مآثر الكبراء في تأريخ سامرّاء - ج ١

الشيخ ذبيح الله المحلاتي

مآثر الكبراء في تأريخ سامرّاء - ج ١

المؤلف:

الشيخ ذبيح الله المحلاتي


الموضوع : التاريخ والجغرافيا
الناشر: انتشارات المكتبة الحيدريّة
المطبعة: شريعت
الطبعة: ١
ISBN: 964-503-035-8
ISBN الدورة:
964-503-039-0

الصفحات: ٤٠٨

ومنهم : ومنهم شهباز خان بن مرتضى قلي خان الثاني ، قال نوّاب محمود خان في تاريخه : إنّ شهباز خان جلس على مسند الحكومة في شيراز ، وفي سنة ١١٢٥ صار أمير الأمراء ، وكان متفقا مع فتحقلي خان أفشار حتّى أسره كريم خان زند ثمّ أكرمه وعظّمه وزوّج لابنه أبو الفتح خان بنته سلطان خانم ، وكان شهباز خان فاضلا ، له كتاب في علم النجوم ، وديوان يشبه ديوان العنصري وأبي الفرج الرومي ، وكان له مهارة كاملة في علم الإنشاء ومستظرفات الصنايع ، وكان خطّه في نهاية الجودة كقلم الدرويش.

ومنهم : الأمير محمود خان ، كان أمير الأمراء في أصبهان ، له ديوان شعر نحو ديوان الأنوري ، وبعد وفاته انتقلت رياسته إلى ابنه شهباز خان ، توفّي سنة ١٢٦١.

ومنهم :

الأمير المؤيّد والملك المسدّد أحمد خان عليه الرحمة

هو ابن مرتضى قلي خان الثاني ، وهو الذي بذل جهده في عمارة سامرّاء ، وكان فاضلا حسن السيرة ، ليّن العريكة ، شجاعا جوادا مسيسا ديّنا ، وكان نادر شاه يعظّمه ويوقّره ، وإنّه ختم على ظهر كتاب الله وحلف بذلك على أنّه يعمل له بما رقم لهم سلاطين الصفويّة بتفويضهم نواحي كردستان ، فاطمأنّ أحمد خان بذلك وهاجر من نواحي كردستان ومعه مائة ألف بيت إلى بلدة خوي ومرند وزنوز وأرونق إلى نهر أرس وتوطّنوا بها ، ثمّ اشتغل أحمد خان بالعمارة فعمّر بلدة خوي بعد أن غلب عليها الخراب فبنى فيها اثنتي عشرة محلّة ، وأحدث فيها حدائق كثيرة ، وأسكن فيها وفي نواحيها أربعمائة ألف بيت من المسلمين والنصارى واليهود ، وكان مدّة عمارته خمسين سنة وستّة أشهر. ومن آثاره الباقية عمارة مشهد العسكريّين عليهما‌السلام من الصحن والرواق والبهو والحرم والمأذنتين والسرداب

٤٠١

والمسجد والحمّام والخان وغيرها ، غير أنّه لم يوفّق لإتمامه وتكميله فأتمّه وأكمله ابنه الأمير حسين قلي خان.

قال : وفي عهد إمارة أحمد خان كان الناس في عهد الأمان ورغد العيش ، وكان السلطان سليم باشا العثماني لم يزل يوصّي الحكّام المجاورين لآذربيجان بإطاعة أحمد وترضية خاطره ، ثمّ إنّ أحمد خان مع ولده الأكبر وأخيه سليمان قتلوا في حرب كريم خان زند ، وخلّف أحمد خان من الأولاد الذكور ثمانية ومن الإناث أربعا ، ثمّ الأمير حسينقلي خان حمل نعش أبيه أحمد خان مع ألف فارس وعدّة من العلماء والقرّاء وأرباب المناصب إلى سرّ من رأى ودفن في سرداب هيّئه لنفسه عند الروضة المطهّرة في الرواق.

أقول : وعلى قبره رخام صقيل أسمر اللون ، منصوب في الجدار مكتوب عليه : «هو الحيّ لا يموت ، چون به حكم ازلى وعنايت پادشاه توقيع توفيق بناى اين طاق رفيع آسمان ومنشور سعادت اين رواق منيع خلد آسا بنام نامى امير عادل وخديو باذل حامى رايات جود وداد ، وما حى آيات جور وفساد ناصر الدنيا والدين احمد خان الدنبلى غفر الله العلى موشّح گرديده بود ، بعد از آن در هنگام زوال يوم الاحد چهاردهم ماه ربيع الأوّل سنه هزار ودويست از هجرت آفتاب عمر روز شرّ ازمان زوال آمد وبدرجه رفيعه شهادت رسيد ، از الطاف كامله الهى به رتبه جوار همين آستان مقدّس معزوز عنوان صحيفه سعادتش بطراز رقم مرحمت شيم «تلك الجنّة التي أورثتموها بما كنتم تعملون» مطرّز گرديد».

وكتب على حواشي الرخام أبيات فارسيّة مليحة أعرضنا عن ذكرها.

وحدّثني بعض من أثق به أنّه قال : رأيت جسد أحمد خان الدنبلي بعد سنين متطاولة غضّا طريّا وعلى رجليه أثر الحنا.

قال : وكان سبب ذلك أنّا حفرنا قبرا بقرب مقبرة أحمد خان الدنبلي فنظرنا إلى

٤٠٢

جسده من ثقبة حدثت في الحائط فرأيته غضّا طريّا لم يتغيّر ، استشهد على ما في لوح مزاره يوم الأحد الرابع عشر من ربيع الأوّل سنة ١٢٠٠.

ومنهم : الأمير المؤيّد حسين قلي خان بن أحمد خان المزبور ، كان عالما فاضلا في علوم الطبّ والنجوم والهندسة ، وبنى مسجدا وحمّاما وخانا لزوّار سرّ من رأى بتفصيل ما تقدّم ، ثمّ إنّه قتل غيلة وحمل نعشه إلى سرّ من رأى ودفن عند أبيه وعلى قبره رخام أصفر صقيل من أثمن الأحجار ، وحفرت عليه أبيات لطيفة وعبارات رشيقة قرأتها بنفسي ، منها :

«كان صاحب هذا المرقد المنوّر والمضجع المعطّر الأمير المعظّم والملك المكرّم مالك أزمّة العباد ، ماسك أعنّة الأجناد ، قائد الجيوش المنصورة ، رافع الرايات المنشورة ، مالك زمام أمور الأنام ، حافظ ثغور الإسلام ، الواصل إلى جوار رحمة هذه الروضة المباركة المنيعة ، ورافع الأبنية المشرّفة الرفيعة ، أحسن الأمراء سيرة ، وأخلقهم سريرة ، وأوسعهم صدرا ، وأنورهم بدرا ، وأنفعهم كفّا ، وأوقعهم حلما ، وأسعدهم نجما ، وأتمّهم وفاء ، وأعمّهم سخاء ، وأوفاهم حباء ، وأغناهم غناء ، وأعظمهم قدرا ، وأفخهم ذكرا ، وأمدّهم باعا ، وأشدّهم اتّساعا ، وأطوعهم أنصارا ، وأروعهم سيفا وسنانا ، الأمير حسين قلي خان ابن أحمد خان الدنبلي حشرهم الله مع النبي والولي انتقل برحمة الله تعالى من محبس دار الغرور إلى بحبوحة دار السرور ودخل جنّة الخلد التي أعدّت للمتقين ، فارق الدنيا مع ثبات الدين ليلة السبت عاشر شهر رمضان سنة ١٢١٣».

ومنهم : نوّاب محمّد صادق بن الحسين قلي خان بن أحمد خان ، توفّي سنة ١٢١٣ ، وحمل نعشه إلى سامرّاء ودفن عند أبيه وجدّه.

ومنهم : نوّاب جعفر قلي خان بن أحمد خان ، توفّي سنة ١٢٢٩ وحمل نعشه إلى سامرّاء.

ومنهم : كلب علي خان بن أحمد خان الدنبلي.

٤٠٣

ومنهم : نظر علي بيك حملا بعد وفاتهما إلى سرّ من رأى ، ودفنا عند احمد خان ، على قبر كلّ واحد منهما رخام أصفر صقيل ، ومقبرتهم معروفة إلى اليوم في سامرّاء.

ومنهم : الأمير أحمد بن أمير بيك.

ومنهم : الأمير بهلول بن جمشيد.

ومنهم : الحاج بيك ابن الأمير ولي.

ومنهم : السلطان علي بن الحاج بيك.

ومنهم : الشاه بند خان بن أيوند جان.

ومنهم : غياث بيك بن علي خان.

ومنهم : الأمير خداداد خان بن نجف علي خان.

ومنهم : الأمير فتحعلي ابن الأمير خداداد.

ومنهم : نجفقلي خان بن فتحعلي بيك.

ومنهم : بهاء الدين عبد الرزّاق بيك.

ومنهم : كوچك خان بن خداداد.

فهؤلاء كلّهم من أمراء الدنابلة ومن خلّص الشيعة ، ولكلّ واحد منهم حظّ وافر من العلم والأدب والفضل والنبالة ، وقد اشتهروا في أعصارهم وبلغت حكومتهم أسمى المراتب ، ونحن أمسكنا عن شرح حالهم خوفا من التطويل ، وأمّا مآثر السلماسي والمولى الميرزا محمّد رفيع والمولى الميرزا محمّد شفيع الذين كانوا بيدهم تولية أمر العمارة من قبل الدنابلة في سامرّاء فسيأتي ذكرها إن شاء الله في محلّها.

وقد تمّ الجزء الأوّل من تاريخ سامرّاء في الخامس والعشرين من جمادى الأوّل سنة ١٣٥٠ ، أمّا الطبع الثاني هذا قد وقع الفراغ منه في شهر رمضان سنة ١٣٨٨ هجري.

٤٠٤

فهرس المطالب

تقديم........................................................................... ٥

ترجمة المؤلف..................................................................... ٨

مقدّمة المؤلّف.................................................................. ١٣

أسماء سامرّاء................................................................... ١٥

وجه تسمية سامرّاء.............................................................. ٢٠

تعيين درجة سامرّاء.............................................................. ٢٣

بدء بناء سامرّاء................................................................. ٢٩

عمارة سامرّاء في عصر هارون الرشيد.............................................. ٣٠

ترجمة هارون الرشيد............................................................. ٣٤

ترجمة المعتصم.................................................................. ٣٥

عمارة سامرّاء في عصر المعتصم................................................... ٣٩

سبب خروج المعتصم من بغداد إلى سامرّاء......................................... ٣٩

صفة غلمان المعتصم وذهابهم إلى سامرّاء........................................... ٤١

بناء المعتصم القاطول قرب سامرّاء................................................. ٤٣

سبب اختيار المعتصم سرّ من رأى دون غيرها...................................... ٤٤

اشتياق المعتصم تمصير سامرّاء.................................................... ٤٥

صفة بناء سامرّاء وتمصيرها بأمر المعتصم........................................... ٤٦

صفة قطايع سامرّاء وشوارعها..................................................... ٤٧

٤٠٥

إنشاء المعتصم العمارات والبساتين في الجانب الغربي من دجلة........................ ٥٢

عمارة سامرّاء في عصر الواثق بالله ابن المعتصم...................................... ٥٤

ترجمة الواثق بالله................................................................ ٥٥

عمارة سامرّاء في عصر المتوكّل ؛ جعفر بن المعتصم.................................. ٥٧

بناء المسجد الجامع والملوية....................................................... ٥٧

كثرة قصور سامرّاء والأبنية الجليلة فيها............................................. ٦٧

تاريخ المتوكّل وآثاره............................................................ ١١٣

تفسير طيالسة النصارى بأمر المتوكّل............................................. ١١٥

عقد البيعة لبنيه الثلاثة........................................................ ١١٦

شغف المتوكّل بالجواري......................................................... ١١٧

نبذة من نوادر المتوكّل.......................................................... ١١٩

محن العلويّين في خلافة المتوكّل.................................................. ١٢٣

المتوكّل وابن السكّيت.......................................................... ١٢٦

الثياب في زمن المتوكّل.......................................................... ١٢٦

المتوكّل وما فعل بأتياخ......................................................... ١٢٧

سبب كرب المتوكّل قبر الحسين عليه‌السلام............................................. ١٢٨

ذهاب المتوكّل إلى دمشق....................................................... ١٢٩

المتوكّل وشرائه السيف الذي قتل به.............................................. ١٣٠

كيف قتل المتوكّل............................................................. ١٣١

جلوس المنتصر................................................................ ١٣٥

أديار سامرّاء ونواحيها......................................................... ١٣٧

العثور على بعض الآثار الجليلة في سامرّاء......................................... ١٧٠

أخبار الإمام أبي الحسن عليّ الهادي عليه‌السلام بانحلال سامرّاء وخرابها.................... ١٧٤

٤٠٦

كلام الحموي في انحلال سامرّاء................................................. ١٧٦

كلام ابن المعتز في انحلال سامرّاء................................................ ١٧٧

سبب انحلال سامرّاء وخرابها.................................................... ١٧٩

العراق ووجه تسميته........................................................... ١٨٢

حدّ العراق................................................................... ١٨٣

فضل العراق وأهله............................................................ ١٨٣

فضل سامرّاء على سائر بلدان العراق............................................ ١٨٧

فضل سامرّاء على بغداد....................................................... ١٨٨

موقعيّة سامرّاء للعمارة.......................................................... ١٩٤

موقع سامرّاء في عصر ما قبل التاريخ............................................. ١٩٥

العثور على الآثار القبتاريخيّة التي مرّ ذكرها....................................... ١٩٦

سامرّاء الجديدة وهيئتها الحاضرة................................................. ١٩٦

تاريخ الجسر الموجود........................................................... ١٩٩

سور سامرّاء.................................................................. ٢٠٠

بدء بناء سور سامرّاء.......................................................... ٢٠٠

نبذة من حياة السيّد إبراهيم المذكور............................................. ٢٠٤

آبار سامرّاء ونواحيها.......................................................... ٢٠٦

المعجم الهجائي لذكر البقاع والأمكنة في سامرّاء ونواحيها حاضرها وماضيها........... ٢٠٩

أبو دلف.................................................................... ٢٠٩

مآثر أبي دلف قاسم بن عيسى العجلي.......................................... ٢١٢

دجلة سامرّاء ومبدؤها والبلاد التي تمرّ عليها....................................... ٢٧٠

المقابر والمشاهد في سامرّاء ونواحيها.............................................. ٢٨٨

أخبار المليكة نرجس وبدأ أمرها................................................. ٣٠١

٤٠٧

كيفيّة ولادة الحجّة برواية الحضيني............................................... ٣٠٧

صفة بناء الدار (الروضة البهيّة للعسكريّين عليهما‌السلام)................................ ٣١٤

العمارة الأولى وتاريخ مبدءها.................................................... ٣١٤

صفة الدار................................................................... ٣١٥

نبذة من آثار آل حمدان........................................................ ٣١٩

نبذة من أخبار أحمد بن بويه.................................................... ٣٢٢

نبذة من مآثر آل بويه......................................................... ٣٢٥

أبو منصور (فلادستون بن كاليجار)............................................. ٣٤٣

الملك رحيم خسرو فيروز....................................................... ٣٤٣

نبذة من تاريخ البساسيري...................................................... ٣٤٥

صفة بناء سرداب الغيبة........................................................ ٣٥٠

اعتقاد الإماميّة في صاحب السرداب............................................. ٣٥٥

نبذة من أخبار أحمد الناصر وتاريخه.............................................. ٣٥٧

الأمير الشيخ حسن الكبير..................................................... ٣٧٨

نبذة من أخبار السلاطين الصفويّة.............................................. ٣٨١

نبذة من فتنة الأفاغنة.......................................................... ٣٨٣

صفة البناء ومنظر الصحون الثلاثة.............................................. ٣٨٨

صفة البهو والمأذنتين........................................................... ٣٩٠

صفة الرواق والروضة البهيّة..................................................... ٣٩١

نبذة يسيرة من أخبار الدنابلة................................................... ٣٩٤

٤٠٨