى

حصينا في الجبابرة الردينا

وبعير أَعْلَبُ ، وقد عَلِبَ عَلَبا ، وهو داء يأخذ في جانبي عنقه ترم منه الرقبة وتنحني ، تقول : قد حز عِلْبَاوَيْهِ ، وعِلْبَابَيْهِ وبالواو أجود.

والعِلَاب سمة في طول العنق ، ربما كان شبرا ، وربما كان أقصر.

__________________

(١) (الكميت) ـ شعره ٢ / ١٢٩.

١٤٧

وعَلَبْتُ الشيء أَعْلُبُهُ عَلْبا وعُلُوبا إذا أثرت فيه. قال ابن الرقاع (٢) :

يتبعن ناجية كأن بدفها

من غرض نسعتها عُلُوب مواسم

عبل :

العَبْل : الضخم ، عَبُلَ يَعْبُلُ عَبالة. قال (٣) :

خبطناهم بكل أزج لام

كمرضاخ النوى عَبْل وقاح

وحبل أَعْبَل ، وصخرة عَبْلَاء ، أي : بيضاء. وقد عَبِلَ عَبَلاً فهو أَعْبَلُ. قال أبو كبير الهذلي (٤) :

أخرجت منها سلقة مهزولة

عجفاء يبرق نابها كالأَعْبَل

أي : كحجر أبيض صلب من حجارة المرو. والعَبَل : ثمر الأرطى ، الواحدة بالهاء.

لعب :

لَعِبَ يَلْعَبُ لَعِبا ولَعْبا ، فهو لَاعِب لُعَبَة ، ومنه التَّلَعُّب. ورجل تِلِعَّابَة ـ مشددة العين ـ أي : ذو تَلَعُّب. ورجل لُعَبَة ، أي : كثير اللَّعِب ، ولُعْبَة ، أي : يُلْعَب به كلُعْبَة الشطرنج ونحوها. قال الراجز (٥) :

الْعَبْ بها أو اعطني أَلْعَب بها

إنك لا تحسن تَلْعابا بها

والمَلْعَب حيث يُلْعَب. والمِلْعَبَة : ثوب لا كم له ، يَلْعَب فيها الصبي.

__________________

(٢) التهذيب ٢ / ٤٠٧ ، واللسان (علب).

(٣) لم نهتد إلى القائل ، ولا إلى القول في غير الأصول.

(٤) ليس في قصيدة أبي كبير اللامية ، والذي فيها هو قوله :

صديان أخذي الطرف في ملمومة

لون السحاب بها كلون الأعبل

 (٥) لم نهتد إلى الراجز ولا إلى الرجز في غير الأصول.

١٤٨

واللَّعَّاب من يكون حرفته اللَّعِب .. ولُعَاب الصبي : ما سال من فيه ، لَعَبَ يَلْعَب لَعْبا ، ولُعَاب الشمس : السراب. قال (٦) :

في صحن يهماء يهتف السهام بها

في قرقر بلُعَاب الشمس مضروج

قال شجاع : المضروج من نعت القرقر ، يقول : هذا القرقر قد اكتسى السراب ، وأعانه ذائب من شعاع الشمس ، فقوى السراب. ولُعَاب الشمس أيضا : شعاعها. قال (٧):

حتى إذا ذاب لُعَاب الشمس

واعترف الراعي ليوم نجس

ومُلَاعِبُ ظِلِّهِ : طائر بالبادية. ومُلَاعِبَا ظليهما ، والثلاثة : مُلَاعِبَات ظلالهن. وتقول : رأيت ثلاثة مُلَاعِبَات أظلال لهن ، ولا تقل أظلالهن ، لأنه يصير معرفة.

قال شجاع : مُلَاعِب ظله عندنا : الخطاف.

بعل :

البَعْل : الزوج. يقال : بَعَلَ يَبْعَل بَعْلاً وبُعُولة فهو بَعْلٌ مُسْتَبْعِلٌ ، وامرأة مُسْتَبْعِلٌ ، إذا كانت تحظى عند زوجها ، والرجل يتعرس لامرأته يطلب الحظوة عندها : والمرأة تَتَبَعَّل لزوجها إذا كانت مطيعة له.

والبَعْل : أرض مرتفعة لا يصيبها مطر إلا مرة في السنة. قال سلامة بن جندل (٨) :

إذا ما علونا ظهر بَعْلٍ عريضة

تخال علينا قيض بيض مفلق

__________________

(٦) (ذو الرمة) ديوانه ٢ / ٩٩٢.

(٧) لم نهتد إلى الراجز.

(٨) المحكم ٢ / ١١٢ واللسان (بعل). وديوانه ١٦٤ إلا أن الرواية فيه : (نشز) وهو وهم من المحقق.

١٤٩

ويقال : البَعْل من الأرض التي لا يبلغها الماء إن سيق إليها لارتفاعها.

ورجل بَعِل ، وقد بَعِلَ يَبْعَل بَعَلاً إذا كان يصير عند الحرب كالمبهوت من الفرق والدهش. قال أعشى همدان :

فجاهد في فرسانه ورجاله

وناهض لم يَبْعَل ولم يتهيب

وامرأة بَعْلَة : لا تحسن لبس الثياب. والبَعْل من النخل : ما شرب بعروقه من غير سقي سماء ولا غيرها. قال عبد الله بن رواحة (٩) :

هنالك لا أبالي سقي نخل

ولا بَعْل وإن عظم الإتاء

الإتاء : الثمرة. والبَعْل : الذكر من النخل ، والناس يسمونه : الفحل. قال النابغة(١٠):

من الواردات الماء بالقاع تستقي

بأذنابها قبل استقاء الحناجر

أراد بأذنابها : العروق.

والبَعْل : صنم كان لقوم إلياس. قال الله عزوجل : (أَتَدْعُونَ) بَعْلاً

والتَّبَاعُل والمُبَاعَلَة والبِعَال : ملاعبة الرجل أهله ، تقول : بَاعَلَها مُبَاعَلَة ، وفي الحديث : أيام شرب وبِعَالٍ (١١).

__________________

(٩) المحكم ٢ / ١٢٣ ، واللسان (بعل). والرواية فيهما : لا أبالي نخل بعل ... ولا سقي ..

(١٠) ديوانه ص ١٤٥ ، والرواية فيه : من الشارعات الماء ... باعجازها مكان بأذنابها.

(١١) تمام الحديث : أنه صلى‌الله‌عليه‌وسلم ذكر أيام التشريق ، فقال : إنها أيام أكل وشرب وبعال. التهذيب ٢ / ٤١٤.

١٥٠

بلع :

بَلِعَ الماء يَبْلَعُ بَلْعا ، أي شرب. وابْتَلَعَ الطعام ، أي : لم يمضغه.

والبُلَعَة من قامة البكرة سمها وثقبها ، ويجمع على بُلَع.

والبَالُوعَة والبَلُّوعَة : بئر يضيق رأسها لماء المطر.

والمَبْلَع : موضع الابْتِلَاع من الحلق. قال (١٢) :

تأملوا خيشومه والمَبْلَعَا

والبُلَعَة والزُّرَدَة : الإنسان الأكول. ورجل مُتَبَلِّع إذا كان أكولا. وسعد بُلَعَ : نجم يجعلونه معرفة. ورجل بَلْعٌ ، أي : كأنه يَبْتَلِع الكلام. قال رؤبة (١٣) :

بَلْع إذا استنطقتني صموت

__________________

(١٢) لم نهتد إلى الراجز. غير أن لرؤبة ما يقاربه ، وهو قوله : ما ملئوا أشداقة والمبلعا.

(١٣) ديوانه ٢٦.

١٥١

باب العين واللام والميم معهما

ع ل م ، ع م ل ، م ع ل ، ل م ع مستعملات

علم :

عَلِمَ يَعْلَم عِلْما ، نقيض جهل. ورجل عَلَّامة ، وعَلَّام ، وعَلِيم ، فإن أنكروا العَلِيم فإن الله يحكي عن يوسف (إِنِّي حَفِيظٌ) عَلِيمٌ (١) ، وأدخلت الهاء في عَلَّامة للتوكيد.

وما عَلِمْتُ بخبرك ، أي : ما شعرت به. وأَعْلَمْتُهُ بكذا ، أي : أشعرته وعَلَّمْته تَعْلِيما.

والله العالِم العَلِيم العَلَّام.

والأَعْلَم : الذي انشقت شفته العليا. وقوم عُلْمٌ وقد عَلِمَ عَلَماً. قال عنترة (٢) :

تمكو فريصته كشدق الأَعْلَم

والعَلَم : الجبل الطويل ، والجميع : الأَعْلَام. قال (٣) :

قال ابن صانعة الزروب لقومه

لا أستطيع رواسي الأَعْلَام

__________________

(١) يوسف ٥٥.

(٢) ديوانه ٢٤. وصدر البيت :

وحلل غانية تركت مجدلا

(٣) لم نهتد إلى القائل. ولم نجد القول في غير الأصول.

١٥٢

ومنه قوله [تعالى] : (فِي الْبَحْرِ) كَالْأَعْلامِ (٤) ، شبه السفن البحرية بالجبال.

والعَلَم : الراية ، إليها مجمع الجند. والعَلَم : عَلَم الثوب ورقمه.

والعَلَم : ما ينصب في الطريق ، ليكون عَلَامَة يهتدى بها ، شبه الميل والعَلَامَة والمَعْلَم. والعَلَم : ما جعلته عَلَما للشيء. ويقرأ : وَإِنَّهُ لَعَلَمٌ لِلسَّاعَةِ (٥) ، يعني : خروج عيسى ع ، ومن قرأ لَعِلْمٌ يقول : يَعْلَم بخروجه اقتراب الساعة.

والعالَم : الطمش ، أي الأنام ، يعني : الخلق كله ، والجمع : عالَمُون.

والمَعْلَم : موضع العَلَامَة. والعَيْلَم : البحر ، والماء الذي عليه الأرض ، قال (٦) :

في حوض جياش بعيد عَيْلَمُه

ويقال : العَيْلَم : البئر الكثيرة الماء ، قال (٧) :

يا جمة العَيْلَم لن نراعي

أورد من كل خليف راعي

الخليف : الطريق. والعُلَام : الباشق. عُلَيْم : اسم رجل.

عمل :

عَمِلَ عَمَلاً فهو عامِل. واعْتَمَلَ : عَمِلَ لنفسه. قال (٨) :

إن الكريم وأبيك يَعْتَمِل

إن لم يجد يوما على من يتكل

__________________

(٤) الشورى ٣٢ والرحمن ٢٤.

(٥) الزخرف ٦١.

(٦) (رؤبة) ديوانه ١٥٩ والرواية فيه : خسيف.

(٧) لم نهتد إلى الراجز.

(٨) بعض الأعراب ، كما في الكتاب ١ / ٤٤٣.

١٥٣

والعُمَالة : أجر ما عُمِلَ لك. والمُعَامَلَة : مصدر عَامَلْتُهُ مُعَامَلَة.

والعَمَلَة : الذين يَعْمَلُون بأيديهم ضروبا من العَمَل حفرا وطينا ونحوه. وعامِل الرمح: دون الثعلب قليلا مما يلي السنان وهو صدره. قال (٩) :

أطعن النجلاء يعوي كلمها

عامِل الثعلب فيها مرجحن

وتقول : أعطه أجر عِمْلَتِهِ وعَمَلِهِ. ويقال : كان كذا في عملة فلان علينا ، أي : في عمارته.

ورجل عِمِّيل : قوي على العَمَل. والعَمُول : القوي على العَمَل ، الصابر عليه ، وجمعه : عُمُل.

وأَعْمَلْتُ إليك المطي : أتعبتها. وفلان يُعْمِل رأيه ورمحه وكلامه ونحوه [عَمِلَ به](١٠).

والبناء يَسْتَعْمِل اللبن إذا بنى.

واليَعْمَلَة من الإبل : اسم مشتق من العَمَل ، ويجمع : يَعْمَلَات ، ولا يقال إلا للأنثى ، وقد يجمع باليَعَامِل ، قال (١١) :

واليَعْمَلَات على الونى

يقطعن بيدا بعد بيد

معل :

معلت الخصية إذا استخرجتها من أرومتها وصفنها.

__________________

(٩) لم نهتد إلى القائل.

(١٠) من المحكم لتوضيح المعنى. ٢ / ١٢٧.

(١١) لم نهتد إلى القائل فيما بين أيدينا من مصادر.

١٥٤

لمع :

لَمَعَ بثوبه يَلْمَع لَمْعا ، للإنذار ، أي : للتحذير.

وأَلْمَعَت الناقة بذنبها فهي مُلْمِعَة ، و [هي](١٢) مُلْمِع أيضا : قد لحقت. قال لبيد بن ربيعة (١٣) :

أو مُلْمِع وسقت لأحقب لاحه

طرد الفحول وزرها وكدامها

ويقال : أَلْمَعَت إذا حملت ، ويقال : أَلْمَعَت إذا تحرك ولدها في بطنها.

وتَلَمَّعَ ضرعها إذا تلون ألوانا عند الإنزال. قال أبو ليلى : يقال : لَمَعَ ضرعها إذا ظهر.

واللُّمَع : التَّلْمِيع في الحجر ، أو الثوب ونحوه من ألوان شتى ، تقول : إنه لحجر مُلَمَّع ، الواحدة : لُمْعَة. قال لبيد (١٤) :

مهلا أبيت اللعن لا تأكل معه

إن استه من برص مُلَمَّعه

يقول : هو منقط بسواد وبياض. ويقال : لَمْعَة سواد أو بياض أو حمرة.

يَلْمَع : اسم البرق الخلب. واليَلْمَعُ : السراب. واليَلْمَعُ : الملاذ الكذاب ، ويقال : أَلْمَعِيّ ، لغة فيه ، وهو مأخوذ من السراب قال أبو ليلى : اليَلْمَعِيّ من القوم : الداعي الذي يتظنى الأمور ولا يكاد يخطىء ظنه ، قال أوس بن حجر (١٥) :

__________________

(١٢) زيادة من التهذيب ٢ / ٤٢٣.

(١٣) ديوانه ٣٠٤ ، والرواية فيه : (ضربها) مكان (زرها).

(١٤) ديوانه ٣٤٣.

(١٥) ديوانه ص ٥٣. والرواية فيه : الألمعي.

١٥٥

اليَلْمَعِيّ الذي يظن بك الظن

كأن قد رأى وقد سمعا

واللِّمَاع جمع اللُّمْعَة من الكلإ. والْتَمَعْتُ الشيء ذهبت به ، وأما قول الشاعر(١٦) :

أبرنا من فصيلتهم لِمَاعا

أي : السيد اللَّامِع ، وإن شئت فمعناه. الْتَمَعْناهُم ، أي : استأصلناهم.

__________________

(١٦) (القطامي) ديوانه ٣٦ والرواية فيه : فصيلته وصدر البيت : «زمان الجاهلية كلي حي».

١٥٦

باب العين والنون والفاء معهما

ع ن ف ، ع ف ن ، ن ع ف ، ن ف ع ، ف ن ع مستعملات

عنف :

العُنْف : ضد الرفق. عَنَفَ يَعْنُفُ عَنْفاً فهو عَنِيف. وعَنَّفْته تَعْنِيفا ، وجدت له عليك عُنْفا ومشقة.

وعُنْفُوان الشباب : أول بهجته ، وكذلك النبات. قال (١) :

تلوم امرأ في عُنْفُوَان شبابه

وتترك أشياع الضلالة حيرا

وقال (٢) :

وقد دعاها العُنْفُوان المخلس

واعْتَنَفْتُ الشيء كرهته.

عفن :

عَفِنَ الشيء يَعْفَن عَفَنا فهو عَفِن ، وهو الشيء الذي فيه ندوة يحبس في موضع فيفسد فإذا مسسته تفتت. وعَفِنَ الخبز أيضا إذا فسد وعشش

__________________

(١) لم نهتد إلى القائل.

(٢) لم نهتد إلى الراجز.

١٥٧

نعف :

النَّعْف من الأرض : المكان المرتفع في اعتراض ، ويقال : ناحية من الجبل ، وناحية من رأسه. والرجل يَنْتَعِف إذا ارتقى نَعْفاً. قال العجاج (٣) :

والنَّعْف بين الأسحمان الأطول

وقال رؤبة (٤) :

بادرن ريح مطر وبرقا

وظلمة الليل نِعَافا بلقا

والنَّعْف : ذؤابة النعل. والنَّعَفَة : أدمة تضطرب خلف مؤخر الرحل.

نفع :

النَّفْع : ضد الضر. نَفَعَهُ نَفْعاً ، وانْتَفَعْتُ بكذا.

والنَّفْعَة في جانبي المزادة ، يشق الأديم فيجعل في كل جانب نَفْعَة. نُفَيْع : اسم رجل.

فنع :

الفَنَع : نشر المسك ونفحته ، ونشر الثناء الحسن. يقال : له (٥) فَنَعٌ في الجود ، قال(٦) :

وفروع سابغ أطرافها

عللتها ريح مسك ذي فَنَع

أي : ذي نشر.

ومال ذو فَنَع ، وذو فنإ (٧) ، أي : ذو كثرة. والفَنَع أكثر وأعرف.

__________________

(٣) ديوانه ١٤٠ ، وفيه (عند) مكان (بين).

(٤) ليس في ديوانه.

(٥) سقطت (له) من (ط) و (س).

(٦) (سويد بن أبي كاهل). كما في التهذيب ٣ / ٤.

(٧) في النسخ الثلاث : فناع ، وهو تصحيف.

١٥٨

باب العين والنون والباء معهما

ع ن ب ، ع ب ن ، ن ع ب ، ن ب ع ، مستعملات

عنب :

رجل عانِب : ذو عِنَب كثير ، كما يقال : لابن وتامر ، أي كثير اللبن والتمر ، الواحدة : عِنَبَة ويجمع أَعْنَابا.

والعُنَّاب : ثمر ، والعُنَاب الجبل الصغير الأسود.

وظبي عَنَبَانٌ : نشيط ، ولم أسمع للعَنَبان فعلا. قال (١) :

يشتد شد العَنَبَانِ البارح

والعِنَبَة : قرحة تعرف بهذا الاسم.

والعُناب : المطر ، ويجمع أَعْنِبَة.

عبن :

العَبَنُ العَبَنَّى](٢) : الجمل الشديد الجسيم. وناقة عَبَنَّة وعَبَنَّاة ، ويجمع : عَبَنَّيَات. ورجل عَبَنُ الخلق : أي ضخمه وجسيمه. قال حميد بن ثور (٣) :

وفيها عَبَنُ الخلق مختلف الشبا

يقول المماري طال ما كان مقرما

__________________

(١) لم نهتد إلى القائل.

(٢) من التهذيب ٣ / ٧ من روايته عن الليث.

(٣) ديوانه ٣٢ والرواية فيه : (أمين) مكان (وفيها).

١٥٩

نعب :

نَعَبَ الغراب يَنْعَب نَعِيبا ونَعَبَانا ، وهو صوته.

وفرس مِنْعَب : جواد. وناقة نَعَّابة ، أي : سريعة.

نبع :

نَبَعَ الماء نَبْعاً ونُبُوعا : خرج من العين ، ولذلك سميت العين يَنْبُوعاً.

والنَّبْع : شجر يتخذ منها القسي. يُنَابِعَى : اسم مكان ويجمع : يَنَابِعَات. قال(٤) :

سقى الرحمن حزن يَنَابِعَاتٍ

من الجوزاء أنواء غزارا

__________________

(٤) لم نهتد إلى القائل.

١٦٠