السابق من ذي الحجة منها ، وحمل الى الجانب الغربي من بغداد وصلي عليه ، ودفن بالقرب من قبة أحمد بن حنبل رحمهالله (١).
سنة خمس وستين وأربعمائة
فيها هرب الأمير أبو الجيوش علي بن المقلد بن منقذ من حلب خوفا من صاحبها الأمير محمود بن صالح ، حين عرف عزمه على القبض عليه ، وقصد المعرّة ، ثم قصد كفر طاب (٢).
وفيها ورد نعي الأمير عطية (٣) عم الأمير محمود بن صالح من القسطنطينية في ذي الحجة.
وفيها ورد سار الأمير محمود بن صالح من حلب فيمن جمعه وحشده من عسكره الى الرحبة.
وفي هذه السنة وردت الأخبار باستشهاد السلطان العادل ألب أرسلان ابن داود (٤) أخي السلطان طغرلبك ، ملك الترك ، على نهر جيحون ، عند
__________________
(١) انظر حوله كتابي مائة أوائل من تراثنا ـ ط. دمشق ١٩٨٢ ، ص ٣٨٨ ـ ٣٩٢.
(٢) كانت كفر طاب بلدة ذات شهرة ومكانة كبيرة ، بقاياها اليوم قائمة على قرابة / ٢ كم / إلى الغرب من بلدة خان شيخون على الطريق العام الواصل بين حماه ومعرة النعمان فحلب ، وكان الأمير علي أخا لمحمود بالرضاعة ، صاحب مكانة كبيرة في بلاد الشام ، وهو الذي استولى على قلعة شيزر الحصينة ، وسبب قيام الأسرة المنقذية ذات الدور الكبير أيام الحروب الصليبية. انظر زبدة الحلب : ٢ / ٣٤ ـ ٣٥. مدخل إلى تاريخ الحروب الصليبية : ١٨٦ ـ ١٨٨.
(٣) هرب عطية بعد انتزاع حلب منه إلى الأراضي البيزنطية ، وجاء بعد معركة منازكرد على رأس قوة بيزنطية يريد مدينة حلب ، فأخفق ، ومن ثم عاد وذهب إلى القسطنطينية ، حيث قيل بأنه «سقط من سطح كان نائما عليه وهو سكران ، فمات سنة أربع وستين» زبدة الحلب : ٢ / ٣١.
(٤) في الأصل : عبدد ، وهو تصحيف صوابه ما أثبتناه ، فألب أرسلان هو «ابن جغري بك .... وله ولكل واحد من آبائه اسم آخر بالعربية ، واسمه بالعربية محمد بن داود ...» مدخل إلى تاريخ الحروب الصليبية : ٢٧٨.