كتاب العين - ج ٢

الخليل بن أحمد الفراهيدي

كتاب العين - ج ٢

المؤلف:

الخليل بن أحمد الفراهيدي


المحقق: الدكتور مهدي المخزومي والدكتور ابراهيم السامرّائي
الموضوع : اللغة والبلاغة
الناشر: مؤسسة دار الهجرة
الطبعة: ٢
الصفحات: ٣٧٦

ورَاعَيْتُ أُرَاعِي ، معناه : نظرت إلى ما يصير [إليه] أمري. وفي معناه : يجوز : رَعَيْتُ النجوم ، قالت الخنساء (٢٨) :

أَرْعَى النجوم وما كلفت رِعْيَتَها

وتارة أتغشى فضل أطماري

رَعَيْتُ النجوم ، أي : رقبتها ، وفلان يَرْعَى فلانا إذا تعاهد أمره. قال القطامي (٢٩) :

ونحن رَعِيَّة وهم رُعَاة

ولو لا رَعْيُهُم شنع الشنار

والرُّعْيَان : الرُّعَاة. والمَرْعَى : الرَّعْي أي المصدر ، والموضع.

واسْتَرْعَيْتُهُ : وليته أمرا يَرْعَاه. وإبل رَاعِيَة ، وتجمع رَوَاعِي.

والإِرْعَاء : الإبقاء على أخيك. وأَرْعَى فلان إلى فلان ، أي : استمع ، وروي عن الحسن : راعِنا بالتنوين وبغير التنوين ويفسر في باب (رعن).

ورجل تِرْعِيَّة : لم تزل صنعته وصنعة آبائه الرِّعَاية. قال (٣٠) :

يسوقها تِرْعِيَّة جاف فضل

وأَرْعَيْتُ فلانا ، أي أعطيته رِعْيَةً يَرْعَاها.

وعر :

الوَعْر : المكان الصلب وَعُرَ يَوْعُرُ ووَعَرَ يَعِرُ وَعْراً ووُعُوراً والجمع : وُعُور. وتَوَعَّرَ المكان. وفلان وَعْرُ المعروف : قليله. قال الفرزدق (٣١) :

وفت ثم أدت لا قليلا ولا وَعْراً

__________________

(٢٨) ديوانها ص ٥٨.

(٢٩) ديوانه ص ١٤٢.

(٣٠) لم نهتد إلى القائل.

(٣١) ديوانه ص ٣٢٣ ، وصدر البيت فيه :

اليكم وتلقونا بني كل حرة

٢٤١

أي : ولدت فأنجبت ، وأكثرت ، يعني : أم تميم. واسْتَوْعَرَ القوم طريقهم. وأَوْعَرُوا ، أي ، وقعوا في الوَعْر.

روع :

الرَّوْع : الفزع. رَاعَنِي هذا الأمر يَرُوعني ، وارْتَعْتُ له ، ورَوَّعَنِي فَتَرَوَّعْتُ منه. وكذلك كل شيء يَرُوعُكَ منه جمال أو كثرة. تقول : راعَنِي فهو رائِع. وفرس رائِع : كريم يَرُوعُك حسنه ، وفرس رائِع بيّن الرَّوْعَة. قال (٣٢) :

رائِعة تحمل شيخا رائِعا

مجربا قد شهد الوقائعا

والأَرْوَع من الرجال : من له جسم وجهارة وفضل وسودد ، وهو بيّن الرَّوَع. والقياس في اشتقاق الفعل منه : رَوِعَ يَرْوَع رَوَعا.

ورُوع القلب : ذهنه وخلده. يقال : رجع إليه رُوعُهُ ورُوَاعُهُ إذا ذهب قلبه ثم ثاب إليه.

ورع :

الوَرَع : شدة التحرج. وَرِّعْه : اكففه كفا. ورجل وَرِع مُتَوَرِّع. [إذا كان متحرجا](٣٣).

والوَرَع : الجبان ، وَرُعَ يَوْرُعُ وَراعَةً.

ومن التحرج : وَرِعَ يَرِعُ رِعَة. وسمي الجبان وَرَعا لإحجامه ونكوصه ، ومنه يقال : ودعت الإبل عن الحوض ، إذا رددتها فارتدت. وفي

__________________

(٣٢) المحكم : ٢ / ٢٥٠ واللسان (ووع).

(٣٣) زيادة من التهذيب لتوضيح المعنى.

٢٤٢

الحديث : وَرِّعُوا اللص ولا تراعوه (٣٤). أي ردوه بتعرض له ، أو بثنية ، ولا تنتظروا ما يكون من أمره. قال (٣٥) :

وقال الذي يرجو العلالة وَرِّعُوا

عن الماء لا يطرق وهن طوارقه

يعر :

اليَعْر واليَعْرَة : الشاة تشد عند زبية الذئب. واليُعَار : صوت من أصوات الشاء شديد. يَعَرَتْ تَيْعَرُ يُعارا. قال (٣٦) :

تيوسا بالشظي لها يُعار

واليَعُور (٣٧) : الشاة التي تبول على حالبها ، وتفسد اللبن (٣٨).

ريع :

الرَّيْع : فضل كل شيء على أصله ، نحو الدقيق وهو فضله على كيل البر ، ورَيْع البذر : فضل ما يخرج من النزل على أصل البذر.

والرَّيْع : رَيْع الدرع ، أي : فضل كمتها على أطراف الأنامل. قال قيس بن الخطيم(٣٩) :

مضاعفة يغشى الأنامل رَيْعُها

كأن قتيريها عيون الجنادب

__________________

(٣٤) التهذيب ٣ / ١٧٥ وروايته فيه ورع اللص ولا تراعه.

(٣٥) (الراعي) المحكم ٢ / ٢٥٢ واللسان (ورع).

(٣٦) اللسان (يعر) غير منسوب أيضا وصدره فيه :

«واما أشجع الخنثى فوفوا»

(٣٧) قال الجوهري : هذا الحرف هكذا جاء. وقال الأزهري : شاة يعور إذا كانت كثيرة اليعار.

(٣٨) ترجمة الكلمات الثلاث الأخيرة من (س) فقد سقطت من (ص) و (ط).

(٣٩) ديوانه ص ٨٢. والرواية فيه : فضلها.

٢٤٣

وراعَ يَرِيعُ رَيْعاً ، أي : رجع في كل شيء.

والإبل إذا تفرقت فصاح بها الراعي رَاعَت إليه ، أي : رجعت ، قال (٤٠) :

تَرِيعُ إلى صوت المهيب وتتقي

ورَيْعَانُ كل شيء أوله وأفضله. ورَيْعَانُ الشباب صدره. ورَيْعَانُ المطر أوله. والرِّيع : هو السبيل سلك أو لم يسلك ، قال (٤١) :

كظهر الترس ليس بهن رِيع

__________________

(٤٠) (طرفة) ديوانه ص وعجز البيت فيه :

بذي خصل روعات أكلف ملبد

(٤١) لسان العرب (ريع) منقوص وغير منسوب أيضا.

٢٤٤

باب العين واللام و (واي) معهما

ع ل و ، ع و ل ، ع ي ل ، ل ع و ، و ع ل ،

ل و ع ، ل ي ع ، و ل ع ، ي ع ل مستعملات

علو :

العُلُوّ لله سبحانه وتَعَالَى عن كل شيء فهو أَعْلَى وأعظم مما يثنى عليه ، لا إله إلا الله وحده لا شريك له.

والعُلُوّ : أصل البناء. ومنه العَلَاءُ والعُلُوّ ، فالعَلَاءُ الرفعة ، والعُلُوّ العظمة والتجبر.

[يقال] : عَلَا ملك في الأرض [أي : طغى وتعظم]. قال الله عزوجل : (إِنَّ فِرْعَوْنَ) عَلا (فِي الْأَرْضِ)(١).

ورجل عالي الكعب ، أي : شريف. قال (٢) :

لما علا كعبك لي عَلِيتُ

[وتقول] لكل شيء عَلَا : عَلَا يَعْلُو عُلُوّا ، و [تقول] في الرفعة والشرف : عَلِيَ يَعْلَى عَلَاءً.

والعَلْيَاء : رأس كل جبل مشرف. قال (٣) :

تحملن بالعَلْيَاء من فوق جرثم

__________________

(١) القصص ٤.

(٢) (رؤبة) ديوانه ص ٢٥.

(٣) (زهير) ديوانه ص ٩ وهو من معلقته ، وصدر البيت :

تبصر خليلي هلى ترى من ظعائن

٢٤٥

والعالِيَة : القناة المستقيمة. والجمع : العَوَالي. [ويسمى أَعْلَى القناة : العالِيَة. وأسفلها : السافلة](٤). والمَعْلَاة : كسب الشرف من المَعَالِي.

والعالِيَة من محلة العرب : الحجاز وما يليها ، والنسبة إليها : عُلْوِيّ.

وعُلْوُ كل شيء أَعْلَاه ترفع العين وتخفض. وذهب في السماء عُلْوا وفي الأرض سفلا. والعُلْو والسفل : أَعْلَى كل شيء وأسفله. و [يقال] : سفل الدار وعِلْوُها ، وسفلها وعُلْوُها.

وفلان من عِلْيَة الناس ، أي : من أهل الشرف. وهؤلاء عِلْيَة قومهم. مكسورة العين ، على فعلة خفيفة.

والعُلِّيَّة : الغرفة على بناء حرية ، في التصريف على : فعولة.

وعالِيَة الوادي : أَعْلَاه ، وسافلته : أسفله ، وفي كل شيء كذلك ، عُلْيا مضر ، وسفلى مضر. إذا قلت : عُلْيا قلت : سفلى ، وإذا قلت : عُلْو قلت : سفل. والسماوات العُلَى. الواحدة عُلْيا.

وتِعْلَى : اسم امرأة. قال (٥) :

سلام الله يا تِعْلَى

عليك ، الملك الأَعْلَى

والثنايا العُلْيا ، والثنايا السفلى.

والله تبارك وتَعَالَى هو العَلِيّ العالِي المُتَعَالِي ذو العُلَى والمَعَالي تَعَالَى عما يقول الظالمون عُلُوّا كبيرا.

و (عَلى) : صفة من الصفات ، وللعرب فيه ثلاث لغات : عَلَى زيد مال ، وعَلَيْك مال. ويقال : عَلَاك ، أي : عَلَيْك. ويقولون : كنت عَلَى

__________________

(٤) من التهذيب ٣ / ١٨٧ عن العين.

(٥) لم نقف عليه.

٢٤٦

السطح ، وكنت في أَعْلَى السطح. ويقولون : في موضع أَعْلَى عالٍ ، وفي موضع أَعْلَى عَلٍ. قال أبو النجم (٦) :

أقب من تحت عريض من عَل

وقد ترفعه العرب في الغاية فيقولون : من عَلُ. قال عبد الله بن رواحة :

شهدت فلم أكذب بأن محمدا

رسول الذي سوى السماوات من عَلُ

ويقال : اعْلُ عن مجلسك. فإذا قام فقد عَلَا عنه.

وتَعَلَّتِ المرأة فهي تَتَعَلَّى إذا طهرت من نفاسها.

وتقول : يا رجل تَعَالَهْ ، الهاء صلة ، فإذا وصلت طرحت الهاء. فتقول : تَعَالَ يا رجل ، وتَعَالَيَا وتَعَالَوْا ، وأماتوا هذا الفعل سوى النداء. وعَلْوَى : اسم فرس كان في الجاهلية.

والعِلَاوة : رأس الجمل وعنقه. والعِلَاوة : رأس الرجل وعنقه. والعِلَاوة : ما يحمل على البعير والحمار فوق العدلين بعد تمام الوقر ، والجميع : عِلَاوَات. وتقول : أعطيك ألفا ودينارا عِلَاوَة. والجمع العَلَاوَى على وزن فَعَالَى ، كالهِراوة والهَراوى.

وقال أبو سفيان : اعْلُ هُبَل ، فقال النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : الله أَعْلَى وأجل.

وعَلِيّ : اسم على فعيل ، إذا نسب إليه قيل : عَلَوِيّ.

والمُعَلَّى : القدح الأول يخرج في الميسر. وكل من قهر امرأ أو عدوا فقد عَلَاه واعْتَلَاه واسْتَعْلَى عليه. والفرس إذا جرى في الرهان وبلغ الغاية ، قيل : اسْتَعْلَى على الغاية واستولى.

ويقال : عُلْوَان الكتاب ، وأظنه غلطا ، وإنما هو عنوان.

والعِلْيان : الذكر من الضباع. والبعير الضخم أيضا.

__________________

(٦) اللسان (علا).

٢٤٧

وعِلِّيِّينَ : جماعة عِلِّيّ في السماء السابعة يصعد إليه بأرواح المؤمنين. والعَلَاة : الناقة الصلبة تشبه بالعَلَاة وهي السندان.

عول :

العَوْل : ارتفاع الحساب في الفرائض. والعالَة : الفريضة. تَعُول عَوْلاً. ويقال للفارض: اعْلُ الفريضة. والعَوْل : الميل في الحكم ، أي : الجور. والعَوْل : كل أمر عالَكَ. قالت الخنساء (٧) :

يكلفه القوم ما عَالَهم

وإن كان أصغرهم مولدا

والعَوْلَة من العَوِيل ، وهو البكاء. أَعْوَلَت المرأة إِعْوَالاً ، وهو شدة صياحها عند بكاء أو مكروه نزل بها. والعَوْل أيضا : المُعَوَّل. عَوَّلَ عليه : اقتصر عليه ، ولم يختر عليه. وعَوَّلْت عليه : استعنت به ، ومعناه : صيّرت أمري إليه. وتقول : أبفلان تُعَوِّلُ عليّ وبكذا إذا نازعك في أمر يتطاول عليك. قال (٨) :

وليس على دهر لشيء مُعَوَّل

وقال (٩) :

عندي ولا في القوم من مُعَوَّل

والعَوْل : قوت العِيال. هو يَعُولُهُم عَوْلاً. والمِعْوَل : حديدة ينقر بها الجبال ، قال(١٠) :

أنيابها كالمَعَاوِل

__________________

(٧) ديوانها ص ٣٠. وما في الأصول : «ويكفي العشير ما عالها».

(٨) لم نهتد إليه.

(٩) لم نهتد إليه.

(١٠) لم نهتد إليه.

٢٤٨

عيل :

العِيَال : جماعة عَيِّل. ورجل مُعِيل ومُعَيَّل : كثير العِيال. قال (١١) :

وواد كجوف العير قفر قطعته

به الذئب يعوي كالخليع المُعَيَّل

والعَيْلة الحاجة. عالَ الرجل يَعِيل عَيْلة إذا احتاج

وفي الحديث : ما عالَ مقتصد ولا يَعِيل (١٢). وقال (١٣) :

من عالَ يوما بعدها فلا انجبر

ولا سقى الماء ولا رعى الشجر

عَيْلَان : اسم أبي قيس بن عَيْلَان بن مضر.

لعو :

كلبة لَعْوَة ، وامرأة لَعْوَة ، وذئبة لَعْوَة ، أي : حريصة تقاتل عما تأكل. والجمع : اللَّعَوَات واللِّعَاء.

وتَلَعَّى العسل ونحوه : تعقد.

لَعاً : كلمة تقال عند العثرة. قال الأخطل (١٤) :

ولا هدى الله قيسا من ضلالتها

ولا لَعاً ذكوان إن عثروا

وعل :

الوَعِل وجمعه الأَوْعَال ، وهي الشاء الجبلية. وقد اسْتَوْعَلَت في الجبال ، ويقال : وَعِل ووَعْل. ولغة للعرب : وُعِل بضم الواو وكسر العين من

__________________

(١١) الصدر (لامرىء القيس) وهو في ديوانه ٩٢ أما عجز البيت فليس في ديوانه وقد تقدم ذلك عند ترجمة (العير).

(١٢) لسان العرب (عيل).

(١٣) لم نهتد إلى الراجز ولا إلى الرجز غير الأصول.

(١٤) ديوانه ١ / ٢٠٥.

٢٤٩

غير أن يكون ذلك مطردا ، لأنه لم يجىء في كلامهم : فُعِل اسما إلا دُئِل ، وهو شاذ.

والوَعْل ـ خفيف ـ بمنزلة بد ، كقولك : ما بد من ذلك ولا وَعْلٌ ،

وِعَال : اسم جبل. وَعْلَة : اسم رجل.

لوع :

اللَّوْعَة : حرقة يجدها الرجل من الحزن والوجد. ورجل هاع لاعٌ ، أي : حريص سيىء الخلق ، والفعل من هذا : لَاعَ يَلُوعُ لَوْعا ولُوُوعا. ويجمع على الأَلْوَاع واللَّاعِين.

والمرأة اللَّاعَة ، ويقال : اللَّاعة ـ بلامين ـ : التي تغازلك ولا تمكنك. قال أبو خيرة: هي اللَّاعة بهذا المعنى ، والأول قول أبي الدقيش.

ليع :

لَاعَنِي الهم والحزن فَالْتَعْتُ التِيَاعاً : أي : أحزنني فحزنت.

ولع :

الوَلَع : نفس الوَلُوع. تقول : أُولِعَ بكذا وَلُوعا وإِيلَاعاً إذا لج ، وتقول : وَلِعَ يَوْلَعُ وَلَعاً.

ورجل وَلِعٌ ووَلُوعٌ ولَاعَةٌ. والمُوَلَّع : الذي أصابه لمع من برص في وجهه والله وَلَّعَ وجهه ، أي : برصه. قال : (١٥)

كأنها في الجلد تَوْلِيعُ البهق

__________________

(١٥) (رؤبة) ديوانه ١٠٤.

٢٥٠

والوَلِيع : الطلع ما دام في قيقاته كأنه اللؤلؤ في شدة بياضه ، الواحدة : وَلِيعَة. قال(١٦) :

تبسم عن نير كالوَلِيع

يشقق عنه الرقاة الجفوفا

الجفوف : القشور. والرقاة الذين يرتقون النخل.

يعل :

اليَعْلُول واليَعَالِيل من السحاب : قطع بيض. قال (١٧) :

تجلو الرياح القذى عنه وأفرطه

من صوب سارية بيض يَعَالِيلُ

__________________

(١٦) التهذيب ٣ / ٢٠٠.

(١٧) (كعب بن زهير) ديوانه ٧.

٢٥١

باب العين والنون و (واي) معهما

ع ن و ، ع ن ي ، ع ون ، ع ي ن ، ن ع و ،

ن ع ي ، و ع ن ، ن و ع ، ن ي ع مستعملات

عنو :

العانِي : الأسير ، أقر بالعُنُوّ والعَناء وهما مصدران قال (١) :

ابني أمية إني عنكما عانِي

وما العنا غير أني مرعش فاني

قوله : عانٍ ، أي : ماسور ، أي ليس عُنُوِّي إلا أني مرعش. ويقال للأسير : عَنَا يَعْنُو وعَنِيَ يَعْنَى إذا نشب في الإسار. قال (٢) :

ولا يفك طوال الدهر عانِيها

وتقول : أَعْنُوه ، أي أبقوه في الإسار.

والعانِي : الخاضع المتذلل. قال الله عزوجل : (وَ) عَنَتِ (الْوُجُوهُ لِلْحَيِّ الْقَيُّومِ)(٣) وهي تَعْنُو عُنُوّاً.

وجئت إليك عانِيا : أي : خاضعا كالأسير المرتهن بذنوبه. والعَنْوة : القهر. أخذها عَنْوة ، أي : قهرا بالسيف. والعانِي مأخوذ من العَنْوة ، أي : الذلة.

__________________

(١) لم نهتد إليه في غير الأصول.

(٢) لم نقف عليه في غير الأصول.

(٣) طه ١١١.

٢٥٢

والعُنْوان : عُنْوان الكتاب ، وفيه ثلاث لغات : عَنْوَنْتُ ، وعَنَّنْتُ وعَيَّنْتُ ، وعُنْوان الكتاب مشتق من المعنى ، يقال.

عني :

عَنانِي الأمر يَعْنِينِي عِناية فأنا مَعْنِيٌ به. واعْتَنَيْتُ بأمره. وعَنَتْ أمور واعْتَنَتْ ، أي : نزلت ووقعت. قال رؤبة (٤) :

إني وقد تَعْنِي أمور تَعْتَنِي

ومَعْنَى كل شيء : محنته وحاله الذي يصير إليه أمره.

والعَناء : التَّعْنِيَة والمشقة. عَنَّيْتُهُ تُعَنِّيه. والمُعَنَّى : كان أهل الجاهلية إذا بلغت إبل الرجل مائة عمدوا إلى البعير الذي أمأت به إبله فأغلقوا ظهره لئلا يركب ولا ينتفع بظهره ليعلم أن صاحبها مميء وإغلاق ظهره أن ينزع منه سناسن من فقرته ، ويعقر سنامه. قال الفرزدق (٥) :

غلبتك بالمفقىء والمُعَنِّي

وبيت المحتبى والخافقات

والعَنِيَّة : الهناء ، وقيل : بل هي بول يعقد بالبعر. قال أوس بن حجر (٦) :

كأن كحيلا معقدا أو عَنِيَّة

عون :

كل شيء اسْتَعَنْتَ به ، أو أَعَانَكَ فهو عَوْنُك. والصوم عَوْن على العبادة. وتقول : هؤلاء عَوْنُك ، الذكر والأنثى والجميع سواء ، ويجمع أَعْوَان. وأَعَنْتُهُ إِعَانَة. وتَعَاوَنُوا أي : أَعَانَ بعضهم بعضا.

__________________

(٤) ديوانه ١٦٣.

(٥) ديوانه ص ١١٠.

(٦) ديوانه ٦٧ وعجز البيت :

على رجع ذفراها من اللبت» واكف

٢٥٣

ورجل مِعْوَان : حسن المَعُونة. والمَعُونة على مفعلة في القياس عند من جعله من العَوْن. وعند أناس هي : فعولة من الماعون ، الفاعول.

والعَوَان : البقرة النصف في سنها. والحرب العَوَان التي كانت قبلها حرب بكر ، وهي أول وقعة ، ثم تكون عَوَاناً كأنها ترفع من حال إلى حال أشد منها. ويقال للمرأة النصف : عَوَان قال :

نواعم بين أبكار وعُون

والعَانَة : القطيع من حمر الوحش ، وتجمع على عَانَات وعُون. وعَانَات : موضع من ناحية الجزيرة تنسب إليه الخمر العانيَّة.

وعَانَة الرجل : إسبه من الشعر على فرجه ، وتصغيره : عُوَيْنَة.

عين :

العَيْن الناظرة لكل ذي بصر. وعَيْن الماء ، وعَيْن الركبة.

والعَيْن من السحاب ما أقبل عن يمين القبلة ، وذلك الصقع يسمى العَيْن. يقال : نشأت سحابة من قبل العَيْن فلا تكاد تخلف.

وعَيْن الشمس : صيخدها. ويقال لكل ركبة عَيْنَانِ كأنهما نقرتان في مقدمها. والعَيْن : المال العتيد الحاضر.

يقال : إنه لَعَيْن غير (دين) (٧) ، أي : مال حاضر. ويقال : إن فلانا لكريم عَيْن الكريم. ويقال : لا أطلب أثرا بعد عَيْن ، أي : بعد مُعَايَنَة.

ويقال : العَيْن : الدينار ، قال أبو المقدام (٨) :

حبشي له ثمانون عَيْنا

بين عَيْنَيْهِ قد يسوق إفالا

وعِنْتُ الشيء بعَيْنِهِ فأنا أَعِينُهُ عَيْناً ، وهو مَعْيُونٌ ، ويقال : مَعِين

__________________

(٧) في (ص) : بياض وفي (ط) و (س) : عين.

(٨) التهذيب ٣ / ٢٠٨ ، واللسان (عين).

٢٥٤

ورجل مِعْيان : خبيث العَيْن ، قال في المَعْيُون : (٩)

قد كان قومك يحسبونك سيدا

وإخال أنك سيد مَعْيُون

والعَيْن : الميل في الميزان ، تقول : أصلح عَيْنَ ميزانك.

والعَيْن الذي تبعثه لتجسس الخبر ، ونسميه العرب ذا العُيَيْنَتَيْنِ ، وذا العِيَيْنَتَيْنِ وذا العُوَيْنَتَيْنِ كله بمعنى واحد. ورأيته عِيَانا ، أي : مُعَايَنَةً.

وتَعَيَّنَ السقاء ، أي : بلي ورق منه مواضع [فلم يمسك الماء](١٠) ، قال القطامي(١١) :

ولكن الأديم إذا تفرى

بلى وتَعَيُّناً غلب الصناعا

وتَعَيَّنَ الشعيب ، أي : المزادة. والعِينَة : السلف ، وتَعَيَّنَ فلان من فلان عِينَة ، وقد عَيَّنَه فلان تَعْيِينا.

والعِين : بقر الوحش وهو اسم جامع لها كالعِيس للإبل. ويوصف بسعة العَيْن ، فيقال : بقرة عَيْنَاء وامرأة عَيْنَاء ، ورجل أَعْيَن ، ولا يقال : ثور أَعْيَن. وقيل : يقال ذلك. وروي عن أبي عمرو. وهو حسن العِينَة والعَيَن ، والفعل : عَيِنَ عَيَناً.

والعَيَن : عظم سواد العَيْن في سعتها. ويقال : الأَعْيَن : اسم للثور وليس بنعت.

وهؤلاء أَعْيَان قومهم ، أي أشراف قومهم. ويقال لكل إخوة لأب وأم ، ولهم إخوة لأمهات شتى : هؤلاء أَعْيَان إخوتهم.

والماء المَعِين : الظاهر الذي تراه العُيُون.

وثوب مُعَيَّن : في وشيه ترابيع صغار تشبه عُيُون الوحش.

__________________

(٩) لم نهتد إليه.

(١٠) زيادة من التهذيب ٣ / ٢٠٦ لتوضيح المعنى.

(١١) ديوانه ـ ص ٣٤.

٢٥٥

وأولاد الرجل من الحرائر : بنو أَعْيَان ، ويقال : هم أَعْيَان.

نعو :

النَّعْو : الشق في مشفر البعير الأعلى من قول الطرماح (١٢) :

خريع النَّعْو مضطرب النواحي

كأخلاف الغريفة ذا غضون

نعي :

نَعَى يَنْعَى نُعْياً. وجاء نَعِيُّه بوزن فعيل. وهو خبر الموت. والنَّعِيّ : نداء الناعِي. وانتشار ندائه. والنَّعِيّ أيضا : الرجل الذي يَنْعَى. قال (١٣) :

قام النَّعِيّ فأسمعا

ونَعَى الكريم الأروعا

والاسْتِنْعاء : شبه النفار. واسْتَنْعَى القوم إذا كانوا مجتمعين فتفرقوا لشيء فزعوا منه.

واسْتَنْعَتِ الناقة ، أي : عدت بصاحبها نافرة. ويقال : يا نَعَاء العرب ، أي : يا من نَعَى العرب. قال الكميت (١٤) :

نَعَاءِ جذاما غير موت ولا قتل

ولكن فراقا للدعائم والأصل

يذكر انتقال جذام بنسبهم. وفيه لغة أخرى ، يا نُعْيَانَ العرب ، وهو مصدر نَعَيْتُهُ نُعْياً ونُعْيَاناً.

__________________

(١٢) ديوانه ٥٣٤. في النسخ : ذي غضون ، وكذلك في اللسان (خرع) و (نعو) مع نصب الصفات قبله.

(١٣) التهذيب ٣ / ٢١٩. اللسان (نعى) ، في (س) : قال.

(١٤) ليس في مجموع شعر الكميت ، ولكنه في التهذيب ٣ / ٢١٨ ، واللسان (نعى).

٢٥٦

وعن :

الوَعْنَة : جمعها : الوِعَان ، بياض تراه على الأرض تعلم به أنه وادي النمل ، لا ينبت شيئا. قال (١٥) :

كالوِعان رسومها

وتَوَعَّنَتِ الغنم : أخذ فيها السمن أيام الربيع. وكانت تلبية الجاهلية :

وعن إليك عانية

عبادل اليمانيه

على قلاص ناجيه

نوع :

النَّوْع والأَنْوَاع جماعة كل ضرب وصنف من الثياب والثمار والأشياء حتى الكلام.

والنُّوع : الجوع ، ويقال : هو العطش وبالعطش أشبه ، لقول العرب عليه الجوع والنُّوع ، وجائع نائِع. ولو كان الجوع نُوعا لم يحسن تكريره. وقال آخر : إذا اختلف اللفظان كرروا والمعنى واحد.

ينع :

يَنَعَت الثمرة يُنْعا ويَنْعا. وأَيْنَعَ إِيناعاً. والنعت : يانِع ومُونِع.

__________________

(١٥) في اللسان (وعن) : كالوعان رسومها وفي التاج كذلك ، منقوص غير منسوب.

٢٥٧

باب العين والفاء و (واي) معهما

ع ف و ، ف ع د ، ع ي ف ، ي ف ع مستعملات

عفو :

العَفْو : تركك إنسانا استوجب عقوبة فَعَفَوْتَ عنه تَعْفُو ، والله العَفُوّ الغفور. والعَفْو : أحلُّ المال وأطيبُهُ. والعَفْو : المعروف. والعُفَاة : طلاب المعروف ، وهم المُعْتَفُون. واعْتَفَيْتُ فلانا : طلبت معروفه.

والعافِيَة من الدواب والطير (١) : طلاب الرزق ، اسم لهم جامع.

وجاء في الحديث : من غرس شجرة فما أكلت العافِيَة منها كتبت له صدقة (٢). والعافِيَة : دفاع الله عن العبد المَكارِهَ. والاسْتِعَفَاء : أن تطلب إلى من يكلفك أمرا أن يُعْفِيَك منه أي يصرفه عنك.

والعَفَاء : التراب. والعَفَاء : الدروس ، قال :

__________________

(١) في اللسان : والعافِيَة : طلاب الرزق من الإنس والدواب ، والطير.

(٢) في اللسان : وفي الحديث : من أحيا أرضا ميتة فهي له ، وما أكلت العافية منها فهو له صدقة.

وجاء أيضا في حديث أم مبشر الأنصارية قالت : دخل علي رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم وأنا في نخل لي فقال : من غرسه أمسلم أم كافر؟ قلت : لا بل مسلم ، قال : ما من مسلم يغوس غرسا أو يزرع زرعا فيأكل منه إنسان أو دابة أو طائر أو سبع إلا كانت له صدقة.

٢٥٨

على آثار من ذهب العَفَاء (٣)

تقول : عَفَت الديار تَعْفُو عُفُوّاً ، والريح تَعْفُو الدار عَفَاء وعُفُوّاً وتَعَفَّت الدار والأثر تَعَفِّياً. والعَفْو والعِفْو والجميع عِفْوَة (٤) : الحمر الأفتاء والفتيات ، والأنثى عِفَوَة ولا أعلم واوا متحركة بعد حرف متحرك في في آخر البناء غير هذا ، وأن [لغة](٥) قيس بها جاءت (٦) وذلكم أنهم كرهوا عِفاة في موضع فعلة وهم يريدون الجماعة فيلتبس بوحدان الأسماء فلو تكلف متكلف أن يبني من العَفْو اسما مفردا على فعلة لقال عِفاة.

وفيه قول آخر : يقال همزة العَفَاء والعَفَاءة ليست بأصلية إنما هي واو أو ياء لا تعرف لأنها لم تصرف ولكنها جاءت أشياء في لغات العرب ثبتت المدة في مؤنثها نحو العماء والواحدة العماءة ليست في الأصل مهموزة ولكنهم إذا لم يكن بين المذكر والمؤنث فرق في أصل البناء همزوا بالمدة كما تقول : رجل سقاء وامرأة سقاءة وسقاية. قيل أيضا ، من ذهب إلى أن أصله ليس بمهموز (٧).

والعِفَاء ما كثر من الريش والوبر. ناقة ذات عِفَاء كثيرة الوبر طويلته قد كاد ينسل للسقوط. وعِفَاء النعامة : الريش الذي قد علا الزف الصغار ، وكذلك الديك ونحوه من الطير ، الواحدة عِفَاءة بمدة وهمزة ، قال (٨) :

__________________

(٣) عجز بيت (زهير) وصدره :

تحمل اهلها عنها فبانوا

والبيت في شرح ديوان زهير ص ٥٨ وفي اللسان.

وفي الأصول المخطوطة : على آثار ما ذهب العفاء.

(٤) في اللسان : والعفو والعفو والعفو والعفا والعفا تبصرهما : الحجش. وفي التهذيب : ولقد الحمار. والجمع أعفاء وعفاء وعفوة.

(٥) ما بين المعقوفين من اللسان وهو شيء يقتضيه السياق وهو الفعل جاءت.

(٦) كذا في ط وس في ص : كان.

(٧) في الأصول المخطوطة : بمهموزة.

(٨) لم نهتد إلى القائل ،.

٢٥٩

أجد مؤثفة كأن عِفَاءَها

سقطان من كنفي ظليم جافل

وعِفَاء السحاب : كالخمل (٩) في وجهه لا يكاد يخلف (١٠) ، ولا يقال للواحدة عِفَاءة حتى تكون كثيرة فيها كثافة.

فعو :

الأَفْعَى : حية رقشاء طويلة العنق عريضة الرأس ، لا ينفع منها رقية ولا ترياق ، وربما كانت ذات قرنين. والأُفْعُوَان : الذكر.

عوف :

العَوْف : الضيف ، وهو الحال أيضا (١١) : تقول : نعم عَوْفُك أي ضيفك. والعَوْف : اسم من أسماء الأسد لأنه يَتَعَوَّفُ بالليل فيطلب. ويقال : كل من ظفر في الليل بشيء (١٢) فالذي يظفر به عُوَافَتُه. وعُوَافَة وعَوْف (١٣) من أسماء الرجال. ويقال : العَوْف الأير. ويقال : العَوْف نبت

عيف :

عافَ الشيء يَعافُه عِيَافَة (١٤) إذا كرهه من طعام أو شراب. والعَيُوف من الإبل : الذي يشم الماء فيدعه وهو عطشان. والعِيَافة زجر الطير ، وهو أن ترى طيرا أو غرابا فتتطير ، تقول : ينبغي أن يكون كذا فإن لم تر شيئا قلت بالحدس فهو عِيَافة. ورجل عائِف يتكهن ، قال : عثرت طيرك أو تَعِيف.

__________________

(٩) كذا في (ط) و (ص) في (س) : كل ما تحمد.

(١٠) كذا في اللسان في الأصول المخطوطة : يخفف.

(١١) في اللسان : وخص بعضهم به الشر.

(١٢) كذا في س في ط وص : فهو الذي.

(١٣) كذا في الأصول المخطوطةفي اللسان : وعرف وعويف : من أسماء الرجال.

(١٤) في اللسان : عاف الشيء يعافه عيفا وعيافة وعيافا وعيفانا.

٢٦٠